كاتب الموضوع :
أميرة الورد
المنتدى :
القصص المكتمله
تابــــــــع الفصل الأخير:عزة الرحييييل:(2)
*:*:*:*:*:*:*:*:*:*:*:*:*:*:*:*:*:*:*:*:*:*:*:*:*: *:
*:*:*:*:*:*:*:*:*:*:*:
*:*:*:*:*
*:*:
ودعته وبودي لو يودعني
صفو الحياة وأني لاأودعه
"اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري
وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي ،وأصلح لي آخرتي
التي فيها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير
واجعل الموت راحة لي من كل شر"رواه مسلم
في هذا اليوم كانت عفاف تجلس مع الأستاذة زينب -مدرسة المواد الدينية في المدرسة الأهلية- كانت زينب تحدث عفاف عن مشاريعها الدعوية ،وعن رغبتها برفع الروح المعنوية لطالباتها ،وأن الثقة بالنفس والثبات على الحق هو مايقتل الأعداء.....
سعدت عفاف أنها أمام أستاذة متمكنة..
كانت زينب في الخامسة والثلاثين من عمرها، فهي تكبر عفاف بإحدى عشرة سنة فقط ، ولكن احترام عفاف لها كان يضيف لها المزيد من السنوات...
بعد انتهاء الدوام كان الجو مطيراً والرؤية غائمة...
كانت عفاف تنتظر زوجها ..
مرت عليها الأستاذة زينب فعرضت عليها أن توصلها معها فهي ستعود مع سائقها وزوجته ..
اعتذرت عفاف أنها تنتظر زوجها..
قبل أن تخرج الأستاذة زينب نادتها عفاف :أستاذة زينب -فقد كانت عفاف تحترمها لأنها تكبرها سناً وعلماً-نظرت إليها زينب ،نعم ياأستاذة وهي تضحك..
ردت عفاف: أنتظر الغد بفارغ الصبر سأجلس بين بناتك.. أنا متشوقة لمحاضرك..
تبسمت زينب ابتسامة مبهمة.. وهي تقول وأنا أكثر شوقاً منك ....
خرجت زينب..
تبعتها عفاف بعد أن حظر زوجها فركبت معه..
كانت عفاف ترقب السيارة(الفان)التي تستقلها زينب..
كانت تقول لزوجها: هذا السائق يقود سيارته على عجل وكأنه لايرى السيول تملاء الشارع سوف أتصل بزينب لأنبهها....
قبل أن تخرج عفاف هاتفها إذ بسيارة زينب تنقلب وسط الشارع بسرعة هائلة، وتصطدم بحافة الرصيف، في منعطف خطر، ويتطاير الركاب منها..........
فتحت عفاف باب السيارة مسرعة، أسرعت لتنظر في زينب، وجدتها تلفظ أنفاسها الأخيرة، وقد أصيبت إصابات بالغة، والزجاج متناثر حولها ،وقد اختلط دمها بالماء فقد كان الزجاج قد مزق جسدها ......
أدركت عفاف أن زينب تموت وقد استنار وجهها كالقمر....
وفي حين ماتزال يداها يسترهما القفاز انكشفت العباءة عن جسدها ...
همت عفاف بتغطية جسدها وهي لاتكاد تبصرها؛ فقد ملأت الدموع محاجرها..
لكنها أرادت أن تسترها عن أعين المتجمهرين كما كانت طوال حياتها....
أخذت عفاف بعباءة زينب لتلقيها على جسدها المتهالك لكن ويالدهشة عفاف عندما رأت زينب تمسك هي بعباءتها بقوة وتسدلها على سائر جسدها !!
نظرت عفاف إلى وجهها في ذهول!!
رأت ابتسامة جميلة تنير محياها!!
لكن زينب أيضا غطت هذه الابتسامة ،وهذا النور بعباءتها.. !!
حافظت على سترها في دقات قلبها الأخيرة، ثم لفظت أنفاسها ..
لم تستطع عفاف التحرك من أمامها.. كان منظراً عظيماً ........
وفي خضم الوقع هبت رياح باردة، لكن هيهاااات لم تستطع هذه الرياح أن تحرك عباءة زينب؛ فقد غادرت زينب الدنيا منتصرة فهل لهذه الرياح المنهزمة أن تنتصر بعد فوات الأوان!!!!!!!!!!
ازدادت الرياح شدة وعفاف واقفة لاتتحرك، حتى أبصرت أوراق واصلت الرياح تفريقها على المارة..
بل ربما على العالم أجمع..
التصقت إحدى الورقات بوجه عفاف وكأنها أيقظتها من حلم عظيم..
لم تكن هذه الورقات سوى محاضرة الأستاذة زينب(رحمها الله)،نظرت عفاف لم تبصر سوى قطرات من دم هذه الشامخة ،لكن عينيها وقعت على كلمات كانت تود لوسمعتها منها...
((((((((((((( بسم الله الرحمن الرحيم))))))))))))))))
طالباتي العزيزات ،أمهات المستقبل، ومربيات الأجيال،أو كما عوتكن أن أناديكن..بناتي الحبيبات....حفيدات عائشة وخديجة....حفيدات الصحابة والتابعين.. بنات الحرمين...
فالتفرح إحداكن بما حباها الله سبحانه وتعالى من الخير ،ولتعلم أنه بالشكر تدوم النعم...
وإن من كفران النعم استنقاصها ،والنظر فيما أيدي الناس ،والانخداع بالمناظر البراقة..
واعلمي ياابنتي أن الخير على قنطرة والشر على قنطرة بعيدة عنه ، ولن يستطيع الشيطان أن يغريك أيتها المسلمة القوية بالانسلاخ والتفسخ .. ولكنه يسير بمن قبل المسير معه عبر خطوات وممرات ..
ألم يقل ربنا تبارك وتعالى:
( ولاتتبعوا خطوات الشيطان...)
فمتى كانت الفتاة المسلمة سلعة رخيصة !!
وأي عز أكبر من أن أسير فلا يجرؤ أحد أن ينظر إلي! وأن أسير في الشارع فيطأطئ رؤسهم المارة.....!!!!
هل تقارنين بمن هي كالرجال ومعهم ؟؟قد نزعت أجمل مايزين المرأة!!
نعم قد نزعت الحياء ..تشعر أنها سلعة رخيصة وتعرف الحل!
ولكن الأضواء الزائفة تعمي عينيها عن الحق..
فهل كان ذلك التبذل شأن العفيفات..؟؟!!
بل هو والله شأن الجواري والإماء على مر الدهور...
فأنت ياحبيبتي محسودة على هذه النعم.. فيكفيك أنك تشعرين بذاتك، وأنك محترمة لنفسك و...........
وفقد باقي الحديث....................................
زادت دموع عفاف بلل تلك الورقة ،حتى جلست متهالكة على الأرض، وهي تردد بصوت مسموع ماأعظم الإسلام وماأعظم أهله، رغم الناعقين..
تمالكت عفاف نفسها لتسير وهي تردد وماأعظم الإسلام وماأعظم أهله رغم الحاقدين.........
"تمـــــــت بحمد الله"
|