كاتب الموضوع :
أميرة الورد
المنتدى :
القصص المكتمله
الفصل الخامس: شجاعــــــــــــة:
""""^"^"^"^"^"^"^"^"^"^"^"^"^"^"^"^"^"^"^^"^"^"^"^
(ويا قومي مالي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار* تدعونني لأكفر بالله وأشرك به ماليس لي به علم ماليس لي به علم وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار)41 42، غافر
لم تستطع سلمى النوم في تلك الليلة حتى طلوع الفجر ظلت ليلها تفكر كيف تنتشل وعد مماهي مقدمة عليه ،وعد عاقلة وفطنة ولكن يبدو أن قلبها وقع أسيراً لذلك الشاب ...ياعجبي كيف للشيطان أن يدخل من باب الخير..
بعد أسبوع كانت سلمى قد اتخذت قرارها
دعت وعد لمنزلها حضرت وعد وقد ازداد شحوبها ظلت صامته أمام سلمى التي طلبت منها أن تعيد أخر جملة قالتها في المرة السابقة ،وعد لم تكن نسيت حرفاً من ذلك الحديث فقد رددته مراراً في نفسها .
ردت وعد بعد برهة-وهي حانية رأسها- لقد وعدتك إن أنتي ذهبتي معي أن أقطع كل صلة لي فيه ..
قالت سلمى وإن لم أذهب؟
رفعت وعد رأسها وإن لم تذهبي- وابتسمت-سأقطع كل صلة لي به فلن يكون الله تعالى أهون الناظرين إلي..
ضمتها سلمى وقالت لها: إذاً أعدك أن أذهب معك لتعطيه الكتب ثم ينتهي الأمر.
كانت سلمى تخاف على وعد ،تمنت أن تثنيها عن رأيها حاولت أن تقنعها بوضع الكتب في أيٍ من المحلات ثم يأتي ليتسلمها، لكن وعد احتجت بأنه سوف يستلم الكتب بعد العصر مباشرة ولن تكون المحلات مفتوحة بهذه السرعة ،اسقط في يد سلمى التي رأت كم تحتج وعد فرضخت مرغمه ،فكونها تذهب معها أفضل بكثير من تركها لوحدهها....
في اليوم التالي ذهبت وعد بعدأن اصطحبت معها سلمى، ذهبوا لأحد الأسواق، وهناك صلوا العصر في المسجد الذي صلى فيه الشاب الذي قدم للتو من شمال المملكة ؟!
بعد الصلاة احتملت وعد صندوقين ملأتهما بالكتب وملأتهما بشيء لم يره إلا الله تعالى فقد كانت دعواتها أكثر مماسطر في الكتب من الكلمات، وأكثر مماقيل في الأشرطة من العبارات..
وضعت يدها على كتف سلمى وهي ترقب المارة، بعد برهة أقبل شاب..
التبس على سلمى الأمر فلم تكن تتخيل أن ملاكاً يمشي على الأرض !!كان شاباً مفتول العضلات، عريض المنكبين،كانت قسمات وجهه تجبر من ينظر إليه أن يذكر اسم الله،وكانت عيناه تشعان حدة وشباباً..
أقبلت إليه وعد بحجابها فوضعت الكتب أمامه ومضت ، تبعتها سلمى..
مشت البنتان في طريقهما صامتتين وكأن على رؤسهما الطير .....
وفي اليوم التالي لم تكن وعد أحسن حالاً من ذي قبل، ممازاد من حيرة سلمى بعد أن ظنت أن كل ماحدث لم يكن سوى فخ نجت منه ..
لكن بعد أسبوع فاجأتها وعد عندما قالت:سلمى أريد أن أخبرك أمراً أومأت سلمى أن تكلمي ،قالت مازال الشاب يتصل بي..
اسقط في يد سلمى!!
لكنها تنبهت وخاطبتها كماينبغي ,ولماذا؟
ردت وعد_ وقد تحجر الدمع في مآقيها_ لقد علمت أنك الأقدر دوماً على احتوائي فأنت كأختي بل وكأخي..
تبسمت سلمى وقالت:كأخيك يا ظالمة كل هذا الجمال وكأخيك؟؟
ضحكت وعد كما أرادت سلمى ،ردت وعد كأخي في اعتمادي عليك،و أنا عند وعدي في ترك ذلك الشاب..
لكن العبارات تخونني فأصاب بالحرج منه فلا أستطيع أن أصارحه بأن يبتعد ،وقد نسبت كل مايختلج في داخلي من رفض للاستمرار معه إليك ..
لقد أخبرته أنك ترفضين هذا الأمر ولوكان من باب النصح، خاصة بعد أن دخل بيننا موضوع الزواج ،بل وزاد في رفضك أنه لاأمل بزواجنا.....
ولكن يخيل إلي أنه لايفهم، أولايريد ذلك !؟
بل يحدثني عن صلاح حاله ويرجوني أن أستمر في نصحه و....و.....
قاطعتها سلمى كفى، كفى، لاتحرقي قلبي مالذي تنوين قوله؟
ترد وعد ثم أنا سأعطيك رقمه لتتصلي به لتوضحي له ماأريد أنا أن أوضحه له ، سكتت سلمى..
قطعت صمتها وعد....سلمى أنقذيني.
اتصلت سلمى بخالد بعد أن استخارت الله تعالى..
رد بسرعة أهلاً...سلمى من الجهة الأخرى: الأخ خالد ؟هو: نعم، وأنتي صديقتها أليس كذلك ؟
سلمى: نعم، خالد: توقعت ولقد تأخرت علي كثيراً،ماذا لديك حدثيني أنا مشتاق لسماعه؟
سلمى سأحدثك.. ماذا تريد بتلك الفتاة التي دعتك إلى الله وأنت تدعوها إلى النار هذا مالدي!
رد عليها بنبرة المسكين المتيم حرام عليك ماكنت أتوقع ذلك ،أنا أحبها...أنا اخترتها من بين الفتيات.. كل ذلك لمارأيت من أخلاقها وأدبها ،فلها فضل علي، فلقد اهتديت وعرفت بعدها الصلاة والخير..
ولقد دخل حبها قلبي لماذا تحرضينها؟ لماذا هذه القسوة أنت إنسانة لاتعرفين الحب، أنت انسانه لاتقدرين الحب البرئ!!!!!
كانت سلمى تلف خصلات شعرها وهي تستمع لهذا( السيناريو المعروف) وهذه العبارات الرخيصة التي تجدها في كل مكان يرددها الجهال بدون معرفة حقه لمعانيها...
لم تكن سلمى محتاجة لأقل أنواع الفطنة لتدرك أن من يحادثها يفتقد المصداقية في حديثه ،أضاف خالد وأنا لست كغيري من الشباب أنا أنوي الزواج بها..
لم تمهله سلمى حتى فقدت هدوءها ولقد رفض والدك وانتهينا ...وماذا بعد هل ستقيم معها علاقة بريئة ،أم حب عذري،أم رومانسية حالمة؟؟؟!!تكلم..
صمت الشاب.. استنطقته سلمى بسؤال واستحلفته بالله أن يجيبها بكل صدق، رد عليها بنبرة جافة اسألي ماذا هناك ؟
قالت سلمى:وهل ستصدقني؟
رد بالتأكيد ،سلمى وهي تأخذ نفساً عميقاً وتقلب بصرها في السماء أصدقني بالله الذي وهبك النعم وأعطاك الصحة ومكنك من القوة،أسالك بالله الذي أنت لاتنفك من الحاجة له وأنت مخلوق ضعيف لاتدرك افاق مخلوقاته ولومضيت عمرك تسير في ملكوته لتصرم أجلك وما بلغت شيء من خلقه فكيف أنت منه تعالى؟!
أكان ماذكرت من استقامة وصلاح حال من أجل المنعم المتفضل؟!
أم من أجل تلك الفتاة التي أرادت لك الخير فجعلتها وجعلت الخير سلماً تتوصل به إلى مآربك؟
أوتنزل به إلى خندقك؟
هل كانت استقامتك التي ذكرت، وتركك الدخان من أجل تحريم الإله له، وعاقبة إدمانه الصحية، أم من أجل مخلوقة ضعيفة؟
هل دخل الإيمان قلبك فعلاً أم جعلت حتى الإيمان ستار؟
هل تستخدم درجة الرجل على المرأة بتدمير أجمل مافيها من حياء وإيمان أم بزيادتها رفعة وخير؟
أسألك بالله هل فكرت بالله تعالى طوال تلك الفترة؟
هل كنت تحافظ على صلاتك فعلاً؟
هل كان جزاؤها منك مانويته ؟
هل كانت إذ حاولت دلك على الله مجرمة في حقك تريد الانتقام منها؟
هل جعلت الله تعالى أهون الناظرين إليك؟؟
فانفجر الشاب باكياً بكاء مراً كان جواباً عن كل ماسألت، ولكنه هذه المرة كان بكاء خالصاً لله تعالى وهكذا جزمت سلمى ،التي لم تملك دمعات انسكبت رغما عنها.....
اقفل خالد الهاتف وهو يعدها ألايحادث صاحبتها وألا يستغل طيبتها التي جبلت عليها..وانتهت المكالمة..
نقلت سلمى لوعد كل ماداربينهما بكت وعد بدورها من صميم قلبها ..
وعزمت على تغيير رقمها ونسيان ذلك كله..
بعد أسبوع التحقت وعد بدار لتحفيظ القرآن الكريم ،حاولت أن تساعد نفسها على النسيان، فلاسبيل بعد دعاء الله تعالى إلا إشغال ماتبقى لها من وقت ،ومحاولة لزيادة رصيد حسناتها ،فالحسنات تذهب السيئات.
|