كاتب الموضوع :
مجنونة قلبها
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
- ليس هناك مااسمه "نحن"..لقد قلت للطبيب هارمان انني لا اريد زواراً
قالت بإصرار "لكن الزوجه ليست زائره لما لم تخبر الطبيب بزواجك ؟اثقتك بي معدومه الى هذا الحد ؟
اتظن انني قد احرجك امام اصدقائك ومساعديك؟"
مرر كلتا يديه في شعره البني القاتم دليل احباطه وغضبه
- ليس هذا هو السبب لايمكنك ان تفهمي مارسي
قالت بصوت متوسل تحدق اليه
- ساعدني اذن!احبك بلايك ..فدعني اكون زوجتك ارجوك ضمني اليك ..
ضاقت عينا بلايك
- توقفي عن هذا مارسي ..لقد غيرت الحادثه كل شيء
- حتى حبك لي ؟
طغى على وجهه ظل ألم سرعان مااختفى ..
- لم اعد الرجل الذي تزوجته ,اذ يغير فقدان البصر حالنا فنشعر بأننا غير الشخص الذي كان يوما ,علي ان امضي في هذه الحياه
وحدي ,ويؤسفني الا تصلك الرساله في الوقت المناسب فلو استلمتها لما تكبدت مشقة السفر الذي لانفع منه
- لانفع منه؟لايمكنك تغيير واقع زواجنا بلايك انا هنا الان وهذا يعني ان الرساله بدون فائده اسمع ارفض التخلي عن زواج لم يبدا بعد !
- ولن يبدأ !سأغادر المستشفى واقصد شقتي اما انت فسأوقف لك سيارة اجره تقلك الى المطار لتعودي الى لندن على اول طائره
- لست جاداً!
استقامت هامته وتصلب فكه غضبا
- لم اكن قط جاداً كحالي الان
اقنعتها خشونة نبرته انه يعني مايقول فسارعت تقول اول مابدر على خاطرها
- لا رحلات الى لندن حتى الغد ولكن ان كنت ملهوفا للخلاص مني فسأستقل سيارة اجره تقلني الى فندق ما
جاءها رد غير متوقع
" لامارسي ..لن اسمح بإقامتك في فندق وانت بمفردك اذ لاتعرفين "نايروبي"كما انك اجمل من ان تبقي وحيده"
دلك عنقه وتمتم بما هو غير مفهوم
- ارى ان لاحل سوى اصطحابك الى الشقه ..وغدا لكل حادث حديث ففي الصباح الباكر سأطلب سيارة اجره لتقلك الى المطار
- بلايك انا في الثالثه والعشرين ..ولست طفله تأمرها بما تشاء !
انسلت الكلمات من فمها قبل ان تتمكن من منعها فتصاعد عبوس خطر الى وجهه
- وماذا عن الرجل الذي تزوجته؟ألم يعد له وجود ؟
تقدم الى الحمام ثم صفق الباب وراءه ..فصاحت بغضب
- توقف عن الاشفاق على نفسك !
- سيدة سايمور؟
التفتت مارسي الى صاحب الصوت متوردة الخدين
- سيد هارمان ..
- لماذا لاترافقيني لحظه الى الردهه ؟اريد محادثتك
لحقته مارسي الى الممر مستنده الى الحائط لتدعم نفسها ..لقد ارهقتها مواجهة بلايك
- لابد انك سمعت شجارنا ..انا خجوله من نفسي لانني فقدت اعصابي ونسيت للحظات انه اعمى فلم افكر الا في انه يرفض منح نفسينا فرصه
- عرفت ان شيئا كهذا سيحدث انما عليك ان تدركي انه لم يتقبل عماه اذ لايستطيع ان يصدق انه لن يرى مره اخرى ..
هذا عدا الصدمه التي سببها وجودك هنا ان ذلك كله هو سبب تصرفه المخزي
دفعت مارسي راسها "وحتام سيبقى على هذه الحال ؟فأنا زوجته التي تحبه حباً جماً "
هز الطبيب رأسه "ليتني املك الجواب عليك منحه بعض الوقت "
- لكن الوقت ينفذ مني ..انه يتوقع عودتي الى لندن صباح الغد
- لكن هذا اليوم لم ينته بعد ..ماهي خططك الاتيه ؟
رفرفت مارسي عينيها لتمنع تساقط الدموع
- قال اننا ذاهبان الى شقته غير انني اود لو يصحبني الى المزرعه ..حين افكر في الخطط التي وضعناها ..
وتلاشى صوتها
- لاتتخلي عن خططك فهذا اليوم الاولى فقط ..ارجو منك الاتصال بي متى شئت سأترك لك رقما يخولك الاتصال بي في اي
وقت اردته وتذكري ايضا ان رئيسة الممرضات السيدة كورلي هي خبيرة في العمل مع المعاقين بصرياً
وستعلمك كيف تساعدين زوجك في التكيف مع الروتين اليومي اتصلي بها وتواعدي معها
ارجعت مارسي خصلة من شعرها من خدها ..انها لاتفكر ابعد من الغد الذي ينوي فيه بلايك أرسالها على اول طائره الى لندن
- شكرا لك ايها الطبيب هارمان ..اشكر لك نصائحك
ربت على ذراعها "حظاً سعيداً"
نظرت مارسي اليه وهو يبتعد ثم عادت الى الغرفه ثانية فيما كانت تحدث الطبيب ساعد ممرض عجوز بلايك على ارتداء جينز
ضيق وقميص مماثل وهذا زي طالما ارتداه عندما كانا يمتطيان صهوة الجواد
بدا لها بعدما فقد شيئا من زونه اطول قامة واوسم محيا
- بلايك ؟
- اين كنت؟
كانت تتمسك بقشة الغريق..ولكنها ظنت انها سمعت في صوته شيئا من اللهفه الممزوجه بحزن فقالت
- اراد الدكتور هارمان توديعنا وتمنى لنا السعاده
التوى فمه لكنه لم يعلق فتابعت
- ماذا عن غدائك ؟ألن تأكل قبل ان نخرج ؟
- الا تفهمين انني سأختنق بهذا الطعام
- اذن هل تعترض ان اكلته انا اذ لم اتناول شيئا منذ ظهر الامس ..اعرف ان هذا سخيف ولكنني لم اكن على مايرام بالامس
ازداد الدوار الذي شعرت به في الممر منذ قليل سواء فلجأت الى كرسي قرب الخزانه وموجات الغثيان تغمرها والعرق يتصبب منها
- مارسي ؟
لم تتوهم ماتسمعه في صوته من اهتمام ولهفه ولكنها تشعر بسقم تعجز معه عن التجاوب تلمس طريقة نحوها ودس يده الدافئه في شعرها
حتى مؤخرة عنقها
- بشرتك مبلله ..ضعي رأسك بين ساقيك
عندما نفذت نصيحته تلاشى الطنين في اذنيها ثم رفعت رأسها تستمتع بملمس يده على بشرتها ..وتسللت اصابعه الى شعرها يدلك
جلدة رأسها بإصرار لطيف
- افضل حالاً الان ؟
رأت اثر الابتسام حول فمه ..فهزت رأسها ايجاباً ولكنها ادركت انه لايراها ..لقد نسيت الامر للحظات
- اجل ..افضل كثيرا ..شكرا لك
- لاتتحركي
راقبته بقلب ملؤه الحب وهو يحاول ان يجد طريقه الى الطاوله بحثا عن شيء تأكله ..بعد اخطاء عدة تمكن من العودة اليها حاملا
كوب عصير تناولته من يده وسارعت تنهله دفعه واحدة
- طعمه لذيذ
سألها بعدما جلس الى جانبها "بالله عليك لماذا لم تأكلي شيئا؟"
وجدت يده ذراعها فأنزلها حتى المعصم تجس نبضها فارتجفت ..ولكنها قاومت اندفاعاً يدفعها الى احتضان رأسه الاسود
- هو السبب نفسه الذي منعك من الاكل ..لكنني بخير الان بلايك
سمعته يتنهد تنهيده عميقه "انت بحاجه الى الطعام سأطلب صينيه اخرى"
- لا,رجاء لاتزعج احدا سأنهي طعامك
وقفت على ساقين ماتزالان وهنتين ثم جذبت يدها على مضض من يده وسارت متعثره الى الطاوله وبدأت تأكل الخبز والدجاج
وقف بلايك مترددا والتردد ليس من عاداته وبدا يبحث عن الهاتف المعلق على الجدار حتى وجده
تمتم شاتما حين وقعت السماعه ولكنه اخيرا تمكن من الاتصال بسنترال المستشفى طالبا سيارة اجره ثم مالبث ان اجرى
اتصالا اخر وعندما سمعته يتكلم غير الانجليزيه افترضت انه يتكلم لغة الساحل الافريقي التي يتقنها بجودة اهل البلاد..
اعاد السماعه الى مكانها في اللحظه التي دخلت فيها امرأه متوسطه السن الى الغرفه
- نحن جاهزون سيد سايمور ..الكرسي المتحرك وراءك تماما
لاحظت مارسي كيف اشتدت قبضتاه
- استطيع الخروج سيرا على قدمي
- اعرف بماذا تشعر سيدي ولكنها سياسة المستشفى
قاطتهما مارسي قبل ان يتطور الجدال
- بلايك ..لقد توجهت مباشرة من المطار الى المستشفى وقد تركت حقائبي في قسم الاستقبال ..سأذهب لأحضرها
ثم ألقاك عند الباب الرئيسي
- كم حقيبه احضرت ؟
اغمضت عينيها "حملت كل اغراضي الا جوادي كينغ الذي سيصل في اسبوع "
اسودت عيناه واراد ان يقول شيئا ولكنها خرجت من الغرفه قبل ذلك في الطريق الى مكتب الاستقبال تذكرت كلمات زوج امها
"لقد انعم الله على بلايك بنعمة اكبر من بصره انها حبك له عزيزتي"..
ولكن مااسهل القول ! فبعد موت ابيها الحقيقي تزوجت امها من ارمل لم يرزق بأولاد والذي حدث ان مارسي ملأت عليه حياته
فتعلق بها الى حد الشغف ..وكانوا عائله سعيده يغمرها الحب ولكنها عرفت الان انها بحاجه الى اكثر من الحب لمساعدة بلايك
* * *
انتهى الفصل الاول
|