كاتب الموضوع :
مجنونة قلبها
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
فرقعت بلسانها توبخه كان يقف على بعد اقدام من مارسي في صحه وعافيه وبدا مظهره القاسي غريباً وقد ازداد بروزاً في ثياب النوم
كان يبدو على حاله ولكن عليه ملامح جديده كان في بعض الاحيان ينظر اليها فلا تستطيع التصديق انه لايراها ..
مامن احد يستطيع ان يعرف انه اعمى وحدقت مارسي اليه ..انه يمضي فترة الانتظار بصبر مميز..مع مضي الوقت كانت تراه اقل كآبه
اما هي فكانت معنوياتها تحبط شيئا فشيئاً ..ربما انتظر بلايك اكثر مما يجب ربما ارادت ان يعود بصره اكثر مما ينبغي ولكنها لاتريده مبصرا من اجل
نفسها بل من اجله هو
كانت السيدة كورلي تراقبة وهو يحتسي المرطب ثم لما انهى شرابة امرته بالعودة الى فراشة وحذرته من الخروج ثانية تبعتها ضحكته الساخرة
السعيده وهي تخرج وهي ضحكه لم تسمع مثلها منذ زمن بعيد
جلست في هدوء مطبق مرت نصف ساعه كانت خلالها تستمع الى انفاسه المنتظمه ..لقد نام
امسكت حذاءها بيدها ثم سارت على اطراف قدميها حتى السرير لتنظر اليه ..كان مستلقيا على جنبة والوسادة مطوية تحت رأسه ..
ارادت ان تمد اصابعها لترجع الخصلة البنية المتدليه من شعره على جبهته ..ترقرقت عيناها بالدمع من فرط حبها له انه شجاع وقوي
تمتمت قبل ان تستدير "ارجوك يالله !"
- مارسي ؟
شهقت وادارت عينين دهشتين نحوه ..نهض ثم انزل قدمية الى الارض ..كان نور برتقالي من المصباح الصغير يرمي ظلاله على قسماته المستقرة
- اظننت حقا انني لن اعرف لمسة يديك او انني لن اعرف رائحتك ؟عندما يغازل الاعمى امرأته التي يحبها تستيقظ فيه حواسه الاخرى ..
وفي الليله التي قضيناها تركت لمساتك الساحرة تأثيرا لايمحي من رأسي ..وكم رغبت في الاحساس بلمساتك مره اخرى ..تعالي الى هنا مارسي
اذهلتها كلماته واربكتها ..ان كان يريد معاشرتها مره اخرى لينبذها بعد ذلك فلن تتحمل ذلك وعصر الخوف قلبها وتساقطت الدموع السخية من عينيها
- بلايك اقسم بالله انني لم اشأ ان تعرف بوجودي هنا سامحني ..لم اكن اقصد ايلامك بل اردت ان اكون قربك ..كان بمقدور الجميع
رعايتك والتكلم معك سواي لم اطق ذلك ..انا اسفه ..سأذهب ..
وابتلعت ريقها بشدة ..
- لاتخافي مني حبيبتي
انتزع حنانه مقاومتها كلها وشاهدته يضم يديه بين ساقية دليل هزيمة وعجز ..
- هل اذيتك الى درجة ان تخافي مني؟هل يساعدني لو قلت لك ان الحياه بدونك لاتستحق الاستمرار سواء اكنت اعمى ام مبصراً؟
وان التفكير في مواجهة لحظة اخرى من دون ضمك بين ذراعي هو اسوأ عشرات آلاف المرات من فقدان البصر ؟
لم تستطع مارسي التنفس وبدا لها انها انتظرت طوال حياتها هذه الكلمات ..تسللت آهه من بين شفتيها
- احبك مارسي واحتاج اليك اكثر مما احتاج الى الحياة نفسها .. ان اعطيتني فرصه اخرى كنت زوجاً حقيقياً لك حبنا موجود بحد نفسه ..
ولقد برهنت لي هذا ..ليس للوقت او الظروف اي اثر على مانشعر به وماطالما شعرنا به من حب متبادل
قطعت مارسي المسافة القصيرة بينهما راكعة قربه تضم رأسه الى صدرها ولتهمس في شعره البني القاتم
- احبك حباً جماً آه بلايك ..ان لم يرتد اليك بصرك ارج منك الا تدع هذا يؤثر فيك ..فأنا احتاجك ..وسأفعل ماتريد اعبدك
اطبقت ذراعاه على قدها النحيل وتعلق بها للحظات ابديه
- لم يعد يهمني شيء مارسي ..سامحيني لانني رميت قسم زواجنا في وجهك واشكر الله على بقائك
حضنته بقوة غير قادره على الكلام ..وتساءلت عما اذا كان من الممكن ان يموت المرء من فرط السعادة المتفجره في اعماقه واشتدت يده
على شعرها
- حينما تلاشى المخدر لم افكر في احد سواك ثم تذكرت انك على متن الطائره متجهه الى لندن ..فشعرت بأن تلك اللحظه كانت اشد وطأ
على من اللحظه التي اكتشفت فيها انني اعمى كاد يفقدني صوابي مجرد التفكير في ان رجلاً اخر قد يفوز بحبك او ينعم بعواطفك
فتضرعت الى الله ان تعودي إلي مارسي
داعبت عنقه ياقتها
- لكنني لم اسافر
اهتز جسده "لقد قمت بتمثيليه مقنعه سيدة سايمور ..عندما قلت انك موافقة على الطلاق احسست بأن حكماً بالموت الدائم قد صدر بحقي"
- كذبت عليك لانني كنت مضطره اذ لم استطع التفكير في حل اخر في ذلك الوقت ولكني اعدك وعداً قاطعاً الا اكذب عليك عمداً بعد اليوم
عانقها بحب
- لاتتركيني ابدا ..عندما شعرت بيديك على كتفي منذ قليل خلتني احلم ..فبعد تصرفي المقيت ذاك خشيت ان اصدق
ان دعواتي استجيبت
جلست بين ذراعيه تنعم بدفئهما
- لم استطع تركك بلايك ..الحياه بدونك بلا طعم او نكهه لاادعي انني اعرف مايشعر به المرء عندما يعرف انه فقد بصره ولكنني
استطيع القول صادقه انه ليس اسوأ من ان اعيش بدونك في لقائنا الاول في المستشفى يوم طلبت مني العودة الى بلادي لانك لاترغب
في وجودي احسست بأنني محكومة بأسوأ انواع البؤس ..
- سامحيني على ماكبدتك اياه من معاناة
- ليس لدي مااسامحك عليه لانني احبك
ثم عانقها عناقاً جائعاً حنوناً دفعهما الى اعماق احضان الحب رفعها بين ذراعيه ووضعها على السرير بقربه
- ماان يسمح الطبيب بمغادرة المستشفى حتى نسافر لنمضي مدة شهر كامل بل مدة اشهر عديدة عسل لااريد ان يشاركني فيك
احد اذ اسأحتاج الى وقت طويل حتى اصدق ان هذا يحدث لي حقا ..لكن هذا حقيقه وانت حقيقة ..اليس كذلك ؟انت حبيبتي الجميلة
الخلابة الى درجة الألم
باتت غير قادرة على احتواء السعادة ولكنها ذكرت نفسها بأنهما في غرفة مستشفى ..وهي الان على وشك ان تنسى كل شيء
تمتمت بصوت اجش "بلايك ..قد يدخل علينا احد "
- انا ادفع اجرة هذه الغرفة فإن اردت احتضان زوجتي فهذا شأني انا لاشأن احد سواي
تذكرت بلايك الذي تعرفه منذ زمن بلايك الواثق من نفسه المغرور
- انتظري فقط ريثما نرجع الى البيت سيدة سايمور
ضمته اكثر فأكثر "احبك عندما تناديني هكذا"
- مارسي ماان تصدر التهم رسمياً ضد غرانت والاخرين حتى نسافر الى اي مكان تختارينه انت
- لااريد الا ان استقر في المزرعه
- المزرعه؟
رفع حاجبه مظهرا الذهول والعجب
- انهااجمل مكان في العالم ارجوك ..ارجوك لاتبعها ..لااستطيع تحمل بيعها
جلجلت قهقهة من حنجرته
- آه! مارسي ..مارسي ..انا لااستحقك
وضمها مجدداً فهمست "لما تقول هذه الكلمات؟"
- نحيت عني اعظم قلق اشعر به لقد تساءلت منذ البداية عما اذا كنت محقاً معك
رفعت رأسها تنظر اليه "بلايك ماذا تعني بقولك؟"
طأطأ رأسه يعانقها "انت لاتعرفين ماشعرت به عندما رأيتك اول مره لولا وجودك في مجتمع متمدن لخطفتك من غرفة استقبال ابي ولحملتك
الى مرتفعات نائيه وعندما انتقلنا الى المزرعه بدوت لي سعيدة جدا ولكنني لم اجرؤ على التصديق وفي ظني انك تتظاهرين بالسعادة
من اجلي ..فلأضمك مارسي ..ولأحبك الى اخر عمرنا"
|