كاتب الموضوع :
مجنونة قلبها
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
كانت يداه تمسدان شعرها الاسود الطويل ..فخرجت انفاسها في شهقات قصيره
- لقد احتجت الى الشعور بك على مقربه مني منذ وقت طويل ..منذ سنوات ..
وارتجف صوته بانفعال فصاحت بصوت منخفض
- بلايك ..احبني ..احبني ..
وغطت وجهه بيديها تقبل عينيه ثم تدفن رأسها في شعره تمتم
- لااظن انك بحاجه ان تطلبي ذلك ..بشرتك كالحرير ..هاانا اشعر بخفقات قلبك واحس بأنفاسك تتهدج من يدي ..مااكثر عدد الليالي
التي تخيلتك فيها هكذا بين ذراعي ..تطلبين حبي ! احتاج اليك حتى لايبقى فيك جزء غير مملوك لي
اشعل عناقه موجات من الحب والشوق في كيان مارسي وشعرت بالنعيم بين ذراعيه فذابت حبا وشوقا اليه ..ومضى الليل رائعا ساحرا
كانت فيه دموع الفرح خير دليل على سعادتها
في وقت ما ..قبل الفجر بقليل سمعته يتمتم باسمها ..وقد حرك الشوق في صوته قلبها مجدداً فتصاعدت انفاسها بإثاره وسعت
اليه فضمها اليه بحماسه شرسة كانت تتوق اليها ثم مالبث ان استكانت بين يديه لتعود الى النوم الغني بأحلام عن الرجل الذي تحبه
- بلايك ؟
عندما لم تتلق رداً مدت يدها الى زوجها بحثاً عنه ..لكن يدها احست ببرودة الفراش فاستيقظت فجأه ..لقد ذهب
نظرت الى الساعه قرب السرير ..يكاد ينتصف النهار بدا لها مستحيلا ان تنام حتى هذا الوقت المتأخر ..لمحت عيناها كومة الثياب
التي مازالت في مكانها قرب السرير ..اغرقتها ذكريات حبهما المشبوب في الحب والشوق ..ليس في الكون كلمات قادرة على وصف
الفرح الذي شعرت به لانها اصبحت معه ..اخيرا ..
تسللت من السرير وارتدت روب الحمام ..ثم لما قامت بجولة سريعه في المنزل تأكدت مخاوفها
لقد غادر بلايك وكارل المنزل .. ان ليلة امس ليلة مميزة ولكنها بحاجة الى كلمة تطمين من بلايك ولو انتظرت حتى يعود
من عمله لجننتها افكارها ومشاعرها
طوال الليل فرض بلايك عليها وعليه جواً من السحر والفتنه ..شعرت مارسي بالرضى العميق لانها جعلته سعيدا ..
لكن مع قدوم الصباح بدا لها كل شيء مختلفا لقد ترك فراشهما بدون كلمة ..انها تعرف مافي قلبه ولكنها بحاجة الى معرفة مايدور في رأسه ايضا..
وهذا مالا يمكنهما مناقشته عبر الهاتف ..لو فاجأته في المكتب لتمكنا من الخروج الى العشاء ولقضيا الليل ربما في فندق ..
فأمامهما مستقبل كامل يتكلمان عنه
شعرت بالثقه بعد هذه الليلة التي مرت لذا ظنت انه لن يعترض على ظهورها في المكتب لقد اصر على ان تبقى بعيده عن الانظار
حتى يوم الحفله والحفله مضت وانتهت واصبحت تجد ان لاداعي للبقاء بعيده ..ارادت ان ترى مكاتب شركته وان تحس بانها جزء من
حياته وهاهي لاتطيق صبرا حتى يضمها ثانية بين ذراعيه
عند العصر كانت مارسي جاهزه فتوجهت بالجيب الى نايروبي ومعها حقيبه تكفي حاجيات ليلة واحده وضبت بعض الثياب وادوات الزينة
على امل ان يرضى بلايك الذهاب الى فندق ما كانت قد استحمت وارتدت ملابسها بعنايه وكان مااختارته فستاناً فرنسي الصنع لونه ازرق خلاب
.. وفي سبيل التغيير عقدت شعرها فهي تريد ان تظهر جميلة امام زوجها حتى وان كان غير قادر على رؤيتها
بعد ثلاثة اميال على المسير ارتفعت حرارة السيارة فعضت شفتها احباطاً ..وخففت سرعتها ثم توقفت كان الماء في جهاز التبريد
يغلي بصوت مسموع فعزت السبب الى الحادثه التي وقعت عند سقوط المطر منذ اسابيع عادت الى الجيب وانطلقت به حتى وصلت به
الى اول محطه وقود صادفتها
اكتشف الميكانيكي ان جهاز تنظيم الحرارة الآلي بحاجة الى تغيير ثم قال انه لايمكن تركيب القطعه الجديده حتى اليوم التالي ..
لم تجد تحت ظل هذا الظرف الطارئ بدا من استدعاء سيارة اجره لتقلها الى مكتب بلايك ..حملت معها الحقيبه الصغيره رافضه
ان تثبط عزيمتها اعاقة بسيطه
تحتل شركة مناجم سايمور مجمعاً من الشقق التي تقبع فيها مكاتب فخمه بعد رحله قصيره في المصعد وجدت مارسي نفسها في
الطابق المخصص لجناح بلايك لأعضاء مجلس الادارة صدمها اول الامر حجم المكان والزجاج والكروم والنباتات الخضراء المجتمعه
قرب لوحة افريقيه رائعه تحتل قسم الاستقبال لمحت احدى السكرتيرات مارسي وهي تخطو من المصعد فصحبتها الى جناح بلايك
الخاص ولكن مارسي وضعت يدها على ذراع السكرتيرة وسألت "هل زوجي بمفرده؟"
- اجل سيدة سايمور
- اذن اريد مفاجأته فهل من مانع؟
- بالطبع لا
ابتسمت السكرتيرة وعادت الى مكتبها تنظر الى مارسي باهتمام شديد
حاولت السيطره على خفقان قلبها ثم تسللت الى مكتبه بخفة كان بلايك وراء مكتب خشبي يجلس في كرسي دوار كبير
وضعت اغراضها من يدها وتسللت اليه ثم انحنت تلثم قبله على عنقه وقالت هامسه
- افتقدتك هذا الصباح بحيث لم استطع البقاء بعيدا
استدرات لتجلس قربه ولكنها توقفت مسمرة ..فالرجل الذي يتضور ألما امامها لايشبه زوجها الذي كان يغلي شوقا
بين ذراعيها ليلة امس
كان مستلقيا الى الخلف في كرسية الجلدي شاحب الوجه مغمض العينين لقد شاهدت هذه النظرة على وجهه عدة مرات في الاسبوع
الاخير انها نظرة الألم المبرح ايقظته شهقتها الخفيفه فاستوى في مقعده وظللت قسمات وجهه قسوة
- ألم اقل لك ان هذا المكتب هو خارج نطاق حدودك !
افقدها غضبه توازنها ولكنها اقتربت منه قائله
- لاارى مايدفعني الى الابتعاد بعدما تعرفت الى جميع موظفيك منذ متى وانت على هذه الحال؟انت مريض لايمكنك الاستمرار هكذا!
- اعود فأكرر ان صحتي هي شأني الخاص ..آه تصيبني شفقتك بالغثيان مارسي
- شفقة ؟
كان لصوته الرسمي رنين متسلط
- توقفي عن التمثيل لقد لاحظت تضحياتك ..فقد قمت ليلة امس بتنازل بطولي لرجل اعمى ..ولكن لاتخشي مني فلن اطالبك
بتكرار العرض واعلمي انني ارفض الزواج القائم على الشفقه
لو صفعها صفعة قوية لما استطاع ايلامها الى هذا الحد
- اتدعو معاشرة زوجك تنازلاً؟
ارعبتها ابتسامته الميته
- وماذا تسمينها اذن؟اسداء خدمة لرجل اعمى ؟هل قلت لنفسك فلأدعه يظن لبعض الوقت انه كامل الاداء ..!
يجب ان اعترف انك ممثله حقيقه مارسي ..حتى وبعد معرفتي بما انت قادرة عليه مازال جزء كبير مني يستجيب لتلك المشاعر
- توقف عن هذا بلايك!
- اعترف انني فقدت عقلي بين ذراعيك لقد بعتك نفسي فترة قصيره ولكن لحسن الحظ انه جاء مع الصباح التعقل والرشد
تمسكت بحافة احد المقاعد وكأنه طوق نجاة وقالت بصوت مرتجف
- كيف تتمكن من قول هذا ؟
رد دون رحمة
- وكيف لااتمكن ؟قلت لك انني لااريدك هنا اصلا ..وماحدث بالامس هو نتجية فترة طويله من الخداع لصاالح شركتي ..ولكنك
وفيت بالغرض المطلوب منك وحصل كارل على معلومات قيمة ..لذلك يمكننا التوقف عن الادعاء ..لقد انتهى زواجنا الذي ماكان يجب ان يعقد اساساً..
- اليس لي قول في هذا ابدا؟
انحنى الى الامام في مقعده يضع راحتي يديه على المنضده
- سأطلقك ..اما كارل فسيقوم بشرح كافة التفاصيل لك لقد توصلت الى تسوية ملائمه لتعويضك عن كرمك نحوي ليلة امس ..
اقر انك تماديت اكثر ممايستدعيه الواجب مارسي ..ومن اجل ماقدمته ستنالين مكافأة كبيره
- مكافأة ؟
رنت الصيحه في الغرفه واكملت
- كيف تجرؤ على التفوه بهذه الكلمات ؟كيف تجرؤ ؟لابأس ..لن اوافق على الطلاق ..!
شعرت بدوار اجبرها على الاتكاء الى المقعد لتدعم نفسها ولكن رده الهادئ سلبها ماتبقى من قوة اعصابها
- اظنك ستوافقين لقد حجزت لك تذكرة لمغادرة نايروبي صباح الغد وغدا مساء ستكونين في "وايت اوكس "وضبي ماتحتاجين اليه
في الوقت الحاضر وسأرسل ماتبقى من اغراضك بالباخرة الى لندن
- وماذا ان غادرت كينيا وانا احمل طفلك؟
انتفض عرق في صدغة فلم يفكر احد منهما في ماقد ينتج عن ليلة البارحه
- ان حملت بطفلي خصصت له وديعه مالية ..فأنا لااتخلى ابدا عن مسؤولياتي
قفز قلبها خوف ما
- تنكر على نفسك الرغبة في ضم طفلك بين ذراعيك؟والمتعه في ان تكون اباً؟
- سأكون ابا اعمى على اية حال نحن نتكلم عن امكانيات لاعن وقائع وربما حان الوقت لأقول لك انني عرضت المزرعه للبيع
سبق ان وعدت غرانت بأن تكون له ان قررت بيعها سيأتي هو وفال يوم الاحد لمعاينة المنزل قبل اتمام الصفقه لقد اعطاني العربون لها
ولهذا السبب اريد ان تغادري في الصباح
لم تستطع مارسي استيعاب ماقال
- المزرعه هي فخرك وفرحك بلايك ..فكيف تتخلى عنها ؟بالله عليك لماذا تفعل كل هذا ؟
- ألم تلاحظي انني اعمى ؟اعتقد انه تكفيني الشقه في مستقبل ايامي الممله ان قرب الشقه من مكاتبي يهون علي صعاب العمل
هذا ان بقيت الشركة اصلا وباختصار اقول انني ماعدت بحاجة اليك في حياتي
- تتكلم وكأنني موظفه تطردها من عملها ..ولكنك لن تستطيع التحرر مني بالطريقة ذاتها
- بل اظنني قادراً ..فأنا لن امنحك فلساً واحدا حتى تمنحيني الطلاق كما ارى ان لاخيار امامك بعدما قررت بيع المنزل الا الرحيل
هذه هي تذكرة سفرك
اخذ مغلفا من درج مكتبه ورماه على المكتب
- سيحضر كارل الى المزرعه في السابعه صباحاً ليقلك الى المطار غدا وليناقش معك تفاصيل الطلاق اظن ان هذا هو كل شيء
- قل لكارل انه يضيع وقته
وارتدت على عقيبها تتجه الى الباب ثم التفتت
- لن اغادر كينيا بلايك ..حينما تعود الى رشدك اتصل بي في فندق "نيوستانلي"
وخرجت من المكتب باتزان وقور فهل تكون بهذا قد خرجت من حياته ايضا؟
* * *
|