كاتب الموضوع :
مجنونة قلبها
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
كان هذا الاحساس الجديد مختلفاً جدا فانسلت من بين شفتيها شهقة سرور ثم شعرت بأنه يحب تلمس بشرتها المخمليه
وقال هامساً
- اقسم انني لم اكن اريد ان يحدث هذا..
ولكنه جذبها اليه متأوها آهة كراهيه للذات
- مارسي ..
واطبق عليها يعانقها بلهفه وجوع
تلاشت الارض تحتهما بعد استسلام مارسي لشوقها المكبوت ..واصيبت بهذيان الشوق فقد اشعل عناقه احتياجات قلبها
كان يفعل بقلبها وروحها وعقلها مايريد ..كانت مخدره تخديرا عجزت معه عن سماع صهيل ديابلو القلق على بعد ياردات منهما
بدا الجواد الاصيل يشخر ويصهل بشراسه ..واخذت حوافره تضرب العشب الاخضر بحركات متوتره بدت الاصوات التي كان يصدرها
اشبه بأصوات انسان في تلك اللحظه دحرجها بلايك معه فوق العشب بقوة تفوق قوة البشر وبسرعه سحبت منها انفاسها
وضع يده على فمها "لاتتحركي ..لاتصدري صوتاً !"
تسمرا في مكانهما وكان رأس مارسي في صدره حيث تضهما ذراعاه ..ولانها عاشت بين الخيول معظم حياتها عرفت مارسي ان ديابلو
غارق في معركة مع شيء قاتل معاد تعلقت بقوة اكبر بالجسد المتوتر الذي يحميها من الخطر ..
اخيرا هدأت حركات ديابلو المحمومه ..ثم سمعت صوت صهيله الناعم وهذا يدل على ان الخطر الذي كان قد ولى
- ارفعي رأسك ببطء مارسي وانظري من فوق كتفي ..اظن ان ديابلو صارع افعى لقد سمعت فحيحها قبل ان يضربها ديابلو ..اخبريني ماذا ترين!
فعلت كما قال لها "انت على حق ,انها افعى"
واختنق صوتها
- صفيها لي
لعقت شفتيها الجافتين وشعرت بأسنانها تصطك
- لست متأكدة ..طولها ثلاثة اقدام رأسها كبير ..انها ميته ..كما اعتقد
- لونها ؟
- ليت متأكدة ..بني رمادي ..ربما ؟
- هذا ماتصورته لازمي مكانك
نهض بلايك بخفه واطلق صفيرا ..صهل ديابلو وتقدم الى سيده ..الذي راح يتحدث اليه بصوت منخفض يربت قوائمه ويمسح العرق
عن عنقه الضخمه
- اصعدي على ظهره فيما اقوم انا على تهدئته لقد عانى من عرب كبير
وقفت مارسي واعتلت صهوة ديابلو الذي ارتجف تحتها ونظرت مارسي الى الافعى الراقده دون حياة فوق العشب المهشم فارتجفت
وكأن تيارا كهربائيا سرى في جسدها وماهي الا لمحة بصر حتى كان بلايك جالسا قربها يوجه الجواد الى المزرعه هامسا في اذنها "فلننطق الان"
- سأخبر كورتني عن الافعى ..سيرسل الرجال للتخلص منها ..وللتفتيش عن سواها ..لم اشاهد افعى في هذه المنطقه منذ سنتين ..
اذ نادرا ماتظهر اعتبري ماحصل انذاراً وتجنبي الخروج بمفردك عديني بذلك ..افعى الكوبرا سامة وهي تلسع الانسان في عينيه ..
سمها يعمي في لحظات
احست مارسي انها على وشك الاغماء "لن اخرج بدونك"
- تفاهمنا اذن
- اجل
- الشكر لله لانك لم تذعري ..انت امرأه فريده من نوعها مارسي
كان صوته متهدجا من التوتر
- ولكنك لم تعطني الفرصه لأخاف ..لم اكن ادرك اين انا...اعني ..
وفتشت عن الكلمات وهي تتذكر ماجرى ..فلولا خوف ديابلو من الافعى لكانت ماتزال بين ذراعي بلايك
- لاتفسري شيئا انسي كل ماحدث هناك مارسي ..فلن يتكرر ماحدث مره اخرى
اودى بها قراره المتجهم الى جهنم التي شعرت بأنها ستبتلعها وهي حيه
راجعت ماجرى اثناء الاستحمام ان بلايك رغم عماه كان المسيطر منذ لحق بها الى الاسطبل ولكن الا يعرف ان عماه لم يسلبه رجولته
او قدرته على حمايتها ؟ بل على العكس ..لقد اصبحت حاسة سمعة ادق وارهف فمارسي لم تسمع ابدا فحيح الافعى اما هو فسمعه وهذا دليل
على ان بلايك قادر على ان يكون فعالا ..في عالمه المظلم الجديد
وجدت ان عليها المسارعه للعنايه بكدمته فتحت صندوق الاسعافات الاوليه فتناولت منه حبوبا مضادة للألم وكيسا للثلج ملأته فورا
ثم توجهت به الى المكتبه
- بلايك ؟معي دواء لرأسك ..هل لي ام ادخل ؟
- لااريد دواء مارسي
لم تنتظر اذنه بل دخلت الى الغرفه تقول "سأكون انا الحكم"
لم تكد تصدق انه الرجل الذي كان معها منذ نصف ساعه الرجل الذي احتضنها بين ذراعيه فوق العشب ..يالله كيف يقدر على الجلوس
هادئا بعدما جرى بينهما؟
- لااذكر انك طلبت منى الاذن لتبعدني عن الخطر تفرض بعض الاوضاع على المرء تصرفه وبما انني ارى هذه الكدمه بوضوح اجد
نفسي مضطره الى معالجتها ..استلقي بلايك وضع كيس الثلج على رأسك ..ثم تناول هذه الاقراص التي وصفها لك الطبيب هارمان ..
لم تنتظر حتى تسمع رده بل توجهت الى الحمام لتحضر له كوب ماء وعندما عادت وجدت انه عمل بنصيحتها فاستلقى على الاريكه ممسكاً
بكيس الثلج الذي وضعه على صدغه ..كان وجهه قناعاً من خطوط متوتره واحست بألم لانها مسؤوله عن ألمه
لامست يده بالكوب "هاك الماء ..خذ الاقراص ..يخف ألمك"
مد يده الى الدواء وابتلعه بدون جدال ثم وضع الكوب الفارغ على الطاوله بدون مساعدتها لاحظت شحوباً خفيفاً على بشرته السمراء
فازداد قلقها ..كانت الغرفه باردة ربما يجب ان تدثره بدثار قطني خفيف
تمتم وهي تقف هناك حائره
- انت تتعمدين البقاء مارسي ..فلننه الامر ..غطيني ثم ضعي لي الوسائد هيا العبي دورك حتى النهايه
ارتفعت يداها الى خصرها ..كان بلايك عاجزا وغاضبا كنمر دخلت في قائمته شوكة وضعت عليه الغطاء ويداها ترتجفان ..من قال
ان الكلمات لاتجرح لايعرف شيئا عما يتكلم! سحبت انفاسها بقوة وغادرت الغرفة وهي تكاد تصفق الباب وراءها ولكنها لم تشأ ان تعطيه هذا الرضى
توجهت الى المطبخ لتحضر مايقيم بأودهما وعندما جهزت الطعام عادت الى غرفته فوجدته يغط في النوم وكيس الثلج على الارض
انحنت تلتقطه عابسه لتعيده الى صدغه ..وفيما كانت تنحني شاهدت قطرات عرق على جبينه وعلى شفته العليا ..
فتحسست جبينه ..انه ساخن! وكان على لمستها ان توقظه ولكنه ظل يغط في النوم سارعت مذعورة الى الهاتف تتصل بالطبيب هارمان
الذي راحت تقص عليه ماحدث بالتفصيل
قال لها "لااظن ان الامر خطير سيدة سايمور ..كما لااظنه يعاني الا من صدمة بسيطه ان اية ضربه على الرأس قد ينتج عنها ورم
او حمى في بعض الاحيان او تقيؤ لقد احسنت صنيعا انما حتى تطمئني تحسسي حرارته وتنفسه في الفترة القادمه فإن نام كثيرا
ووجدت ان نومه غير طبيعي اتصلي بي ليلاً اونهاراً اريد رؤيته في المستشفى صباحا ..افهمت هذا؟"
- شكرا لك دكتور ..سأسعى جهدي ليكون عندك
لانها تعلم انها لن تستطيع التركيز على شيء وبلايك في حالته هذه اخذت سندويشاً الى غرفته واختارت قصه من بين كتبه وستكون
بهذا قادرة على القراءه وعلى مراقبة اي تغيير يطرأ عليه
استحوذ الكتاب على اهتمامها ولكنها لما سمعت بلايك يتحرك وضعته من يدها ..استيقظ بعد ثلاث ساعات ثم جلس..
تقدمت مارسي الى السرير تغمرها الراحه العارمة
- هل انت افضل حالاً؟
|