كاتب الموضوع :
مجنونة قلبها
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
التفت اصابعه على قبضة السكين
- وهذا يقتضي منا الاستقرار والتنعم بالزواج ..علي ان امثل دور العريس المفتون امام الجميع انني لااحمل هما خاصه وان بين
ذراعي احمل عروسي ..سيكون زواجنا اسميا فقط مارسي غير انه لن يعرف احد سوانا وسوى كارل بذلك
تصاعدت المرارة الى حلقها
- طبعا
ضاقت عيناه "في الاسبوع القادم يصل كارل الذي سيكون ضيفا علينا هنا في المزرعه"
نظرت مارسي امامها مباشرة "فهمت"
- ستكثر التساؤلات لو ظهرت في المكتب وبقيت انت هنا في المزرعه ..غرانت يعرف اننا هنا وحدنا ومن رنة صوته اعرف التأثير
الذي تركه وجودك فيه هو عادة غير هادئ هكذا لقد قال لي انه لو كان لدي عقل لبقيت معك هنا في سبات عميق ..بعد ساعه سيعلم
من في المكتب انني استمتع بشهر العسل ان القرار الان قرارك ..فهل مااطلبه منك كثير علي مارسي؟
ارادت ان تصيح :اجل !
انه يجلس هنا قريبا منها وبعيدا عنها في آن واحد فكيف تتحمل ذلك ؟اتحبه الى درجة التضحيه بحاجاتها الشخصيه ؟
ارتجفت شفتاها وهي تحاول ايجاد الكلمات المناسبه ..ألم تكن راغبه في ان تكون زوجته تحت اية ظروف ؟
اتسخر منها الاقدار الان ؟
نظرت مارسي الى الرجل الذي يملك قلبها في راحة يده وتصاعدت المشاعر في صدرها بسبب ماترى على وجهه من كآبه سوداء
..هل الوقت كفيل بتحطيم مقاومته ؟لقد احبها حبا كبيرا دفعه الى الزواج بها
- افهم ان امامك شركة تفكر فيها ..والان بعدما شرحت لي الامور انا مستعده لتقديم يد العون
تعالى صدره متنفسا الصعداء
- شكرا لك مارسي ..سأتخذ الاحتياطات اللازمه لحمايتك وعندما ينتهي الامر سأعوضك عن كل شيء
اوشكت ان تقول له ان هناك طريقة واحدة للتعريض عليها ولكنها قالت
- والان هل تسمح لي بالاستحمام ؟
- سيكون هذا المنزل منزلك مادمت فيه افعلي فيه ماشئت لذا لا داعي الى استئذاني في شيء انما هناك شيء واحد اطلبه منك
ارتفع رأس مارسي وهو يمد يده الى جيب قميصه
- من المهم ان يظهر زواجنا حقيقا لذا فانا مضطر الى وضع هذين الخاتمين في اصبعك ..
ووضعهما على الطاوله
- انا في المكتبه ان احتجتني
وترك المطبخ متلمسا طريقه بواسطة الجدرا
التقط الحجر الكريم اشعة الشمس فتشظى منه على السقف آلاف اقواس قزح ..فهمت الان سبب تمسك بلايك بيدها اليسرى طوال
الطريق الى المزرعه ..فهو لم يجرؤ على ان يلاحظ غرانت وضع علاقتها على حقيقتها
فتحت مارسي يدها ودست الخاتمين في مكانهما ..لقد سبق ان ندمت على تصرفها في الليله السابقه ..ولو كان لها ماارادت لما خلعتهما ابدا
بعد غسل الصحون سارعت الى الحمام المحلق بغرفة نومهما فاستحمت بسرعه ..ثم راحت تجفف جسمها بالمنشفه وبعد ذلك ارتدت جينزا
وقميصا قطنيا ثم مالبثت ان ابعدت شعرها عن عينيها فضفرته ثم رمته على كتفها ..
امضت جزءا من العصر في توزيع الحقائب وفي تعليق الثياب في الخزانه ماان انتهت من تفريغ اغراضها حتى توجهت الى المطبخ
لتعد عشاءً خاصاً كانت تحس براحه لان بلايك موجود على بعد امتار منها لا على بعد آلاف الاميال في قاره اخرى
فكرت ان كارل لن يستطيع الوصول الى هنا بالسرعه المطلوبه ..وبلايك يحتاج الى مساعدة يائسه ..كانت سعيده لان غرانت يونغ
يدعمه لكنها فكرت لماذا لم يأت على ذكر ريتشي شادويك وهو احد المديرين الاخرين من الشركة تعود صداقتهما الى مقاعد الدراسه الجامعيه
التقت مارسي مره في لندن ريتشي في حفله اقيمت في منزل عائلة سايمور ويومذاك رات ان صداقة الرجلين حميمه ..ومع ذلك
طلب بلايك من كارل ان يكون شاهد زواجه الاول وحين سألته عن سبب هذا الاختيار قال لها ان ريتشي لايستطيع المجيء وقتذاك لم
يرضها الرد المبهم ولكنها كانت مشغوله بحيث لم تعلق على الامر أما الان وبعد ان استقرا في المزرعه فقد تجد الفرصه المناسبه لتسأل
بلايك عن ريتشي
ارتدت للعشاء فستانا من اللينو الاصفر الخفيف الوزن وسرحت شعرها فوق كتف واحد ثم وضعت القرط الذهبي الذ اهداها اياه في العام
السابق تعلم انه لايستطيع رؤيتها ولكنها تشعر بأنها افضل حالاً عندما تكون انيقة
- بلايك ...؟العشاء جاهز
كان يجلس على كرسي دوار وراء مكتبه الضخم يسجل صوته على آلة تسجيل
- لااهتم كثيرا بالطعام ..تناولي العشاء بدوني
قالت بإصرار "انه عشاء خفيف ,وانت بحاجه للراحه
فرك عينيه براحتيه ..وبدا متعبا "انتظر مكالمه هامة"
- انتظرها في المطبخ ..سأخرج صينية الطعام من الفرن فلا تتأخر
ارتدت على عقبيها خارجه وراحت تترقب قدومه
كانت السلطة الخضراء مع الخل والثوم جاهزه في البراد اضافة الى ابريق من عصير الاناناس بعد اخراجها لصينية الطعام من الفرن
خرجت الى الحديقه لتقطف باقة من الزهور البرية وضعتها بكل اناقة في مزهريه من البورسلان الابيض
مرت الداقائق فشعرت بأن البهجه التي اعتملت قلبها في وقت سابق قد خبت بعد ان بدأت بتناول السلطه وحيده
عندما ظهر بلايك فجأه في المطبخ خفق قلبها خفقات سريعة لقد قرر اخيرا الانضمام اليها وليس عليها الا ان تمنع نفسها من الوثوب
عليه لاحتضانه
قال وهو يجلس في الكرسي الذي استخدمه وقت الغداء
- لقد وضعت الزهور على الطاوله اشم رائحة النعناع البري
- اجل ..والاضاليا والبتونيا كذلك المنثور والحبق ..اوه ..بلايك ..هناك مكان رائع لزراعة الاعشاب خارج نافذة المطبخ وسيكون
الزرع بهجه لنفسي
تمتم يلتقط شوكته "تبدين سعيده مارسي"
لكن نظره مضطربه كانت تتقاطع على وجهه
- ولماذا لا اكون سعيده ؟لقد حولت الحديقه الى مكان يخطف الاعجاب لااستغرب سبب عدم رغبتك في العودة الى انجلترا ..
لااقوى صبرا على استكشاف الاملاك ..دعنا نخرج في نزهه على ظهور الخيل في الصباح
ابتلع اول لقمة من الطعام ثم قال "هذا مستحيل"
- لماذا ؟قال الطبيب هارمان انك في صحه جيده وانك قادر على متابعة نشاطك العادي ..اضف الى ذلك اشتياق جوادك "ديابلو"
اليك انا واثقه انه بحاجه الى التمرين ..
شد على شفتيه حتى اصبحتا خطا رفيعا وعادت الى وجهه نظرة التشتت والضياع
- يعتني مدير المزرعه بالخيول مارسي ..ان كنت ترغبين في التنزه فخذي السياره الجيب وقوديها على الطرق
المتشابكه بين بساتين البرتقال
- لكنني افضل ركوب الخيل سأطلب تحضير "ديابلو"
- ديابلو شرس جدا ..
- اذن رافقني على ان اركب على الجواد امامك ألم تفعل ذلك عشرات المرات ..سنسير ببطء هل هذا الطلب صعب؟
ساد صمت مطبق قبل ان يمد يده الى كوب العصير ويشمه وقال معلقا
- توقعت عصير البرتقال فيس لدينا اناناس
-وجدت علبه اناناس بين المعلبات فأردت ان اقدمها مع الطعام احتفاء بأول عشاء نتعشاه بمفردنا في منزلنا الجديد
التمع خداه بحمره قاتمه
- كما قلت لك سابقا انت موهوبه في المطبخ .. كل شيء لذيذ كالعادة
دفعت طبقها الذي لم تنهه بعد
- شكرا لك ..اتحب ان تصغي الى بعض الموسيقى بعد العشاء ؟
حملت معي شريطا مسجلا لكونسرتو براهمز ..واظنك ستحب عزف غرافمان لها
- ليس الليله مارسي
هبت عن المائده قائله بلهجه خفيفه "ماذا تريد ان تتناول بعد العشاء؟التين ام المانغا؟
- لااريد شيئا لي
نظرت الى كوب قهوته الفارغ ثم تقدمت اليه لتملأه من جديد تدلى عن غير قصد منها شعرها فلامس خده عندئذ سمعت تسارع انفاسه
قبل ان يقف فجأه على غير توقع ليرمي فوطة المائده على الطاوله فانسكب كوب العصير ..وقال متمتماً
- تصبحين على خير
اصطدمت كتفه في غمرة عجلته بإطار الباب فراح يشتم بعد انتهاء غسل الصحون مرت مارسي بالمكتبه ووجدت ماكانت تخشاه الاريكه المواجهه
لمكتبه معدة كفراش ربما ساعده مدير المزرعه في تحضيرها كان مستلقيا تحت الغطاء وان لم يكن نائما فقد تظاهر بأنه نائم
تابعت المسير على رؤوس اصابعها الى غرفتهما وحضرت الفراش ألن يتنازل ابدا يتركها تقدم له يد المساعده
..ألن يتركها تمنحه الراجه التي تتمنى ان تمطره بها ؟بللت الدموع الساخنه وسادتها ..يالسخريه الاقدار التي جعلتها تنتظر ثلاث سنوات لتصبح
زوجته ثم تجد نفسها بعد تلك المدة وذاك الانتظار وحيده في فراشه تحس بفراغ وضياع لم يسبق ان شعرت بمثلهما قط
* * *
|