كاتب الموضوع :
مجنونة قلبها
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
ماان خطت خطوة الى الردهه حتى سمعت اصواتا قادمه من غرفة الجلوس كانت الاصوات منخفضه بحيث لم تميز الكلمات
ولكن ميزت ان الصوت صوت رجل تصاعد الغضب الى نفسها كمد حارق ..لقد فعل بلايك هذا عامدا متعمدا ليحول دون اي جدال اخر
قد يجري بينهما لقد اتخذ الاحتياطات ليتأكد من سفرها قاطعا بذلك اخر امل لهما بالتواصل ..ماذا تفعل الان؟اتدعي المرض؟
لن يصدقها بلايك ابدا ..انه حاضر لأي نقاش مقنع ..الطريقه الوحيده امامها ان تنفذ مايريد ..ولكن ذهابها الى المطار لايعني بالضروره
السفر لم يفهم بلايك ان الحياه بدونه هي اسوأ من العمى بالنسبه لها
عندما دخلت مارسي الى الغرفه رات رجلا ضخم البنيه اشيب الشعر
قدرت انه في الاربعينات من عمره ..وهذا يعني انه اكبر من زوجها الذي يبلغ من العمر الحاديه والثلاثين وكانت نظرته تقومها ..
وهذا مالم يدهشها لان بلايك لم يخبر احدا عنها واكمل الرجل يعرف عن نفسه
- انا غرانت يونغ ,انوب عن الرئيس حتى يعود الى المكتب تسرني مقابلتك
ومد يده الضخمه ليصافحها ..فهزت له يده
- كيف حالك؟
اخذت تنقل بصرها بينه وبين زوجها الذي تسارعت نبضاتها ما ان حطت عيناها عليه كان يقف وسط الغرفه منفرج الساقين
يرتدي جينزا ازرق وكنزة خضراء قاتمه ..بدا مسترخيا لطيفا وكأنه ليس الرجل الكريه الذي رأته ليله امس
اردف الرجل "انا اسف لتطفلي عليكما في شهر العسل ..بلايك شديد التكتم هل استطيع تهنئتكما لزواجكما ؟
لم يكن لدي فكرة حتى لحظات مضت ان لبلايك زوجة يعود من اجلها الى المنزل "
اتجه نظرة الى الرجل الاطول منه وهذا مااعطاها فرصة لدراسة الرجل الثاني بعد بلايك في السلطة التي اولاها بلايك خير زواجهما ..
ابتسم لها عندما عاد نظره اليها
- ذوقك رائع ياصديقي العزيز ..لااستغرب مثابرتك على السفر سويسرا
تمتم بلايك بعاطفه صدمت مارسي "احمدلله انها الان هنا ..حبيبتي "
مد يده اليها فلم تصدق مارسي ان هذا يحدث ولكنها لم تكن بحاجه الى التقليل من المسافه التي تفصلهما ..واطبقت يده بتملك
على يدها حالما لامسته ..
همس "هل ايقظناك من النوم؟"
وطبع قبله على وجنتيها فكادت لاتصدق تبدل احواله ردت عليه
- لا ..الواقع ان الشقه بدت صامته حتى ظننت انك خرجت ..
عقد ذراعيه حول كتفيها النحيلتين وضمها اليه
- لن افعل هذا سيدة سايمور
ثم انحنى اليها يعانقها عناقا طويلا قاسيا مادت الغرفه بمارسي وجعلتها المفاجأه تترنح ولكن سرعان مااحست بذراعه الاخرى تدعمها
تنحنح غرانت ضاحكا "من المستحسن بي الانتظار خارجا في اللاندروفر او الذهاب الى العمل والعودة ظهرا لاصحبك ؟
ماكان علي ان اتطفل"
تمهل بلايك حتى رفع راسه
- لاتعتذر غرانت ..فلم تكن تعرف انني احتفظ بمارسي لنفسي ..ومن حسن الحظ انه سيكون لي زوجتي الجميله الوقت
الذي تريده حين نصل الى المزرعه
اختنقت شهقة ذهولها بعناقه الذي سعى فيه الى تجاوب اخر اقوى من الاول كان بلايك يريد ان يشهد الرجل الاخر
عرض مشاعره الزوجيه ..وكان يطالب بتعاونها
جذبها معه عميقا الى دوامة من المشاعر فنسيت كل شيء ..الألم والقسوة والرفض ..تركها مترددا ثم همس بعدما رفع رأسه عن رأسها
- اذهبي لتناول الفطور فكفانا احراجا لغرانت لقد عرض ان يقلنا الى المزرعه فإن كانت حقيبتك جاهزه حملها الان معه الى السياره
لولا ذراعه القابعه حول كتفيها لتهاوت ارضا
اشاحت نظرها عن عيني غرانت وقالت "سأسرع"
اتجهت الى المطبخ في حالة وهن وكان رأسها يعج بأسئله لارد لها ..ولكنها ترى ان بلايك مهما كانت دوافعه غير راغب في ابعادها
حمصت التوست وصبت الحليب ولكن افكارها انصبت على تبدل حال زوجها المفاجئ
ترى هل ندم هو الاخر على ماتبادلاه من كلمات ليلة امس ؟هل استيقظ هو راغب في بداية جديده ؟ لم تكن تتصورذلك الجوع
في عناقه لقد نسي في لحظة من اللحظات الرجل الاخر كما حصل لها وهذا يعني بدون ادنى شك ان بلايك راغب في جعل زواجهما
زواجا حقيقا وانه ادرك ان من القسوة الاستمرار في انكار ما يريدانه بقوة ..ان منزل المزرعه بمثابة البيت المؤهل لبداية جديده
حين انهت طعامها نظفت المطبخ ..خرجت فإذا بها تجد ان الحقائب كلها قد اخرجت من الشقه رافق غرانت بلايك الى اللاندروفر
وفي هذه المره صعد الى المقعد الخلفي قبل صعود مارسي ..وعندما جاء دورها امسك بمعصمها ليشدها اليه
- ضع الاغراض الاخرى على المقعد الذي بقربك غرانت ..لانني اريد الاستمتاع بصبحة زوجتي طوال الطريق
- افهم هذا تماما ..
ضحكته ضحكة رجل لرجل ولكن مارسي ضبطته احيانا يختلس النظر اليهما من الواضح ان زواجهما صدمه ..وربما يحس
بالمهانه لان بلايك اخفى عنه الامر
اثناء انشغال غرانت استغل بلايك خلوتهما القصيره ..فأمسك يد مارسي وشدها اليه ولكن لهجته هذه المره بدت متحفظه
ورسميه تقريبا
- النقاش الذي اردته بالامس معك افلت من يدي ..ثمة امور نتباحثها بطريقه عقلانيه ولهذا سنذهب الى المزرعه حيث الجو
مناسب لمثل ذاك النقاش الذي يدور في ذهني ..سأقدر لك الامتناع عن الاسئله حتى نصبح على انفراد ..فأنا افضل ان اترك حياتنا
الخاصه طي الكتمان
طمست كلماته آمالها مره اخرى واظهرت لها سبب ذاك الشغف الذي بادرها به يالقسوته !
ولانها لم تشأ ان تقاسي هي وحدها قوقعت نفسها بين ذراعيه وراحت تعانقه
- كم تبعد المزرعه ؟
تصاعد صدره وهبط بشكل ظاهر "على مسافه ساعة من نيروبي"
- مااروع هذا !
قالت كلماتها وانفاسها تلفح وجهه ومااشد ماكان رضاها عندما شعرت بجسده يتوتر
قال لغرانت "غرانت هل تصحبنا اثناء خروجنا من المدينه الى سوق الاعشاب الطبيه في "بانتو"اذ لااحب ان يفوت مارسي شيئا ؟"
كتب لها بلايك مره عن السوق المحليه التي يباع فيها كل شيء
من جماجم القرده الى لحم القنافذ المقليه ...
وضمت نفسها اليه براحه ان كانت الرحله لاتبعث الرضى الى نفسها فجلوسها قربه هو ماتنشده وماتريده وهاهي تشعر الان
بأنها تلك العروس الصغيره المفعمه بالامل والتي تتظاهر بأخذ دورها ..
* * *
انتهى الفصل الثاني
|