كاتب الموضوع :
المحرومه من الحنان
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
- لا تهتم ، لن يصعب عليه تنظيف السجادة .
- ليس هذا ما يضايقني .
" أعلم " ولم يقاوم رغبتها في أن تضع يدها عليه أغلق عينيه وقال "
أخبرتك ، ألا تلمسيني يا كاترين . "
ابتعدت عنه وقالت " آسفة " .
" لا " فتح عينيه " أنا آسف ، لقد كنت صبورة جدًا معي رغم أني كنت فظًا
معك " .
أصبح زاشارى الآن يتكئ على عكاز واحد وشفيت يداه تقريبًا ، لكن في
اليوم السابق لسفر كاترين لسيدني خرج زاشارى من الحمام وتعثر ووقع على
الأرض وسمعت كاترين صوت ارتطامه بالأرض فأسرعت نحوه وركعت "
زاشارى ماذا فعلت ؟ "
- أنا بخير ، ناوليني العكاز اللعين ، لكنه لم يستطع الارتكاز على كعبيه
فساعدته على الذهاب إلى سريره وبمجرد وصوله هوى عليه وكانت إحدى يدي
كاترين تحت جسمه فوضعت يدها الأخرى على جبينه لترجع شعره للوراء .
بدا وجهه شاحبًا وفتح عينيه " يا ألهي ، كاترين ، هل أنت مضطرة
ل ... ؟ "
بدت الحمرة في خديه عندما رآها بقميص النوم واختلطت أنفاسهما فقال
" اتركيني الآن " وأغلق عينيه ثانية .
- أنت ترقد على ذراعي
125
- م م ؟ رفع جفينه بتثاقل وحملق فيها .
- " لا أستطيع تحريكها " ودت لو تطبق على شفتيه بشفتيها لكنها لم تجرؤ ،
أحست بجسده يرغبها لكنه قاوم ذلك تحرك حتى ترفع يدها فاقترابا من بعضهما
أكثر وصدر يده ليمنعها من السقوط فوقه ، حبست أنفاسها لثوان ثم تنفست
بعمق فاشتمت رائحته . فشعرت بنشوة .
- دعني أرى كعبك .
- فقط ابتعدي عني يا كاترين .
- لا أستطيع ، أنت متألم ، وأستطيع مساعدتك " يا للجحيم " رفع يده
ووضعها على عينيه " إذن اصنعي لي معروفًا وضعي الملابس في الدولاب .
فعلت ما طلبه وعادت لتفحص كعبه فسمح لها فوجدت حالتها سيئة .
فقالت " لا أستطيع الذهاب لسيدني . "
- ستذهبين ، سأكون بخير .
- لا أستطيع .
صاح فيها " لقد استطعت تحريك كعبي ولا يوجد سبب يجعلك تهدمين
مهنتك ، فلا تكوني حمقاء .
صاحت هي الأخرى ، لكنه كان على حق ، سأطلب من ميراندا أن تأتي
للاطمئنان عليك ، وإلا سأظل قلقة طوال اليوم .
- فوافق إذا كان ذلك يريحك .
رحلت قبل السادسة وعندما عادت من الرحلة وجدته جالسًا على الأريكة
126
وأمامه خمسة شرائط ، رفع رأسه إليها وسألها " كيف كانت البروفة "
- جيدة على ما أعتقد ، كيف أمضيت يومك ؟
" كنت أضحك على نفسي " كان يعني الشرائط " اعتقدت إنني أستطيع ،
افراعها في كتاب " .
- أنت لم تطبعهم بعد ، هل يمكن أن أستمع لهم ؟
- لابد أنك متعبة .
- ليس لهذه الدرجة .
بدا الشريط الأول بتحضيره لرحلة الهمالايا أغلبها فتى ثم تكلم بالتفصيل
عن رحلته لينبال وذكرياته عن رحلات التسلق ووصفه لشعوب البلاد التي
زارها وزملائه المتسلقين . نهض " زاشارى واتجه للشباك وقال " لن يرضى ناشر
عاقل بنشر هذه المذكرات .
- تحتاج لكاتب من العالم الآخر .
نظر لها بحنق فعرفت غنه استاء من المزحة فأردفت أقصد .
" أنه يمكن نشر الكتاب إذا كان اسم المؤلف معروفًا .
- ألا يعد هذا غش ؟
- لا ، إذا ذكر اسم كمؤلف مساعد ، ويمكنني أن أكون أنا هذا المؤلف .
- لن أتلقى منك مزيد من المساعدات .
- هذا سيفيدني فالعمل كعارضة مهنة قصيرة الأجل فأمامي خمس سنوات
فيها أو على الأكثر عشر وأريد أن أقوي من مركزي ككاتبة .
127
- لكني سأدفع لك مقابل ذلك .
أدركت إنه يريد نشر الكتاب من أجل ويندى ، لكن لا فائدة من المعارضة
الآن فوافقت وقالت " دعنا فقط نكتب أول ثلاث فصول ثم نتحدث عن
النشر . "
بدأت في الجلوس أمام الكمبيوتر تكتب وتطبع وشغلها ذلك إلى جانب
انشغالها بزاشارى أما هو فأخذ يقرأ ويستمع للموسيقى أو يشاهد التليفزيون ،
وحرص على ألا يقترب منها لكي لا يمسها أخيرًا سلمته قائمة بأرقام الفصول
مع ملاحظات أسفل كل فصل " وهذه مسودة للصفحات الأولى " .
بينما يقرا أعدت وجبة من شرائح الدجاج والسلطة والخبز جلسا يأكلان
فقالت " هناك بعض الأشياء أريد أسألك عنها "
- مثل ماذا ؟
- لم تذكر شيئا في الشرائط عن بن ستورى وقصة موته امتقع وجهه " هذا
ليس للنشر " فقالت " أدرك مشاعرك ، لكن الناشر ... "
- أنت لا تفهمين شيئًا ، لا أريد إيذاء مشاعر ويندى بنشر اللحظات
الأخيرة في حياة زوجها ليقرأها كل مشتر للكتاب .
- لم لا تسألها عن شعورها حيال ذلك .
- بم تشعرين أنت ؟
- الأمر لم يحدث لي .
- ولن يحدث .
128
|