كاتب الموضوع :
المحرومه من الحنان
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
شفتيه بفمها بعاطفة مشبوبة وهي تدعو أن تكون عاملاً مساعدًا على شفائه .
كانت شفتاه جافتين وباردتين وعندما همت برفع فمها ليأسها أحست بحرارة
ورد فعل على شكرا حركة بسيطة .
رفعت رأسها مرة أخرى بمقدار بوصات قليلة لتبحث بعينها عن أي
استجابة " زاشارى " لمست شفتيه بشفتاها مرة أخرى هذه المرة عندما رفعت
فمها تأكدت من حركة رموشه .
جلست ونظرت للممرضة التي كانت تراقب الموقف بانبهار ثم حولت
الممرضة نظرها لجهاز المراقبة وبدأ أنها فوجئت بتغير ما تم خرج صوت من
الرجل الراقد على السرير أشبه بالهمس اقتربت الممرضة وضغطت على زر
الحائط ، حرك زاشارى رأسه بمقدار بوصة تقريبًا ثم سرت حركة بسيطة في
جفنيه ثم فتحهما لتبدو عيناه اللتان لهما لون البحر ثم أغلقهما ثانية . فقالت
كاترين بسرعة " زاشارى ! ، زاشارى ، استيقظ من فضلك ، انظر لي "
تحرك رأسه مرة أخرى ببطء شديد من فرط التعب وتحركت شفتاه تحاولان
أن تكونا كلمات .
فقالت كاترين " لا بأس ، ليس من الضروري أن تتكلم " قبلته ثانية بحرارة
وهي خائفة من أن يعود لعالم اللاوعي مرة أخرى " فقط أفتح عينيك "
كان هناك أناس آخرون حول السرير ، شخص ما أمسك ذراعها قالت
الممرضة التي كانت تشاهد الموقف باستمتاع " يا له من نوم جميل ، لقد أيقظته
بقبلة "
تجاهلت كاترين اليد الممسكة بذراعها وهي تنظر لوجه زاشارى تراقب
81
عينيه وهو يفتحهما ببطء مرة وتنغلق وهي تنظر لوجهها .
تركت نفسها للممرضة تصطحبها لتأخذ فنجان من القهوة . وبعد قليل بعد
أن تفحصه الأطباء سمح لها برؤيته ، ولكنهم حذروها " لا تتعبيه ، فما زال
ضعيفًًا "
لما تركوها لم تدر ما تقول ، الآن وسادتان تحت رأسه وقفت بجانبه ثم
جلست بكرس بحيث لا يحتاج للبحث عنها .
أدار رأسه بصعوبة وتفحصها بعينيه . " أنا أحلم ، أصحيح ذلك ؟ " كان
صوته كخيط رقيق من الصوت " أنت لست ... لست حقيقة هنا ، ولم تقبليني ،
أنا أغرق من الجليد الكثيب "
وفي آخر اليوم نصحوها بالذهاب إلى فندق لتنام ووعدوها بإبلاغها إذا
استيقظ زاشارى ثانية وبحث عنها ، اتصلت بويندى ثم كالوم . رد عليها كالوم
باقتضاب ولكن بأدب لكنه كان سعيد عندما سمع بتحسن زاشارى .
أخبرته " أنا بحاجة للنوم " وامتنت له لأنها لم يسألها عن موعد رجوعها
لمنزلها " أنا ... أنا سأتصل بك ثانية فيما بعد "
كانت متعبة ، وكان عليها أن تتحدث لعائلتها لأنه لو رأت أمها وميراندا
الأخبار في التليفزيون فالطبع ستتملكهما الدهشة . لم تتصل بهم منذ أن رحلت
فأمها تعيش في وانجارى على بعد ثلاث ساعات من أوكلاند إلى الشمال وميراندا
مشغولة بحياتها مع زوجها وأطفالها وتدرس علم الاتصالات للحصول على
شهادة فيها ، وكانت تعلم أمها وميراندا أن حياتها لم تخلو من السفر ، وأنها في
اللحظة التالية قد لا يجدانها . وعندما تكون هناك حالة طارئة يتصلان بالوكالة
82
التي دائما ما تكون على علم بمكانها .
فالت أمها " أعرف أن أناس التليفزيون يقلبون الحقائق ، فو كنت فسخت
خطوبتك لكالوم لكنت أخبرتينا فكالوم رجل لطيف "
- " نعم بالفعل "
- لم أكن أعلم أنك تعرفين زاشارى بالانتين .
- " لم أكن أعرفه حتى الأسبوع الماضي ، فقد تقابلنا عند منطقة التزحلق
على الجليد "
ضحكت أمها " لا عجب إذن في استنتاج وسائل الإعلام أن هناك خطوبة ،
لو سألني أحدهم ، سأبلغهم ما حدث بالفعل " .
ترددت كاترين وأحست بالإرهاق ينتاب رأسها ولم يكن بوسعها شرح
شئ الآن ، وربما كان من الأفضل ذلك "
سألتها أمها " هل اتصلت بميراندا ، كانت تحاول الاتصال بك " .
- لا ، لكني نويت الاتصال بها ، لكن ليس الآن .
- سأتصل أنا بها فمكالمات الفندق غالية جدًا .
وأنت تبدين متعبة ، هل أنت بخير ؟
- أنا بخير ، لكن زاشارى حالته سيئة ، وقد كنت معه .
- ألم يكن معه أحد من أقاربه .
- لا ، لا يوجد له في هذا البلد .
- إنه لشئ طيب أن تكوني بجواره ، فلتنامي جيدًا .
83
نامت بالفعل وعلا صوت أنفاسها وهي نائمة من فرط تعبها وفي الصباح
عادت للمستشفى ، أخذت حمامًا أولاً وارتدت فستانًا صوفيًا ناعمًا وغسلت
شعرها ووضعت قليلاً من مسحوق التجميل على وجهها طلاء الشفاه .
نقلوا زاشارى لحجرة ذات سرير واحد ... قالت لها الممرضة التي رافقتها
للحجرة إنه ما زال نائمًا ، وإنهم في البداية ظنوا أن الاصطدام أطاح به في الهواء
لكن الشرطة قالت أنه أخرج جسمه من حطام السيارة قبل غرقها .
- وما حالة يديه ؟
- كان متألما بشدة ، وكان هذا علامة جيدة .
- علامة جيدة ؟
- الأنسجة الميتة لا توجد بها إحساس ، هو الآن بحاجة لعناية فائقة وحنان
وشحنة من التفاؤل ، كوني إيجابية معه , فالحالة النفسية تساعد في مرحلة العلاج .
- هل اتصل احد بأخيه ؟
- نعم ، لكن منذ حضور مستر بالانتين لم تتلق رسالة منه تفيد أنه يخطط
للحضور من انجلترا ، وعلى هذا ، فعليك أن تحسني معنوياته لكن لا تثيري
أعصابه .
حلقوا لزاشارى ذقنه وألبسوه بيجامة المستشفى ، كانت ساقاه تحت
البطانية لكن قدميه مرفوعتان فوق سنادتين ، وكانت عيناه مغمضتين . دخلت
الحجرة بهدوء ، فتح عينيه ورآها وهي تضع الزهور التي أحضرتها على
84
|