كاتب الموضوع :
المحرومه من الحنان
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
- إنه أنت الذي أخرجتني من الماء ابتسم وقال : ربما اتسعت عينا
كاترين فأردف " لا ، أنسى ما قلته " خاب ظنها للحظة ،، لكنها أنها تغابت
عندما خاب ظنها فهو بالطبع يمزح لأنه لا يرتاح لوصف أي أحد له بأنه بطل .
جاء الويتر ( مقدم الطلبات ) ومعه القهوة التي طلبها لما أتاح لهما فرصة
لالتقاط الأنفاس وقدم لهما الويتر كوبون الحساب فقالت كاترين سأحول
الحساب على غرفتي اخذ زاشارى الكربون من الرجل قبل أن تأخذه وقال :
" أنا ، أنا الذي دعوتك "
- فلتسمح لي على الأقل أن اشتري لك وجبة العشاء فهو أقل شئ لقدمه
لك بالنظر إلى ما فعلته لي .
أخذ زاشارى يحرك فنجانه بأصابعه وهو يحدق فيه ، " لكن ماذا تتذكرين
أيضًا ؟ "
همست " كنت أحلم ب ... "
- تقصدين كوابيس
ترددت كاترين " أحيانًا "
- وابتعدت عن البحر ، هل خضت جلسات نفسية ؟ أومأت كاترين ،
فقد خضعت لجلسات نفسية لعدة شعور بعد أن أدركت أسرتها أن خوفها من
البحر غير طبيعي وكانت حالتها ستتحسن لو أخبرتهم بأحلامها لكنها لم تفعل .
قالت " لم يكن هذا الأمر هامًا بالنسبة لي ، فقد امتنعت عن السباحة فقط " .
وهذا كان سبب رفضها لعرض ملابس السباحة كإعلان ، وافقت في البداية لأنها
ظنت أنها ستصور في الأستديو لكنهم أخذوها للشاطئ وطلبوا منها أن تتزحلق
55
على الأمواج وتظهر أنها مستمتعة ، رفضت لكنهم أصروا فصورت المشهد
وبدت كأنها مصابة بهستريا ، وفي النهاية اتفقوا معها على أن تصور على الرمال
ويكون البحر خلفية ، لكنها كانت متوترة طوال فترة العمل مما أحنق المخرج
والمصور الذي قال انه لن يعمل معها مرة أخرى ، ولم يسعد العميل أيضًا عندما
أبلغوه أنها لن تصور بملابس السباحة مرة أخرى فنفض يديه عنها . كان هذا
بمثابة إخفاق في عملها فسافرت للندن لتجرب حظها هناك ، وبدلاً من أن
تشرح الخوف السلبي الذي ينتابها من البحر أخبرت الوكالات أنها لن تصور أي
مشاهد بملابس البحر . وتمكنت رغم ذلك أن تصنع لنفسها اسمًا في هذا المجال
عالميًا .
ثم أصيب والدها بالسرطان الذي قتله ببطء ، فعادت لنيوزلاندا لتساعد
والدتها وأختها في تمريضه .
- إذن فلم تسبحي أبدًا ، ولا حتى في حمام سباحة ؟
- لم اسمع أن أحدًا مات بسبب عدم السباحة .
ابتسم " هذا صحيح "
رفعت فنجانها " أدين لك بحياتي ، لو أستطيع مساعدتك ... "
- تستطيعين ، أكثر مما تظنين .
حدقت فيه " أستطيع ؟ "
كان يتابع بعينيه أحد مقدمي الطلبات ثم نظر إليها " طوال الأسبوع كنت
موجودة ، واليوم وثقت بى وطلبت مني العناية بك في الجبل ، لا تتخيلي ماذا
56
يعني هذا لي الآن "
لم يزل يلوم نفسه لأنه لم يتمكن من إنقاذ صديقه وأحس بشئ من الفشل ،
ولذلك فتقديرها له لأنه أنقذها حياتها رفع معنوياته إلى حد ما .
بالطبع كنت خير العون لي .
فتساءل : " وماذا عن كالوم ؟ "
ترددت ثم قالت " نعم ، إنه إنسان طيب ويحبني "
صمتت لحظة ثم قال بنبرة غير مميزة " عظيم ،، أتمنى لك السعادة "
شرب قهوته ودفع كرسيه " يجب أن أذهب الآن ، " ووضع نقودًا على
الكربون ووقف .
نهضت كاترين " أشكرك على العشاء وكل ما فعلته لي ، أشكرك على حياتي " .
ابتسم " لا تشكر على واجب ،، سأصحبك للباب "
كان باللوبي أناس قليلون ، وكان الجو باردًا فيه أكثر من غرفة الطعام ،
تبعت كاترين زاشارى للأبواب الخارجية بالقرب من الشارع الذي كان الثلج
يتساقط عليه ، فقالت :
- هل أنت متأكد من أن القيادة آمنة الآن ؟ أيبعد الكوخ كثيرًا عن هنا ؟
- ليس بعيدًا ،، وقد قدت في جو أسوأ من ذلك سابقا " ثم وضع يده على
كتفيها " أتمنى لك حياة سعيدة مع كالوم "
بالطبع ستسعد مع كالوم ، هكذا حدثت نفسها ثم قالت له : " اعتني
57
بنفسك على الجبال ،، ولا تمت وأنت صغير السن كبن ستورى وأصدقائك
الآخرين " ثم همست " أرجوك " ربما أساء فهمها أو فهمهما ، انتقلت يده من
كتفيها إلى شعرها ثم تملكه إحساس بالغضب ثم وجد نفسه يضع شفتيه على
شفتيها . أحست في قبلته بمزيج من الغضب والعاطفة والحزن فأحاطته بذراعيها
استجابة للإحساس الذي سرى جسدها .
ثم وضع يديه على كتفيها وابعد جسمها عنه ، بالطبع كانت ترى الحركة في
اللوبي حولها والناس الذين يتحركون حولها لكنها لم تركز إلا على الشرر
المتطاير من عيني زاشارى الخضراء ، قال بصوت متحشرج : " هل هذا بسبب
عرفانك بالجميل "
بلعت ريقها : أنا فقط ... كانت ليلة جميلة ، مع السلامة ضحك ضحكة
بسيطة " بالتأكيد أعطيتني قبلة المساء السعيد " ثم استدار وتوجه للباب وفتحه .
أحست بالهواء البارد يصل إلى عظامها : نظر وراءه للحظة وقال لها والثلج
يتساقط من حوله " مع السلامة يا كاترين " وذهب .
ظلت مستيقظة على سريرها أغلب الليل وهي تحاول التركيز في الأفكار
التي تطرأ لها عن خطيبها لكنها فشلت .
وبدلاً من ذلك وجدت نفسها تفكر في الوجه الداكن والعيون الخضراء
العميقة وتستعيد ذاكرتها من آن لآخر القبلة التي حدثت في اللوبي الخارجي ذو
الهواء البارد .
استيقظت مبكرًا وارتدت ملابس ثقيلة وخرجت لتجد عالم من الجليد .
ووجدت السيارات في الموقف محاطة بالثلج ومع هذا ركبت الباص الذي
58
|