كاتب الموضوع :
المحرومه من الحنان
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
لم ينظر لها ، لكن يديه شدتا على يديها ثم وضع أيديهم المتشابكة على ركبتيه
جلسا في صمت لدقائق معدودة ثم قال " حان الآن وقت الهبوط " فوجئت
كاترين بإحساسها بخيبة الأمل لكن البديل الوحيد لذلك أن يصعدا للقمة وبدا
هذا البديل غير مناسب . فتبعته بهدوء وحفظت تحذيره بأن تتوخى الحذر
فأروح كثيرة راحت بسبب استرخائها أثناء النزول باعتباره أسهل من التسلق .
هبطا في أمان فقال لها : " سأوصلك للفندق " فردت : " أفضل ذلك ،، أشكرك
" فلم تحب انتظار المواصلات العامة . " انتظري هنا " ذهب وعاد بعد عدة دقائق
في سيارة وفتح لها باب السيارة لتركب شغل السخان فشعرت بهواء سخن حول
ساقيها بمجرد أن أدار المحرك ، لم يتكلما كثيرًا أثناء الطريق فقد ركز زاشارى في
الطريق أمامه بسبب الثلج المتساقط في الجو كان من الأفضل أن يرحلا قبل
سقوطه . لا قبل حلول الظلام .
توقف بها أمام باب الفندق الرئيسي ، " شكراً لك على توصيل شكراً على
أخذي معك فوق الجبل " .
" كنت أريدك معي " تردد قليلاً ثم قال : أتتناولين وجبة العشاء معي ؟
نظرت لأضواء الفندق وقالت : أين ؟
فكر زاشارى : " ما رأيك في الكوخ الذي اسكن به ؟ "
- من سيكون هناك معنا ؟
سكت قليلاً " أصدقائي في أعالي البحار ، ستجدينني فقط " ، ثم نظر لها ويده
على عجلة القيادة منتظرًا قرارها .
فقالت بتباطؤ : لكن هذا الجليد ... قد نحاصر بسببه هناك .
39
- نعم قد نحاصر ، إذن أنت لا توافقين .
لم تستطع أن تخرج كلمات الرفض من فمها ثم قالت لتذكره وتذكر نفسها
" قد يظن كالوم ... "
أومأ زاشارى : آه ، فهمت .
لم تستطيع أن تفعل ذلك بكالوم ولا بنفسها فخداعها لخطيبها ومخالفتها
لمبادئها كفيلان بهدم مستقبلها ، " لا أستطيع "
أومأ مرة أخرى ، فقد توقع ردها ، ثم رفع رأسه وهو يتنهد .
- ما رأيك تناولها هنا إذن ؟ في غرفة الطعام ، لن يظن خطيبك شيئًا في
هذه الحالة ، أصحيح ذلك ؟
- لا أعتقد أنه سيظن شيئًا ، سيكون ذلك لطيفًا .
أدركت أن كالوم لن يقتنع إذا عرف ما يجرى بينهما بأي مبرر لكنها لم
تستطع وضع حد لعلاقتهما .
قال زاشارى : سأعود للكوخ لأجد نشاطي ، أراك في تمام السابعة أومأت
فلا مجال للتراجع الآن ، " قد بحذر ، لا ، لا تخرج من السيارة لا داعي لذلك "
كانت خائفة أن يلمسها مرة أخرى .
لم تعرف كيف ستقضي الليلة معه دون أن يعرف شعورها . لكنها على
الأقل أصرت على تواجدهما معًا في مكان عام .
بمجرد أن وصلت لغرفتها ، حاولت الاتصال بكالوم ، أحست بالحاجة
لمحادثته وسماع صوته لتذكر نفسها بأن الرجل الذي ستتزوجه ينتظرها في
40
أوكلاند ، ولتتذكر أسباب حبها له ، طيبته ، ورقته واستقامته الصلبة كالصخر ،
فلو تركته لمدة أسبوع دون أن تراه فلن تشك لحظة أنه قضاه مع امرأة أخرى .
رن جرس التليفون ، أردت آلة تلقي المكالمات التليفونية ( الأنسر ماشين )
وضعت السماعة وأعادت الاتصال وتركت رسالة شفوية " أتناول وجبة
العشاء مع شخص ما هنا في غرفة الطعام ، الثلج يتساقط بالخارج ، أراك مساء
الغد ، أحبك "
لماذا أحست أنها تخدعه ؟
كان الواجب عليها أن تتصل بزاشارى لتقول له " آسفة لن أتناول وجبة
العشاء معك ، شكرًا ومع السلامة . "
لم تعرف أين تتصل به .
يمكن أن تترك رسالة له على المنضدة تقول فيها إنها لم تتمكن من المجئ
أتتناول العشاء في غرفتها ؟ مثل إنسانه جبانة ؟ كان يجب أن تواجهه .
لكن ماذا تقول ؟ " لقد أخطأت ، ما كان يجب أن أوافق على تناول وجبة
العشاء معك ، لقد غيرت رأيي " سيسألها : لماذا ؟
سترد : لأني خائفة ، خائفة من تأثيرك علي ،، خائفة من انجذابي إليك في
كوخ أصدقائك ، خائفة من ضعفي ، خائفة لأنك فتى أحلامي هذه الأحلام
التي أرقتني وأخافتني .
خائفة أن أكتشف انك بالفعل فارس أحلامي ، وخائفة أيضًا ألا تكون
هو .
41
استحمت ولبست جيبه صوفية وسويتر موهير وغظت رموشها بالمسكرة ،
لكنها لم تطل شفتيها عندما نزلت لساحة استقبال الفندق وجدت زاشارى في
انتظارها كان يرتجي بنطلونًا واسعًا وقميصًا ثقيًلا لم يخفِ تكوين جسمه
العضلي .
لم يبتسم عندما اتجهت إليه لكنه أخرج إحدى يديه من جيبه وصافحها ،
سألها " أتريدين مشروبًا أولاً ؟ "
وافقت وجلست بجانبه ، لمحت رجلاً يحدق فيها فحدقت فيه ثم نظرت
إلى كوبها ولم ترفع نظرها عنه .
- هل أنت نادمة على وجودك معي ؟
صوته جعلها ترفع رأسها
- " ولماذا أندم " خافت إن يشعر بارتباكها .
- يبدو عليك القلق .
- حاولت أن اتصل بكالوم ، لكنه لم يكن بالمنزل .
- لتطلبين منه الأذن ؟
- لا أحتاج إذنه ، فعلاقتنا لا تشوبها شائبة .
- حقًا ، إذً ما شكل علاقتنا في رأيك ؟
لم ترد فقال " سحبت سؤالي " رفع كأس البيرة الذي طلبه وارتشف منه
قليلاً . " إذن فأنت لست قلقة من احتمال مرافقته لامرأة أخرى في
42
|