كاتب الموضوع :
المحرومه من الحنان
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
- قمت بالعدو أمس ثم أتيت للجبل .
- اعتقد أن لك خيرة كبيرة في هذه الرياضة .
شئ ما تغير في عينيه ، نظر لها وهي واقفة مرتدية البدلة الحمراء الداكنة
وشعرها مسترسل على كتفيها بع أن رفعت الطاقية منذ أن دخلت المقهى وقال :
" عندي بعض الخبرة ، وأنت ؟ "
حولت عينيها عن عينيه ونظرت للمنحدر " جئت اليوم وفكرت أن أحاول
أجرب المستوى الثالث ، لكني لم أمتلك الشجاعة الكافية . "
- هل خطيبك معك ؟
اضطر أن تنظر مرة أخرى " لم يستطع الحضور ، كما أنه لا يتزحلق " أومأ
برأسه " فهمت " صمت برهة ثم قال " لو تحبين فأنحدر معك . "
- لا أريد تقييد حريتك ، فلا أعتقد تريد تضييع وقتك في حراسة
متزحلق مبتدئة .
- " لست مبتدئة ، فقد رايتك بالأمس ، وكنت جيدة . " لاحظ ذهولها
وأضاف " كما أنك تتمتعين بجسم رشيق "
كان ذلك تحديًا ، ببساطة ووضوح ، انتظرها لتفكر في القبول أو الذهاب
للمنحدرات الأقل إثارة .
توجهت لأعلى المنحدر ونسيت أخذ طاقيتها الصوفية ، وكان يسبقها ثم
يعود ليقف بجانبها حتى تستجمع شجاعتها ، ثم صاح ذات مرة .
- تمام .
فنظرت له ورأت ابتسامته البيضاء فابتسمت وقالت : " تمام " وعندما
21
وصلا لنهاية المنحدر سقطت فضحكت فمد له يده المغطاة بقفاز ليساعدها على
النهوض فقال : " ما رأيك ؟ "
نفضت الثلج من على يديها وجسمها وقالت : رائع وأخذ هو يساعدها في
تنفيض الثلج من على شعرها ، فلمست يداه خدها ورغم أنه يرتدي قفازًا إلا
أنها أحست بقشعريرة في جسدها ، وحاولت أن تخطو بعيدًا ناسية أنها ترتدي
زلاجات وكادت أن تقع ثانية لولا أن أمسك هو بذراعيها وقال : اثبتي تلاحقت
أنفاسها ولكن ليس بسبب التزحلق فقط وقالت : " شكرًا . ، وشكرًا لمصاحبتي
في الانحدار فلولاك لسقطت سقطة هائلة "
- " لا أظن ذلك "
نظرت لعينيه ولم تستطع فهم ما قرأته فيهما . نظر إلى المنحدر وسألها :
أتريدين المحاولة مرة أخرى ؟
- " ولم لا ؟ " بدا التزحلق بعد هذه التجربة المثيرة على أكثر المنحدرات
صعوبة مثيرًا وكان التزحلق على المنحدرات السهلة بالنسبة لها الآن مملاً ،،
فأومأت وقالت : نعم لكن هذه المرة لست بحاجة لانتظارك لي .
وقفا بجانب بعضها وكان بخار الماء يخرج من فميهما في الهواء المثلج . انتظر
زاشارى حتى تبدأ هي وبالفعل بدأت وعندما وصلت لمنتصف المنحدر سمعت
صيحة فجائية خلفها أصدرها شابان فنظرت خلفها فقدت توازنها وسقطت
فاصطدم رأسها بصخرة مغطاة بالثلج وطارت العصاة من إحدى يديها .
- كاترين ، أسرع زاشارى إليها وأمسك بكتفيها وقال : " هل أصبت ؟ "
- اصطدم رأسي بالأرض ، لكني لا أشعر بحدوث أي كسر . أخذ يسب :
22
" هؤلاء " الحمقى في كل مكان ، أبقي مكانك ، أين الإصابة بالضبط ؟ "
وضعت يدها على مكان الصدمة وتأوهت ، واخذ زاشارى يسب ثانية
" دعيني أرى " خلع القفازين وتحسس شعرها برفق " مم هذا ورم بسيط ، هل
تشعرين بألم ؟ "
- لا ، ليس شديدًا .
- حقيقي ن ثم وضع يديه على وجهها ورفعه ليرى تأثير الصدمة على
وجهها ، فقالت : " صدقني ،، لا أشعر بألم الآن " فقط كان قلبها ينبض بشدة .
توقف متزحلق آخر بالقرب منها " هل أنت بخير ؟ "
ردت : " نعم "
طلب زاشارى من الرجل أن ينتظر قليًلا وقال لها " نستطيع أن نعالج
إصابتك هنا إذا كنت تشعرين بألم . "
- أنا متأكدة أني بخير ، صدقني .
حدق فيها ثم أومأ للمتزحلق وقال : " نحن بخير شكرًا ، لوح لهما الرجل
ثم أكمل انحداره .
قال زاشارى : " يجب أن تلبس طاقية . "
- خلعتها في المقهى ونسيتها .
- لماذا لا تخبريني ، فلو كنت أعلم ، كنت ذاكرتك .
خافت أن يغير رأيه لا يصطحبها مرة أخرى فقالت : " آسفة ، أفسدت
دورك مرة أخرى . "
- لا تأسفي ،، فلدي خمسة أيام أخرى .
23
- لم أرك في الفندق .
- " أنا أقيم في كوخ صديقي الخاص " سكت لحظة ثم قال : " هل كنت
تبحثين عني في الفندق ؟ "
طرقت عيناها ، " ماذا تعني ؟ " .
- " نعم " ربما كانت تستطيع الوقوف بدون مساعدته ،، لكنها لم ترد
المجازفة ، وأخذت تتحرك ببطء حتى قامت ويده ما زالت على وسطها ليثبتها ،
وكان ينظر إليها نظرة تدل على شعور بالغبطة .
- أشكرك ،، أستطيع الآن الحركة ، بمفردي .
لم يتحرك ولم يرفع نظره عنها ، " أعلم أن ظللت انظر حولي لكي ينقذني
أحد ، لكن حالتي ليست بهذا السوء ، كما أني لم أحضر للجبل لأقف في
طريقك " . قالت تلك العبارة حتى لا يفكر في ذلك . " لكني لم أجد متسلقين
جذابين ، على العموم لا تنس أنني مخطوبة وعلى وشك الزواج . – لم أنس ، هل
نسيت أنت ؟
أخذت كاترين نفسًا عميقًا . " لا " لم نفعل شيئًا حتى الآن شعرت أنه خطأ ،
أخذت تقنع نفسها بذلك .
وضعت يدها على معصم يده المثبت في وسطها ، كان من الخطأ أن تفعل
ذلك لأن جسمها انحنى نحوه وأحنى هو رأسه وزاد ضغط يده على وسطها
رغم مقاومتها الضعيفة . وقال برقة " أيمكن أن أنسيك ؟ " رأت في وجهه
وصوته الرجل الذي تراه في أحلامها وتخيلت للحظة أنها ستحلم به مرة أخرى .
24
|