كاتب الموضوع :
المحرومه من الحنان
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل الحادي عشر
طلبت شركة ( سنوفير ) من كاترين أن تسافر لأيسلندا الجنوبية لتصوير بعض
اللقطات هناك ثم سافرت لـ ( كريتشرشن ) حيث دعتها ويندى مرارا ولم تلبي
دعوتها ، قضت أيامًا جميلة مع أطفالها ورأت معها صور أبيها في الجبال والتي
كانت تضم بالطبع زاشارى ورأت صور أبيهما مع أسرته ، وفي الليل كانت
تتحدث مع ويندى عن حياتها مع بن .
- لم أندم أبدًا أني تزوجت بن .
- ألم تحاولي أبدًا أن تمنعيه من التسلق ؟
- هل تمنعين شخصا تحبينه من التنفس ؟
صمتت كاترين " لا شك كنت تفهميه جيدًا . "
- بن كان شخصا خاصًا مختلفا طبعًا قلقت عليه لكن الناس يموتون
يوميًا في الطريق ومات صديق لنا من اللوكيميا وكان بن يكره أن يموت هكذا في
المستشفى بين الأدوية والأنابيب وكان ما يهمنا هو ما نفعله آنذاك لا ما
سيأتي مستقبلا .
- أعتقد أني بدأت أفهم عندما سمعت الشريط الأخير لزاشارى وحديثه
الأخير مع بن بدأن أفهم لكن قبل سفره تشاجرت معه بسبب ذلك .
- أنت خائفة عليه بشدة هل تحبينه بشدة فعًلا ؟
- إنه لا يهتم .
- كاترين ليس الأمر أنه لا يهتم أعتقد ...
- هل تحدث معك عني ؟
- قليلاً حتى قبل أن يقابلك أدركت ان هناك شيئا برأسه لا يبوح به ،
153
حاولت مرارًا أعرفه ولم أتمكن ، فقط أدركت بعد ذلك أنك اقتحمت حياته .
- كيف ؟
- أنا غير متأكدة فقط شعرت بذلك أنه يريد أن يحميك .
وفي اليوم التالي أخذت ويندى كاترين والأطفال لحديقة مجاورة لنهر آفون
وبينما هما يتحدثان كانت الطفلتان تلعبان ببالونتين اشتريهما لهما كاترين وفجأة
سمعا بكاء ستاس ذات الخمس سنوات لقد أصيب بجرح في ساقها أخرجت
كاترين منديلاً من حقيبتها ثم التفتت الأم فلم تجد الصغرى " ياسمين "
فصاحت " أين ياسمين " ردت كاترين " كانت بجواري " نظرا حولهما في لهفة
فوجداها قرب النهر فصاحا " باسمين ؛ " أسرعت الطفلة تجري لكنها تعثرت
ووقعت في النهر فأسرعت كاترين وهي تقول " لا تخافي ، سألحقها " وقفزت في
الماء وكان رجل قد قفز من الضفة الأخرى ونجحا في إنقاذ الطفلة شكرتهما
بشدة هما قال لها الرجل " أنت سباحة ماهرة كنت أسرع مني في اللحاق بها "
دهشت كاترين ونظرت للنهر ثم لملابسها المبتلة وقالت " هل سبحت ؟ " ثم
استدركت " النهر ليس عميقا بالنسبة لأشخاص بالغين ما أسمك " فرد " توم ،
أمتأكدة أنكم لا تريدون شيئًا " شكراه ثم ذهب بعد أن أطمئن على الصغيرة
طارت كاترين عائدة لاوكلاند ذهبت في الأسبوع التالي لحمام سباحة بعد
أدركت أنها يمكن أن تتخلص من خوفها المرضى من السباحة بعد ما حدث في
النهر ، ثم سمعت أنباء في التلفزيون عن زاشارى ومجموعته فقدوا الاتصال
بشرطة الإنقاذ بالقرب من الهمالايا أخذت تتصل بويندى ليشجعا بعضهما على
الصمود ضد الأنباء المتوالية المتشائمة وأخيراً أتصلت بها ويندى وطمأنتها أن
زاشارى استطاع الإتصال بشرطة الإنقاذ وأنها حدثته بنفسها وأنه ومجموعته في
طريقهما للخروج من منطقة الجبال .
سقطت السماعة من يدها من فرط فرحتها ثم التقطتها .
- لقد بلغ القمة – لقد فعلها لو كان بن موجوداً لافتخر به يا
كاترين ؟
- هل أنت بخير ؟
- نعم شكرًا يا ويندى شكرًا لله .
154
وضعت السماعة وجلست ووجهها بين كفيها اتصلت بها هاتي صاحبة
الوكالة .
- لا لن أعمل اليوم .
- كيف أنت متعاقدة ؟
- ألغي العقد لن يمنعني شئ اليوم عما أنويه .
- أنت لم تعتادى ذلك ، ماذا على وجه الأرض يشغلك اليوم .
" سأذهل للمطار لمقابلة .. لمقابلة متسلق الجبال الهمالايا لن يوقفني شئ "
سادت فترة صمت .
- هذا بالضبط ما تريده الشركة ، ستكون وسائل الإعلام هناك ونحن
نريدك أن ترحبي بالبطل .
- وسائل الإعلام هناك وإنه لا يريد تحيته كبطل .
- سيحدث ذلك على أية حال ويجب أن تنتهزى هذه الفرصة لأخذ الصور
معه .
- لا فهذا ليس حدثًا إعلاميًا ولن أكون جزًء منه إنه شئ خاص .
- إنه شخصية عامة يا كاترين وأنت كذلك ولا يمكن أن تتجنبي ذلك
فالبلد كلها تعرف أنكما ...
- البلد لا تعرف شيئًا .
- لا تكوني عنيدة يا كاترين ، الرجال كانوا على وشك الموت كيف إذن
يعود هذا البطل ولا يجد في استقباله ابتسامة دافئة وقبلة محبة من فتاته فتاة (
سنوفير ) ؟
فكرت هل يهتم فعلاً بوجودها ، هل كان يفكر فيها وهو في أعالي الهمالايا ،
هل فعلاً يتشوق للعودة إليها ، هل لديها الفرصة لتقول له إنها استمعت للشريط
الأخير وبدأت تفهم طبيعة تفكيره ونظرته للحياة وأنها تحبه لدرجة أنها ستمنحه
الحرية في أن ينطلق بعيدًا عن الأرض ليلمس يد الله فوق قمم الجبال .
ثم قالت : " لا باس ساكون هناك "
أصروا أن ترتدي " الفستان الفضي الذي تلعن عنه الشركة " كان أعضاء
فريق التسلق مرهقين بعضهم شاحب الوجه والآخرون يحملون الحقائب .
155
بدا على وجه زاشارى التعب ونظر حوله فوجد كاترين فلم تصدق عينيه
اتجهت نحوه واقتربت منه جاءت محررة ووضعت الميكرفون أمام فمه " كيف
جرؤت على تخطى المنطقة التي كانت سببا في موت صديقك ؟ " أبعد الميكرفون
عن فمه وهو لا يزال ينظر لكاترين ، اتجهت له وأحاطته بذراعيها فقال مصور
شركة " سنوفير " " جميل الآن يمكنك تقبيله كاترين " رفع رأسه وأبعدها ونظر
لفستانها ، تغيرت ملامح وجهه وقال " لا بأس ، فلنعطيهم ما جاءوا من أجله "
وقبلها ولامس خده ذو الذقن غير الحليقة خدها .
تلقى أفراد المجموعة السلامات من أسرهم وصديقاتهم .
- أتمنى أن تعود معي للبيت .
- هل هذا من دواعي الحملة الإعلانية ؟
- سنتحدث عن ذلك فيما بعد ، زاشارى من فضلك يجب أن نتحدث ،
دعنا أولاً نتخلص من هذا السيرك .
أومأ وقال : " علي أن أتعامل مع هذا على أية حال " ثم دخلا السيارة فقالت "
أنا مرتبطة بعقد وقد أصروا أن أرتدي هذا الفستان اللعين لكني كنت سأحضر
عل أية حال .
- الأعلام لا بأس .
- أنت لا تمانع ؟
- لا إذا كنت لا تمانعين ؛ وأغلق عينيه وأسند رأسه للخلف .
عندما وصلا للشقة قالت " كن على راحتك سأبدل ملابس وأعد القهوة "
فرد " لا ، سآخذ حمامًا فقط " ونظر لغرفة النوم الذي قضى بها عدة ليالي .
- " بالطبع ، أنت تعرف مكان الفوط " وأسرعت لحجرتها خلعت الفستان
وارتدت سويتشرت وجينز ثم خرجت فوجدته نائمًا على السرير بملابسه التي
جاء بها فغطته وبعد عدة ساعات دخل واستحم وأعدت له أثناء ذلك وجبة
وقهوة وعندما خرج قال : هل غسلت متعلقاتي فقالت نعم ورتبتها بجانب
سريرك ثم نظر للطعام والقهوة وقال " كيف عرفت أني أريد ذلك ؟ "
- هذا بالضبط ما أريد بعد رحلة سفر طويلة بالطائرة .
- أنا أحبك .
156
|