كاتب الموضوع :
ضجة الصمت
المنتدى :
القصص المكتملة (بدون ردود)
أرجو حذف الرد السابق لصغر الخط
الفصل الرابع والعشرين
.
.
تقلبت اكثر من مرة وهي تخرج تدريجيا من سيطرة النوم الى عاالم الصحياان..
ازاحت اللحاف شوي وجلست وهي تمسح عيونها وترجّع خصلات شعرها ورا اذنها .. ومثل اللي اصابها مس كهرباائي ، انتفضت وهي تطالع بالسرير الفاضي جنبها .. زفرت بقوة وهي تشوفه مو فيه..
وقامت بسرعة ترتب السريرين بحركة متوترة والافكار تدور براسها ..
شافها؟؟ أكييييد دامه قايم..
وش قاال في نفسه عنها ؟؟ أكيد يظنها الحين سامحته ولانت معه ...اووف.. طيب مو هي سامحته بالفعل ؟؟ بس كذا يمكن يفكر انها .. انها ....
قطع تفكيرها صوت خطواته وهو يدخل داخل الغرفة .. ظلت بمكانها بدون ما تلتفت وقلبها يرقع بقووة ..
وصلها صوته الهادي والعالي بنفس الوقت : صاحية ...؟
التفتت وحاولت بشكل من الاشكال ترسم ابتسامه خفيفة عوضاً عن الرد .. لانها تحس انها نست كل المفردات اللي تعرفها بحياتها ..
ارتاح وهو يشوف ابتسامتها ، وظل واقف بمكانه بصمت وهو يناظرها تكمل ترتيب السرير ..
شافت ربطتها السودا طايحة بجنب السرير ، اخذتها ورفعت شعرها وربطته وهي تلتفت تبي تخرج من الغرفة ...شافته واقف بمكانه ..
ارتبكت وتركت شعرها بدون ما تحكم ربطه .. وانتظرته يتحرك من مكانه عشان تطلع من الغرفة بدون ما تحتك فيه ..
قال : تدرين ان الساعة 3 العصر .. ؟
رفعت حواجبها بدهشة وقالت : آآه ..
وكملت باعتذار : آسفة ما دريت اني ..بنام كل هذا ..
قال بابتسامة : مو قصدي أعاتبك .. انا اصلا توني اصحى قبل شوي .. بس بغيت اقولك عشان نطلع نفطر .. أو نتغدا .. ونلحق نتمشى بالبلد قبل لا يجي الليل ..
قالت بحرج : ان شاء الله .. الحين البس ..
واقتربت شوي عشان يفهم انها تبي تطلع من الغرفة .. افسح لها المجال وطلعت ...اخذت اغراضها ودخلت للحمام ..
.
.
.
.
.
جلسوا الاربعة على طاولة نواف وايمن .. وتولى الشاب الكلام والكل من حوله يستمع ..
نواف بغضب وأيمن بتوتر .. والشاب الثاني يؤكد براسه على كلام صديقه ..
الشاب : ما كنا نعرف انك عربي .. لو درينا كان عرفنا من البداية انك مو الشخص اللي نقصده .. بس لأنه في تشابه كبير بينك وبينه ، وكنت في نفس المكان اللي تعودنا نشوفه فيه .. لخبطنا بينكم .. ما أدري وشلون بتقبل اعتذارنا .. معك كل الحق في انك تتهمنا واحنا مارح ننكر .. بس اهم شي تعرف انه ماكان قصدنا نأذيك وبدون سبب..
أيمن بقهر : ما عطيتوني فرصة اتكلم ولا اقول لكم مين أنا .. !!
نواف ببرود :كيف تبيني أصدقك .. واصلاً وش اللي يخليكم تسوون بأي انسان أياً كان اللي سويتوه ؟ ولا بس تبون تبررون سرقتكم لفلوسه..
الشاب باستنكار : أي فلوس ..؟؟ احنا ما اخذنا منه شي ..وانت لو تدري وش سوا اللي كنا نقصده بالأذية .. كان عذرتنا .. !! وبعدين اذا ماتبي تصدق براحتك انا قلت لك الصدق .. وبالنهاية اعتذاري مو لك .. اعتذاري لأيمن!
قالها وهو يلتفت على أيمن اللي ناظرهم بحيرة ..
ورن جواله ..رد عليه : أهلا ماجد .. تعالوا احنا بالكفتيريا .. بسرعة لا تتأخرون ..
والتفت على ايمن متجاهل وجود نواف : والحين يجون باقي الشباب ويأكدون كلامي ويثبتون اللي قلته لكم ..
نواف اعتمد على كلام الشباب .. لو قالوا نفس اقواله فأكيد انه صادق ..
.
.
.
.
.
.
رفعت عينها لأعلى تتأمل منظر القلعة الضخمة المذهلة اللي راحوا لها .. أثر تاريخي عظيم من آثار مصر .. قلعة صلاح الدين الايوبي ..
فياض هو الثاني كان يناظر القلعة بانبهار ..
السياحة اخر شي كان ممكن يخطر على باله .. دائما كان يحب الانطواء والعزلة وابداً ما كان يتوقع انه في اشياء تستحق منه يروح لها او يشوفها ويهتم فيها ..
امسك يدها وهم يتمشون لداخل القلعة .. كانت معها شنطة صغيرة على كتفها وهو ماكان معه شي غير الاشياء المهمة بجيبه ..
تمشية خفيفة بدون أي حمل يثقل عليهم ويشغلهم عن الاستمتاع بالاماكن ..
ما كان عنده هدف من هالزيارة غير انه تقربه من ديما .. لكن الظاهر انه فعلا بيستمتع بهالسفر اكثر مما كان يتوقع ..
انتقلوا مابين ارجاء القلعة مع افواج السياح المختلفة الجنسياات ، مروا بالغرف الملكية اللي مازالت على هيئتها بطراز تاريخي قديم وانشغلوا بمطالعة الاماكن والاثار وباحات القصر المذهلة ، وانتهت الجولة صعوداً للسطح وهم مو حاسين بالوقت ..
اقتربوا من اسوار القلعة القصيرة .. وكان المنظر أكثر بكثيييير من راائع ..
امتداد شاااسع لمدينة القاهرة الكبييرة ،
بحيث تقدر تشوف كل المدينة من فوق سطح القلعة ،، بكل مبانيها وبيوتها .. متراصة احياناً بترتيب ، وآحيانا بعشوائية ..راقية احيانا ومتواضعة واكثر احيان اخرى ..
ديما التفتت على فياض وهي تسأله بتلقائية : ينفع اصور ؟
قال وهو يطلع جواله : ايه اكيد ،،،، كان جبنا كاميرا احسن ..
قالت وهي تطلع جوالها : لا عادي بصور من الجوال ..
قال : اذا رحنا للسوق او لأي مول شرينا وحدة..
قالت وهي منشغلة بمراقبة المكان : ان شاء الله ..
بس ماعرفت تصور لانها اول مرة تصور بالجوال .. ماتعرف كيف تقرب او تبعد الصورة....
اخذت صور كثيرة كلها ما طلعت واضحة .. سكتت ولفت على فياض اللي قاعد يصور من جواله ..
مشوا من المكان وطلعوا منه ومروا بمسجد محمد علي باشا الضخم والمبهر لأبعد حد .. وبعده مروا على بعض المتاحف سريع .. وخرجوا عشان يدورون مطعم للعشا ..
فياض التفت عليها وقال : وش رايك نتعشى أكل مصري.....في اكلات كثير حلوة عندهم ..
قالت وهي تدخل جوالها بعد ما فشلت للمرة الأخيرة تصور القلعة وهم خارجين منها : اللي يريحك ..
قال : في مطعم قريب شفته واحنا جايين يسوون كشري وشكله راقي ..
قالت وهي تمشي معه : طيب ..
.
.
بالمطعم ، انشغلت بجوالها وهم ينتظرون الأكل ..
جلست تتفرج بالصور اللي خذتهم بإحبااط بان بوضوح على ملامحها ..
أما فياض فكان طول الوقت يراقبها وهو يحس انه اليوم فيه شي موطبيعي .. فيه نشاط غريب وحماس ...
قال بابتسامة : عجبتك القلعة ؟
قالت بصدق وهي تترك الجوال من يدها : ايه ..كثيير ..
قال : أجل ليه متضايقة .. ؟
قالت بخجل : مو متضايقة .. بس..
سألها : بس إيش ؟؟
قالت : ممم .. الصور ما طلعت ظابطة ..
قال وهو يمد يده لها : وريني ؟
ناولته الجوال وهي تبرر بتوتر : ما أعرف أصور ..
قال وهو يتفرج على الصور : بعلمك عليها بعدين ..
قالت باحباط : بس كان ودي .. اصور الاشياء اللي شفناها اليوم ..
اخرج جواله بعد لحظة وفتح بلوتوث ديما وبدأ يرسل لها الصور .. ما كانت عارفة وش يسوي ، بس جاء الاكل وبدأت تاكل ببطىء وهي تراقبه وهو منشغل في الجوالين ..
خلص منه ومد لها جوالها :.. نقلت لك الصور اللي صورتها انا .. ومسحت الثانية ..
اخذته وهي تفتحه بدهشة ، وشافت نفس الاماكن اللي كانت تصورها وكلها واضحة ومن زاوية مناسبة مثل ما كانت تبيها وأكثر ..
ابتسمت بفرح وهي تناظره وقالت : شكراً .. مرة حلوة الصور !
رد لها الابتسامة وهو يقول : عفواً ..يللا كلي قبل ما يبرد الأكل ..
.
.
.
.
.
اقترب الشابين من مكان جلوسهم ونواف وضح لهم الوضع والاثنين أقروا نفس كلام الشاب الأول ..
ابتسم الشاب وهو يقول لنواف : تأكدت الحين ؟
نواف بتوتر :المهم .. الرأي رأي أيمن .. هو حر اذا بيسامحكم او لا ..
الكل التفت على أيمن .. يترقبون رده ..
الشاب برجااء : أرجوك سامحنا وما في داعي تكبر المواضيع .. احنا كلنا اخوان واللي صار مجرد سوء فهم ولخطبة ، ومستحيل كنا نتعمدك فيها ..
أيمن بابتسامة صغيرة : ما في أي مواضيع بتكبر ان شاء الله ..واعتذاركم مقبول من البداية ..
نواف حس براحة وهو يسمع كلام ايمن وقال له: اذا كنت قبلت اعتذارهم فأنا بعد أقبل به.. وآسف اني ما صدقتك بالبداية..
وجه جملته الاخيرة للشاب ..
كان حاسس بخجل من موقفه ، شكلهم فعلا صادقين وفيهم طيبة ونخاوة .. بس وش اللي صار معهم عشان يخليهم يسوون كذا ؟؟
وكأن أيمن ترجم أفكاره في كلامه : تسمحون لي أسألكم .. ليش كنتوا ناويين تضربون الولد اللي يشبهني ؟
قال الشاب : مو تخلينا نتعارف بالأول .. ؟؟
ايمن بحرج : ان شاء الله ..
وافسحوا المجال للاثنين الواقفين ينضموا للطاولة ..
الشاب : انا وليد .... ادرس في قسم ...
وبدأ يعرفونهم على انفسهم ..وأصروا على نواف وأيمن بعد ما عزموهم يتغدون معهم اليوم كدليل على اعتذارهم وتصافيهم ونسيانهم للموقف .. ووعدوهم يخبروهم القصة كاملة اذا اجتمعوا بعد الدوام..
.
.
.
.
يتبع
بعد قليل
|