لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-02-09, 10:49 AM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 118715
المشاركات: 634
الجنس أنثى
معدل التقييم: ضجة الصمت عضو على طريق الابداعضجة الصمت عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 152

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ضجة الصمت غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضجة الصمت المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 


الفصل السابـــع

.
.
نواف جالس بالصالة ومعه كتاب وفاتح التلفزيون وقدامه عصير وكاسة ، دخل نايف وهو يراقب المنظر ..
قال بعجب : هذي مذاكرة بالله ؟؟؟شتسوي بالظبط ؟ تذاكر ولا تتفرج ؟؟؟
قال بطريقة مسرحية مكتئبة : والله كثر خيري 24 ساعة مكرف في هالكتب من حقي اغير جو شوي!
نايف بعدم اقتناع :ايه ..ايه .. و متى بتخلص اختباراتك ؟
نواف وهو يأشر بأصابعه برقم أربعة : باقي فور دايز !
نايف : آهاااا .. يللا اخلص من هالسنة وشوف لك تخصص ينفعك في حياتك !!
نواف بإحباط : انا بس انجح وبعدين يصير خير!!
نايف : الا فياض ما شفته؟؟ اذا جيت لقيته طالع.. واذا طلعت انا يجي !
نواف بصدق : مدري عنه ..
نايف بضجر : عايش لحاله ولا يدري عن الدنيا ..
نواف بسخرية : وانت مو احسن منه .....!!!
نايف يأشر : عالاقل انا عندي شغلي وانشغل فيه معظم الوقت .. اما هو الله العالم وين يكون .. لا شغلة ولا مشغلة !! شايف نفسه على ايش !! مدري متى بيعقل ..
نواف بحسرة : والله ليتني مكانه .. عندي الفلوس ..و فاضي وما عندي شي .. اسوي اللي ابي من دون شي ولا أحد يغثني ..
نايف بقوة: خلك بدراستك بس ..بعدين لاحق عاللي تبيه ..
نواف : ما يحتاج تذكرني.. وبعدين الاحلام ببلاش والله العظيم ..
نايف اللي ما يحب الاستهبال : المهم لا جا اخوك خله يكلمني ..
نواف بتهكم : شغال عندكم انا كل ما بغيتو اخبار الناس جيتو لي اقعدوا شوي بالبيت عالاقل وانتو تشوفون بعض !!
نايف: لا تسوي لي سالفة .. مثل ما قلت لك بلغني... انا مشغول ماعندي وقت اجلس بالبيت.. !!!!
نواف بملل : اووف ..والله وش هالعيشة بموت من الملل .. متى اخلص ياربيي وافتك !!
نايف بعجب : كلهن اربع ايام .. عز الله ما بنشوفك بالبيت بعدها !!
نواف بسخرية : اصلا ماراح تكونوا بالبيت عشان تشوفوني .. بس والله لافر الدنيا فرّ مع ربعي ..!!
نايف بعصبية : لا والله؟ محسب الدنيا كذا فالتة ؟؟ ممنوع حبيبي تطول برا بعد الساعة 10 .. وبعدين سيارتك هذي مفاتيحها تجلس معي .. ما تاخذها غير بعلمي ..
نواف وبدأ يعصب : لاااه ؟ و مين حاطك وصي علي أستاذ ناايف؟؟ انا حر اسوي اللي ابيه .. مالك شغل فيني .. وبعدين سيارتي هذي جايبها من فلوسي اللي تركها ابوي لي أنااا.. مو من حقك تلمسها !!
نايف بتهديد : والله العظيم يا نواف .. ان كسرت كلامي لاوريييك اللي ماشفته .... ما في شي بيصير غير بعلمي !!
دخل فياض من باب البيت اللي داخل الصالة وقطع النقاش الحاد ،
قال هو يرفع حواجبه : وش فيكم صوتكم عالي ؟
نايف : وانت يالاخ وينك من ايام ؟
فياض ببرود : شفيك؟؟ رووّْق ماشي يستاهل!
نايف : متفيج انت الثاني .. شووف ..انت وما اقدر اقولك شي ..بس اخوك هذا لو يمشي من دربك والله لاكسر راسه ..
نواف : شكلك ناسي اني عمري 20 .. انا مو صغير تتحكم فيني .. وبعدين اعرف مصلحتي زين ما زين .. وحيااتي أنا حر فيها
فيّاض : خلاص نواف نتفاهم بالموضوع بعدين .. خليني مع نايف شوي
نواف طلع من المكان بعصبية حتى نسى ياخذ كتبه ..
نايف جا بيعترض ،،
قال فياض : خله الحين .. بعدين شايف وشلون شاد حيله بدراسته وانت من الحين وتبي تخنقه وتسيطر عليه .. المفروض تشجعه ..
نايف : ايه اشجعه واعطيه الفلوس واللي يبيه عشان يصيع الاخ .. هذا اللي ناقص مو كافي حضرتك ..
فيّاض بصرامة : ناااايف !! لا تتدخل في حياته .. ولا في حياتي ..
نايف :لاه ؟؟... انتوا مو اخواني؟؟ ليه ما اتدخل فيكم ؟؟
فيّاض :خلاص سكر هالموضوع الحين .. واسمعني
نايف باعتراض : بس الـ ..
فياض وهو يتحرك للكنب : اسمعني ...
جلس باسترخاء على اكبر كنبة : أنا خطبت ..
نايف وقف مذهول يطالع في اخوه ..
قال بعد لحظة : هااااااه ؟؟؟؟
فياض بسخرية : سكر فمك .. شفيك؟؟
نايف بعدم تصديق : كذاااب .. فياض شخصياً يخطب ..!!!!! مين هذي سعيدة الحظ ؟؟
فياض : بنت عمك ..
نايف يرفع حواجبه بدهشة وفضول : أي عم ؟؟ وأي بنت ؟؟ ومن وين تعرفهم ؟؟
فياض وهو يأشر على فوق : أخت عايض ..
نايف بتفكير : وليه قررت اخيراً تتزوج يعني ؟؟؟؟؟
فياض ببساطة وهو يمسك ريموت التلفزيون ويفتحه : تغيير ..
نايف قرب من مكان جلوسه وهو يقول : تغيييير !! حبيبي الزواج ما فيه تغيير .. الزواج مسؤولية .. وما هو لعبة تسليك وبتخلص منها ...و لـــ .. ...
قاطعه فياض : يووه نايف بديت بمحاضراتك .. لا تخليني اندم اني علمتك ...!!
نايف بقهر : انت ما تفكر غير بنفسك ..؟؟؟؟ واللي بتظلمها معك بهالمزاج .. ؟؟ قال ايش.. تغيير !!!! .. ثم بكرة تنصدم بالمسؤولية وتظلمها معك ..
فيّاض بابتسامة : انت دايم تفكيرك سلبي .. مين قال اني بسوي كللللللل هذا .. رسمت لي حياتي كلها من الحين .. !!!!
نايف بتصحيح: لااء .. أنا أعطيك مثال على العواقب اللي بتجنيها لو ما فكرت من الحين ......... وبعدين ليه اخترت اخت عايض بالذات .. ؟
فيّاض باختصار : عجبتني .. وبس ..
نايف : ماشاء الله .. شايفها يعني بمكان عشان تعجبك ..
فيّاض يغير الموضوع : ايه .. المهم .. ابيك تشوف مكتبي عندكم في أحد جا بدالي او فاضي ..
نايف بفرحة :لييه ؟ تبي ترجع للشغل ؟؟؟؟؟؟ المكان فاضي من يوم ما تركته ..
فياض بتفكير : ما عندي شي اسويه هالايام .. ما يضر لو رجعت لفترة ..
نايف بتفاؤل : انت بس ارجع وبعدين يصير خير .. والله احسن لك من شغل الاستثمارات هذا اللي يوقف على نص رجل .. عالعموم اذا احتجت شي ... فلوس.. أي مبلغ .. خبرني ..
فياض يرفع حواجبه : ماراح أحتاج .. ليه العب بالفلوس انا ؟؟
نايف : قصدي على الزواج ..
فياض : آهاااا ..
نايف طلع من عنده وهو حاسس بأن أخوه فيه شي غريب .. شي كبيييير متغيّر .. وفجأة ناوي يرجع للشغل ..ويتزوج بعد ...!! هذين القرارين كانوا صدمة بالنسبة له .. على ايش ناوي يا فياااض ؟؟؟؟؟؟ هذا مو انت .. ومو من عاداتك !!!!! الله يستر منك ومن خربطتك هذي .. لا تكون وحدة من مزاجياتك وتجاربك وتخرب الدنيا كلها على راسك !!!!

.
.
.
.
.
.
.
.


في غرفتها
شاردة تفكر من بعد ما هدت وارتاحت نسبياً
مو قادرة للحين تصدق انه جا وخطبها ..
مشكلتها انحلت .. وانفتح لها باب كان مغلق من كل النواحي
وما تدري ،، اذا كان بنفس الوقت راح يفتح لها الكثير من المشاكل؟
بس كله يهون .. مقابل ستره عليها !
كل شي بتفكر فيه بعدين .. حياتها ، ومستقبلها !
كل شيء يمكن تأجيله .... كل مشكلة وراح تتصرف فيها بوقتها .. بس لا تفكير في الماضي ولا تفكير في المستقبل الحين راح ينفعها .. خلها تفكر بالواقع الحاضر وبس ،، و كيف راح تقنع عايض بموافقتها ؟؟
عايض شكله مرتاح للفكرة .. ومتقبل لها كخطبة بحد ذاتها .. لكن مو كشخص بعينه !!
واكيد هذا الشخص عنده بلااوي متخبية .. يمكن يسمع عنها من هنا ولا من هنا وساعتها 100% راح يرفضه ..
جا ببالها كلام عايض : ( كلامه أقنعني )
تمنت لو عرفت وش هذا الكلام اللي اقنعه ؟
معقولة اصلا هو يعرف يتكلم مثل الناس .. كلام عقلاني .. عشان يقنع احد بكلامه ؟ ما هي متخيلة هالانسان كيف تركيبته .. كل شي يجي ببالها عنه تتخيله في منتهى السوء والانحطاط .. لكنه اكيد يخفي حقيقته تحت الكثير من الاقنعة ، دام ما في أحد شاف هالحقيقة غيرها للحين ..أوتجرع منها !
و كل هذا ما يهمها الحين ...!
انتظرت ليومين عايض يفاتحها بالموضوع مرة ثانية .. ،،،،،
وفاتحها أخيراً ..
قال وهم جالسين عند التلفزيون مرة : ليه مطنشة موضوع الجامعة ؟؟ مو ازعجتيني زمان ودك تسجلين فيها ؟
ديما اللي صرفت نظر عن الجامعة هالايام .. وهي تعرف ان كل زميلاتها سجلوا وخلصوا
قالت : اذا قررت متى بروح قلت لك !
قال : وموضوع الخطوبة ؟؟؟
اعتدلت بجلستها بارتباك ، ما صدقت فتح الموضوع ..
قالت : ايش فيه؟
قال بصدق : انتي ايش تبيني اسوي فيه ..؟
سكتت شوي .. خايفة تندفع وتقوله شي يشككه ..
سألت بصوت واطـي: أنت ايش رايك فيه ؟
عايض اللي يحسّبها تبي رأيه بفياض قال : الصراحة انا ماعرف عنه الكثير .. ما في مكان أو أحد أسأل عنه عنده غير اخوانه .. بس انا فكرتي عنه لما شفته الصراحة... تعجبني شخصيته القوية .. وهدوءه .. احس انه انسان معتمد على نفسه .... والله اعلم بالباقي ..
ديما بتوتر : كان قصدي ايش رايك بالخطوبة ..
عايض : آمم ..انتي حرة .. تبين تكملين دراستك .. او تعطين نفسك فرصة للتفكير .. هذا راجع لك وما رح اتدخل بهالشي ..!!
ديما بعد لحظات : أنا ... أنا رأيي من رأيك .. اذا كان عجبك فأنا موافقة عليه ...
عايض اعتدل وفتح عيونه ..
قال : ايش تقصدين بأنك موافقة ؟
ديما حست انها تسرعت ..
قالت : يعني موافقة افكر بالموضوع ..
قال بابتسامة : ايييه .. وبعدين لا تنسين .. باقي لك الكثيير ... لسا استخارة .. نظرة ..سؤال ... اشياء كثيرة قبل لا تقررين !
سكتت وهي تحرك رجولها بتوتر ..
قال : .. انتظري الين ما تشوفينه .. والين ما تفكرين اكثر بمستقبلك ..
قالت : طيب ..
قال : انا اكثر شي يعجبني بالرجال انه يعتمد على نفسه .. هذا تقدرين تثقين فيه طول عمرك .. وهذا اللي يتضح لي من شخصيته كل ما شفته .. بس أهم شي خذي كل وقتك .. ولا تتسرعين ..
ديما كانت تسمع كلامه عن عايض وهي بداخلها تتسائل .. هل اخوها نظرته للناس لهالدرجة مو واضحة ومشوشة؟ ولا فياض هو الاستثناء الوحيد ما بين اولاد عمها والبقية كلهم من اللي يتكلم عنها عايض ؟؟ رجحت الفكرة الثانية .. وشردت بعاالم ثاني من التفكير !!
.
.
.
.
.
.
.
.
.

في وقت لاحق ...
لبست عبايتها واستعدت للخروج .. كانت بتطلع من الغرفة ، و استوقفتها المراية ،، قربت منها تتأمل ملامحها .. من زماااااان ما طالعت بالمراية ،، يمكن همومها أنستها الاهتمام بنفسها ، وإحباطها أثر عليها .. شافت هالات من السواد تحت عيونها ما كانت لاحظتها من قبل .. عيونها ذبلانة ، وحتى شعرها تحسه تأثر.. صار يطيح بكثرة .. خصلاته بكل مكان تجلس فيه ، وتحس أطارفه تقصرت .. خبت شعرها تحت الطرحة ومسكت نقابها بيدها وطلعت ..
عايض اللي جلس بالصالة ومعه كوب الشاي الحافظ للحرارة ..
قال : يللا جاهزة ؟
قالت : ايه يللا ..
ونزلوا .. وكالعادة ما شافوا أحد بطريقهم للخروج من البيت ..
طلعت مع عايض تشتري لها ملابس كانت محتاجتها ، ومن زمان وهي مأجلة الموضوع ، لفت بالمحلات مع عايض اللي كان باله طويل .. اخذت اشياء بسيطة ، اعطاها عايض بالاخير فلوس وتركها تشتري لحالها عشان ما تنحرج منه ..
عايض : ما تبين شي ثاني
ديما : لا كثر خيرك .. اخذت كل اللي احتاجه
عايض : مو مشتهية شي ؟؟
ديما تلقائياً : لا ..
عايض طنش جوابها وكأنه مستعد له : نفسي آكل بيتزا .. تعالي بناخذ من دومينوز قبل لا نطلع ..لو ما عشيتك الحين مارح تاكلين الليلة ..
ضحكت وهي تمشي ورااه ودخلوا للمطعم ..
جلست تستناه وهو يطلب ... ولاحظت شلة من البنات كانوا جالسين في ركن المطعم ومسويين ازعاج بسوالفهم وضحكهم العالي .. طبيعيا استنكرت عليهم من داخلها .. قلة حيا الصراحة مكان كله رجال ، كان دخلوا لطاولة منعزلة عالاقل !!
فجأة شافت وحدة منهم تطالع بعايض .. وترجع تكلم صديقتها .. وشوي ولا كلهم يطالعون فيه .. ضحكت لا شعوريا عليهم .. لهالدرجة اخوها وسيم يعني ؟ ضحكت على حركاتهم واشاراتهم ، وللحظة ما درت بنفسها .. كيف نست همها كله ؟؟؟
قامت وهي تنفض افكارها .. وراحت لاخوها تبي تستغل الوقت اللي يناظرونه فيه البنات عشان تقهرهم .. مسكت ذراعه وشدته شوي من مكانه اللي ينتظر فيه الطلب ..
قال : هااه ؟ ايش فيه ؟
قالت : ايش اخترت ؟؟
قال : بيتزا خضار مع دجاج .. ليه اجيبلك شي معين ؟؟
قالت بابتسامة وهل تلف عينها شوي عالبنات : ايه جيب لي ايس كريم من اللي عندهم احبه .. صح .. وبطاطا.. ابي بطاطا مقلية ..
قال بابتسامة فرحة بطلبها للأكل : آها .. حاضر .. شي بعد ؟
قالت وهي تبتسم : لا شوكرااا رح انتظرك
رجعت لمكانها وهي تشوف انظار البنات من ورا نقابها تتجه لها بغيظ واستنكار .. مساكين شكلهم انقهروا .. اكيد يحسبوني زوجته ولا خطيبته .. رجع عايض بعد فترة وطلعت معه وهي تحكي له عن البنات اللي ماتوا عليه ..
لاول ليلة .. تشعر براحة .. صحيح مو راحة كليّة .. لكن عالاقل هدا بالها .. وهدا تفكيرها .. وما كان بنفس الحدة اللي ظل عليها طول الايام الماضية .. صحيح قلقها من الجاي كبييير .. لكن أملها بربها كان أكبر .. !!
.
.
.
.
.
.
.
.
.

.
.
.


مر أسبوعين ...
استقر فيهم عايض بشغله .. وبدأ البحث عن بيت مناسب ..
فياض .. بدأ يشارك نايف في شغله .. وحماس غريب عليه ، يدب في اعمااقه ..
نواف .. خلص اختباراته بنسبة 91 % وما كان مصدق .. ووصل مع نايف لاتفاق سلمي قدر يحافظ فيه على حدود حريته وانفتاحه ..
ديما .. مطنشة الموضوع ظاهرياً .. لكن داخلياً صراعات نفسية متعبة تدور فيها .. تحاول تشغل نفسها كالعادة .. شوي بالمطبخ تحاول تتعلم الطبخ وتسوي شي لعايض .. وشوي تحاول ترسم .. تخيّط .. تحوس بلابتوب عايض ... ملّت من التفكير اللي محاصرها ..
الين ما جا عايض .. وقال لها خبر .... أفرحها .. وصدمها بنفس الوقت ..
" أبيك تجين تشوفين البيت اللي باخذه ان شاء الله .. "
كانت متفاجئة .. ومو عارفة تحدد موقفها .. وراحت معه ..
شافت البيت .. كان كبير لكنه من طابق واحد .. بسيط ومتواضع لكن حلاته في بساطته .. عجبها ذوق أخوها ،، وعجبها البيت من الداخل .. أربع غرف و صالتين وحمامات ومطبخ ... وله حوش وسيع من برا .. واكثر ما عجبها الزرع اللي براا والزهور ..
اعطته رأيها وشجعته ياخذه .. أخيراً بيكون لهم بديل عن بيتهم .. حتى لو ماراح تجلس فيه بالمستقبل .. صعبة ما يكون لك بيت او مكان تنتمي له .. وتنتسب اليه .. ويظل مرجعك لآخر لحظة من عمرك!
بموافقة ديما .. بدأ عايض في اجراءات التمليك واتمام الشراء .. وحدد موعد الاستلام .. وراحة كبييييرة توسع صدره .. تشتته من بعد موت والديه ،، والمسؤولية المتزايدة والضغط كان أحياناً يحس انه مستحيل يتحمل .. ،،لكن مع الكثير من الصبر والمحاولات والاجتهاد .. أخيراً بدأت تنتظم أموره وتترتب وبدأ يستقر في وضعه الجديد بكل راحة ..
رجع يفكر في ديما .. وموضوع الزواج اللي ما كان حاطط بباله أي حسابات له .. وليه لأ ؟؟ ديما ما هي بأختك الصغيرة ذات العشر سنوات .. ديما كبرت وانت مو منتبه .. من وهي صغيرة وانت دايما تشوفها مع امك ..مع ابوك .. مع الشغالة .. ولا عمرك كلفت نفسك بمسؤوليتها او اهتميت فيها كمسؤولة منك !!
الحين حبّه لها زاااد ومجرد كونه هو الوحيد المتبقي لها .. يخليه يصب اهتمامه اكثر عليها ،، ويفضل راحتها على أي شي قبلها ..
صح موضوع الزواج فاجئة بالبداية .. واحتار .. هل لو سلمها لأول من يجيها بيكون فرط فيها ؟؟؟
بس هو ولد عمه .. مو مثل أي أحد .. والقريب أولى من الغريب .. ولد عمه منه وفيه ..! بيكون له الحق عليه أكثر من أي إنسان آخر ..
تعطيها لقريب أفضل ولا تتركها لغريب ما تعرفه ولا تعرف أهله وتفكيره يا عايض ؟؟؟؟؟
السؤال كان يحيره .. فياض لو هو فعلاً مثل ما شافه.. انسان جاد .. معتمد على نفسه .... فهو فرصة ما تتكرر .. !
بالفترة الأخيرة .. اختلط كثير بنايف وفيّاض .. ما كان يشوفهم بكثرة من قبل .. لكنه وأخيراً بدأ يستشف شخصياتهم .. ويتعمق في علاقته معهم ..
ما يبي يستعجل ديما .. خايف ترفض وتضيع من يدها فرصة .. وخايف توافق وهو مازال متردد !!!
تمنى لو تقول له جوابها وتريحه .. بس لازم يقولها أكثر عنه .. يوريها اياه .. يساعدها تكوّن قرارها .. هي مهما كانت عاقلة وتفهم .. مازالت صغيرة ، وموضوع مثل هذا كبير .. مرة كبير عليها ..
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

انتظاره طال .. يحس بإنه انتظر شهرين مو اسبوعين .. مو هي اللي تبي هالزواج بالاصل .. ليه ما وصلته موافقتها للحين .. ؟
كان متظاهر بالبرود وان الموضوع ما جا على باله .. وكل كلامه مع عايض كان من خلال نايف ..لأنه كعادته قليل الكلام .. كثير التفكييير ..
إلى ما جا عايض وطلب منه طلب مفاااجىء ..
عايض وهو راجع من شغله اللي طول فيه هالمرة للعصر .. اتصل بفياض وهو راجع للبيت ..
فياض : .. أهلاً عايض
و بعد السلام .. قال عايض : ابي منك خدمة ..
فياض بدهشة : خدمة ؟؟
عايض : بطلب منك طلب صغير .. انت عارف ان ديما ما شافتك ولا تعرف عنك شي ..
فياض بعدم استيعاب : ايه ؟؟
عايض : اممم .. انت بالبيت ؟
فياض : ايه انا بالبيت ..
عايض : أجل قابلني تحت وأنا بجيك الحين ..
فياض : طيب بستناك ..
وابتسم عايض وهو يرجع يتصل في ديما ..
و يتمنى ينجح مخططه ..
.
.
.
.
.
.

وقفت بالحمام تغسل وجهها .. كانت نايمة لما عايض اتصل عليها واستعجلها تجهز نفسها.. قال بيوديها يشترون أثاث لصالة البيت الجديد .. ما تدري وش سر استعجاله ، وليه الحين بالذات ؟؟ توه مستلم البيت وتوهم ما بدأوا حتى يفكرون بالنقل !!
لبست حجابها وجلست تستناه .. ما هي الا دقايق وجاها ..
نزلت معه وهي تسأله بدهشة : ليه مستعجل عالبيت ؟ وبعدين مو لازم أجي معك .. ذوقك دايما يعجبني ..
قال بابتسامة : لا ما ينفع .. ما راح اسوي شي بالبيت الا وانتي مختارته معي .. وبعدين أنا عاجبني طقم كنب واخاف أحد يشتريه قبلي .. ابي اخذ رايك فيه ..
قالت باستسلام : طيب .. متى راح ننتقل للــبيت ؟؟
لما خلصت سؤالها .. كانوا وصالين للسيارة ، تحركت باتجاه سيارة عايض .. لكنه استوقفها
قال : ديما .. تعالي .. وين رايحة ؟
ناظرته بدهشة ..
قال بابتسامة : بنركب سيارة ولد عمك ،، سيارتي متعطلة ..
قالت وهي ترجع جنبه : ليه شفيها سيارتك ؟ كيف رجعت من الشغل اجل ؟؟
قال : خلك من سيارتي وتعالي ..
راحوا للسيارة السودا اللي أول ما وقع نظرها عليها
وقلبها يخفق بقووة ........وفهمت!!
هذي سيارة فـ
...

عايض :هذي سيارة فيّاض ..
التفتت لأخوها بقوة ..!!!! كأنه يقرأ أفكارها .. كأنه يكمل لها اللي ما كانت قادرة تكمله حتى بتفكيرها .. هو يحسب إني كذا بستانس عشان بشوف الخاطب المجهوول .. وما يدري إن شكله محفوور بالاسود في قلبي .. !!!
سكتت ومشت وراه ..
فتح لها الباب الخلفي ودخلت بهدوء .. وبداخلها شعلة تحرق نفسها .. فياض كان جالس بمقعد السائق ، وهي جالسة ورا مقعد أخوها .. السيارة ريحتها مو غريبة .. نفس ريحة الغرفة ..
منعت نفسها تطالع باتجاهه .. لحظات تلتقط انفاسها .. وتستجمع قوتها .. وتقاوم ضربات قلبها واضطرابها ..
هو الظالم .. هو المعتدي .. هي لازم تكون ثابتة .. هي صاحبة الحق هنا .. !!!!!!!!!
رفعت راسها تطالع فيه .. مو هذا اللي يبيه عايض ؟؟ هي عارفة انها لو طالعته ما راح يزيدها الا احتقاراً له في نفسها .. بس ما أتيحت لها الفرصة من قبل إنها تشوفه ، على إنه راح يكون واقع وشريك لها في مستقبلها القريب .. مثل ما هي تحس .. وتتوقع !!
كان في حديث يدور بينه وبين عايض .. ما سمعت منه ولا حرف .. ولا كلمة .. كانت عينها على ظهره المتصلب وذراعه الممتدة حول المقود .. حركاته متأنية .. بطيئة .. وواثقة .. وتقهر !
.. حتى كلامه .. هادي ومنظم .. فهمت الحين ليه عايض ماخذ عنه هالفكرة .. فهمت ليه يقول ما قاله !!!
لكن هي وحدها تحس بمدى الظلام اللي هو فيه .. والله يعينها .. هي وحدها من بيتجرع المرّ منه سواء تزوجها أو لا !!!!

وصلوا لأحد المحلات .. رغم إن الموضوع كان مكشوف لدى الثلاثة .. إلا إن عايض ما يحب يضحك على إخته .. هو للحين ما يدري هي مكتشفة الموضوع والحركة اللي سواها أولا .. ما يعرف هي ببرائتها ما فهمت .. ولا بعقلها وذكائها فهمت .. ؟ أكيد فهمت!
كان قايل لفياض على خطته ،، وفياض رحب فيها .. هي فرصة يستشعر وجودها ،، وفرصة يتقدم خطوة بالموضوع ..!!
نزل من السيارة وهو يدعي ربه يكون في شي حلو بمحل الاثاث اللي بيدخلونه .. فتح لديما بابها ،، ونزلت بتوتر ..
مشى جنب فياض وديما كانت وراهم على بعد خطوات .. دخلوا المحل اللي كان فاضي بهالوقت .. كان كبير وفخم ، من محلات الاثاث المعروفة .. ووقفت تتفرج على الاثاث وتركتهم يكملون ..
عيونها كانت عالاثاث وعقلها كان بعيييد عن المكان بكبره ..
لحظات وجا عايض يناديها ..
عايض لما دخل قال لفياض يساعده ويقترح عليه ، لأن المحل طلع فعلا حلو ولحسن الحظ !!
ترك ديما تتفرج وهو بنيته يعطيها فرصة تفكر وتراقبهم على راحتها
.. فياض لدهشته تفاعل مع عايض واقترح عليه ياخذ واحد من الاطقم الموجودة .. عايض عجبه الطقم وراح ينادي ديما ..
جات معه وعيونها بالارض .. رفعتها شوي تطالع بالطقم وهي ناوية مهما كان شكله بتقوله يجنن وحلو ومناسب .. !!
قالت بصوت باليااالله طلع : والله حلو .. عجبني ..
قال : يعني اتوكل على الله .. ؟؟
قالت : ايه ...
راح ينادي البائع ، وهي التفت تبي تلحقه ..ما تبي يكون الثاني اقرب لها من اخوها ..
كان واقف يراقب خطواتها المترددة ورا اخوها .. وحاسس بتوترها ،، حتى صوتها ما طلع وهي تتكلم .. يبي يسمعها مرة وهي تتكلم ، يشوف وجهها مرة ثانية .. يتأمل في ملامحها لمرة بهدوء وبدون ما يكون بموقف يضطره أو يقطع عليه .... يبي يوسع من صورتها في باله .. هو على وشك يوصل لها .. بس محتاج يرتب افكاره !!!
تم حجز الطقم .. ودفع مبلغ مقدم ،، كان سعره مرتفع لكن أهم شي انه عجبه وعجب ديما و كان حجمه مناسب لحجم الصالة ..
رجعوا للبيت في طريق صاامت إلا من كلمات بسيطة وتعليقات على محلات قابلتهم ومن هذا القبيل ..
شكر عايض فياض على وقته .. وطلب منه يعطيه المزيد من الوقت للرد .. وهو يتسائل لو فيّاض راح يقدّر رفض ديما.. إن رفضت ؟؟!
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

ديما دخلت لغرفتها تبدل وهي تحس انها كانت مخنوقة وتنفست...
و بنفس الوقت حست ان الموضوع في تقدم .. وإن موقف اليوم بيسهل عليها تقديم موافقتها لعايض بالقريب..

طلعت بعد ما بدلت ولبست بيجاما طويلة .. لقت عايض بالمطبخ .. دخلت لعنده وهي تبتسم ..
قالت : ايش تسوي ؟؟
قال : قاعد اخترع طبخة ..
وكمل بشك : تغديتي لما قلت لك اني بتأخر صح ؟

قالت بخجل منه : لا.. ممم والله كان فيني نوم ..
قال بعتاب : مو قلت لك تغدي انا ماراح اتغدى معك اليوم ؟
قالت : الشغالة كانت بتطلع لي غدا بس انا قلت لها بعدين ..
قال : حرام عليك شوي وبتصيرين هيكل عظمي ..
قالت بابتسامة : عادي... تدري انا تجيني اوقات واصير فيها أكولة درجة أولى ..
قال بضحكة : هههههه وينها هاللحظات ما تجي وانا موجود؟
قالت : اصلا شوف الثلاجة مين يخلص الاكل اللي فيها غيري .. وانت دايما تاكل بالشغل ..
قال : يللا اخر مرة .... عقابك بتاكلين من اللي بسويه الحين ..
قالت وهي تشوف الثوم اللي قاعد يقطعه وهو يتكلم : أيش هذا؟ بتجرب فيني ؟؟؟؟
قال :ايه لا تعترضين .. ساعديني .. طلعي لي خضار من الثلاجة ..
راحت للثلاجة وفتحتها وهي تسأله ايش تطلع له ..
قطع الخضار وحطه بمقلاة على النار مع زبدة ،، ووقف يستناه ينضج ..
ناظرها بتركيز وهو يسألها بجدية : الحين قوليلي .. شفتي فيّاض ؟
حركت عيونها عنه وقالت : ايه ..
قال : أنا تعمدت ابيك تشوفينه .. عشان تفكرين بشكل أوضح.. وتعطيني قرارك .. ديما اجازة الصيف ما بقى منها غير القليل .. وأبيك تفكرين زين وش راح تسوين .. استخيري واعطيني جوابك اللي انتي مرتاحة له ..
مسكت الملعقة الخشب اللي تركها بالخضار وقلبته بهدوء ..
كمّل : ترا هو ولد عمك وبيقدر قرارك مهما كان .. فلا تنحرجين ..
سكت لحظة وتنهد وهو يقول : بصراحة أنا محتار ..
رفعت عيونها له وشافت فيها الهمّ والحيرة ..
قالت تطمنه وهي حاسة بأنها حيرته وأتعبته معها بسكوتها : لا تشيل هم .. اطمن ما راح اخذ قراري الا وأنا متأكدة منه ..
باس جبينها بخفة وهو ياخذ الملعقة الخشب من يدها ..
قال بمزح : روحي بعيد .. طبختي لا تحطين يدك فيها ..
ضحكت وهي تحس براحة .. عايض سهل عليها كثييير .. وباقي بس تستخير وتعطيه جوابها اللي جاهز من زماااااااااااااااااااااان !!

.
.
.
.





 
 

 

عرض البوم صور ضجة الصمت  
قديم 12-02-09, 11:08 AM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 118715
المشاركات: 634
الجنس أنثى
معدل التقييم: ضجة الصمت عضو على طريق الابداعضجة الصمت عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 152

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ضجة الصمت غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضجة الصمت المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 


يمكن في منكم من يحس إني استعجلت شوي بهالجزء .. لكن تأكدوا إني بذلت جهدي حتى أوصل بمنطقية ورويّة لكل حدث وبدون تسرع .. وإن لاحظتوا أي شي رح أكون بانتظار آرائكم وانتقاداتكم بكل سعة صدر وترحيب ومحبة ..






الفصل الثامن

.

.

.

.

.

.

وأعلنت ديما موافقتها ....
عايض سألها ... أكثر من مرة ..!!
عن الجامعة ..! عن دراستها ..!
كان يبي يطلع بأي شي أي شي يأكد له إنه مو مقصر .. وما فرط !

قالت بصوت ثابت : أنا استخرت .. وما عندي أي سبب أرفض .. هو عاجبك وانت مؤيد للموضوع .. وأنا بعد ارتحت للموضوع وموافقة ..
عايض كان ساكت .. ما يدري ليه يحس فيها شي غريب .. يخاف قرارها يكون وراه شي ثاني . أفكار ثانية مخبيتها عليه .. يمكن ضاغطة على نفسها عشانه .. تذكر يوم قال لها انه ما راح يتزوج إلا بعدها .. حتى هذي المزحة طرت بباله وخاف انها تكون مأثرة عليها ..
كان مؤيد للموضوع بقوة نعم .. لكن الحين .. ليه يحس بحنان قوي عليها .. يحس بمدى صغرها على هذا الموضوع . يحس بمدى كبر المسؤولية اللي واقعة عليه .. ما وده يذكرها بأمه وأبوه .. ما صدق إنها التهت عن وفاتهم أو بالاصح مو بنفس درجة الحزن والتأثر اللي قبل بفقدهم ..
لأول مرة يحس بحاجة كبيرة لهم اكثر من أي وقت مضى من وفاتهم ..!! ايش كان بيكون موقفهم لو هم مكانه ؟؟ لو كانوا موجودين كانوا راح يرضون عنه ؟وعن قراراته ؟؟ وعن دوره مع ديما ورعايته لها ؟؟؟؟؟؟

عادت ديما موافقتها له .. وطمنته بالكلمات ..و بقدر ما كانت هي خايفة و قلقة بقدر ما حاولت تطمنه وتثبت لنفسها الواقع اللي لازم تعيشه ..
قال لها : دام انك متأكدة واستخرتي .. ان شاء الله ما بيصير إلا كل الخير ..وأي شي يا ديما .. أي شي يخطر ببالك .. يضايقك .. يحيرك .. قولي لي على طول .. فاهمة ؟؟
هزت راسها وهي تتمنى تشيل الافكار اللي بقلبه .. تمنت لو يختفي قلقه وخوفه .. معاه حق يخاف ويتردد .... لكن مو لصالحها ولا لصالحه .. !!
.
.
.


جلس لبقية اليوم يتكلم معها .. يراقب انفعالاتها ..باهتمام ما شافته من قبل .. وحست بأنها ضغطت على نفسها كثييير في تمثيل دور الفتاة المخطوبة بشكل طبيعي .. من الخجل والارتباك .. اللي كان بالاصل توتر وقلق واضطراب !!!!

.

.

.

.

مرت الأيام .. و فيّاض عرف موافقتها .. ما يدري ليه حس بالراحة .. ما يحب يعلّق أموره لفترة طويلة .. لكن اللي حمسه كسبه لثقة عايض ،، وصار حذر بشكل كبير بتحركاته لا شعوريا ً وزيادة على حذره اللي يجعل منه شخص مختلف عما هو عليه ..وكان لبروده وهدوئه وقلة كلامه دورها الاكبر !!!
.
.

كان موقّف عند محل من محلات الجوال يشتري جهاز معين .. واول ما رجع لسيارته دق جواله ، وشاف رقم لولوة ..
كان مطنش كل اتصالاتها ، ما يدري ليه رد عليها بهالوقت بالذات!
فياض : آلو..
لولوة تشهق فجأة : مو معقولة .. أخيرااا رديت .. وينك فياض ..وينك ؟؟؟
قال : مشغول هاليومين شوية ..
لولوة : مشغول بإيش .. طول عمرك فاضي أعرفك ..
قال : رجعت للشغل ... و بالاضافة اني خطبت ..
لولوة بتهكم : لااه يا شيخ ؟؟ رجعت للشغل فهمنا.. وخطبت بعد؟؟ مكشوفة حركتك ..
قال بسخرية : لا تصدقين براحتك ..
لولوة بقلق : لا تتحجج .. اعرفك تألف علي ..
قال : براحتك لا تصدقيين .. تبين شي لولوة؟ انا مشغول ..ايه و لا تتصلين كثير لأني هالايام بالبيت ما اطلع كثير ..
لولوة بقلق اكبر : لحظة .. ماصدقت رديت علي وتبي تسكر .. اسفة اني كذبتك .. بس صحيح اللي تقوله ؟؟؟
قال : أنا بسكر ..
لولوة : لا لا تسكر .. تكفى يا فيااض!!!
قال : ايش تبين الحين ؟
لولوة : عارفة انك مو مشغول وعارفة انك ماعدت تبيني .. بس بسألك سؤال واحد ..
قال يستعجلها : يلاا ..
قالت : ايش مغيرك علي ؟؟ ايش صار ؟؟ ما كنت كذا َ!!!
تأفف من رجوعها لنفس الموضوع
هو نفسه ما يعرف .. هو نفسه يدور الاجابة !!!
قال : لولوة انا بسكر وبعدين نتفاهم ..

سكر بوجهها وما رجعت اتصلت .. مع انه كان متوقع تلح عليه بالاتصالات من جديد ... لولوة ماهي مثل أي وحدة عرفها لليلة ولا ليلتين وبس .. استمرت معه لوقت طويل .. ودار بينهم الكثير من الكلام .. لكن دايما كان حاطط بباله و دائماً كانت بالنسبة له شي مؤقت .. مثل كل شي بحياته .. !

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.




شهر ونص ..
التغير الأكبر في هالفترة كان انتقال ديما وعايض للبيت الجديد .. اللي استقروا فيه وفرشوه بمساعدة شركات النقل والاثاث .. ديما حبت المكان مررة وتمنت لو انها ماشافت بيت عمها ولا عرفته .. تمنت لو تعيش مع اخوها بسلام هنا .. للأبد .. وتحطمت امانيها بقسوة على ارض الواقع .. واصطدمت بحقيقة انها بعد فترة سواء قصيرة أو طويلة راح تتركه .. !!!

و تمنت تشوف عايض مستقر بحياته .. وحست ان زواجها رح يعطيه فرصة كبيرة لاستقراره اللي كان معها تحس انه شبه مستحيل .. وبالرغم من مخاوفها كلها .. وآلامها اللي ما جفت ،، وحزنها .. ملأت البيت الجديد بلمساتها ..
في بيت عمها ما كان لها نفس لاي شي بالمرة وكانت تحس انها محبوسة .. اما هنا حاسة بالانطلاق وبالراحة ،،
وقررت تخليه احلى حتى من بيتهم القديم وتملأه بالألوان والديكورات المبهجة ..
جاتهم خدامة بأمر من عايض لأن البيت يحتاج لتنظيف وخصوصا بالبداية .. وديما ما تعرف تطبخ زين ولا هي متعودة على الشغل ،،
.
.
.
.

أما عن الزواج ،، فكل الاطراف كانت صامتة .. ما في غير كلمة ألقاها عايض مرة ، بأنهم فضلوا يأجلونه شوي عشان يكون في فترة كافية من موت أبوها وأمها .. حتى لو كان في الزواج فرصة لإسعاد العائلة بعد الخبر الصاعق قبل شهوور .. لكن الحزن ما جف في قلبها ولا بقلب عايض .. وأثر الخبر ما زال متعلق بالنفوس .. وصعب تكتمل أي بهجة الا بعد مرور وقت كافي !
.
.
بلغت أهل أمها البعاد عنها عشان ما يزعلون منها .. وباركوا لها وأكدوا عليها انهم متى ما تحددت ملكتها أو زواجها بيجون يزورونها ويحضرون .. كانوا كلهم خالات أمها و بناتهم .. لأن أمها كانت وحيدة أبويها ،، فما كان عندها خالات أو أخوال .. أما من عيلة أبوها فعماتها فكانوا عمتين متزوجتين ومغتربتين مع ازواجهم بالخارج و أعمامها عم ميّت اللي هو أبو سالم اللي هو أبوفيّاض و بالاضافة لأبوها ،....ما تعرف عن عماتها كثير من وهي صغيرة الا بالاسم ، كانت دايما تشوف أبوها يكلمهم بالتليفون ويسأل عنهم .. الله يرحمه ما ترك صلة رحمه رغم البعد والسنين .. !

.

.

.

.

.

.

.

.

.

مر الوقت .. وديما لحت على عايض كثير يطلعها مع الشغالة تجيب اغراض للبيت ، اجتهدت كثير وهي تملاه بالقطع الفنية والازهار المجففة والاصطناعية ،، وتترك بكل مكان لمسة واضافة زاهية .. وتحول البيت بعد فترة إلى أجمل صورة ممكن يكون فيها .. وهي بنفس الوقت كانت تكتشف إستمتاعها بالتزيين ، وقدرتها على التنسيق ،، حتى الشغالة كانت تشجعها وتعجب في ذوقها ..
غرفتها كالعادة كانت بالزهري اللي تعشقه .. مثل ما هي بعد ما نقلتها .. وغرفة عايض نفس الشي ..
.
.
.
.
.

عايض مع مرور هذي الفترة .. ما حب يعلق فياض اكثر من كذا .. مر شهرين وهم ساكتين عن الموضوع .. قرر يكلم ديما ..
هو كان مكلمها من قبل وقالت له انها هالسنة مارح تسجل بالجامعة لحجة الظروف ، الوفاة والزواج ......
ولاحقة على الدراسة بعدين ..

فليه التأجيل بالموضوع ؟؟!

صعب عليه يفارق اخته ويستعجلها لهالشي.. لكن أكيد ولد عمه يستنا رده ويستناه يتحرك .. وهو ما يقدر يتأخر زيادة عليه!
كلم ديما اللي زاد رعبها لأنها كانت حاسة انه الموضوع راح يتحرك قريب .. خصوصا انها فاضية وما في أي حجة لركوده!
قالت له يترك تحديد أي موعد لأياً كان .. لفياض .. عايض استنكر عليها لكنه أرجع السبب لخجلها ،،
وبالاخير قال لها : أنا بحدد معه وأبلغك واذا ما عجبك أي شي أشري لي بس وأنا بغيره !
.
.

وكلم فياض ...
فياض بالأول كان ناوي يكلم عايض ، بس ما يحب يخطو الخطوة الأولى تجاه أحد ... هو عرض وجا له لحد عنده ،، وتحركاته لازم تكون متأنية جداً ...
عايض من ضمن كلامه لفياض قال : انت حدد وأنا أبلغ ديما وأشوف ..

فياض تأخر بالرد وهو يقلب الموضوع بعقله ...كان ناسي ان الزواج يحتاج ترتيبات .. ويحتاج تجهيز والكثييير من الاستعدادات !!
قال لعايض : إذا ملكة .. ممكن بعد شهر ؟ شرايك ؟
عايض حس بأنه وقت مرة قصير .. مع إنه المدة المعقولة اللي كانت بذهنه هي شهر واحد بالظبط !
قال : طيب .. ليه ما نأجل شوي أكثر من شهر .. ويصير ملكة وزواج مع بعض بنفس الوقت ؟؟
فياض عجبته الفكرة .. هو يكره المبالغة والتعقيدات واصلا بالعافية بلع فكرة الزواج والاحتفال ..!
وبنفس الوقت عايض قالها كاقتراح ، وعجبته اكثر لأن الزيادة في الفرحة ماهي مناسبة مررة لوضعهم .. وماراح تكون الا تقليد اعمى للزواجات الثانية .. وبعدين كل ما طول بالمدة كان أفضل لديما عشان تستعد ..رح تكون لحالها تقريبا في كل الخطوات الجاية وكل التجهيزات ،، فالافضل والاسهل إنها تستعد مرة وحدة مو مرتين !
.
.
.

وهكذا .. تم الاتفاق بينهم على بعد شهرين تقريباً وديما وافقت على مضض مثل ما يقولون .. ولما فكرت فيها شافت انه الافضل لها بالفعل ..... والتأجيل لامر حتمي ماله معنى الا زيادة في التفكير والهوس .. واضافةً انه صعب عليها تمثل الفرحة لفترة طويلة وفي حفلتين .. كفاية عليها مرة وحدة .. والله يعينها فيها !!!!!
عايض قرر في هالفترة يجتهد بقدر الامكان يخلي زواج ديما بأفضل صورة ، ليته يعوضها عن شي بسيط من اللي تفقده .. ومن اللي يحس انه مقصر بحقها فيه !!
.
.
.
.

سجدت لربها سجود شكر ورجاااء إنه يحسن عاقبتها .. ومثل ما أفرج عليها بحل للمشكلة .. ومثل ما الفرج يقترب منها بسرعة .. سألته تكون حياتها القادمة خير لها .. وتذكرت الآية الكريمة :
.
.

(وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شرٌ لكم )

.

.

.

في حفظ الرحمن











 
 

 

عرض البوم صور ضجة الصمت  
قديم 16-02-09, 08:57 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 118715
المشاركات: 634
الجنس أنثى
معدل التقييم: ضجة الصمت عضو على طريق الابداعضجة الصمت عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 152

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ضجة الصمت غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضجة الصمت المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

الفصل التاسع
.
.
.
الايام .. تمر سريعاً ، تخالف رغبة الانسان بعند ..
عجيبة هي بما فيها ،
عندما تنتظر حدثا سعيداً .. فإنه يأتي ببطىء ..وعلى مهل ..
وعندما تنتظر كارثة ، حتمية ..لابد واقعة على رأسك .. فإنها تأتي مسرعةً لتتلقفك وسط ذهولك .. وقبل أن تدرك نفسك وتستعد،
تكون قد أطاحت بك ، ولفت قيودها حولك بإحكام !
.
.
.
كلما مر يوم .. كان قلقها يزيد .. وخوفها يكبر .. ونفسها تنسد اكثر واكثر .. ما تتخيل..... بعد ايام .. راح تجتمع مع انسان .. كان السبب في القضاء عليها .. في تحطيمها ..في تمزيق روحها ... وانتشال كرامتها .. وعفتها .. وطهرها .. بكل قسوة .. وانعدامٍ للضمير !
قدرتها على الاحتمال كانت كبيرة .. وواسعة المدى ..و تسائلت قريباً جداً ... وبعد كم يوم .. ولما يحين وقت الزواج ... هل راح يظل احتمالها كما هو ..هل راح تظل صامدة ؟؟
وبقي سؤالها معلق ..على امل تكون الاجابة مثل ما هي عليه.... بنعم !
.
.
كانت جالسة بالصالة لما شافت عايض جاي لعندها ومعه البوم كبير ، ناولها اياه ،
قال بابتسامة : شوفي هالالبوم واختاري اللي يعجبك ..
قبل لا تسأله وش هذا ؟ فتحت الالبوم وهي تتفاجأ بصور كوشاات كثيرة ،، البوم ضخم يحتوي على ديكورات متعددة لكوشات أفراح فخمة ..وراقية ..
قالت بارتباك : ايش هذا ؟
قال : واحد من معارفي دلني على مكتب لتصميم ديكورات لصالات الافراح .. شغلهم راقي وحلو .. ابيك تختارين اللي يعجبك ..
بلعت ريقها بصعوبة وتصفحت الالبوم ببطىء ..
قالت : بس ..شكلها مكلفة مرة ..و أي شي بسيط بيطلع حلو ..
قال بابتسامة : لا .... وظيفتك تختارين وبس .. والباقي لا تشغلين بالك فيه ..
ردت له الابتسامة باضطراب وقالت : طيب ..خليه معي شوي الين ما اتأمل فيه واختار
تركها وقام وهو يقول : انا بقوم اريح .. وعلى بالليل عطيني اياه وشوفي متى تبين تطلعين للسوق .. لازم نستعجل ديما من الحين .. ما شريتي فستانك ..
تحاشت النظر في عيونه عشان ما تفضح نفسها : باقي وقت طويل .. لما تفضى ان شاء الله ..
عايض رجع لخطوات عندها وفتح عيونه بدهشة : وين الوقت الطويل هذا .. باقي اقل من اسبوعين .. ؟!
ماكانت محتاجة احد يذكرها .. حست بقهر ..
سكرت الالبوم وقالت : خلاص وقت ما فضيت وديتني ..
قال : طيب ..لأن هالمؤسسات بعد تاخذ وقتها في الشغل .. نبي كل شي يكون جاهز قبل الوقت ..
هزت راسها بموافقة .. واستسلام ..
قامت وهي ماسكة الالبوم وكأنها ماسكة حمل ثقيل ..
راحت لغرفتها وهي شايلة هم التجهيز والاستعداد ....
وتسترجع ذكرى لحلم قديم ...فاجئتها ذكراه ..
حلم بعرس .. وفستان .. وكوشة .. !!
كأنها حلمت فيه من قبل ؟
كأنها تخيلت نفسها بنفس هالوضع ؟؟ الحين؟؟؟؟ كأنه ؟؟
ويا للفرق الشاااااااسع بين حلمها .. وبين هذا اللي تعيش فيه !
وآهٍ من ذويّ الأحلام .. وحين توأد الاحلام ..
حين تدفن و تحصد الاحلام ..
حين تنهار قطرات من حلم على صفحات الماء .. ثم تتوسع .. وتتوسع و تختفي !
حين تبقى أمنياتك في طي الكتمان لأزمان .. وأزمااان ...تخبئها وتحفظها لوقت ما ......... ثم تتفاجأ بها تذوب وتختفي !


دعني وحلمي فقد خابت أمانينا
هل من أمانٍِ يعيد النبض يحييــني؟
كم من زمان كئيب الوجه بعثرني!
واليوم عدت ونفس الجرح يدميـني
حصد السعادة والاحلام تجفــــاني
نهر من الحزن يجري في شراييني
جرحي العميق ولا شيءٌ يداويه
لا الجرح يَشْفــَى ولا الشكوى تعزيني
إني أموت بيومي ألف مراااتٍ
لم يبق شيء سوى صمتي يواسيـني!
كان الدواء سموما في ضمائرنــا
فكيف جئتُ بداء كي يداوينــــي؟؟؟
كان الحنين إلى الماضي يؤرقنــي
واليوم ابكي على الماضي ويبكيـني
من يرجع العمر منكم من يبادلنـي؟
يوما بعمري لأحيي طيف ماضيـنا؟؟
عمري شموع على درب المنى احترقت
والعمر ذاب وصار الحلم سكينـا
العمر في الحلم أودعناه من زمن
والحلم ضاع ولا شيء يعزينــا

(*أبيات عشقتها .. لفاروق جويدة .. نقلتها بتصرّف)

رجعت تستغفر ربها .. فهي مقتنعة بأن لكل ظالم نهاية .. ولكل ظلم عاقبة .. والله يمهل ولا يهمل .. وإن شاء الله بياخذ لها حقها وبيعوضها ...... بيعوضها....!!!
مسحت قطرات الندى من على وجهها وهي تسحب نفس عميق وترجع تفتح الالبوم .. وتبتسم لذكرى فرحة عايض وهمته العالية بالاستعدادات ..
في هذه الفترة .. كان شغل عايض الشاغل في عرس اخته وكيف يطلعه بأفضل صورة .. سأل عن افخم التجهيزات وأجّر مؤسسة يقومون على الحفل من بدايته لنهايته ، من خدمات وغيره .. هي ليلة وحدة وفرحة عمر أخته .. غير انها اخر ليالي ولايته عليها .. إن ماكان هذا أنسب وقت يحاول تعويضها فيه .. فمتى ؟؟؟؟
وفي الايام القليلة الماضية .. كانت تتهرب منه.. فتركها على راحتها لفترة طويلة وهو ينتظرها .. لكن الحين والعد التنازلي السريع بدأ .. استعجلها .. وعلى إنها عروس طبيعية ..المفروض في أشياء كثيرة لااازم تسويها ..متى بتلحق؟!
.
.
.
وأخيراً راحت معه للسوق حتى ياخذون فكرة عن الفساتين .. تدري ان الفساتين فيها تفصيل وفيها جاهز .. وتدري ان اخوها ما يعرف عن هالاشياء ولا يفقه فيها شي ! ..... فما قالت له .. قررت بتاخذ جاهز وتريح عمرها ... ما تبي اصلا تثقل عليه بفرحة زائفة .. وبعدين هي أصلاً ما تحب ماركات ولا اشياء فخمة مرررة ..ولا تشجعها ... اهم شي فيه .. يكون بسيط وأنيق.... وساتر .. مناسب وبس!
كانت معها الخدامة اللي اصبحت كمسااعدة لديما .وتعلقت فيها وبشخصيتها ... بدأت تتفرج على الفساتين وعايض يراقبهم من بعيد شوي وشوي ينتظرهم بجانب وهو يتكلم بالجوال .. أو ينشغل بشيء آخر ...
كل تفكيرها كان في الناس اللي بيحضرون عرسها والمفروض انها تكون بأبهى صورة امامهم ..لعل و عسى مظهرها يساعدها في اخفااء ارتال الحزن اللي راح تحاول تخفيها ليلة العرس !!
ولقت مبتغاها أخيراً .. و بعد بحث قصير ..
فستان طويل ملحق به ذيل دائري قصير ، ينزل من منطقة الخصر على واسع ، لكنه ضيق من عند الخصر والصدر ، وفتحة عنقه ضيقة بها زخارف ناعمة ذهبية ، أكمامه قصيرة .. عليها نفس الزخارف.. وقماشه خليط بين البيج والابيض ..
عايض اشتراه بدون تردد بعد ما شافه ..و ناسبت قياساته ديما .. وتم استلامه في الحال ..
بعد ما خرجوا من المحل .. سألها ان كانت تبي تشتري شي ثاني .. وفكرت .. أكيد متوقع انها راح تتسوق لعرسها .. هي ما كانت ناوية .. ولا تبي اصلا تجيب أي شي خاااص بالزواج .. عايض لما شاف ترددها تركها مع الشغالة وقال لها ترجع للسيارة لحالها اذا خلصت .. وترك معها فلوس ..
ما رفضت .. لكنها وقفت بتردد .. تطالع في المحلات ..
..
ايش تشتري وليه ؟؟ وعشان ايش؟ وكيف ؟؟
الفستان .. ولزوم الوااجهة اللي بيشوفونها الناس ..
غير كذا ... مستحيل تفكر تجيب أي شي له علاقة بهالزواج ولو كانت مجرد عبايات سودا جديدة ..!
هذا فقط .. تصحيح خطأ ... و المفروض هذا الشيء يكون مفهوم للطرف الثاني ..وعلى العموم عاجلاً أو آآآآجلاً راح يفهم .. !!
أو .. ممم جاها خاطر مخيف .... معقولة ..هو يفكر انه بيتزوجها زواج عادي .. طبيعي .. مثل كل الناس ؟؟ لا لا.. اكيد لا .. ..
وانفتح باب من التفكير بعقلها ما قدرت تسكره ..
مهما حاولت تتجنب التفكير فيه ، ترجع له..
وتدافعت الاسئلة في عقلها .. وتزاحمت ..
هو .......ايش يسوي الحين ؟؟ وكيف شايف زواجهم وكيف منتظره ؟؟ و كيف تفكيره.. ؟؟ يبي يصحح غلطته فعلاًً ؟؟ ولا بنيته شي ثاني.. ؟؟
ودها تعرف .. قبل لا ينفرد فيها وتتواجه معه .. تبي تاخذ ولو فكرة عن غرضه من تلبيته لطلبها.... هذي النقطة مخوفتها بشكل كبييير .... !!
بس مهما كان .. مستحيل تغفر له اللي هو سواه ... وإن اعتذر..وإن صار ما صار .. وإن تزوجها ورضي يصحح غلطته .....
ففعلته .....لا تغتفر .. لا تغتفر ........ !!!
مستحيل تنسى ... ! ومستحيل تمسح احتقارها له .. ولو طال الزمن ... ومهما جلبت هي الاعذار !! هو نزل نفسه لتحت .. بل للاعماااق.. في عينها ..! ومستحيل يقدر يعلي من صورته .. ولو مهما صار ومهما سوااا ... !!
نادت سيتي اللي وقفت عند المحلات تتفرج عليها من برا
قالت : سيتي .... يللا بابا عايض ينتظرنا برااا ..
جات الخدامة وهي مستغربة ديما ما شرت شي لزواجها ومادخلت ولا محل
.. وطلعوا للسيارة ..
.
.
.
عايض بنفس الوقت جاه اتصال من شخص .. كان ناسيه تماما مع مشاغله بالعمل وبزواج ديما ..
كان أحمد ... اللي من بعد ما أخذ رقمه ما جا على باله يتصل عليه ولا مرة .. كلمه ..و سأله عن أحواله ... وعايض استغل فرصة اتصال هذا الشخص الرائع ودعااه مع أهله للعرس ، وأصرّ عليه .. ووعده أحمد بتلبية الدعوة .. بعد ما بارك له بزواج ديما ..
لما خلص كانت ديما بالسيارة من وقت قصير وسيتي جالسة ورا....
سألها وابتسامته متسعة : هااه ما شريتي شي ؟
قالت : لا .. ما اتذكر ايش احتاج بالظبط ..
قال بشك : آها .. طيب شوفي اليوم يا ديما لا تأجلين .. بكرة ولا بعده اوديك أي مكان ثاني ..
قالت تصرف الموضوع : ان شاء الله ....ممم اللي كان يكلمك الحين ... أحد أنا أعرفه؟؟
قال وهو يحرك السيارة : لا ما تعرفينه .. ليه ؟
قالت : لا.. بس .. سمعتك تعزمه وتعزم اهله .. حسبت اني اعرفهم ..
قال وهو يحرك السيارة : هذا واحد تعرفت عليه لما سافرت .. ووعدته اتواصل معه وانشغلت ونسيت .. بس ناااس محترمين ، ياليت تصير فرصة تتعرفين عليهم ..
قالت بفهم : آهااا .......... طيب و ...اممم انت عزمت ناس كثيرين ؟؟
قال : انتي بس اعزمي من تبين .. ولا تشيلين هم الناس ..
.
.
.
.
.
.
.









كل شي سار بسرعة .. فجأة رجع لنفسه..كأنه كان نايم وصحى .. ما يدري هو كيف بدأ الموضوع ، ؟؟ وكيف مشى فيه بكل هذي السهولة وهذا الانقياد !؟
هو عطى كلمه .. وما يقدر يفرط فيها أمام الكل .. مع انه مو ناوي ومازالت الفكرة عاجبته ...... ومازالت لهفته متواجدة .. لكن التناقض المزعج بداخله يشتته ........ يحس نفسه مستسلم مرة ..بشكل يضاايقه !!!
... مع انه هو يرسم خطواته ، لكنه ينصدم في كل خطوة ، ويتسائل الف مرة ..كيف خطاها؟؟
ما صار يطلع لاجتماعات اصحابه ... ولا عشان يشوف لولوة مثل العادة ويقابلها .. ومن مكالمتها الاخيرة ، انقطع الاتصال بينهم ..
و حتى عزوز...... صار يمشي عنده عالسريع وبسرية تامة ياخذ الاغراض اللي تهمه ويمشي ..
مشكلته رجع للحبوب مثل أول .. لكن بس تهدا افكاره شوي ويشوف ايش بيسوي مع ..ديما ،، راح يرجع يفكر كيف يتخلص منها من جديد .. لانها تربطه ... وتقيده .. وهو مازال في البداية .. يعني تركها مو بالصعوبة البالغة !
دوامه ماشي بهدوء .. وبرتاابة .. حس بأنه شغل جزء كبير من وقته كان فاضي وكان محتاج يشغله بشيء على الاقل يعود عليه بالنفع ..وبنفس الوقت مرتاح له !


وبتحديد موعد الزواج .. بدأت أفكاره ترسى أكثر ........
ما عمره تخيل انه يوقف بعرس على انه هو المعرس ..!!!
فكرة غريبة عليه وما استوعبها للآن !!
فكر بديما .. وما قدر يحجبها عن خلايا عقله وتفكيره ..
ايش تسوي بهالايام ؟؟ فرحانة ؟ زعلانة ؟ تستعد ؟؟ كيف بتقابله ؟ كيف بتتصرف معه لما ينفرد فيها ؟؟؟؟؟؟
مستعجل يبي لحظة اللقاء تجي .. ،،
عشان يكتشف هالاشياء كلها بنفسه .. ويشوف وش الحل مع مشاعره ولهفته هذي !!!
.
.
.
.
.
.






ومازالت الايام تمر ببطىء شديــد ،، نواف مع بعض من اصدقائه طلعت في بالهم فكرة السفر للخارج والدراسة وبدأو يبحثون فيها .. وهو بدأ يفكر كيف يفاتح نايف بهالموضوع ..
أما فياض فقام بتجهيز الجناح اللي فوق بمساعدة اخوانه ، له ولديما .. ولو مبدئياً بترتيب الاساسيات فيه ..
.
.

اما الايام المتبقية القليلة .. فكانت فيها مفاجأة مذهلة لديما ،، وهي قدوم خالتيها أو بالاصح خالات أمها مع بناتهم .. كانت فرحانة بشكل لا يصدق .. وعايض كان اسعد منها لأنه اخيراً لقى أحد يوقف مع اخته ..
كانت بادرة طيبة منهم انهم يجون قبل العرس بأيام ، لأنهم عارفين انها وحيدة وما معها أحد .. وهي في مثل عمرها هذا ،، تحتاج بشدة لأحد يوقف معاها ، وخصوصا بعد فقد أمها ..
ديما مع إنها ما تعرفهم كثيير ، من سنة لسنوات ما تشوفهم غير مرة .. لكنها كانت متأثرة كثير بقدومهم .. خصوصا الخالة الصغرى منهم (منى – 31سنة) كانت تشبه أمها بشكل كبيير ، في كلامها وحركاتها وعنايتها .. وبنفس الوقت اللي حست فيه بمدى افتقادها لوالدتها .. حست بنفسها تقوى أكثر ..خالاتها وبناتهم اشعروها بأنها مو وحيدة .. وإن لها أهل يحبونها ، يقيمون وجودها .. ولو كانت محبتهم لها من محبة والدتها .. على الاقل .. ريّحها إنه في أحد بجنبها .. يشغلها عن تفكيرها .. ويخفف من الحمل عن عايض اللي كان مشغول بها لدرجة الحيرة والهمّ .. والشيء المريح اكثر .. وقفتها معهم في يومها الصعب .. اللي ما تدري وش بتكون حالتها فيه !
اقامت (منى) معها بغرفتها ، والخالة الكبرى (عزيزة – 50سنة) مع البنات في غرفة اضافية .. عايض صار يطلع اغلب الوقت برا البيت .. مطمن ان ديما مو لحالها ، وعشان بنات خالاته ياخذون راحتهم في البيت ..
جلست ديما مع البنات .. خلود ...و حصة .. ومناير ... بنات خالتها عزيزة .... كانوا في غرفتها يفرجونها فساتينهم اللي جابوها يحضرون فيها عرسها .. ويتفرجون على فستانها الابيض بإعجااب .. وكل منهم تحلم بيومها وتقول ببالها "ياحظك بتعرسين ..متى يجينا النصيب ؟؟ " ..
قالت خلود (24 سنة ) : ماشاء الله يهبل الفستااان .. تكفين اذا عرستي عطيني اياه .. باخذه لعرسي ..
حصة (22 سنة) : وااي عليك خلود يا قليلةالأدب .. وشو اللي عطيني اياه؟ البنت ما بعد عرست وانتي ناوية على فستانها من الحين ..
مناير (17 سنة ) : ديما انصحك تقرين على فستانك .. ولا مارح تعرسين فيه .. وكله من عيون خلود ..
ديما تضحك عليهم ، قالت لخلود: هههههههه والله ليه ما أعطيك اياه... اذا تم العرس على خير وش راح اسوي فيه بعدها ؟ هي ليلة وحدة وبعدين مارح احتاجه ..؟
خلود بدهشة : واااه انهبلتي؟؟ امزح معك .. احد يتنازل عن فستان عرسه .. احتفظي فيه للذكرى ..
ديما بصدق وهي متناسية تماما القادم الكئيب ، ومتفاعلة مع البنات : أي ذكرى بعد ؟ فستان بالسعر الفلاني ليه يجلس بالخزانة لسنين انفع غيري فيه احسن ..وانتي شكلك مقاسك صغنون اكيد بيجي عليك !
خلود تأشر للبنات بمزح : شسوي الحين البنت صدقت ..ومقتنعة بعد !! ديما والله امزح معك .. هههههه ياماما عليك بالعافية .. انا عرسي بخترع له موديل جديد مو مكرر .. !!
حصة : هذا اذا عرستي يا حبي وما تميتي عانس ... خلينا الحين منك ... ديما نبي نتفرج .. وش جهزتي بعد لعرسك ؟؟
ديما : عايض حجز القاعة والكوشة بيجهزونها قبل العرس بيوم ..
حصة بلؤم :لأه لأه مش ده .. يللا يا واد يا قمييل ... ورينا الحاقات التانية .. شو اشتريتي ياقمر ؟؟
ديما بصدق : والله ماشريت شي ..
خلود تفتح عيونها : وبعدين حصووه اهجدي يا ماما ..عيب .. عيييييييب هالكلام .. وهالتلميحات .. اوووص
حصة باستهبال : شو اللي عيب ..هاه؟؟ ديما انتي ملاحظة انك اصغر مني بس انا اللي نصيبي متأخر حبتين ..؟؟
خلود : وانا وين رميتيني ورا ظهرك ..ديما ماعليك منها الخبلة ..ويااك تورينها شي ..
ديما وتوها تستوعب : ما عندي شي اوريها اياه اصلا ..
مناير تقاطعهم : ديما صحيح انتي ما تدرسين جامعة ؟؟!
ديما : لا هالسنة ما دخلت .. والله اعلم اذا بكمل بعدين ولا لأ ..
خلود : الا وين ماما ؟؟ تعالوا نشوف وين راحت هي وخالتي مختفين من الصباح ..
ديما : اكيد تعبانين من السفر امس.. اتركيهم على راحتهم ..
خلود وهي تجلس على طرف السرير : بس والله انه اكتشاف رهيب يا ديما انا شفناك .. الحمد لله انا جينا .. اخر مرة شفتك فيها كنتي توك بزر .. انا ما كنت اكبر منك كثير بس كنتي صغنونة لسا ..
ديما بخجل : كان عمري 13 سنة .. مو صغيرة مرة ..
دخلت منى فجأة .. وهي تبتسم ،،
منى من أول ما جوا وشافت ديما لامت نفسها كثير انهم تاركينها من زمان ولا جوا شافوها ، ولا واسوها ..
حبت ديما كثير ... شافت فيها أمها - واختها المتوفاة
، بعقلها وهدوئها وجمالها ورقتها ..وشافت فيها تحملها وصبرها وقوتها ... مزيج من الصفات الرائعة اللي ميزتها واضفت عليها هالة من السحر ..
منى تمازحهم : ليش الصوت العالي والضحك هذا .. اكيد خلود مخبلة فيكن يا ديما...
خلود رافعة يدها وتشهق : لا والله يا خالتي .. هذي حصووه ام الخبال كله .. قليلة ادب ..
منى :خلكن من هالخبال شوي ، صح ديما اصغر منكن لكن ماشاء الله شوفوا السنع والادب ..
خلود : لااه لااه .. من لقى اصحابه نسى احبابه شوف عااد كيف ؟
منى تكمل المزح : عشان كذا للحين الخطاطيب هاجين من بيتكم .. لما وحدة منكن تعقل كذا بيجيها النصيب وهو مغمض .. خذوا ديما قدوة لكم ..
ديما اللي تضحك على حركات البنات المأساوية ..و حصة اللي تمثل كأن قلبها وقف من الصدمة .. وخلود اللي تستهبل على خالتها .. يااه .. ما تخيلتهم بهذا الشكل .. وخفة الدم هذي ..
كانوا مسوين لها جو .. تمنت لو يكون وضعها مختلف شوي .. كان طااارت من الفرحة اكثر بكثييير من الحين .. كانت اكتملت بهجتها بجد ..
مر عليها وقت طويل كانت فيه وحيدة .ّ!.. اما الحين ..
آآه ..ما اجمل شعورك والحب والاهتمام يغلفك ممن حولك .. فقط .. ان تجد من تبادله الحديث والآراء .. وان تجد من هو من نفس جنسك .. إن كان قريب من عمرك .. أو كان أكبر منك خبرةً وحنكة ...
اشياء كثيرة افتقدتها جداً ..ولقتها فيهم ..
كانت كافية لتشعرها وعلى الاقل .. بالراحة..حتى و ان لم تكن السعادة .!
.
.
منى :.. ديما حبيبتي تعالي علميني أماكن الاغراض بالمطبخ .. اكيد من زمان ما كلتي اكل بيتي عدل .. بطبخ لكن اليوم انا ..
ديما ببهجة : ايه والله ما عرف شي توني قبل فترة كنت احاول اتعلم .. والخدامة اخرها تصلح الرز ..
منااير برجااء : خالتي سويلنا برياني .. احبببه البرياني حقك !
جات ام البنات عزيزة تشوف وش هالاجتماع ، ودخلت سلمت على ديما وحبت خدها وهي تقول : شلونك فديتك ؟؟؟
ديما بخجل من هالحب اللي يغمرها : الحمد لله يا خالتي عساك مرتاحة .. ؟؟
عزيزة بمحبة : الحمد لله مرتاحة بشوفتك ..
ولمحت الفستان من وراهم وراحت تشوفه مع منى ويعلقون عليه بفرحة ..
.
.
في المسا .. دخلت منى لغرفة ديما بعد ما سحبتها للداخل معها .. وجات عزيزة وانضمت لهن وسكرت الباب ،، ديما حست ان خالاتها ناويين يقولون لها شي مهم .. وما يبون البنات يسمعونها ...
عزيزة : ديما يا حبيبتي .. اول شي .. انا ادري انا كلنا مقصرين معك .. بس والله انك اقرب لي من بناتي هذيل اللي جالسين برا .. انتي بنت الغالية .. الله يرحمها .. ابيك تصارحيني .. تقولين لي أي شي .. أي شي مقلقك أو محيرك .. اعتبريني مكانها ولو اني عارفة اني ما راح اسد مكانها ..
ديما اللي تأثرت بالكلام .. وهي ما توقعت في شي ممكن ينبش احزانها اللي دفنتها بالغصب ،بهذا الشكل .. بدت دموعها تهددها .. وهي تحاول تتماسك .. ومنى تمسح على شعرها ..
عزيزة : صارحيني يا بنتي .. تراني ماشفت عريّسك للحين بس مجهزة له كلام كثير بقوله اياه واوصيه به عليك .. في شي تبين تقولينه .. أي شي ..فكري وقوليلي؟؟
رفعت راسها لخالتها وهي تتخيلها تكلم ذاك الكريــه وتوصيه عليها ....
قالت بابتسامة اخفت دموعها : لا تشيلين هم يا خالتي .. انا بخير وكل شي تمام الحمد لله .. ولو في شي ما بخبيه عنكم ..
عزيزة : الحمد لله .. مابيك تحسين انك لوحدك ابد .. حنا معاك يا حبيبتي .. وحتى لما نرجع راح نبقى على اتصال ..
منى اللي حست بتأثر ديما ، همست لاختها :.. خلاص عزيزة لا تضغطين عليها ..
ومسحت على راس ديما وهي تجلس بجنبها على السرير : الا ديما انتي جهزتي اغراضك كلها خلاص ؟؟
ديما وتناظرهم بمحبة : ايه الحمد لله ..
منى بدهشة : وين شنطتك اجل ؟؟
ديما بارتباك :آه .. ما .. امم .. باقي الشنطة ما رتبتها ..
منى بابتسامة : عزيزة وين الشنطة اللي قلت لك خليها معك ؟؟
عزيزة تتذكر : ايه .. الشنطة معااي خليني اروح اجيبها لديما ..
ديما اللي كانت مستغربة .. أي شنطة ؟
جات عزيزة بعد شوي ومعها شنطة ملابس سودا مقلمة بالرمادي ،، شكلها فخم وعملي .. متوسطة الحجم .. ناولتها ديما ..
قالت : هذي الشنطة كانت من ضمن هدايا امك لمنى يوم عرست ... وما استخدمتها للحين جديدة بورقتها .. حطي فيها اغراضك ..
مسكتها ديما بمحبة وقالت : طيب ..
منى راحت لدولاب ديما : وين اغراضك قوليلي وانا بساعدك .. ؟؟
ديما : عادي يا خالتي لا تتعبين نفسك انا برتبهم ..
منى بمزح : اووص تراني محترفة .. بعدين انتي تحتاجين احد عنده خبرة .. لا يكون تستحين من خالتك ؟؟
عزيزة : يا قليبي لا تستحين خلينا نساعدك ..
ديما بخجل : تسلمون يا خالتي والله ما قصرتوا ..
منى : يوووه يا ديما .. نسينا شي مهم مرة .. ؟
عزيزة : ايش هو .. ؟
منى : ما حجزنا لك بصالون .. تعرفين صالونات هنا بمنطقتكم ؟ ولا يحتاج لنا نسأل ؟؟
ديما : ما أعرف.. ممم في صالون اذكر رحت له مع أمي يوم حفلة تخرج الثانوي .. قريب مننا ..
منى قاطعتها : مرررررة حلو .. عطيني اسمه او طلعيلي رقمه عشان اتصل عليهم واشوف كيف نظامهم .. ونحجز لك ..
عزيزة : الله يفتح عليك يا منى .. انتي اهل الخبرة ..
ديما قامت تجيب الجوال باستسلام وهي تتذكر اسم المشغل ..
رجعت وشافت منى تفتش بدولابها .. وعزيزة جالسة على السرير تريح ظهرها ..
منى : غريبة ..
ديما تبتسم بتوتر : ايش؟
منى : ديما هذي ملابسك كلها ؟؟
ديما : ايه ..
منى : وين ملابسك الجديدة ؟؟ مافي اطقم جديدة .. ولا قمصان نوم ..
ديما تبلع ريقها : ما احتاج يا خالتي ..
منى بعتااب : الله يهديك .. شو اللي ما تحتاجين .. الوحدة تستنا زواجها عشان تجيب السوق كله عندها .. باقي كم يوم يا ديما وماشريتي شي .. الله يهديييك وش بنسوي الحين .. اول ما يجي عايض اكلمه ..
ديما حست بضيقة من الوضع .. الحين خالتها بتجلس وراها على كل صغيرة ، وتدقق في كل شي .. وهي مو متحملة ،، كفاية اللي تحملته .. ماتقدر تتحمل أي ضغوطات ثانية ...... لكن رضخت للأمر الواقع ..ظلت خالتها عزيزة بالبيت وطلعها عايض مع منى والبنات ، .. وهذا الشي اللي سببلها ضيقة اكثر .. يعني بتكون في موقف لا تحسد عليه قدام البنات واللي شمت من الحين ريحة حركاتهم واحراجاتهم اللي ماهي متحملتها ..
تركهم عايض بالسوق وراح لمشاويره على اساس يتصلون فيه لما يخلصون ..
وبدأت رحلة البحث ،، تفاعلت ديما شوي بالبداية واخذت من الاطقم الوانا وأشكالاً .. واكتفت بصعوبة مع زن البنات على راسها الا انها اقنعتهم اخيراً إنها ماتحب تكثر ملابس كثير ..
وراحوا لقسم القمصان .. وتركوها براحتها في هالقسم وجلسوا يترقبون اختياراتها .. الا انها اختارت كلها اشياء طويلة ساترة ما ارضت فضولهم ولقافتهم .. وخالتها ناهرتهم بشدة يعلقون عليها من قبل ..
واخراً انتهت من احد المهمات الصعبة المفاجئة .. ورجعوا للبيت بعد ما أرضت خالتها .. وارضت الاعين المتسائلة واشغلتها عنها .. وفي داخلها جرت انهاار محرقة من الحسرة ..

.
.
.
.
.
.
يتبع

 
 

 

عرض البوم صور ضجة الصمت  
قديم 16-02-09, 08:59 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 118715
المشاركات: 634
الجنس أنثى
معدل التقييم: ضجة الصمت عضو على طريق الابداعضجة الصمت عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 152

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ضجة الصمت غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضجة الصمت المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

الفصل العـــاشر

.
.

ووصل العد التنازلي للصفر .. فياض كان هو الثاني مشتت ومنتظر لحظة اللقاء من غير ما يعطي أي اهتمام بما قبلها .. نايف كان وراه كل شوي وهو مو مصدق ان عرسه بكرة ..
عرس اخوه الكبير .. اللي خاف منه اكثر مما فرح له .. وخصوصا وهو يشوفه ساكت وهادي .. بزيادة !

اتصل على اخيه الاكبر سالم .. اللي اعتذر عن الحضور بحجة دراساته اللي ما يعرفون عنها شي .. فياض ماكان مهتم ، لكن نايف اللي اثرت فيه .. أما نواف دعا كل اصحابه .. وهو فرحان بهذا التغيير من بعد الرتاابة اللي عايشين فيها .. واخيرا بيشوف فياض وهو بوضع ثاني وانسان مختلف .. انسان متزوج !!! ..
طبعا كانت دعواه دائماً عند فياض : ( أنتم السابقون ونحن اللاحقون ..ولو طال الزمان او قصر)
نايف اصر على فياض يطلع معه .. تسوقوا وتقضوا ..من تفصيل اثواب،، لثوب العرس ولغيرها من الملابس لكلاهما .. وكان يدفع الحساب في كل مرة بحجة انها اهداء منه لاخوه ..

.
.
.

عايض انفرد بأخته شوي وهو يحس من زمان ما شافها .. ولا سألها عن احوالها .. واسعدته بهجتها بوجود خالاتها ..
حب راسها وهو يقول : عساك مرتاحة يا قلبي ؟
قالت بابتسامة صادقة : الحمد لله ..
قال بصدق : مو مصدق انك بعد بكرة ماراح تكونين هنا .. ما ادري كيف باعيش بالبيت لحالي ؟؟ متعود على حركتك بالبيت .. صعب والله ..
قالت بمزح : مارح تطول وانت لحالك ان شاء الله .. الله يرزقك ببنت الحلال اللي تدير بالها عليك ..
جلس يطالعها لوقت ، وحس بمقدار هائـل من الحنان يتدفق في قلبه .. قرب وحضنها بمحبة اخوية صادقة ..
ديما حست انها على وشك الانفجار .. وبدأت تبكي بصمت .. تركها وهو يناظرها بحنان
قال : ديما .. ديمااااا!! .. ليه تبكين .. المفروض تفرحين ..
سحبت انفااسها ومسحت دموعها وهي تقول : مو مستوعبة بس ... اللي يصير ..
مسح على شعرها وظل يكلمها ويمازحها وهو يكتشف كل ثانية اكثر واكثر .. كم راح يفتقدها بالايام الجاية .. كثيييير !!
.
.
.
.
.
.
.
.


وفي صباح يوم أربعاء مشمس .. فتحت قاعة الاعراس بابها .. استعداداً لاستقبال التجهيزات اللي راح تجري فيها على يد المستأجرين اللي وكلهم عايض ،، من الصباح الباااكر الى ما يحين وقت العرس ..
ديما على وقت العصر كانت مع خالاتها وبنات خالتها بالصالون .. وأخذت العروس لمكان منعزل عن البقية حتى يتم تجهيزها بخصوصية .. وبالنهاية كانت اشكالهم في قمة الاناقة ، وحتى خالتيها منى وعزيزة علموا تصفيفات مناسبة لاعمارهم ، مع مكياج خفيف اضفى عليهم هيبة ووقار ..
البنات كانوا لابسين فساتينهم ومنتظرين ديما اللي منى منعتهم يدخلون عندها .. دائما تحب تخسف بحماسهم ولقافتهم الزايدة الارض .. تركتهم يموتون قهر واتصلت بعايض تبلغه انهم على وشك يخلصون ..
ديما لما شافت نفسها بالمراية كانت مصدوووومة اكثر من أي مرة .. كانت تعرف ان شكلها بيتغير ، بس مو لهالدرجة .. يمكن لأنها ما اعتادت تحط أي انواع من الماكياج من قبل .. !!!
مكياجها كان بياضه معتمد على بشرتها الفاتحة اكثر من كريم الاساس .. عيونها الرمادية احيطت بظلال من الالوان الفاتحة المتدرجة مع الذهبي .. ووجنتاها الممتلئتين كانت لامعتين باللون الاثيري اللي ظللهم .. شفايفها الصغيرة تلونت بالبني الفاتح اللامع .. وبتسريحتها البسيطة مع الخصل المنسدلة حول وجهها .. الكل انذهل بشكلها وأولهم هي ..والى خالتيها وعاملات الصالون اللي استمتعوا بالعمل على وجهها الناعم ..

كانت ومن الصباح تشعر ببرود شديد في تفكيرها ،، ويأس واستسلام احاطوا بعقلها وقلبها .. لكن الحين تفاجأت بشكلها وبدأت تستوعب مدى جدية الزواج وحتميته .. عرسها ..أو زواجها .. موعد زفافها ..أو موعد ذبحها .. أياً كان اسمه وهيئيته ... بقي عليه القليل القليل !!!
و ماهي الا ساعات و تلتقي مصيراً مجهولاً ....
قلبها يدق بقوة كلما تخيلت هالساعات وهي تمر بسرعة .. وجال في خاطرها صور عديدة لهذا اللقاء الحتمي بينها وبين فياض..

لبست فستانها بعد ما خلصوا لها الماكياج ،، وخرجت ..
ما كانت تحتاج الا صورة تعلق ضمن لائحة ملكات الجمال .. !
البنات فتحوا افواههم ، بذهول .. ومحبة .. وبعض الغيرة ..


عزيزة بصوت عالي :اذكروا الله يا جماعة اذكروا الله... ماشاء الله تبارك الله .. ماشاء الله .. تعالي يا حبيبتي ارقيك .. الله يحميك من العين ..
منى بفرحة : الله يرضى عليك يا اختي والله نسيت ارقيها .. ويا بنت انتي وياها ماسمعتكم تذكرون الله !!!
حصة + خلود+ مناير : ماشاء الله تبارك الله ..
خلود : ما توقعتك تطلعين كذا .. الصراحة فنانة اللي صلحت مكياجك..
حصة : لا ... اصلا ديما انا متوقعة مهما كان مكياجها بيطلع جنان ماشاء الله وجهها يليق عليه كل الالوان ..
ديما واقفة بمكانها وعلى وجهها نفس الابتسامة .. اللي رسمتها من ايام .. واعتادت عليها .. قلبها مازال في حالة هيجان ..
حاولت تجامل البنات اللي حستهم يبالغون بزيادة ..

ديما : والله انكم تهبلون انتو بعد ..ماشفتوا اشكالكم بالمرايا ؟؟
خلود اللي لابسة فستان أحمر : هههههه عن نفسي انا عارفة ..
مناير : وانا كيف طالع شكلي ديما ؟؟
ناظرت فستانها البرتقالي وقالت : تهبلين يا عمري .. وحتى انتي يا حصة فستانك مرة حلو ولايق عليك .
حصة : مالقيت الا الاخضر الثاني اسود ما حبيت البسه بالعرس .. مع انه احلى ..
بعد دقائق وصل عايض اللي كان متكشخ عالآخر وطلعوا بعد ما ساعدوا ديما تلبس عبايتها ، وماكان صعب لان فستانها بسيط وتسريحتها كذلك .. ووصلوا للقاعة في طريق صامت زااادت فيه دقات قلب ديما وحست انه شوي وتنفضح وينسمع صوتها !
رد عايض على جواله اللي كان يرن : هلا والله بالمعرس .. انت وينك ؟؟ انا بسبقك على القاعة .. لا تتأخر .. الله يحفظك ..
عايض كلم خالته عزيزة اللي جالسة جنبه : الله يجزيكم الخير يا خالتي من غيركم والله ما دريت ايش بنسوي ؟؟
عزيزة : يا عايض هذا اقل شي والله وانتو سامحونا مقصرين معكم دايما ..
عايض : لا يا خالتي مافي تقصير ولا شي ..
وهمس لها بصوت خافت : الله يخليكم يا خالتي لا تجيبون طاري امي وابوي الليلة قدامها خلوها تعدي على خير..
عزيزة : الله يسهل يا عايض الله يسهل ..
وبدأت تدعي لديما بصوت عالي .. وديما من مكالمة فياض لعايض وهي واصلة حدها من التوتر والخوف ..
منى سألت عايض :.. في وحدة هنا مزعجتني تبيني اسألك .. في مسجل واجهزة صوت بالقاعة ؟؟
عايض وهو كان سامع زن وحدة من بنات خالاته : ايه اكيد .. انا شفته قبل ما اجيكم وانا اشيك عالقاعة ..
منى : ارتحتي يا هاانم .. فكيني من حشرتك .. وترتي ديماا
عايض ابتسم وارتاح نسبياً .. فكل شيء يسير على أحسن وجه ..
.
.
.



بالقاعة كانت التجهيزات .. اقل ما يمكن وصفها به انها في قمة النظام والترتيب والرقي ...
انتشرت ثلاث خادمات في جهات القاعة المختلفة ، وانتشرت في القاعة الطاولات ذات المفارش السكرية المزخرفة .. كانت مزدااانة بإسراف .. اصر عليه عايض .. وبالجهة الاخرى كانت قاعة ثانية ترتيباتها ابسط بكثير وهادئة .. وبدأوا الزوار يتوافدون لها .. بدءاً من اقارب عايض من جهة الاب .. منهم اللي يعرفه واللي ما يعرفه ..الكل كان مرحب به .. وانتهاءً باصدقائه .. واصدقاء نايف ، ومعارفهم .. واصدقاء نوااف اللي جايين بس عشان السهرة والعشا والوناسة ..
أدخلت ديما لغرفة مجاورة ،، تاخذ فيها مهلة للاستراحة ، تبل ريقها بمشروب .. الى ما يحين وقت مناسب لدخولها .. ماكانت في اية ترتيبات لزفة او غيره .. وتفاجأت بصوت الالحان العذبة تصدح من القاعة ويوصلها صداها .. راحت للمرايا تتأمل بشكلها .. هالات السواد تحت عيونها ما عادت موجودة والماكياج اخفى أي اثر لها .. تمنت اشياء كثيرة تمنتها من قبل .. وسحبت نفس عميق واخذت كاس المااء وشربت منه بحذر عشان مكياجها

رن جوالها وسحبته من شنطتها ببطىء وشافت رقم احدى صديقاتها من ايام الثانوية .. كانت تسألها عن مكان العرس وقالت انها بتمر عليها تسلم وتطلع .. ماعزمت كثير ناس .. ارسلت لزميلاتها المقربين رسائل حتى ما يزعلون منها بعدين لا عرفوا الخبر .. في منهم من اتصل وبارك واعلن احتمال حضوره والبقية تجهل ردهم ..

دخلت خالتها بعد قليل .. وعرضت عليها تخرج معها .. ما في داعي للتثاقل والتأخير .. دام العروس جاهزة تتصدر كوشتها ..
ودخلت ديما .. واتجهت الانظار لها .. كان العدد قليل ، وانظارها كانت مسلطة لى القاعة وفخامتها وترتيباتها المبهرة .. وتمنت لو عايض قدامها وعبرت له عن شكرها .. حست بندم لانها ما شكرته وهو مسوي ل هالاشياء والتكاليف عشانها ...
صعدت لمكان جلستها .. المكان اللي تحلم فيه كل فتاة .. واللي حلمت فيه بشكل مختلف من زمااان ... راقبت بعيونها نظرات الناس .. بشيء من التيهااان والشرود .. الكل يحسدها ويرمقها بنظرات الاعجاب والفضول ..
وبدأت الاعداد القليل تمر عليها وتسلم .. وخالاتها وقفوا عند باب القاعة يسلمون على كل وحدة تدخل ويرحبون فيها .. اما البنات فلزقوا في كرسيها الطوييل .. فرحانين لانهم اقرب ناس للعروس الجميلة ، وقاعدين يتسهبلون على الاغاني اللي شغالة بحركاتهم ..
مر الوقت .. ومن بين المدعوين .. اقتربت منها فتاة في العشرينات ، وسلمت عليها بحرارة .. كانت تجهل هويتها لكنها بادلتها السلام والمباركة ..
البنت : بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير .. والله يرزقكم الذرية الصالحة يارب ..
ديما : الله يبارك فيك ..
لاحظت البنت نظرات ديما المستغربة ..
قالت : انتي ما تعرفيني .. انا اقرب لصديق اخوك .. كان يبغاني اتعرف عليك بقوة .. اسمي هديل ..
ديما بابتسامة صادقة : حياك الله تشرفت بمعرفتك يا هديل ..
هديل بابتسامة عذبة : وانا اكثر .. حبيبتي ابستئذنك في شي صغير لو سمحتي لي ..
ديما بترحيب : اتفضلي ..
هديل : لو تسمحين لي معي اشرطة للأفراح رووعة بدون موسيقى ودي استبدلها بالاغاني اللي شغالة .. عشان الله يبارك لك في هالليلة وتبدأين حياتك الجديدة من غير معاصي ..
ديما بتأثر : طبعا مافي مانع .. الله يجزيك خير انك ..نبهتيني ..
وانتبهت على بنات خالتها اللي مكشرين وهم يشوفون هالبنت الملقوفة واقفة عند ديما وتبي تغير ترتيباتهم ..
هديل طلعت الاشرطة وكانت بتنادي العاملة تشغلهم ، ديما سبقتها ونادت خلود ..
ديما : خلود حبيبتي خذي الاشرطة هذي شغليها بدال هالموسيقى ..
خلود بعدم اقتناع : طيب .. بس عادي اصلا هذي ليلة عرسك مافيها شي .. !!
هديل ابتسمت وهي حاسة بضيق خلود ..
ديما : خلود انا حتى مو مرتاحة للاغاني وما تعودت اسمعها .. الله يجزيها الخير هديل هي اللي نبهتني ..
خلود اخذت الاشرطة وراحت تشغلها عشان ديما .. ولا كان ودها تصرخ بالبنت وتقول لها وش دخلك؟؟
ديما من شكل هديل ارتاااحت لها مررة ، ودها لو تعرفت عليها اكثر .. وتقربت منها .. التزامها وشخصيتها الحنونة من كلامها خلاها تتمنى صحبتها .. وهي الوحيدة اللي جذبت انتباهها من بين توترها وخوفها واكتئابها ..
لكن هديل استأذنت وقالت انها فقط مرت مرور سريع مع أخوها .. وتمسكت فيها ديما لكنها رفضت .. وطلبت من ديما رقمها حتى تتصل فيها بعدين .. هديل كانت ماخذة فكرة عامة عن ديما انها بنت وحيدة وفقدت والديها .. وكانت متأثرة كثير بوضعها ، لذلك حبتها بسهولة اول ما شافتها وشافت شخصيتها الهادئة والرقيقة ..
.
.
.

ومر الوقت .. وجاءت سيارات المطاعم اللي تحمل العشا ، وبدأت العاملات بمساعدة العمال اللي جايبين الاكل يجهزونه في قاعة مجاورة كانت مغلقة وما عرفوا بوجودها الاعزيزة ومنى اللي صاروا مسؤولين عن كل شي ..
اتصل عايض على خالته ..
منى : هلا عايض ..
عايض : اهليين خالتي كيف الاحوال عندك ؟؟؟
منى : تمااام التماام .. اختك الله يحميها من العين .. ملكة جماال الليلة .. ياحظه المعرس فيها
عايض بقلق : والله ياخوفي عليها نسيت اوصيها تقرا على نفسها..
منى بضحكة : لا تخاف كلنا قرينا عليها بالدور وحدة وحدة .. هههههه
عايض : الله يعطيكم العافية والله ما ادري كيف كان بيصير العرس من غيركم ؟؟؟
منى :الحمد لله .. يللا حبيبي انا بروح اشوف ديما ..
عايض : طيب دخل لكم العشا ؟
منى : توهم الحين مدخلينه .. ورتبوه العاملات بالقاعة الثانية الصغيرة
عايض :ايه كنت موصيهم .. زين انه خلصوا عشان ابيكم بعد ربع ساعة تسحبون الضيوف على العشا .. بادخل لديما عشان توقع على العقد .. ومن بعدي بيدخل المعرس يشوفها .. وياريت ما يكون فيه احد غيرها وانتي وخالتي ..
منى : طيب طيب انا بروح ابلغهم واذا خلصت دقيت عليك ..
عايض : يللا مع السلامة
وراحت منى تبلغ عزيزة ومن بعدها ديما اللي ارتعبت .. ماصدقت اشغلت نفسها وطمنتها وتجاهلت الوقت اللي يمر ، الا وجااتها اللحظة اللي كانت خايفة منها .. بدأ الناس ينسحبون من القاعة ويتضاءل عددهم .. حتى البنات تركوها .. ومنى وعزيزة واقفين عندها ولابسين عباياتهم ،، مترقبين ومتشوقين يشوفون مين هالمحظوظ اللي بياخذ ديما .. ؟؟
اتصلت منى على عايض اللي كان واقف مع فياض ، المتوتر من تجمع الناس حوله ..
الوضع بالنسبة لفياض كان مزعج !
، بالبداية تحمس شوي ، بعدين سؤال واحد ملا ذهنه كله :
" انا ايش اسوي هنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!
"
ايش اللي دخل نفسه فيه .. يبي ديما من غير أي تعقيدات .. من غيرهالضجة كلها ..
لكنه لما وقع عالعقد .. حس بشعور لذيذ يسري باعماقه .. ولما قال له عايض انه شوي ويدخلون لديما بعد ما توقع .. تنهد برااحة .. ، ملّ وهو ينتظر ..
دخل عايض لديما ومعه الدفتر .. وذهل بشكلها وطلتها الجديدة .. مشى لعندها وحب راسها وهو يقول :ماشاء الله .. الله يعين فياض على صدمته .. هو اللي ماشافك للحين ..
منى بذهول : ماشاف ديما من قبل ؟؟ وشلون ذااا ؟؟
عايض بابتسامة وهو يأشر لديما اللي ترتجف على مكان التوقيع ويناولها القلم : ايه ماشافها ..
عزيزة : الله يسعدهم .. يللا وقعي يا حبيبتي عشان اطلع الزغروودة اللي حابستها من الصبح ..
ديما مسكت القلم بتوتر وتحسه بيطيح من يدها .. موقادرة تتماسك والكلام يتداخل براسها .. كانت محتاجة وقت حتى تثبت القلم بين يدها .. عايض ثبت الدفتر وهو يشوف ارتجافتها .. ومنى مسحت على راسها بخفة وهي حاسة بخوفها .. ووقعت بخط متعرج من كثر ما ارتجفت .. وبتوقيعها وانطلاق زغرودة خالتها عزيزة .. عرفت انه لااااامفر .. وإن مسيرة حياتها المجهولة ..بدأت من اللحظة ..!!
انهار من الدموع الحبيسة ظلت في مكانها وابت ان تتفجر وتفسد فرحة من حولها .. ورسمت ابتسامتها اللي اوجعت فمها من كثر ما ترسمها وتوسعها كل شوي!!
.
.
.
.
.
فياض ، دقائق ورجع له عايض مع الدفتر اللي حمل توقيع ديما ..
عايض : الف مبروووك فياض .. الله يتمم عليكم بالخير
وراه توقيع ديما وهو يبتسم ..
فياض : الله يبارك فيك ..
عايض بمرح : بندخل لها الحين .. هذي اول مرة بتشوف ديما....ترا اذا ما عجبتك مافي تراجع فاهم ؟؟ انا قايل لك من البداية تشوفها !!!
فياض يبتسم ابتسامة واسعة ..
عايض يكمل وهو يطمنه : امزح وياك .. ان ما عجبتك اصلاً ماراح تكون انسان طبيعي ..
ومشوا للباب .. وعايض دخل بالاول وهو يتأكد ان خالاته متغطيات .. وان القاعة فاضية
ودخل فياض من بعده .. ديما نظراتها كانت مسلطة على رجولها من اول ما وقعت العقد .. كل شي فيها كان يرتجف ،وخوفها يوصل لرعب متمكن .. وزاد لاقصى حدوده لما حست بدخول عايض وفياض للقاعة ..
فياض اول مادخل .. صعق ..وصدم وتوقفت اقدامه عن المسير .. صحيح شافها من قبل وملامحها مطبوعة في ذهنه .. لكن المرة هذي غير .. غير .. غيير !!!
عايض التفت على فياض اللي وقف شوي .. وابتسم ، حس انه متفاجىء بجمال ديما .. وعلى باله انه تأثير المرة الاولى ..
عايض بهدوء : فياض قول ماشاء الله ترا حتى انت جايز تحسدها ..
فياض التفت على عايض ببطىء وهو يقول بانقياد : ماشاء الله ..
عايض : روح سلم عليها .. وترا هذول خالاتي اللي موقفين معها ..
تقدم فياض وهو كاره لتصنمه قبل شوي .. قرب من مكان جلوس ديما وهو يراقب وجهها .. كانت منزلته لتحت ، وتمنى لو رفعته يناظر بعيونها ، العلامة الاخيرة اللي راح تأكد له ان هذي ديما ..ساحرته .. !!
القى السلام على خالاتها : السلام عليكم ..
وردوا السلام عليه .. وباركوا له .. وانطلقت دعوات الخالة عزيزة لهم بلا توقف ..
فياض لدهشته مد يده لديما .. يصافحها .. ما يدري كيف المفروض يسلم عليها ؟؟
قال بهدوء : كيفك .. ديما ؟ ..مبروك ..
ديما قلبها طاح برجولها وهي تسمع صوته وتشوف يده الممدودة لها ..
رفعت وجهها له وحواجبها مثنية بخوووف .. ورجعت تنزل وجهها لما صدمت بحقيقة وجوده ..
منى وملاحظة تجاهل ديما ليد فياض : ديما سلمي على عريسك ..
جات بتمد يدها وماعرفت تشيلها ، يادوب وصلتها قريب من يده وماقدرت تحطها في يده ..
التقط فياض يدها البعيدة وقربها وضغط عليها .. وارتجف من برودة يدها .. ومن مشاعره المتلهفة .. والحادة ..
ترك يدها وعزيزة اللي قالت له : اجلس يا ابني وارتاح .. الحين اجيب لكم عشا ..
عايض وهو يقرب من فياض اللي جلس بالكرسي المجاور لكرسي ديما : ماوصيك يا فياض .. هااك شفت ديما وتعرف بغلاها عندي .. ماوصيك !!
فياض وعينه بعين عايض يطمنه : لا توصي حريص يا عايض ..
عايض تقدم من ديما وحب راسها للمرة الثانية وقال :الله يحفظك ... انا بترككم على راحتكم والحين يجيكم العشا ..
ديما رفعت عيونها لاخوها برعب ..لا يكونون بيتركونها هنا .. لحالهم .. ؟؟ لااااااااااااااا !!
لفت على جهة خالاتها وما شافتهم ... القاعة مع كبرها ووسعها مافيها احد غير اخوها اللي خطواته تبعد وتبعد عنهم .. دخلت العاملات اللي لبسن حجابات قصيرة ،، الاكل مع العصير على اقرب طاولة من ديما وفياض ..
نزلت راسها لحضنها وقررت تظل على هالوضعية ما تبقى من وقت لها معه ..
فياض جلس شوي ساكت .. محتار يتحيز لمشاعره المسحوورة او يحاول يقاومها ، ويجمد ..
قام واقف وقال : ديما .. قومي عشان العشا ..
هزت راسها بحدة :لا ....
صوتها المخنوق طلع بصعووبة .. وهي ترفض بشدة أي تحرك ..
قال : طيب قومي نجلس هناك ..
هزت راسها وهي تحس انها راح تفقد سيطرتها على نفسها ..
مد يده لها وهو يقول : قومي .. ؟
تجاهلت يده وهي تتحامل على نفسها وتقوم ..و اول ما قامت داهمتها دوخة قوية .. رفعت عيونها بلا شعور لفياض اللي واقف قدامها وحست براسها تلف وبصرها يتشتت .. مدت يدها للفراغ تحاول تتشبث بأي شي قدامها ..
ماكان مستوعب اللي يصير .. نظرتها الخائفة المرتعبة بدأت تختفي وعيونها بدأت ترمش بسرعة ، فجأة شافها تترنح بوقفتها وتفقد توازنها ، ومر عليه مشهد مشابه .. ..
شاف يدها الممدودة في الهواا وجسمها اللي بدأ يتهاوى بقوة الجاذبية ناحية الارض ، واسرع ومد يده لها .. مسكها بسرعة ورفعها من خصرها قبل لا تطيح وهو يشوف عيونها تسكر تدريجيا ..
قلبه صار يخفق بقوة لوجودها بين يديه .. ولتكرار المشهد ....
وبجانب مشاعره..طغت مشاعر ثانية فاجئته واطاحت بكل ما سواها ..
خوفها وضعفها بعث فيه مشاعر قوية من الألم والندم اللي بستشعره للمرة الاولى .. ما كان في وقت قدامه حتى ينكر على نفسه هذي المشاعر او يستغربها ..
رقد ديما على الارض بين يديه بشبه وضعية الجلوس .. وهو يناديها ..

مو وقته ابداً .. ديما فقدت وعيها .. اغمى عليها .. ايش بيقول اخوها .. مايبي السالفة تكبر .. والناس تتكلم !!!
راح لطاولة الاكل واخذ قارورة الماء وبدأ يصب منها على يده ويرش على وجهها لحد ما غرق موية .. وخصلات شعرها ابتلت ..
و فتحت عيونها بصعوبة وهي ترتجف .. واول ما شافت وجهه يناظرها وحست بمسكته لها ..
صرخت بقوة : لاااااااا

.
.
.


الى هنا توقفت .. أعتذر منكم ..وبإذن الله موعدنا معكم الخميس القادم صباحاً ..
أشوفكم على خير




 
 

 

عرض البوم صور ضجة الصمت  
قديم 19-02-09, 10:21 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 118715
المشاركات: 634
الجنس أنثى
معدل التقييم: ضجة الصمت عضو على طريق الابداعضجة الصمت عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 152

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ضجة الصمت غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضجة الصمت المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

الفصل الحادي عشر/ 1

.
.
.

مو وقته ابداً .. ديما فقدت وعيها .. اغمى عليها .. ايش بيقول اخوها .. مايبي السالفة تكبر .. والناس تتكلم !!!

راح لطاولة الاكل واخذ قارورة الماء وبدأ يصب منها على يده ويرش على وجهها لحد ما غرق موية .. وخصلات شعرها ابتلت .. فتحت عيونها بصعوبة وهي ترتجف .. واول ما شافت وجهه يناظرها وحست بمسكته لها ..
صرخت بقوة : لاااااااا

أول ماسمع صرختها مد يده لفمها وكتم صرختها ..
قال بضيق : ديمااا .. ديمااا....!!! لا تفضحيينا!!!!
مسكت يده بقوة واهية تبي تبعدها عن فمها وتنفسها يزداد بسرعة رهيبة ، واطرافها كلها في حالة توتر وهي تحاول تتحرك بعيد عنه .. دموعها مثل السيل وكحلها ساح ومكياجها بدأ يتلخبط من المااي اللي اغرقت وجهها ..
كانت عاجزة عن التحرك ، رجولها سايبة من الارتجاف .. ظل حاطط يده على وجهها الين ما حس انها هدت .. سحب يده ببطىء ، وهو يرتقب ردة فعلها ..

قال : اهــدي .. ماصار شي !!
غمضت عيونها بقوة ، وقام فياض ومد لها علبة المناديل اللي كانت على الطاولة
قال : خذي .. امسحي وجهك ..
اخذتها وهي تستوعب وضعيتها الخاطئة ، وخطورة دخول أي احد عليهم !!

قامت وهي تبتعد عن مكان وقوفه وتمسح وجهها مسحة خفيفة عشان ما تحوس المكياج اكثر .. تحاشت النظر باتجااهه ، لكن صوته وصلها ..
قال : أنا بتصل على عايض عشان نطلع ..
رجعت تجلس في كرسيها ،، وتغمض عيونها ..
تحاول تقنع نفسها بالصمود .. دقايق وبس .. دقايق .. وبعدها لو صار ما صار بتكون لوحدها .. لو سوا ما سوا .. بتكون وحدها .. بس الحين لا .. لازم تتحمل ..بعد شوي !!!

.
.
عايض باستغراب : بدري لسا .. ما أمداكم تتعشون ؟
فياض يكلم عايض : معليش يا عايض بنطلع الحين افضل ..
عايض : طيب اللي يريحك ..أنا بكلم خالتي عشان يشوفون لكم الطريق و بجيب السيارة لعند الباب ..
فياض : بانتظارك ..
سكر من عايض ورجع يطالع في ديما اللي وجهها خلا من آثار البكااء و غمضت عيوها بقوة وأسندت راسها على الكرسي ، تقدم خطوتين ،....وتذكر ردة فعلها قبل شوي .. وتراجع ..
قال ينبهها : ديما ... بيدخلون خالاتك الحين ...
فتحت عيونها ببطىء ومدت يدها لشنطتها اللي كانت تحت الكرسي ،، تدور فيها على مراية ، فتحت المراية الصغيرة وشافت مكياجها نصه رايح .. شفايفها ما عليها أي اثر وعيونها كحلها تشوش .. حاولت تمسح وتعدل فيه بقدر الامكان ..وهي كارهة لوجوده حولها ..و حاسة بنظراته مصوبة نحوها بترقب مزعج.. بصعوبة قاومت اختناقها .. ودخلت المراية بسرعة وهي تسمع الباب ينفتح وتشوف خالاتها يدخلون ...

اقتربت منها منى ، أما عزيزة فراحت لقريب من فياض ..

منى كانت معها عباية ديما ..
قالت وهي تناولها العباية : الف مبروك حبيبة قلبي .. قومي عشان تلبسين عباتك ..
رفعت ديما وجهها لخالتها واخذت منها العباية وحاولت تلبسها بسرعة قبل لا تلمح خالتها أي اثر على وجهها ..
أما عزيزة فمسكت فياض لجنب وهي توصيه .. وهو كان متفاجىء ، ما استعد لمثل هذا الموقف .. ولا لمثل هالكلام ..
قالت : الله يسعدك يا ابني .. هاليتيمة من اليوم مالها غيرك .. تحمل ان جاك منها شي واصبر عليها... و انا اشهد انها من خيرة البنات ....مافي أطيب منها ،، طبعها من طبع امها الله يرحمها ..يا ابني انت اليوم فزت بجوهرة ثمينة مجبول تحافظ عليها وتصونها .. وتكون قد المسؤولية ..

قاطعتهم منى وهي تقول : يا عرسان ما تعشيتوا ..!!! تبونا نزهب لكم عشا تاخذونه معكم ؟

فياض تعلقت انظاره بديما اللي وقفت لابسة عبايتها ومتغطية ..
قال : .. ديما ما تعشت ..!
منى : ولا يهمك يالغالي .. انتو روحوا للسيارة وانا بجهز لكم عشا تشيلونه معاكم ..
مشى فياض من عند ديما وقال : يللا ..ديما ..
مشى بخطوات سريعة ومشت وراه تجاري خطواته السريعة .. طلعوا برا القاعة وديما شافت البنات يتقدمون منها ..
فياض راح للسيارة وهي وقفت تسلم على البنات بسرعة ، خالاتها سلموا عليها وهم يدعون لها ويباركون لها مرة ثانية .. واخيراً ، قبل لا تطلع عايض تقدم منها وسلم عليها ووصاها بنفسها .. وبفياض ..

كانت واصلة حدها من التعب والارهاق الجسدي والنفسي .. حتى البكا ما قدرت عليه وغصتها ظلت بمكانها ..

وصلها عايض للسيارة وفتح لها الباب الامامي المجانب لباب السائق .. ركبت وهي ترمي بجسدها المنهك على المقعد .. بكل استسلام .. عدلت فستانها .. وسكرت الباب ، وسمعت الباب الثاني ينفتح ، وشافته يدخل وعلى وجهه ابتسامة باردة .. بدأ يحرك السيارة ، ارجعت راسها بارهاق لورا .... اهم شي الآن تمثيليتها خلصت .. بعد ما ادت دورها فيها ببراعة .. والدورعلى المواجهة .. بينها وبين فيــاض !!!

.

.

.


.


.


.

.


من بعيد ،،شافت البيت اللي فارقته من شهور .. واللي تركت فيه اسوأ ذكرى عاشتها ..خلاص انتهى كل شيء .. لازم ما تنسى ان مشكلتها انحلت .. انها بنفس الوقت تخلصت من هم كبير ... ويمكن إن الباقي أهون .. يمكن !!!
كالعادة كلمات واهية تأخذ من شجاعتها أكثر مما تعطي .. !
وقفت السيارة ، ونزل فياض بعد ما قال لها بسرعة : وصلنا ..انزلي
نزلت ديما وشافته يفتح الباب الخلفي وينزل شنطتها الصغيرة ومعها أكياس ..
سكر السيارة ..و مشت وراه بحركة آليــة بدءاً من الباب ووصولاً للدرج اللي حست إنه أطول من أي مرة صعدته فيها .. البيت مثل ما هو .. يلفه ظلاااام كئيب ، وسكون عمييق ! لكن ما حست فيهم .. هالمرة كانت اصوات المعركة الحامية في قلبها تخترق أي سكون ، حتى انها تسمع دقات قلبها الآن بكل وضوح ....!!
تخطت اخر درجة وهي تبلع ريقها ... الحين ممكن تكون نهايتها ..!!

فتح فياض باب الجناح ودخل ،، ....دقيقة مرت ورجع باستغراب يطل من الباب : ما راح تدخلين ؟!

انتفضت ....وتحركت ببطىء للأمام ودخلت .. ذكرت الله بقلبها ، خوفا ورجاء أن يلطف بها ..
اول ما دخلت سمعت صوت الباب يتسكر ..
ماقدرت تمنع موجة الخوف العنيفة اللي اجتاحتها .. رجولها ساابت ، تحركت وهي مازالت متغطية وعبايتها عليها ، وجلست على الكنب اللي في ردهة الجناح .. ما انتبهت لأي تغيير صار بالجناح .. مع ان المكان كله كان متغير .... مجرد احساسها انه مكااان ثاني .. ..... لكن وش الفرق ؟؟؟؟

فياض بعد ما سكر الباب وقف بمكانه .. لأول مرة يشعر بالتوتر .. !
هذي ديما ... صارت عندك .. ولك .. ايش فيه ؟ ليه يحس إن الوصول لها صعب .. صعب جداً ..
تصارعت مشاعره .. ترك شنطتها بالارض ومشى للمطبخ يدخل الاكياس اللي بيده ... رجع ولقاها مثل ما هي بنفس وضعيتها ... جالسة ومسندة راسها لظهر الكنب .. ماشالت حجابها ولا تحركت أي تحرك ثاني ..
ديما بعد شوي .. شالت غطاها ونزلت عبايتها على كتوفها .. ما سمعت صوته ولا تدري وين راح .. اكثر شي كان مضايقها شعرها المرفوع .. تحسه مثقل على راسها ،، فكت المساكات اللي كانت بشعرها كلها وحطتهم بجنبها ، ورجعت ترجع راسها وهي تقررانها ما تتحرك من مكانها هذا الليلة !!!
فياض تحرك من مكانه ومشى من عندها وراح للغرفة .." بكيفها تسوي اللي تبيه !.. مشاعره ذي لازم يسيطر عليها ..
مافي احد ..لا من قبل ولا من بعد ، قدر يخليه يفقد سيطرته على نفسه مثل ديما .. وهذا الشي اللي مغرقه في الحيرة .. والفضول ..

دخل لغرفة النوم ... ثم للحمام ... .تسبح و بدل .. و استغرق الوقت منه ربع ساعة .... طلع وهو يتذكر انه كان يحس بارهااق ورغبة عارمة في النوم والاسترخاء .. ليه تبخرت كلها الآن .. ليه يحس انه في ذروة نشاطه .. ؟؟


طلع من الغرفة للصالة الصغيرة .. ديما كانت على نفس وضعيتها .. لكن عيونها مغمضة ، وكأنها استغرقت في نوم عميق .. ،، رقبتها كانت معوجّة وراسها المستندة على الكنب مايلة .. وعبايتها لافة عليها بسبب الفستان من تحتها ..، لف أنظاره عليها ، ما يقدر يقرب منها ، كل ما تقدم خطوة يرجع يتذكر ردة فعلها بالقاعة ويتراجع .. مايبي يستشعر ذيك المشاعر من جديد .. كره شعوره بالالم والندم .. مايبي يحس بالضعف اللي يكرهه .... يبي يكون مثلما كان داائماً .. واثق ومسيطر .. ما يستجديه شعور مثل هذا !! ...ايش اللي غيره 180 درجة ؟!!!!!


تحرك للكنبة المقابلة لها وجلس عليها .. يراقبها ويتأمل في ملامحها ، يمكن يوصل لمبتغاه ويعرف سر لهفته .. وسر انجذاابه لها بهذا الشكل .. ؟؟


شافها تحرك راسها وترفع يدها لرقبتها ،... فتحت عيونها ببطىء واصطدمت بنظراته ،، شهقت بصوت عالي .. وعيونها ترتقب برعب هااائل جموده .. ! نظراته وجلسته الغااامضة وسكونه زادها رعب وهلع .. ولدهشتها .. وما أشد دهشتها .. شافته يبتسم .. ابتسامة كانت في عينها أخبث الابتسامات وأشدها قبحاااً ..


قال ببطىء وهدوووء :.... ليــه خـايــفـــة ؟

قالت وعينها مازالت متصلبة وملتصقة بعيونه برعب :.... اتـ ـ ـركني ..في حالي ..!!

رفع حواجبه بضيق .. وقام فجأة واقف ..وهي انتفضت وانكمشت في مكانها برعب ما عمرها عاشته من قبل .. غمضت عيونها بقوة .. !! خمس ثوان ... عشرين ثانية .. دقيقة .. وفتحتها ....


ماكان له أثر .. سحبت نفس متقطع وهي تقول بصوت منخفض متقطع : الحمـ ـد لله ..الحمد لله .. يا ربي .. يا اللــــــّـه ..!!!!


حست بحرارة على خدها ..مسحت دمعتها اللي نزل غيرها .. واستغرقت في نوبة بكاااء عميقة هادئة ، أودعتها كل شي خزنته من الصباح .. لااء ..بل من شهوووور .. !!



.


.


.


.

دخل لغرفته وهو يغمض عيونه بقهر .. يكره نظرتها المرعوبة .. تمنى لو تكون انسانة طبيعية..! ما يتحمل يجلس مع أحد .. وخصوصا امرأة ، خايفة منه وكارهة لوجوده ولقربه ..!
وديما مو أي وحدة .. لهفته لها غير .. مختلفة .. متزاايدة .. غيـــــر !!

اللي صار قبل فترة صار وانتهى .. ليه مازالت محتفظة بهالفكرة عنه ؟؟ طلبت يتزوجها وتزوجها .. ايش تبي الحين ؟؟ مو المفروض تكون مرتاحة ؟؟ ومتقبلة له ؟؟

كلام كثير ملخبط وافكار مختلطة تداخلت في عقله .. توجه للسرير ورمى بثقله عليه ، وحس بكل خلية من خلايا جسمه تسترخي وترتاااح .. ناام اخيرا ً وهو يحاول تجنب التفكير بديما .. عشان يقدر يرتاح وينام بهدوء .. !

.


.

.


.


مرت ساعات ،ديما مازالت بمكانها ،، طلعت ساعتها من الشنطة الصغيرة جنبها ، وشافت باقي على الفجر نصف ساعة .. يا الله ..كل هذا وأنا جالسة في مكاني ؟؟؟

طيب هو وين راح ؟؟ غريبة تركها كل هالوقت .. ؟؟ على ايش ناوي؟؟
"اكيد نام .. الحمد لله ان الليلة عدت على خير .......و الله يستر من الجاااي !!!"

قامت وهي تحس ظهرها تكسر من الكنب ،، شالت العباية وطبقتها مع الغطا والطرحة .. وحطتهم على جنب .. راحت لشنطتها اللي بجنب باب الجناح ، واخذتها للصالة ، وفتحتها بهدوء .. اخذت قميص أبيض طويل بأكمام ، واحتارت وين تروح ووين تلبس ؟؟ مشت بخطوات خفيفة للمطبخ وطلت عليه ، شافت قوارير المااي وحست بريقها جاااف ، سحبت منها قارورة وشربتها بعطش .. القت نظرة على اكياس الاكل .. وتذكرت خالاتها بحنين ..

طلعت من المطبخ ، وهي تروح باتجاه الغرفة اللي كانت غرفتها بالسابق ..

كانت مفتوحة وغارقة بالظلام ، لكن ما منعها تلمح السرير والجسم الجاااثم عليه .. ارتجفت وابتعدت عن باب الغرفة ، وراحت للغرفة الثانية اللي كانت قديما غرفة عايض ، فتحت بابها المغلق ، ومافتح .. كانت مسكرة .. ليش مسكرينها ؟؟؟؟؟؟

سارت بإحباط للغرفة الثالثة ، والاخيرة ... وحمدت ربها انها مفتوحة .. واخيراً تقدر تجلس بمكان ماتتلاقى فيه معه .. دخلت وارتسم الاحباط على وجهها ،،

كان فيها جلسة ومخدات ارضية ..والغرفة فااااضية ،، ماعدا من سجادة متوسطة مابين الجلساات .. بس مو مشكلة ، اهم شي انها غرفة .. ولها باب يتسكر .. !

رجعت للصالة واخذت شنطة يدها والشنطة الكبيرة وعبايتها ، وودتهم للغرفة اللي قررت تجلس فيها

.. سكرت الباب وتمنت لو فيه مفتاح عشان يكتمل شعورها بالامان ...!!
وقفت ورا الباب وخلعت فستانها بصعووبة ، وبدلت ..

انسدحت على الجلسات اللي بالارض وهي تحس بفقرات ظهرها تعتدل بعد جلستها لساعات على الكنب .. وتذكرت ان الفجر ماباقي عليه شي .. اعتدلت بسرعة قبل لا تنام ويفوتها .. ودقائق وسمعت صوت الاذان..

رددت وراه وفتحت باب الغرفة فتحة صغيرة ترتقب أي صوت يدلها على خروج فياض للصلاة .. تبي تستخدم الحمام اللي بالغرفة ، واللي للأسف ما في غيره الحين بما ان الغرفة الثانية مغلقة !!

انتظرت .. وطال انتظارها .. ماسمعت أي صوت ولا حتى للمنبه ..


يمكن طلع وما حست فيه ؟؟ ....مشت للغرفة بهدوء وشافته مازال بنفس وضعيته ... وتنهدت بضيق .. ما أغباني .. انسان مثل هذا كيف بيكون حريص على صلاته ؟؟ يمكن ما يصلي بالمرة !!

تراجعت بعيد عن الغرفة .... وهي تتسائل ... والعمل ؟؟ الحمام وبتصبر عليه .. لكن كيف بتتوضا .. ؟؟؟
اهداها عقلها لحل وحيد مافي غيره !! .. راحت للمطبخ وبدأت تتوضا في حوضه ..
اهم شي عندها مااي تتوضا فيه .. شيء أفضل من لا شيء !!!!

توضت ورجعت لغرفتها ،سكرت الباب وهي تحاول تتذكر القبلة كيف كانت ..لبست عباتها و صلت الفجر ورجعت تنسدح على الجلسات ،، واستغرقت في نووم عميق ..



.


.


.


.


اشعة الشمس القوية النافذة .. اخترقت ستاير الغرفة .. حس بالضوء على عيونه ، تقلب وفتحها ببطىء ، قام من مكانه وهو يناظر ساعته .. اللي كانت تشير للساعة 10 صباحاًً ..
اول ما جال بذهنه ، الانسانة اللي المفروض موجودة معه بنفس المكان من الليلة الماضية ..
طلع من الغرفة قبل أي شيء ثاني .. ببنطلون البيجاما وفانيلته القطنية ..
مشى للصالة ، وراح للمكان اللي كانت فيه أمس بخطوات سريعة .. وقلبه يخفق بنفس سرعة خطواته .. ورفع حواجبه بدهشة وصدمة ..
وين راحت ؟؟؟ فين اختفت ؟؟
انا ما كنت احلم انها كانت عندي ؟؟
وان كل اللي صار امس .......... !!!
رجع يستنكر تفكيره .. والعاطفة الغبية اللي اوحت له بفكرة الحلم هذي !!
لف للمطبخ ومن بعده للغرفة الوحيدة اللي ممكن تكون فيها ، و مد يده يبي يفتح الباب ، و.. ضحك على نفسه ..
اكيد هنا .. ليه اللهفة ليه ؟؟ وليه القلق والخوف ؟؟
كيف بتختفي يعني ؟؟ تهرب مثلاً ؟؟؟؟؟؟

فتح الباب ...وصحت توقعاته .. زفر لما شافها مستلقية واغراضها بعيد عنها .. متكورة على نفسها وشعرها منتثر على الارضية في دائرة واسعة حولها .. و رجولها باينة الى المنتصف من تحت القميص اللي انحسر عنها .. دار بعيونه في الغرفة ، و ماكان فيه اي نوع من الاغطية فيها ..


رجع لغرفته وهو ناوي يجيب لها غطا .. ما يتخيل انها نامت في هالجو من دون غطا .. !! كيف ما انتبه قبل ما ينام ، ولا سأل نفسه وين راح تنام ؟؟

مالقى غير لحاف السرير اللي كان متلحف فيه .. وقف متردد بعدين سحبه واخذه معه للغرفة اللي فيها ديما ..... كفاية احاسيسه المختلفة الحين ، مايبي يثقل على نفسه بإحساس الذنب اللي يكرهه لومرضت او صار بها شي !!!

تقدم من مكان رقودها وثنى جسمه لتحت ، غطاها باللحاف بحركة بطيئة .. من اطراف رجولها الى رقبتها ..

اعتدل واقف ومازالت عيونه ترصد ملامحها ، تترقب اي حركة تصدر منها ..
وقف شوي وطلعت منه تنهيدة حيرة ..وتعب .. وانسحب بهدوء لخارج الغرفة ..
دخل للمطبخ وشاف الاكياس حقت امس مثل ما هي ... يعني ما اكلت .. ولا هو حتى أكل ..
فتح الثلاجة ووقف يصلح له فطور ،، وهو يحاول يتخلص من ملامحها اللي لصقت بذهنه وحجبت تفكيره ..

لو ظل على هالحال بيجن اكيـد.. !!!!

جهز فطوره عالسريع وما نسى ياخذ حبوبه ،، وصداع مزعج يداهمه !!

.
.
.
.
.
.
.
.
.


المعذرة على قصر الجزء
إن شاء الله قريباً جداً التكملة ..
ماقدرت أتأخر أكثر من كذا .. حطيت اللي جهزته
والباقي بإذن الله يلحقه قريبا .. مع ردودي عليكم
اشوفكم على خير

 
 

 

عرض البوم صور ضجة الصمت  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
شيءٌ من الأحزان ... !, ضجة الصمت, قصص من وحي الاعضاء
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:52 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية