لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-11-09, 02:10 AM   المشاركة رقم: 46
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 118715
المشاركات: 634
الجنس أنثى
معدل التقييم: ضجة الصمت عضو على طريق الابداعضجة الصمت عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 152

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ضجة الصمت غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضجة الصمت المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

الفصل الثالث والثلاثين
.
.
تحرك بأقصى سرعة عنده ، وصعد للشقة وهو يحس بقلق فظيع وخوف ما قد حس فيه من قبل .. خوف على سامي ،، وصية سالم له ..!!
دق باب المصعد بيده وهو يحس انه صاير أبطىء من الطبيعي ..! مو متخيل شلون كان بيخليه وهو وصية اخوه له .. يبعد بهالبساطة .. !!
زفر .. ! اهم شي الحين يكون بخير .. وبعدها بيشوف أي حل ولا إنه يبعد .. !!
كل هالخواطر مرت بذهنه بصورة سريعة ..
واول ما انفتح باب المصعد وصله صوت بكاء سامي ،وفي ثانية كان واصل للشقة وهو ينادي نايف بصوت مرتفع ..وقبل ما يدخل شاف نايف بوجهه وهو حامل بيده سامي اللي صوته تقطع من البكاء ..ناوله لفياض بربكة وجزع ..
فياض حمله وهو يضمه له ويحاول يهديه ..وسأله : ايش صاير ... ووين أمه ؟؟
نايف التفت لداخل الشقة وهو مو قادر يتكلم : ما ادري إن كانت حية أو ميتة !
فياض تقدم بخطوات مترددة ومشى وراه وحواجبه تنعقد من شوفة الدم اللي انتشرت بقعه على الارض .....
نايف دخل للغرفة وانحنى على جسدها الملقى بالارض يحاول يجس النبض من رقبتها لأن معصمها كان مدمي تماماً .. ويدها الثانية مازالت مرتخية قبضتها على سكين حااد ..
فياض تقدم خطوتين للداخل وتراجع بعدها وهو يقول بصدمة : يا ربيــه ........!!
ابتعد أكثر بسامي وهو يقول لنايف بعدم تصديق : الاسعاف ....اكيد على وصول .... ! وش مسوية بعمرها....... المجنونة ؟؟؟؟
نايف يتحرك معه للخارج وهو يقول بهلع : ما فيها نبض .. اخاف ماتت .. فياض وش هالمصايب اللي تنزل علينا وحدة ورا الثانية ..
سكت ..وكمل بعصبية : هالمسكين ولدها ما فكرت فيه ؟؟؟
فياض كان ملتزم الصمت وهو يحاول يستوعب الاحداث اللي يمرون فيها ..
وصلت الاسعاف بعد دقيقة وحملوها للمستشفى على وجه السرعة بعد ما فشلوا في اسعافها في الحال ..
نايف استعلم عن المكان اللي بينقلونها فيه .. ونزل مع فياض اللي نام سامي على كتفه بعد ما يأس من البكا وهدأ ، وركبوا السيارة ..
فياض كان ساكت طول الوقت ..
وما تكلم إلا بعد فترة : نايف روح للبيت اول .. بنزل سامي عند ديما وبعدين نروح للمستشفى ..لاننا يمكن نطول هناك ...
نايف غير وجهته وهو يقول بأسى: هالمجنونة ..!! شلون تقتل نفسها وتترك ولدها اللي المفروض تعيش عشانه .. لمين تاركته بالله؟؟
فياض بهدوء عشان ما يصحي سامي : الله ياخذها .. أحسن خلها تولي .. احنا أولى منها فيه .. أنا كنت حاس والله وما كنت متطمن لها .. !!
وكمل بعد لحظة :يعني يا نايف تخيل لو سواتها ذي كانت بفرنسا .. من وين كنا راح نعرف ..؟؟ ووش كان بيصير لسامي ؟؟ زين منها انها استعجلت وانهت الموضوع هنا ...........!!
نايف بلهجة قوية مريرة : اسمعني يا فياض .. هالولد ماله غيرنا .. من يوم ورايح نحطه بعيوننا ولا يبعد عنا أبد .. حتى لو قامت امه سليمة ماتاخذه ...!! عجثتي ..!!
فياض وهو يغمض عيونه براحة ...هذا اللي كان يبيه من البداية.. قال بهدوء : وهذا اللي بيصير يا نايف.. ان شاء الله !!

.
.
.
.
.

فتحت الباب مبتسمة .. واختفت ابتسامتها ليحــلّ محلها الدهشة من شوفتها لسامي النائم على كتف فياض اولاً ، ولرؤية ملامح فياض المتأزمة ثانياً ..
سكتت تنتظر منه توضيح ..ونظراتها المتسائلة تنطق بدلا عنها ..
قال وهو يتخطاها ويمشي لغرفة النوم : بنومه عالسرير .. انتبهي له عبال ما أرجع ..
كمل بهمس وهو يحطه عالسرير ويغطيه برفق : أمه تعبانة بالمستشفى .. حالتها صعبة ..
ووصل لعند باب الجناح .. والتفت عليها ..
كانت تهز راسها بالإيجاب مع كل كلمة ..
سألته لحظتها بقلق : وش فيها أمه ؟؟
قال وهو يمسح على شعرها بعجل و بابتسامة خفيفة : لا تشيلين هم .. خلي جوالك جنبك بكلمك عليه واعلمك باللي يصير ..
قالت وهي تودعه بابتسامة قلقة : طيب ..
واختفى من قدامها ..
سكرت الباب والتفتت متجهة للغرفة ..
يا ذالصغير ........اشتاااقت له كثيير ..!!!
دخلت على اطراف اصابعها .. واستلقت على السرير جنبه وهي تتأمل ملامحه البريئة باشفاق ..
بالأمس فقد أبوه وتيتم...
اليوم وش بيكون مصيره ؟!!
.
.
.
.
.
.

طلع لهم الدكتور ومعه ممرضتين من قسم الطوارىء اللي دخلوها فيه ..
تكلم الدكتور مع نايف وفياض وقال الهم انهم باليااالله لحقوا عليها لان نبضها كان مررة ضعيف ..
وانها مو بس حاولت تقطع عروقها ، طلعت ماخذة كمية كبيرة من الادوية المختلفة واللي سببت لها حالة مرضية حادة ..
سألهم عن علاقتهم فيها وإن كانت تمر بأية حالات نفسية أو ظروف مؤلمة وقالوا له عن حادث سالم ..
قال انهم لازم يسوون لها غسيل معدة وينظفون جسمها من المواد المركزة اللي دخلته ، وينقلون لها دم بدل اللي فقدته .. وبكذا راح تطول عندهم بالمستشفى ..
شكروه وطلعوا بعد ما انهو كل الترتيبات اللازمة لبقاءها بالمستشفى ولعلاجها فيها ..
الاثنين كانوا منقهرين منها عالآخير .. لكن بنفس الوقت حالتها كانت مثيرة للشفقة ..
مسكينة وحالها حال الانسان الكافر اللي لا يأس من دنيته ظن إن الراحة في الموت ..!
.
.
وقف نايف السيارة قدام البيت وظل بمكانه ما تحرك ..
فتح فياض الباب ورجع يلتفت على نايف الشارد ..
ناداه بهدوء : نايف ؟؟
نايف التفت عليه بسرحان : هلااا ؟؟ همممم ..
فياض يسأله : وش فيك ؟
نايف ينزل ويسكر بابه : ولا شي .. انا بطلع ارتاح .. وانته بعد ..ولا تنسى تطمني على سامي ..
فياض : تصبح على خير ..
.
.
.
.





دخل للجناح وهو يشوفه مظلم ما عدا من إضاءة الردهة الخفيفة .. تذكر انه ما اتصل على ديما مثل ما وعدها .. مشى بخفة وألقى نظرة على الصالة الفاضية ،، ومنها لغرفة النوم .. وبدون ما يفتح النور ،، لمح ديما وسامي اللي متوسطين السرير ..
ابتسم بارهاق والتفت على الدولاب ياخذ ملابسه وبدل ، ورجع يلتفت عليهم بتعب ..
فوت موعده اليوم بالمركز بسبب الأحداث الجنونية اللي ما كانت بالحسبان ..
لكن يتعوض إن شاء الله ... أهم شي ان اليوم انتهى بسلام إلى حد ما... إلى حد ما !!!
اقترب من السرير وهو يناظر بديما اللي نايمة على جنبها و كعادتها شعرها منثور وراها بأريحية ،وسامي مقابلها نايم على ظهره ..
حك راسه بحيرة .. وين بيناام وهم متوسطين السرير بهالشكل ..؟
تقدم منهم بشويش وسحب اللحاف اللي كان مثني عالطرف وفرده يغطيهم فيه .. حاول يقيس المساحة الفاضية بجانب ديما وهو يزيح شعرها برفق ويستلقي عليها ومابينه وبين ديما شي تقريبا ..
.. ولولا انه كان بيمووووت من التعب ماكان عرف ينام وهو قريب منها ويستشعر انفاسها بهالشكل ،،، فكر يحتضنها مثل امس بس خاف يقلق نومها ، واعدل عن الفكرة وهو يغمض عينه يستجلب النوم لها ...

.

.

.

.

ماسك الجوال بيده ويضغط على زر – الاعلى – مرة و- الاسفل - مرة..
وكل ما جا على رقم وليد يرجع ينزل بالارقام ويبعد عنه ..
بالاخير زفر وضغط على رقم وليد بمجازفة وقلبه يخفق من التوتر .. !
وليد بعد فترة : السلاام عليكم .. اهلااااااا نواف ..اخبارك؟؟
نواف : وعليكم السلام .. مرحبا وليد ..انا بخير الحمد لله ... آآآ .. بغيت اقولك إني .. آآ أبغى أكلمك بموضوع .. همممم ... متى تفضى ؟؟؟؟
وليد : حياك الله انا فاضي اليوم كله .. متى ما بغيت تقابلنا ..
نواف : والله ؟؟ تمااام .. حتى انا فاضي اليوم كله ..
وليد : اجل شووف في مقهى قريب منك اسمه .... بنزل الحين من البيت واذا وصلت عنده دقيت لك ..
نواف : اوكييه .. انتظرك..
.
.

بعد ما التقى الاثنين .. وجلسوا ...
وليد بتساؤل : خير يا نواف .. أحس عندك شي تبي تقوله .. ؟؟
نواف وفي سره يدعي " ياااااارب ما أتفشل !!"
قال بربكة شبه واضحة : آه .. بصراحة أنا عارف يمكن أصدمك شوي بطلبي .. بس أنا فكرت بالموضوع ولقيت إن أنسب طريقة إني أصارحك ..
وليد وهو يتابعه باهتمام : أيوآآ ؟؟
نواف : بغييت مم.. بغيت أتقدم لأختك سلمى ...... آآ ..
وليد يحرك حواجبه بدهشة ألجمته ..
نواف ويقول بسرعة وبتفصيل: وليد أنا عارف إن توه عهالكلام وإني للحين ببداية دراستي ولا أسست نفسي و ان ما معي حق افكر بهالمواضيع الحين .. بس الصراحة أنا خايف ان الفرصة تضيع من يدي .. وقلت لو أبادر ولو بخطبة بس ..
وليد ويده تحت ذقنه ويسمع نواف بتركيز : مممم .. نواف بس الـ ..!!
نواف يقاطعه من الارتباك : عارف .. يمكن تقول إني صغير وإني للتو تفكيري طاائش ومن هالكلام .. بس والله اني افكر بالموضوع بجدية وبعديين أنا المفروض الحين اكون ثالث سنة بالجامعة لا تنسى اني متأخر سنتين وعمري الحين واحد وعشرين سنة .. وأصلاً آآ .....
وليد يقاطعه بابتسامة : نواف ..هدي أعصابك .. واسمعني .. !
نواف يبتسم باحراج ويقول : آسف ... عاد اعذرني من الحمااس والربكة .. ما تتخيل شلون ترددت الااف المرات قبل اكلمك بالموضوع ..!!
وليد بتفكير وبجدية : نواف انا الصراحة اعزك كصديق واخ واشهد بأخلاقك العالية وشهامتك .. بس الموضوع الصراحة صعب إني أتقبله .. أولا انت توك ببداية حياتك ويمكن تغير رايك بعدين ... و حتى سلمى عنيدة وغالبا ما تتبع هواها بدون تفكير .. فما أدري إن كان الصح إني أمشــّي هالموضوع أو لا ... لكن عالعموم أنا مستحيل أردك لأن بالنسبة لي إنت من الناس اللي ممكن أئتمنهم عليها طول العمر ..شوف أنا بكلم سلمى واشوف وش رايها .. بس على شرط لو وافقت .. وطبعا ما ظن بتوافق يعني حبيت اقولك عشان ما تتحمس كثير ..لو صاار فشرطي انها راح تبقى خطبة بس الين ما تخلص دراستك او يحين الوقت المناسب للاستمرار في الموضوع بحيث تكون مطمن الحين انك حجزتها .. وان ماوافقت فبيكون كذا انتهى الموضوع ... .. وش رايك؟؟
نواف يهز راسه بفرحة حقيقية : ما ادري وش اقولك .. مشكوووور يا وليد .. ما قصرت .. مررررة شكررا .. !!
وليد : وطبعا بعيدها لك من الحين عشان ما تنصدم بعدين .. سلمى عنييدة وماظن بتوافق .. فأتمنى هالشي ما يأثر عليك من أي ناحية ..
نواف بابتسامة : لا تخاف .. أنا جاهز لتقبل الرد مهما كان نوعه ..
وليد بابتسامة صادقة : ان شاء الله خير ..اتمنى لك كل خير يا نواف ..والله ..
.
.
.
.

نواف من بعد ما ترك وليد ، اسرع بالاتصال بحماس على نايف .. اخوه وعزوته .. مايصح انه يؤجل او يخبي عنه خبر مثل هذا ..
حتى ولو كان قبل ما يتلقى الرد ومش ضامن سلمى وتفكيرها .. بيقول له عشان عالاقل يدعي له بالتوفيق في هالموضوع ..
نايف رد بعد فترة :السلااااااام عليكم .. آآآهلاا نواف .. اخبارك يالحبيب ؟؟؟؟؟
نواف : الحمد لله بأفضل حاال .. انتـه اخبارك واخبار فياض .. و....سالم ؟؟
نايف بعد لحظة صمت : الحمد لله .. كلنا بخير .. بشر عنك ؟؟ اخبار الدراسة والحياة عندك ؟
نواف : الحمد لله ماشي الحال .. الاوضاع مستقرة ..
نايف : آهااا .. الحمد لله ..
نواف : عندي لك خبر .. بس اوعدني قبلها انك ماتتسرع وتحكم علي غلط ..
نايف بنبرة واضح فيها الهم : حتى أنا عندي لك خبر مهم .. بس ابدأ انت قول اللي عندك ..
نواف بدهشة : لا والله ماني بقايل الا يوم تقول انت .. اخباري مو مهمة بس صوتك هذا يقول ان الخبر اللي عندك خبر خطييير ؟؟؟
ويعقد حواجبه وهو يستدرك انه من فرحته ما استوعب صوت اخوه المهموم : نايف في شي مستوي ؟؟ خبرني ؟؟
نايف يغمض بقوة : نواف ..... سالم .. مات ... !
نواف يده تجمدت عالتليفون ..
قال باستنكار : نـ ...نايف ..؟؟ وش قاعد تقول ؟؟ شلون ؟؟ شلون يمووت ؟؟سالم .. شلون؟؟
نايف : بحادث قبل ايام ..
وكمل بقلق على اخوه المصدوم : نواف انا ما كنت ناوي اعلمك .. بس ماقدرت اخبي عليك اكثر من كذا .. ادعي له بالرحمة والمغفرة .. و..
نواف يقاطعه بذهول : نايف .. انا.. انا حتى ماشفته .. اخر مرة كلمني كلمته ببرود .. مع انه كان .. كان مررة مهتم فيني .. انا حتى شكله .. ما اذكره .. امنيتي كانت. كانت ارجع واشوفه بيوم من الايام .. و...
صار يبكي فجأة وصوته انقطع .. ونايف ناداه بقوة اكثر من مرة وهو ندماان انه قال له ..
نواف بعد لحظات بصوت مبحوح : نايف .. بسكر واكلمك بعدين ..
نايف : لا تسكر نواف .. نواااا .....
سكر الخط بوجهه .. نايف مسك راسه بندم .. وهو يتمنى لو ما قال له شي!!
رجع يتصل عليه وما حصل رد .. اتصل على صديقه ايمن اللي قال له ان نواف برا البيت ومارجع .. قال له عن اللي صار وطلب منه يطمنه عليه اذا عرف مكانه اواذا رجع للبيت ..
.
.
.
.
نواف كان واقف تحت المبني اللي فيه شقتهم هو وايمن ، ويفكر بسالم اللي ماعرفه يوم بحياته الا يوم كان صغير ..وملامحه بالكاد يسترجعها ..
إالا إنه أخوه الاكبر ...وتكفي مكالماته له بعد عودته المفاجئة .. واهتمامه وخوفه وشوقه لرؤيته وحنانه الغريب عليه .. واللي خلاه متعلق بأمل إنه بيرجع في اقرب اجازة ويشوفه .. لكن .. قدر الله وماشاء فعل ..!!!
ما درى انه متأثر لهالدرجة بفقده إلا الحين ..!!
صعد للشقة بخطوات مهدودة من الخبر .. رفع جواله واتصل على نايف .. وطمنه على نفسه وقال له انه هدأ .. وسأله عن اللي صار بالظبط .. وعن ولد سالم ومصيره...،،، و نسى تماما الخبر اللي كان بيقوله لنايف واللي كان قلبه مشتعل حمااس له قبل شوي ...،، وكل تفكيره صار مع مصيبة فقدهم سالم ..

,
,

.
.
.
.
.
.


صحت من النوم على دغدغة مزعجة في وجهها ،
فتحت عينها ببطىء وهي تناظر اليد الصغيييرة اللي قاعدة تشد بانفها وتتلمس وجهها بخفة ..
مدت يدها بابتسامة وابعدت يده وهي تقرب راسها منه وتبوس خده الصغير ..
قالت بهمس وصوتها مبحوح من النوم : صحيييت ياقلبي ..؟؟
كانت نايمة على جنبها .. وجات بتتحرك والنوم مازال عالق بجفونها وبراسها ،، وحست بثقل على السرير من وراها ..
التفتت وفتحت عينها وهي تشوف فياض مستلقي وراها بالظبط وغارق في النوم .. تركت جسمها يسترخي ببطىء على ظهرها وهي تحبس انفاسها ..
تعلق سامي بذراعها وهو يصدر اصوات مزعجة .. وماصدقت انه ابتعد عنها شوي وتحركت بسرعة وهي تنزل من السرير ،،
التفتت على فياض تشوف اذا حس فيهم ، وشافته يتقلب على ظهره ، زفرت بارتياح وانحنت على سامي وشالته بحضنها وطلعت فيه للصالة ..
شافت شنطة حريمي كبيرة بالصالة ، حطت سامي من يدها وتركته عالكنب وراحت لها فتحتها، وكانت مثل ما توقعت فيها اغراض سامي اللي الظاهر امه مخصصتها له وجابها فياض امس.. طلعت منها بعض وجبات الاطفال الجاهزة في قنينات زجاجية ، وجلست وبجنبها سامي تقرأ اللي مكتوب عليها ..

.
.

فتح عينه بعد ما طلعت من الغرفة مع سامي .. وتنهد ..
سحب نفس عميق وقام من مكانه ،،
شوي وكان مبدل وماسك جواله يتصل على نايف اللي كان تارك له رسالة قصيرة ....
.
.
.

، على الجانب الآآخر ، نايف جاه اتصال بعد الفجر بشوي من المستشفى ، لأن الرقم اللي مع المستشفى كان رقم نايف ، وقالوا له يجي ضروري ..
ماحب يصحي فياض بهالوقت ويزعج اهله .. وراح وهو يخمن السبب .وانصدم لما قالوا له ان فابيان أفاقت لدقائق معدودة حاولت فيها تؤذي نفسها بكل شي موجود جنبها بالغرفة بالرغم صعوبة الحركة في وضعها وشبه استحالتها ، إلا إنها كانت في حالة جنونية ،،..
طلبوا منه للضرورة يوصف لهم احداث الاربعة أيام الماضية عشان بيعرضون حالتها على الطب النفسي ..
خرج من عندهم وهو يخبط كف بكف ..وترك رسالة لفياض يتصل فيه لما يصحى ..

.
.
.
.
.
سكر من نايف وطلع للصالة يشوف الازعاج اللي صاير برا ، وشافها قاعدة متربعة وهو بحجرها وقاعدة تحاول تأكله وهو ماسك بشعرها المفتوح ويلعب فيه شوي ويشد فيه ..
كانت عاقدة حواجبها وتحاول بيد تفك شعرهاا منه وباليد الثانية ماسكة العلبة الزجاجية ..
قرب منهم وهو يبتسم : صباح الخير
رفعت عينها له بابتسامة مشرقة : صباح النور ..
وسحبت شعرها بقوة من يد سامي وهي تسأل فياض : كيفك الحين ؟
جلس بجنبها باسترخاء : الحمد لله .. وش فيه الاخ مسوي ازعااج عالصبح؟
اشرت على اكله : ترا فتحت الشنطة واكلته من هذا ..
اعتدل وهو يقرب من العلبة اللي بيدها ويقرأ اللي عليها ..
التفتت عليه محتاسة وهي تقول برجاء : فياض امسكه شوي لو سمحت .. قطع لي شعري!
قرب منها وشاله وهو يجلسه على رجله ..
اعتدلت ديما وعدلت بيجامتها وجمعت شعرها على جنب وهي تخن ان شكلها صار لا تحسد علييه .. وكل كلامها امس لنفسها ذهب ادراج الرياح ،،
رجعت تأكله وهو على رجل فياض ..
فياض بهدوء : تو نايف كلمني .. يقول امه صحت الفجر وحاولت تؤذي نفسها مرة ثانية ..
تركت الملعقة وهي تناظره بصدمة ..
كمل : بيعرضون حالتها على طبيب نفسي ..
هزت راسها بفهم : الله يشفيها .. لهالدرجة حالتها صعبة ؟؟
قال : شكلها بتطول بالمستشفى ... ممم .. أفكر أخلي سامي معنا .. حتى لو أمه تعالجت .. ما أبيه يبعد عنا ..أويسافر معها ..
قالت : بس ..هذي أمه؟؟ اكيد بتاخذه معها ؟؟
هز راسه : سالم موصيني فيه كثيير .. ونايف امس قال نفس الشي .. إنا نخلي سامي ويانا ..
ناظرها بتركيز وهو يقول : وش رايك .. نخليه معنا..؟؟ انا وانتي ..؟؟ على طول؟ توافقين ؟؟
قالت بدهشة :آآ ... تسألني ...أنا ؟
هز راسه بتأكيد ..
قالت بربكة : طبعا موافقة ..بس .. بس أمه .. أكيد بترفض ..!!
قال بعدم اقتناع : لا بترضى أكيد .. صدقيني ..و خصوصا بعد اللي صار معها ..
سكتت وهي تشوفه واثق من كلامه .. ورجعت تناظر بسامي اللي استرخى وهدأ عن حركاته وهو بحضن فياض ..
قربت الملعقة من فمه ببطىء، بس شكله شبع وما رضى ياكل زيادة .. تركتها عالطاولة .. وناظرت بفياض الشارد بطرف عينها ..
قالت تقطع صمته : ممم.. فياض ؟
التفت عليها بابتسامة .. وعاجبه مبادراتها وندائها له باسمه باريحية ..صار شي عادي وتعودت عليه .. !
قالت : أبي أشتري أشياء لسامي .. وش رايك ؟
قال : حتى انا فكرت بهالفكرة .. طيب ،وش ببالك بالظبط تبين نشتريه ؟؟
قالت بتفكير :يعني العاب واغراض له .. ما ادري بالظبط بس محلات الاطفال فيها شغلات كثيرة ..
قال بتأييد : أجل قومي اجهزي وخلينا نطلع الحين ..
سألته باندهاش : منت برايح الشغل ؟
قال : لا أنا معتذر من أمس ..
قالت وهي تقوم من مكانها بحماس : آآهاا .. طيب.. بلبس بسرعة وأجي ..
.

.

.

.

رفعت جوالها ترد على عايض وهي جالسة بالسيارة وسامي على رجلها ،،
سلم عليها وهي بالكاد عرفت تكلمه لان سامي كان يمد يده ويحاول يسحب الجوال منها كل شوي ،،
سألها عايض عن اللي قاعد يصير عندها، وقالت له باختصار ان سامي ولد سالم معها هي وفياض لفترة عبال ما امه تطلع من المستشفى ،،
بلغها ان ابو خالد كلمه اليوم وطلب منه انهم يسوون حفلة خطوبة عائلية خلال شهر ، وطبعا هذا كان تأكيد على موافقتهم عليه ..
ديما فحت له كثير وتمنت انه خلال هالشهر تتحسن الاحوال وان الايام تمر على خير لين ذاك الوقت ..
حكت لفياض باختصار عن اخبار عايض ، ونزلوا بعدها عند أحد المولات وفياض شايل سامي على كتفه ..
دخلوا محل من المحلات اللي كان مغري بالوانه الفسفورية الزاهية ومليان دباديب والعاب ،، جلسوا فيه حوالي ساعة كاملة وكل ما شاف فياض شي افترح على ديما ياخذونه لسامي ،
بالاخير كانوا ماخذين له مجموعة من الدباديب الملونة ومكعبات باحجام كبيرة تناسب سنه ومشاية بعجلات – حقت الاطفال اللي ما يمشون- عشان يجلس فيها ويتحرك وهم مطمنين عليه ما يطيح او يتضرر ..
كانوا طالعين ومتجهين لمواقف السيارات وأحد العمال شايل المشاية بعلبتها الكبيرة ويمشي وراهم ، وفياض معه الاكياس الكبيرة وديما حاملة سامي ..
بنتين كانوا ماشيين بمحاذاتهم ، ووحدة منهم تعلقت انظارها بفياض بشكل غريب ..
ديما انتبهت عليها لانها كانت متأخرة شوي بالمشي ،، وانقهرت منها من داخلها ،،
يعني اكثر من كذا وش تبي .. رجال ومعه زوجته وولد صغير .. يعني اللي ينفهم انهم أسرة في حالها .. وش هالسخآفة ؟؟
لكن تجمدت رجولها وهي تسمع البنت تهتف باسم فياض بصدمة ....
التفتت ديما عليها بحدة وهي مكذبة اذنها ..
لكنها سمعت البنت تقول : والله يا سماح هذا فياض ... وهذي اكيد زوجته .. بس ... مو معقولة .. هذا .. البزر ؟؟...... فياض عنده ولد ؟؟ ما أصدق ...!! اشـ . اشلون ؟؟
البنت الثانية :لاا اكيد انك مشبهة عالرجّال .. هذا فياض ؟؟ مستحييل .... متأكدة تقصدين فياض نفسه اللي كان خويّنا، و اللي كان يسهر ويانا في الـ.... ؟؟
ديما تحركت بصعوبة ما تبي احد ينتبه لتأثرها ..
حست بضيقة قوية واختناق ،، وعيونها امتلت دموع ..
ناظرت بفياض اللي سبقها بخطوات بتأمل،، ورجعت تحاول تتمالك نفسها ..
لااااء .. هذا شخص ثاني ..!! مختلف عن فياض الأولي .. !!!
مستحيل ترجع تفكر فيه مثل زمان ..
مو بعد كل اللي مروا فيه ...
لااا ...!!
عدلت من وضع سامي على ذراعها وتحركت بخطوات سريعة تبي تلحق فيه ..
تبيه يكلمها ، أو يناظرها بس ،، عشان تثبت أكثر على موقفها من الكلام الللي سمعته.. !!
وصارت افكارها تجذبها للجهتين .. مرة تفكر سلبيا ومرة ايجابيا ..
معقولة جلس مع هالاشكال ؟؟ معقولة سهر معهم؟؟ ... ويمكن .. عاشـرهــ ...... لااااااااااااا !!
غمضت عينها بقوة .. اعوذ بالله من الشيطاان .. حتى ولو .. تاب ..تاب ...تاااب .. !!!!
الله غفور رحيم .. وانا سامحته ..سامحته ... !!!
ارتحت له ...... ورضيت عنه .... و..
و....و........حبيــته ...حبيييييته ...من كل قلبي ... ولا وش اسمي هالمشاعر اللي صرت احس فيهن واللي ماعمري حسيت فيها من قبل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ياربي لطفك ..ياربي !!
من وين طلعوا لي هالشيطانتين ...من وييين ... !!!!
افاقت من افكارها على صوته وهو يناديها بلطف : ديما ، يللا عطيني سامي واركبي..
كان فاتح لها باب السيارة ، ويمد يده عشان ياخذ منها سامي ..
تعلقت عينها بابتسامته الجذابة واللي تقطر طيبة وحنان ..
ورفعت عينها تلتقي بعينه بنظرة غريبة ... جذبته بس ما فهمها ... !
قال لها باهتمام :ديما فيك شي ؟
نزلت عينها ورفعت سامي له وهي تقول بصوت خافت : لا ..
ركبت وحط سامي على رجولها وسكر بابها ...
وصلوا للبيت ، وقال لها تسبقه عالجناح مع سامي وهوطلع الاغراض ..
راح بعدها فورا لصلاة العصر .. وهي حطت سامي عالسرير وشالت لبسها ببطىء وهي شاردة بتفكير عميق ..
قاطعها بكاء سامي .. قربت منه ،، وشمت ريحة غريبة .. اخذ منها عشر دقائق تقريبا عشان تكتشف ان حفاضته كانت مش نظيفة ..
جابت شنطته وبدلت له وغيرت ملابسه وهي تحاول تتناسى افكارها شوي .. وتهدآآ وتصفي ذهنها ... لكن بلا جدوى !!
حرب طاحنة تدور في مخيلتها ... !!
.
.
.

رجع من الصلاة وشافها تلبس سامي ملابسه ..
قرب وجلس قربها عالسرير وهو يسألها : وش رايك نحط العابه واغراضه بالغرفة اللي جنبنا .. وان شاء الله الخطوة الجاية بجيب له سرير فيها ...
رفعت عينها له بصمت ، وتغيرت نظراته للقلق وهو يشوف جمودها ...
ناداها بهمس: ديما ..؟
ظلت على صمتها ثواني ...
نطقت بعدها بلا شعور : فياض .. انته... كانت لك ..عـ ..علاقات ببنات .. من قبل؟؟
ناظرها بصدمة .. ،، من فتحها للموضوع اولا ...
ومن انقلاب حالها المفاجىء ثانيا ..
وما صدق .. !!
ما صدق انها لسا .. بعد كلللللل هذا .. لســا .. لسا .......!!!
معقولة .. ؟؟
معقووولة ؟؟
طيب .. لييييش ؟؟
ليش ؟؟؟ بعد .. بعد ......!!!
...... مو ناقص والله .. مو ناقص ..!!
لمح الدموع بعينها وقال بترجي : ديما ......!!
لعنت غباءها ألف مرة ... وهي تسمع نبرة الرجاء بصوته ..
كانت عارفة انها غبية .. وانها بتندم على سؤالها هذا ... بس ماقدرت ..
شعور خارق لتحملها طغى على تفكيرها كله بلحظة.. وفات أوان التراجع .....!!
ناظرها فياض بنظرات يأس واستجداء ...
نظرة الانسان اللي بنى قصر كبييييييير وتعب فيه وفجأة .. صار بمستوى الأرض ...!
نظرة اللي فقد الأمل نهائيا... !!

وفهمت اللي يفكر فيه ..
بس لاااااااا .. مو هذا قصدها ... ليش يفهمها غلط ..
قالت باعتذار وبنظرات دامعة : آســفة .. والله ما كان قصدي .. مو ..
قاطعها برجاء: ديما.. أنا غلطت بشي ؟؟ فهميني .. وش اللي صار في هالكم دقيقة اللي طلعنا فيهم .. والله مو فاهم شي .. لا تكوني انتي والزمن علي الله يخلييك مب ناقص ..
هي الشي الحلو اللي يدفععه للاستمرار بالرغم من كل الظروف الصعبة اللي تحف حياته .. العلاج .. الألم .. فاجعة سالم ومرضه .. وفقده له ... من كا بيهونها بعد الله سوى أمله الكبيير طوال هالايام فيها ؟؟؟؟؟
نزلت دموعها ندم .. واسرعت تحكي له عن موقف البنتين اللي سمعتهم ..
سكت يسمعها .. ومو عارف شلون يفسر كل هذا ؟؟؟؟
مد كفه لها وسحبها يجلسها بجنبه ..
ناظرها وهويقول : ديما أنا حكيت لك عن حياتي من قبل وكيف كانت ..فحتى لو سمعتي هالكلام وحتى لو صارت مواقف ثانية في المستقبل ،،، انا وانتي المفروض ما نلتفت للماضي بعد ما فتحنا صفحة جديدة .. وإلا مارح نقدر نستمر ..
هزت راسها ومسحت دموعها وهي تقول : عارفة ... بس ..
قال يحثها : بس ايش ؟
قالت تبرر بلهجة متقطعة من بين دموعها : ماكان هذا قصدي والله ..ما كان قصدي اللي فهمته .. .. أنا .. يوم سمعت كلامهم .. صرت اتخيلهم يوم كانوا وياك .. و... ما استحملت ... وسألتك بعدها هالسؤال ..
كملت بصدق : فياض .. أنا .. من جد أشوفك انسان ثاني .. واحس اني نسيت كل اللي صار زمان ...وأحس إني حابة أكمل حياتي معك .. و..
ناظر بعيونها اللي تشتت نظراتها في الارض ، وكلماتها تدخل قلبه وتمحي كل يأس حس فيه قبل ثواني ..
رفعت عينها له بتردد ، وألجمها الحياء ..
قالت عوضا عن الاسهاب في سرد أحاسيسها تجاهه : لا تفهمني غلط أرجوك ..
اقترب ببطىء وطبع قبله على جبينها وهو يقول :ريحتيني ....... والله ما تتخيلين وشلون حسييت قبل شوي .. وكأنا رجعنا لنقطة الصفر ..
غمضت عينها براحة ..
راحة لأنها قدرت توصله شي من احساسها وتطمنه ..
.

.

ثواني والتفتوا على سامي اللي نسوووه بالممرررررة ،،
ابتسم فياض وهو يقول : نام ؟!
رجعت تلتفت عليه وهي تبادله الابتسامة بأعذب منها ..


.
.
.
.



.
.
.
.

في طريقة يتبعها بعض الكتاب بعد الاجزاء .. وهي طريقة الاسئلة المشوقة للقادم ..
اسمحوا لي اتبعها هالمرة .. =)

-فياض وديما .....؟؟ ما جديدكما القادم ؟

-سلمى ... كيف سيفاتحها وليد .. وماستكون ردة فعلها ؟؟

-خلود ...... مازلنا لا نعرف عن مشاعرها شيئاً >_<..

-فابيان .. إلى أين ستصل حالتها ... ؟؟؟؟؟؟




.. اتمنى ما تقولوا البارت كان قصيير .. تأخرت يوم عليكم بسبب انه كان قصير كسابقه .. ولقيتني اليوم اكتب فيه اكثر مما مضى ....



شي ثاني .. ترا حاسة اني تسرعت بالبارت .. وفي احداث كنت ناوية أأجلها بس مدري ، قدر الله وحطيتها بهالبارت ......



وشي ثالث ..
ممكن تقولون ........ حرام عليكي ريحي اعصاب ديما وفياض كل يوم والثاني صايرة لهم مصيبة او حدث مفاجىء..
بس ارد اقولكم ضاقت فلما استحكمت حلقاتها .. فرجت وكنت أظنها لا تفرج ..... وبعدين ارجعوا لاسم القصة .. شيء من الأحزان ..!!!!

عاد أنا لما سميتها بهالاسم .. كنت ناوية تكون قصتي مأساوية بحق، بس والله ما قدرت .. ولقيتني اغير القصة تماما عن ما كنت مخططة له ..>> طيبة اختكم .. !!
.
.


كثر هرجي صح ؟؟ من يومين ما نمت مثل الناس فلا تلوموني ...
يللا اشوفكم على خير .. وبانتظار حضوركم بشوق ..

 
 

 

عرض البوم صور ضجة الصمت  
قديم 10-12-09, 08:09 AM   المشاركة رقم: 47
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 118715
المشاركات: 634
الجنس أنثى
معدل التقييم: ضجة الصمت عضو على طريق الابداعضجة الصمت عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 152

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ضجة الصمت غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضجة الصمت المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 


الفصـل الرابع والثلاثين



.

.





بدأ صوت مزعج يتخلل مسامعه تدريجياً ، فتح عيونه بارهاق وهو يتقلب على يمينه ويشوف سامي اللي بينه وبين ديما اللي معطيته ظهرها ، صاحي ويأنّ وكأنه على وشك البكاا ..

مسح على شعره وسحبه بخفة وشاله وقام وطلع برا ..

جلس على الكنب وجلـّسه على رجله وهو يناظر بساعته .. الوقت كان متأخر ومابقى غير القليل على الفجر ..

ناظر بملامح سامي الطفولية .. واحتار ليش انه يبكي .. يمكن يفتقد أمه ؟؟ نفض راسه .. بيتعود عليهم مع الوقت ... ،، و هو أصلاً مو من النوع اللي يبكي دايم إلا لو كان في شي كبير ..

تأمله بابتسامة وموقف ديما بعد رجوعهم أمس يومض في عقله ..

بعد كل شي ، ولما تعمق بالتفكير في الموضوع ،، تأكد إنه لو ما كان هالموقف اللي صار ماكان سمع رأيها في حياتها معه ..!

بس معقولة انزعاجها وغيرتها بالأمس تدل على أية مشاعر ؟!! ولا هو انزعاج عادي ، لأي وحدة تشوف العلاقات السابقة للرجل اللي نوت تكمل حياتها معه تظهر قدامها ؟؟ ..

بكل الأحوال الموقف كان لصالحهم آخراً .. وكل شي حتى الآن يدل على تقبل ديما السريع له .. واحتمال قريبا تتقبله بالكامل وهذا اللي يتمنى يصير بسرعة لأنه يخاف مع كل هذا الضعف ، يـزل زلة بسيطة ويخسر ثقتها ، وروعة تقبلها وارتياحها معه ..

الغريب إنه يحس الأحداث اللي صارت كلها بالفترة الأخيرة ، صحيح كانت مفاجئة ، ومؤلمة .. لكن بنفس الوقت يحس إنه بيجي من وراها خير كثير..

تربع بجلسته ونوم سامي على حجره وبدأ يحركه بخفة وهو يطبطب عليه ..

ضغط على راسه ،، مازال الصداع يغزوها من وقت لآخر ..وتمنى لو يقدر يكمل جلسة العلاج اللي مابقى لها إلا أسابيع على خير ..!



لمح كتاب مغلف بغلاف قماشي فخم قدامه على الطاولة.. ومد يده وأخذه وهو يناظر سامي اللي هدأ وسكن بعد القلق اللي كان عنده ..

فتح الربطة الشريطية اللي به ، وتفاجأ إنه ما كان غير مصحف ،،

حس بشي داخله يهتز .. يحس إنه مازال مقصر في حق ربه كثييير ، بعد كل النعم اللي أنعم عليه فيها ، ولو قضى ليله ونهاره في شكره مارح يكفي ..

أغمض عينه وتنهد ، وفتح المصحف اللي بيده ...

.



.



.



.



تقلبت على جنبها وهي تسمع منبه الجوال ، فتحت عينها وناظرت السرير الفاضي إلا منها ..

اعتدلت وهي تزيح اللحاف وتقوم باستغراب .. شافت نور الصالة الخفيف مفتوح ، وتقدمت منها بدهشة ..

ابتسمت وهي توقف قريب منهم .. فياض كان مرخي راسه على ورا ونايم .. وسامي كذلك كان رايح بالنوم .. نزلت عينها وطالعت سامي تبي تشيله ، وشافت مصحفها بيد فياض .. حست بشعور غريب يباغتها .. تناولت المصحف بشويش وأغلقته ..

انتبه على حركتها لانه ماكان مستغرق بالنوم ..

فتح عينه يناظر ملامحها المحببة ..

وجهها الصافي وشعرها المفلوت بحرية حولينها ، وأناملها الرقيقة اللي لامست ايده وهي تسحب منها المصحف وترجع تربطه بنعومة وترجعه مكانه ..

التفتت وابتسمت لما شافته صاحي .. مدت يدها وشالت سامي وهي تقول : الفجر بيأذن حالاً .. متى صحيت...وسامي ؟؟ ما سمعتكم ..!

التفتت وهي حاملة سامي تناظره مستغربة انه مارد عليها ..

قالت من مكانها : مصدع ؟!

اعتدل وقام وتقدم منها وهو ياخذ سامي عنها : لا مافيني شي .. جيبيه ..

تركت له سامي وهي تناظره من ظهره يختفي لداخل الغرفة بهدوء.. وبدأ الوسواس يرجع لها .. ليش بارد ؟ يمكن زعلان منها لسا ؟؟ رجعت شعرها ورا أذنها بضيق .. وشردت في أفكارها ..

.



.



.



.







رجع من الجامعة ودخل للبيت مرهق ، وعلى طول عينه دورت سلمى عشان يكلمها بموضوع نواف ، دخل للصالة وشافها متربعة بالارض قدام التلفزيون ومركزة وآخر اندماج مع اللي تشوفه ، وقدامها علبة بيبسي وكوب النولدز مع عصيان الأكل ..

اقترب ولف عالتلفزيون يشوف الفلم اللي قاعدة تطالعه ، إلا إنه انصدم لما شافه برنامج على قناة عربية ..

قال بصوت عالي : السلاام عليكم ..؟؟

التفتت عليه : وعليكم السلام .. اهلاً وليد.. تبي شي ؟

تربع هو الثاني وجلس جنبها بالرض ووطى من صوت التلفزيون ..

ناظرته مستغربة ،

قال بهدوء : أبي أكلمك بموضوع ..!

قالت باستياء : ما ينفع بعد البرنامج ؟ والله انتظر الشيخ من مدة ابي اسمع رده على اسئلة الناس اللي انسئلت ؟؟؟

رفع حواجبه ولف عالتلفزيون وعلاا عالصوت وجلس يسمع معها ..وهو تقريبا ً... مو مصدق !

لما خلص البرنامج لفت عليه وهي تقوم : آيوا اش كنت تبغى مني ؟؟

قال وهو يحك راسه : ممم .. اجلسي طيب ليش قمتي؟؟

جلست وهي تناظره باستغراب ..

قال وهو عارف بعنادها : شوفي سلمى ..ممم ممكن تسمعيني للآخر عشان تفهمين الموضوع زين .. وما تقاطعيني ؟؟

قالت تقاطعه : وليد لو بتتكلم في موضوع السفر فانسى الموضوع بليز.....!!

عصب وليد : هذا وأنا لسا ماقلت شي !!! لا .. ارتاحي .. مو عن موضوع السفر ..!!

وكمل وهو يتذكر شي :تدرين ....؟؟لو كنتي سألتي هالشيخ اللي من قبل شوي وقلتي له ابي اسافر لوحدي .. تدرين وش كان بيقول ؟؟ بيقول حرااااام لأنه ما يجوز لك السفر من غير محرم ....

رفعت حواجبها بدهشة وهي تقول : لا أنا متأكدة لو قلت له عن أسبابي بيقول لي عادي !

وليد : ما سألتيه عشان تتأكدين !!

سلمى تنهدت وهي تقول له : وليد خلاص سكر الموضوع الحين .. أصلاً مافي حجوزات قريب ولا هم راضيين يسلموني الملف الحين .. إذا جا وقته نتكلم فيه ...!

قال :طيب ودراستك اللي متجاهلتها بهالسهولة ومطنشتها هالحين ..وبدون أي ضمانات ؟؟؟

قالت : عادي المواد اللي فاتتني أقدر أعوضها وأنا ما انسحبت للحين وومكن بسهولة ارجع اسجل فيها ، بس..... مارح أضطر اسوي هالشي لأني بسااااافر ان شاء الله !! بروح انام .. عن إذنك !!

تأفف وليد :استغفررر الله .. طيب استني ..... ما قلت لك اللي ابي اقوله .....ومش هذا موضوعنا !!

قالت وهي تشيل علب الأكل الفاضية من قدامها : ايوآ .. ايش هوا ؟؟

قال يلقي عليها المفاجئة وهو يناظر الشاشة قدامه : ممم في واحد تقدم لك ..!

طاحت العلب من يدها وهي تلتفت عليه بذهول : هاااه ؟؟!!

.

.

ابتسم على شكلها الطفولي بالبرمودا الواسع والتيشيرت الواسع وانفعالاتها الغريبة ..والله طفلة !!

قالت وهي تقرب منه : وليد .. تمزح ؟؟

قال وهو يقوم من الارض ويجلس عالكنب : لا والله .. ما أمزح أبــد ..

حست بالدم يرتفع لراسها ، وهزتها وهي تقول : أصلاً مين يعرفني بالسعودية عشان يتقدم لي ؟؟؟

قال بتمهيد : مين قال انه بالسعودية ؟؟

قالت وهي توقف بجنب عشان ما يشوف وجهها : يعني مش إنسان من أهلنا ؟

هز راسه بلا ..وهو يضحك على كلمة إنسان ..

حست بحرارة خفيفة تزحف على وجهها وهي تسأله : أجل ؟؟

قال باختصار : نواف ..!

شهقت بدهشة ، ..و صارت تكح بقوة بعد ما شرقت من المفاجأة ..

وليد قام عندها وخبط على ظهرها بقوة ..

قالت وهي تبعد يده : آآي .. عورتنيييي !

قال بقلق : خوفتيني .. وش فيك ؟؟

قالت باحراج : ولا شي ..

سكتت شوي ومو عارفة وين تودي وجهها .. الخبر بقوة فاجئها .. وليد بيشك فيها إن ظلت على هالحال ..

قامت وقالت وهي تمشي بسرعة من جنبه : وليد انا بروح انام وبكرة نتكلم في الموضوع .. أوكيه؟

مسكها من يدها ومشاها لعند الكنب بعناد وهو يجلسها عليه : مش أوكيه ...!! أنا قايل لك من أول بتسمعيني للآخر .. مع إني عارف انك في الحالتين راح تعاندين .. بس أنا بسوي اللي علي واللي قال لي اياه نواف بقولك اياه ..

وكمل بتريقة : أوكيـه ؟؟

جلست باحراج وثنت رجولها قدامها تحجب عن وليد انفعالاتها الواضحة ..

وهو قال لها بالتفصيل كلام نواف له ..

بعد ما خلص سألها : ايش رآآيك ؟

قالت : رايي بإيش ؟

قال : باللي سمعتيه .....!

قالت : مممم ما عندي رأي ..

وليد : طيب ..ما تبين تسمعين رأيي ؟؟

قالت : عادي !

وليد : رأيي مش مهم يعني ؟؟ وإلا انتي بترفضين بترفضين ؟؟

ناظرته بدهشة وسكتت ..

وليد : عالعموم خذي نصيحتي ..صحيح توكم صغار على هالكلام ..لكن نواف إنسان –وشدد على هالكلمة وهو يبتسم – ما يتفوت .. بس مشكلته متسرع شوي .. أنا رأيي يبقى الموضوع بس كلام .. الين ما تخلصين دراستك وخلال هالفترة تقررين وش تبين ، وبنفس الوقت اذا ما اتفقتوا يقدر كل واحد يروح لطريقه ببساطة ..

قال كذا لأنه مو حاب يرد نواف .. ولأنه فعلاً حس بالصدق في كلامه ..

دفنت راسها في رجولها المثنية قدامها وما ردت ..

مجنون هالنواف ...؟؟ من جده ؟؟؟؟!! أمـّا إنســان صحيح !!!

وليد كمل: سلمى وين رحتي ؟؟

رفعت راسها و طالعته بنظرات محتارة ومندهشة .. وجت بتعلّق ،

قاطعها وهو يمد رجوله بتململ: لا تقولين شي ..! فكري مرة بحياتك قبل لا تقررين .... ممكن ما تكلميني بالموضوع قبل ثلاثة ايام ..طيب ؟؟ اتفقنا ؟؟

ناظرته مغتاظة : لهالدرجة ؟؟ وش شايفني ؟؟ بيبي ما اعرف مصلحتي ؟؟؟؟؟؟

ضحك عليها : انتي قلتيها بلسانك ..

شالت مخدات الكنب ورمتها عليه : بيبي فعيينك ..!

فتح عينه بقوة وهو يقول : بنت .. احترمي حالك ..!!

زمت شفايفها بغضب وقامت: بروح أنام ..

قال يعصب بها هو يكتم ضحكته : اممم ..طيب مارح تعشيني ؟

قالت من داخل غرفتها بعصبية :أكل نفسك بنفسك ..

وسكرت الباب بعد ما سمعت ضحكته المستفزة ..



.





.





.





.





عدل شماغه قدام المراية وألقى نظرة أخيرة على شكله وبدل ما يطلع من الغرفة ، التفت وشاف سريره معتفس وملابسه بالارض .. رجع شالهم ورتب السرير ،، ابتسم وهو يستوعب اللي يسويه ،، سحب شنطة اللاب توب وطلع من الغرفة بعد ما ارضاه ترتيبها .. راح للمطبخ وسواله شاي عالسريع بالكوب الحراري ، وجا بيطلع من البيت ، لكنه تراجع لخطوات ورا ، ورجع لغرفته يلقي عليها نظرة ثانية ..

مسح على شعره بيده اليسار وهو يفكر بالتعديلات اللي بيسويها .. ما قدر يخفي ابتسامته أكثر .. يحس بفرحة كبيرة وراحة ما تخيلها ..

بقدر انغماسه في الشغل بهالشهور الأخيرة ، بقدر ما كان يتمنى يستقر ويرجع لأحلامه القديمة .. كم كانت بعيدة ، وكم صارت قريبة ؟ ..

الشي اللي صدق كان يحلم فيه ويتمناه ، إن أمه وأبوه يكونون هنا .. يشهدون نجاحه وتحقق حلمهم فيه .. ياما كان بعيد عنهم بالق والفكر .. لكن الحين يتحسر على كل لحظة أبعد فيها عنهم .. يتمنى يرجعون لو للحظة بس .. ويسألهم إن كانوا راضيين عنه !؟

تنهد ونقل الكوب من يساره ليمينه ، وعدل من وضع الشنطة على كتفه ، وخرج يركب سيارته ويتوجه للشركة ..

.



.



.



.



.







ناظر ساعته بتردد قبل ما يخرج من البيت .. يبي يكلم فياض يجي معه للمستشفى قبل ما يروح كل واحد لشغله .. بس يخاف يزعجه وهو مايدري عن حياة أخوه .. كتوم لدرجة إنه ما يحس فيه ،وولامرة تكلم عن حياته ولا عن زوجته قدامه ..

زفر وهو يكتشف إنه واقف بمكانه من غير أي معنى لوقوفه ، مش لازم يزعج أخوه .. بيروح هو ويبلغه بعدين بأية أخبار ..

توجه للمستشفى وعلى طول راح على مكتب الدكتور المسؤول عن حالة فابيان .. ووضح له الدكتور إن حالتها الصحية استقرت نوعاً ما .. وأول ما تتحسن بيتدخل الطبيب النفسي ،، وإنها للحين معتمدة عالمهدئات .. شكره وطلع يرسل رسالة لفياض يعلّمه باختصار ..

نزل جواله بعد ما أرسل .. ورجع يرفعه واتصل على نواف .. انتظر لفترة لكن ما جاه رد .. حطه بجيبه وتحرك من مكانه وهو يتمنى إنه يكون تجاوز صدمته ورجع لحياته اليومية بشكل طبيعي مثل أول..



.

.



.

.



وعلى عكس توقعات نايف ،، ألقى أيمن نظرة على نواف قبل ما ينزل من الشقة ، كان حاطط ذراعه فوق عينه ، وراقد عالكنب ..

طول هاليومين وهو يحاول يحكي معه لكنه يتهرب منه ومصمم على انه بخير وانه استوعب الخبر ومافيه شي ..لكنه كصديقه وزميله وبحكم قربه من نواف وكونهم مثل الإخوة ،، يعرفه زين ويعرف إنه مهموم عالآخير .. نزل وتركه وهو يشوف إنه من الأفضل يتركه يرجع لحاله مثل أول ، لأنه ما يقدر سوي له شي

، الخبر مو هين ، والموت مو مثل أي مصيبة ثانية ..

.





.





.





.





ما نامت من بعد الفجر ، بعكس فياض اللي أخذ أدويته ونام بعمق يحاول يرتاح في الساعتين الفاصلة بينه وبين دوامه .. سحبت لها لبس جديد من الدولاب وتحركت بخفة عشان ما تصدر أي صوت ، دخلت للحمام وهي تحط فستانها على جنب ، وناظرت بالعلبة اللي بيدها واللي سحبتها من بين أغراضها بتردد ..

فتحتها وهي تتأمل الأرواج والملمعات واقلام التحديد وغيره .. رجعت تسكرها وهي تهز راسها بعدم اقتناع .. مستحيل .. ما تعودت .. وبعدين بإيش يتفسر اللي تسويه .. وبإيش راح يتفسر ؟؟!!

تذكرت خالتها منى ، وابتسمت ، لو درت إنها توها الحين فكرت تفتح هالعلبة وش بتقول ؟؟ تذكر كيف قالت إنها اختارت الأشياء بعناية وجابتها كلها ماركات ..!!

وهي وش يعرفها ؟؟ طول عمرها ما تعرف لها .. اللهم كحل وإذا زودتها ملمع شفاف وخلاص ..

ناظرت شكلها بالمراية وضحكت بدون صوت .. قالت لنفسها " أصلاً أنا ما أحتااااج .. !! " رجعت تسأل نفسها بتردد " صح ؟؟!! " .. هزت راسها عالهبل اللي جاها عالصبح .. لأول مرة تحس نفسها رايقة كذا ..

سرحت وهي تذكر البنتين اللي شافتهم أمس ..كيف كانوا كاشفين ووجوههم اللي ما تدل غير على إنهم راجعين من عرس ..!!

عقدت حواجبها ورجعت تناظر نفسها بالمراية .. إذا كان يعرف هالأشكال من قبل فأكيد أنا بالنسبة لهم ولاااشي ..!!

زفرت ورجعت تناظر بالعلبة اللي بيدها .. وبتردد فتحتها وخذت قلم الكحل ، واختارت ملمع لونه خفيف وتقريباً لحمي .. وسكرت العلبة وهي تقول لنفسها " كذا كفاااية !" .. حطت الكحل ، وبتثاقل حطت من الملمع ، ومسحته مرتين قبل ما ترجع تحطه للمرة الثالثة .. لبست الفستان القطني المريح ، بأكمامه الشبه طويلة ، وبياضه اللي لاق عليها كثير، والزهور البيج اللي موزعة عليه تلائمت مع رونقها المختلف هالمرة ، جمعت خصلاتها المزعجة ورفعتها لفوق بمشبك صغير ، وطلعت وهي تطبق بيجامتها وترجعها للدولاب بشويش ..

التفتت تلقي نظرة على الاثنين ، فياض المستغرق بالنوم وملامحه مخبئة تحت ذراعه ،، و سامي اللي نايم ببراءة واصبعه بفمه ..ابتعدت وانسحبت من الغرفة بهدوء ..

انشغلت بنقل الاغراض اللي شروها لسامي ، واللي كانت لسا بالأكياس ، للغرفة الفاضية ، وأخيراً بدأت تحاول تركب المشاية ( مقعد له عجلات يساعد الطفل على المشي ) وأخرجت قطعها المختلفة ..

مر الوقت وماحست بفياض اللي صحا ووقف على الباب يراقبها ، وبيدها قطعتين تحاول تدمجهم ببعض ..

تراجع لورا خطوة بدهشة خفيفة ، ما فكر ولا استعد يشوفها بشكلها المختلف هذا ..

"بإيش قاعدة تفكرين يا ديما ؟! "

دخل واقترب من مكان جلوسها : صباح الخير ..

التفتت بسرعة بابتسامة ، ولما شافته لابس قالت برقة: صباح النور .. بتروح الشغل ؟

قرب وجلس جنبها : ايه ، بعد شوي ..

تركت اللي بيدها وهي تعتدل عشان تقوم : طيب ماتبي تفطر ؟

مسك يدها يمنعها من الوقوف وهو يقول بابتسامة : خلك جالسة .. ما رح أفطر الحين ..

قالت باهتمام : عشان الأدوية ..

اختفت ابتسامته وفلت كفها .. سكت وهو غصبن عنه يتيه بملامحها .. لهالدرجة صارت مهتمة فيه .. ؟!

قال وهو يقوم باستعجال مزيف ويبعد نظره عنها : شكراً بس مافي وقت .. بفطر هناك .. انتي قومي افطري .. وخلي هذي بركبها معك لما أرجع ..

قامت معه وهي تقول : طيب ..

سكتت بإحراج وهي للتو تتذكر شكلها .. فاجئها ونست ترقبها لردة فعله ..!

...بس .. كان عادي .. ما علق ولا قال شي ..وشكله ما انتبه أصلاً ... !

تبعته بخطوات هادئة وراقبته وهو يشيل اغراضه ويفتح الباب ويلتفت يناظرها بابتسامة ويقول بهدوء : مع السلامة ..

اقتربت من الباب وامسكت بالمقبض عشان تسكره اول ما ينزل ..

لكنه رجع يلتفت وكأنه تذكر شي : .. اذا احتجتي شي كلميني ..

ابتسمت وهزت راسها بالايجاب ..

دار والتفت مرة ثالثة لكنها كانت مسكرة الباب ..

تنهد ونزل الدرجات ببطىء وهو ماخذ راحته لأن باقي وقت على الشغل بس هو اللي خرج بعجلة هروباً منها ومن أفكاره ..

قاطعه صوت المسج ، وأخرج جواله وهو يقرأ مسج نايف ..



.



.



.



.





كانوا مجتمعين على طاولة الأكل بهدوء .. بعد ما خلصت مناير من ثرثرتها عن صديقاتها ومواقفهم بالدوام ، والسكوت حل عليهم ..

التفت أبو خالد على خلود وأمها عزيزة وقال ببطىء : رديت على عايض أمس .. وأبلغته بالموافقة ..

خلود رفعت عينها بصدمة لأبوها : إ .. إيش ؟

أبوخالد بجدية : ليش مستغربة ؟!!

عزيزة ناظرت بنتها بقلق : خلود .. وش فيك ؟؟

خلود بتلعثم : بس أنا .. ما عطيتكم رأيي....لسا ؟؟

عزيزة بتوتر وهي تناظر زوجها : ليش .. انتي بودك ترفضين ؟

بوخالد يقاطعهم بنبرة قوية : وشو اللي ترفض ؟! وبعدين سكوت البنت يعني رضاها .. !!!

خلود بلهجة رجاء : بس يبه أنا .....

قاطعها أبوخالد بقوة : مافي بس .. وبعدين عايض رجّال والنعم فيه ومستحيل أرده وهو جايني لحد عندي..

ردود أبوها أفحمتها .. مش لأول مرة يتكلم بهذي الطريقة ، بس لأول مرة يجبرها بهذا الشكل ويسفه حقها كذا ..

هي ماقالت إنها رافضة .. بس مو معناها إنه يفرض رأيه بموضوع مثل هذا ، هي لها الحق بالقبول أو الإيجاب أولاً وأخيراً ...

قالت بمحاولة توضح رأيها : بس أنا ما قلت رأ.......

قاطعها بعصبية : خلاص انتهى الموضوع لا تهذرين زيادة .. ردنا مارح يتغير ،، وبعدين معك ، اتركي سوالف المبزرة عنك ولو مرة ..

لمعت عيونها بالدموع وهي تقول بلا جدوى : مو قصدي .. أ ..

قال أبو خالد وهو يقوم من عالأكل : لا تتكبرين عالنعمة ، أنا اتفقت مع الرجّال وبعد شهر بتكون الملكة .. أتمنى في هالشهر تعقلين وتستوعبين انك صرتي حرمة والكلمة محسوبة عليك .. !!

الكل يناظر بأبو خالد مصدومين من انفجاره بهالشكل في وجه خلود اللي احتقن وجهها والدموع غشت عيونها .. أمها ناظرتها بقلق عارم وقامت مع أبو خالد عشان تهديه ..

خلود ناظرت خواتها بتشتت وقالت بصوت مختنق تكلم نفسها : ....ليش؟!!

قامت ودخلت المطبخ وهي تستند على اقرب طاولة ، أبداً ما تخيلت إن الموضوع بينتهي بهالطريقة .. أبوها ما عمل لها أي حساب ومثل ما دائما كانت تمزح وتستهبل وتهرج معهم ويسكتها ، هالحين يوسي نفس الشي .. بس الفرق .. إنه الموضوع جدّ وكبييير ..

ما تخيلت إنه هذي نظرة أبوها لها .. مجرد طفلة وعقلها صغير .. وتسائلت بخوف إن كان الكل يشوفها بهالطريقة ؟؟؟؟ بس هذا طبعها ... زفرت بقوة والتفتت لاخواتها اللي يدخلون الصحون للمطبخ ..

حصة وهي تناظر خلود اللي نزلت دموعها : خلود بصراحة إنتي جبتيه لنفسك .. والله حسبتك بتوافقين وانتي مغمضة .. !!!

خلود بقهر : مين قالكم إني كنت برفض ؟؟ انتو على كيفكم تحكمون علي وتألفون ؟؟ قرأتوا أفكاري يعني ؟؟

مناير تهديها ببراءة : خلاص خلود .. أبوي تلاقيه معصب شوي .. عشان كذا ما تحمل كلمة من أحد!

خلود تهز راسها : انتو مالكم دخل .. عمركم مارح تفهموني ..

طلعت وتركتهم ،، والاثنين ناظروا بعض بتعجب ..

مناير : ما تعرفين تهدين الوضع ؟؟ الحين مين بيودينا لايف ستايل اليوم ؟؟ احلمي أبوي يوافق !!!

حصة تضربها على كتفها خفيف وتقول بعصبية مصطنعة : متفيييييقة انتي الثانية !!! احنا في إيييه وإنتي في إيييه !!

.

.

.

دخلت غرفتها وسكرت وراها ورفعت التلفون تتصل بمنى .. خالتها وصديقتها المفضلة ..

حكت لها عن اللي صار .. واللي ما توقعته كان كلام منى لها وموقفها من اللي صار .. واللي اثبت افكارها ..

منى بجدية : خوخة حبيبتي سامحيني في اللي بقوله .. صح أبوك كان قاسي معك ، بس العذر معه ، لأنه تعود دائما يشوف الجانب المرح منك وما شافك تاخذين أي شي بجدية من قبل .. ولو حطيتي نفسك بمكانه بتشوفين ان هذا كله خوف عليك وبحثاً عن مصلحتك ..

خلود : أنا فاهمة والله بس حتى ولو .. ما خلاني أقول كلمة ،، وقام بالأخير زعلان .. أحس .. انسدت نفسي على الموضوع بكبره ..!!

منى : لا تقولين كذا .. أبوك طيب وبيلين بعد شوي .. كل اللي عليك الحين تثبتين له إنك قد المسؤولية وخليك حازمة قدامه عشان يزول إحساسه بالقلق عليك ..

تنهدت خلود وسكتت ..

كملت منى : هاااه خوخة .. احسن الحين ؟؟

خلود بابتسامة : اترحت لما حكيت معك .. الله يعطيك العافية خالتوووه ،، وعقبااال ما أشوفك على الكوشة يارب كده ..

منى بضحكة :هذا اللي مجنن أبوك ومجننا .. يا بنت احترميني أنا خالتك وبعدين تعالي هنا انتي مو شايفة كم عمري ، انا مو صاحبتك انا خااالتك !!

خلود بضحكة : ايوا ،،عارفين .. أم أربعة وأربعين .....هههه !!

منى : بنننننننت !!

خلود : اربع واربعين سنة .. سنة .. مو قصدي شي!!

منى :لا والله ؟؟ تصدقين اشتهيت اكلم ابوك الحين وأشجعه .. ولا تدرين .. أقترح عليه يقدم الملكة أحسن .. !!

خلود : يالنذاااااالة .. آنـ ...........اوبس .. سوري سوري ههههه مو قصدي .. ههه والله مو قصدي..!!

منى : آآآخ منك .. من جد الله يعينك يا عايض .. ولا تصدقين .. أحس محد غيره بيعدل هاللسان ..!!

خلود : والله هذا أنا .. ياخذني مثل ما أنا مارح أتغير،، مو عاجبه بكييفه !!

منى : بنشوف صحة هالكلام قريب .. ولا يهمك !!

خلود باحراج : إلا صحيح مية بالمية .. يالله خالتوو بروح أشوف ماما وش سوت مع ابوي ..

منى : الله يصلح باله .. وحاولي تعتذري منه حتى لو ما غلطتي .. وبلغيني بآخر الأخبار ..

خلود : اوكييه ... يصير خير ..!!



.



.



.





.



.



أيمن طلع من محاضرته المشتركة مع نواف ، واتصل عليه لأنه ما حضر اليوم على غير العادة ..

قال له نواف إنه بمشوار ضروري ولما يرجع بيحكي له ..

دخل للشقة وهو يرمي اغراضه ويتوجه للمطبخ ، طلع أكل جاهز من الثلاجة ودخله بالميكروويف ، وطلعه وجلس ياكل على طاولة المطبخ .. دقائق ودخل نواف ودخل لعنده وهو يسلم بخفوت ..

أيمن : ليش ما حضرت اليوم ؟؟

نواف وهو يجلس عالمقعد المقابل لأيمن : ممم رحت لشركة الطيران .. وحجزت للسعودية ..

أيمن يفتح عينه عالأخير : نوااااف .. جنّيت .. ؟؟ وين بتروح انته ؟؟؟

نواف : امم أسبوع وراجع .. وش فيك ؟؟

أيمن يزفر : والله مع الجنون اللي راكبك هالأيام قلت موبعيدة تسحب علي وترجع نهائي.. طيب وليش بتروح؟؟

نواف : انت عارف اللي صار .. أحس لازم أكون هناك .. حتى لو ما غيرت شي بسفري..مجرد وجودي هناك بهالوقت راح يريح ضميري ..

أيمن بعدم اقتناع : اللي صار صار وش بتسوي يعني ؟؟ وش بتستفيد ؟؟

نواف : عالأقل بعيش وأنا مرتاح لأني سويت اللي أقدر عليه .. أشوف ولد أخوي .. أكلم إخواني وأشوفهم .. محد ضامن عمره .. ولا عمر أحبابه !!

أيمن بتأثر : فاهم عليك .. بس ..

نواف يبتسم : صدقني ارتحت بعد هالخطوة .. بروح بكرة وأغير مواعيد المحاضرات حقت الأسبوع الجاي ..

أيمن : إن شاء الله خير ..

وكمل بمزح : ما تبي أجي معك ؟؟

نواف : ههههه ياخي انت لصقة..! اصلا من اسباب هالسفرية اني ابي ارتاح منك شوية .. !!

أيمن وهو يأشرعالأكل بافتعال : كل بس ..كل .. الشرهة مب عليك.. على اللي معطيك وجه من الصباح !!

قاطعهم رنين جوال نواف ، رفعه وارتبك وهو يشوف رقم وليد ..

رد عليه بهدوء : وعليكم السلام .. مرحبا وليد .. بخير الحمد لله ..

وليد بقلق : سمعت من أيمن أخبارك .. الله يتغمده برحمته ان شاء الله .. السموحة منك توني اليوم دريت ..

نواف : ولا يهمك .. الله يعطيك العافية..

قال له عن السفر .. وما جابوا طاري الموضوع أبد بين الكلام... ووليد كان مرتاح لسفر نواف لأنه صار شبه متأكد من إن سلمى بترفض .. خصوصا وإنها اليوم راحت بجنون تستلم ملفها بعد ما كلموها وقالوا لها إنه جهزوه لها و تقدر تاخذه ..!!

ببالــه مرت فكرة ،، وتمنى بس لو إنها تفكر زين ... وتعقل وتوافق على الفكرة ... ولو مؤقتاً ..!!



.



.





.



.











 
 

 

عرض البوم صور ضجة الصمت  
قديم 21-12-09, 05:02 AM   المشاركة رقم: 48
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 118715
المشاركات: 634
الجنس أنثى
معدل التقييم: ضجة الصمت عضو على طريق الابداعضجة الصمت عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 152

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ضجة الصمت غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضجة الصمت المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

الفصل الخامس والثلاثين

.
.
دق الباب وانتظر دقيقتين كاملتين ومافتحت ،
فتح الباب شوي ودخل ، شافها نايمة وتراجع وهو يلقي نظرة على الملف الضخم نوعاً ما اللي توسط مكتبها ..
وتنهد من داخله بغضب ،
مشكلته ما يقدر يجبرها على شي !!
سكر الباب وراه وهو يدعي بداخله إن الله يوفقها ويهديها ..!
تذكر الفكرة اللي جاته ..
توضأ وصلى استخارة ، ورفع تليفونه يكلم نواف ..
.
.
" نواف أبيك بموضوع مهم .. أقدر أشوفك الحين ؟؟ "
نواف يناظر ساعته مستغرب : أوكيه ، وين أقابلك ؟؟
وليد : أنا بجيك ..وإذا وصلت اتصلت عليك ..
نواف : طيب ..حياك الله
.

.

ناظر ساعته مرة ثانية مستغرب ، الوقت متأخر ..!
وش هو الموضوع المهم هذا ؟؟ إحساس يقول له إنه متعلق بسلمى ..
ما يدري ليش صار فجأة يحس نفسه متردد بهالموضوع ..؟؟ يمكن لأن أحواله تلخبطت هاليومين ..؟بس يظل فضوله القوي متحمس لمعرفة ردة فعلها ..!
شوي ووصل وليد ، ودخّله نواف ..
وليد وهو يجلس مقابل نواف: آسف أزعجتك بهالوقت .. .. عارف ظروفك بس ما عندي خيار ثاني ...مممم ، كل الحكاية إن سلمى من فترة وهي تزن فووق رااسي تبي ترجع للسعودية وتاركة دراستها ومصرة على هالفكرة .. وأنا الصراحة تعبت أحاول معها.. وتوها أمس ساحبة أوراقها من الجامعة ، وتبيني أحجز لها الحين بأقرب وقت.. وانت عارف إني هالسنة وبهالوقت بالذات ما أقدر أخلي دراستي ومشاريعي لحظة ،،وهي تبي تسافر لوحدها ..
تنهد : عجزت أقنعها ..!!
نواف يهز راسه بفهم ،،
كمل وليد : جاتني فكرة اليوم .. إني أحجز لها على نفس رحلتك ،، بصراحة شفته أنسب حل قدامي،وبعدها استخرت وكلمتك الحين..
كمل بجدية : وجود أحد أعرفه و أثق فيه معها بنفس المكان بيطمني ، وبيعوض عن تواجدي معها ، هذا اللي أنا متأكد منه،، بصراحة ما أخفيك ، قلبي قابضني بقوة من هالسفرة!.... وش رايك ؟؟
نواف بسرعة : لا تشيل هم..بسيطة بإذن الله ...وإن شاء الله بتوصل بالسلامة وتطمن عليها ..
وليد بارتياح :إن شاء الله .... الله يريحك يا نواف ،، ماتدري شلون كنت شايل هم هالموضوع ،، الحمد لله إنها ترتبت كذا ،،خلاص بعتمد عليك من بعد الله..
ماعرف بإيش يرد .. ورافقه إلين باب المبنى يوصّله ،، وهو يتسائل إن كان وليد بيرجع يفتح معه ذاك الموضوع أو لا ,,
وكأن وليد حس فيه ،التفت قبل ما يطلع وهو يقول له :الجو بارد ،، سوري طلعتك بالبرد .. !! نواف .. بالنسبة لطلبك من قبل ..فبصراحة للحين مو عارف موقف سلمى ..أنا قلت لها ،، بس كالعادة تتركني محتار معها دايم..
نواف بتردد : مالها داعي العجلة .. خليها على راحتها .. ومهما كان الرد قلت لك مارح يضايقني ..
وليد يشد على كتفه بامتنان: ما أدري وشلون أشكرك .. ،،ما تقصر والله أبد...
.
.
,
دخل الشقة وسكر الباب وراه ببطىء .. موعارف يحدد مشاعره بالظبط .. الشي الوحيد اللي يعرفه ، إنه استانس على طلب وليد ، بدون ما يعرف السبب ..!!
.

.

.


.

رن المنبه يعلن عن وقت صلاة الفجر ، قام وتوضأ وفرش سجادته وقبل ما يكبر للصلاة سمع صوت باب ينفتح ،، طلع وهو يشوف سلمى برا غرفتها ،،، ناداها ..
التفتت وهي شبه صاحية : نعم ؟؟!
قال باستغراب : شتسوين ؟؟
قالت : بتوضأ وأصلي ..
هز راسه وابتسم بدهشة .. أول مرة في حيااتها تقوم بلحالها عشان الصلاة وخصووصاً الفجر،،يذكر لما كان زمان يصحيها لكنه توقف لما صارت تعصب وتسب عليه وتزعل لدرجة أحيانا تسكر باب الغرفة بالمفتاح عشان مايصحيها ..
ردد باندهاش : سبحان مقلب القلوووب !!
صلى وطلع وشافها توها تسلم ..
جلس بالكنب القريب منها : الله يتقبل منك ..
ردت عليه بهدوء : ومنك ..
شالت ملابس الصلاة وثنت السجادة وقامت بترجع غرفتها ،
استوقفها : سلمى ... بحجز لك على يوم السبت ..
فتحت عيونها بدهشة .. وابتسمت .. أكيد فقد الأمل فيها ..
اقتربت منه وهي تسأله ببهجة : اقتنعت ؟؟
قال بتصنع : يهمك ؟؟
اخفت ابتسامتها وعقدت حواجبها وقالت بعند: لاآ ..
قال : أجل ليه فرحانة ؟؟
قالت : عادي .. أصلا لو ما بتحجز لي أنا بحجز ..
وتركته رايحة لغرفتها ،، أما هو ابتسم وهو يقرر إنه مايخبرها عن اللي تعمد يسويه ، لا تعند وتخرب الحل اللي ماصدق لقاه !!
.

.

.

.

.

دخل للبيت وهو دايخ ، ما مضت أكثر من ساعتين إلا وتعب فظيع يباغته .. ترك كل شي ورجع ووده بس يرتااح .. دق الجرس وفتح الباب ودخل وهو باليالله مسند نفسه .. وقفت ديما اللي كانت فاتحة التلفزيون وجنبها سامي يتحرك في المشاية .. تقدمت منه وقبل ما تتكلم بأي كلمة شافت علامات التعب واضحة عليه ..
سلم وهو يمشي باتجاهها : السلام عليكم ..
قالت بابتسامة مترددة : وعليكم السلام .. فياض وش فيك ؟؟
رفع عينه يناظر سامي اللي منشغل باللعبة بيده : شوية تعب ، استأذنت من الدوام وجيت .. بدخل أريح شوي ..
اقتربت خطوتين لكنه سبقها بعجلة للداخل ،، ووقفت في مكانها بحيرة .. وش فيه ؟!!
لحقته للداخل وشافته يبدل .. أرخت نظراتها وهي تسأله : طيب وش اللي تعبك ؟؟ مو أنت ماشي عالعلاج مظبوط ؟؟
رفع عينه لها ... ووقال وهو يقترب من مكان وقوفها : قايل لي الدكتور إن آخر أسابيع بالعلاج راح تكــ ...
شافته يغمض عينه بقوة واقتربت بخوف وهي تشوف يده امتدت تدور شي تستند عليه .. أمسكت يده لاشعورياً وضغط عليها ،، وقف مستند على كتفها بيد وحدة ومشت معه للسرير ، لكنه جثا في الأرض وهو يكتم آهة قصيرة ..
ديما كانت واقفة بالقرب منه بعد ما تركها واستند عالارض ، متفاجئة وخايفة ،، وتناظر يدها اللي حست فيها بحرارة جسمه المرتفعة ..
نزلت لمستواه وهي تقول : فياض ؟ قوم ارتاح عالسرير ..
سحب نفس عميق وفتح عينه وشاف يدها الممدودة له .. قام بصعوبة وسحبها من يدها وجلس على السرير وقربها منه ..
قال بلهجة رجاء : لا تتركيني ..
شدت على يده وهي مب فاهمة وش مقصده من الكلمة .. غير إنها أثرت فيها ،، وتخيلت إنه من التعب قالها ..
قربها أكثر وهو يكرر : ديما لا تتركيني ..
جلست جنبه وهي تشد بيدها الثانية على يده بين ايديها : أنا هنا ..
ابتسم بشحوب رغم الألــم ورفع يدها لجبينه ..
قالت بخوف : فياض حرارتك مررة مرتفعة .. لازم تروح للمستشفى ..
هز راسه بلا : أكيد من أثر العلاج .. مو مشكلة ..
وترك يدها وهو يرجع ويرقد على ظهره ويغمض عينه .. نادته بعدها لكنه مارد عليها .. فركت يدينها ببعض .. حرارته مرتفعة أكثر من اللازم ، هو مب حاس أكيد من التعب .. طلعت وهي تلقي نظرة على سامي اللي ملتهي بالأغراض قدامه ، وراحت للمطبخ أخذت ثلج وحطته بصحن ومعه ماي بارد .. ولفت قطعة قماش صغيرة وحطتها معها على صينية وراحت لفياض .. حاولت تصحيه ونادته أكثر من مرة وهي تهزه مع كتفه لعل وعسى يحس فيها لكنه كان مثل المغمى عليه .. خافت صدق يكون حصل له شي ، وقلبها زادت خفقاته من القلق .. رفعت القماشة وهي ماتدري إذا اللي تسويه بينجح أو لا .. حطتها فوق جبينه وظلت تقلبها إلين ما صارت دافية من أثر الحرارة اللي تحتها .. ظلت تحركها وهي شاردة بذهنها .. ولاشعوريا حركتها على باقي وجهه تمسح حبات العرق اللي تناثرت عليه .. انتبهت بعد دقيقة وشالتها بربكة ورجعت تبللها وتحطها من جديد واستمرت على كذا لفترة قصيرة..
تحسست جبينه بخفة وابتسمت ببهجة لما حست إن الحرارة خفت عن قبل بكثير..
أخيراً سحبت الغطا وغطته .. راحت للستاير وسكرتها واخذت الاغراض و......دق جوال فياض فجأة وراحت له بسرعة وهي تاخذه معها وتطلع لبرا وتسكر الباب عليه ..
خلت الجوال عالصامت وجلست عند سامي وبالها كله معه .. بتتركه يرتاح لكن لما يقوم لازم يشوف حل لهالتعب .. معقولة طول هالفترة بيظل على هالحال؟؟!!

* ملحوظة : " كما قرأت .. أول فترة وآخر فترة في العلاج تكون أصعب فترتين .. فالجسم في البداية لا يتقبل تقليل جرعات المخدر فجأة ، وكذلك في النهاية لا يتقبل منعه كلياً عن المخدر حتى لو كان تدريجيا ..والله أعلم "

.

.


.


.

.

في الجهة الثانية نايف كان يحاول يتصل بفياض عشان يروح معه للمستشفى ، اللي اتصلوا فيه وقالوا له إنه في تطورات مهمة في حالة المريضة تتطلب حضور أحدهم .. طلع بالأخير من شغله على المستشفى لما عجز يوصل لفياض ..
وهناك .. في مكتب الدكتور المسؤول عن حالة فابيان ..
الدكتور : الطبيب النفسي الحين عند المريضة ،، تحسنت أكثر بهاليومين لكنها ما تكلمت من أمس .. و طلب الطبيب النفسي يشوف أحد من معارفها .. أرجو إنك تنتظره هنا ..
.

.
ربع ساعة ودخلت ممرضة للمكتب بعجلة : الدكتور يريد رؤيتك ..
طلع الدكتور ورجع بعد دقيقتين وهو يسأل نايف باهتمام: المريضة عندها ولد ؟!
نايف : آيه .... ليش ؟؟
الدكتور وهو يعقد حواجبه : طلبت تشوفه والطبيب النفسي يبينا نجيبه لها ..
نايف يوقف بحدة : مستحيل !
الدكتور متفاجىء من ردة فعله : اسمح لي أخ نايف .. لكن وش قصدك ؟
نايف بنفس اللهجة : مستحيل أجيبه هنا ..!
الدكتور : اعذرني بس ما تقدر تمنع المريضة من ولدها .. من حقها تشوفه ..
نايف باستنكار : من حقها إيه لو مو سواتها .. تبيني أسلمه لمجنونة حاولت تذبح عمرها أكثر من مرة ومو بعيد تعيدها ولا تحاول تؤذيه ؟؟؟
الدكتور : يا أخ نايف .. الطبيب النفسي أدرى في هالحالة وأكيد إنه في احضارك لابنها مصلحة في علاجها .. أرجو أنك تتفهم شوي .. المريضة للتو تخرج من حالة صدمة وأكثر ناس تبي تشوفهم هم أقربااءها .. وعلى حد علمنا ابنها هو كل اهتمامها ..
نايف بسخرية : ايه والدليل منتحرة وتاركته وراها لمين ؟؟ آسف بس هذا آخر قرار لي .. إلا إذا تبون يتدخل القضاء بالموضوع ..
الدكتور بانزعاج :أنا فقط أناقشك ..ولعلمك مافي قضاء بيحرم الأم من ولدها .. !
نايف وهو يتوجه للباب ويفتحه : بنشوف ..
لكنه صدم في طبيب كان يفتح الباب مستعجل وباين على وجهه الغضب ..
وقف يناظر نايف فجأة وانفرجت أساريره وفجأة ابتسم بدهشة: نـايف ؟؟!
نايف عقد حواجبه وهو يقول بدهشة مماثلة : عبد الله ؟؟
تقدم منه المدعو-عبد الله – وسلم عليه بحرارة وهو يسأله عن أحواله ..
نايف وهو يحك راسه بدهشة حقيقة : الحمد لله ..من زماان عنك ..ماتخيلت إنك طبيب ..
عبد الله التفت للدكتور الواقف وراهم وأشر عليه وهو يقول : اعذرني نايف بخلص الحالة اللي معي وأحكي معك .. انتظرني ترا ضروري نتكلم ..
نايف وقف ينتظر عبد الله ..
قال عبد الله للدكتور الثاني: شوف دكتور لازم تقنعهم يجيبون ولدها .. هذي أول وأهم خطوة لي عشان أتواصل مع المريضة ومنها ببدأ رحلة العلاج بسهولة ..
الدكتور يتوجه بأنظاره تجاه نايف ويأشر عليه وهو يقول : هذا هو أخ زوج المريضة .. تفاهم معه بنفسك ..
عبد الله التفت على نايف اللي يناظره بنظرات ممزوجة بالدهشة والتساؤل ..
.

.

.

جلسوا الاثنين بكافتيريا المستشفى وعبد الله يقنع نايف بأسبابه .. نايف ما توقع إنه بيوافق ولا بيقتنع لكن عبد الله اسلوبه كان مقنع وخصوصا إن واضح فيه اهتمامه وفهمه بشغله .. لكن اشترط على عبد الله انه يدخل معهم وقت يجيبون سامي .. وحاول يتصل من جديد على فياض ويقول له .. لكن بدوون رد ..

.

.

.


.

.

.

.

فردت فستانها اللي شرته اليوم مع أمها كأول خطوة للاستعداد لحفلة الخطوبة والملكة .. وتأملت بقماشه المتداخل واللي كان مزيج مابين السكري الغامق والفاتح ..زفرت وهي تجلس على طرف السرير ، ماتدري ليش مخنوقة ومو بخاطرها تسوي شي .. ما تنكر إنها موافقة من قلبها على عايض وتحس إنها مبسوطة إنه اختارها هي بالذات وهو المعروف بكرمه وأخلاقه والتزامه..
كانت مأخوذة بهمّ معاملة أبوها لها وخوفها من نظرة الناس ..و تسائلت بغباء .. يمكن فارق السن بينها وبين عايض هو اللي مخليهم يشوفوني صغيرة وقليلة عقل ؟؟إذا كان هذا هم ...، أجل هو وشلوون بيشوفني بعدين ؟؟؟؟؟؟ فتحت عينها بهلع لهالفكرة ...
" اذكري ربك يا خلووود .. كلها خمس أو ست سنين بينكم مو لهالدرجة ..."
زفرت وهي تستعيذ من الشيطان لهالوساوس اللي تحاول تبث فيها التردد وعدم الثقة والهـم ..
.
.
دق باب الغرفة ، وقالت بآلية : ادخللللي !!
ماسمعت رد ، واقتربت من الباب وبنيتها تهزىء هالثقيييلة اللي براا .. أكيد مناير المعروفة بتناحتها ..
مسكت الباب وهي تفتحه وتقول : منــّووور وجع إنـ ...
ناظرته بصدمة وتنحنحت :آآ.. هلا يبه ......ممم ...بغيتني بشي ؟؟
سألها بلهجة غامضة : أدخل ؟؟
فتحت الباب عالأخير وهي تقول : تفضل ..
دخل وجلس على أول كرسي قابله .. وأشر لها تجلس قدامه ..
جلست على طرف السرير منحرجة منه ومن تواجده الغريب،
من هذاك الموقف وما حكت معه ولاجت عينه بعينها ..
قال بلهجة حانية : أتمنى إنك فهمتي علي ذيك المرة ،، أنا ماقلت لك ذاك الكلام عشان أكدر بخاطرك .. ماقلته إلا لني أبي مصلحتك وانتي تعرفين هالشي ..
هزت راسها بنعم : أكيد يبــه ..
قال : كلها أيام وتدخلين حياة جديدة وبنفارقك ولا بتجيني الفرصة من جديد أنبهك لا أنا ولا أمك .. الزواج مسؤولية كبيرة مهب خطوة بسيطة ، وإن ما استعديتي لها الحين متى بتستعدين ؟؟
هزت راسها بتأييد لكلامه ..
.
.
تنهد وهو يقول بعد لحظة: وهذا فستانك ؟؟
التفتت عالفستان وقالت بارتباك: إيـه..
قال بابتسامة : لابستنه انتي ولا لسا ؟؟
قالت بخجل : لا لسا ، بقيسه بعد شوي ..
قال وهو يقوم : أجل أنا بنزل لأمك تحت وانتي البسيه وتعالي ورينا ..
قالت بسروور: إن شااء الله ..
تبعته بعيونها وهو يطلع من الغرفة ويسكر وراه .. مو مصدقة!! إن أبوها يجي لحد عندها وطيب بخاطرها ويشرح لها بهالتفاهم .. حست بكل وساوسها تبخرت وبانشراح كبيير بصدرها.. التفتت لفستانها وهي تكتم ضحكتها .. سحبته للحمام عشان تلبسه وهي تحمد الله من أعمااقها إن أبوها رضى ومب زعلان عليها ....!


.

.

.

.

فتح عينه بصعوبة من أثر الظلام الغارقة فيه الغرفة .. قام معتدل وهو ينزل من السرير ومازال أثر لدوخة خفيفة يجول براسه ... فتح النور والباب ، وناظر ساعته وشافها ثماانية بالليل .. طلع وهو يتسائل وشلون نام كل هالفترة الطويييييلة بتواصل ..؟؟
ارتفعت حواجبه بحنان ونظره يصطدم بديما اللي كانت مسندة راسها عالكنب ونايمة ، وسامي بالمشاية نايم وذراعينه تحت راسه .. قرب منه بسرعة ، أكيد ما انتبهت له ولنومته .. شاله ووداه للسرير وراح للمطبخ يشرب ماي يبل ريقه الجااف قبل ما يشوف وشلون بيتصرف مع ديما .. سحب كاسة وصب له ماي ، وتفاجأ بشوفة الصحن والقماشة المبتلة بداخله ..تحسس جبينه تلقائيا وقرب منه وهو يتوقع اللي صار، لكنه هز راسه بعدم اقتناع ..
طلع واقترب منها ووقف شوي يقيس وضعيتها .. انحنائها على ذراع الكنب العريض وخصلاتها اللي غطت وجهها ، ورجولها المكشوفة إلى المنتصف .. قرب بعد تردد وانحنى قربها وأزاح خصلاتها عن جانب وجهها ،، وعرف إنها مستغرقة بالنوم لأنها ما حست فيه ..و تسائل إن كانت راح تحس فيه الحين أو لا .. مد يده من تحتها وشالها بحركة سريعة .. انتفضت ديما وفتحت عينها على وسعها ، وتفاجأ بحركتها وفلتها بدون قصد ، طاحت وصدمت رجلها بالطاولة الخشبية .. تأوهت وهي مش مستوعبة اللي صار ..
انحنى بسرعة جنبها وهو يسألها : وين صدمتي ؟؟
رفعت راسها تبي تجاوبه لكن معرفتها للي كان يسويه ألجمتها ..
مسك رجلها مكان ما كانت تفركها وقال : تعورك ؟؟
هزت راسها بنفي : لا ..
ثبت نظراته على وجههاوقال بتبرير وهو يعتدل ويساعدها تعتدل : آسف ماكان بنيتي أفزعك بس كسرتي خاطري وانتي نايمة على الكنب ..
قالت : لا عادي ... احم انت كيفك الحين ؟
ابتسم وهو يقول: راح التعب الحمد لله ..
رفعت راسها باهتمام ومدت يدها تقربها من وجهه وهي تقول بارتباك : ممكن ؟؟
قرب منها بدون تفكير وهو يهز راسه بنعم ..
جست جبينه بخفة وابتسمت وهي تقول بصدق : الحمد لله ..راحت الحرارة ..
مد يده قريب لوجهها وقلبه يرجف من ابتسامتها ..اهتمامها .. ولصدق توقعه قبل شوي عن الاغراض بالمطبخ ..معقولة ماكان حاس فيها ..؟؟
قال وهو يعيد كلمتها بهمس ويده قرب راسها : ممكن ؟
رمشت بعينها متفاجئة ، وحست بيده تلتف وتثبت على أول ظهرها وقرب منها إلين ما صار محتضنها تقريبا ..
قال بنفس الهمس : شكراً ..
قالت وهي تحس بنبضاتها صارت مسموعة : على إيش ؟
أبعد راسها شوي وطبع قبلة قصيرة على شعرها: تسألين ؟؟... إجابة سؤالك طويــلة .. تبين تسمعينها ؟؟
ابتسمت وهي تتمنى بجنون لو إنه يستمر محتضنها .. محتاجة الحضن بحد ذاته من زماااان ،، وأكثر من أي شي ثاني ..
قالت بربكة وهي ترفع عينها : آيه ..
قال ومشاعره تختلج بقوة :شكراً ...لأنك سامحتيني ...و شكراً ...لأنك ما تركتيني .. وشكرا ...لأنك معي الحين ..وشكـ ...تدرين؟؟..شكراً ما تنفع وما تكفي....
حس إنه عاجز عن التعبير .. ويتمنى يشد عليها أكثر ويدخلها صدره وينهي أي حاجز باقي يمنع روحها من الامتزاج بروحه ..
،، محتاااااااج لها .. بس لو إنها تدري ؟؟!!
فتح عينه بدهشة وإحساسه بكفوفها الصغيرة تلامس ظهره وتشد عليه فاجئه وولد فيه رجفة قوية ..
نطق اسمها بكل ما يعتمل في قلبه من مشاعر : ديما ......
وأكمل بسؤال ،، لا شعوريا خرج من عقله بعد ما دار فيه لأياام وشهور ليستقر في قلبها : تحبيني ؟!
اعتدل وابعد شوي عنها وهو يناظرها مذهول من نفسه ، قلق من جوابها ، وبنفس الوقت ، منتظره بفارغ الصبر ..

.

.

فاجئها السؤال وأربكها لأقصى درجة .. حست بيدها ترجف وفكها .. وماقدرت تتكلم .. ولحسن حظها سمعت أنين سامي وركضت للغرفة هاربة،،
اقتربت وهي تمسك مكان قلبها وتغمض عينها بقوة ..وحمدت الله إنه أنقذها من السؤال اللي ما توقعته أبد ..
تحبه ؟ هي متأكد وماعندها شك بأن أحاسيسها نحوه ما تندرج لخانة غير الحب .. لكنه استبقها بخطوات كثييرة وهو يلقي سؤاله هذا عليها بهالشكل المفاجىء ..
انتفضت وهو يجلس جنبها فجأة.. ونظراته متركزة عليها ..
قال وهو يأشر على سامي :رجع ينام على طول ، الظاهر كان شايف حلم مزعج ..
وكمل بهدوء: ديما لا تفكرين بكلامي كثير .. أنا قلته تلقائيا وما فكرت فيه.. لا تظنين أبد إني أستعجلك لأي شي ...
رفعت عينها بارتبااك : آآ .. أنا ..أنا بس... ما فكرت ،،، أقصد ما استعديت لـسـ ..
امسك كفها اللي يتحرك بلا شعور منها : ديما اهدي وش فيك ؟
ما يبيها تتوتر كذا .. يبيها على طبيعتها ، بدون ما تضغط على نفسها مثل الحين .. لام نفسه بقوة على حركاته وكلامه .. و....
وقبل ما يكمل سلسلة لومه لنفسه ،، فاجأه كلامها ومبادرتها : فياض ....... أنا لما قلت إني مرتاحة معك ..والله كنت أقول اللي حسيت فيه صدق .. أنا ما أبيك تفكر أوتكون شاكك في إني .. يعني إني شعوري الحين مختلف بالمرة عن قبل ..
رفعت راسها وشافت الاهتمام والتعطش لكلماتها في نظراته .. نزلت راسها منحرجة ومو عارفة هي وش خربطت ووش قالت.. تمنت لو يكون عندها جرأة وتقول اللي تبيه سييداا بدون لفلفة .. لكن وييييييين ؟؟؟

كل اللي حس فيه وهو يسمع كلامها هي الراحة ولومه لنفسه بدأ يزول شوي
.. ويكتشف إنه مازال ماشي صح ، مع إنه تمنى يسمع كلام مشجع أكبر
..جاته رغبة قوية يجرب شي .. يتأكد به من كلامها ... لكنه أزاح نظرته عن وجهها وهو يقول : وأنا أبيك تتأكدين من حبي لك..
تنهد والتقى بنظراتها الفاتنة وهو يكمل ولأول مرة يعبر عن مشاعره بهذا الوضوح : ديما أنا لما اكتشفت إني أحبك .. اكتشفت وقتها إني ماعرفت شعور الحب بحياتي أبد.. صدقيني ما عمري حبيت أحد بحياتي ولا حتى أمي بهالشكل.. انتي .. نعمة من ربي أشكره كل يوم وكل ليلة عليها .. أبيك تعرفين كل هذا .. وتتأكدين إن وجودك جنبي لوحده هو كل شي ..
مسح على كفها المرتكزة جنبه وابتعد وهو يحاول يشوف وقع كلماته عليها .. مسح على وجهه بدهشة.. بالفعل ما تخيل أبد يجي اليوم اللي بيحس فيه بهالمشاعر الجياشة ولا إنه يطلع منه هالكلام الكبيير ويتوجه لأي شخص ..
لهالدرجة التغيير وصل لأعمق أعماااقه وتغلغل فيه ..ووصل لـمشاعره وكلماته .. ولا هو العشق وما يسوي؟؟
كانت منزلة راسها ووجهها محمر .. تسمع كلامه وتحس بالدموع تتجمع بعينها من التأثر.. صحيح قال من قبل إنه يحبها بس ما توقعت إنه يحمل لها كل هذا في قلبه وبهذا الشكل .. تمنت تقول شي .. أي شي .. ماتدري ايش وشلون ؟؟ بس لسانها معقوود للحيين من كلامه ..
رفعت راسها وماشافته ، وسمعت صوت الماي بالحمام وتنهدت وهي تحس إن كلامه ترك مفعوول غريب مثل المخدر في جسمها ..

.

.

.

.

.


نواف ...
يوم السفر ....
طلع من الشقة الصبح بدري بعد ما ودعه أيمن واقتنع أخيراً بعدم ضرورة توصيله لنواف الين لمطار .. بيده كانت شنطته الصغيرة بها أغراضه المهمة ونزل تحت بحركة سريعة وأشار لأول سيارة أجرة شافها وتوجه للمطار ..
بنفس الوقت كان وليد ينزل مع سلمى شنطها ويتوجهون من بعدها للمطار ..
سلمى كانت لابسة عباية مخصرة كانت مخليتها مخصوص عشان سفر السعودية بأي وقت .. ولافة طرحتها بإحطام على وجهها .. مشت مع وليد وخلصوا الإجراءات اللي كان سابقهم فيها نواف بكثير .. وليد طول الوقت وهو يوصيها بوصايا مختلفة .. وبعد فترة وصلت للإجراءات الأخيرة وطبعا وليد ماكان ينفع يدخل معها ..
التفتت عليه وابتسمت : مع السلامة لوودي ..
اقترب منها وسلم عليها بحركة سريعة : يا حماارة أنا شايل هم سفرتك وغيابك بعد ما تعودت على وجودك .. وانتي بكل برود تقولين سلااام لودي ..
قال العبارة الأخيرة يقلدها ..
تفاجأ بعيونها اللي دمعت وتفاجا بها تقترب وتحضنه وهي تقول : الحماار انتاا ..طبعا بشتاق لك .. والله بفقدك لوودي .. الحين بروح أقابل ماما واخوانك المزعجيين مين راح يدافع عني أحد ..
دفها بعيد عنه بمزح وهو يقول : خليهم يطفروون بك مثل ما أزعجتيني هنا طول هالفترة .. والحين يالله روحي الناس بدت تطالع ..صار فلم هندي .. يوووه دموووع ؟؟
قالها وهو يناظر دموعها بدهشة ..
مسحتها وهي تقول : يا حمااار لا تتريق ..مع السلامة
فتح عينه على وسعها وهو يقول : بنـ ..ـت !!
وهز راسه وهو يشوفها تدخل من البوابة الصغيرة بسرعة : استحلت الساالفة ؟؟ .......وربي بشتاق لها ولعنادها ولحركاتها .. الله يهديها ويوفقها ويحسن عااقبتها ..
انسحب من المطار وهو يتمنى لو كان موجود معها ، مو بس عشان محرم لها .. لكن لسبب اضافي.. يبي يشوف ردة فعلها لما تشوف نواف وتفهم إنه حجز لها على نفس رحلته ..!!
.

.

.

.

بعد فترة طويلة .. كان الركاب كل واحد في مكانه ،، وانطلقت الطيارة بنفس الترتيب والخطوات التقليدية .. واستقرت في الجو أخيراً بعد حين .... سلمى جالسة بمكانها بهدوء بجانب الشباك وبجنبها جلست وحدة عجوز الظاهر أجنبية .. بدأت تفكير بحياتها وايش أول الأشياء اللي راح تسويها لما توصل .. حاولت تنفض شهورها الكئيب بفراق المكان اللي عاشت فيه لفترة طويلة بأنها راح تحظى بفترات أحسن منها وبتعوض الجزء اللي ضيعته هبااءً بطريقة أفضل .. وبتبدأ من جديد ، في طريق مشرق وسليم ..والأهم ..مليء بالراح والاستقرار والانتمااء ..
واستغرقت في النوم بعد ما رفضت وجبة الغداء اللي مروا بها على الركاب ..

.

.

.

.

يأس يلمحها من بعد ما دورها بعينه في الدرجة اللي كان جالس فيها ، ورجع يستقر بمكانه بعد ما شاف المضيفات يتحركن بالأكل .. عالعموم أهم شي إنهم بنفس المكان .. حتى لو عرف مكانها مايقدر يسوي شي ..استغرب من شعوره الغامض بالضيق ..وبالأخير حاول يقتنع إنه فقط إحساس زايد بالمسؤولية اللي أمنه عليها وليد .. قبل بوجبه الغداء وقدمت له المضيفة وجبته هو الشخص اللي جالس جنبه جهة الشباك ..
.

.

.

.

انتفضت من نومها على اهتزازة مخيفة ، وصوت المرأة العجوز جنبها وهي تتكلم بخوف وبسرعة كلمات مختلفة : ماذا يحدث ؟؟ ربااه ماذا حل بالطائرة ؟؟ ماذا يحصل بالله عليكم ؟؟
.
.
من قوة الاهتزازة تمايلت بعض صواني الأكل وطاح البعض منهم بالارض ،، رفع عينه بسرعة للشاشات اللي بدأت تعيد تعليمات حالات الطوارىء وكيفية استخدام الأدوات حقتها ... تابعها وهو يسمع كلمات متداخلة خائفة ومتوترة من الناس حوله ...همس بسره .." الله يستر !!"

.
.


.

.

.



الصراحة عجبتني حركة الأسئلة وحابة أعيدها :


سلمى ونواف .. وش بيصير معهم ؟؟

نايف وصديقه اللي ظهر فجأة ../ هل تتوقعون نايف بيكون له دور في الاجزاء القادمة؟؟ وسامي وش مصيرره ؟؟والأهم .. أمه؟

خلود .. هل انتهت المعضلة ؟؟

ديما وفياض .. إلى أين وإلى متى التشتت ؟؟

.
.
.

ان شاء الله الجزء القادم بينزل نفس هذا الأسبوع .. ضريبة التأخير ..

يارب ما أخيب ظنكم ..

 
 

 

عرض البوم صور ضجة الصمت  
قديم 30-12-09, 03:19 AM   المشاركة رقم: 49
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 118715
المشاركات: 634
الجنس أنثى
معدل التقييم: ضجة الصمت عضو على طريق الابداعضجة الصمت عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 152

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ضجة الصمت غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضجة الصمت المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

والله مرررة مقهورة لأني ما نزلت لكم بارت التعويض الاسبوع اللي فات..
بس إن شا الله البارتين الطوال اللي بنزلهم الحين يعوضونكم ... كما أتمنى أن تعجبكم الأحداث وتطوراتها..
أنتظر حضوركم أحبااائي ..
.

.


الفصل السادس والثلاثين

الذعر اللي انتاب الناس كان لوحده سبب كافي للضجيج اللي حصل .. الطيارة تقلبت في الهواء مرتين بشكل مخيف وأعلن الكابتن عن وجود عطل خطير في المحرك ، وإنهم راح يهبطون في أقرب مطار وبأسرع مايمكن بعد أخذ الإذن من هذا المطار ..
سلمى كان شعورها مختلف ، مو فقط الذعر والخوف هو اللي سيطر عليها ، لكن شعور متجذر بالندم على قرارها الخاطىء وإصرارها على مخالفة وليد ، بالرغم من منطقية أسبابها ..
كانت مغمضة عيونها بقوة ورافضة تفتحها ومتمسكة بمقعدها ودموعها ما تتوقف من بعد ما أغمي على المرأة العجوز بجنبها وأخذنها المضيفات لمقعد آخر قريب منهم ..
الحين عرفت قيمة المحرم ، ومساوىء عنادها!!
.
.
.
أول ما هدت الطيارة اشتعل شعوره إنه لازم يلقى سلمى لأنه ماشافها من أول ما ركب .. لازم يلقاها وتعرف إنها مب لحالها .. قام من مكانه وسط اعتراض المضيفتن القريبتين ،، وبدأ يتخطى درجات الطيارة وانتقل من درجة لدرجة يبحث عن المحجبات فيهن ويطلع منها لما يكتشف إنها مب موجودة .. إلييـن ما وصل لدرجة فيها وحدة بس محجبة وجالسة بأول مقعد ....حس إنها سلمى وقبل ما يقترب اهتزاز الطيارة على خفيف خلاه يسرع ويجلس بأول مقعد فاضي شافه واللي كان ورا البنت بثلاث مقاعد ..الكل كان خايف تكون الاهتزازات البسيطة بداية انقلاب ثاني ..
.
.
.

وأخيراً هدأ الوضع شوي .. سمعت صوت قريب منها كثير .. وفتحت عيونها شوي وهي تناظر الشخص اللي قدامها لأنه نطق الكلمة بالعربي ..
" ممكن أجلس ؟"
هزت راسها بموافقة وقالت بصوت مبحوح : تفضل ..
ابتسم الشاب وهو يقول بمرح : ليش البكااء ؟ الموضوع بسيط ويصير كثير...
ناظرته بتيه .. مب فاهمة وش يقول ..
كمل : هو يعتمد على مهارة الطيار ..اهم شي لاتاخذينه بشكل سلبي ، ممممم اعتبري إنها مغامرة خطرة تتذكرينها إذا انتهت ..
هزت راسها باستغراب .. واكتفت بالصمت ..
مد لها منديل .. ترددت وبعدين أخذته ومسحت دموعها بعد ما قالت بصوت خافت : شكراً ..
قال بنفس اللهجة المرحة : أنا غالي ...و انتي ؟
قالت : سلمى ..
قال : انتي أ.......
قاطعهم اهتزاز الطائرة بقوة وكأنهم ماشين بطريق كله تعرجات .. غمضت عيونها وهي ترجع تبكي بصوت مسموع ، خلاص حست إنها النهاية وإنها بتموت وكله بسبب قرارها الغبي وعنادها ... سمعت صوت اللي اسمه غالي يناديها لكن طنشت .. هو وين وهي والناس كلهم وين .. وش هالروقاان اللي هو فيه ..ما تدري ؟؟
انحدرت الطيارة بعدها بشكل مخيف خلاها تشهق وتتمسك بأيدي المقعد وجات يدها على يد غالي اللي كان ماددها جنبها ، لكن من الخوف وصعوبة الموقف محد كان حاس باللي حوله ..و ظلت على هالوضع مدة طويلة وماحست إن الطيارة هدت ولا فتحت عيونها عشان تعرف.. حن عليها لما شاف دموعها وحس إنه لازم يهديها وإن كلامه السابق ما فادها إلا إنه خوفها زيادة .. قرب واحتضنها وهو يطبطب عليها ..
قال : خلاص يا سلمى بتعدي على خير شوفي هااه وصلنا تقريبا لأرض المطار .. شوفي الشباك جنبك ..
فتحت عينها بتردد والتفتت بعد ما تركها وفعلاً شافت إنهم يقتربون من أرض واسعة واللي هي الممر اللي بتنزل فيه الطيارة ..
قال بضحكة : طيب ابتسمي لوجه الله حتى ...
ابتسمت وهي تقول بصدق : الحمد لله .. والله حسيت إني بموت .. ياربي !! الحمد لللللله ..
التفتت عشان تشوف غالي اللي ما عرفت اصلا وشلون شكله للحين .. وفتحت عينها بصدمة وهي تشوف اللي واقف وراه...!!
" مين الأخ ؟"
صوت معصب جا من ورا غالي خلاه يلتفت على نواف اللي واقف بضيق ..
غالي التفت على سلمى : تعرفينه ؟
نواف يقاطعه :أنا أخوها ...
ماحس إنه قال شي غلط هو فعلاً مكان أخوها هنا ..
غالي وهو يلتفت على سلمى وبعدين يوقف باعتذار ويفسح لنواف عشان يجلس ..
سلمى بصدمة : نواف ؟؟اشـ..شلون ؟
نواف ما جلس وقال: وتقولين إنك تغيرتي ؟؟ التغيير مب باللبس والمظهر الخارجي .. في أشيا أهم .. الأخلاق والتصرفات مثلاً ..
سلمى بضيق : انته وش تقول ؟ ..
سكتت مو مستوعبة ..و مصدومة بوجوده ..
نواف بضيق أكبر : وش تبيني أقول وانا شايفتك حاضنته عيني عينك وماا...
ماحس إلا بحرارة الكف على خده ..
سلمى ودموعها تنزل : انت مين أصلاً عشان تكلمني بهالطريقة ؟ مين مفكر نفسك ؟؟ منت بأخوي ولا انت تعني لي أي شي .. وزيادة على كل هذا فاهم الموقف غلط .. والحين تسمح ما أبي أشوف وجهك .. اللي فيني كافيني !!!!
ناظرها بصدمة ، وشاف دموعها .. وعرف إنه تسرع وماا راعى الموقف الصعب اللي كانوا فيه ..
ما عرف وش يقول .. وبنفس الوقت ماقدر يعتذر .. عارف انه تسرع بس مو متقبل لطريقتها في الكلام معه .. ولا تصرفاتها كلها .. ومقهور من الكف اللي عطته ايااه ..وعناداً جلس في المقعد اللي جنبها ..
قالت باستنكار : قووم .. ليش تجلس جنبي ؟؟ ما عندك مقعد تجلس فيه ؟؟
قال : إيه ما عندي .. وبعدين ليش هذااك يجلس وأنا لا .. أنا أولى منه ..
قالت بنفس اللهجة : بصفتك مين ؟؟؟؟؟؟
قال : بصفتي .... آمم .. أخاف أقول خطيبك ترميني من الطيارة.. احم.. بصفة إن وليد وصاني عليك ..
ناظرته باستنكار وسكتت ... وتوعدت وليد بسرها وهي توها تدرك سبب تفهمه للموضوع وموافقته السريعة ..
وظلوا ساكتين طوال مرحلة الهبوط اللي عدت بسلام .. وعلا صوت تصفيق الركاب لكابتن الطيارة اللي نجح في تخطي الأزمة .. وهبط فيهم بسلام .....
ظلت الطائرة متوقفة لفترة في مكانها بدون ما يعرفون السبب ....
قالت سلمى واللي حست انها أخيراً هدت تماماً الحين : وعلى فكرة أنا مو خطيبتك ..
نواف : عالأقل إلين ما أسمع رد ..
سلمى : بتسمعه قريب ..
نواف بابتسامة : أتمنى ..
سلمى ترفع حاجبها :واثق بزيادة ..! ما تبي تعرف الحين؟
نواف بضحكة : لا.. صح ابي اسمعه قريب بس مو لهالدرجة ..
سلمى بنبرة طفولية : مو موافقة ..
نواف بغيظ :ما أسمعك ..!
سلمى تكرر : مووو موافـ...
قاطعها : قلت ما أبي أسمعه الحين ..!!
سلمى بنبرة وااثقة: لعلمك مارح يتغير ..
نواف بعصبية :أنا مو قاعد أشحذ منك .. الموضوع جدي أكثر مما تتصورين !!
سكتت وهي تناظر الشباك وتشوف الناس اللي تقدموا من الطيارة في عربات مخصصة لنقل الركاب ..
وصلهم صوت إحدى المضيفات : ننبه على أن سلم الطائرة معطل حالياً بسبب إجراءات الأمان.. وسيتم فرد المنزَل المطاطي لذا نرجو منكم التقدم إلى البوابة بهدوء وفي الحال ..
قام نواف وقامت سلمى ومشوا مع الناس بعد ما أخذ نواف أغراضه بصعوبة .. سلمى بالرغم من إنها مقهورة من نواف إلا إنها كانت تمشي وراه ومن داخلها فرحانة بوجوده ، لدرجة إنها فكرت تعتذر له عن تصرفها لكن تراجعت وهي تقول إنه هو اللي لازم يعتذر على كلامه ..
أخذ منها شنطتها الصغيرة وسلمتها له بعد ما فشلت في الرفض .. وظلوا واقفين في الطابور ينتظرون دورهم .. وكان النزول من الطائرة لوحده مشكلة ، كان المنزل مثل زحليقة واسعة...وينتظره تحت المضيف عشان يمسكه أول ما ينزل ..
وجا دورهم .. ونزل نواف بالأول ...
سلمى ناظرته برعب وهي مب قادرة تتخيل انها بتنزل مثله في هالزحليقة الضخمة ..
المضيفة بضيق: هيا عزيزتي إنه دورك .. اجلسي وأنزلي قدميك أولاً.. هيا ..هيا ..
ترددت وهي تناظر نواف اللي كان يناظرها يحاول يطمنها وهو موقـّـف مكان المضيف تحت عشان ما يخلي له مجال يمسكها..
جلست على طرفها وقلبها يدق .. الكل يناظرها ومنتظر نزولها بصبر .. غمضت عينها بقوة وتركت نفسها تنزل وبدون ما تحس صرخت بأعلى صوت ..... الين ما حست بإيدين تطوقها وتوقفها عن الحركة .. فتحت عينها بحرج وهي تناظر نواف اللي ساعدها على الوقوف .. والتفتت تشوف المنزل العالي وراها وهي مو مصدقة انها نزلت منه..
قالت : يخووووف والله ..
اكتفى بضحكة وهو يتقدمها بالحقائب ...
مشت وراه وهي تقول بغيظ : ليش تضحك ؟؟
قال : مو بس أنا اللي ضحكت ... الكل كان يضحك ..!!
سكتت منحرجة وهي تتذكر صرختها ...
ركبوا بعدها العربة المتجهة للمطار ..
.
.
نواف وهو يناظر غالي اللي جلس قدامهم بمقعدين : الحين مارح تقولين لي قصته هذا ؟؟
سلمى تناظر الشباك بلامبالاة : وليش أقولك ؟؟
نواف : يعني بما إن معرفتك به قوية لهالحد لدرجة تحضنينه بشكل عادي فـ.....
قاطعته بعصبية وودها تعطيه كف ثااني : لعلمك أنا ما أعرفه وثاني شي أنا ماكنت حاسة بنفسي ومستحيل أسوي هالشي وأنا واعية...اصلا مدري اشلون كنت فاضي تراقبنا بذيك اللحظة .. انت ....ما تدري شلون كنت خايفة .. وو ..
كملت وعيونها تلمع : أصلاً مستحيل أوافق على شخص يظن بي السوء لهالدرجة وما أسوى شي بعينه ويحتقرني كل ما يشوفني...مثلك !!
قال بصدمة : سلمى أنا ما أحتقرك !!
كمل بلهجة صادقة: .. أنا آسف على اللي قلته لك من قبل .. عارف إني تسرعت ..
أشاحت بوجهها وهي تقول : لا تحاول تبرر .. أنا عارفة اللي تفكر فيه ... وخلاص انتهى الموضوع ..
نواف : اسمعيني بالأول ..
سلمى : خلاص يا نواف .. كلها كم ساعة ونرجع للسعودية وكل واحد يروح بطريقه ..
نواف : يعني وشلون بحتقرك واجي أخطبك.. شلون تجي ؟؟ سلمى..... أنا أحس...آآمم .. أحس إني أحبك ...والله ..
فتحت عينها بصدمة ..
والتفتت وهي تشوفه يناظرها بصدق .. هزت راسها بدهشة واشاحت بوجهها عنه ..
نواف بجدية : إذا كان يرضيك فهذ أنا أعتذر لك .. وأطلب منك بكل صراحة ........
كمل بتوتر : سلمى ..تزوجيـني !!

ناظرته باستنكار ورجعت تشيح بوجهها ..
نواف وهو يعيد صياغة الجملة بشكل أقل غبااءً : سلمى ...انتظريني إلين ما أخلص ..
سلمى بربكة وتوتر فظيع : نواف انتااا وش قاعد اتقول ..؟؟؟
وزعت نظراتهت بالطريق وهي تشوف مبنى المطار البعيد وقالت تشتت حرجها : ..وصلنااا ..
نواف بجدية أكبر : سلمى جاوبيني ارجوك ولا تخليني أتعلق بسراب طول السنين اللي بجلسها برا ...
سلمى بخفوت : وليش متأكد أنك طول هالسنين مارح تغير رأيك ...وإني مارح أغير رأيي ....
نواف مبتهج من تجاوبها: أنا واثق من مشاعري ، الشي الوحيد اللي مو متأكد منه ..هو انتي !
سلمى تشيح بوجهها مو عارفة شلون ترد عليه .. خصوصا إن مشاعرها تجاه نواف على حد إدراكها هي الإعجاب ..
زفرت بصوت منخفض.... وش هالانسااان ..؟؟؟،، مررة لحوح وواثق من نفسه لدرجة خلاها تتردد وتقلع عن اصرارها بالرفض ...لكنها بنفس الوقت ماكانت تبي تخسره او تجرحه ..

قالت : ...مو لازم بهالحالة تعطيني وقت أفكر ؟؟
تنهد بدون ما يرد ...
وقفت العربة وبدأوا الناس ينزلون .. وسلمى نظراتها ضايعة بينهم .. وما انتبهت غير على صوت نواف لما ناداها وهو واقف ومعه شنطهم .. وقفت ومشوا للمبنى وجلسوا في المكان اللي طلبوا منهم ينتظرون فيه ..
جلست على أول مقعد صادفها وجلس نواف بعدها بمقعدين وحط الشنط ما بينهم ..
ناظرت بانحاء المكان وعقلها مع كلام نواف ..
قالت تبدد توترها : هذا أي مطار ؟؟
نواف : بودابست .. عاصمة هنغاريا ..
هزت راسها بفهم ..
قامت من مكانها وهي تقول :عن إذنك باروح الحمام ..
مشت بسرعة ،والتفت هو وراه وشاف سهم يشير لمكان الحمامات ..
مشى بسرعة وراها وناداها : سلمى ..
التفتت بضياع : هااه ؟؟
قال : وين رايحة ؟ هذي هي وراك ..
ناظرت بالاسهم وهي تقول : آها اا .. طيب ..
راحت ووقف مكانه يتبعها بنظراته ..

.
.

بعد ساعتين من الانتظار .. أعلموهم إن الطائرة اللي راح يستكملون رحلتهم فيها جاهزة ..
هالمرة ما جلس نواف بجنبها .. جلس وراها وجلست جبنها بنت صغيرة ..وما احتك معها بأي كلام إلين ما وصلوا ..
وفي المطــار ..
سألها : في أحد ينتظرك ..؟
قالت : أخوي .. بس مدري إذا موجود الحين أو لا .. أكيد قالوا لهم إن الرحلة بتتأخر ..
مشى معها بعد ما خلصوا الاجراءات .. وشغل جواله ..
سألها : شغال جوالك ؟
قالت : لا ما ظن .. لازم له شريحة جديدة..
قال : هاك كلمي وليد .. اتصلت عليه ..
أخذت منه الجوال الممدود وهي تقول : شكراً ...
رد عليها وليد وطمنته إنهم وصلوا بالسلامة ..بدون ما تحكي له عن اللي صار معهم..
قال : يالله لا وصلتي البيت ارجعي كلميني ..
قالت بتردد وهي تخفض صوتها : وليد .. أنا آسفة ..مررة آسفة..
كانت بتشرح له بس حست انها طولت على نواف ..
سألها بقلق : سلمى فيك شي ؟؟
تنهدت :.. لا ما فيني شي .. بكلمك لما أروح البيت ..
قال : طيب عطيني نواف ..
مدت لنواف الجوال ورفعت عينها تناظره وهو مشغول بالكلام..
ملامحه تقريبا عادية لكن فيها شي يجذب.. يمكن مو قادرة تحدد مشاعرها ، بس اللي متأكدة منه إن نواف بلا شك ، ينحب !
سمعت من ضمن كلامه : أسبوع ان شاء الله وراجع ، بشوف ولد سالم الله يرحمه واشوف اخواني ،تدري محد ضامن عمره ،، وما ادري متى بشوفهم مرة ثانية ..
بعد ما خلص .. سكر الجوال وهو يلتفت عليها ...
سألته بتردد وهي ما تدري شلون للحين ما سألته عن سبب سفره : نواف انت .. ليش جيت للسعودية؟؟؟
قال بخفوت : أخوي توفى من فترة بسيطة ..
ناظرته بدهشة وقالت : ا..لله يرحمه ..آسفة ما كنت أدري..
ابتسم وهو يمد لها الجوال : خذي كلمي أهلك ...
اخذته منه وهي تحس بوجع بقلبها ما تدري ليش ..
بعد مدة ظل نواف موقف فيها معها .. شافت سلمى أخوها اللي يدورها بعينها واقف قريب..
وأشرت له ببهجة : سلماان .... سلماان ..
ناظرها الشاب اللي عمره ما يتجاوز العشرين وتقدم منها بسرعة وهو يسلم عليها ..
التفتت بعدها عشان تعرفه على نواف وتبرر وجودها معه لكنها فوجئت بإنه اختفى وشافت شنطها جنبها مثل ما هي ..
سلمان وهو يسألها : سلمى شتدورين عنه ؟؟ شي من اغراضك ناقص ؟؟
التفتت بكآآبة واحباط : لااا .. كلها موجودة .. انت جاي لوحدك ؟؟
سلمان وهو يشيل شنطتها : أمك جات معي ، بالسيارة تنتظرك ..
مشت معه وهي تقول : اشتقت لها والله ....
ولفت تدوره بعيونها يمكن تلمحه ولو مرة أخيرة قبل ما تمشي لكن بلا فائدة ..



.

.

.

.

.

.





في الايام الماضية صاروا يودون سامي لأمه تحت اشراف عبد الله الطبيب - واللي كان جار قدييم لنايف واخوانه لمدة طويلة زمان و صديق لنايف خصوصا - و بالليل يرجع مع ديما وفياض بعد ما أقنع عبدالله فابيان بضرورة بقاءها في المستشفى لاستكمال العلاج الجسدي قبل النفسي .. واقتربت حفلة عايض وخلود واللي قرروا انها راح تكون ملكة ...
.

.

.
وقفت قدام الفستان الأحمر المعروض في واجهة أحد المحلات اللي قدامها وهي تناظره بإعجاب .. حست بيده تغمر يدها بحنان .. التفتت عليه وهي تبتسم ابتسامة مابانت من تحت الغطا ..
سألها : أعجبك ؟
قالت وهو عاجبها حييل : حلو ... خلنا نسأل عن سعره ..
قال وهو يمشي معها لمدخل المحل : دامه عجبك مارح نطلع إلا واحنا ماخذينه ..
دخلوا وهي تتندم شوي لأنها تدري إن سعره مارح يكون هين ..
لكنها راح تتركه يسوي اللي يبيه لها .. بالذات وهي تدري إنه يحاول يسوي اللي يقدر عليه ويرضيها ..
لازم تقنع وتحسسه بمشاعرها الحقيقية وانها بالفعل راضية وسعيدة معه..
سألها فياض بعد ما كلم البائع : خلاص.. ناخذه ؟
ديما بعد ما سمعت السعر وتبخر كلامها لنفسها : مو كأنه غالي؟
فياض يشد على يدها : مو هذا قصدي بالسؤال .. اهم شي اكيد مناسب وأعجبك ؟؟
هزت راسها : إيه ..
استلموا الفستان و كملوا تمشية ما بين المحلات ..
ناظر ساعته وهو يقول : باقي وقت لو تبين تاخذين شي ثاني ..
استوقفها محل للأحذية والحقائب واختارت منه اشيا بنفس لون الفستان اللي اخذوه ومن ضمنها اكسسوارات كانت موجودة بنفس المحل ..
طلعوا بعدها من المكان وهي تحمد ربها انها لقت شي مناسب بوقت قياسي ومالففت فياض معها ..و لأن يكفي اللي دفعه للحين ..!
مروا على سامي بالمستشفى ودخلت ديما لفابيان وهي تتذكر أول مرة التقت فيها ، كيف كانت باردة معها واكتفت بالسلام فقط وبكلمات بسيطة .. انتبهت على الدكتور عبد الله اللي كان موجود وجالس بعيد عن فابيان ..
اقتربت وهي تسلم .. صافحت فابيان وهي تسلم عليها .. واقتربت وهي تبوس سامي على خده ..
قالت لفابيان: كيف حالك ؟
فابيان بابتسامة لأول مرة تشوفها ديما : بخير .. وأنتِ؟
قالت ببهجة : بخير الحمد لله ..
سألتها بنبرة محبطة : ستأخذين سامي ؟
ديما بتردد : هل تريدينه أن يبقى لمزيد من الوقت ؟
فابيان وتناظر الدكتور ورا ديما : كنت أود رؤية وجهك والحديث معك .. لكنه يصر على البقاء مادام برفقتي أحد .. حتى ابني .. أتصدقين ؟
ديما باشفاق وهي ترفع جوالها : أعرف ..
كلمت فياض وقالت له انها راح تبقى شوي مع فابيان ...
والتفتت على الدكتور : أخوي ما ينفع تتركنا شوي ؟
عبد الله اللي كان سامع حوارهم ويدعي الانشغال باوراقه : مو مشكلة .. إذا خلصتوا أنا برا ..
ديما : شكرا ..
فابيان بدهشة : ماذا قلتي له؟
ديما تجلس على الكرسي مقابلها وتشيل نقابها ..
فابيان بدهشة : أنت جميلة .. لم إذن تخفين كل هذا الجمال ؟؟
ديما بابتسامة : هذا يتعلق بالدين ..
هزت راسها بفهم .. وسألت ديما بعض الاسئلة عن عائلتها وغيره .. أما ديما فكان واضح لها التغير التاام لفابيان اللي قبل .. شوي وطلعت ومعها سامي وهي تتمنى إن فياض ونايف يعملون حساب لمشاعر فابيان وما يحرمونها من ولدها ..
.
.

.
.

.
.

في البيت .. دخلت وهي شايلة سامي النايم لأنهم مروا مطعم وهم ماشيين وتأخر الوقت، حط فياض الاكياس على جنب ودخل وهو يشوفها تغطي سامي وتشيل عباتها وترتبها ..
قال بتساؤل : ما قلتي لي ايش صار مع أمه ؟
قالت وهي تعتدل: بصراحة كسرت خاطري .. كانت مرة متغيرة .. للأحسن ...
قال بتفكير : .....وما قالت لك شي عن سامي ؟
قالت : لا .. بس لما جيت باطلع كان باين انها متضايقة ..بس وشكرتني على اهتمامنا فيه ..
كملت بتردد :فياض ليش ما نوجه لها دعوة للإسلام ؟؟
ناظرها بتفاجؤ ..
قالت بتوضيح : يعني أفضل من إن تبعدون سامي عنها ، بهالطريقة بيجلس معها واحنا مطمنين عليه .. وبنفس الوقت تكسبون فيها اجر ..
فياض يهز راسه بعدم اقتناع : أكيد إن سالم حاول معها من قبل .. ما أتوقع إنها بتتقبل الحين ..
ديما بأمل : طيب عادي أكلمها أنا بالموضوع ؟ مارح نخسر شي ؟؟ ..شكلها مررة طيبة ..
فياض يبتسم وهي يتقدم منها : والله انتي اللي طيبة ..!
ابتسمت : بخلي عايض يجيب لي كتيبات عن الاسلام بالفرنسي و الانجليزي ..
فياض : انتي خلي عايض بحاله أكيد مشغول هالايام .. وأنا بجيبهم لك ..
قالت ببهجة : .... شكــراً ..
تجاوزها للدولاب وهو يقول بمزح : وش قلنا عن شكراً ؟
قالت بخجل : ما اقدر ..لازم اقولها ..
التفت بابتسامة : ما أبيك تقولينها ..
قالت بصدق: ما في مجال .... آه صحييح ،، شكراً على الأغراض ..!
قرب منها بتهديد : وبعدييين ؟
ضحكت ...وقطعت ضحكتها لما حست بقبلته السريعة على خدها ..
اخذ اغراضه وراح للحمام ... طلعت من الغرفة مبتسمة وهي تشوف الاكياس عالكنب .. اخذتها وجلست تتفرج عليها .. جا على بالها تقيس الفستان وتجرب الاغراض بس أجلت الموضوع الين ما ينام فياض ..

.

.

.

.

.

.

بعد لحظات من الاستقبال الحاار اللي استقبلتها فيه أمها .. دخلت غرفتها القدييييمة وهي تسترجع ذكرياتها فيها ..
استلقت على السرير بتعب ومازالت ملابسها عليها .. ومن مكانها لمحت شنطها اللي دخلها اخوها سلمان بالغرفة .. ولفت نظرها شي منحشر بين طيات الشنطة ..
سحبت الورقة المطوية وفتحتها بسرعة ...
وشافت مكتوب عليها بخط كبيير ..
"انتظريني "
وغصبن عنها زادت دقات قلبها وهي تتذكره وتسترجع اللحظات اللي مرت فيها معه اليوم ....
ذكرى مستحيل تنساها ...!!
.

.


.

.

.


نايف كان منشغل في هاليوم مع بعض اصحابه ورجع متأخر للبيت بعد ما اطمن ان سامي رجع مع فياض.. ركن سيارته تحت البيت ونزل متوجه للباب لولا صوت السيارة اللي سمعه قريب ،، لف يشوف التاكسي اللي وقف وراه .. وانصدم وهو يشوف اللي نازل منه ..
اقترب منه بخطوات سريعة وبكل صدمته هتف : نـــــواف ؟؟؟؟؟؟؟؟!!!
.
.
.

.
.


















يتبع

 
 

 

عرض البوم صور ضجة الصمت  
قديم 30-12-09, 03:28 AM   المشاركة رقم: 50
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 118715
المشاركات: 634
الجنس أنثى
معدل التقييم: ضجة الصمت عضو على طريق الابداعضجة الصمت عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 152

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ضجة الصمت غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضجة الصمت المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

الفصل السابع والعشرين


.

.

اقترب نايف من نواف بصدمة وهو يقول : نوااااف ؟؟ وش جاابك ؟؟؟؟؟؟
نواف ترك الشنطة من يده واقترب من أخوه : نايف ...
نايف سلم عليه وضمه له وهو يقول : تصدق كنت حاس انك بتتهور وبتجي ... ودراستك ؟ لاتـ ....
نواف قاطعه بابتسامة : لا تخاف ..رتبت أموري بالنسبة لهالاسبوع ..
نايف : ليش جيت ؟؟
دخل معه نواف وهو يكلمه عن اخباره باختصار ..ونايف حكا له عن اللي صار مع سالم وزوجته من بعده ..
نواف : ووين ولده الحين ؟
نايف ويأشر فوق : مع فياض ..
ورفع جواله وهو يقول : خلني أكلمه .. بيتفاجأ أكيد ..
رد عليه فياض بعد شوي وكان صوته نايم : نعم ؟
نايف باستعجال : فياض انزل لي الحين أبيك ضروري .. أنا بالصالة ..

فياض ويناظر ساعته : وش فيه ؟؟ تدري كم الساعة الحين؟
نايف : أنتظرك ... بسرعة ..
وسكر ..
نواف : كان خليته وبكرة بيشوفني ..
نايف بحماس : بصراحة أخوك هذا من يوم ما جا سالم وهو متغير .. صاير واحد ثاني بالمرة .. وكأنه كان ميت وصحى فجأة .. تخيل إنه صار يصلي كل صلاة بوقتها ورجع للشغل وماشي فيه تمام..لا وصار يحكي ويضحك حتى لو قليل ..
نواف بضحكة : تطوراات ..حمستني أشوفه والله ... مب قادر أتخيله مثل ما تقول ..
فياض من وراهم بدهشة : نوااااف؟؟؟؟؟!
نواف وقف واقترب منه ..
فياض : نواف ... وش جابك ؟؟؟
نواف وهو يناظر بأخوه اللي حتى شكله متغير..
قرب فياض منه وسلم عليه والتفت على نايف : ..كنت عارف انه جاي؟
نايف : لا والله ..
نواف بمزح : شكلكم تبوني أرجع .. لا تخافون كلها أسبوع ورااجع ..
فياض : تعاال .. صدق وش جابك ؟ وليش مخلي دراستك ؟
نواف كان مستغرب من اهتمامه وبنفس الوقت مستاانس وهو يشوف كيف أمنيته تحققت واجتمع هو واخوانه من جديد مثل زماااااان .. لولا انه سبب اجتماعهم كان فقدان واحد منهم ...!
جلس وياهم وبعد فترة خلاهم وطلع لغرفته يرتاااح من الرحلة المرهقة ...
.

.
دخل للغرفة ورجع يستلقي بمكانه وهو يبتسم ، ما توقع إن شوفة نواف بتأثر فيهم بهالطريقة .. تمنى لو يجلس بينهم من جديد ويكون تحت أنظارهم .. لكنه لازم ياخذ فرصته مثلهم ...
التفت على جنبه وهو يناظر مصدر عذابه اللذيذ ..
تنهد بعمق وهو يناظر عيونها المغمضة بنعومة وسلاام ..مد يده يزيح خصلاتها اللي خبأت جزء كبير من وجهها .. وغمض عينه بعد محاولات عديدة لاستجلااب النوم من جديد ...



.

.

.

.

.








*آخر الأسبوع ..وقبل ملكة عايض وخلود بيوم ..
عايض اتصل على فياض وقال له إنه يبي ياخذ ديما معه اليوم ويتركها عند خالتها وبكرة فياض ياخذها وهم راجعين من الملكة .. وطبعا هذا كان بناااءً على طلب خالاتها اللي بيونها تقضي معهم وقت أكبر ..
فياض وافق على مضض .. ماكان شايف للموضوع أي لزوم .. بس فكر إنها يمكن تبي تغير جو .. خصوصا وهي من فترة ما شافتهم ..
وهي بدورها استانست على الفكرة .. واتفقوا إنهم بيودون سامي لأمه بهالفترة ..بعد ما أخذوا الإذن من الدكتور عبد الله ... وأقنعوا نايف المتعصب ضد فابيان ..
جهزت شنطتها ووقفت تسكرها وعينها على سامي اللي ملتهي بلعبة بيده ، خافت إن هالمرة تكون آخر مرة يجلس فيها معها ... لأن الدكتور قال إن فابيان راح تخرج قريب من المستشفى ..
تنهدت وهي تقنع نفسها إنها مهما صار راح توقف بصف فابيان وإنها لازم ما تنحرم من سامي .. وتمنت من قلبها إنها تفتح الكتيبات اللي أعطتها إياهن .....
واللي ما تعرفه ديما إن الدكتور عبد الله كان له نشاط كبير بالدعوة وإنه كلم فابيان وتواصل معها بهذا الشأن مسبقــاً .. بدون ما يعطي أي أحد خبر عن الموضوع ..
.
.
شالت الكيس اللي فيه فستانها بعناية ،، وحطته بجنب شنطتها وشنطة سامي.. وحملت سامي وهي تمسح على راسه وتبوس خده... بدلت له ملابسه عشان راح يمرون به على أمه بالأول ..
دخل فياض وشافها وهي تلبسه الجزمة الصغييرة ،، أخذ الاغراض وسبقها على تحت .. شالت سامي وسرحت له شعره بالفرشاة على خفيف وعطرته من عطر فياض وعدلت عباتها ونزلت ..
مروا على فابيان ووقف فياض ينتظرها برا ..
دخلت وهي تسلم ، وكان الدكتور عبد الله عندها وشكلهم كانوا في حوار ودي ...
جلست وسامي على رجلها على كرسي قريب .. ابتعد بعدها الدكتور عبد الله وتركهم لحالهم ..
اقتربت منها ديما وأعطتها سامي وحطت شنطة أغراضه بجنبها وهي تسلم عليها وتسألها عن أحوالها..
فابيان : هل ستذهبين الآن ؟؟
ديما بابتسامة عذبة : نعم .. لكنني سعيدة لأن الدكتور قد سمح لسامي أن يبقى معك حتى الغد ..
تنهدت فابيان : لقد سئمت المشفى ،، أتمنى أن أخرج بأقرب فرصة ..
ديما ابتسمت وهي تقترب وتبوس سامي وتودع فابيان:ستخرجين قريباً - إن شاء الله - .. إذاً ، أراك غداً..
..وطلعت بعد ما ألقت نظرة على الكتيبات الموجودة على الطاولة القريبة من سريرها ..
.
.
وصلوا لعند عايض واللي كان ينتظرهم قدام بيته ..
نزلوا ونقل فياض اغراضها لسيارة عايض بعد ما سلم عليه ..
ركبت في المقعد القدامي وسكرت الباب ،وهي تستدرك انها نست تسلم على فياض ..
رجع بابها ينفتح وفياض يطل عليها وهو يقول بابتسامة : مافي سلام ؟؟
قالت بحرج وهي تناظر عايض بطرف عينها : مع السلامة ..
باس خدها من فوق النقاب : انتبهي على نفسك ..
وسكر الباب وهو يبتسم لها ...
ركب عايض بجنبها وهو يضحك ..
قالت بعد شوي تبدد إحراجها : مبرووووك عيووضي .. والله إني فرحاانة لك كثيييير ..
قال وهو يناظرها بحب : الله يبارك في حيااتك يالغلاا ..
قالت : انت ماشفت خلود للحين؟
قال وهو يحرك السيارة : المفروض اليوم بشوفها ..لكن عموما ً أنا واثق من ذوقك ..
ابتسمت وقالت: طيب وانت بتوديني كل هالمسافة وبترجع ؟؟
عايض : لاا مافيني .. بخليك عندهم واروح لاي فندق ..
هزت راسها بفهم ..
وطلعت جوالها بعد ما رن بنغمة المسج ....
.
.
" بشتاق لك .."
ابتسمت بخجل وماعرفت شلون ترد عليه .. ومالقت غير إنها ترسل أي رسالة جاهزة عندها أسهل من إنها تفكر بشي .. وعالاقل ما تكون طنشت رسالته ..
"الله يحرمك من ثلاثة .. الضيقة والهـم واللي مايعرف قدرك ،،
والله يخلي لك ثلاثة .. نفسك وأهلك ..وأنا بعد إذنك .."
أرسلتها وما أمداها ترجع الجوال إلا ورسالة جايتها ..
" ........أحبك "
خبت الجوال بحضنها وهي تبتسم... وهالمرة حست إنها حيرانة اكثر ومارح تقدر ترد عليه ..
وتساائلت ،، وش بيضرها لو صارحته بمشاعرها ... ما تدري ؟؟ ليش صعب عليها لهالدرجة تقول كلمة صادقة وتريحه ؟؟ ولمتى بتخليه ينتظر ؟؟
فتحت رد على الرسالة وجربت تكتب ..." وأنا ..." ..مسحتها ورجعت تكتب ..." وأنـا بعد .." ......ورجعت تسمحها .. وتكتبها من جديد.. الين ما ضغطت بمرة زر الارسال بدون قصد ..حاولت تكنسل بسرررعة بس ما أمداها .. !! ولما جاها تاكيد انها وصلت ،، حست بالدم يرتفع لوجههاا بقوة.. وخبت الجوال في عبايتها وهي تحس انها راح تبكي من اللخبطة ..
ارتجفت لما وصلتها رسالة ثانية وما قدرت تفتحها ..
عايض بعد دقاائق يغايظها : مارح تفتحينها ؟؟؟
التفتت عليه وهي تكتشف إنه كان متابعها طول هالوقت : هممم ؟؟ بفتحها .. قصدي لا .. مو مهمة ..
غمز لها بعينه : علينا ؟؟ افتحيها بسرعة وردي لا يزعل منك حبيب القلب ..
قالت بربكة : لا مو كذا ..
ضحك عليها .. ومسكت الجوال مرغمة وهي تفتح الرسالة وجسمها كله يرتجف ..
".. ما تنفع برسالة ...لما أشوفك قوليها ..."
رجعت تحطه بشنطتها وهي تحس إنها قطعت شوط كبيييير من الجري من كثر ما دق قلبها .. حاولت تتأمل جانب الطريق وتشغل نفسها بالتفكير في أي شي ثاني لكن ما نفع ..
" ياربيــــه ...وش فيني ؟؟؟؟!! عادي ..عادي .. كان لازم بقولها بيووم ..عاااادي "
شغل عايض بعدها الإذاعة وهدت وهي تسمع صوت القارىء العذب يتلو آياات من القرآآن تسللت لأعمااقها....
.

.


.

.

.




وصلوا لبيت أبو خلود.. سلمت ديما على عايض قبل ما ينزل ويسلم على أبو خلود اللي قرب منهم بعد شاف سيارة عايض تدخل للحوش ،سلم عليه بحرارة ..
أما هي فدخلت من مكان ما أشرت لها خالتها من عند الباب ..و استقبلتها خالتها في حضنها : وحشتيييييني يالغاالية .. أخبارك بنتي ؟؟؟
ديما وهي تنسحب من حضن خالتها عشان تسلم على حصة ومناير : الحمد لله يا خالتي انتو بعد وحشتووني والله ..
سألت بدهشة وهي تناظرهم : ووين خلود ؟؟
عزيزة :مع منى بالسوق تلقينهم جايين الحين .. يالله يا بنات طلعوا ديما لغرفتكم ..
والتفتت عليها بحب : اطلعي بدلي وارتاحي .. أنا بروح اشيك عالغدآ وجايتك آخذ علوومك بعدها ..
ابتسمت ببهجة وطلعت مع البنات اللي سحبوها معهم لفووق ..
.

.

.

مناير : ديما وش هذا اللي في الكيس ؟؟
حصة : وش دخلك يالملقوفة ..؟؟
ديما بابتسامة : لا عادي .. هذا فستان شريته للحفلة بكرة ..
حصة : والله ؟؟ وريييني ..
مناير تركض للكيس وتجيبه وتعطيه لديما ..
حصة : مناير اجلسي واستهدي بالله..
مناير : مالك دخـــل !!
حصة : إنااا لله .. ديما طلعيه أشوفه ..
ديما تضحك عليهم ..... مازالوا على نفس الحالة ..
ديما طلعت الفستاان وناظروه بانبهاار ..
حصة : يالقلووودة .. حتى أنا حقي أحمر ..
ديما بضحكة : ياسلاام .. حلو عشان نطقم ..
مناير : رهييب الفستان .. متى شريتيه ؟؟ وبكم خذتيه ؟؟
ديما جاوبتها وهي تشوف حصة اللي قامت تطلع فستانها ..
مناير : اوووووووه مرة غالي .. أغلى عن حقي ..
ديما وهي تناظر فستان حصة : يجنن .. والله حلو .. وأكيد عليك بيصير أحلى ..
حصة : إيه بس أمي للحين معارضة إني خذته لأن مفتوح شوي ..
قاطعهم دخول منى المفاجىء وخلود من وراها : ديـــــــمااااا ..
حضنتها منى بحب وهي تقول : اشتقت لك ياااابنت .. وأخيراً شفناااك ..
ضحكت وسلمت على خلود من بعد منى : مبروووك خلود ..
خلود بخجل وبصوت خافت : الله يبارك فيك ..
منى تخبط خلود بمزح : مايلييق عليك ..
خلود بعين مفتووحة تناظرها ورجعت تخبطها بنفس الطريقة ..
منى : أيواا باني على حقيقتك ..
ديما تضحك عليهم وفرحااانة إنها وأخيراً شاافتهم واجتمعت فيهم بظرووف ثانية وأحسن عن قبل بكثيير ... أمنية ما ظنت بتتحقق بيووم .. بعد ما ظنت زماان إنها راح تودع الابتساامة للأبد ..
التفتوا لفستان ديما وبدأوا يعلقون عليه ...
وانقضت بقية اليوم السعيد بسرعة على الكل ......ماعدا خلود اللي كانت متوترة شوي ..

.

.

.

.

.
*يوم الملكة ..
مر اليوم بسرعة وسبقت منى البنات مع خلود للمشغل ... وبعدها بشوي راحوا البنات مع عزيزة للصالون .. وهناك طبعا استغرقهم وقت طوييييل عشان يجهزون كلهم ..
مناير كانت لابسة فستان كحلي ومطرز بالفصوص الفضية اللامعة ،، وحصة كانت مطقمة مع ديما بالاحمر لكن فستانها كان مفتوح شوي من عند الصدر ومبين جزء كبير من ظهرها .. أما ديما ففستانها كان لايق عليها كثير ومبرز بياض بشرتها ، وتكسيمته على جسمها كانت جداً راقية وأنيقة، حست إنها وحدة ثانية ، خصوصا بعد ما لعب المكياج بوجهها ..
كان المكان اللي انحجز للحفلة عبارة عن قاعتين مفصولتين لكن قريبين من بعض داخل مجال واحد ..
دخلوا البنات للقاعة مع عزيزة اللي بدأت تشرف على التجهيزات الموجودة ..
وحطوا أغراضهم على أقرب طاولة من الكوشة .. وراحوا للحمامات يتأكدون من أشكالهم قبل ما يوصلون الناس ...
.
.
مرت ساعة وبدأ الناس يجون وطبعا معارف أبوخلود ومعارف عزيزة وصديقات خلود والبنات كانوا كثييييير ،، والقاعة صارت مليانة ناس .. وصلت خلود بعدها بشوي وطلعوا ديما وحصة مع أمها عشان يدخلونها .. أما مناير فانشغلت مع صديقاتها وقريباتها من العائلة ..
دخلوا خلود بعدها والكل جلس بعد ما عرفوا إنها راح تدخل الحين ..
ديما وهي تمشي معها : ماشاء الله .. طالعة تهبلين يا خلود ..
خلود تناظرها بحرج وهي تطلع ببطىء على الكوشة : والله ؟؟
ديما افسحت الطريق لعزيزة اللي تقدمت من بنتها وهي تسلم عليها وتبوسها ..
ونزلت ديما للبنات بعد ما تقدموا الناس يسلمون على خلود ويباركون لها ..
طبعا طول وقت دخلة خلود والصوت اللي كان شغال متوقف .. ورجع يشتغل من بعدها ..
وتذكرت ديما موقف هديل اللي نصحتها بيوم عرسها ،، وراحت تدور حصة عشان تسألها إن كان فيه عندها بديل لهالأغاني .. لكن ما لقتها بوسط الزحمة ..وشافت مناير واقفة مع صديقاتها..
راحت لها وهي تسألها : منووور ماشفتي حصة ؟؟
مناير : كانت عند الحمامات انكب على طرف فستانها عصير وراحت تغسله ..
راحت ديما للحمامات وشافتها مررررررة مزحومة .. رجعت بإحباط ،، لكن لما رجعت فكرت ،، شافت أفضل شي تكلم خالتها منى ... أكيد راح تتفهمها وتساعدها ..
.

.

.

.

سألت وحدة من الخادمات اللي كانوا موجودات بالقاعة وهي ماسكة طرف ثوبها المبلول :لو سمحتي ... في حمام ثاني هنا ؟؟
الخدامة هزت راسها بتفكير : أنا ما في إجي هنا كتير ..يمكن في واهيد برا ..
زفرت وهي تتجه لباب القاعة وطلعت منه وهي تطل براسها قبل ،، وتخطت السور اللي يحجب باب النساء عن المارين برا ،وهي تشوف الممر فاضي ..
ابتسمت براحة وهي تشوف بابين مغلقين من بعيد ، واحد منهم عليه علامة الحمام النسائي .. تكاسلت ترجع تجيب عباتها من داخل ..و راحت له بسرعة وحاولت تفتحه،، لكنه كان مغلق ..!!
زفرت بإحباط وهي تلتفت عشان ترجع ، لكنها صرخت وهي تشوف الفراشة العملاقة اللي متجهة نحوها .. وهي معروووف إنها جباااااانة والحشرات أكثر شي يخوفها ..
ترااجعت تبي تبعد عنها لكن وكأن الفراشة مصممة تتبعها ...
دارت بعيونها بهلع وحاولت تفتح باب الحمام من جديد ، وانتقلت للباب الثاني تجرب تفتحه ،، وزفرت لما فتح معها وأول ما شافت الظلام في الغرفة دخلتها وهي تخلي بابها مفتوح .. تدري إن الحشرات ما تدخل بالظلام ..
ظلت تراقب الفراشة اللي وقفت على باب الغرفة وهي واقفة مكانها وتدعي عليها : اللله يقررررفك .. مووووتي .. تحركي يالله ... الله يقرفففك من حشرة .. وووع ..
ثواني وحست بصوت خفيف من وراها .. فتحت عيونها على وسعها برعب وهي تتجمد بمكانها وكل كللللللها يرتجف..
تمتمت بسرها بصوت مهزوووز وفكرها يروح لبعيد : اعوذ بالله من الشيطان الرجيم . اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ..
وتمت تكررها الين ما حست بصوت الانفاس يعلى أكثر ...ما قدرت تستحمل وصرخت بأعلى صوتها !!
زادت من صراخها وهي تحس باليد اللي لفت على فمها تكتم صوتها .. رجولها سااابت وطاحت جالسة على ركبها وهي ترتجف .. !!!!!


.

.

.

.


كان قايل لفياض يعتذر لعايض منه لأنه عنده شغل اليوم ومارح يقدر يحضر الملكة .. لكن عايض اتصل عليه وأصر .. وراح هو ونواف بسيارته ، وفياض راح بسيارته لأنه بترجع معه ديما ...
كان راكن سيارته قريب من الباب ، وأدرك غلطه بعد ما دخل وشاف الزحام والناس اللي مستمرين بالدخول ، وقرر يطلع يركنها بعيد عشان يقدر يحركها لا طلع وما يتعطل وقتها..
بعد ما حركها نزل راجع للقاعة لكنه شاف يده عليها سواد غريب وخمن ان يكون مصدره السيارة ..ولأنه ما كان منتبه للحمامات اللي بداخل القاعة ،، دخل من باب قريب وهو متوقع يلقاها من خلاله ..
.
.
شاف بابين واحد مفتوح وفيه اضاءة داخله وواحد مغلق عليه علامة حمام النساء ،، وادرك غلطته ..لكن قبل ما يتحرك شاف اللون الاحمر الفاقع اللي عور له عيوونه واللي مايدري من وين طلع ، وأسرع يتخبى داخل الحجرة المفتوحة ويسكر الباب والنور..
.

.

.

كتم ضحكته وهو يسمعها تتعوذ ،، لكنه أدرك جدية الموضوع لما شافها طاحت على ركبها من الخوف .. كان شايف ظهرها بوضوح من انعكاس الضوء من برا عليها ...
جا بيتكلم لكن صرختها صمت آذانه وأسرع يكمم فمها وهو يقول : اوووص ..اووص اسكتي بتفضحييينا ..
قال لما حس برجفتها تزيد وبللت دموعها يده : بتركك بس لا تصارخيين .. رجـاءً ..!!
تركها واستمرت تتعوذ بصوت أعلى وهي تشهق بالبكاا : اعوذ بالله من الشيطاان الرجيم .. اعووذ بالله من الشيطان الرجيم ..
مد يده وفتح النور وهو مازال كاتم ضحكته... و.........انصدم من شكلها ...
وقف ثواني يستوعب .. يمكن لانه أول مرة يشوف بنت حلوة قدامه ..ارتبك وارتجت اطرافه ..
هز راسه عشان يصحصح : انتي..انتي مين ؟
قالت وهي مازالت مغمضة عيونها : آ .. آآ ..آنـ ..أنا .. حصـ ...حصة ..مـ..محمـ ..ـد...الـ...
هنا ما قدر يكتم ضحكته وهو يشوفها تسرد اسمها بالكامل من تأثير الخوف ..
تعوذت اكثر وهي تسمع الضحكة : اعووذ بالله من الشيطاااااان الرجيييييييم ..
حس إن البنت طار عقلها وبتفقد وعيها بعد شوي ..وخاف لا صدق تستخف ولا يتلبسها شي ..
قال بضحكة وعيونه ما فارقتها : طيب يا حصة ... إذا ما طلعتي من هنا الحين ورجعتي داخل خلال دقيقة وحدة ...أووعدك مارح أأذيك ..
فتحت عينها وطيرااااان لعند الباب وهي تتعثر بفستانها ... لدرجة انها ماشافته حتى ...
ضحك وهو يتبعها بنظراته ... سكر النور بعد لحظة وطلع وهي يتأكد إن ماحد شافه ..
لكنه توهق بقية السهرة وصورتها مو راضية تطلع من باله ... واسمها ينعاد بذهنه كل شوي ..
" وأنا وش لي بوجع الراااس .. من متى و-الجنس الآآخر- يهمني يعني ؟؟؟؟؟"
زفر وقرر يرجع بدري لأن عنده مشاريع لازم يخلصها قريب .... وراح يدور نواف ... لكنه رفض يروح معه لانه ما امداهم يجلسون وقال له انه بيرجع مع فياض ..

.

.

.

.

.

.

.






مر الوقت ،، وكان المفروض إن خلود بتطلع لغرفة جانبية وبيدخل عايض عندها ..
دخلت عزيزة وتمنت ديما تدخل معها لكنها فضلت تنتظر إلين ما يخرج أبو خلود من الغرفة ..
دخل عايض وسلم على خالته عزيزة ، وافسحوا له عشان يسلم على خلود اللي كانت جالسة ومنزلة راسها ...
اقترب وسلم على جبينها بهدوء وهو يتأمل ملامحها بفضول ما قدر يخفيه: مبرووك خلود ..
قالت بصوت خافت : الله يبارك فيك..
توالت الدعوات على مسامعه من خالته.. وطلع بعدها ابو خلود من الغرفة وطلعت عزيزة ، وثانيتين ما أمدى عايض فيهم يتأملها براحته إلا ومنى داخلة تبارك بأعلى صوتها ... ومن وراها ديما اللي قربت وسلمت على عايض بفرحة ..
جات بتبعد لكنه سحبها من يدها واشر لها تقرب منه ..
قربت وقال لها في إذنها : اطلعي وخذي خالتك معك ..
ضحكت ومسكت يد منى وهي تقول لها بهمس : خااالة تعالي برا بقولك شي ..
طلعت معها وسكرت الباب وراها بإحكام..
التفت عايض على خلود وهو يناديها بصوت هادي : خلود
قالت وهي تحرك يدها بتوتر : نعم ..
قال بابتسامة : ممكن ترفعين راسك شوي بس.. مو شايفك ..
رفعت راسها بحرج وهي تناظره ..
قال : كيفك ؟؟
قالت: احم الحمد لله ..
قال وهو يتناول كفها ويشد عليه : مبرووك علينا .. وإن شاء الله ربي يقدرني وأسعدك ..
قالت وهي تبعد أنظارها عنه : تسـلم ..
قام واقف وترك يدها : يالله أتركك .. وإن شاء الله أشوفك على خير قريب ..
رفعت عينها تناظره وببالها انه ابتعد ،لكنه دنق وباس جبينها بسعادة : مع السلامة ..
قالت بصوت مب مسموع : مع ..السلامة ..
طلع من الباب الثاني ،، واول ما سكر الباب حطت يدها على قلبها وهي تغمض براااحة .. ورجعت تفتحها وهي تبتسم بفرحة ..
يجنن هالعاايض .. في كل شي .. لباقته ووسامته وابتسامته ..!! معقولة اختارني أنا ؟؟ ويعتبر الحيين ...زوجي ؟؟!
ضحكت... ودخلت منى وهي تشوفها : آهااااااا مسكتك وانتي تضحكين .. الحين قوليلي وش سر هالضحكة... بسررعة ؟؟؟؟؟؟
هزت راسها بالرفض وهي تضحك مرة ثانية.. وسعاااااادة ومشاعر محببة تغمر قلبها .....

.

.

.

.

.

.

دق جواالها ودق معه قلبها وهي تشوف اسم فياض بالشاشة...
ردت وهي تقول : السلام عليكم ..
فياض : وعليكم السلام ...شلونك ديما ؟؟
قالت : الحمد لله ...تمام ..
سألها بعجلة :ديما انتو خلصتوا أو لسـا ؟؟
ديما : تقريباً خلصنا... انت بترجع الحين ؟؟
فياض : إيه إذا خلصتي إطلعي لي .. أنا بنتظرك قدام الباب لأني موقف السيارة بعيد ..
ديما : اوكييه الحين بطلع .. .. بس بأسلم على خالاتي والبنات ..
سكرت وهي تتقدم من خالتها عزيزة تسلم عليها ..
حضنتها خالتها بحب واقتربت منها منى وهي تقول بحزن : والله بنشتااق لك يا قلبيـي .. لا تقطعينا سامعة؟؟.. أبي أشوف رسايلك واتصالاتك ..
ابتسمت وطاري الرسايل يوترها ..
سلمت على مناير والتفتت على حصة اللي ماكانت مركزة معهم : حصووه بروح ..مارح تسلمين علي؟
حصة اقتربت وسلمت على ديما بود : واحنا بعد صيري كلمينا مو بس ام لسان ..ليش اهيا فوق راسها ريشة دوم تكلمينها واحنا لا ..؟!!
ضحكت ديما : ولااا يهمك .. معي ارقامكم الحين وان شاء الله نصير نتوااصل ..
عزيزة : الله يحفظك يا ديما .. انتبهي لنفسك ..
ودعوها وطلعت للبوابة وهي تدور فياض بعيونها ...

.

.

.

.

في السيارة حمدت ربها إن نواف معهم ، وانها ركبت ورا .. لانها مازالت متوترة بسبة الرسالة .. و ما مر شوي إلا وهي نايمة من الارهاق بسبب اليوم المزحوم اللي قضته ...

.

.

.
صحت بصعوبة على صوت فياض وهو يحاول يصحي فيها .. فتحت عينها واعتدلت وهي تشوفه جالس جنبها بالمقعد الخلفي ..
قالت بدهشة وهي تعدل نقابها وتعتدل: احنا وين ؟
قال بابتسامة وهو يناظر عيونها المكحلة من تحت النقاب : وصلنا من نص ساعة ..
شهقت : والله ؟؟
قال وهو يفسح لها المجال: يالله انزلي وكملي نومك بالبيت ..
قالت باعتذار وهي تنزل معه : آسفة ما حسيت فيك والله .. اليوم تعبنا كثير مع خلود ..
قال : انبسطتي ؟؟
قالت بصدق : ايه الحمد لله .. كل شي كان حلو ومرتب وطالع من أحسن ما يكون ..
فتح باب الجناح وسبقها في الدخول ... دخلت وراه وتوقفت يدها على عباتها قبل ما تشيلها بتردد ..
التفت عليها وهو يسألها :شلون كان الفستان ؟؟ أحد علق عليه ..؟؟
ابتسمت بخجل : إيه .. قالوا حلو ..
سألها بابتسامة غامضة : وهو فعلاً حلو؟؟
هزت راسها بارتباك وهي تفكر إن من حقه يشوفه ..اصلا للحين منحرجة انها اختارته بالرغم من سعره .. وبعدين مارح تلبسه مرة ثانية قريب ..
رفعت يدها لنقابها تفكه ومن بعده طرحتها .. وافلتتهم بحركة بطيئة على الكنب وراها ..
فكت كبسولات العبااية وشالتها وهي تحطها معهم....
رفعت راسها و هي تناظره بخجل ورجعت نزلتها لما شافت نظراته اللي تتأملها بتمعن ....
دقيقة وحست بخطواته البطيئة تقترب منها ..
مد اصابعه لذقنها يرفعه ببطىء وقال بصوت هادي : ديما .. أنا....
غمض عينه وقرب من وجهها بلا شعور...
باسها برقة فائقة وابعد وجهه شوي وهو يكمل بصوت متهدج : ما رح أكذب عليك زيادة ............ ديما ....
كمل وهو يتنهد: أبيييك ......وأبي منكِ عياال ، مثل سامي .......ديما .......أبي نكون ....أنا وانتي ...شخص واحد ..! ديما ..انتي فاهمتني ؟؟
ابتعد اكثر ...وفتح عينه وشاف ملامحها الجامدة ..
حط يده على اكتفاها وحس برجفتها واجفالها تحت يده ..

يدري إنه تخطى هالمرة كل الحواجز بينهم ....
وإنه احتمال يندم كثير على اللي سواه وقاله ..
بس شكلها الليلة وأريحيتها الزايدة وخصوصا من بعد رسالتها أثرت فيه وأفقدته شعوره ...
ما قدر يصبر هالمرة، قبل ما يعرّفها بأمنيته الحقيقية ...!!
ثبت عيونه على عيونها بأسى ، وهو يتمنى إنه ما يكون خسرها باعترافه ...!
.

.

.

.
نهاية البارت

 
 

 

عرض البوم صور ضجة الصمت  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
شيءٌ من الأحزان ... !, ضجة الصمت, قصص من وحي الاعضاء
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:43 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية