كاتب الموضوع :
حسين السريعي
المنتدى :
القصص المكتمله
تابع الأمير العاشق
تابع قصة الأمير العاشق
لقد كان أبو القاسم ( المعتمد بن عباد ) يجد سروراَ كبيراً حين يتخفى في زي أبناء الشعب فيندمج بهم 0 ولم يكن يحلو له ذلك إلا في صحبة صديقه الوفي ابن عمار 0 ولم يكن ابن عمار اميراً ذاحسب ونسب بل كان شاباً فقيراً مغامراً , وكانت بضاعته أبيات من الشعر يرتجلها بقدرة خارقة 0 وكان هذا هو ما حبب فيه ولي العهد وهو نفسه شاعر ممتاز يهوى الأدب ويشغف به 0
وكان هوايتهما المفضلة هي ان ينظم أحدهما بيتاً من الشعر فيرد عليه الثاني ببيت آخر بالوزن والقافية نفسيهما أو ان يقول احدهما صدراً فيجيز صديقه له البيت 0
وفي تلك الأمسية من أماسي الصيف الحارة وبينما هما يسيران على شاطئ النهر بدأ الأمير ينظم مطلع بيت الشعر ويطلب من ابن عمار أن يجيز فقال :
" نسج الريح على الماء زرد "
ثم وجه كلامه لابن عمار قائلاً : أجز 0
ولكن ابن عمار أبطأ في الرد عليه ولم تسعفه قريحته 00وسادت فترة من الصمت الحائر قطعها صوت ملائكي جميل انبعث من خلفهما ليكمل لهما بيت الشعر الذي حار ابن عمار في اكماله قائلاً :
" أي درع لقتال لو جمد "
وبهت الشابان اللذان لم يشعرا بتلك الفتاة تتبعهما عن كثب إلا في تلك اللحظة التي تكلمت فيها0
وما كاد الأمير يلتفت إليها ويراها عن قرب حتى سحره جمالها الأخاذ فتقصى عن أخبارها وسأل عنها فعرف انها تسمى باعتماد ولكنها تدعى بالرميكيه لأنها جارية رميك ، ترعى شؤون بغاله وتشرف على مرعاها 0
لمس الأمير من خلال حديثه مع الفتاة , ذكاء وفطنة وسعة اطلاع فلم يترو الأمير لحظة في أن يخضع لسلطان الهوى , فأعتقها وتزوجها 00
ولما كان حب اعتماد قد ملك عليه قلبه فقد تسمى في ذلك اليوم بالمعتمد تيمناً باسمها وأصبح كشاعر علماً بين ملوك العرب وخلفائهم0
ولقد ظل حبهما الذي بدأ بنظم بيت من الشعر مضرب الأمثال مادامت بهما الحياة 00
2/ سلطان الحب ( وبساط الورد )
لقد أحب الأمير في اعتماد بساطتها وحلو معشرها وماذا يهم ؟ إن كانت هي تربت بين الأطلال بينما هو تربى بين القصور 00فالحب لا يعرف تلك الفوارق 000
في أحد أيام شباط ( فبراير ) دخل المعتمد عليها في حجرتها فإذا بها تطل من النافذة والدموع تنحدر من مآقيها 00ولما سألها عما بها أجابته :- ألا ترى الثلج على تلك الأشجار البعيدة يكسوها بثوب أبيض جميل !! وأنت لم تفكر مرة واحدة في أن تجلب لي هذا المنظر الساحر أو أن تسافر معي إلى بلد جميل بثلوجه ومناظره 00وصحك المعتمد وجفف دموعها ووعدها بما طلبت و أمر في الحال أن تزرع بالقرب من نافذتها أشجار اللوز لتنعم حبيبته بمرأى أزهارها البيضاء لتعوض بها عن مرأى الثلج 00ولتكون ( ابتسامة الربيع الأولى على شفتي الكون )
وذات مرة , تملك اعتماد حزن شديد حين رأت نساء من العامة يغصن بأقدامهن في الوحل مرحات يعددنه لصنع قوالب الطوب , فقالت لزوجها متحسرة : أني تعيسة أعيش مسجونة في هذا القصر ولا أستطيع أن أعوص بأقدامي العارية في الوحل كهؤلاء النسوة 0
فأمر الأمير باحضار كمية كبيرة من القرفة والمسك والطيب ورش عليها ماء الورد لتغوص الرميكية بأقدامها في بساط الورد!!!
اعتماد
ا غائبة الشخص عن ناظري وحاضرة في صميم الفؤاد
ع ليك السلام بقدر الشجون ودمع الشؤون وقدر السهاد
ت ملكت مني صعب المرام وصادفت ودي سهل القياد
م رادي لقيآك في كل حين فيا ليت أني أُعطى مرادي
ا قيمي على العهد ما بيننا ولا تستحيلي لطول البعاد
د سست اسمك الحلو في طي شعري وألفت فيه حروف " اعتماد "
00أكمل؟؟؟؟
|