كاتب الموضوع :
AZAHEER
المنتدى :
روايات ألحان
الفصل الثالث
احست ايلين بأن جسدها يضطرم تحت نظرات راد الملحة . تراجعت خطوة الى الوراء .
اجابته :
العشاء كان جيدا . شكرا . كما اننا كنا نجهز مشروعاتنا لعيد رأس السنة .
خططن كما تشأن يا عزيزتى لكنكن ستقضين ليلة رأس السنة مع الاسرة . ان مكان الام بجانب طفلتيها . هذا قانون آل رامزى .
تقدم راد خطوة اخرى مختصرا المسافة التى ارادت ايلين ايجادها بينهما . اشتمت رائحة الديك الرومى وفطيرة القرع . غيرت هذه الرائحة من رائحة العطور الفواحة التى تستخدمها صديقاته والتى لا تحتاجها ايلين لابراز جمالها .
ادرك فى الحال انه ارتكب خطأ جسيما بانه ثمل لرؤيتها بعد مرور خمسة عشريوما من الحرمان . حاول فى البداية ان يستبدل بها امرأة اخرى حتى لا يفكر فيها . لكن لم تكن هناك اى امرأة يمكن مقارنتها بها . ثم عكف على عمله لكن لم يجد هذا كله .
لما كانت مضطربة بسبب قرب راد فقد فقدت ايلين خيط الحوار تماما . لكن لا بد ان تقول شيئا ! ان وجود اخواتها جعل هذه المقابلة الصامتة مثيرة للضيق .
سألت بصوت مخنوق :
أتريد قدحا من القهوة ؟
اجابها راد بابتسامة :
هذا يعتمد على توقيت تقديمه . هل تنوين تقديمه قبل رحيل اخواتك او بعد ذلك ؟
لقد فهم ان العرض ليس الا ذريعة تتذرع بها .
قالت فى نفسها ( لا بد حتما ان التزم بالهدوء ) . احست ايلين فى نفس اللحظة بيد راد على خصرها . اصبحت نظراته قاتمة وبدا انه يريد احتجازها .
قال بصوت ابح :
كان يمكنك ان ترتدى شيئا عمليا يتناسب مع يوم الطبخ فى كوخ مدخن .
يا إلهى ! كم كانت جميلة فى هذا الانسامبل الاخضر ! يحفظ وشاح من نفس اللون شعرها المنسدل الى الوراء .
قال مصرا وهو يحاول تخيلها مرتدية فستانا لا شكل له :
لماذا لم ترتد فستانا اقل جمالا ؟
ولكن هيهات . مهما كان لون الفستان فانها ستبدو جميلة !
قال ايلين :
نرتدى مناشف على فساتيننا . لكننى ارتديت هكذا لاننى ساذهب لتناول العشاء بمنزلكم .
تدخلت تارا :
هذا يظهر للناس اننا نحترمهم .
اخذت عينا راد تنتقلان بينهن من واحدة الى اخرى .
علق راد على ذلك قائلا :
فكرة جيدة . لا يوجد غيرآل برادى يتمتعن بهذه الرقة .
قالت ايلين :
نحن ندرك معنى ان تكون فقيرا وتشكو وقاحة بعض المحسنين . اتخذنا عهدا على انفسنا بألا نقلدهم . هز راد رأسه دون ان يعرف ماذا يقول . لقد حيرته صراحة آل برادى . يبدو انهن لا يخشين تذكر ذكرياتهن المؤلمة . انهن يتحدثن عنها بهدوء ودون الاحساس بأى حزن . انه هو نفسه لا يتصرف هكذا . ان القصة المفزعة التى دمرت زواجه وغيرت حياته وسعى إلى محوها ...
قالت تارا :
ايلين . احب ان ابقى معك فى هذه الليلة . لم ارك كثيرا منذ عودتى من الجامعة ... اتفقنا ؟
فكر راد فى انها قالت ذلك عن عمد . لقد فهمت الموقف . سيسعد كثيرا لدى سماعه ايلين تنصح اختها بالانصراف .
قالت ايلين التى لم تكذب كثيرا :
على الرحب والسعة .
حبس راد تنهيدة الاحساس بالاخفاق ثم استمع الى صوت العقل . ان هذا افضل بالنسبة لـ ايلين وبالنسبة له ايضا . انها ليست من نوعية النساء اللاتى يكتفين بمغامرة عاطفية عابرة فهذا كل ما يمكنه ان يعرضه عليها .
قالت ميجين :
سأعد شوكولاتة ساخنة . أتريد منها يا راد ؟ لدينا بسكويت ايضا .
تعجل بالرد وهو يتجه نحو الباب :
لا . شكرا .
قال صوت ساخر بداخل رأسه ( يا عزيزى رامزى . لقد قلت لك : انك حليف غيرجيد ) .
|