كاتب الموضوع :
dalia cool
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
[COLOR="Green"][B]الفصل الاول]
كانت ليلة حالكة السواد ومخيفة , واحدة من تلك الليالي حيث لاحركة , ولا صوت , باستثناء نقاط المطر المنهمرة بغزارة على الارصفة والسقوف والسيارات .
وقفت نينا لوفل داخل البوابة الحديدية الضخمة محدقة بالمنزل الكبير الابيض في آخر الممر . هناك حفلة ما بالداخل , فالباحة الامامية مكتظة بالسيارات والاضواء تشع من كل نافذة وباب في المنزل الكبير .
وصل الى سمعها صوت الموسيقى التي تصدح من الداخل .
ارتعشت وشدة عليها معطفها الصيفي . في مكان ما داخل هذا المنزل يستمتع الرجل , الذي أتت لمقابلته , بوقته .
فيما على بعد أميال كثيرة من هنا , وفي منزل يشبه هذا الذي تراه امامها , تستلقي ضحية آخر انتصار للرجل هنا , وتكاد تلفظ انفاسها الاخيرة من هول ماحدث .
- لا يستطيع فعل هذا بي , لا يستطيع ! .
صاح جوناس لوفل بهذه الكلمات قبل ان يصاب بنوبة قلبية حادة جعلته يهوي على ارض مكتبه , لكن بإمكانه فعل هذا به كما يبدو ,
وكان على وشك فعله ان لم يردعه احد . لهذا السبب بالذات اتت هي الى هنا الليلة , اتت لتتوسل , لتساوم ان استطاعت , اتت لتقوم بأي شيء قد يخفف من ألم وحدزن والدها .
هل يعرف بشأن تعرض جوناس لوفل لنوبة قلبية ؟ وبحال عرف هل سيكترث لحقيقة تحطيمه لحياة رجل آخر وقتله لمجرد اضافة شركة جديدة الى مملكته التجارية الضخمة ؟
انها تحتقر الرجال امثاله , فكرت وهي ترتعش , لا يستحق والدها ما كان يحدث له . فحياته بأكملها تتمحور حول شركة لوفل .
ان اخذها منه لن يبق له ما يعيش من اجله .
لق قال لها الطبيب :
- انه مذعور بشدة وان لم تفعلوا شيئا للتخفيف من اضطرابه وتوتره فأخشى انه سيتعرض لنوبة قلبيه اخرى ... وحينها قد لا ينجو .
فيما المطر يغسل خصلات شعرها الحمراء الذهبية الطويلة , سارت نينا نحو السيارات الفخمة بخطوات رشيقة وبقوامها المتناسق الى الباب الرئيسي .
كانت الساعه قد تجاوزت الـ10 ليلا الآن , وهي لن تبرح غرفة والدها طيلة الـ3 ايام الماضية . كان الاهاق يسيطر عليها وعلى قلبها المتألم ,
قلقها على والدها وكرهها للرجل الذي توشك على رؤيته كانا يدفعهما لمتابعة السير ولتقريب قدما متعبه على اخرى لحين وصولها الى الشرفة الامامية .
منتديات ليلاس
- والآن ماذا ؟ تساءلت بينها وبين نفسها .
الرجل الذي اتت لمقابلته يقيم حفلة , فهل تطرق بكل بساطة بابه مطالبة بمقابلته ؟ لا , وارتجفت لمجرد التفكير بذلك , فاضطرارها للمجيء والتوسل اليه كان سيئا كفاية دون المخاطرة بوجود جمهور يشاهد ذلك . عذوووب
لكم كانت متعبه ...
اخرجت يدها المرتعشة من جيب معطفها ومسدت جبينها , القلق الذي كان رفيقها طيلة الايام والليالي الـ3 الماضية كان يمنعها من التفكير السليم ,
حتى انها لم تكن متاكده تماما من حقيقة وقوفها هنا .. وكانها في كابوس مرعب لابد ان تصحو منه .
ليته حقا مجرد كابوس , فكرت بحزن وهي تحدق بالباب الضخم امامها , انها مستعده لفعل أي شيء مقابل استرداد والدها لعافيته مجددا , ومقابل عدم اضطرارها للاقتراب من الرجل الموجود بالداخل ثانية .
هذا الرجل الذي يخيفها , لقد اخافها منذ اللحظة الاولى التي راته بها , لا يحق لأي شخص ان يكون متسلطا وقويا لهذه الدرجة ... ولا ان يكون وسيما لهذه الدرجة .
شعرت بشيء ما يتشنج بداخلها وبموجة ذعر تعتريها لكنها سرعان ما ابعدت هذه الافكار من رأسها في محاولة لطرد الخوف من داخلها
ثم اعادت نظرها الى الباب الابيض امامها . حينها فقط لاحظت انه كان مفتوحا بعض الشيء وشعرت بالحماس وفكرة ما تخطر ببالها .
اتجرؤ على الدخول الى هذا المنزل دون الاذن بذلك ؟ كان الباب مفتوحا لاستقبال أي من زوار الحفل المتاخرين حسنا , انها متاخره ولكنها ليست مدعوة .
لقد جاءت لرؤية طوني لاكتوس وهذا ما ستفعله قبل انقضاء هذه الليلة .
|