كاتب الموضوع :
dalia cool
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
ولفح الهواء البارد وجهها فيما فتح الباب الرئيسي ، ثم افلتها دون النطق بكلمة واحدة على العتبة ودخل مغلقاً الباب خلفة بعنف هائل فيما هي تحاول عدم فقدان توازنها من جراء إفلاته المفاجئ لها .
كانت لا تزال تمطر وحدقت نينا عبر ظلام الممر إلى الطريق العام .
كان هناك شيئاً غير حقيقي بكل ما تراه وبكل ما يحدث بما في ذلك وجودها هنا .
ارتجفت من البرودة وأحاطت نفسها بذراعيها .
سارت عبر الممر وقدميها العاريتين تطآن الأعشاب الرطبة لحين خروجها من البوابة الرئيسية .
نظرت يمنة ويسرة متسائلة عن كيفية وصولها إلى هنا .
تذكرت أنها جاءت بسيارة أجرة . فهي لم تكن بحالة تسمح لها بالقيادة .
رفعت يدها إلى جبينها ، لكم تشعر بالعتب !
أنها تعبة لدرجة ان بإمكانها الإستلقاء على الرصيف المبلل هذا والإستغراق بالنوم للأبد .
ارتجفت مجدداً واستدارت نحو اليسار وقدماها لا تدران أي صوت على الرصيف البارد .
تسللت المياة والبرودة إلى عظامها بظرف دقائق ، وارتجفت بشدة .
أي جنون دفعها للمجيء إلى هنا ؟ تساءلت بيأس والدموع التي حبستها مطولاً تتدافع على وجهها ،
كان كل ما كانت تراه أمامها بعد تركها سرير والدها المريض هو وجه طوني لاكتوس الوسيم مبتسماً لها .
أرادت مسح تلك الإبتسامة عن وجهه !
أرادت أيلامه بقدر ما يؤلمها !
واقنعت نفسها ان اعجابه الشديد بها سيدفعه لإظهار بعض الرحمة نحوها ونحو والدها .
لكن هذا لم يحدث وقد اخطأت بكل ما فعلت ولم تساعد والدها ،
كما خانت جيسون والأهم من هذا كله ، استنتجت بوهن بأنها خانت نفسها .
كانت تشعر بالندم الهائل لتصرفها في هذه الليلة المجنونة .
حينها فقط شعرت بالقتراب سيارة ما منها فتسمرت مكانها وغمرها رعب من نوع آخر .
هذا آخر ما تحتاجه سائق ما يعتقدها . . .
استدارت برأسها بحدة مع توقف سيارة مرسيدس فضية فاخرة على الرصيف أمامها وكاد قلبها أن يتوقف عن الخفقان .
فتح باب السائق وخرج طوني لاكتوس منه تاركاً الباب مشرعاً وهو يخطو للجهة الأخرى ويفتح الباب الأمامي .
قال : ( اصعدي ) .
|