كاتب الموضوع :
dalia cool
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
لم تعد قادرة على التذكر , , فمجرد محاولتها التذكر تؤلمها , انها هنا , لكن كيف . لا فكرة لديها عن ذلك , لكن ها هي هنا , اعادت هذه الفكرة الابتسامة المتعبة مجددا الى محياها , وحدثت نفسها قائلة :
- انت تفقدين الصلة مع عقلك ! ان لم تنتبهي , فسيأتي اطباء مستشفى المجانين لأخذك .
كل ماعليها فعله الآن هو ابقاء نظرها على الباب الكبير الغارق بالظلام امامها والانتظار ... الانتظار ...
في الخارج كان المطر ينهمر برتابة , بينما داخل الغرفة المظلمة كان كل شيء هادئا , مسالما , بدأ رأسها يتثاقل واجفانها تتثاقل .
مرة او مرتان هزت رأسها بقوة مبعده شبح النعاس عنها , لكن في النهاية انتصر النوم وتكورت نينا اكثر في عمق الكنبة وذراعاها تحيطان بركبتيها , لتستغرق بعدها بالنوم دون ان تدرك ذلك .
في الاسفل , كانت الحفلة قد اخذت بالانقضاض ابواب السيارات تفتح وتغلق والناس تنادي والمحركات تزأر , ضحك , ثرثرة , ثم لاشيء حيث سيطر الصمت على كل المنزل لكن رغم ذلك لم يأو طوني لاكتوس الى غرفته ...
بعد ساعات طوال , فتح باب غرفة النوم ثم اغلق ثانية . تردد صوت رجل يشتم لم يكن مسيطرا كليا على اعصابه فيما هو يخلع ملابسه ويلقيها على الارض .
كان متعبا , جدا بانتظار لحظة ارتمائه على السرير . ان المكالمة الهاتفية التي تلقاها في وقت ما قبل الآن . انهت اشهر طويلة بالنسبة له من الاحباط ,
وكل ما كان يريده هو النوم , التخلص من التعب ونسيان كل مشاكله لبعض الوقت ... .
استيقظت نينا فجاة وفتحت عيناها بذهول ودهشة اخذت تحدق بالظلام الحالك حولها , لقد ايقظها شيء ما , لا تعرف ماهو , هذا ماجلعها تصرخ خافت وهي تنزل ساقاها للأرض وتحاول الوقوف .
منتديات ليلاس
- ما الذي ... ؟
جاءها صوت الشتيمة غامضا وبعيدا , الأمر الذي جعلها تنهض من مكانها وهي نصف واعية فيما عقلها يقارن محيطها .
الشتيمة التي سمعتها , الكنبة التي كانت نائمة عليها بغرفة والدها حيث قضت الليالي الـ3 الماضية .
- والدي ؟
همست بصوت ناعس محاولة تحسس طرف السرير , وهي تدرك ان هناك خطب ما لكنها لا تستطيع معرفته .
دون سابق انذار , هوى جسم ما قربها على السرير قبل ان تعي ما الذي يحدث ,
لحظات قليلة وتذكرت كل شيء وأين هي , ثم سمعت طوني لاكتوس يقول :
- حسنا , حسنا , حسنا , ماذا لدينا هنا ؟ من تكونين ؟
سأل وكان ىخر ما كان يتوقعه هو وجود امرأة غريبة في غرفة نومه :
- او لعلك ارسلك احدهم للتخفيف عن هذه الروح المعذبة .
- لا .
صاحت بذهول وضعف .
- صه . صه .
عنفها واصابعه تتحسس قسمات وجهها :
- هذا حلمي , ولا احب من تكون عندي غير مطيعه ولا مشاغبة , لربما احبها مشاغبة بعض الشيء .
ادركت بخوف شديد انه كان بعيدا كل البعد عن التعقل والمنطق , انه يعتقد نفسه في حلم ...
- اتركني وشأني .
|