كاتب الموضوع :
dalia cool
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
شعرت نينا بألم موجع , وتأوهت قليلا , فرفع طوني نظره بتلك اللحظة واتلقت نظراتهما من فوق رأس لويزا , بدا غير مصدق للحظة قبل ان يبعد لويزا عنه شاعرا بالذنب .
- نينا !
قال بذهول , واستدارت لويزا , لتنظر اليها بدهشة وبشرتها السمراء متوردة بشدة , استدارت نينا وكادت ان تتعثر من جراء تلهفها للخروج من الغرفة قبل ان يشهدا الدمار الكامل لنفسيتها المتألمة , لكن قبل ان تتمكن من ذلك امسكت يد قوية بمعصمها . ووو
- لاتكوني حمقاء يا نينا ... هذا ليس ما تعتقدينه .... .
- انت كل شيء مريع سبق لي واعتقدتك به يا طوني لاكتوس .
صاحت محاولة افلات معصمها منه .
شتم وهو يحاول تهدئتها فيما هي تصارع للافلات من قبضته .
توقفي .
- اتركني .
صاحت والذعر يشل أي احساس آخر داخلها . كانت تتحرك بيأس لأفلات معصمها وهذه المرة ارتكب طوني خطأ افلاتها لأنها كانت امامه كالنمرة الشرسة , ولم تدر ما الذي نفعله الا بعد ان صفعته بقوة على وجهه!
اهتز من جراء قوة الصفعة وظهر الاجرام داخل عينيه للحظة قبل ان يسيطر على رغبته الجامحة برد الصفعة لها , ثم سيطر الصمت بينهما , صمت تقطعه شهقاتها وهي تحاول تنفس الهواء وادخاله الى رئتيها , فيما ترى اثار اصابعها على وجنته .
- ارى انك ظهرت ثانية من اجل ايذائي ايتها اللئيمة !
قال بغضب مكتوم لم تشهده منه من قبل ابدا .
- انت تستحق ذلك .
ردت بحدة واخذت الدموع تهدد بالانهمار مجددا وقلبها ينتفض بعنف هائل :
- انت تستحق كل ما حصلت عليه .
ردت واستدارت تريد الابتعاد عنه , الهروب من هنا قبل ان ...
امسك بمعصمها مجددا بقوة وصورة مفاجئة جعلت شعرها يتطاير في الهواء قبل ان يستقر مجددا مكانه , مجبرا اياها على النظر في عينيه البركانيتين .
- جون .
نادى بغضب شديد .
- رافق الآنسة ماندراكي الى سيارتها , ثم غادر انت هذا المكان بأكمله .
- حاضر ياسيدي .
حينها فقط ادركت نينا وجود الاخرين في الغرفة , الأمر الذي جعلها ترتعش , ترتعش من الصدمة من الرعب الحقيقي لمعرفتها ان طوني لن يتركها تفلت من اهانتها له بهذه الطريقة امام الجميع .
- طوني انا ...
ارتعشت نينا مجددا لسماعها ذاك الصوت الناعم الصادر من لويزا .
- اخرجي من هنا لويزا .
خاطبها طوني بقسوة :
- احبك كثيرا لكن غادري الغرفة حالا , لا اريد ان يشهد احدا ارتطابي جريمة قتل .
مرت فترة من الصمت قبل ان يدرك الجميع التهديد الآخير , ثم غادر جون ساحبا لويزا المتشنجة الى الخارج تاركا نينا وطوني وحدهما ثم اغلق الباب خلفه , ب
سيطر صمت مريع على كافة انحاء المنزل , كانت نينا لا تزال ترتجف واليأس الذي كان يسحقها يجعل انفاسها لاهثة ومتقطعه :
- ماذا كانت تفعل هنا ؟
سألت حين لم يعد بمقدور ها تحمل المزيد من الصوت .
سألها بمرارة :
- واي حق لك برأيك يخولك طرح مثل هذا السؤال ؟
قالت بحدة :
- حق الزوجة .
اجاب بقسوة :
- لست زوجة , لم تكوني يوما كذلك .
افلت معصمها واستدار مبتعدا عنها الى طاولة وضع عليها ابريقا من العصير , وسكب لنفسه كوبا .
- ماذا يعني ذلك ؟
سألت وهي ترى الخطوط الحمراء التي تركتها اصابعها على خده .
- انت طفلة يا نينا .
قال راميا اياها بنظرة محتقرة قاتلة قبل ان يشيح بصره بعيدا عنها :
- مجرد طفلة غبية عدوانية تسبب المتاعب ولا تستحق العناء .
قالت بتعاسة :
- ما دمت تعتقد ذلك . فلماذا تزوجتني اذن ؟
- تعرفين لماذا ؟ لأنني لم استطع ابعاد يداي عن جسدك .
- وهذه مشكلة تدبرت علاجها كما رأيت للتو .
ردت وهي تشد على اصابعها بقوة كي تمنعها من الارتجاف .
- لا تصدقي ذلك .
قال راميا ايها ثانية بنظرة محتقرة :
- استطيع جرك الى الطابق العلوي الآن ورميك على السرير لولا تلك النظرة المثيرة للشفقة والتي كسبتها خلال الاسابيع القليلة الماضية .
- كان والدي يحتضر .
هتفت ودموع الألم تعود لتتجمع في عينيها .
تنهد بعمق وقال :
- اجل , اعرف كان ذلك تعليقا سخيفا مني واعتذر عنه .
احتسى ثانية من كوبه فيما نينا تنظر اليه , كان الغضب لا يزال يتأجج بداخله وقد ظهر الشحوب ولأول مرة على بشرته البرونزية الجذابة .فمال قلبها اليه
انه لم يستمتع بامساكه بالجرم المشهود , فقد مس ذلك كبرياؤه , تقديره لذاته .
- آسفة .
تمتمت شاعرة بالذنب , ولسبب مجنون ما اكثر منه :
- كان عليّ ترك جون يعلمك بوصولي قبل دخولي فجأة هكذا .
|