كاتب الموضوع :
dalia cool
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
لكن نينا لم تكن تشعر أنها محظوظة ، كانت تشعر بالحزن العميق والذعر مما سيحدث بعد هذا الأحتفال .
خلال الأسابيع القليلة التي سبقت الزفاف عاد طوني ليصبح ذاك الغريب المتباعد الذي عرفته أثناء مرض والدها .
كان يزورها ، يتصرف بأدب جم ويعاملها برقة متناهية لكنه لم يحاول ولامرة واحدة أن يقبلها أو يعانقها .
( لن تتمكني أبداً من الإحتفاظ به ) قالت لها لويزا بثقة وهي تنفرد بها بإحدى الزوايا : ( فلست من النوع الذي بإمكانك إرضائة ) .
( سأتعلم أن أكون ) ردت نينا رافضة أن تظهر للويزا مدى تأثرها بصدق ما قالته .
( أظن ابني ارتكب أكبر غلطة في حياته اليوم ، اخبرتها حماتها ببرود : ( وأنا أحملك المسؤولية الكاملة بهذا ) .
( اعتن با بنتي ) أمره والدها بحب حين استسلم أخيراً لإلحاح الطبيب مارتن بعودته للمنزل .
منتديات ليلاس
ثم تابع يقول لأبنته : ( وتذكر الأحفاد الذين وعدتني بهم ) .
تعكرت ملامحها وهي تراقب الطبيب مارتن يقود والدها بعيداً .
( اتركي للرجل المريض أحلامه ) تمتم طوني بهدوء مدركاً سبب تقطيبها : ( أليست هذه أجمل أمنيات الآباء حين يتزوج أبناؤهم ؟
حتى والدتي نفسها لديها نفس البريق المتأمل في عينيها ) .
نظرت نينا إلى والدته المقطبة قربهما وفكرت ببرود أنها لا تأمل بل تتمنى أمور أخرى ،
وسمعته يتابع : ( ما خسرته والدتي في المبارة الرئيسية ستعوض عنه في الجولات الثانوية ) .
( ولهذا تواظب على معاملتي كالمصاب بالبرص ) .
خفف عنها قائلاً : ( انتظري لحين مجئ الأطفال . ثم ستلاحظين كيف ستتجاوب معك ) .
( أي أطفال ؟ ) ردت بحنق وقد توتر جسدها لمجرد التفكير بذلك .
( الذيت سننجبهم ) وعدها فارتعشت لعمق نبرته ثم أضاف برقة : ( أخائفة يا نينا ؟ )
أردات نكران ذلك لكنها لم تستطع فاكتفت بالقول : ( يجب ان ابدّل ملابسي . . . )
وابتعدت عنه لكن صدى ضحكته لاحقها .
( كدنا أن نصل ) . أعادها لصوت العميق قربها إلى الحاضر فأستقامت في جلستها وتثاءبت بنعاس وهي تنظر من نافذة الطائرة
وسمعته يتابع : ( الجزيرة صغيرة ، لكنها كبيرة كفاية لإنشاء مدرج هبوط ) .
( هل لها أسماُ ما ؟ ) سألت وهي ترى القطعة الصغيرة وسط بحر أيجه ،
كانت الساعة تشارف السابعة مساء وكانت شمس المغيب تحول كل شيء في الأسفل إلى اللون الأحمر الناري .
( أنها جزيرة لاكتوس بالطبع ) قال بإستمتاع وبعض الكبرياء : ( أنها ملكاً للعائلة منذ أجيال .
|