كاتب الموضوع :
dalia cool
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
حتى ولو عنى ذلك تسللها الى منزله واختبائها في مكان ما بانتظار اللحظة المناسبة لمحادثته على انفراد .
رفعت ذقنها وعيناها تلمعان بتصميم , ثم سارت ببطء الى الداخل بخطوات حذرة , وجدت نفسها في بهدو كبير بلاطه من الرخام الاسود والابيض والذهبي وستارة مخملية حمراء مفتوحة على الجانبين تحت قنطرة سوداء خشبية تؤدي الى الغرف التالية .
غرفة البهو متوسطه الحجم ومضاءة بمصابيح خافته تلمع انوارها على الجدران الخشبية المزركشة فيما يتوسطها درج عريض يرتفع الى الطابق الثاني .
لدهشتها , كان البهو خاليا من أي شخص والابواب المتناثرة على محيطه مغلقة تخفي وبدرجة كبيرة اصوات الضوضاء والموسيقى وراءها . ع
تجاهلت نينا خفقات قلبها المتسارعه التي تخبرها بعدم صوابية ما تفعله . تقدمت وهي تنظر يمنة ويسرة وعقلها يخبرها انها بحال نجحت للصعود الى الطابق العلوي دون ان يراها احد فقد تجد مكانا ما تنتظر به لحين انتهاء الحفلة .
وصلت الى حيث السلالم وبسرعة تحسد عليها تسلقتها , وبوصولها الى اعلى درجة فتح بابا ما في الاسفل وخرج منه رجلان فسارعت للاختباء خلف احد الاعمدة الضخمة الى يمين السلالم .
كان طوني لاكتوس احد الرجلين كما لاحظت نينا ونبضها يتسارع , بامكان أي كان تمييزه وسط مئة رجل , فبقامته الطويلة وبنيته الرياضية
منتديات ليلاس
كان طوني لاكتوس اكثر الرجال الذين قابلتهم وسامة وجاذبية .
كل شيء بشانه كان يثير اضطرابها ويزعجها بشدة , من طريقة تسريحة شعره الاسود الكثيف بعيدا عن وجهه الاسمر , الى ذقنه المستدير .
كان انفه مستقيما , عيناه واسعتان , برموش سوداء كثيفة وطويلة , عينان داكنتان بداخلها طاقة هائلة تثير الرعب .
مع انها تصدت لما قالته لها عيناه , مع انها هزت رأسها برفض له ولرسائله الا انها لم تستطع التغاضي عن فتنته المميزه , العينان , الشعر , البنية الرياضية , البشرة السمراء .
كذلك بذلته الثمينة , قميصه الحريري , حذائه اللماع وكل شيء في سلوكه , لذا فقد تفاجأت لمعرفتها لاحقا انه يوناني وليس ايطالي .
لم يمض اكثر من اسبوع على لقائها حتى اصبحوا في الشركة ذاتها وكلمها التقيا كان يطلق ذاك الشعور المتفجر بداخلها ويجبرها على التراجع والانكماش بحركة دفاع عن النفس عما يعني كل ذلك .
انها لاتثق به , لا تثق بذاك النوع من الجاذبية القاتله , ذ بالنسبة لها هو رجل عصري بكل معنى الكلمة , فيما هي مجرد طالبة خجولة وعصبية في معهد الموسيقى , لأن والدها رجل الاعمال المعروف ارادها ان تتعلم ذلك .
استخدم كل وسيلة متوفرة له للتقرب منها , للجلوس قربها مجبرا اياها على الشعور بوجوده , مبتسما بسخرية حين يلاحظ تصميمها على تحاشية رافضة ترك جانب والدها او مجرد التحدث اليه ان استطاعت ان تفعل دون ان تكون غير مهذبة او فظة .
رفضت كل تودد اظهره نحوها حتى تراجع اخيرا عن محاولته , لكنه استمر يشعرها بالاضطراب من البعيد عبر نظراته الداكنه نحوها .
|