كاتب الموضوع :
dalia cool
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
كان يزورها يوميا يسأل عن والدها وعن أحوالها بأدب جم كأي شخص غريب ، ثم يدخل مكتب والدها لمراجعة أمور شركة لوفل قبل ان يغادر ثانية تاركا إياهاتتساءل عما إذا كان ما شعرا به سابقا قد ذوى؟
مع انقضاء اسبوع تقريبا تأكد لدى نينا الشعور بالامتعاض الذي تحسه حيال طوني لاكتوس ، لكن ذلك كان يرافقه شعور بالامتنان للتغير الذي كانت تحدثه زيارته لوالدها . فجوناس كان يناضل الآن لاستعادة عافيته كاملة بدل الاستسلام للموت ، فعادت شعلة الحياة لتبرق داخل عينيه بينما كان بالسابق دائم التوتر والاضطراب فأضحى الآن قانعا وراضيا . كانت ممتعضا رغما عنها لانه لم يرد التحسن من اجلها هي بل لمجرد الامل بتخطي شركة لوفل للمصاعب .
(( يعتقد الطبيب انه بإمكاني محادثة والدك اليوم .)) هذا ما قاله لها طوني ببرود في أحد الأيام فور وصوله ، وقد بدا كرجل الأعمال الصارم ببذلته الكحليةوقميصه الازرق الفاتح .
توسلت بعفوية : ((هل تغير رأيك ؟))
كانا يقفان بالبهو ، هو بقامته الطويلة وهي بجسمها الرشيق وقد بدا ناضجا بكل سنواته الارع والثلاثون فيما هي بدت يافعة وغير قادرة على التعامل مع هذا الرجل الذي سيطر على حياتها .
سألها بهدوء : (( بأي شأن بالضبط ؟))
تركزت نظرته الباردة على وجهها وشعرت وكأن العينين الداكنتين تلاطفانها بحنان ، ارتعشت قليلا وهي تضع يدها في جيب فستانها القطني الابيض الناعم .
أجابت بتلعثم : (( حول ..... حول زواجك مني ، أنت وأنا ........ غير معجبين ببعضنا من الأساس .)) بدت يائسة وهي ترى بعض اللين في ملامحه .
الإعجاب غير ضروري بالنسبة لما نشعر به حيال بعضنا البعض .))
منتديات ليلاس
اقترحت عليه متاملة : (( ما نشعر به لا أساس له ! لكن تستطيع ....... إعطاء والدي مهلة أطول كي يرد لك مالك ثم تترك الأمور عند هذا الحد ؟))
(( لكنك نسيت ؟)) قال وقد بدا مذهولا بترددها : (( ليس شركة لوفل هي ما أريد .)) تحدتها نظرته وهو يتابع : (( بل أريدك أنت .)) وحين لم يتلق منها جوابا تابع : (( لأجلك انت اعارض كل تعقل ومنطق واسمح لوالدك بإلقاء كل مشاكله ومتاعبه على كاهلي .))
(( سأكرهك حتى يوم مماتي أن جعلتني أجاريك بهذا .))
(( إذن اكرهيني .)) قال فجأة فاقدا كل البرود وجاذبا إياها إليه : (( لكنك ستتزوجيني ، وإلا فلن يحصل والدك على أي شئ إطلاقا .))
ثم تحداها قائلا : (( أنكري هذا القول أنت تريدينني بكل ذرة في كيانك .))
همست بتعاسة : (( أنا أخاف منك .))
قال وهو يربت على شعرها : (( اعرف لكنك على ما أظن تخافين من نفسك اكثر .))
سرح بنظره قليلا على وجهها المتعب ثم تنهد ببرود وابتعد عنها .
|