-سأبدل ملابسي قالت اليزابيث ثم انضم اليكما بعد قليل وكانت تقول في قرارة نفسها
بعد قليل ....اي على الاقل بعد ثلاث ساعات
-امامك عشر دقائق ,همس لها غرادي وان تأخرت اكثر ساذهب وابحث عنك ,فانا
لااحب ان اشرب الشاي باردا
-اذا كان الامر كذلك , فلا تنتظرني ,قالت اليزابيث وهي تبتعد في الممشى
وكانت غرفة اليزابيث جميله وتبعث في نفسها الراحه وعندما دخلت الزابيث وضعت حقيبتها
جانبا , ورمت بنفسها على السرير , بعد قليل احست بالراحه وبدات عضلاتها بالاسترخاء
هذا غير منصف ! لقد ساندها ريك وساعدها , وهي التي كانت قد قاست جدا عندما قبلت
ان تكون اما وبعد ذلك توفي , وزال من الوجود وبعد ثلاث سنوات ونصف من موته , تمكنت من ان تعود
لممارسة حياتها واضفاء بعض المعاني الجميله عليها , وهاهو غرادي يأتي الان ويحاول
ان يحي كل جروحها القديمه ..... حاولت اليزابيث ان تنام , فاغمضت عينيها وحاولت ان تنسى ...
لقد كانت عطلة نهاية الاسبوع متعبه , مع انها قضتها مع صديقتها , ولكن تونيا تجهل كل تلك
الفتره واليزابيث لم تخبر عنها احدا وعندما عادت من هناك , واكتشفت ان الالم بقي
حيا رغم الحريق الذي دمر ذلك النزل ونهضت اليزابيث وهي تتنهد اذا بقيت طويلا في غرفتها سيقلق
مايل , وسيعتقد غرادي بأنها حقا ممثله بارعه فسرحت شعرها , وبدلت ملابسها ,فخلعت الفستان الحريري
وارتدت بنطلونا وبلوزه بنيين وصححت زينتها وذهبت الى الصالون
وعندما وصلت , كان غرادي مشغوفاً بالحديث مع مايل فنظر في ساعته وابتسم وهنا نظرت اليزابيث
الى ساعة الحائط وضت على شفتها لقد مضت العشر دقائق التي منحها لها , هل كان سياتي ويبحث عنها ؟
طبعا بدون شك انه يحصل عادة على كل مايريده , آه, انه لا يهدد ولكنه يملك وسائل اقناع اخرى
وسكبت اليزابيث لنفسها كوبا من الشاي ,وجلست على احد المقاعد قرب الموقد وكان الجو دافئا
ولايحتاج الى اشعال النار وكان على الموقد ازهار جميله ان فورانس صاحبة ذوق جميل في ترتيب باقات الازهار ...
وقررت اليزابيث ان تطلب من فلورانس ان تقدم لها بعض النصائح حول ترتيب الازهار
وغدا ستبدأ عملا في شقة الكاريسل , وعليها ان تهتم بترتيب ديكورها , وهي لم تصعد اليها منذ
ان غاردها المنتج الذي استأجرها اثناء تصوير احد افلامه
-اليس كذلك ياليزابيث ؟ وسألها مايل ولكن اليزابيث لم تجرؤ على الاعتراف بانها لم تكن تتابع
حديثهما فهزت رأسها دون ان تدري عما كان يسألها
-نعم ,ولما لا
ولكنها ادركت بعد ذلك خطاها , لان غرادي ابتسم لها ابتسامة مكر
-هذا عظيم ! قال غرادي بصوت مرتفع وهو يضع كوب الشاي , مايل علي ان اترككما وحدكما .
فلا يزال علي بعض التفاصيل يجب انجازها قبل نهاية الاسبوع ,اليزابيث سأراك الاربعاء !
بعد خروجه ,بقيت اليزابيث حائره وكوب الشاي في يدها
-مايل ؟ سألته اخيرا على ماذا وافقت انا ؟ فتأملها الرجل العجوز , وقال لها
-هل انت متعبه ؟
-كلا انا على مايرام ,ولماذا ؟
-يجب ان تستشيري طبيباً
-احلفك بالسماء ,مايل ! قل لي على ماذا وافقت انا الان
-غرادي دعاك للعشاء عنده لمساء السبت ولقد اعتقدت بانك ستكونين مسروره وانت اجبت ...
-انا اعلم بماذا اجبته ..آه..ماذا فعلت ؟
-هل لديك :مشاريع اخرى ؟
-كلا ,نعم انا لا استطيع ...ثم توقفت عن الكلام عندما تذكرت عبارة الاربعاء وسألت مايل :
-الاربعاء ؟
-انت وعدت ان تدعيه الى حفل كوكتيل فيكي وبأن ترافقيه .
وهنا وضعت اليزابيث رأسها بين يديها مرعوبه
-انت تذهبين دائما الى الحفل؟
سالها الرجل العجوز
-نعم لقد نسيت
فيكي اندروايز هي رئيسة رابطة شيكاغو ويجب ان نحتفظ بعلاقتنا الجيده معها
خاصة اذا كنت لازلت ترغبين في ان تقيم حفلتها الراقصه هذه السنه ايضا في صالات الانكلن
-معك حق . ولكن .... لقد وعدت توم بالذاهب معه الى المسرح
-سيكون حفل الكوكتيل قد انتهى , بالاضافه الى انه لا يجب عليك الخروج مع هذا الرجل انه شاب
ودود ولكنه بالتالي ليس سوى موظف كما وان غرادي لايعرف احد هنا وانت بأمكانك ان تساعديه على الانخراط في
مجتمع شيكاغو
-غرادي في الثلاثين من عمره وبأمكانه بالتأكيد ان يكتسب العديد من الاصدقاء بدون مساعدة احد
اجابته اليزابيث بغضب
-اليزابيث عليك ان تحافظي على العلاقه ولن اتعجب اذا منح السيد وايت كل امكانيته وقدراته لابنه
ولانعرف ابدا قد تحتاجين الى قرض
-ليس المصرفي الوحيد في هذا العالم كما وان وايت ولن يتخلى عن مسؤوليته
انتظر مايل قليلا قبل ان يتابع
- لا اعلم ولماذا تكرهين غرادي لهذه الدرجه ,ولكن افعلي ذلك من اجل ابيه
لقد طفح الكيل! والان عليها ان تحاول ارضاء وايت لوغان ! وكانت اليزابيث تفكر حائره في امرها
وقبل ان تفقد زمام الامور كلياًنهضت محاوله الخروج
-الى اين انت ذاهبه ؟ سالها مايل وهو ينهض
فقالت له وهي تبتعد
-المحافظه على هذه العلاقه ...
حصلت اليزابيث على رقم هاتف غرادي بعد ان هددت مسؤولة الاستقبال ,مع انها هي التي
نصت على هذا القانون وتتخطاه هي نفسها اليوم , والذي ينص على ان يطلب كل المستأجرين
هنا ,ان يتركوا رقم هاتفهم مع الالتزام بعدم استعماله الا في الحالات الطارئه جدا
وظل جرس الهاتف يرن في الجهه الاخرى من الخط, وكادت اليزابيث ان تقفل السماعه لكنها
سمعت صوتا يجيبها
-لوغان
-غرادي ؟...
-بتسي ,ياعزيزتي ,كنت اتسأل كم سيلزمك من الوقت كي تجدي لك عذراعشرون دقيقه !
لقد خذلتني