كم من الوقت استمرت لوارا تحدق بروب ماكفرسون ويبادلها النظر ، هذا امر لم تعرفه ابدا ... ربما مجرد لحظات .. لكنها احست بان جو الوقار قد هجرها .. وانه احس بهذا ايضا .. تلك العينان السوداوان كانتا تخترقانها وكانه يحاول ان يرى ما بداخل روحها . ثم استدار لينظر الى ايلين .. وكانما احس بان شيئا ما جرى بينهما . ثم رفع جوناس راسه ، بعد ان كان اهتمامه منصبا على وضع السكر فى قهوته ، غافلا تماما عما يجرى حوله ، وسال روب : اكنت تعرف بامر لوارا قبل ان تراها هذا المساء ؟
اخذ قلب لوارا يخفق بشدة .. ولن تنسى تلك النظرة التى ظهرت على وجه ايلين بسرعة ، لكن كانت هناك فى تلك اللحظة ازمة اشد الحاحا تثير اهتمامها . فلو كرر روب اى شئ من الاتهامات التى الصقها بها اليوم ، لن تكون واثقة ، وبغض النظر عن مكان وجودهم ، من ان جوناس لن يوجه قبضته الى فك روب ماكفرسون 0
منتديات ليلاس
سارعت ترد قبل ان يقول روب شيئا : فى الواقع ، كنت فى دارموند بعد ظهر اليوم . اراد السيد ماكفرسون رؤيتى بسبب اوراق سرية ، وبشكل اضطرارى 0
ثم اخذت تشرح عن زيارتها ، مستعدة للكذب بدلا من ان تقول لجوناس ما حدث 0
انتظرت من روب ان يعارضها ، تعلم انه سيفعل ، اذا لم يرق له ان يوافق على اكاذيبها . ادارت راسها تنظر اليه ، لتجد ان السخرية عادت الى عينيه .. وبدا انه يعتبر شرحها لسبب زيارتها للشركة كافيا تماما ، فتنهدت بصمت ارتياحا .. لكنه قتل هذا الارتياح بحدة حين قال لها : قد اكون رئيسك لوارا .. لكن الا يمكنك ولو لهذه الامسية ان تنادينى روب ؟
كان اخر ما يمكن ان تتوقع سماعه منه ، وفاجاها هذا للحظات ، قبل ان تدرك انه ربما يكون طلبا عاديا لانه وجوناس من العمر نفسه ، وهذه مناسبة اجتماعية 0
اجابت ، بعد تفكير ، لكن دون اعادة ذكر اسمه : اجل .. طبعا 0
وبدا انها لن تتكبد اى عناء لتنقلب الى شريرة . رد عليها زوجها بشئ من التصلب : اليس كذلك ؟
تساءلت لوارا ما اذا كانت لدى جوناس فكرة عما تحاول ايلين ان تفعله ؟ ماذا تفعل ايلين هنا مع روب وهى تعرف تماما انها ستجد جوناس فى هذا المطعم بالذات ، من بين كل الاماكن ... لاحظت ان النظرة الصارمة المتشددة قد غادرت وجهه ، لتحل محلها كآبة كشفت لها الالم الذى يعترى داخله . حين نظر اليها ، كان من الطبيعى ان تشجعه بابتسامة 0
-اترقصين لوارا ؟
عيناها تركتا جوناس فجاة ، لتجد روب يقف على قدميه ، واضح ان فكرة رفضها لم تخطر على باله . وكانت سلطة هذا الرجل ، بالرغم من انها مغلقة بقفاز مخملى ، قوية بحيث وجدت نفسها تقف ، وترافقه معه الى باحة الرقص 0
الفرقة الموسيقية الرباعية كانت تعزف لحنا ناعما تطلب من روب ان يلف ذراعه حولها ، واحست بتلك الذراع تلفها كطوق من فولاذ ، لكنه لم يشدها نحوه . املت ان تكمل رقصها معه بصمت ، الا انها ، وقبل انهاء الحركة الاولى وجدت انها مخطئة ، فقد كان لدى روب اشياء حادة ومحددة يقولها لها ، والعدائية التى شهدتها فى وقت مبكرمن ذلك اليوم ، ظهرت مجددا وبكامل قوتها حين قال لها : الا يمكنك الانتظار لتصلى الى البيت قبل ان تلتهميه ؟