كاتب الموضوع :
dede77
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
اذا كانت قد ظنت يوما انها رات العدوانية فى وجهه من قبل ، فقد كان ما راته بسيطا بالمقارنة مع ماتراه الان وهو يقف شامخا فوقها 0
-اجل .. كان .. يحس بالوحدة 0
رد بلؤم : اراهن انه كان يحس بالوحدة ! فانت لم تدفئى له الفراش منذ خطوبتنا ، اليس كذلك ؟
صاحت بغضب ، ولم يعد يهمها انه يبدو على وشك ان يقتلها : انا لم ادفئ له يوما فراشه !
رد ساخطا : لا وحق الجحيم ... لقد كنت تتجاوبين معى كامرأة مجربة حامية الدماء ، فلا تعطينى عذر مجرد صديقين الى ان يبدا ضميرك بوخزك لاجله ، كنت تعطينى الانطباع بانه لاحدود نهائية لخبرتك 0
تلاشى غضبها ليحل مكانه قلق مؤلم .. اذا كررت له انها لم تعاشر جوناس من قبل ، ولانه يعرف مسبقا ان جوناس هو الرجل الوحيد الذى تعرفه ، فسيعرف ان التجاوب الذى يثيره فيها له اسباب اخرى .. بالكاد تستطيع التفكير السوى ، تطغى على تفكيرها مشاعر تلك اللحظة ، دون حتى التفكير فى جولى او مارك او بونى ، خلعت الخاتم الذى تحبه اكثر من اى شئ ، من اصبعها ... وقالت بقدر ما تستطيع من الهدوء : الافضل ان تاخذ هذا 0
لم يكن فى وسعها فعل شئ اخر ، مع انها تعرف جيدا ان عينيها ستتورمان حين يخرج روب ... وشاهدت فكه يتقلص بقسوة وهو ينظر الى الخاتم .. ثم انفلتت سيطرته على اعصابه فصاح : استبقى هذا الخاتم اللعين !
وكانما خيط رفيع من السيطرة قد عاد اليه ، فاضاف من بين اسنانه : واذا اردت لاخيك ان يحصل على تلك المنحة فمن الافضل لك ان تعيديه الى اصبعك !
كيف تمكنت من تعريض مستقبل بونى للخطر ؟ تساءلت لوارا عن هذا بعد ان اهتز المنزل بمغادرة روب واقفاله الباب الخارجى بقوة .. فيما بعد ، وبينما هى فى الفراش تلك الليلة ، تدير راسها الى فوق الوسادة المبللة ، اخذت تفكر كم كان روب كريما معها فى وقت ما ، وبمجرد تكلمها مع جوناس على الهاتف ، كانت قد اعطته سببا وجيها لفسخ خطوبتهما ...
بحلول يوم الجمعة ، احست لوارا انها اكتفت بما يكفى من تصرفات روب معها ، كانت تظنه لا يحتمل قبل ان يعصف خارجا من شقتها ، لكن الايام التى تلت اثبت فيها ان الدب المجروح الراس افضل منه بكثير . ولو ان نيكولاس ماكداف اختار اى لحظة فى تلك الايام للزيارة ، فلا يمكنه الا ان يلاحظ كم يجاهد روب ليكون متمدنا معها ... حتى انها الان ، وقد كانت من قبل تتخوف من وصول يوم الاثنين ، لحظة عودة السيدة شارب الى عملها ، اصبحت تعد الدقائق لحصول هذا ... واية درجة من الخيال السخيف الذى كانت غبية بما يكفى لان تحلم به ، بان يصل روب الى قليل من الاعجاب بها بعد ان اظهر رغبته فيها ، خرج كله من راسها منذ تلك الليلة التى حاولت فيها اعدة الخاتم اليه 0العدوانية ، والتى لابد ان لها يدا فى وصولها الى القمة عنده ، كانت تقريبا ، ظاهرة فى كل ذرة منه ذلك الصباح . كان لديه جلسة مجلس ادارة يراسها ذلك الصباح . وشكرت الله لان الاجتماع يمكن ان يستمر اليوم كله .. وكانت لوارا قد سئمت من اضطرارها للتحرك حوله على رؤوس اصابع قدميها كى لاتثير نقمته فوق راسها ، اذ بدا لها ان اقل حركة قد تطلق تلك النقمة 0
|