كانت مثقلة العينين ، لكن حالها افضل بكثير من الصباح التالى ، تمكنت لوارا من التفكير بروب دون الاستسلام للدموع .. متذكرة كلماته الوداعية ، عرفت انها لو كان لها شان بجوناس ، فلن يخسر بونى منحته الدراسية فقط ، بل ستفقد وظيفتها كذلك .. حسنا .. بكل تاكيد لن تفعل شيئا لتفسد فرصة بونى فى الحياة ، وعلى اى حال ، لقد تقبل جوناس بالامس ان الامسيات الجميلة الرفقة ، التى امضياها معا ، اصبحت من الماضى .. لا .. لن تسمع منه شيئا بعد 0
لكنها اكتشفت انها مخطئة فى هذا ، فما ان مضى على غياب روب يومان حتى كانت تحس بالقلق والوحدة ، ورن جرس الهاتف فى شقتها ، كان المتكلم جوناس ، يبدو صوته انه اكثر وحدة منها . وقال لها : سمعت ان روب فى اوروبا ... وظننت انك قد تكونين مستوحشة لسماع صوت مالوف
منتديات ليلاس
بعد تلك المخابرة ، اتصل بها جوناس عدة مرات . ودائما قبل التاسعة مساء ، وكانه بحاجة الى كسر ظل الليل الطويل باتصال مع شخص ما .. دائما كانت تصمم على ان تقول له ان لايتصل ثانية ، لكنها فى كل مرة ، وهما يكشفان لبعضهما ثقل وحدتهما ، كانت المخابرة تنتهى دون ان تقول له شيئا . وفى كل مرة كانت تبرر فعلتها بالقول : حسنا .. انا فى الواقع لا اقابله .. اليس كذلك ؟
لقد مضى على غياب روب اسبوعان ، وتلظى قلبها بالشوق لرؤيته ، فصممت ، وبما ان وقت عودته اصبح وشيكا ، ان تقول لجوناس ، اذا اتصل الليلة ، ان لاتفعل هذا مرة اخرى .. لكن ، وقبل التاسعة ، رن جرس هاتفها ، وبدا صوت جوناس وقد تحول فى الايام الاخيرة الى المرح ، وكانه يمر باحباط جديد ، ولم يساعدها قلبها على ان تقول له ، بل ستفعل هذا فى المرة القادمة .. اجل فى المرة القادمة 0
لكنها تلقت صدمة فى اليوم التالى حين دخلت السيدة شارب ، كلها حيوية وصحة ، الى المكتب ، فادركت لوارا ان عملها المؤقت قد انتهى قبل ان ترى روب مجددا . واكدت السيدة شارب انها صحيحة كما تبدو ، ووفرت على لوارا طرح سؤال كان على شفتيها بان قالت : يقول الطبيب اننى قادرة على العودة الى العمل فى اى وقت اشاء .. لكن السيد ماكفرسون قال حين زارنى ، ان لا داعى للاستعجال فى العودة 0
عادت لوارا الى منزلها تلك الامسية وهى تعرف ان هناك احباطا يصل الى اكثر من القعر ... برؤيتها للسيدة شارب تذكرت بقوة ان وقتها فى دارموند كان محدودا .. فهل سيفكر روب فيها ، ابدا ، بعد عودتها الى غولدر وبروك ؟
كبحت دموعها ببروز الرد على تساؤلها 0
وبينما تظن انها امام امسية طويلة ، يشغل روب فيها كل تفكيرها ، مع كل ما ستحاوله بان لا تفعل ، خرجت من ياس افكارها حين قرع بابها .. ترتدى الجينز والقميص ، نزلت السلم كما هى ، املة ان يكون الجرس قد رن خطا لاحد الجيران . فهى لم تكن تشعر بانها قادرة على ان تبتسم لاحد اذا كان الزائر لها 0