ما ان دخلت لوارا عبر باب المبنى الحديث الذى يحوى مكاتب شركة دارموند حتى رفعت ذقنها عاليا وبشكل اكثر قليلا من المعتاد ، وقطعت المدخل المفروش بالسجاد السميك ، لتتوجه فورا الى مكتب الاستعلامات 0
قالت للشابة الانيقة المظهر ، الموظفة هناك : انا لوارا ويلكنسون .. لدى موعد مع السيدة شارب 0
ردت الفتاة بلطف : فى الثانية عشرة والنصف .. اليس كذلك ؟ انتِ مبكرة بضع دقائق .. لكن اذا احببت ان تستقلى المصعد الى الاعلى طابق فى المبنى ، فستجدين السيدة شارب ، ثالث باب الى اليسار 0
شكرتها لوارا وتحركت باتجاه المصعد .. بدات معدتها تتقلص حين انطلق المصعد ، لكنها كانت تعرف ان السبب لم يكن منه ، فهى بالكاد تحس انه يتحرك .. خرجت من المصعد فى الطابق الاعلى ، وحين لم تشاهد احدا حولها اخذت بضعة انفاس تهدئ بها روعها قبل ان تتجه الى الباب الذى وصفته لها موظفة الاستقبال .. دقها الثابت على الباب اجيب عليه على فورا : ادخل 0
منتديات ليلاس
دخلت لوارا ، ولم تخدعها ابدا الابتسامة التى شاهدتها على وجه المرأة التى رفعت راسها عن عملها على الطابعة وقالت : انسة ويلكنسون ؟ عظيم ، لن يتاخر عليك .. لو سمحت بالجلوس بضع دقائق 0
ادركت لوارا انها لم تستدع الى هنا لمقابلة السيدة شارب ، لكن لمقابلته هو .. كائنا من كان ، وان ابتسامة المرأة لها كانت حقيقية . جلست حيث اشارت السيدة شارب ، لابد انها سكرتيرته .. هل هو مدير دائرة الموظفين اذا ؟
-اتمانعين لو اكملت الطباعة ؟ لايبدو اننى ناجحة فى شئ هذا اليوم 0
نظرت لوارا الى المرأة ، فقدرت بانها فى منتصف الثلاثينات من عمرها .. واجابت : لا .. بالطبع لا امانع 0
ثم ادارت نظرها فى الغرفة 0
ولانها اعتادت على مظهر مكتبها القائم فى شركة غولدر وبروك لا يمكنها الا ان تصف مكتب السيدة شارب بالمخملى المترف : ظلال رقيقة من اللون الاخضر الفاتح تغطى الجدران ، السجاد على الارض اخضر قاتم ، وبامكانها المراهنة على ان السيدة شارب لم تمزق يوما جواربها النايلون وراء هذه الطاولة الاكثر حداثة 0
لطالما افسدت جواربها بسبب طاولتها العتيقة .. حتى انها فقدت القدرة على العد لكثرة المرات التى تمزقت فيها الجوارب من قوائم طاولتها وطاولة رئيسها فى مكتبه الملاصق لمكتبها . وتذكرت انها اضطرت اكثر من مرة الى شراء اوراق زجاج لتنعم الخشب ، وبعد ازالة الخشونة من الطاولات ، وضعت لصوقا لاخفاء الشظايا الحادة غير المرتبة 0
ذلك الصباح ، من يوم الاثنين ، كانت قد دخلت المكتب ، لكنها لم تتجه فورا كما تفعل الى طاولتها ، بل توقفت بالباب ، تنظر حولها الى الجدران الصفراء .. ماذا سيقول السيد مكدونالد ، رئيسها الجديد حين يراها ؟ حاولت ان ترى مكتبها عبر