قالت جولى ، وقد تلاشت ضحكتها : اعرف هذا ، فجوناس يحتاج الى صديقة مثلك اذا كانت زوجته ماتزال تتعبه .. هل من دليل يشير الى اتفاقهما مجددا ؟
-ليس الكثير ، والاشهر تمر بسرعة 0
-حسنا .. سيتفقان معا حين يكونان مستعدان ، كما اتوقع 0
وتابعتا المسير تتحدثان بامور اخرى 0
لكن ، فى اليوم التالى ، وبعد الغداء ، والكثير من الضحك والمرح ، قررت لوارا تاخير عودتها الى سيدنى ، على ان تركب قطار الصباح الباكر .. وجلست فى مواجهة جولى ، كل منهما فى كرسى هزاز على جانبى مدفاة تهدر فيها النار .. حيث توجه حديثهما الى ناحية وجدتها لوارا مزعجة . لاول مرة لاحظت لوارا ان وجه جولى اصبح جادا ، بعد ان عادت لتسال السؤال نفسه عما اذا كانت لوارا تخرج مع رجل غير جوناس . مرة اخرى تلك الرنة كانت فى صوتها .. فجاة قلق لوارا تحول الى حذر .. فقد بدا لها ان جولى كانت تمعن التفكير ، وخرجت ببعض الردود التى لم تكن تريحها . وتابعت السؤال : رسائلك الينا دائما مليئة بالاخبار ..وكلنا نسارع الى قراءتها .. لكن حين اكتب لك لاسال كيف حال فلان او فلان ممن تذكرينهم فى رسائلك تردين دائما انك لم تعودى تقابلينهم .. انت تعيشين فى المدينة منذ زمن طويل ، واعلم ، منذ كنت هنا ، انك لاتواجهين صعوبة فى ايجاد الاصدقاء . لذلك لا استطيع ان ارى انك المخطئة فى عدم خروجك مع رجل اخر غير جوناس ، اكثر من مرتين 0
زاد حذر لوارا .. لم تكن قد فكرت ، فى تخطيطها لان تبقى دون زواج ، ان جولى ستقرا الكثير بين سطور ما تكتب لها ... وكم كانت غبية قصيرة النظر ! لكن ، قبل ان تتمكن من التفكير بتعليق .. استمرت جولى فى كلامها : وانا لااستطيع التفكير ، ماعدا جوناس ، ان ليس هناك رجلا واحدا ، منذ وفاة والدك ، يملك شيئا لايدفعك لمحاولة معرفته اكثر 0
والها ميت منذ خمس سنوات ، وماقالته جولى اوضح انها قد اصابت الهدف . فقالت : جولى ...
لكن جولى قاطعتها : لا .. دعينى انهى كلامى . كنت افكر كثيرا ومنذ مدة .. انت مخلصة بشكل زائد عن اللزوم لنا لوارا .. ونحن نحبك لهذا .. لكننى لااستطيع الا ان احس بالقلق عليك 0
هذا اخر شئ ترغب فيه : تقلقين على ؟ جولى .. ليس لهذا سبب .. صدقا 0
-بل اعتقد ان له سببا . انا اعرفك لوارا ..وانا ممتنة لاخلاصك لنا . لكن هذا لن يمنعنى من التساؤل ما اذا كنت وبسبب هذا الاخلاص تهدرين حياتك 0
منتديات ليلاس
مرة اخرى حاولت لوارا قول شئ ، لكن جولى هزت راسها وتابعت : يجب ان اقول هذا .. لقد كان يشغل تفكيرى منذ زمن .. ستصبحين فى السادسة والعشرين فى الاسبوع المقبل .. اعرفك ، واعرف كل شئ عن البحث عن النفس الذى ساعدتك عليه حين حققت استقلالك بالسفر الى سيدنى قبل وفاة والدك بسنة .. لكن ، مع كل نزعتك الى الاستقلالية ، انت اساسا ربة بيوت .. انت تحبين الحياة العائلية ،