لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (3) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-12-09, 09:16 PM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب مبدع


البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 147004
المشاركات: 5,481
الجنس أنثى
معدل التقييم: Jάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2060

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Jάωђάrά49 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Jάωђάrά49 المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 


الجزء العشرون
منتديات ليلاس

ان شاء الله

منتديات ليلاس


بعد خروج المرأة جلست ثريا مبتسمة لهذا الاكل الذي لاتدري لما اشتهته بهته الطريقة
ولاول مرة في حياتها تحب الشاي مرا منعدم السكر تلذذت لفترة بطعامها الا في لحظة توقفت بعد ان مرت اللقمة من حنجرتها بسلام ولاتدري حدس سيئ اشعرها بشيء غريب التفتت الى الباب
وكانت صعقتها قوية بحيث نظرت الى عثمان يقف رابطا ذراعيه ومتكئ على الحائط بتراخ حتى نظرته التي رمقتها حمراء كانت مختلفة عن العادة لانظارات
قميص على اكتافه مهمل
وسروال كلاس رمادي وشعر يمكن ان نقول عليه اشعث
همست في مكانها وضغطها في ارتفاع دائم:

- عثمان...
منتديات ليلاس
همستها كانت انبعاثا حارا من فوهة شوقها لا ذهول فيها باكثر ما تحمله من شوق اليه نظرت اليه من مكانها ولم يضل جامدا في تلك اللحظة اقترب منها ببطئ ونظرته تستعر بالغضب الحامي لبرودها وكانها لم تفعل شيء يذكر
وقف بطوله حين اخفض نظره على الاكل تعجب لشهيتها فهو عن نفسه فقد شهيته منذ ان سافر كانه العذاب بعينه من يرى
اخفضت عيونها الى الاكل فوق المائدة وشعرت بالاحراج وهي تجلس هكذا
ارادت مواجهته فهو ولابد علم ما فعلته مادام علم بمكانها بهذه السهولة تطلب في داخلها الله ان يكون قد ستر على ما جرى

نطق اخيرا بثقة لاتهتز:
- تبدين لي انك تستمتعين بوقتك

لم تفتها لهجة الغضب الخفيفة في كلامه لدى ردت:
- كنت هنا من اجل شيء مهم و....

قاطعها :
- شيء مهم ...اريد ان اعرف فقط لما تصرين على تمردك هذا؟؟
الا تدرين انك تجنين بذلك على نفسك المصائب
منتديات ليلاس
جعلها تشعر بغضب قوي لما قاله وتركزت عيونها الرمادية في عيونه السوداء الرائعة
للحظة كادت تسهوا عن الجواب الذي حضرته له
تبعترت انفاسها فكله رجولة لم يتغير في هته المدة التي تركها فيها باهمال وقساوة
حبها يضعفها وتنسى فعلا ما يفعله ان هو اخدها في حضنه
لكنها تراجعت عن الكرسي لتقف في مجابهته وترد وعيونها الى فوق تنظر الى وجهه

- اتراك نسيت انني زوجتك ..ها...اتراك تنسى ان من حقي ان اعلم بسفراتك انا الاولى قبل ان اسال من في البيت
الا تفكر في انه لمن الممكن ان احرج امامهم ....تفكر في نفسك كثيرا عثمان وتنسى انني ايضا خلقت ولي حق عليك

كانت تلاحظ التغيرات على وجهه والتلونات من اتر الغضب في قسماته القوية الخشنة وعدا هذا كله يزداد هيبة بطوله وعرض منكبيه

- هذا لا يعطيك الحق في الخروج دون اذن مني والانتقام مني لاني فقط لم اخبرك لا اريده اتسمعين... انت هنا من يطيع
منتديات ليلاس
عقدت حواجبها الرقيقة على رموشها الحمراء
تفكر في انه فعلا لايستحق ما تفعله من اجله ان اراد ان يحبها فعلا فلما لايتغاضى كما فعل الاخرون عن عيبها تعجرفه لا يطاق وباتت تحس انه لا يعتبرها سوى عبدة وعليها فعلا ان تفعل شيء تجعله يندم على كلامه

قال وهو يلاحظ سهودها:
- تدرين ماذا؟... لي رغبة في خنقك والله لي رغبة قوية في تلقينك الدرس المناسب لكي تعرفي جيدا حدودك

قالت تشهق من عنفه وهمجيته:
- انا لا اصدق انك بهذا البغض ....والله كان علي ان اهرب ليلة عرسي لالقنك انا بنفسي الدرس المناسب

رمى سترته على الكرسي بعنف وهو يقول وكل عروقه تنبض بعصبية من كلامها:
- ثريا لا تستفزيني بكلامك الى هنا وكفى... قد اصل الى فعل اندم عليه في ما بعد ...

قالت بمثل نبرته العاصفة تواجهه بمثل قوته :
- ماذا ضربي ..لقد سبق وفعلتها ...قتلي هاانا امامك فافعل ما يمليه عليك ضميرك لكي يرتاح
منتديات ليلاس
نظر اليها وقد تكهرب الجو بالفعل وقال يعصر راحة يده:
- لا تصرخي في وجهي ...لست مجرما لقتلك لكني لا انكر تلك الرغبة في فعلها لانك في كل مرة تفعلين امرا يدعوا الى عدم الثقة فيك مطلقا

قالت ترد وقد نفذ صبرها:
- اخبرني فقط ما الذي تشاهده علي
هل امشي في الشارع عارية مثلا او اقبل و....تبا لك تجعلني اخرج كلاما من فمي ما فكرت في حياتي انني ساخرجه

رفع يده وضرب المائدة قربه بكل قوته حتى انقلب محتواها
فكلامها يصيبه كانصال سيوف حادة سامة مغموسة في سم قادر على القتل والفتك في تلك اللحظة

اجفلت ترتجف لكن تحاول التشبت برباطة جئشها فهي لاتريد بعد ان علمت بانها قادرة على اتبات برائتها بان تضهر الخنوع لانها تشعر الان بالعزاء في تلك الاوراق التي هي قادرة على اخراجها من هته الورطة

ابتعد عنها برهة يتنفس بعمق خائف هو من ان يقوم بفعل مشين لها ويندم
عاد يستدير اليها ويعتدل في وقفته وعيونه لا تبرحها
منتديات ليلاس
- انظري يا ابنة عمتي المصونة ....لا اريد سوى ان افهمك انك زوجتي ولي وحدي ملكي اي ان تحركت فسيكون تحت عيوني ذلك...لكن اريد ان افهم رغم ذلك لما كذبت عليهم بشان السفر ما الغرض لك من تلك الطريقة في التسحب خارج القصر..؟...طبعا لن تجيبي فليست لديك براهين كافية...اين هي الشهادة اليس من المفترض ان تكون جاهزة والا تستغرق منك هذا الوقت لاخدها

كانت هي مع كلامه تتقوقع وترفض مسايرته لكي لا تفلت منها كلمة فلا تزال تشعر ان وقت الاوراق لم يحن هو شعورها هكذا دائما يسيرها في الطريق الخطأ او الصح لكن الاغلب في الصح

قالت لكي تغير الموضوع بموضوعه هو وتزيد من غضبه:
- وانت يا سي عثمان هلا اوضحت لي ماهية علاقة بتلك التي هي "عفيفة شريفة " لا تكذب... اجد انك لربما تزوجتها في سر من العائلة وتحسب نفسك انت هو ملك كل شيء طبعا ومن سترفض السيد المنصور بهامته ستكون غبية مريضة في عقلها بدون ادنى شك

منتديات ليلاس
انعقدت حواجبه السوداء حتى كادت تلتقي مع بعضها وبدى اكثر خطرا في هذا الوضع:
- تتهمينني بالكذب وبزواج ايضا ...خيالك خصب ثريا

ابتعد قليلا عنها يشعر بهالة تحيطها هي من تحثه على ان يتوخى الحذر في حركاته الغاضبة

قالت بابتسامة استهزاء:
- هه لا تخبرني انك بريئ سيدي فكما سبق انت بنفسك واشرت لابد من ان اختيارك لها كزوجة لم يكن صدفة
لابد وانها تتربع في قلبك القاسي نحوي فقط
الا تجد الامر واضحا وانني فعلا ذكية

صرخ فيها يشير اليها باصبعه:
- بل انت غبية عقلك فارغ لايصلح لشيء ...ك....لا.... يجب ان اقول انها في الاول والاخير فكرة روعة حقيقة انت الان السبب في اعادتي الى التفكير في طلبي لها سأرى ما سافعله بعد عمليتها قد انتهي بفكرتك على اي حال لطالما كانت المرأة المناسبة في عيني

كادت تبكي من غيضها:
- انت خسيس مريض ...

وشعر انه ينتصر ليضحك:
- ههه والله اخطأت بل انا رجل بكل ما للكلمة من معنى والف امراة في هته الدنيا تتمنى فقط نظرة مني فلا تنسي ان حياتك الحقيقية معي وانها على المحك وقد افنيها في اي وقت اشاء لربما قد حانت الفرصة لذلك .....اصلا الان اريد معرفة السبب مع الادلة التي تتوجب مكوثك في هذا الفندق الرائع لعلني اصدقك لانني بصراحة فاقد للثقة فيك

شعرت كانه جرح في قلبها وينصهر ويطعن الى الداخل بسكين محموم
- حرام عليك يا ابن سليمان والله عيب عليك ظلمي فان كنت لي معيلا ....على الاقل لا تمن واحتفظ باجرك في ميزان الحسنات فاقسم بان لك القدر الوفير منها معي

لاحظت ارتعاد الغضب من عضلاته وحركات يده وابعدت عيونها منه بتعجرف وهي تشعر انها وكانها تسكب الزيت على النار بكلامها هذا الذي لن ينفع ابدا
لكنها غاضبة منه تلعن الحظ السيء عندها لما لاتحصل منه على التفهم بدل هذه الحركات التي تثير الحنق في اعماقها شعرت بانها تكرهه بقدر ما تذوب في حبه

لم تشعر الا وهو يقترب منها بدفئه الذي بات يعيد الروح فيها
بعد ان اثقل صدرها بعطره النفاذ ودفئ انفاسه فوق راسها رفعت اليه عيونها برفق علا نبضها فشعرت انه يكاد يمزق قلبها من حبه ويكاد يصم اذنيها لولا ان صوته همس وهو يرفع دقنها بين يديه بتملك وخصرها يكاد يعصره على بطنه تحت راحة يده الرجولية الدافئة

- انا غاضب يا ثريا ...افعالك لاتغتفر ....

همست باضطراب:
- وانت ماذا ...عن اجحافك الدائم في حقي ماذا عنه ها ...؟..اخبرني ...انا ايضا غاضبة منك لانك لاتشعرني بانني زوجة لك فعلا كباقي الناس

نظر اليها وعيونه تغلبها الحرارة التي تعلو جوارحه باعلامها:
- كيف ...اضن انني لأبرهن لك انك زوجة فعلا فاما بالضرب.... او بشكل آخر لكي اريك فعلا مكانك... وان الزوجة مكانها بيت زوجها.... واحترامه وان تصغي الى اوامره على انها فقط اشياء بسيطة في حق ما يمنحها اياه


بدأت تشك في انها ان ارته النسخ انه فعلا سيبقى متعجرفا ولن يتغير
بالخدر الذي سرى في دمها من دفئ صدره وانفاسه التي هبطت على رقبتها استرخت وتبددت كل المشاكل في تلك النشوة الفرحة لاستعادته قربها
بدأ يدعك شعرها بين انامله حيث فكه بسهولة تحت رغبة نفسه الملحة واغمضت عيونها لتدليكه فمع هذا الجدال والتعب الغريب عنها الذي داهمها هي النشيطة
ارتاحت به وبعث فيها نيرانا ادفئت الجو حولهما
وهمس قريبا من فمها :
- هل اشتقت الي؟

خرج جوابها عبارة عن آهة صغيرة بالكاد كانت نفسا لفحه
عيونها فقدت السيطرة على مشاعرها فقد تركت اللجام واطلقت الجماح وبالكاد رمشت وعيونها تتكاسل على قسماته
راقب شفاهها بتفكير يكاد لاينسى ابدا الكلام الذي قالته لهم بلسانها عن انه تركها تذهب فكانما تهين رجولته بتلك الطريقة
فكان فعلا يرغب في معاقبتها وان يدمي شفتها لكنه عاد واحتله شعور غريب من العاطفة وانه لأمر سيء فعل ذلك اقتصر على تقبيلها بلطف وبطئ احرقهما معا وكل منهما متعلق بالاخر والعواطف تلعب دورها في ذلك ابتعد بعد قبلته مشلولا تماما بالرغبة التي زادت تتأجج وتالمه بلذة نحوها
قال بانفاسه المتقطعة:
- ساستحم واعود ...اريدك ان تدفئي السرير قبل عودتي

ابتعد عنها بل شعرت كانه انسلخ من جلدها للدخول الى الحمام
وكانت ترتعش لحلاوة لقائها معه
رغم ان العقل يعيدها الى ارض الواقع بانه يا ثريا ان لم تلقنيه درسا فلن يحبك ولن يعترف ابدا بذلك
وتسائلت هل من المفترض ان تريه الاوراق الان؟
لكن الافكار في هته اللحظات بينهما كانت تتبخر بدون وعي ابتعدت تحضر من نفسها فتنة له واقتربت من السرير تنتظره بحب وولع وكل نبضات قلبها تصرخ باسمه منادية عليه للخروج




*********************



في منزل الياسمين



بعد عودة يونس الى البيت وهو يمارس حياته بطبيعية تامة
بدى كم من الاندهاش على وجه الصغيرة التي ارتبكت للوضع وهو يشرح لها وللجدة ويشعر بالخزي من نفسه لانه ببساطة كذب عليهما وهو يخبرهما بامر العملية
ولاحظ نظرات الصغيرة فدوى المبهورة والصامتة فهذه عادة الاطفال برائتهم غريبة لذيذة
بدأ يجد سهولة في التعامل معهما والاخد والعطاء في الحديث ووجد ان فعلا الوضع هكذا احسن والطف وبدئ يزيد من التعرف عليهما بدقة باسئلته المتنوعة
اولا اخد الجدة في سياق اسئلة عن حياتها وزواجها ومحنها واكتشف انها جوهرة لاتقدر بثمن فلربما هي ام الرجل الذي اخد امراته منه في احد الاوقات لكنه ليس انانيا الى درجة كرهها لا بالعكس يجدها كأم له وهذا ادفئ الجو البارد الذي كان عليه بيته وهو فيه وحيد

اما فدوى فقد بدأ في المراجعة المكثفة معها لاجل معرفة مستواها في الدراسة
واعجب بفطنتها ونباهتها في دراستها وانها رغم العطلة الا انها تتذكر دروسها ليس كبعض الاطفال الذين ينسون بسهولة
وقرر ان ياخدهم جميعا في رحلة الى مدينة مثل الداخلة وهي عامرة بالسياح الاجانب بما انها مدينة صحراوية تحتوي على شواطئ خلابة فهي محط اعجابهم حيث يتمتعون فيها بلعبة " التزحلق على الامواج"

لكن
وجد الامر مستحيل مادامت جميلة تقطن عندهم مع الجدة والفتاة الصغرى وما علمه من الياسمين انها تعاني من الخدلان من زوجها قرر تاجيل السفر الى موعد آخر
انه ليس من الناس التي تحكم على كلام من طرف واحد ولايستطيع سوى ان يمنحها سقفه حاليا الى ان تجد لمشكلتها حلا فهو ايضا يعلم المعانات في الحب
يعلم ان زوجته الان له في خيالها وحقيقتها ولاتفكر ابدا في ما مضى لكنه يريد يوما ما ان يشعر بذلك الحب المجنون في قلبها ويتمنى ان ويكون في القريب العاجل لانه يريدها كاملة له وحده حتى بروحها ووجدانها



بعد ان خرج يونس الى عمله في الحضيرة

جلست كل من فدوى والجدة حول المائدة الجميلة في المطبخ وكذا جميلة التي بدت كئيبة للغاية عيونها الخضراء المائعة في ظلام الافكار المأساوية غارقة في لون الجزر البرتقالي وهي تقشره دون روح

خذلانك اثثني بشظايا من كسر
وعيونك رمتني بجمرات من نسر

الهواء مر باردا على جسدي
فعراه وهو رقيق بريء

تراك تذوق النوم يا من جرعت الالم لي
ام انك تنعم بالسكون في الليالي

عصرت المخدة حتى سمعت انينها تتوجع
وهمست باسمك فتضاعف الوجع
منتديات ليلاس
سوط من عقاب القضاء ارحم لي
من سوط خداعك وتجريحي

رمت السكينة من يدها ونهضت من مكانها تتوجه الى داخل الغرفة التي تتشاركها مع فدوى والجدة وجلست
بل والوهن اثقلها فدفنت وجهها المحمر الما وحزنا وذرفت دموع القهر والعذاب بحسرة وحيدة ليس هو الوحيد من يستطيع ان يهدئها موجودا معها
لما لم ياتي لحد الان وينوي تركها لانه بكل بساطة استغلها كأداة لانتقامه من اعدائه من والدها
يا ربي ...يا ربي ما ذنبي انا؟؟هل اموت في حزني من اجل ان يدفع الاخرون الثمن لكن لما ..لما..لما...
رددتها بانفاس متهدجة مختنقة


في المطبخ الياسمين لم تغفل عينها عليها هي الوحيدة التي تعتبرها اختا لها فلهما ذكريات تشاركتاها لاتنسى كانت تقف امام الجلاية نفضت يديها من الماء ومسحتهما وتحركت لتذهب اليها فسمعت الجدة تقول:
- ماذا يحصل يا ابنتي هل البنية المسكينة مريضة لاتزال على حالها ؟

قالت الجدة مريضة لكي لاتعلم الصغيرة فدوى بشيء

قالت الياسمين بقلق:
- اجل عن اذنك امي ساذهب لاراها

اقتربت الياسمين من الغرفة التي دخلتها وفتحتها لتغلقها بعد ذلك
لاحظت شهقاتها التي ولابد بعد ان خرجت بصوت عالي بدأت تخف ولم تتحرك ابدا بل ضلت على حالها كما هي
جلست الياسمين على السرير وحركتها تاخد راسها الذي بلل المخدة وهو في قمة الاحمرار والرعشة وكذا كل جسدها
ووضعت راسها على صدرها تمرر اصابعها على شعرها الاشقر
وهي تقول بعد خروج تنهيدة طويلة من فمها:
- يا صغيرتي يا قرة عيني اتوسل اليك في جاه الحبيب الرسول ان تكفي فما عاد للدموع نفع يا غاليتي فستمرضين وانا لن ...ولن ..ولن اسامح نفسي مهما حييت ان تركتك تغرقين في حزنك استهدي بربنا الكريم يا جميلة ...جميلة تكلمي ...جميلة

كانت جامدة بين ذراعيها فبسبب الدموع التي نزلت اصبحت شبه غائبة عن الوعي بل عقلها الباطني لايركز على الحراك
وخرج فقط الانين من شفتيها المرتعشتين
مررت الياسمين يدها على جبهتها فرأت انها غائبة

- جميلة ...استفيقي ..
ضربتها بخفة على وجهها لكن بدون فائدة
نهضت بسرعة الى العطر الذي تضع منه الجدة فهو هدية من يونس من عطور مكة

واسرعت في الجلوس تثني ركبها على السرير وهي تلاحظ عيون جميلة التي تظهر انها فعلا في غيبوبة
رشت من العطر في يدها واخدت تداعب به انفها الى ان بدات تتحرك جميلة وهي تحتج في تمتمات غير مفهومة وهي تكشر من الرائحة

- جميلة ...لا تضلي على هذا الحال ساطلب من يونس ان يحضر القابلة "القابلة وهي المراة التي تولد الحامل وتكشف على النساء عامة"

تحركت جميلة تفتح عيونها وهي لاتدري ما يحصل معها بالضبط وبعد سماعها للقابلة قالت:
-...لما...انا بخير ...لما القابلة؟

قالت الياسمين بحكم تجربتها:
- اخاف ان تكوني حاملا وان لاتنتبهي على نفسك

صرخت جميلة بضعف:
- انا مستحيل ان احمل منه ...انا...هو خانني ...انت لاتشعرين بناري يا ياسمين ...لاتشعرين بناري يا اختي فانا اعاني ...اتألم اموت مليون مرة مع كل انفاسي اشعر انني اختنق...ولم اعد احتمل ...فلاتزيديني على ما اعاني انا باذن الله لست حاملا وغير ممكن ابدا ...

قالت الياسمين تواجهها وجميلة متكأة على سريرها:
- اتمنى من الله ان يهديك عن افعالك يا فتاتي ...فابدا العناد ما كان حلا في هته الدنيا خديها مني تجربة والله على المرئ ان يضحي لكي ينعم بالهدوء ....ورغم قولك بالرفض فالقابلة ستاتي هي ستاتي ابدا لن اتركك على هذا الحال

دثرتها لكي تنهي الكلام
- هيا ارتاحي ولاتبكي اتوسل اليك من اجل ابنك لاتبكي والا اتعبك

شعرت جميلة بانه من غير المستحيل ان لا تبكي والان بالذات فالياسمين تصر اصرارا على انها حامل وهي تخاف من ان يكون الامر واقعا
وسبحان الله شعرت بانها تود النوم على البكاء ان كانت حاملا فعلا فلا تريد ان تاذي الطفل

خرجت الياسمين تطلب من فدوى ابنتها ان تهتم بكلا المرأتين في دقيقة خروجها
خرجت الى الحضيرة حيث زوجها ووجدته منهمكا في اشغاله
وعندما رآها ما استطاع منع نفسه من الابتسام تحت شاربه المستوي بدقة وكانما الحب وحده من يلفهما دون ان تدري المرأة شيء
انتقلت عدوى الابتسام لها ايضا وهي تنظر اليه قادما في طريقه اليها لينزويا في مكان بعيد عن العمال:
- ما الامر ؟ غزالتي هل طرأ خطب ما؟

قالت تنظر اليه لتطمئنه :
- لا عزيزي في الواقع اريد منك خدمة فلو تستطيع ان ترسل في طلب قابلة....

ابتسم يونس يقاطعها وكأن السعادة سكبت على جسده:
- لك ..هل انت..هل انت حامل؟؟

قالت وهي تشعر بانها ستجرحه بكلامها ولاتريد منه ابدا ان يتكدرفقالت تمرر اصابعها على ذراعه بخفة :
- آسفة عزيزي ليس بعد باذن الله سيفرجها الله علينا قريبا لم ادري انك تريد الاولاد ....

قال يونس وقد ابتلع خيبة الامل:
- اجل بالطبع اولاد انا فعلا اريدهم منك فلا تنسي... هذا ما جعلني اتزوجك

نظرت اليه دهشة:
- فقط تزوجتني من اجل الاولاد

قال يضحك:
- غريب امرك يا امرأة في المساء اخبرك لما تزوجتك وليس الان....اخبريني لمن القابلة ؟؟؟

قالت الياسمين بقلق وكانها تستعيد ذكرى ما كانت عليه جميلة:
- لجميلة الفتاة يا عزيزي حالتها في تدهور اصبحت تبكي بافراط واخاف عليها من المرض فلو فقط تحضر القابلة اولا لكي تكشف عليها ونعرف لنطمئن فقط بانها ليست حامل وبعدها احاول ان ابحث منها عن عنوان مسكنها مع زوجها لتذهب اليه وتحاول فهم الامور منه عزيزي

تنهد يونس وهو يشعر بالاسى على المراة المسكينة:
- لا تخافي عمري اول ما سافعله الان هو الذهاب بنفسي لاحضارها...لاتنسي في المساء

ابتسمت له وضربته على دراعه:
- اذهب لاتتاخر حسنا

ذهب يونس بعد ان نزع عنه ملابس العمل وارتدى ملابسه التقليدية المريحة واتخد طريقه تاركا العمال وراءه في الحضيرة يكملون عملهم
ليذهب ويحضر القابلة



********************



في القصر



كانت عبير مع خروج زوجها الى العمل تنزل الى الاسفل لمساعدة والدتها وزوجة خالها في اشغال البيت
بعد الافطار طبعا استطاعت ان تجد بعض الوقت لكي تصعد الى غرفة جولييت وتطمئن عليها فهي مهما كان ضيفة
طرقت الباب فاذنت جولييت لها بالدخول بالفرنسية
دخلت عبير المحجبة في فستانها الطويل
وقالت لجولييت التي كانت تزين وجهها امام المرآة:
- صباح الخير آنسة صعدت لاطمئن ان كنت قد افطرت

قالت جولييت المنهمكة في الماسكارا السوداء
- طبعا شكرا لك لقد اكلت طعامي

نظرت اليها عبير ولاحظت انها ترتدي لباس الفروسية
فقالت عبير تسال بفضول:
- هل ستخرجين هكذا هنا؟

قالت الاجنبية:
- لا طبعا تحت رغبة ابد الصمد مضطرة لارتداء العباءة وعند وصولي بسيارتي الى الاصطبل اقوم بخلعها

قالت عبير متنهدة:
- حظك جيد لحد الان لم اركب احصنة واود ان اطلب من زوجي اخدي الى الاصطبلات للركوب اعشق الخيل ...حسنا سانزل انا ان احتجت شيء لا تبخلي على نفسك بالطلب

ابتسمت بدلالها المعتاد لتسال بدهاء:
- اشكرك كثيرا عزيزتي ...سؤال فقط هل ابد الصمد موجود ام ذهب الى الاصطبل

قالت عبير بدون ان تفهم لما تسال هته السيدة عنه لانها تدري انه متزوج ولاتدخل الشك ابدا في راسها:
- اجل لقد ذهب بعد ان افطر اذهبي فستجدينه في الاصطبل صباح سعيد جولييت استمتعي بوقتك

لوحت لها عبير بيدها وانصرفت بينما ابتسمت جولييت في المرآة لنفسها وبعثت قبلا في الهواء لنفسها في المرآة
اقتربت من السرير واخدت العبائة وهي تشعر بالضيق لانها سترتديها
وارتدتها في الاخير:
- يا الهي ابدو كما لو انني في كيس بلاستيكي لست ادري كيف يحتملون هذه الملابس الواسعة اووووف



في الاصطبل

منتديات ليلاس
كان عبد الصمد قد تلقى عدة مكالمات من اصدقاء له في العمل يهنئونه على زواجه ورفض ان يتركهم دون اجابة فاضطر الى اجابتهم وشكرهم على بادرتهم وهو يدري انها الالسن من تنقل بهته السرعة الاخبار وبالخصوص ان انهى احدهم حياة العزوبية فيبدو للبعض منهم كما لو انه انهى حياته بينما هو لا يزال سوى في بدايتها ويدري انهم جهلة فعلا جهلة فلااحد يشعر بمثل شعوره الذي قلبه رأسامنتديات ليلاس على عقب
حب غريب في قفص صدره يتقلب ويبعث فيه كل المشاعر الموجعة ما ان يفكر بها حتى انه يظن انه يبالغ في مهاتفتها فقط لسماع صوتها لدى اقتصر على اتصال من حين لحين وينتظر ان تبادر بنفسها

وهذا مافعلته البارحة تخبره انها بدأت في التجهيزات
وانها منتديات ليلاس ستسافر مع امها للدار البيضاء لجلب كل اللوازم
ورغم الحاحه عليها لكي تسافر مع امه رفضت تقول انها لاتحتاج لتكديرهم وانها وامها في الكفاية وقادرتان هما على انهاء الامور الصعبة بسهولة

خرج هذا الصباح لتدريب بعض لاحصنة فالوقت يداهمه ويريد ان ينهي الاعمال العالقة عنده قبل الزواج
دخل الى الحلبة وكان يهتف بمساعده ان يدخل الحصان الصعب المراس والذي لحد الان لم يروض بعد وبدأ في تروضيه وقد ركب على ظهره والحصان يحاول جاهدا ان يرمي راكبه على الارض لكن دون فائدة فصلابة عبد الصمد تجعله قادرا على التعامل معه الى حد خنوع الحصان لسيده

توقفت سيارة جولييت في وسط الاصطبلات ولاحظت ان الحلبة الثالثة كما الحلبتين الاخريين مشغولين بالترويض الذي تمتاز به المزرعة
وخرجت من السيارة بحيث كانت بملابس ركوبها فقط
فقد نزعت عنها العبائة في السيارة

خرجت تسأل احد العمال عن سيده لكن هذا الاخير ما استطاع ان يعرف ما تقوله لدى نادى على مصطفى المراقب من بعيد فاقترب هذا الاخير من صاحبة الطول الفارع الغير عادي في بلادنا
ودلها على الحلبة التي يروض فيها عبد الصمد الحصان الذي بدى انه طبيعي جدا فقد مل من التملص الغير منفع من يد سيده
لكن الحصان عاود القفز مرة اخرى ودون جدوى لم يتحرك عبد الصمد من ظهره شبرا

في الحقيقة زاد اعجاب جولييت بعبد الصمد بل وتظن انها تحبه وتعشقه
بهذه السرعة ايضا فهي تميل الى الخشونة في الرجال
كانت تراقبه ولاحظها عبد الصمد فلوحت له لكنه للاسف بالنسبة لها لم يبادرها باي اهتمام


بعد ان انهى عمله نزل من صهوة الفرس واخد يمرر له يده على الجهة اليسرى من وجهه واهداه سكرة حلوة ليألفه واعطاه لاحد العمال الذي ساعده آخرون في اخد الحصان الى الاصطبل للراحة فهو بطبعه عنيد

اقترب عبد الصمد من مكان جولييت التي ابتسمت له لكنه اخفض نظره على السياج الذي قفزه واتجه صوب مكتبه وهو يعلم انها تلتصق به كالعلق

تبعته الى مكتبه وهي تقول:
- ابد الصمد عملك رائع انت ماهر

رد وهو يدخل وراء مكتبه ليراجع احدى الاوراق
- اعلم..هل اتيت من اجل الجولة؟

قالت بحماسة:
- اجل

قال لها وهو يجلس على كرسيه الوثير:
- لا للأسف اليوم انا متعب من العمل لا املك الوقت كثيرا للجولة اذهبي مع احد العمال ان خفت من الضياع

بدت عليها خيبة الامل واقتربت من المكتب:
- ارجوك ابد الصمد سأمل من دونك فانت رفقة مفيدة بالحديث .... لكن مع عامل لايفهم حتى لغتي اتمنى ان تفهمني ساشعر بالغربة

قال في نفسه لابد من انها تحصل دوما على ما تريد لا احب هذا الدلال الزائد عن حده

قال :
- يا انسة اقول لك انني متعب فلتأجلي خروجك الى يوم آخر يمكنك الذهاب الى الاصطبل فلقد اطمئنيت على الحصانين وهما يتعافيان بسرعة اذهبي والتهي فيهما

اقتربت منه تضع يدها على كتفه متوسلة:
- ارجوك

عقد ينظر الى اصابعها فوق كتفه باحتقار
- هلا احترمت حدودك يا انسة

اجفلت لقسوته :
- اسفة

تنهد وهو ينهض آخدا سترة الركوب وسوطه وهو يشير لها بيده
- تفضلي اسبقيني الى الاسطبل

ابتسمت واستدارت ولمحة من الانتصار تغلف عيونها

كان يجدها تتطاول فعلا لكنه يعذرها لانها كبرت في وسط منحرف اصلا لايجب ان ينتظر منها ان تعلم بان لمسة بسيطة هي ليست في محلها بل وسيئة ايضا هي تبدوا لها عادية ولاتطاول فيها
يجهل تماما كيف سيفهمها الا تلمس الا تقوم بتلك الحركات لكنه تراجع عن الفكرة ليس من الجيد ان يتحكم في تصرفاتها فهو لا يريد مشاكل من وراء ظهرها هي الاخرى فافكاره الان في زواجه وعمله الذي يجب ان ينتهي بسرعة





******************



في الدار البيضاء



في المستشفى




كانت الهام منذ حوالي الساعة ونصف في غرفة العمليات
عائلتها تنتظر مرور وقتها بفارغ الصبر مع الكثير من الدعاء
والوالدين اللذان يحبانها يدعوان لها من الصميم لتنهض على خير
كانت في تلك اللحظة بين ايدي الاطباء وروحها معلقة بين يدي الله

بدى الاضطراب على الاخوات اللواتي اجتمعن في مكان الواحدة في حضن الاخرى تستمد منها الصبر والسلوى والصغير يتربع في صدر امه والاب المسكين يصارع الخوف في جوفه تحت غلاف القوة والصلابة المتزعزعة لحظات قاسية هي الانتظار والدعاء من الخالق ان يعيد لنا احباءنا على خير


تعرف عصام في فترة وجيزة على عائلتها واللذين ما ان يدرون بانه احد ممن هم يقفون لمساعدة ابنتهم يدعون له بالخير والشكر
كان عصام قلقا لا يستطيع ان يقف امام غرفة العمليات لانه ببساطة قلق للغاية على الفتاة في الداخل وشعر انه من غير المناسب ان يقوم بدرع المكان جيئة وذهابا هكذا دون اثارة شكهم لدى فضل الخروج الى الحديقة والانتظار هناك

علم انه هنالك من دفع تكاليف عمليتها ليته يلتقيه فقط
لايدري لما حب الحماية لديه تحفز اليها كما لو انها اخته او تعني له شيء اجل بالطبع فهي تحمل قلب اعز شخص كان قد فقده لكنه فقط ولعلمه بان عضوا منها سيساعد شخصا في الحياة وسيحيا هو ايضا في جسدها يشعره ببعض السعادة ويدري لربما ان امه ستسعد وستغفر له انه كان السبب في موت اخته لايريد منهم ان يلوموه لانه ما بقي في نفسه ذرة من القوة ليدافع عن نفسه بل يشعره ذلك باليأس




********************



في منزل الياسمين



وبعد ان احضر يونس القابلة واستأذن من جو الحريم ذاك لعودته الى عمله
ترك القابلة والياسمين تدخلان الى الغرفة التي بقيت جميلة مستلقية فيها وهي شبه نائمة غائبة او تسبح بين عالمين
وكم ارادت ان تبقى هكذا في هذا السكون وهذا الهدوء دونما ان تعود الى ارض الواقع لتتالم مجددا من افعال ذبحتها ونخرتها حتى آخر حد من هود

اقتربت القابلة منها تقول وبحكم تجربتها تبدوا قاسية بعض الشيء لكنها تكون بطبيعة الحال محترفة امرأة ممتلأة الجسم ومحجبة في الخمسينات من عمرها:

- ياسمين هذه هي الفتاة ؟؟؟

قالت الياسمين تومئ:
- اجل انها نائمة على ما اعتقد

قالت القابلة تزيل حجابها وجلبابها
- لاعليك انت ابقي خارجا وانا سأوقضها واقوم بعملي على الا تدخلي الا باذن مني

نظرت الياسمين الى القابلة مبتسمة:
- حسنا سيدتي ساخرج وساذهب لاحضر لك شيء لتأكليه فلابد من ان المشوار من القرية الى هنا اتعبك

قالت المرأة التي تبدوا قمة في النشاط
- حضري لي بعض الشاي لو سمحت واذا موجود شيء من الرغيف لن امانع مع بعض السمن جزاك الله خيرا

تعجبت الياسمين من شهية المرأة لكنها قالت تجيبها:
- طبعا واذا لم يكن حضرته ساخرج الان بالتوفيق ...و..ا..ارجوك رفقا بها انها شابة ولأعلمك فقط هي لم تلد من قبل فلم يمر سوى بضع اسابيع على زواجها..و..

وضعت المرأة كلتا يديها على خصرها:
- هلا خرجت اعرف جيدا عملي يا سيدة واعرف تلك الاشياء فهي امور سهل معرفتها فشكرا لا احتاج لتخبرني

خرجت ياسمين وهي تشعر بالقشعريرة لصوتها تبدوا المرأة قاسية وجلفة تخاف على جميلة منها اتراها ستعرف كيفية التعامل معها
يارب سترك
دخلت ياسمين الى المطبخ حيث وجدت ابنتها تساعد في فصل الجلبان عن قشرته بيديها الصغيرتان اقتربت منها وهي تقبلهما وتقول:
- حفظ ربي لي فدوى تساعدني يا ناس

ضحكت فدوى بصوت خفيف لامها على كلامها
فقالت الجدة يامنة التي تسند كلتا يديها على عصاها برداءها الاسود وعيونها الشبه مغمضة:
- ياسمين كيف حالها هل هي بخير ؟

قالت الياسمين للجدة وهي تطل على الطنجرة فوق النار:
- علمي علمك امي لحد الان لاتزال القابلة عندها وعندما ستنتهي ستناديني ..علي ان احضر لها الشاي وبعض الرغيف ماشاء الله امرأة قوية...اتذكر المرأة التي ساعدتني في الولادة كانت شابة اعني ممرضة ويمكن ان تقولي قابلة ايضا رحمه الله لست ادري كيف احضرها واتذكر انها كانت لطيفة لكن هذه المرأة تبدو جافة في تعاملها يا الله

ضحكت الجدة فسمعت الياسمين اسمها ينادى بصوت مرتفع على لسان جميلة وعلمت انها ولابد لم تتحمل قالت ياسمين:
- فدوى ابقي هنا حبيبتي ولاتأتي الى الداخل ابقي مع جدتك حسنا

اومئت الصغيرة فخرجت من المطبخ متوجهة الى الغرفة التي فتحتها ووجدت ان جميلة منكمشة على نفسها ترفض اقتراب القابلة منها
اقفلت الباب وراءها وهي ترى ان المرأة لم تستطع ان تجاري جميلة لرشاقتها
- ما الذي يحصل يا جميلة ..دعي المرأة تفحصك عزيزتي ارجوك

قالت القابلة :
- ان لم ترد فسأذهب لدي ثلاث حالات ولادة في المساء مستعصية ...ولا استطيع ان ابقى لمدة طويلة

قالت جميلة:
- الياسمين ارجوك اختي لا تدعيها تقترب انا بخير ولست احمل طفلا لا اريدها ان تلمسني بتلك الطريقة

تعرف ان جميلة خجلى ولم تكن متعودة على شيء مماثل لدى فضلت ان تلطف الجو:
- صغيرتي ان احتمل وكنت حاملا مثلا.... اترضين لصغيرك ان يتأدى ؟ دعيها تفحصك ولاتخافي سابقى معك ان شئت

قالت جميلة تهمس لياسمين:
- انها قاسية ارادت ان تخلع عني ثيابي بالقوة

قالت الياسمين للقابلة:
- سيدتي الم اطلب منك ان تعامليها بالراحة "غمزت للقابلة" ستزيل جميلة ملابسها وحدها وانت قومي بعملك ما رايك الان

قالت القابلة
- حسنا انتظر

قالت جميلة لياسمين:
- يمكنني ان ابقى معها لوحدنا لا اريد ازعاجك

ابتسمت الياسمين لجميلة وخرجت تدعو الله في سرها ان تكون جميلة حاملا لانها تريدها ان تعود لزوجها ليس لانها قنطت منها لا بل لانها تدري ان الزوجين يجب ان لايفترقان فشعورها كان مريرا وهي بعيدة عن يونس والان لاتستطيع ان تعيش بدونه رفضت الاعتراف بهذا لكنها تحبه فعلا وقد دخل قلبها من باب كبير وتربع فيه
منتديات ليلاس


*********************



في الفندق بافران



كان يقف بكامل ملابسه امام الخزانة المفتوحة على مصرعيها وثريا تقف وراءه وقد ارتدت عبائتها السوداء ايضا
بقيت تنظر الى الحقيبة في الارض والى ملابسها التي توضع فيها باهمال فصرخت بعثمان الغير مبالي كما هي عادته :
- عثمان كلمني ما الذي تفعله الان؟؟؟...لما لانبقى قليلا هنا ؟
يمكنك ان تشتري لنفسك ملابس جديدة وان نمضي شهر العسل الذي لم نقضه كاملا الا باسبوع واحد في فاس من عادتي السفر والتجوال في الصيف لاتسجني

تنهد يرمي ما تبقى من الملابس في الحقيبة وجلس القرفصاء يقفلها وينهض يوقفها معه ايضا
قال لها بعجرفة:
- شهر عسل ؟؟الا تملين من فلسفتك ما هو شهر العسل في نظرك لمن خلق في الأصل لو انت امراة شريفة في الاصل لما كنت تركتك سجينة في القصر

تجمدة اوردتها وجرحتها كلماته العقيمة:
- انت انسان اناني... اتيت لتاخد مني ماخدك وتقوم بنعثي هكذا...متى سيرحمني الله منك

قال يقترب وهو يعصر لها كتفها :
- يرحمك مني ...ما الذي رايتني افعله لك ..هل اذيقك من العار الذي الحقته بي؟
ما الذي سيظنه بي اهلي الان؟
زوجها تركها تذهب وحيدة الى افران اذن زوجته تتحكم في تصرفاته ...لعلمك فقط ليس لتلك اللحظات بيننا ان تشفي شيء كوني عاقلة الان فقط سانزل بك عقابي وليعلم الجميع من في القصر انك لم تطيعي كلامي فارسلتك الى
طنجة"مدينة في شمال المغرب تطل على البحر الابيض المتوسط"
الى عمتك هناك علك تستوعبين مدى الدفئ الذي اضيعه من اجلك

نفض ذراعها المتألمة بقوة حتى كادت تقع من طولها
ارتجفت وترقرقت الدموع في عيونها وعادت لتجلس على السرير وهو يقترب من الهاتف دون ان يوليها اهتماما ليتصل بالاستقبال ويدفع الفاتورة ويطلب منهم ان يجهزوا السيارة التي اتت بها من القصر
اقفل الهاتف
سمع صوتها في الحمام بحيث كانت تستفرغ ما في بطنها اسرع بدون وعي اليها ليجدها منحنية تغسل وجهها الذي اصبح احمر من مرضها
اقترب منها وقلبه في صدره يتوجع لحالها ويموت خوفا ان يحصل لها اي مكروه
تناقض في الافكار والافعال

وقف وراءها يميل عليها بحيث رفع شعرها المبتل بالماءوهو يقول بقلق:
- ما بك ثريا هل انت مريضة؟

كانت مريضة فعلا لكن المرض الاكبر يكمن في فؤادها المتأذي من كلامه
وشعرت بالحقارة بعد نومها واياه انبثرت من بين ذراعيه ومشت الى حيث حجابها وهي تقول:
- دعني وشاني مادمت تكرهني فلا دخل لك بمرضي

قال وهو يعيد اقترابه منها لينظر الى ملامحها بين يديه:
- مابك ان كنت مريضة اخدتك الى الدكتورة

نفضت يديه بقسوة تقترب من المرآة لتضع حجابها على وجهها مع النقاب:
- خدني الى عمتي كما قلت وآسفة منذ اليوم لم يعد هناك حديث مر بيننا اكتفيت منك
فقد تجرعة السم وانتقمت لنفسك فكفى ..
اتسمع كفى لااريد لهذا الزواج ان يبقى ...
التفتت له لتنظر اليه يتنهد وهو ينظر اليها ونظرة غريبة تتماوج في عيونه....
-اقسم يا عثمان عندما ساذهب عند عمتي سابقى عندها الى ان ترسل لي بريقة طلاقي هل فهمتني

كان الجرح في الصدور مشترك لاهي تتكلم بما تريد ولا هو يريد ان يحارب من اجل استعادتها لاشيء غير العناد المفضي الى انهار مظلمة من الحزن
قال :
لست المرأة التي تستحق ان يحارب المرئ من اجلها....فلا انت ممن احتفضوا بشرفهم ولا انت ممن احترموا اهلهم....

قاطعته شاحبة فكلامه هذا ما يزيد دمارها:
- ساريك الان لما جئت لما انا هنا يا عثمان
اقتربت من المنضدة الصغيرة وجدبت المجر بحيث اخرجت منه مغلفا كبيرا يحتوي اوراق الطبيبة التي كشفت عليها بعد الحادثة

- خد انظر اليها علك تعرف انني لم افقد عذريتي الا بحادث ولم يلمسني احد وانني فعلا شريفة

نظر اليها لدقائق قبل ان يفتح الظرف وهو شبه تائه عن مايقرأه
وبين السطور لمح ما علم انه الشهادة بانها فقدت العذرية اتر الحادثة

لوهلة شعر وكان قلبه ينار بإنارة بيضاء تطرد افكار الظلام المستوطنة لكيانه لكن الشيطان لايحب ان يترك فرصا للبشر في التصالح ففكر انها لربما اقامت علاقة بعد الحادثة بسهولة فماذا تفسر تجاوبها معك وغنجها في بداية الزواج
رمى الاوراق على صدرها والغضب للفكرة يكاد يفنيه

بينما هي صدمتها طريقته تلك حتى انها مهما منعت دموعها من الانهمار انهمرت وارتجفت ونزلت الى الاوراق تجمعها وتضعها في المغلف وبدون ان تنظر اليه تخطت مكان وقوفه ضامة الاوراق الى صدرها وخرجت من الغرفة

سب ولعن وكاد يدمر الغرفة ومافيها زيادة على المائدة التي قلبها في الصباح
شعر بنفسه تتداعى كليا لا ارادة تحفزه على استرجاعها وكبرياءه سيد المواقف صاحب اللجام فكلما فكر في انها قلبه والهواء الذي يتنفسه وانه لايريد اكثر منها على صدره تتفكك الصورة الى الماضي لترسل اليه موجات عذاب لاتقهر
امسك الحقيبة وقد تغلف من وجهه الى اخمص قدميه ببرود جامد لايتزعزع وخرج من الغرفة لكي يلحقها ببطئ لايظهر اي اهتمام بمكان وجودها الان في الاسفل



نزلت منتديات ليلاس شبه مغشي عليها ووصلت الى باب الفندق تنزل درجاته الى العامل الذي اعطاها المفاتيح وركبتها في الخلف فآخر شيء تريده ان تكون قرب رجل بات هو الظلمة الحالكة السواد في حياتها اي الظلم الاجحاف الانانية الاستغلال وانتظرته ولم تنتظره
بل اقفلت عيونها الى ان سمعت الباب الخلفي للسيارة يغلق على الحقيبة وبعدها باب السيارة خلف المقود يغلق بعنف حتى انها اجفلت لكنها لم تتحرك تنتظر ان يكلمها في اية لحظة لكن ولا اعطاها اهمية ابدا كما لو انها غير موجودة
وبما انه يعرف اين تقيم عمتها لم يسألها عن عنوانها
في طنجة في جبال رائعة امرأة اخدت من جمال ثريا واب ثريا العيون والشعر الاحمر وشيء اخر لم يرثه احد في عائلتها وهو خامة صوتية رائعة عريقة بشدو الاغاني الاندلسية بشكل ساحر







*****************


منتديات ليلاس
في منزل الياسمين



بعد خروج القابلة التي اكلت حتى اثخمت
بقيت الياسمين في غرفة جميلة قليلا تواسيها فما ان علمت من القابلة انها حامل حتى بدأت غصبا عنها تبكي بكل حرقتها

قالت جميلة توجه وجهها الى الياسمين التي تجلس قربها على السرير:
- كيف لي الان ان اتحمل طفلا كيف؟؟؟
انا اموت حزنا مما اصابني مع هود وتريدينني ان احتفظ به حسنا لااستطيع


قالت الياسمين تمرر اصابعها على شعرها:
- ستعودين الى زوجك هذا هو الحل انت لاتريدين ان تذهبي الى جهنم بسبب قتل روح بريئة ولاتستطيعين ان تبقي على هذا الحال لان الطفل ان لم يعش مع ابيه فلن يسامحك يا جميلة كوني واثقة

بدت جميلة يائسة هي لاتريد ان تعود فهي تعلم انها تحبه تحب هود كثيرا بل لقد اصبح دمها وهواءها وكل شريان فيها ينبض بات يرفض التخلي عن صورته وان حصل ولمسها فقد تفقد السيطرة على نفسها وتدل نفسها تحت رحمة حبه وهي لاتريد ان يمسها مطلقا

قال ياسمين:
- كفي عن تعذيب دماغك بالتفكير ستنقلين الغم للصغير والدموع له ولن تنامي الليل فقط لانه سيبكي كما تفعلين انت الان لاتديقيه الحزن والمرارة والا سيكبر في بطنك ضعيفا عزيزتي ارجوك لاجل الله لوجهه الجميل ارجوك تخلي عن عنادك وعودي اليه فعلى ما حكيت لي انه يحبك

قالت بشبه صرخة:
- لا ...هو لو كان يحبني فعلا لما خدعني واستغلني سلاحا ضد اعدائه

قالت ياسمين:
- الم تقولي انه كان مراهقا ولديه ام الم تكوني انت لتضحي ب...باي شيء اي شيء في وقت اغلقت كل الابواب في وجهك من اجل عائلتك بالله عليك لاتقولي لي لا....حاولي ان تتفهميه فقط استمعي له الان يمكنك فقط ان تعيشي معه من اجل ابنك ضحي كما ضحى وكما يضحي الكل يا جميلة هذا واجب كل ام

مسحت جميلة دموعها:
- من اجل ابني فقط ....من اجل بني ومن اجل ربي سافعل ذلك لكن لن يحلم بان يلمسني لن امانع ان تزوج حتى فعندها ...عندها ساخد طفلي واذهب

- المهم الان انك وافقت واتمنى من الله ان يبرد النفوس وان يصلح الوضع بينكما في المستقبل ساذهب لاحضر لك بعض الطعام ولاتتحركي

كان من دواع سرور ياسمين ان تعتني بها وتحضر لها من الاكل ما سيفيدها ووعدتها بان تزورها على الدوام لكي تاتيها باكل شهي ينفع الحوامل في شهورهم جميعها




*****************



في المساء




بطنجة في مدينة تترسخ عليها جبال عظيمة رائعة على البحر الابيض المتوسط
ولم ياثر ابدا هذا الجمال في عثمان الذي غرق في بحر من الافكار المجنونة حتى انه بات يتمنى لو ان هته السيارة تقف تتعطل لكي لا يكملا الطريق لكي تبقى قريبة منه فللاسف قد شغلت قسما كبيرا من روحه فبعد لقاءهما علم انه لايوجد غيرها من يرضيه و....
لكن الكبرياء اللعين لايحتمل ...يرفض التعاطي مع اي نوع من العواطف بل ويعذبه لكي يبقى رافع الراس بشموخ وكانها امراة كايها نساء تشبه الكثيرات ويمكنه ان يطلقها ويتزوج اخرى بسهولة

اما هي فقد كانت صورة الاوراق وهي بين يديه تعذبها
الهذه الدرجة يمقتها الم يفكر في اعتذار يمحي من قلبها غمامة الحزن الثقيلة
الم يشعر بانها بشر وان يستغلها في لحظات ضعفه كرجل تشعرها بالحقارة
فما ان ينتهي منها حتى يبتعد عنها بقساوة وكانها *****
اتته بالدليل امام عينيه ولم يعتذر لما رفضت ان تعيد قرائة الاوراق او تحريكها من حيث ضمتها على صدرها فلم ترضى لنفسها مذلة اخرى تنتظر ان تصل والا تراه مجددا وان تنسى انه هناك رجل مثله مر في حياتها او شاركته احلامها في الخفاء وامنياتها باولاد يترعرعون في دفئهما
كم تخيلت صبيا في شهوره الاولى تجلسه بينهما في جو حميم هي الحمقاء التي ظنت ان رجلا بدويا خشنا مثله فضا سيلين لها
اجل فهو لن يلين الا لصاحبة الشرف والنبالة والاخلاق
الهام
هه ياترى كان يخطط لفعلته هته وهي الغبية ساهمة في العشق والهوى اتراه يريد الزواج منها فعلا والطلاق منك يا ثريا بسرعة
افكارها لم تنقطع طيل المسافة التي اتخداها الى طنجة وهاهما لم يبقى سوى لحظات على صلاة المغرب وسيصلان الى عمتها الحبيبة اخت والدها المتوفى والتي لم ترها منذ سنين مضت تعلم انها امراة وقور رغم مهنتها كمغنية للأندلسي الا انها شريفة ومحترمة


عند وصول السيارة الى فوق طريق صغير في تل كبير يقع عليه بيوت كثيرة مطلية بالازرق الفاتح
اوقف عثمان سيارته بقوة حتى سمع صرير المكابح مثيرا صوت العجلات على الارض خرج عثمان يقفل الباب وراءه بقوة اهتزت لها مرة اخرى ثريا ولم تنتظر ان يفتح لها الباب بل استغلت دقيقة وقوفه وراء السيارة لتصعد التلة التي يظهر منها بيت عمتها في بداية البيوت الرائعة
ناداها يقول :
- ثريا توقفي لن تصعدي وتلك الاوراق في يدك

لم تجبه بل تجاهلته تصعد والتعب يفتك بها
صعد بخطوات واسعة الى ان وصل امامها ليهزها يعنف وينظر الى وجهها الجامد من اية ملامح قد تفضي له بما تخبئه من مشاعر

- عندما اناديك لاتتجاهليني

عبرت عيونها وجهه الى صدره وتنحت عنها ببطئ تكمل طريقها

شعر بالبأس انه يكاد يختنق
عاد الى حيث ترك الحقيبة وتبعها يصعد الى ان توقفت ثريا امام البيت المطلي زرقة ورنت الجرس تتمنى من اعماق قلبها ان تكون عمتها هنا فهي لاتريد سوى الاختباء والبكاء حرقة مما فعله بها ومن نهاية هته العلاقة المشؤومة

فتح الباب وسمعت اناشيد عن الرسول الحبيب وآلة الدف تهدي نغماتها متمازجة مع الكلمات ونظرت ثريا الى عمتها التي فتحت الباب مرتدية قفطان وقبعة رائعة على شكل مثلث مزين بجمالية تبهر العين التقت العيون الرمادية مع بعضها بعضا
ولم تحتج عمتها الى ان تطلب منها نزع النقاب فعيون ثريا ذكرتها باخيها تذكرها فيه تماما
ضمتها عمتها بحرارة تقبلها

- يا ابنة الغالي كيف حالك يا حبيبتي ثريا عزيزتي اليس كذلك اعرفك صغيرتي
كادت الدموع تفر من طيبوبة قلبها وجاهدت ثريا في عدم السقوط حالا بين ذراعيها

وراءها كان عثمان ينظر اليهما يشعر بالاسى يتملكه انه سيعود فارغ الوفاض لايريد مالا ولاجاها
بل يريدها هي
كم يريد ان يسمع صوتها وان ينعم بدفئها يشعر انه ينسلخ منها بقساوة
يعشقها وقد ادرك ذلك يموت عشقا فيها وفي سحرها الخاص الذي وهبته له
لكن لما لايستطيع ان يثق بها
لانه يخاف ان تكون المخادعة المنتصرة في القصة
لم يحبد ان يرى زوجته تقطن عند هذه العمة التي تتخد من الغناء مورد عيش لها لكنه رفض ان يبدي ادنى اهتمام بينهما
سمع عثمان صوت حبيبة قلبه الذي هزه الضعف فيه

- انها انا عمتي غريب كيف عرفتني رغم انني لم ازل نقابي لقد اشتقت لك لم ارك منذ زمن طويل

قالت العمة تلاحظ الرجل وراءها:
- ليس بوقت طويل ازيد من 6 سنوات لكني اتذكر احبائي لم اعرف انك تنقبت على فكرة عيونك تشبه اباك رحمه الله ...هل السيد زوجك؟

اومئت ثريا دون ان تلتفت اليه فقالت عمتها:
- اهلا بك بني سعدت انا بلقاءك

- اشكرك سيدتي ساترك حقيبتها الى ان تحمليها من فضلك ساذهب فلايزال مشوار طويل ينتظرني الى البيضاء شكرا لك سيدتي

دخلت ثريا ولم تمنع نفسها من النظر الى عثمان الذي اخد ينزل التلة برشاقة نحو السيارة ونظر اليها بالمثل لكنها ابتعدت لان قلبها هدد بالانفجار في اية لحظة
لم تكن العمة تدري ما يحصل لكن بدى لها انه لاوفاق بين الزوجين لدى اخدت الحقيبة ووضعتها في غرفة فارغة تستعملها صديقاتها اللواتي تزرنها في المناسبات
ولم تبخل على نفسها بتعريف النسوة اللواتي تشدون بابنة اخيها الميت وابهرن بجمالها عندما ازالت نقابها ولاحظن الشبه الكبير بينهما

صعدت ثريا وراء عمتها التي اهدتها من الراحة ما كانت في حاجته لم تثقل عليها بالاسئلة بل سألتها فقط عن الطعام فردت ثريا بانها لاتريد
وبذلك خرجت وتركتها بائسة غائرة تحت شمس المساء البرتقالية القانية التي اخترقت الزجاج للغرفة الصغيرة اتكات عليه و انتحبت بصوت يكسر الفؤاد القاسي في بكاء مرير لم تستطع ان تتمكن من مقاومته

وعمتها فكرت انه من الافضل تركها وحدها رغم فضولها حول حضورها الى هنا بهته الطريقة فلابد ان هنالك امرا ما يزعجها لكنها قررت ان تسالها في الغد




*****************




في الدار البيضاء



بعد وصول عثمان متاخرا في تلك الليلة الى المستشفى
علم من الطبيب ان المريضة قد خرجت من العملية بسلام وانها في غرفة العناية المركزة لدى قرر ان يعود في الصباح فتعبه النفسي اثر جليا على جسده رغم صلابته الا انه كان يبدوا انه فعلا يحتاج الى الراحة والنوم
لكن كيف به ان ينام

في غرفته لم يستطع ان يستحم بل رفض كليا ان ينهض من سريره الذي تحمل ثقل جسده
يفكر في حياته الهذه الدرجة هو غريب عنها وهي غريبة عنه
اتته بدليل يتبت انها عذراء لكن من سيثبت انها لم تعاشر شخصا مهما كان قبله اليس هو المظلوم في هذا كله
لما لاتفهمه لما تتشبت بدفاعها عن نفسها وتنسى انه رجل
وان كان الرجل لايعاب فهو يعاب في شيء واحد شرفه
دنست هي شرفه وتحمل ذلك بكل عنفوان وتباث ولم يرتكب فعلا احمق في حقها اجل كان يحاول ايصال الجرح الذي استقر في صميمه لها عبر كلماته تلك
وكان بذلك يجرحها ويدمي جرحه ايضا يعيشان في عذاب لن ينتهي واذا ما بقيا مع بعضهما اكثر فسينتهي الامر بان يكشف ما هو مستتر
ولايريد من احد ان يعلم لانه يخاف على ماء وجهه
لقد وافق على فكرة الطلاق وانتهى الامر وسيغلق على هذا القلب ويرمي المفتاح في فوهة مظلمة ولن تستطيع امراة بعدها ان تفتحه وتسبر اغواره ففي تلك اللحظة لن تجد سوى ثريا صاحبة العيون التي تذبحه





في صباح اليوم التالي



دخل عثمان المصعد المأدي الى فوق في المستشفى ببذلته البنية الصيفية الراقية وساعته الذهبية السواتش
لكن ما كان مذهلا انه تخلى عن خاتمه الفضي في يده اليسرى فقد بات كارها لذكراها بقدر ما هو يشتاق اليها بوجع ومرارة
انفتح المصعد وخرج منه رأسا الى غرفة العناية المركزة هناك وجد عائلة الهام البعض منهم جالس والبعض الاخر ينظر اليها من زجاج الغرفة

تقدم عثمان من مكان وقوفهم ليقترب من الاب ويقبل راسه مسلما:
- السلام عليكم كيف الاحوال ؟

قال الرجل الكهل خجلا من اهتمام الرجل:
- بخير بني الحمد لله انها بخير هكذا قال الدكتور

قال عثمان ينظر الى جسدها الغائب في الغرفة:
- الامر طبيعي فهي في حالة تخدير لايزال حالها غير مستقر عليهم التاكد من انها لن تعاني من مضاعفات جراء القلب في جسدها وهل سيلائمها تماما امور تخص الطب لن نتمكن من زيارتها الى ان تعافى كليا

قال الاب المسكين :
- اتمنى يا بني ان تتعافى فعلا دعوة راجيا من الله معالجتها انها فلدة كبد يا ابني ستجرب ذلك وتفهمني

اصابه العجوز بكلامه في الصميم كما لو غرس في قلبه سهما قويا
طفل يعلم ان الرجل لم يتكلم بسوء لكن فكرة الطفل آلمته
لربما الان فقط في الفكرة احس بلهفة الى طفل

فكر كثيرا انه عندما سيخبر عائلته بفكرة الطلاق انه فعلا لن يمر الموضوع عليهم مرور الكرام وسيأثر كثيرا على انفسهم لايستطيع سوى ان يظهر انه لا يحبها وهي لاتحبه ولم يتوافقا
قد يحاول ان يذكر لهم فكرة ان العالم تطور رغم تناقض الفكرة مع مبادئه وهو يعلم انه ابغض الحلال عند الله الطلاق
الا انه في حالته العويصة لايوجد حل مجد سوى الطلاق وان يمضي كل في حال سبيله
وعد نفسه انه سيشرح لجده العنيد كل شيء ويعلم انه من اراد هذا الزواج
هما لم يتفاهما وهذا فقط سبب انه لكل منهما نظرته للحياة
يدري ان الامر صعب وقد ينتهي برفض قوي من اطراف العائلة لكن سينتظر لمدة وحسب وبعدها يطلق الخبر لهم وليتقبلوه كما شاؤوا فالقرار الاول والاخير له ولثريا


سمع عثمان وقع اقدام يتوجه نحوهم وسمع رجلا يسلم على افراد العائلة فتسائل من يكن عندما استدار قابله صاحب الطول الذي يوازيه عصام قال وهو يتذكره:
- انت عصام اليس كذلك؟؟

نظر الشاب الى عثمان وابتسم لرؤيته لكنه لم يتسائل عن سبب وجوده هنا:
- اجل عثمان ....كيف حالك اخي؟؟

تصافحا فرد عثمان :
- بخير لكن ما الذي جاء بك هل لديك مريض ما في المستشفى

قال عصام ينظر الى ما وراء كتف عثمان الى غرفة العناية:
- اجل الانسة الهام

قطب عثمان فهو لحد الان لايفهم كيف تعرفت على هذا الرجل الذي يدري انه اتى من اسبانية في الحقيقة شعر بانه لايستطيع ان يربط بين الامور:
- لكن لما هل تعرفان بعضكما؟

قال عصام ينظر الى العائلة التي جلست مجتمعة وراءه واقترب منه يقول:
- هلا ذهبنا الى الكافيتيريا ان كانت موجودة هنا وساخبرك بالتفاصيل

قال عثمان يحتاج ليفهم فعلا:
- منتديات ليلاس تفضل سادلك عليها

ذخل الرجلان الى المقهى الصغير في المستشفى واتخد كل منهما مكانا له بحيث طلب كل منهما قهوة مرة فهما يحتاجها بالفعل لها

بادر عصام بالكلام:
- تتذكر انني سبق وقلت انني اتيت لدفن اختي؟؟

قال عثمان :
- اجل لكن ما علاقة الامر؟؟

قال عصام وكانه وجد اخيرا جوابا على سؤاله:
- انت عثمان من دفع ثمن العملية؟؟

قال عثمان :منتديات ليلاس
- اجل انا ....ارتشف من قهوته ...لكن لحد الان لم تجبني

قال عصام يرجع ظهره العريض على الكرسي:
- انا في الحقيقة تبرعت بقلب اختي للانسة الهام

ذهل عثمان للحظات وشعر بعد ذلك بان الرجل امامه لشجاع لفعل شيء مماثل:
- لكن يا عصام اليس من الصعب فعل ذلك التبرع امر قاس الا تشعر بالالم لتبرعك بقلبها؟


قال عصام ينظر الى الحديقة من النافذة بجانبه:
- لا ...بل بالسلوى هذا هو التعبير الصحيح امر كهذا يسعدني ويشعرني ان اختي لاتزال بيننا رحمها الله

قال عثمان مقطبا:
- تجدني لااستطيع تقبل ذلك رغم التطورات في الطب لكن عندي ايمان ان الجثة عليها ان تدخل القبر كاملة لكن ان تشعر ببعض السلوى عن موتها فلن الومك لم افقد شخصا عزيزا علي من قبل ....لا بل فقدته لكن ليس بالموت ولا استطيع سوى ان اقول انك شجاع لفعل كهذا انقاد روح لشيء جيد ....انت اذن لاتعرف الانسة الهام؟

قال عصام ينظر اليه :
- لا بل تعرفت عليها فقط قبل العملية..وانت هل انت خطيبها ...او زوجها؟

قال عثمان يحرك راسه بشموخ:
- كنا من قبل خطيبين لكن لم يدم الامر لفترة وجيزة فقط
امر المرض اعاقها لكني انا الان متزوج بامرأة اخرى ...
""لاحظ النظرة المتسائلة في عينيه""
....اساعدها لانها زميلة لي في العمل كاستاذة في القرية وايضا لان عائلتها معوزة لم استطع تركها تموت بتلك الطريقة

فهم عصام الان الامر واحس بالراحة لانه ليس زوجها فهذا سيساعده على اخدها الى اسبانيا دونما عراقيل

قال عصام بتردد:
- عرضت عليها ان تمضي مع امي واختي في اسبانيا فترة نقاهة وايضا اريد بذلك اسعاد امي بان قلب ابنتها الصغرى انقد فتاة من الموت احب امي كثيرا ...واعاني من معاناتها منذ ان تخلى والدي عنها اريد اسعادها حقا هذا ما اريد


شعر عثمان ببعض التحفظ لايستطيع ان يمنعها ان هي وافقت لكن ان تسافر مع رجل وهي ليست متزوجة منه امر سيء :
- منتديات ليلاس اعتبرني ايضا موافق على سفرها معك لكن بشرط فهي الان بالنسبة لي كاخت ....ساذهب معكم الى بلدك لاتأكد من انها فعلا ستكون بخير فوالدها يودعها امانة في رقبتي اتمنى ان تكون قد فهمتني حضرتك

قال عصام موافقا:
- حسنا لايوجد لدي اية مشكلة يمكنك الاطمئنان عليها وفي نهاية العطلة اعني عندما يبدا الموسم الدراسي يمكنك ان تأتي وتاخدها من بيتنا
فقط اتمنى ان يسعد وجودها امي
احتاج فعلا اليها هناك من اجل عائلتي

تفهم عثمان وضع الرجل فوضعه معقد وحرج ان يحاول جاهدا كسب محبة اهله امر صعب وبكل هته التضحيات لابد من انه يعاني لدى وافق على الامر فإلهام فتاة مهذبة ومتخلقة وقبل اي شيء واعية لافعالها ويثق في انها لن تجرح عائلتها ومن يحبونها
وان هذا الرجل امامه يستحق فرصة لاحياء علاقة ود قوية مع عائلته






********************



بعد اربعة ايام



خرجت هند من منزلها هي وابن عمتها ايوب في نزهة صباحية تروي الدم انتعاشا في هذا الصباح المبهر
كانا قد انتهيا من افطارهما مع والدها وامها وقررا ان يتمشيا في الخارج
اقتربت هند من كلب الصيد لديهم وفكت وثاقه لتاخده معهم في نزهتها

قال ايوب في طريقهما :
- هذا الكلب لايستحق هذه المعاملة

التفتت هند متعجبة تعقد حواجبها:
- ولما في نظرك لايستحقها
انه كلب وفيّ
قالتها وهي تلاعبه

رد ايوب:
- لايبدوا عليه انه يحبني فعندما لاتكونين يبدأ في النباح وكانني لص

ضحكت هند:
- هههه لابد من انك توحي له بذلك ملابسك وهيأتك لاتطمئن ههههه

اردف هو بتفاخر:
- مابها ملابسي تكسر جو البادية بعصرنة رائعة ومتقنة

ضحكت تستهزء:

- هههه اه اه يبدو ذلك فعلا عصرنة ....ايوب لحد الان لم تحكي لي شيء عن وضعكم هناك الاتزال في وضع جيد بعد المضاهرة التي قمتم بها

قال وقد كسى ملامحه الجد:
- جيدة لقد اعتقلوا الشابين المتورطين في مقتل صديقي لكن لايزال الحكم مأجلا الى تاريخ قريب

قالت تحول رسن الكلب في اليد الاخرى:
- مسكين الفتى الذي مات رحمه الله ومسكين انت ايضا الذي تحملت وضعا كذاك

اردف ايوب بشجن غير ظاهر :
- الحمد لله على كل حال المهم ان يعاقب الفاعل هذا هو الاهم...وانت لحد الان كتومة استطعت بسرعة ان تلفي شباكك على ذلك الرجل لست سهلة والله

ضربته على كتفه:
- قل ماشاء الله الاتدري انه هو من اراد ان يتزوجني ولست انا فماكان مني الا ان وافقت ومن لن يوافق عليه
رجل بمعنى الكلمة شهم ولطيف ايضا

- اهااااا لطيف ساحسدك وابحث لنفسي عن زوجة في القريب العاجل

قالت تفغر بفمها:
- اوه غريب لم اعلم انك تنوي الزواج لكنت دبرت لك احداهن ....تدري شيء..؟ هناك شخصية جديدة تقطن قصر المنصور حاليا

سالها بفضول :
- ومن هي هذه الشخصية ؟

قالت تجيبه بتنهيدة :
- تدعى جولييت فرنسية لست ادري من اين خرجت لي هته ايضا؟؟
اتعلم انها توحي بالاغراء طيلة الوقت؟؟
قد نذهب الى مكتب عبدو واعرفك عليها عساك تخبرني بما افعله لاقوم بابعادها عنه لااشعر في حضورها باية راحة

ضحك ايوب يخرج شيء على شكل كرة بيزبول مصغرة واخذ يضغطها بيده:
- مسكينة ابنة خالي تغارين من اجنبية اتعلمين انه لذلك الرجل شخصية وان هو اختارك فليس عبثا كوني متأكدة و....

شعر بالكلب في الاسفل ينهش الكرة من يده فترك الكرة صارخا
فكان من دور هند الا ان تضحك على موقف ابن عمتها وهو خائف منه بتلك الطريقة تظاهر بانه قوي في النهاية لم يرضى ان يظهر غبيا امامها فشاركها الابتسام

كانت هند مراقبة في هته الاثناء فلم يجافي هود النوم هته الايام وزوجته بعيدة عنه بات الان يتحرق شوقا لافشاء السر لهته الفتاة امامه الممسكة بكلبها عل الامر يصلح بينه وبين زوجته ويكفر عنه ذنبه




*********************




في القصر



في جناح عبير وسعيد


خرجت عبير من الحمام تلف نفسها في منشفة كبيرة وراسها بالمثل لتجد زوجها يجلس على السرير منهمكا في ارتداء حذاءه عندما لمحها اطلق تصفيرة اعجاب لما ظهر امامه ذهبت الى المنضدة حيث جلست وحررت شعرها تبتسم على هبله فكلما رآها متجملة او في اي رداء كان يجعلها تخجل بكثرة تصفيرات الاعجاب التي تطلقها شفاهه
نهض يقترب من مكانها وقبل راسها ينظر اليها باعجاب

- هل تنوين بقائي قربك يا حوريتي

قالت تضحك:
- هيا سعيد الى عملك
كفاك مزاحا اليوم لدي عمل في هذا الجناح يجب ان انظفه جيدا عزيزي فلا يجب ان تبقى
احب دائما ان اقوم بالتنظيف وحدي

قال يجلس القرفصاء وبما انه فارع الطول فقد بقي راسه قريبا من كتفها
- لاانت من تمزحين عروس في اوائل ايام زواجها تنظف
على الخادمة في الاسفل فعل هذا

قالت عبير تحرك راسها بعناد:
- بل انا من سينظفه جننت انت لا اريد لأحد ان يطلع عن اسراري فجناحي هو بيتي...اعني بيتنا فيه اسرارنا ولن تدخله امي حتى
آسفة عزيزي لكني احب العمل واجد في الراحة الخمول

قال يضحك ويقف:
- يوما عن يوم اكتشف فيك اشياء تسلب العقل
شعر بلفح ريح دافئ عن غير عادة اقترب من الشرفة يغلق النافذة ويعود اليها ناظرا بعد ذلك الى السماء:
- اليوم منذر بعاصفة السماء حمراء لربما قد تمطر

قالت عبير تشهق بعجب:
- في الصيف ؟

قال يحمل كرسيا ليجلس قربها ويراقبها في مراحل تزيينها البسيط:
- لربما قد تمطر والله اعلم لكن المطر في هذا الفصل قد يفسد لنا المحاصيل نحمد الله ان لدينا اماكن نخزن فيها المحصول ضد هذه الضواهر

استدار الى النافذة وقال بانتصار :
- الم اقل لك لقد بدأت بالامطار علي الذهاب

ابتسمت له وهي ترد:
- على حبيبي ان يعمل في الارصاد الجوية هههه

قال يغضن جبينه ويقترب منها يرفع راسها :
- تضحكين ...اعني هكذا تصبحين جميلة قبل خدها وانصرف يشدو

ضحكت لكن قبل ان يصل الى باب الجناح تبعته

- سعيد ما الذي تريد ان احضره لك في الغذاء

اجابها:
- ليس مهما المهم ان ياتيني بالطعام انت لاغيرك باي ...على فكرة سارسل لك عربة بحصان فلااريد ان يحصل لك اي مانع في الطريق بالسيارة

ابتسمت له ولحنانه عليها واقتربت من المنضدة وهي تسبح لله وتذكر دعاء الرعد الذي بدأ يصدح في السماء


كان المطر يهطل بكثافة ويصحوا مرة اخرى كما نقول السماء تتوجع في مثل ذاك الجو
ارتدت حذاء جلديا يمنع تسرب الماء الى قدميها وسروال مع سترة طويلة رياضية خضراء قاتمة ونزلت بسلة الطعام الى العربة وصعدتها بحذر لتجلس عليها وقد كانت تظللها من فوق
وقد عاد المطر في الهطول ثانية
اعجبها الجو لدرجة انها بدأت تشكر سعيد لانه ارسل لها هته العربة الرائعة فالآن فقط تستطيع التمتع برحلتها الى الاراضي

كان الجو احمر تقريبا فالسماء غيومها حمراء والتراب في الارض اصبح مبللا
ونسيم بارد قليلا يلفح خياشيمها
كما رائحة التراب تعبق بالكون اثارها الجو كثيرا وبدى لها انها فعلا الان تعيش ولايوجد شيء اجمل من الطبيعة التي خلق فيها الانسان

توقفت العربة لحظة فسالت عبير السائق :
- ما الذي يحصل ؟؟

قال الرجل :
- هناك جدوع شجر ساحركها بسرعة ونتحرك

امومئت براسها بالايجاب وجلست والسلة في يدها
وفي لحظت سريعة شعرت بشخص يجلس قربها على العربة
التفتت خائفة وهي تنظر الى امرأة لاينقصها الجمال ولا الاناقة

فقالت عبير مخنوقة من الخوف تكاد تصرخ على السائق:
- من انت يا هذه...؟ انزلي والا ناديت سائقي؟

قالت المرأة التي حدجتها بنظرات محتقرة:
- انت اذن هي من كان لها الشرف في اخده مني لاتخافي انا لا آكل البشر اتيتك فقط لاتحدث معك قليلا

ردت عبير ونفس الهواجس في نفسها تبعث فيها الخوف:
- وما الذي تريدينه اختي

قالت المرأة:
- اولا انا اسمي سميرة وما اريده اخدته لكن هذا لايمنعني من سرد بعض الحقائق عليك صغيرتي البريئة
منتديات ليلاس


يتبع.............




لاتنسوني اختكم في الله جوهرة اللي تموت في عيونكم

 
 

 

عرض البوم صور Jάωђάrά49  
قديم 07-12-09, 10:17 PM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب مبدع


البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 147004
المشاركات: 5,481
الجنس أنثى
معدل التقييم: Jάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2060

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Jάωђάrά49 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Jάωђάrά49 المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 


الجزء الواحد والعشرون



ان شاء الله


توقفت العربة لحظة فسالت عبير السائق :
- ما الذي يحصل ؟؟

قال الرجل :
- هناك جدوع شجر ساحركها بسرعة ونتحرك

امومئت براسها بالايجاب وجلست والسلة في يدها
وفي لحظت سريعة شعرت بشخص يجلس قربها على العربة
التفتت خائفة وهي تنظر الى امرأة لاينقصها الجمال ولا الاناقة

فقالت عبير مخنوقة من الخوف تكاد تصرخ على السائق:
- من انت يا هذه...؟ انزلي والا ناديت سائقي؟

قالت المرأة التي حدجتها بنظرات محتقرة:
- انت اذن هي من كان لها الشرف في اخده مني لاتخافي انا لا آكل البشر اتيتك فقط لاتحدث معك قليلا

ردت عبير ونفس الهواجس في نفسها تبعث فيها الخوف:
- وما الذي تريدينه اختي

قالت المرأة:
- اولا انا اسمي سميرة وما اريده اخدته لكن هذا لايمنعني من سرد بعض الحقائق عليك صغيرتي البريئة

واردفت تنظر الى السائق في الاسفل اللذي انتبه اليها :
- اتمنى فعلا ان تستمعي الي وان تطلبي من سائقك ان يبتعد لبرهة

شعرت عبير بالضياع لم تكن تريد ان يذهب السائق فلادراية لها باناس لم تخالطهم قط ارادت الان بالذات زوجها لتحتمي قربه

قالت سميرة تظهر نفاذ صبرها بتعجرف:
- هيا هل سابقى اليوم كله وانا انتظر؟

نادت عبير على السائق واخبرته ان يبقى بعيدا قليلا لان لديها حديثا مع تلك المرأة
فاومئ الرجل رغم عدم ارتياحه للتي قربها لكنه فضل ان يسمع الاوامر

نطقت عبير بحذر:
- ماذا تريدين مني انا لاافهم ما الذي تسعين لتحقيقه يا سيدة سميرة من تكلمك معي؟

قالت سميرة وهي مغتاضة لكن تخفي ذلك تحت ابتسامتها بدهاء وتفجر غيضها في القادم من كلام:
- شيء اشتركنا فيه نحن الاتنتان ...لا ليس شيء بل هو رجل... سعيد

تجمد الدم في عروق عبير وشعرت كما لو ان الحرارة اشتدت مع بزوغ الشمس من خلف السحب وبدأ العرق ينضج تحت ثيابها وكأنما سميرة قامت بالشد على جميع اوتارها بذكر اسمه :
- عفوا... ماذا ذكرت... للتو؟

قالت سمير تجيبها ولم تزح نظرها منها متفحصة اياها:
- كما سمعت ...للاسف لست ادري ما اعجبه فيك تدرين انه رغم زواجه بك لازال وفيا لي حيث ان الكوخ في حدود المزرعة يجمعنا في سهرات حميمة ...زوجك رجل ...رجلي عاشقني بل واحبني ولم يرضى ان يتزوج بدون اخباري وكم كان آسفا لذلك كان يدري انه زواج فرض عنه بالغصب
ولكن هذا لم يمنعه من احتفاظه بي كعشيقة ماهرة في ارضاءه ...صراحة تبدين سادجة كما يقول حتى انه يمل منك على حسب قوله لي...تبدين غير ناضجة وعديمة الخبرة لا اخفيك انه رجل لحوح ومتطلب ..ولايخفى عنك انه فعلا يحبني رغم ما قد يظهره لك من حب مزيف...اقصد انه لايزال يعيش على حبي الذي ينفض عنه عذاب ارضاء جده المتعجرف....

توقفت لحظت تنظر الى عبير
عبير التي كانت تعتصر من الذاخل تطعن بقوة تتقلب على نار محرقة وتكاد تنفجر احاسيسها دموعا ساخنة
بابتسامة منتصرة استطردت سميرة:
- ما بك ...هل صدمت؟؟
ما كان عليك ذلك
يعرف انه مضطر للخضوع واحترام العائلة وتحمل العذاب لكني العزاء الوحيد له

اعتلت عبير رجفة قوية واقشعر جلدها اشمأزازا لهذا الكلام المألم وارتجفت شفاهها
تكاد تنفجر دموعها لانها لا تستطيع ان تنطق او ان تدافع عن نفسها
فهذه المرأة تبدو صادقة لايرف لها جفن

اكملت سميرة بسم تزيد به الوضع سوءا:
- انظري الى هته الصور وستفهمين ما اقصده....هذه حيث ذهبت معه الى مراكش في افخم الفنادق وحيث استمتعنا كثيرا بوقتنا ...وهذه.....انظري بنفسك

كانت نظرات عبير مصدومة تكاد تصرخ بالالم الذي تشعب فيها ونزف في قلبها ومن جروحها وارتعدت بقوة لم تعرف كيف فعلت ذلك لكنها انهالت بصفعة قوية للمرأة وصرخت:
- انزلي حالا ...انزلي هيا انزلي...

نزلت سميرة وقد ادهشت لردة فعلها لكنها كانت تتوقع مثلها على اي حال وصلت الى هدفها ولايهم والباقي بالنسبة لها قادم
فقد تعرفت على عبير من مصادرها الخاصة
والن ستحرمها من النوم


بعد ابتعادها بقيت عبير تغرس اضافرها الصغيرة في جلدها اقترب السائق من العربة وقالت عبير بصوت لانقاش فيه:
- لاتخبر احدا بما رايته... او سمعته... امفهوم قولي؟؟؟

قال الرجل الذي كان يتحرق شوقا لاخبار سيده لكن خاب امله من امرها:
- حسنا سيدتي

انت يا سعيد ...انت وحيدي بعد ابي
الرجل الذي منحته نفسي بكل حب
الذي اكتناني عشقه الفولاذي من بين كل الناس
الذي حرمني النوم شوقا فقط وانا بين ذراعيه
الذي....
كان العذاب ينخرها يزيد جروحها انكسارا وتناترا بذكرى الصور يظهر ابتسامته واسعة رائعة لكنها انخدعت فيه الى هذا الحد
بطبيعة الحال كيف لشخص ان يحب بهذه السهولة في وقت وجيز وان يمنحها كل الحب الذي تتمناه في حين انها هي الطاهرة البريئة ضنت ان هذا هو الحب
لكنه كان حنونا شغوفا بها بل لقد تحدت لحظاتهما حدود التمثيل
وحدود العقل
احبطت و ترقرقت الدموع في عيونها والخناجر تذبحها من اعماق قلبها الى حنجرته تحفر فيها بصورة متكررة
كانت مضطربة تريد ان تنزل من العربة ان تختفي الا تراه ابدا ان تبتعد ان تنسف من هذا المكان
لا تريد رؤيته فهي تحبه وهذا الحب اصبح مألما لقلبها الطاهر
الذي لم يعرف حبا من قبله فهو البكر

عند اقتراب العربة من مكان عمل سعيد توقفت بقيت قليلا جالسة في مكانها
رموشها منسدلة تعتصرها لكي لاتخرج قطرة دمع واحدة امطرت في تلك اللحظة مرة اخرى
نظرت الى مكان وجود سعيد
هيئته تجعل كل كيانها مندمجا في اعصار قوي وذلك الاعصار يخنقها الان لاتريد ان تصدق ما دام يحبها كما يقول
لكن ايوجد شيء اكثر صدقا مما قالت سميرة تلك
ازداد حزنها عندما التقت عيونه بها وابعدتها عنه
اخد يقترب منها

غريب امرها هته الامطار فكانها تحكي ما في قلبي الذي يهواك
وانت بتلك الابتسامة تزيد في حيرتي وعمق جرحي فما الذي سافعله بعد هذا كله هل ....سانساك ؟؟؟
وقفت تنزل تحت المطر دون ان تعيره اهمية بينما اقترب سعيد وهو يحدث السائق بان يبعد العربة في مكان مظلل ووضع سترته الجلدية على راسها واخدها حاميا اياها بعيدا عن المطر ليقترب بها من مكتبه المظلل
أخذ منها الطعام ووضعه على المائدة وهي تزيح الجاكيت عن راسها وتنظر الى شعره الذي ملأته قطرات الماء وبدى جذابا وابتسامته لها بريئة ابعدت عيونها المدمعة عنه وغضب اعمى يلتف عليها كعنكبوث تحتفظ بها في فخها

قال سعيد ينظر الى المطر ويقول:
- اللهم حوالينا لا علينا ..اتمنى من الله ان تكف هته الامطار عن الهطول والا فسدت المحاصيل ...ممم يبدو الطعام شهيا

نظر الى قامتها الملتفة في ملابسها وابتسم يمازحها:
- هل تشعرين بالبرد اتحتاجين الى تدفئة... قد تكون مجانية

قالت بجفاء ولا تستطيع اخفاء ارتجافها:
- انا بخير هكذا... ولا اشعر باي برد بل ما اريده هو الذهاب فورا الى القصر

نظر اليها لم يفهم ما بها وضع يدا على كتفها يحاول ان ينظر الى عيونها لكن دون جدوى:
- عبير هل انت متوعكة تشعرين بالمرض غزالتي؟

نظرة غاضبة تلقاها منها وهي تقول بصوت اعلى من المتوقع:
- انا بخير وابعد يدك عني...اريد ان اذهب الى القصر فقط

ماتت ابتسامته وتاهت نظرته وراءها الى حيث وصل صوتها الى العمال الذين التهوا في عملهم ابعادا لإحراج سعيد
واعاد نظرته ليقول بجدية لم يتخيل نفسه فيها بصوت قاس خفيض:
- عبير لما الصراخ ؟؟...وما هذه العدائية ؟؟
لست برجل تصرخ عليه امراة احترميني فانا زوجك ليس امام العمال ...ومن ثم اخبريني ما امرك لما العصبية هل يوجد شيء لايعجبك هنا ام تراني اترت غضبك بشكل ما؟

نظرت اليه تكافح لكي لاتبكي
وهي تشعر انها لاتريد سواه
وان ياخدها بين ذراعيه
ويهدئها وان يمسح على راسها
ويمحي شكها وان يزرع يقين انه يحبها ولم يخنها في راسها وكيانها العاصف:
- لكنك يا سعيد من الرجال الذين لا يكتفون بواحدة في ....
توقفت وقد شعرت بالدم يخنق وجنتيها اللتان اصبحتا قانيتان فاكملت تخفض راسها خجلا غصبا عنها:
-انظر... اريد الذهاب الى القصر فانا لاتحمل هذا الجو نادلي على السائق

شعر بشيء غريب فلقد اوجعه وضعها هكذا
وهي من لم يرها غاضبة يوما
اقترب منها اكثر وسالها بهدوء
يخفي اهتزازا في عيونه السوداء الدافئة :
- عبير هل الجو فقط ما يتعبك؟ انا لا اصدقك اريد ان اعرف ما بك ما هذا الغضب ..هل حدث امر يكدرك؟

بدى لها فعلا انه مهتم
من عليها ان تصدق تلك الصور كانت تنطق اكثر مما تظهر وبديا كعاشقين يمضيان شهر عسل كان كلامها يطن في اذنيها يكاد يعمي عيونها :
- سعيد انا لست احتمل البقاء هنا ...والان هل ستنادي على العربة ام امشي على قدمي

اخترقي يا عيوني روحها
اخترقي الجدار الفاصل بيننا
اين هي عبير الذي اعرفها
لابد من اني اهلوس ما الذي يجعل خدودها في هذا اللون وعيونها تائهة عني بل اراها اختفت عن عالمي الذي صيغتها فيه

هل تراها غاضبة منه لامن غيره
لكن يقسم انه يتذكر انها كانت ودودة عندما تركها
اخذ يتذكر كل الدقائق التي قضاها معها
لكن لم يتذكر شيء فعله قد يغضبها منه
كانت عيونه تحاول ان تسبر اغوار روحها لكنه تغلف ببرود جعلها تشعر اثره بالدمار والهوان

عندما صعدت الى عربتها اختفى وجهها عنه بل ولاحظ انها تضم ذراعها الى صدرها بقوة علامات لم يلحظها فيها من قبل انها فعلا غاضبة
اراد ان يترك العمل ويذهب معها ان يختلي بها ان يفهم ما يحدث لكنه لم يستطع فالعمل يناديه
كان يعمل لكن عقله كان مشغولا بها
بكيانه الذي ذهب معها
وقلبه الذي احتضنته في صدرها الدافئ بحبه
وروحه التي تجسدت فيها
فكيف لا يفكر بها وهي كل حياته





******************



في مزرعة السي محمد





كان كل من ايوب وهند يتظللان تحت شجرة مع كلب الصيد الذي لم يفارق الكرة التي اخدها من بين يدي ايوب فقال ايوب :
- هذا الجو لديكم غريب

نظرت اليه وابتسمت:
- هو من الناذر جدا ان تمطر في هذا الفصل لكن لربما هي سحابة مارة والله اعلم

قال ايوب وهو ينظر الى الكلب الجالس قرب اقدامها :
- انا ساذهب هل تاتين اشعر بالجوع

ضحكت وقالت تهز حواجبها:
- لا اذهب انت وسالحقك لن اذهب الى المنزل الان اعرف انك تموت لإدخالي المطبخ تحتكرني
الان اذهب وانظر بنفسك ان تركتك امي او صفية تذخل

قال بدهشة مصطنعة:
- اها ....جيد اذن ان لم تدخلي الان لتحضري لابن عمتك الاكل الذي يريده فستدخلين عاجلا ام آجلا ....سلام

ردت مبتسمة :
سلام يا ابن عمتي احذر المطر هههه

قال وهو يضع جاكيته فوق راسه :
- في فرنسا تسقط يوميا تقريبا فلا تشغلي نفسك بي ...

بقيت واقفة في مكانها وجلست القرفصاء تملس يدها على فروة الكلب الذي تجاوب معها
وشعر بالدفئ في قلب هته المخلوقة قربه
بقيت لانها تعشق البقاء في مثل هذا الجو خارجا فليست ممن يختفون تحت الاغطية في يوم ممطر
وقفت واقتربت من الشجرة حيث اتكأت وضلت سارحة
تفكر في شخص واحد فقط زوجها
تحاول ان تتخيل كيف ستكون حياتها معه تشعر ما ان تتذكر طيفه بالدفئ يحتويها وكانه موجود وتعيش الحلم وكانه حقيقة
وعطره الذي استوطن صدرها وكل عروقها بوجع يابى ان يهجرها
حبها له يتطور كل يوم يصبح عميقا جدا
وتتمنى فقط متى تكون معه تحت سقف واحد

سمعت قربها شخصا يتكلم:
- انسة هند؟

انتفضت اولا لانها لاتذكر انه لمن الممكن في ممتلكاتهم الخاصة ان يزعجها احد
لكنها رمقت الرجل بفضول تقول:
- سيد...

قال هود بهدوء:
- هود من فضلك ناديني هكذا دون رسميات فلست سيدا بالفعل

شعرت هند ببعض التوجس منه فذلك التشوه الطفيف قرب جبهته ما كان يترك لها احساسا بالامان
لكن عيونه وتلك النظرة هي فقط من طمئنتها فلم تكن تحمل اية نوايا سيئة تنهدة بخفوت وقالت تساله:
- هل اتيت الى هنا لرؤية والدي؟ ستجده في مكتبه كما تعرف ...

قال هود يسعل ليوضح نبرته وقد ابعد نظرته عنها:
- آسف لكني اتيت اليك انت واريد ان تستمعي الي واتمنى ان تصدقي كلامي لان ما ساقوله سيريح ضميري من عذاب طال لسنوات عدة

احست هند ببعض الحذر مما قد يقوله بل ونظرت حولها فلم تجد اي احد التفتت اليه وسالته وقد اثارها الفضول:
- ما الامر ..هود هل الامر يخصني بالتحديد؟

قال هود يحرك راسه بالايجاب:
اجل يخصك انت انستي

قالت هند تصحح الخطأ:
- انا الان سيدة فلقد تزوجت منذ فترة قصيرة ...هلا اخبرتني بما تريد قوله فعلي العودة الى البيت فقد يبدأون في السؤال عني

قال هود يتنفس بعمق:
- ارجوك قبل اي شيء اتمنى ان تحاولي ان تتماسكي لان الكلام هذا ليس بالهين وهو متعلق بحياتك ككل ....انت يا سيدتي لست ابنت السي محمد بالدم... اعني انك ابنته فقط بالاسم فقد رباك منذ الصغر

صرخت راعدة تقول :
- يا هذا.. من انت حتى تفتري بمثل هذا الكلام عن والداي انا ابنتهما... فعلا ...لابد من ان معلوماتك خاطئة

قال هود يدري انها ستنفعل كثيرا بعد:
- اسف لكن ليس ان كنت انا من اخدك اليه بنفسي وانت ابنة الثالثة اعوام طبعا لن تتذكري انهما فقط ربياك لان زوجة السي محمد رشيدة لا تستطيع الانجاب الم تسالي نفسك يوما عن الاختلاف في لون العيون والشعر او عن سبب عدم انجابها اختا لك ...ولديك عائلة انهم فقراء واختك الشبيهة بك تكون زوجتي حاليا انها الان تعلم بوجودك

اقتربت منه تشده من ملابسه وعيونها جاحضة من الالم :
- انت تكذب ..تكذب ...ايها النذل مخادع الى ..ماذا تسعى الى المال ...

اخدت في ضربه تنفس بذلك عن الالم الذي سببه كلامه لكنه تبت يديها بعيدا عنه يدفعها الى الوراء:
- ارجوك يا هند اتمنى ان تستمعي الي فالقصة طويلة ولاتحتمل كل
هذا ....

قالت تهدده والالم ضغط عليها بفعل سيء:
- ان لم تسكت الان فساطلق عليك كلبي لينهشك اتسمع

نظر اليها هود حذرا يريد ان يهدئ الامر بعناد:
- اذا لم تصدقي كلامي فعليك بسؤال والدك وسيخبرك وانا اذا ما اردت ان تري اختك فما عليك سوى زيارة بيتي انه على حدود ارض الاخوة "...."الذين يتصارعون عليها في الارث اسالي عني وستجدينني...السلام عليكم

بقيت هند مصروعة تماما في مكانها والكلب قربها يلهث
ارادت الصراخ ارادت ان تعرف الحقيقة لدى اسرعت في الجري والكلب يجري معها حتى وصلت الى الفيلا

وفي تلك اللحظة اقتربت من باب الفيلا تطرقه بقوة حتى انفتح من قبل صفية
دخلت هند الى المكتب بسرعة لتفتحه بقوة:
- ابي ...ابي هل صحيح انك لست ابي ...هل ذلك صحيح اخبرني ...انت لست ابي لست من ولدني امي ليست امي ...اخبرني

صدم السي محمد من رؤية ابنتها التي كانت تتكلم وكل اعصابها ترجف بقوة شعرت بان بركان فيها يغلي لينفجر مراة ومراة يؤلمها هذا الذي سمعته يؤلمها ويقتلها بشدة
لم يستطع سي محمد ان يقول شيء فقد كان متاكدا من ان في يوم من الايام هود سيفضح امره لدى لم يدافع عن نفسه

دخل الى الغرفة ايوب الذي سمع صراخها بل وسمع كل شيء
قالت هند لوالدها بقسوة:
- تكلم اخبرني الان انك والدي انك لم تربيني فقط اخبرني ارجوك ...ارجـ..و.ك
انتحبت تصرخ وتبكي وتفجر ما في داخلها بعنف بالضرب على كل ما راته امامها

نهض الاب من مكانه ولم يستطع ان يقترب من ابنته التي سقطت على الارض تبكي وتتلوى

قال ايوب يحاول امساكها مناديا بصوت مرتفع:
- صفية....صفية....

وهند لاتزال في وضع الركوع تنتحب بقوة حالتها تسوء وتسوء والاب في مكانه جامد نبضه يتعالى يصم اذنيه مع صراخها المتقطع فهو لم يجبها لكن ما ان رات نظرته المغلوب في امرها حتى تيقنت انه فعلا ليس بوالد لها ولا الام المغبونة في حالها بام لها

حضرت صفية ومدت الكاس المملوء بالماء مع المهدئ الذي كان قد وصفه الطبيب النفسي لهند منذ وقت واعطاه لها

قال ايوب ينظر الى خاله وقد انابته من الصدمة جانب ايضا فالوضع واضح الفتاة ليست بابنتهما ولم يدر احد بالامر:
- خالي هل ....هل فعلا ما سمعته صحيح

اومئ الخال المكلوم بالايجاب
كانت هند بين ذراعي ايوب ترتعش بقوة فقد حذرهم الطبيب من قبل من ان يِأذوها باي كلام جارح
فبالرغم من قوة شخصيتها الا انها لن تتحمل الصدمات

كانت صفية تنظر الى المنظر المرعب بحيث الفتاة المسكينة اصبحت غائبة عن الوعي تماما حملها ايوب وهو يقول وقد بدت اثار الصدمة على وجهه لكنه اقتصر على الاحتفاظ برزانته:
- صفية ارجوك تعالي معي ساضعها في الغرفة وانت تولي امرها

قال صفية:
- اجل انا معك

كانت صفية تشكر الله لان ام هند كانت قد خرجت بعد خروج الاتنين الى النزهة لترى احدى جاراتها التي مرضت وذهبت لتعودها
وبعد ان وضع ايوب هند على سريرها خرج مغلقا الباب وتركها
مع صفية التي غيرت لها ملابسها المبللة والبستها ثياب النوم وقد بدأت تفتح هند عيونها لكنها ما كانت لديها القدرة على الصراخ او البكاء بل كانت مسترخية تماما تصغي الى كلام صفية:
- آسفة سيدتي على ما حدث لم اعلم انك ستدرين بسرعة هكذا...لكن لتعلمي فقط ان من رباك قد احبك سيدتي والله احبك... هو ووالدتك السيدة رشيدة كوني واثقة.... ارجوك سيدتي تغلبي عن هته القرحة وسامحيهما فهما لن يحتملا مثل هذا التعامل ارجوك صغيرتي


عند نزول ايوب الى الاسفل وجد السي محمد واضعا وجهه بين ذراعيه متعبا من ما حصل للتو
دخل يقفل وراءه الباب وهو يقول:
- خالي الان هلا تفضلت بشرح شيء لي قد لا تستطيع الكلام مع ابنتك ان لم ارطب الجو ...فارجوك ان تشرح لي ما الذي حصل بالتدقيق

قال الخال يرفع راسه سابحا في غمامة من الاسى والحزن:
- ساشرح لك كل شيء لكن ارجوك ساعدني لكي لا اخسر بنيتي يا ايوب



*****************




في الطريق بين منزل جميلة ومنزل الياسمين



كانت كل منهما ترتدي جلبابا في الاسود وحجابا في نفس اللون تضهر جميلة رقيقة صافية بريئة والياسمين تضهر جميلة واثقة من نضرتها السوداء القوية

كانت الياسمين قد اعدت لها بعض اللحم بمرقه اللذيذ بالبصل وايضا بعض الرغيف الذي اذابت عليه الزبدة واشياء اخرى من صنع ايديها الجميلة ووضعت الكل في السلة التي تحملها في يدها

قالت الياسمين وهما تقتربان من بيت جميلة الفارغ:
- حاولي الاسترخاء ما امكنك جميلة وان ترتاحي ولا تحاولي تكدير زوجك بل اكسبيه خذيها مني نصيحة ستشعرين بالوحدة ان انت عانقت العناد بدل زوجك لاتحرميه منك فانت والجنين في بطنك تحتاجان لدفئ الاب ..فهمتني جميلة

حركت جميلة راسها المطأطأ الى الارض رفعت عيونها وهي تصعد الدرجات الى البيت وشعرت بالحنين والدفئ يخترقها ليترسى بين جوانحها المتعبة والمنقهرة

قالت تفتح البيت بالمفتاح الذي كان موضوعا تحت شتلة قرب الباب
وفتحته ولاتدري انها اشتاقت لرائحة الحطب في المدفئة الصغيرة والى رائحته الرجولية التي تملأ البيت عبقا تروي روحها المستنزفة

استدارت الى الياسمين التي ابتسمت لها :
- اشكرك كثيرا على كل ما فعلته من اجلي ادري انني انانية في بعض الاحيان لكنك محقة اشتقت له اكثر من شوقي للهواء في هته الغرفة
احبه وكل روحي تتألم لما فعله
لكني يجب ان احاول ان اتفهمه فلن ينفعني البكاء على الاطلال هو ايضا يستحق فرصة فهو يبدو انه يحاول اصلاح الوضع ...ساحاول ان اتناسى ما فعله يا ياسمين

ضمتها صديقتها وانصرفت خارجة توصيها:
- الزمي الحذر لن اطلب منك عدم العمل في بيتك لكن مهما كانت الاشياء ثقيلة لاتحاولي ان تحمليها

- لاتخافي علي... ساشتاق لك

قالت ياسمين تمازحها:
- ههه لا يسهل التخلص مني عزيزتي ساتي اليك في ظرف يومين لاطمئن عليك واحمل لك من الطعام هناك وما ستحتاجينه من خضار وفواكه واشياء ضرورية لك ايضا

قالت جميلة تبتسم:
- ارجوك لا تدلليني اكثر فقد يلبسني الغرور واعتمد عليك في كل شيء

قالت الياسمين تضغط على يديها :
- وهل لدي اكثر من جميلة

قالت جميلة مترددة:
- تدرين يا ياسمين... ان امي بقيت وحيدة هناك مع ابي ادري ان ضعفها فقط ما يمنعها من البحث عني لكن اذا ما صادف ورايتها اخبريها انني احبها واخبريها كل شيء عني من دون ان يراك ابي

شعرت الياسمين بالقهر لان تلك المرأة المسكينة مقهورة من زوجها المخادع:
- لا تشغلي بالك سالقاها واخبرها ان شاء الله

راقبت جميلة الياسمين وهي تنزل الدرج وقد لوحت لها بيدها فلوحت لها هي بالمثل ودلفت الى الداخل تقفل الباب وراءها
وتتكأ عليه متنهدة دخلت الى الداخل ونظرت الى القدر النضيف والى الشراشف المطوية انه هود تعرف انه تعود على النظام حتى ولو لوحده تنهدت وذكرياتها الجميلة معه تشلها بل وتخذرها بنشوة
تريد قربه هذا ما تريده ان هو ثاب عن خطأه فالله تواب يغفر الذنوب لما لاتغفر له وهي من تموت في عشقه وهواه
اقتربت من الخزانة الصغيرة في الجهة الاخرى من مكان نومهما وجذبت
ثوبا يصل الى الركب في اللون الاسود بانكماشات عند الصدر
عاري الكتفين تميل حمالاته الى اسفل كتفيها ملابس كهته تاتي من المدينة كثيرا
لدى فضلت ان ترتديه بما ان الحر كثيف حاليا فالمطر قد خف منذ وقت
اخذت مرآتها عكست لها وجها بيضويا دو بشرة ناعمة وعيون خضراء زاهية
وضعت مواد التجميل
وعززت رموشها بكحل لطيف وزينت ثغرها برقة باللون الاحمر الخفيف اللامع
و اكملت ببعض البودرة التي اخفت شحوب وجنتيها
امسكت المشط الذي ساعدها في فرد شعرها الناعم الاشقر حول سحنة وجهها
وبدى التناقض راقيا بين السواد على جسدها الرشيق الجميل
وشعرها المسترسل وراءها
اللألم من الداخل موجود لكنهم لم يخطؤوا في قول ان من يحب يسامح بسهولة وهي بدموعها وحزنها اكتفت من البعاد

وجدت نفسها تنتعل خفها العالي الرقيق وانحنت تشعل النار في المدفئة لكي تضع الاكل فيها ليسخن

وبعد ان وضبت المائدة جلست تنتظره عسى ان ياتي في الوقت المناسب قبل ان يبرد الاكل لكنها تدري ان الأكل في الصيف لايبرد بسهولة




****************



في بيت السي محمد



بعد ان علم ايوب بكامل القصة قرر فعلا ان تكون له يد ايجابية في الامر
فهو يعز زوجة خاله وخاله ايضا
ولايرضى ان يتألما في هذا الوقت بالذات وزواج ابنتهما على الابواب

بعد عودة رشيدة شعرت بالاجواء في ساعة الغذاء غريبة بعض الشيء فسالت زوجها الذي يجلس على المائدة وبقربه ايوب الساهم في افكاره:
- محمد اين هند لما ليست معنا على المائدة ؟

قال السي محمد وهو ينظر الى ايوب:
- انها في غرفتها متعبة على ما يبدو تعاني من صداع اخدت عليه مهدئا واظنها نائمة

قالت رشيدة تسال ونفس الاحساس الغريب يغمرها:
- ولكن لما انتما صامتان ايوب هل ضيافتنا لاترضيك عزيزي

قال ايوب يكاد يقفز من مكانه:
- لا سيدتي الحمد لله اكثر من هذا ما كنت لاجده في اي بيت آخر....تدرين انني سادفع لجامعة بفرنسا لدراسة الطب ...انا فعلا متحمس لذلك العمل

قالت رشيدة مبتسمة:
- الحمد لله بني جيد ان يكون في عائلتنا رجل وطبيب ايضا ارفع رؤوسنا عاليا بني

وعم الصمت من جديد فقالت رشيدة وقد فقدت الشهية فجأة فابنتها هي من تمنحها الفرح والسعادة:
- الحمد لله انتهيت ساصعد لارتاح
وانادي صفية اذا انتهيتما ان توضب المائدة هل تريدان بعض الشاي؟؟

اجابا بنعم ولاحظا انصرافها في بيجامتها المفضفضة الزرقاء
قال سي محمد وملامحه مشدودة من الحسرة:
- يا ربي رحمتك والله ان علمت بما حصل لسوف اشعر بالذنب ...تدري انني متأكد من الشخص الذي اوصل الخبر
واتمنى ان انزل به عقابا يندم على اثره مدى الحياة ان هو كواني في فلدة كبدي فساحرق قلبه



عندما صعدت رشيدة الى الاعلى قررت ان تمر بغرفة ابنتها
التي طرقتها ودخلت نظرت الى ابنتها التي اوجعت قلبها في تلك اللحظة
فقد بدى عليها ارهاق غريب وهي فاتحة عيونها على النافذة من الجهة الاخرى
قالت تغلق الباب :
- السلام عليكم ابنتي... صغيرتي كيف حالك الان ؟

اقتربت منها لتجلس قريبة من راسها:
- عزيزتي يا ماما اخبريني هل اصبحت افضل حالا؟

استدارت هند اليها تنظر اليها بقسوة لاتعكس نفس الاحساس المألم في دواخلها بل تغلف ملامحها فقط بذلك لانها ردة فعل طبيعية فهي لاتزال غير مصدقة
ان يفيق الانسان على حقيقة ان والديه ليسا والديه امر مارق مؤلم ومحزن
بل يكاد المرأ يريد عدم تصديقه وانه كان يحلم فحسب
وهو من يكن لهما كامل الحب والاحترام
قالت هند بعد نظرها:
- امي انت امي اليس كذلك؟؟

شعرت رشيدة بنوبة رعب تقلب معدتها :
- لما هذا السؤال غاليتي؟ طبعا الست من سهرت عليك الليالي يا حبيبتي

انحنت لتقبلها لكن هند انتفضت مبتعدة وهي تهم بالبكاء:
- لاتكذبي ماما انت لم تلديني ...انت اخفيت عني انك لست امي ....لما ماما لما بالذات انت وهو ....ان احببتموني كما قلتما لما فضلتما احتكاري لكما فقط الا املك والدين... اليس لدي اصل لتحرماني منه....لا اصدق ...لا اصدق ساجن ساجن ...ساجن...

ذعرت رشيدة وهي تسمع صراخ ابنتها التي حطمت عالما كانت تعيش في دفئه رشيدة منذ زمن الان باتت تعرف حقيقة انها لم تلدها كما لو انها لم تكن تدري الحقيقة من قبل لقد احتفضت بالسر بينها وبين زوجها لما انفضح وكيف؟؟؟
اقتربت رشيدة والسكاكين تطعن في صدرها من كلام ابنتها الجارح :
- ارجوك صغيرتي.... انا امك انا التي ربتك... كيف تقولين كلاما جارحا لامك التي احتضنتك من البرد هكذا كيف تقولين ذلك؟؟

صرخت هند والهالات تحيط عيونها وهي تقفز من السرير الى الارض:
- اخرجي من غرفتي ...اخرجي انا لا...اريد...رؤيتك.. لا انت ولا هو ....انتما كذبتما علي...انتما... انتما ....اه...

انهارت تبكي وتصرخ فهرعت اليها امها تحاول ان توقف ارتجافها المجنون وهي تضرب وتتركل بعنف بين ذراعيها
صعد في تلك اللحظة كل من ايوب الذي وصل بخفة اولا وحاول ابعاد رشيدة التي ذرفت الدموع على حال ابنتها
وقال لخاله الذي ذخل واتار الالم تعصف بملامحه:
- خالي خدها من هنا فعمتي لا تتحمل هذا ارجوك

اخذ سي محمد زوجته الى غرفتهما وقد بدت هي الاخرى منهارة ومحطمة
اما ايوب فقد اخد الماء واعطى لهند حبة من الدواء الخاص بها وقد اتت صفية التي غطت لها شعرها المبعثر
ورفعها ايوب للسرير وهي تهدي بكلام غير مفهوم لكنها كانت واعية لما تقوله:

- ايوب ...ايوب...ارجوك ...نا نادي عبد الصمد ...اريد ان ياتي زوجي الي ...فلم يعد..لي شخص في هته ...الدنيا... ارجوك..ارجوك

قال ايوب يانبها برقة:
- لا يا هند لديك نحن فنحن نعزك.... ساناديه فقط ارتاحي



خرج ايوب
بعد ان اوصى صفية الا تتحرك من مكانها قرب هند التي استرخت كليا تحت تاثير الدواء
ونز الى الاسفل بحيث امسك الهاتف وبحث في المذكرة ليجد رقم القصر المنصوري

بعد ان وضع السماعة في اذنه انتظر بضع لحظات الى ان اجاب احدهم وقد كان سليمان الذي كان سيخرج في تلك الساعة:

- السلام عليكم هذا قصر المنصور اليس كذلك؟

قال سليمان :
-وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اجل من المتكلم من فضلك ؟

قال ايوب بصوته الجدي:
- هذا انا ايوب اتصل من بيت السي محمد

قال سليمان يضحك :
- اهلا اهلا كيف الاحوال بني وكيف احوال من في المنزل عندكم

اجاب ايوب بثقة:
- الحمد لله بخير كنت اريد ان اكلم عبد الصمد عمي لكي اساله عن حصان اعجبني في الاصطبل هل هو موجود الان؟

قال سليمان:
- اجل يابني ساناديه


بعد ان نادى سليمان ابنه واخبره بمن يسال عنه
شعر عبد الصمد ببعض الغرابة لما سيتصل به الرجل ذاك الم يسافر؟؟؟:

- السلام عليكم عبد الصمد معك

قال ايوب يختصر الكلام:
- انا ايوب عبد الصمد انا في فيلا خالي هنا بمزرعته ..هند ..منهارة اخي عليك ان تاتي فورا فحالتها تسوء كثيرا لو لم اكن اعلم انك ستستطيع شيء لما اتصلت بك

قال عبد الصمد وهو في يشعر كما لو ان قلبه ينتزع منه:
- لكن كيف ..هل حدث..هل حدث معها شيء اخبرني ارجوك

قال ايوب يطمئنه:
- لا شيء سيء اخي مشكلة حصلت هنا وفي الحقيقة نفسيتها لم تتحمل فالافضل ان تاتي بسرعة فهي تطلبك

قال عبد الصمد وعقله مع من تتربع في قلبه والتي هي منبع الحب الجارف الذي يكتسحه:
- اخي ساتي حالا... لن اتاخر.. السلام عليكم






*******************




في منزل هود




بعد ان انتظرته بكل الاشواق وكم كانت متلهفة لرؤيته لم تستطع مقاومة التعب والملل وهي تنتظر هنا وحيدة حتى انها استسلمت لقرار النوم
وقامت بوضع صحون اخرى على الاطباق لتقوم بحفظها
نزلت جاثية على الزربية الدافئة ونامت على جانبها الايسر رغم ان ياسمين نصحتها بالنوم على ظهرها من اجل الجنين
غير انها وجدت ان لاراحة لها في النوم غير في الجهة اليسرى
نظرت الى مكان نوم هود قربها
حتى انها انتزعت المخدة التي تتحمل ثقله لتضمها اليها وتستنشق عطره الرجولي الذي يتغلغل في اعماقها والذي يترسخ مع كل ذكرى مرت في ذاكرتها
لحظات حميمة ادفئة قلبها ارضته واذابتها حتى الثمالة
ارادت لابنها او ابنتها ان يعرف انه والده وان قلبها له مهما حصل
استسلمت للنوم لفترة لم تدري مهيتها



بعد ان اخبر الفتاة كل شيء او نصف القصة فقط
قرر ان يتمشى طويلا رافعا قامته على الارض يضرب الحجارة الصغيرة في كل الجوانب من سهوه
كم شاق عليه نزع تلك الجميلة التي اغتصبت احلامه في هته الليالي الطوال التي عذبته فيها بجمالها واريجها الاخاد
تنزرع في كل خلية من جسده تجعل النار تغلي غليانا في عروقه
انها المرأة الوحيدة في حياته كيف له ان ينساها وهي من ذاق معها الذ اللحظات في الحب
يخزنها في خياله ويتعذب والوجع في صدره يزداد في كل مرة يتخيلها معه يشتاق اليها هي امراته الوحيدة التي اذابته
كانت قاسية فعلا لكنه لايلومها بل يلوم نفسه

اقترب من الباب ولايدري لما احس ان البيت دافئ اكثر عن غير عادة
فتحه بالمفتاح الخاص به
واربكه ما راى معجزة صغيرة تتقوقع بدلال على فراش حبه
اقفل الباب بهدوء عكس النار التي اصعرت في جوفه عكس تنفسه الذي التهب بعبق عطرها الخفيف في الغرفة
لقد عادت ايعقل؟؟
ام انه اصبح كالغريق في الصحراء
العطش ليروي ضمئه حتى بات يرى السراب
يحتاج ليتاكد
اقترب منها
يا الهي كم هي كاملة الفتنة تلعب بعروقي كاوتار قيتارة الحانها موجعة مرة
لكنها بدت حلوة شهية في مظهرها
دنى منها ولمس كتفها انها موجودة ولاشيء سيغير هذا الواقع فلايريد ان يتاكد من انها سراب بل يريدها هكذا حية انفاسها على المخدة الخاصة به تنفخ بعذوبة مصفات...
خرجت تنهيدة من فمها وحاولت ان تستدير لكنها فتحت عيونها ونظرت اليه يعلوها بعيون مشتاقة بجوع قالت:
- هود...
وضع اصبعا على فمها وضم نفسه اليها في عنقها الرقيق لتبتسم هي وتضم راسه برقة بين يديها
وهما هكذا يشعران كما لو ان الروح التي ابتعدت عن الجسد عادت ترتبط به بوجعها وضمأها وشوقها المرهف





*****************




منزل السي محمد




وصل عبد الصمد على وجه السرعة بحصانه الذي انتهى بالنزول بلباسه المتكون من جينز ازرق انيق وقميص ابيض تحت حزام اسود
ربط حصانه بشجرة قرب الفيلا ودخل اليها يرن الجرس

فتح ايوب الذي ادخله مرحب:
- السلام عليكم كيف الحال سيد عبد الصمد بخير

قال عبد الصمد وقد بدى عليه انه متلهف لرؤية صغيرته :
- وعليكم السلام بخير اشكرك اين زوجتي؟

قال ايوب يسبقه :
- ساقودك اليها لكن اولا عليك ان تعرف ما جرى فانت الان واحد من هته العائلة ولانستطيع ان نخفي عنك الامر

عندما انتهى ايوب من سرد كل ما حدث واخبره كل شيء بالتفصيل اتفق هو وعبد الصمد ان يحاولا اقناعها بان ما تفعله ليس لافي صالحها ولا في صالح عائلتها

شعر عبد الصمد بداخله ينهار مع رؤيته لها في ذلك الوضع المزري كانت غير واعية تماما على ما حولها فقد كانت تفضل ان تبقي نفسها نائمة على الاستيقاض
كانت صفية قربها تمشط لها شعرها وعندما شعرت بهما قادمين غطت لها شعرها بحجابها
فهمس ايوب من وراء ظهر عبد الصمد العريض ان تاتي صفية ليبقى زوج هند معها
دخل عبد الصمد الى الداخل واقترب منها بحيث صعد الى السرير بجسده الضخم وانحنى على هند ينظر الى ملامحها البريئة الحزينة
كم كانت توجعه وتوصله الى الفناء بوضعها هذا
لم يفكر ولا في احلامه ان سرا كبيرا في حياتها كهذا سيؤثر عليها بهته السهولة هي العنيدة دوما

ناداها بصوت خشن اجش ويظهر فيه اهتمامه بحالتها
- هند….هيا هند استقظي عصفورتي.. ليس جيدا لك ان تبقي هكذا …

شعرت بوجوده فعلا ولكنها ابت ان تفتح عيونها بل اقتربت من كتفه
ودفنت نفسها فيه تبكي المها وحسرتها وترتعد بين يديه كما لو كانت ترتجف بردا
لم يهن عليه ابدا رؤيتها في هذا الوضع بل ضمها وهدهدها:
- هيا هند كفاك بكاء عزيزتي …وانا من كنت اضن انك قوية لايهزك امر …تدرين لست اول فتاة تتربى في كنف اسرة دافئة مثل اسرتك …اعلمي انهما والداك وواجب ان تحترميهما فقد ربياك لاتفقدي احترامك
لنفسك ….

قالت تشهق بعنف:
…انت تقول ذلك ….لكن …لكن لو تشعر فقط بما فففي ذاخلي... لعذرتني ….هما والداي لكني لا استطيع ان اشعر بغير هذا لقد آلمني ان …ان يخدعانني ….فقط ليحصلا على ابنة…..لما يا عبدو لما
انا بالذات ؟؟
لما افسدوا فرحتي هكذا...تدري …انا لدي اخت….انا من ضننت انني وحيدة …للللدي اخت …اه اه لو تشعر …بي...لو تشعر....

بقي عبد الصمد صامتا وملامحه الجميلة الوسيمة جامدة لاتعكس الالم الذي يوجعه في رؤيتها حزينة هكذا

قالت هند ترفع عيونها الحمراء اليه:
- عبدو …

قال يمرر اصابعه على شعرها الاشقر:
- ماذا؟أأمري صغيرتي

قالت بتوتر ضاهر:
- اريد ان تاخدني من هنا حالا فانا ضقت درعا بهذا المكان فالالم كثـــــــــيرا علي كثـــــــــير

اصبح الان عبد الصمد مندهشا من كلامها:
- لايجوز يا سيدتي …

قاطعته:
- بل يجوز وان رفضت فانساني افضل

انبثرت من ذراعيه تخرج من السرير تقترب من الشرفة التي اتكات عليها بثقلها

لم تدري كم جرحته بتلك الكلمة ان ينساها هو امر من سابع المستحيلات فهو يذوب حبا بها لكن تريد فقط ان تشعره بالهزيمة
نهض بخفة واقترب منها ينظر الى شعرها الذي انتهى بوضع دقنه عليه وضمها اليه يشعرها بالدفئ التي احتاجت له ليزيح عنها هذا الكم الهائل من الالم

قال بهدوء وشجن:
- هل هكذا تعاملين زوجك المحب الست فضة مثلا؟؟... حياتي هذا الكلام لايقال…لا استطيع اخدك الان حفاظا على صمعتك وصمعتي لانريد ان يظن بنا الناس الضنون وإلا ما رايك غاليتي؟

التفتت تضم نفسها اليه :
- خدني ارجوك لااستطيع البقاء هنا اكـــــــــــثر

قال يانبها:
- علينا اقامة العرس هند لو تعلق الامر بي لاخدتك الان فشوقي لك كبير وحبي اعظم لكن لااستطيع سوى ان اخدك باشهار وحفل نعزم فيه معارفنا ….انظري الي هيا...هل ترضين لحبيبك ان تمس صمعته بكلمة سيئة

حركت راسها نفيا :
- لا …سامنحك اسبوعا فقط عبدو اقسم فقط من اجلك حبيبي فقط لك وحدك وتكلف انت بتحضير العرس او….

قال عبد الصمد :
- ساكلف امي بذلك واحكي الضروف التي نمر منها ومتاكد من انها ستتفهمك….تبدين شهية هكذا من اين لك هذا الجمال كله

ارتفع تدرج الاحمر الى خدودها وقالت تبتسم بالكاد:
- لا...اعرف ابدو مريعة اعرف ذلك فقد بكيت كثيرا

قال يقبل جبينها ويبتعد:
- بل انت فاتنتي ...علي ان اذهب الان ساعود وسازورك هذا الاسبوع متى اردت ذلك حسنا

اومئت له ونظرت اليه يخرج وكم تمنت بقاءه لينسيها واقعها المر
اكتشفت انها كانت فضة فعلا مع والديها اللذان ربياها على الاقل عليها احترامهما فهي لاتنكر انها تحبهما كثيرا لكن افكارها حاليا مشتتة عادت الى السرير وهي تسال في نفسها اسالة كثيرة
عن من يكون والديها الحقيقيان ؟؟
وهل تشبهها اختها؟؟
وهل بعد كل هذا سيضل عبد الصمد راضيا بها ان كان اصلها من عائلة فقيرة مثلا ؟؟
اسالتها آلمتها ومسحت دموعها تحاول ان تنفض عنها هذا الجنون الاهبل





****************



في القصر
بساعة العشاء


بمجلس النساء



كانت فاطمة لاتزال في المطبخ تتاكد من وصول الطعام الى غرفة جلوس الرجال
بينما كل من مليكة وابنتها عبير قد جلستا في انتظارها على المائدة
قالت مليكة لعبير:
- صغيرتي هل تعرفين شيء عن ثريا وعثمان ..؟؟

كانت عبير تعض ضفر ابهامها وساقها تهتز من فرط قلقها
فنادتها امها تسال:
- عبير اتسمعينني؟

انفتفضت عبير تنظر الى امها بشرود:
- اه امي هل قلت شيء ما؟

قالت مليكة تضع يدا فوق الاخرى:
- يا بنيتي هل انت مريضة ؟؟لقد سالتك عن اختك

قالت عبير تجيب امها محرجة:
- اضنها مع زوجها في افران اتصلي بها بعد العشاء امي قد تخبرك بكل شيء لكن امي اليس من المفترض انهما زوجان فلما نسال عنهما ؟

قطبت مليكة :
- عبير ما بك يا ابنتي انها اختك وزوجها يكون ابن اخي يا عزيزتي لاتبدين بخير

قالت عبير لامها:
- في الحقيقة انا متعبة امي فلقد انتهيت متاخرة من توضيب الجناح واشعر بانني منهكة حتى انني أسفة اشعر بالنعاس ساصعد لجناحي لن اتنوال الطعام هته الليلة


دخلت فاطمة على جملتها فقالت:
- كيف لا عزيزتي عليك ان تاكلي فعليك اكتساب بعض الوزن هذا ضروري

اعتلى عبير خجل رهيب وقالت تبرر:
- لا امي ادري انه يجب علي ان آكل لكني لست نحيفة وايضا انا فقط متعبة وساستغني على الاكل هذا اليوم

قالت فاطمة تجلس تسكب الحليب الساخن لنفسها والشاي لمليكة
- حسنا عزيزتي لن افرض عليك شيء لا تريدينه

نهضت عبير من مكانها واقتربت من مليكة فقبلت راسها وكذلك قبلت راس حماتها
- تصبحان على خير

ردتا وانت من اهله
كانت افكارها متضاربة
لاتنكر انها مفجوعة لحد البكاء مما سمعته وراته اليوم بالذات
ولاتزال ذكراه وهو يسالها تعذبها هل فعلا مهتم هو بامرها
ام انه يدعي ذلك فقط
في كل هذا التشويش
خرجت من المجلس لتفاجئ بنفسها امامه
نظرت اليه بعمق بدى متعبا لكن نشاط عيونه الملتهبة ما اخافها
هته النظرة تعني شيء واحد انه يريدها

ابتعدت عنه لكنه اوقفها وامسك يدها يقربها اكثر رغم انها تريد ان تبتعد عنه قالت:
- سعيد اتركني لايجوز ما تفعله...قد يرانا احدهم

قال وكل كيانه يصرخ وجعا ملتهبا:
- لاتقومي باستهبالك ذاك ...الم تتعشي ؟

قالت تريد تحرير يدها لكنها بدت كانها انتمت اليه وخانتها:
- لا ليس لدي شهية للاكل اذهب وتعشى انت مع الرجال

رفع يدها اليه وطبع في راحة يدها قبلة دافئة وهمس عليها كلمة حب ارعشت اوتارها كلها اخدت يدها التي بقبلته التهبت كليا وبعثت اللهب في كامل جسدها
ابتعدت عنه وفقط ما ان تمر ذكرى سميرة تلك حتى يعود الدمع حارا على وجنتيها


في جناحها الذي بدى في قمة النضافة
فقد افرغت كل حزنها في توضيبه
ونفض الغبار عنه واعادة ترتيب الملابس في الخزانة وبالخصوص ملابسه كم بكت وهي تتجرع مرارة الكلام الذي سمعته في الصباح كم شعرت بالبؤس

توضئت وخرجت من الحمام اكرمكم الله للصلاة وبعد انتهائها اكملت بقراءة بعض الايات من القران الكريم
بعد انتهائها نهضت ترتب لوازم الصلاة في مكانها واخدت ملابس النوم التي حضرتها وارتدت غلالتها السماوية التي ولاول مرة ترتديها فوق الركب ليس بكثير
عارية الظهرالى المنتصف قررت ان تسدل ستائر السرير الزرقاء وتعلمه من مكانها انها لاتود ان يبقى قربها هته الليلة
رغم ان هته الرغبة هي آخر ما تريده فلقد تعودت على النوم فوق صدره اقوي المليئ بالشعر تعودت انيكون هو المسيطر دائما
تنهدت باسى واندست تحت الشرشف الابيض

لوهلة تذكرت اذا ما كان يرضي جده فقط
لما يعاملها معاملة مليئة بالحب لما لايكون باردا معها
في تلك اللحظات تتفتح ابواب السماوات وتشع بنور اخاد لكن ما ان تعود كلمة من الكلمات الاخرى التي نطقت بها تلك الافعى حتى تصبح مرمية في عالم مظلم حالك

سمعت باب الجناح يقفل وخطوات زوجها على ارضه تسمع
وبدأ قلبها بالنبض كما لو انه يحاول الركوض الى مكان بعيد
عنه
ان يبتعد لانه يعرف انها ضعيفة تحت رحمة لمسة واحدة منه بل فقط همسة تحملها فوق سحابات العشق



نظر سعيد الى السرير ولاحظ انها عن غير عادة لها قد اسدلت كل الستائر حتى من جهته ونامت وهي توليه ظهرها
امر اشعره انها ولابد نافرة منه لكن ليس هو من سيتركها تفلت بفعلتها بسهولة
اقترب وقد ازال قميصه وحذاءه وازاح ستارة من جانب المكان الذي ينام فيه
فالتفتت اليه تقول بثقة وقسوة رغم ضعفها لمظهره امامها:
- سعيد من فضلك ...لا اشعر باني بخير هلا تركتني هته الليلة وحدي اعني اريد منك الذهاب الى الجهة الاخرى

تغضن جبين سعيد فوق وجهه الاسمر الخشن:
- وانا لا ارتاح هناك وسانام في مكاني لا اضن ان في هته الدنيا امراة عاقلة تشعر بتوعك ان تطرد زوجها من السرير ام انا مخطئ

جلس في مكانه تحت نظراتها التي ارادت اختراق وججه واكتشاف ما يخفيه
وللفكرة شعرت انه ولابد وهو معها يخونها في افكاره انه ليس بالزوج الصالح الذي لن يكذب
الم يخبرها انه كان رجلا منفلتا من قبل

ازال ساعته لكنه بقي بجينز العمل شيء ما يدفعه لاستفزازها ومعرفة ما بها:
- سعيد من فضلك انهض عن سريري لن تنام وانت ب...بهذا الشكل ...بملابس العمل

قال مبتسما ببرود:
- مارايك انني لن انهض الا اذا اخبرتني حضرتك ما الدافع الذي يجعلك حانقة علي ...لاتجبريني حلوتي على معرفة ذلك بالقوة

نهضت تجلس على ركبها :
- اتدري انك وحش اناني يا سعيد ما حلمت يوما انني ساقول مثل هذا الكلام عنك...لقد...لقد التقيت فتاتك القديمة سميرة

صعق سعيد لما قالته والان بدا يستوعب:
- سميرة ...

قالت عبير والارتجاف عاودها:
- تلك ..المراة يا سعيد.. اخبرتني باشياء اجهلها تماما عنك ..ارتني صورا معك تضهر انكما كنتما على وفاق تام ...مادمت تحبها لما تزوجتني انا لما ..؟؟

شعر سعيد بالغضب ينضج في نفسه فقال بحدة:
- عبير لاتظلميني لاتنسي قول الله في القرآن انه يحثنا على عدم تصديق كل ما يقال فقد نندم

قالت عبير تحاول كتمان ما بداخلها:
- ما الذي نفسر به تلك الصور في مراكش وفي اماكن اخرى الهذه الدرجة كنت تعشقها

قال سعيد وقد شعر بالاحراج الذي تغلب عليه الغضب:
- الامر ليس كما تضنين ....انا اخبرتك انني لم المس احدا منذ خطبتنا اقسم عبيرتي ...هل تصدقين امراة لاتساوي ضفرك على زوجك الذي يعشق بل ويكاد يفني روحه من اجلك

- لست ادري ما الذي اصدقه يا سعيد ...ذكرت اشياء حميمة وانك لاتزال معها لحد الان وانها ترضيك كما لا افعل انا ...هذا جرح كرامتي كانثى فان لم اكن ارضيك فلا عشرة بيننا

كم توجعه بكلامها وكانما تنفث السم في جسده ليصعر بحمى الوجع والالم:
- عبير ...استغفر الله...ان ..ان انت امراة تقدر زوجها وتحبه وتتذكر كل شيء بينها بينه فستجدين انني لا اشبع منك حتى بل افكر فقط كيف سانهي يومي للعودة راكضا الى بيتي الى حضني زوجتي ...عبير ...انت زوجتي واقسم بالله انني لم اخنك

نظرت اليه يقرب يده من خصرها ويرفعها في حضنه ويدفنها في صدره ليكتفي من هذا الوجع الساحق لم تستطع ان تشعر بالراحة رغم حبها الكبير له لاتستطيع ان تشعر بانها ستحبه دون ان تشك به لدى نظرت الى عيونه باسى تقول:
- اتركني ارجوك ...لاتجبرني على شيء لا اقدر عليه... ارجوك ابقى بعيدا سعيد

ذبحته كما تذبح الشاة بل مزقت اوردته واعتصرت قلبه دما احمر يصرخ بانه يريد البقاء فيه وان يصرخ باسمها وان تلبي ذلك النداء
كيف له ان يبتعد عن مهجة حياته الشمس التي تنيرها والقمر الذي يكون انعكاسه عليها اجمل من انعكاسه على صفحة مياه عذبة
لكن بقدر ماهي حلوة وبهية في نظره بقدر ماهي مجحفة في حقه سلم امره في يد الله ووعد نفسه ان يبقى باردا حتى ولو اضطر ليدفن نفسه في بركة من الثلج فلن يتدلل لها بعد اليوم مهما كان هذا الحب اعمى فلن يكون اعمى عليها بل سيراها ويتذكر كل شيء قالته

نهض من قربها المهين بالنسبة له ووعى على نظراتها التائهة ايضا
لكنه لن يغفر لها انها شكت به هو عاشقها هي لاغيرها
التقط قميصه من الارض وارتداه ليخرج من الجناح صافقا الباب بقسوة

بقية جاثية فوق الفراش على ركبها تعصر قبضتيها عليها وهي تنطوي وتحاول ان تغالب الدموع لكنها خرجت لضفاف الواقع دونما رحمة




اقفل سعيد ازرار قميصه
وخرج من القصر مباشرة على سيارته الصغيرة الرياضية
اول ما فعله انه ذهب لبيت احد عماله بحيث طرق بابه بقوة متناسيا ان هناك عائلة بالداخل لكنه فقد الكم المتبقي هته الليلة من الاعصاب الباردة لديه
قال سعيد للعامل:

- هيا لدينا عمل مهم علينا القيام به هلا ذهبت لاحضار بقية الرجال

قال الرجل:
- حسنا سيدي حالا سارتدي ملابسي واتي معك

انتظر سعيد يذرع المكان بساقيه القويتين حتى ضن انه سيحرثها مشيا:

- هاقد اتيت سيدي ما هو نوع العمل؟

قال سعيد:
- تعالى وستعرف


بعد مدة قصيرة ذهب سعيد مع الرجل الذي بدا في جمع العمال
واكملوا طريقهم وراء سعيد الذي كان غاضبا الى ابعد حد حتى ان هو نظر الى نفسه فلن يعرفها

اقترب مع الرجال تحت اوامره من الكوخ في حدود الاراضي
وطلب منهم ان يدرموا النار فيه

بهت الرجال لطلب سعيد لكنه صرخ فيهم بصوته الخشن راعدا:
- نفذوا ما امرتكم به والا فلن يعمل بعد اليوم احدكم عندي

اقترب الرجال جريا من الكوخ الذي كان يصدح بالاغاني والموسيقى
وبدا رجال سعيد في سكب البنزين على الكوخ من كل الجوانب
وتعجب الرجال لانهم لم يسمعوا اذنا من سيدهم بافراغ المكان

اقترب احدهم من سعيد:
- سيدي اليس من الاجدر ان نخلي الكوخ

شعر سعيد وعيونه تحترق بالنار المألمة في صدره وكاد يتبع شيطانه لولا انه استعاذ بالله منه وقال وعيونه تكاد تدمر المكان باكمله:
- اخلوه واحرقوه لاتدعوه قائما ابدا....هل تسمع

انحنى الرجل لسيده هيبة :
- حاضر سيدي

بعد دقائق سمع من في الداخل من سكارى وراقصات مع غناءهن الشعبي وكذا سميرة التي استطاعت ان تعوض سعيد بغيره سمعوا ان الكوخ سيحرق فاذا بالنساء تولولن وتصحن وبدأ الكوخ امام الجمهور يتآكل تحت النار

كانت سميرة تقف في مكانها تنظر الى المكان الوحيد الذي ضمها وادفئها يحرق
والغالية تجلس على الارض تندب وجهها وتجر التراب وتضرب به صدرها عادتهم في النحيب

استدارت سميرة تبحث بعيونها عنه فوجدته ينظر اليها وكانه سينتهي بقتلها
اقتربت منه مسرعة :
- ايها النذل عديم الشرف ....كيف فعلت ذلك

ذفعها سعيد حتى سقطت على الارض وقال :
- اظنك نسيت انني سيد المكان وانك حشرة هنا فاحذري قد اطلب منهم دفنك ولن يوصل الخبر احد

نهضت تلملم ما تبقى من كرامة محتقرة فيها:
- يا سعيد ...تحسب نفسك ذكيا باحراق مورد عيشنا اليس كذلك اقسم بشرفي...

سمعت ضحكته ترن مستهزئة شريرة عن كلامها:
- اي شرف يا ....صاحبة الشرف... وعودك تلك لاتهمني فقط ان لمحت ظلك قريبا فساقوم بنسفك من هذا الكوكب

قالت وانفاسها تتلاحق :
- انت حقير ونذل ..وسوف ترى انك ستدفع الثمن على ما فعلته سترى يا سعيد يا منصور سترى بام عينيك ما الذي تساويه كلمة من سميرة

ابتعدت عنه وتركت ابتسامته ضائعة فلا يهمه احد سوى زوجته
ابتعد تاركا رجاله يقومون بعملهم
وابتعد يمشي في طريقه عله يصحوا من هذا الكابوس
تخيل كم ستكون لياليه باردة وانفاسها الضعيفة بعيدة عن صدره وشفاهها الصغيرة الذائبة بعيدة عن نفسه
كم عانى ليسمع همساتها الملتهبة تروي روحه
وكم ضناه الشوق حتى تتشبت بذراعيه تمنحه من دفئها
كم يشتاق ان يدفن راسه في عنقها العاجي المخملي بعضامه البارزة كم يتمنى ان تتمسك اصابعه بشعرها الذي لايخلوا من عطر الليمون الفواح
هل سينتهي به الجنون ان ضل هكذا

لايستطيع ان يدل نفسه اكثر فلقد كان في البادئ صبورا مكافحا ليجعلها تتقبل حبه وبعد كل هذا ترميه بالنار
وكانه كان سرابا في حياتها العادية
الم يرها طعم السحر الم يفتح لها ابواب جنة ساحرة لتعيش فيها
وهكذا تجازيه
انه يتالم ولايستطيع ان يصل الى بر بافكاره غير التسلح بالبرود

اه يا حبي كم تألمينني حتى الموت......


يتبع.......


 
 

 

عرض البوم صور Jάωђάrά49  
قديم 10-12-09, 11:10 PM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب مبدع


البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 147004
المشاركات: 5,481
الجنس أنثى
معدل التقييم: Jάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2060

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Jάωђάrά49 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Jάωђάrά49 المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 


الجزء الثاني والعشرون





ان شاء الله





في مدينة طنجة
بعد يومين



في بيت عمة ثريا وعبير



بعد فترتها التي امضتها مع عمتها
تحت سقف هذا البيت المتواضع
على تلال طنجة البهية

انتعشت لوجودها هنا فالجو لطيف اكثر من القرية التي جوها حار خانق
تعودت في هذين اليومين على عمتها كثيرا فلقد انطلقتا كل ما توفرت لهما الفرصة في التواجد مع بعضهما
في احاديث شتى كانت في البادئ
عن حياتها وامها واختها مع والدهم
وبعد ذلك سفر الام بعد ذهاب البنات الى جامعة الاخوين ومن ثم ذخلت في سرد المشاكل التي صادفتها هناك وبالاخص يوم الحادث
الذي ما ان بدأت في التحدث عنه حتى بكت غصبا عنها فلو لا ذلك اليوم المشؤوم لكانت تعيش وزوجها بخير

شرحت لعمتها سبب النقاب وعناد عثمان في ذلك وهي التي لم تستطع سوى ان تنفذ اوامره لكنه رغم ذلك يظل يهينها كما لو انها ليست بشرا تحس
والان فقط تتضامن مع السجناء الذين يحكمون ظلما وليس عدلا فالحكم يكون له تاثير سيء على نفسية الانسان حتى الاحباط واشد

كانت تجلس في شرفة عمتها الصغيرة وراء البيت رغم تواضع المكان الا ان الزهور والخضرة الانيقة بفضل العناية بها اعطت افضل منظر مع هواء البحر المالح بعذوبته يخترقهم بدفئ جميل

كانت الشرفة تتكون من طاولة وكراسي بيضاء
وقد جلست عليها ثريا وقد فضلت التحرر من ملابسها المنزلية الطويلة لذا ارتدت فستانا كانت تملكه في اللون الازرق الشاحب وقد انار لونه عيونها بشكل جميل
تقدمت عمتها لتضع الصينية التي احتوت الشاي والخبز الطازج مع الزبدة والجبن والمربى وايضا الشوكولا بما ان ثريا تحبه

قالت تبتسم تجلس قربها

- اليس بصباح جميل ومختلف
الاحساس بالوحدة سيء وقاتل ولاتظني انني اقنط لا حاشا لله لكن تواجدك يا بنيتي يسعدني ويملأ قلبي فرحا

قالت ثريا تحني راسها على اقدامها العارية
والتي اخدت تحركها امامها كطفلة
- عمتي الجو هنا ساحر ورفقتك لايشبع منها الواحد منا
لدى ترينني انا ايضا احببت المكان....

قالت العمة تصب الشاي في الكاس البلوري:
- ولكن....

نظرت ثريا الى من تشابهها في لون العيون وحمرة الشعر:
- لكن؟؟؟ هههه تعلمين جيدا ما اريده اليس كذلك حبيبتي ....نظرت الى الافق امامهم في مكان لايمكن لمخلوق رؤيتهم منه....
آآآآه استغفر الله ...لكن ياعمتي اتمنى لو يتغير كــــــل شيء واصبح حبيبته فعلا ...لكنها مع شخص قوي كعثمان مستحيل ذلك
وانا التي تعرفه لن يتغير
انسان تربى على شيء جعل منه قاسيا عديم الرحمة ....ما ..ماذا ينتظر من واحدة لطخة شرفه وعلى الاقل يخفي ذلك للحفاظ على ماء وجهه....

قالت العمة تمد لهاالشاي وفي نظرتها نفس الحزن المستوطن لكيان ثريا:
- خذي بنيتي ...ولا تقولي ذلك عزيزتي فانت تؤدين روحك النقية مادمت شريفة فليذهب هو حيث يريد المهم ان يكون ضميرك انت مرتاحا...هل تريدين في الخبز بعض الشوكولا ام ....؟؟

قاطعتها ثريا ترتشف من الشاي الساخن:
-... لا اريد شيء ....انا يا عمتي لا اقول ذلك لاذية نفسي بل لانه هو بذكراه يؤذيني لست في حاجة الى الكلام لكي ابكي ...آسفة عمتي اضنني جلبت لك الملل بهذا الموضوع

اردفت العمة بابتسامتها الحنونة:
- لاياثريا لا يا ابنتي ليس لي في كل يوم ان ارى بنات اغلى الناس كان على قلبي اجل ميدان عملي في الغناء الاندلوسي لم يكن بموافق عليه لكن رغم ذلك
كان يعزني وكنت احبه بشدة كان هو سندي المتبقي في هته الحياة رحمه الله ....وبالعكس ان استطعت اعطائك حلا لاعطيتك اياه لكن لم احصل انا نفسي على زوج لطالما فضلت البقاء هكذا سوف تسالين لما؟

قالت ثريا تبتسم رغم سقمها:
- اجل لما ان لم اكن متطفلة على خصوصياتك؟

ردت عمتها:
- لا بنيتي لا ابدا...انا كنت مثلك عندما كنت شابة تغيرت كل حياتي باعتناقي لميدان الفن الاندلوسي
تعرفين عندها في وقتنا ذاك... كنت قد التقيت باحد التجار الكبار وهو اسباني... تعلمين اننا هنا نتكلم كثيرا باللغة الاسبانية
فكان ان كان التفاهم معه سهلا احببته كثيرا لربما قد اظهر لك بشيء من الخروج عن العادات والتقاليد لكن قلبي نبض فعلا بحبه ....

قالت ثريا وقد عشقت اكتشاف ماضي امراة مثلها:
- اكملي ارجوك انا اسمع

اكملت عمتها تقول:
كان يسافر الى الخارج كثيرا ولم اكن اراه سوى في العطلة الصيفية ايام كانت حلوة بالفعل لكنه رحل تركني ولم يعد ...مات

تاسفت ثريا على حالها:
- آسفة عمتي ...آسفة لم اكن انوي ان اقلب عليك المواجع

قالت العمة تبتسم وكأن شيء لم يكن:
- لا عزيزتي الوقت يشفي الجروح رغم انها موجودة الا انها تكون قد اندملت في الخفاء

قالت ثريا تعود الى موضوعها:
- اشك في ان هناك مخرجا لي من قصة عثمان غير الطلاق اعرف انه ابغض الحلال لكني ساشعر بالتحرر بانه ابتعد او...او انا ابتعدت عن طريقه لكي لا ازيد من عذابه ...في بعض الاحيان اتفهم شعوره لكن اغلب الوقت ارى انه مجحف في حقي انا لا ارسى على فكرة معينة وليست لدي خبرة ولاانوي استخدام خبرة احد في هذا الموضوع فلن احاول بعد اليوم كسبه
يصر على الاحتفاض بكرامته وانا لن ارضى لما تبقى لي من كرامة معه ان تهان ...طفح الكيل فليخبرهم بطلاقنا وعندما ستتصل امي ساشرح لها الوضع ....رغم ان المشكل كله في جدي الا انني لن استطيع ارضاءه فلا احب ان يفرض احدهم سيطرته علي ...لو كان عثمان انسان متفهم لما تركته لكني ما عدت احتمل

نهضت من مكانها تخفي آلامها احمرار عيونها الرمادية السريع وتركت للهواء في مسحها على هوادة منه
مررت يدها في شعرها الاحمر في لوياته الجميلة
وقاومت كل كيانها بالا تنهار ابتلعت الغصة التي مرة كالحجر في بلعومها وتنهدت تخرج بذلك نفخات الحزن من صدرها
فمع ذكرياتها معه واحاسيسها اتجاهه لا تظن ابدا انه بالانسان السهل نسيانه
وعندما تسترجع لحظات الالم منه في كفة وحبها ومقدرتها على السماح في الكفة الثانية فتجد انها بحبها قد تصفح عنه تناقض مع اقوالها القاسية

سمعت عمتها من مقعدها تقول بصوت مرتفع لشدة الريح التي يشتته:
- الا تفكرين في الطلب منه ان يتزوج باخرى والا يتركك ...اعلم الامر قاس عليك لكن على الاقل ستشعرين بانه معك اعلم ما تشعرين به ينهش في صدرك اعلمه جيدا فقد عانيته
الفراق صعب حبيبتي لكن زواجه من اخرى والاحتفاظ بك في نظري فقط اظنه ارحم ...ما قولك؟

كانت الكلمات تنهش في كيانها تقطع اوصالها لا ليس لان العمة ذكرت ذلك هي ايضا وضعت ذلك الاحتمال لكن وضعته بعد ان تتطلق منه
استدارت تنظر اليها بحزن جعل من عيونها عالم يكتشفه الانسان مظلما يخفي اغوارا مليئة بالحسرة:
- فكرة ان يتزوج هو حر
لكن ليس على حساب تعاستي
افضل البقاء خارج حياته وليفعل ما يحلوا له ...قد ينتهي مني ويضعني على رف الارشيف في حياته اعرفه ...
قد ينتهي باتعاسي اكثر فاكثر وقد ينعم باولاد من الاخرى ويخرج معها ويعاملها افضل مني وامام عيناي ...لا ابدا لن احقر نفسي الى تلك الدرجة لست من تسمح لنفسها بالبقاء في صف الانتظار الى ان يفرج كربها معه فلينتهي هذا الامر بسرعة لم اعد اتحمله كرهته ...

ذخلت البيت مسرعة ودخلت عمتها المتوسطة الطول وراءها والتي لاتزال تبدوا شابة رغم امتلاء جسدها قليلا
نظرت اليها وهي تصعد الى الطابق الاعلى وقد لاحظت عليها بوادر الالم والامتعاض خافت ان تكون مريضة لذلك اسرعت اليها لتجدها في الحمام الذي يتشاركه الكل فوق

قالت لها عمتها بتوتر:
- انت مريضة يا ثريا ....خدي نفس حاولي جهدك... لم تاكلي حتى الان لتستفرغي

اسندتها عمتها وارتمت ثريا بتعب على السرير
وحاولت عمتها ان تدثرها لكنها من ملامحها بدى انها كرهت التدتر فدفعت الشرشف بقدميها
وراء عيونها المغمضة لم تكن ترى سوى صور من الماضي
اتعبت روحها ورسمت الهالات حول عيونها
هو صاحب الشموخ الذي لايهد اراد ان يوصلها باحتقاره وكرهه لها الى نهاية حتفها
كان زواجا بدون امل وكانت تعلم نهايتها لكنها ابت ان تصدق انه سياتي اليوم الذي ستفقد صورته فيها الى الابد والتي لن تمسها لن تستند اليها

استدارت والارتعاشة تهز كامل جسدها
وكيف لاتتصور المستقبل هي من نسجت خيال انه يضمها في ليلة ممطرة
تلى الارتعاش دموع بحر من الدموع الخالصة المهانة المسكينة التي بدات تتوسل عدم الخروج من عيون لاتستحق الدموع الا ان تختفي في دفئها





***********************



في المستشفى بالدار البيضاء

وبالضبط في الكافيتيريا



كان عثمان في قميص طويل اسود يزيد من تبيان رجولته للعيان
مع شربيل في اللون الابيض الناصع من صنع فاخر من الجلد
كان يجلس في مكانه وهالة من ضوء الشمس الساطع في ذالك الصباح تسترسل على شعره الاسود
ازال في تلك اللحظة نظارته السوداء الشمسية ووضعها قربه على المائدة بانت عليه نظرات فارغة
لايستطيع شيء في حياته سوى مسايرتها وعدم الوقوف في صف اية مشاعر قد تهين وتنقص من كرامته

نظر الى ساعته الفضية الكبيرة التي التمعت مع الوهج ونظر الى باب الكافيتيريا وفي تلك اللحظة بان الرجل اللذي كان ينتظر وصوله ابوا الهام

اقترب الرجل الكهل الى مائدة عثمان الذي وقف بطوله في انتظاره وسلم عليه وهو يقول:
- كيف حالها عمي ؟

قال الرجل :
- يقول الطبيب انها ستخرج اليوم من غرفة العناية وسنتمكن من زيارتها

ابتسم عثمان للسعادة التي ضهرت على الاب وهو يتحدث وغير مصدق للنعمة التي اعطاه الله
فتناسى الموضوع الذي اراده من اجله عثمان:

- بني استميحك عذرا لقد انجرفة في فرحتي على بنيتي ونسيت انك اردتني لتحدثني فتفضل بالكلام

قال عثمان يريح ظهره ويستريح اكثر في جلسته :
- اردتك يا عمي فعلا فالموضوع يخص ابنتك الهام واتمنى ان تصغي الى ما ساقوله لانه مهم

قال الرجل باهتمام واثق :
- حسنا انا كلي آذان صاغية...اسمع





*****************



في القصر



كان هذا الصباح القصر هادئا
فمعضم الرجال قد خرجوا باكرا
والجد ايضا الذي بعد عودته من سفره متعبا قرر ان يقوم بجولة ويظهر حضوره وراء احفاده على العمال وقد خرج مع سليمان وسعيد اما عبد الصمد فقد بقي في المنزل لانه فضل ان يطلع امه وهي وحيدة على مستجدات حياته



في جناح سعيد


كانت عبير ولاول مرة ترفض النزول فكانت عادتها ان تنزل باكرا بعد نزول زوجها لكي تساعد في تحضير الافطار واكمال الواجبات مع امها وحماتها
لكنها ظلت كما هي يومان مرا على تخاصمهما
لاحظت فيها تغيرا جذريا سعيد الاول في بداية الزواج تحول الى قطعة ثلج مغلفة بالجليد باحكام
اين هو الرجل العاشق الولهان
هل تكون قد ظلمته واخطأت في حقه
يدخل متاخرا جدا حتى انه لايترك حركة وراءه لاتشعر بوجوده وبذلك تذهب مع الريح كل رغبة لها في رؤيته ولو حتى من بعيد
لا صدف تجمعهما ولانفس منه تشعر به قريبا منها
اين هو فعلا اين تسبح به افكاره
ماتحلله الان انه ولابد تلك سميرة كذبت
الم يعترف لها من قبل بانه يحبها ويموت حبا بها؟
الم يعترف بانه كان انسان منفلتا وفي ثاني يوم من زواجهما؟
كان صريحا معها لربما ما ارته وقالته تلك المرأة كان في الماضي قبل مجيئها هي
لكن ما يؤلمها ان تلك المراة كانت عشيقته
ما ينحرها ويشد على اوتارها انها عرفته
تمنت الا تعرف ابدا شكل النساء في حياته
فرغم انها تقبلت انه كان منفلتا الا ان الواقع في ذلك مر مرارة العلقم
ان يبقى المرأ جاهلا في بعض الامور يجعل حياته تشع نورا بشكل غريب راحة لامثيل لها
لكنها لاتتمكن من ضحد المراة من تفكيرها الان لاتستطيع

رمت الغطاء عنها وازاحت الستارة لتخرج من سريرها
اقتربت من مكان نومه حتى ان هته الستارة لم تزحزح فلم تعد تراه حتى من بعيد نائما
ازاحتها واقتربت من مكان نومه
واضطجعت فيه تلف نفسها في عطره ودفئه الذي خلفه
وتغمض عيونها في احلام تشفي هذا الغم من مكانه



في الاسفل



توقف عبد الصمد قرب باب المطبخ ودخله بعد ان طرقه

- صباحكم خير يا احلى البنات

ضحكت مليكة تقول:
- بنات اول مرة ارى شابا يصبح علينا يا بنات صغرتنا كم سنة بالضبط؟

قال يقبل راس عمته:
- تبدين انت وامي ما شاء الله في ريعان شبابكن

قالت فاطمة تضع فنجان القهوة الممزوجة بالحليب الذي ياتى به من المزرعة محلوبا طازجا من البقر:
- انت أليس لديك عمل ؟

اقترب منها يقبلها على خدها:
- امي اريدك في امر لن آخد من وقتك الكثير

قالت لمليكة امامه تشير اليه:
- ارأيت اولادي اصبحوا يريدون فقط ...لا يعرفون العطاء

ضحكت مليكة وجذب عبد الصمد امه من يدها برفق واخدها معه الى مجلس النساء اجلسها ووقف يقول:
- امي الحبيبة تدرين والكل ان زواجي سيقام في اواخر الصيف اليس كذلك؟

قال فاطمة تغضن جبينها باهتمام:
- اجل... لماذا؟

قال عبد الصمد بشيء من التردد:
- لقد قررت ان اتزوج الاسبوع المقبل ...وارجوك امي لا تسالي الامر وما فيه ان القصة صعب شرحها الان لكني...

قاطعته امه:
- كيف ؟؟؟ لكن اتدري معنى كلامك يا عبد الصمد اننا يجب ان نضاعف سرعتنا ومجهودنا في التجهيز

ركع قرب امه يمسك يديها ويقبلها:
- امي ثقي بي الامر لو كان بيدي لانتظرت الى موعد الذي سبق وحددناه لكن المشكل الذي طرأ يستدعيني الى الاسراع في الزواج واعطيك يا امي كامل الصلاحية في تحمله ارجوك يا امي حاولي فهمي

قالت فاطمة تطأطا راسها:
- احاول فهمك انت واخوتك فلا استطيع
اتضنني غافلة عما يجول في هذا المنزل ...اولا سفر ثريا وحدها دون استشارة احد سوى زوجها كما لو كانت تعيش وحيدة هنا ...ثانيا ارى تغيرا في تصرفات سعيد هذين اليومين يعود حتى ساعة متاخرة من الليل وبسيارته الشيء الذي كان قد تخلى عنه منذ مدة زواجه كلها...وثالثا انت عليك على الاقل تفسير المشكل لكي اقتنع فانا لاانوي اقامة عرس يتشمة الناس في به


نهض عبد الصمد وقد تغيرت ملامحه وهو لايدري ما ستأول اليه حياته بعد اليوم لتغير ضروف زوجته لكنه قال:
- ساخبرك باختصار امي لكن عديني الا تتسرعي في حكمك عليهم فهي مهما كانت حياتهم الشخصية وانا الان زوجها وعلي ان اقف معها في محنتها الى ان تسوى الامور بينها وبين والديها

سالته والفضول يكاد يقفز من عيونها:
- وما الذي بينها وبين والديها؟؟

قال عبد الصمد يتكئ على مائدة الاكل
- هند ليست بالابنة البيولوجية لسي محمد اي انها ليست ابنته فعلا لم تلدها لا رشيدة ولاهو من امراة اخرى لقد ربياها وهي ابنة عائلة فقيرة لكن هذا لايمنع انها لاتزال ابنة السي محمد فالاسم هو الاسم


اصابت ام عبد الصمد صعقة امتزجت بشيء من عدم الفهم ونفور من العائلة بطريقة مفاجئة :
- ليست ابنتهم لكن لما اخفو عنا ذلك... لما؟

قال عبد الصمد بهدوء:
- لان هند ما كانت تعلم شيء
ضروفهم يا امي قاسية في هذه الاثناء اريد ان اتزوجها في حفل بسيط هناك واجلبها الى القصر علني استطيع تسوية هذا الخلاف واتمنى فعلا الا احتاج الى ذلك

بدى الامتعاض الشديد على وجه امه
لطالما حلمت بان ابنها الفارس المنصوري يتزوج بامرأة تليق مقاما به
كانت تعلم جيدا انه في الجمال يغلب اخوته بحيث يتبعه عثمان في ذلك
كم كانت تخاف عليه من تلك الاجنبيات اللواتي كانت تلتففن عليه كانت تخاف بان يدخل باحداهن في يوم الى القصر لدى فضلت ان تسرع في تزويجه وتحصينه
نظرت بعين فاحصة الى هند ووجدتها مرضية فعلا قوام وجمال
لكن الاصل اصلها ليس مرتبطا سوى فوق الورق بسي محمد اذا صادف وعلم اي احد بحقيقتها فقد تدمر صورة العائلة التي تشكلت عبر الزمن لايرتبط باصل هذه العائلة سوى من هم اهل لها


شعرت وكان الارض تدور حولها امسكت راسها بين يدها

قال عبد الصمد يجلس قرب امه يمسك يدها:
- امي ماذا بك ...هل انت بخير هل يالمك راسك؟

قالت تنظر اليه وفي عيونها تصميم:
- بني لست ادري ما ساقوله....اولا لن احرمك منها ان كنت تريدها لكن على الا يعلم احد باصلها ...ان صادف ووصل خبر ان اصلها من عائلة فقيرة الى احدهم فستطلقها

نهض عبد الصمد وقد علت الدهشة وجهه وبدى فكه في غاية التوتر
فشعر ببعض الامل في طلب امه لدى قال ليقفل الموضوع ويخرج:
- لاتخافي امي تلك المرأة زوجتي الى الابد ولن يعلم احد باصلها ان كان هذا سيرضيك

نظرت اليه وابتسمت غصبا عنها فهي تحب ما هو خير لاولادها:
- انا يا حبيبي ...يا بني تعرف انك واخوتك من اعشق واتمنى لكم ما تحبون
المهم لاتنسى شرطي واعتبر طلبك منذ الان مقبولا
ولاتحمل هما فزواجك في الاسبوع المقبل ..الحمد لله اننا لم نرسل الدعوات بعد ...هيا اذهب وانا ساتولى الامور

انحنى على راسها يقبله وخرج متوجها الى عمله
خرج وقد لاحظ ان سيارة جولييت غير موجودة لكن لفترة وجيزة فقط
فقد تغيرة وجهة افكاره الى المراة الوحيدة التي يتمناه حتى الالم ويتمنى فعلا الا يتسرب امر اصلها لان ذلك سيدمر له حياته وحياتها




في الاصطبلات


وبالخصوص مكان الحصانين الخاصين بجولييت الطويلة المغناجة
دخلت تتسحب دون ان يراها احد
ذكية رغم جمالها المزيف الذي تغدق عليه من كل وقتها فتبدو كالبهلوان لكن بدون ان نكذب على انفسنا
فاصحاب الانفس الضعيفة يرون ما نراه مزيفا على انه الشيء الاكثر سحرا وروعة وهذه مجرد نظرية مني ولكم واسع النظر

اقتربت جولييت بحذائها العالي الذي تعودت على الجري به حتى دون ان تكسر اقدامها البيضاااء
ونظرت الى الفرسين اللذان فصلا كل واحد منهما في جهة جذبت من جيبها شيء وضعت منه في كلتا يديها واكلته الى الحصانين
وخرجت بسرعة تتاكد من انه لم يلمحها احد
ارادت ان تكمل لعبتها رغم ان الوقت الذي طلب فيه عبد الصمد البقاء في المزرعة قد نفذ ومكتوب للحصانين انهما سيخرجان غذا لكن
سنرى بعد ان يتورط عبد الصمد في تسميم الاحصنة وليس موتها طبعا كيف سيضطر لارضاءها وابقاءها هنا مدة اطول





*******************


في المستشفى





اخرج عثمان تنهيدة تنم عن تفكير في الوضع وكيف سيخبر الرجل امامه:
- عمي عليك ان تعلم بان المتبرع بالقلب يطلب ذهاب ابنتك معه الى الخارج في فترة نقاهة تقضيها هناك لكي تسترجع صحتها
اخبرته انا من بعد اذنك انني ساذهب معها فقط لكي اضعه تحت التجربة فان كان صادقا لن يرفض ولم يرفض طبعا
لكن بطبيعة الحال لايمكن لالهام الا ان تذهب ومعها محرم وقبل ان اقرر شيء اردت اخبارك بالامر في حالة وجدت انه يمكن لاحد معارفك او اي شخص اخر الذهاب معها فسكون هذا قرارك طبعا فانت والدها


الرجل شعر ببعض التحفظ لم يكن ليحبذ ذهاب ابنته لكنه الف بعدها طيلة السنة في مدينة او بالاحرى قرية بعيدة تسكنها وحدها لدى قال :
- ليس لدي سوى اخ واحد وهو ليس هنا فلديه اعماله واشغاله لم تكن في يوم العلاقة بيننا جيدة لكن انا املك جواز سفر يخولني الذهاب معها ولكني لا اعرف كيف ساخرج الاوراق التي ستساعدني على السفر واياها

قال عثمان وقد توضحت الامور الان:
- اذن حضرتك لاتمانع ذهابها هناك؟
لكن على ان تذهب انت معها يمكنني ان اساعدك وهي في اخراج الفيزا في وقت وجيز لدي اصدقاء في القنصلية سيساعدونكم في ذلك ...لا عليك ساتكلف بالامر

قال الرجل يشكره:
- اشكرك بني اعرف اننا اثقلنا عليك كثيرا فلسنا ندري كيف لنا ان نرد لك الجميل هذا

ابتسم عثمان يعيد ارتداء نظارتيه السوداوين:
- لاعليك لاتشكرني فانت بمثابة ابي ...هيا ماذا تطلب للافطار انجرفنا في الحديث




بعد اخراج الهام من غرفة الانعاش
كانت تعاني من اثار العملية وتعبها لدى فضلوا ان يزوروها في وقت آخر حيث تكون قد اصبحت افضل حالا
حتى عصام الذي كان يطلع على حالها كان قلقا حقا
يدري انه شديد القلق وشيء جديد يشده اليها
ولم يغفل لحظة عن عائلته التي اخد ياخد اخبارهم من ميغيل
وعلم بذلك عن استعادة امه بعضا من توازنها بعد تقبلها للوضع
و اخته التي لم تبخل بمد يد العون لها ان احتاجتها




**********************



في القصر



بعد مدة من بقائها في جناحا
نزلت عبير بعد اخدها لحمام بارد في هذا الحر والذي انعشها منه
وارتدت حجابا ورديا وفستانا ورديا كذلك
لم تنزل الا في ساعة الغذاء رغم انها لم تفطر الا انها احست انها تريد اكل شيء يسد عليها زقزقات بطنها المزعجة

نزلت الى الاسفل ورات امها تحضر مائدة مجلس النساء وقالت ترفع يديها:
- واخيرا ابنتي نزلت ...ارحتني كنت ساصعد لاجرك الى الاسفل فاطمة خرجت منذ مدة تدرين ان عبد الصمد قرب زواجه في الاسبوع المقبل

ازاح هذا الخبر بعض الغم عن راس عبير:
- حقيقة؟ لكن لماذا هذه السرعة؟

قالت الام :
- ساخبرك ساحضر السلطة فقط واعود

انتظرت عبير امها الى ان جلست قربها لتشرعا في الاكل
فقالت عبير :
- امي قبل ان تكملي الم ياتي الرجال للاكل اليوم؟

اجابتها امها :
- المنزل فارغ لاتوجد سوانا فيه
ذهب جدك وزوجك الى القرية لربما عزمه احدهم او شيء ما لست ادري اذا جاء زوجك اسأليه...
لاكمل لك اخبرتني انه قرب الزواج فقط لانه لايحتاج الى كل تلك الترتيبات فهو يريدها في القصر بسرعة ...لا اظن ان شباب اليوم عاد عندهم ادنى صبر

قالت عبير وهي تضع يديها في حضنها دون ان تلمس الطعام:
- هل اتصلت بثريا ؟

اجابتها امها تحرك راسها بالايجاب:
- ورغم ذلك لم تجبني لابد من انها ضحدت الهاتف من سفرها اظن ان عثمان ذهب اليها كما اعتقد ويمضيان شهر عسلهما على راحة تامة

اخرجت عبير تنهيدة متحشرجة فنظرت اليها امها تسال:
- مابك صغيرتي لما لاتاكلين ؟

قالت عبير لامها بكل صراحة:
- حصل شجار بيني وبين سعيد امي اعلم انه شيء لربما تافه لكن لست ادري اتمنى فقط ان لاتخبري حماتي بشيء

غلفت الجدية وجه مليكة:
- وتدرين انني كنت انتظر فقط ان تخبريني انت وثريا عن اي شيء في زواجكما لاقوم بما علي فعله اي النصح
ماذا الان ما المشكلة تكلمي فلن يسمعنا احد؟

قالت عبير تسند ظهرها على المخدة:
- لقد صارحني سعيد بانه كان من قبل ...لست ادري ان كان من الصواب اخبارك بهذا لكن احس انني سانفجر
اولا في بداية زواجنا اخبرني انه كان على علاقة بالنساءو بالخمر ايضا
لاتنظري الي هكذا هو لم يعد اليه منذ زواجنا لاتخافي
انه انسان شهم وو....ولكن قبل ثلاثة ايام اتت احداهن الي على طريقي الى الاراضي واخبرتني بانها على علاقة به لحد الان ...امي اكاد ابكي ..انا لااريد ان انقص من صورته امامك لكنك امي وانا زوجته ولن اسمح بان يتخلى عني من اجل اخرى اخبريني ماذا افعل؟

قالت مليكة والجدية والصرامة بادية على كل ملامحها:
- هو اعترف بانه تخلى عن الاثنين اليس كذلك اذن لما انت تصدقين فاسدة تغار منك ....اعلم انه صعب على المراة لقاء من كن في حياة زوجها من قبل
لكن سعيد انا اعرفه واحبه لايمكنني ان اضع اللوم على طريقة سير حياته اجل لربما كان ...ككل الرجال عليك ان تعرفي انه لم يكن محصنا بزوجة جميلة مثلك وهو شاب كامل الرجولة ان هو لم يقترب من تلك الامور فعلى الارجح ستتقرب منه احداهن وتضعف نفسه
مهما كان يا ابنتي ومهما فعل الرجل لايعاب
عليك انت فقط ان تعرفي مفتاح الغازه وبهذا سيبقى زوجا محبا طيلة حياته
الماضي انسيه وركزي على اعترافه فهذا شيء قلة من الرجال يفعلونه
ولانه الرجل الانسب لك ....
اخبريني ما الذي فعله عندما علم بلقائك بتلك الحقيرة؟؟

قالت عبير تخفض نظرها خجلى:
- اراد مني ان اصدقه انه لم يقرب غيري منذ زواجنا والله ويحلف انه يحبني بصدق لكن رغم ذلك ....

قالت مليكة تمسك يد ابنتها:
- يا ابنتي انت صغيرة وجاهلة في هته الامور خذي نصيحتي وحاولي مصالحته رغم الشك ففي الاخير ستتاكدين بغريزتك انه لايعاشر غيرك ثقي بنفسك ومقدرتك على ذلك


رغم كلام امها احست عبير بشيء يمنعها من مصالحته لربما تعودة الدلال الزائد عن حده لدى تنتظر ان يبادر بالكلام فتعتذر بعد ذلك شيء يرضي غرورها






********************




في الاصطبلات



هم عبد الصمد والتجهم باد على وجهه بدخول مكتبه شبه عاصف
بلباس الركوب المتكون من سروال وبوط اسود وقميص في الابيض المتناقض مع سمرته
اقترب من مكتبه وجولييت تتبعه وهي تجلس على الكرسي الجلدي امام المكتب بينما هو يجلس وراء مكتبه
مغتاضا من صوت نحيبها وكانه موسيقى مزعجة حقا

قال بعد ان شعر بان الوضع يستفز عصبيته:
- ارجوك يا انسة جولييت الافضل ان تتمالكي نفسك ترين ان الطبيب يسيطر على الوضع فلاتكدري نفسك

قالت تمسح دموعها باظافرها المطلية:
- اعرف ابد الصمد لكن الوضع يصعب احتماله اتمنى ان اعود الى المزرعة الاخرى بسرعة لانني اشتقت لجوها الرائع لكن هذا لايمنع ان اقول انني فعلا استمتع هنا معك في الاصطبلات واوضاع العمل تسليني هنا ...لكن...

بدأ يتجاهلها عبد الصمد وهو يتصفح الروجيستر امامه ليلهي نفسه عن الغضب الذي يعصف به
اولا لايستطيع فعل شيء لان ما حصل حصل في مزرعته
ولاينوي الحصول على مشاكل زيادة
وما يفنيه هو اسمه المبتدل من فمها يكره الوضع مايجعله هكذا حاقدا على الجنس اللطيف الاجنبي انه اصبح يشعر بالغثيان من كثرة العلاقات القديمة في حياته فلم يحصل ان استمالته في ذلك الوقت غير الاجنبيات يستغفر ربه كثيرا لانه فعلا كان في ذلك الوضع ويحمد الله لانه اطال في عمره ليصلح خطأه بزواج بات يشعره بشعور انه انقى واطهر واصفى بكل المعايير وكان كنزه لايتمتع بمثله احد
وما يوتره اكثر وضع حبيبته فهل سينتهي كل شيء على ما يرام هذا مايتمناه
لايعرف بالتحديد ان خرج الوضع عن السيطرة كيف سيكون ردة فعله ومع اي اتجاه

قالت جولييت وهي تلاحظ سهوه على الروجيستر:
- هل قلت مايزعجك ابد انا فعلا لم اقصد

قال ينتبه لها اخيرا:
- لا اخبرتك قبلا اننا ناسف للوضع الذي نجهل من فاعله بالضبط لكن سنتكلف بضيافتك على احسن وجه الى ان تعافى الاحصنة

ابتسمت ترمش له بعيونها وابتسامة جريئة اكثر منها بريئة فوق شفاهها
حول نظره عنها فقد بهت لجرائتها دخل في تلك اللحظة الطبيب البيطري

قال عبد الصمد بصوت صارم:
- كيف حالها هل استطعت معرفة علتها؟

قال عمر :
- لا سيدي لكن ما ساقوله ان ما اعطي لها كان كفيلا باتعاب عضلاتها بشدة ستبقى تحت العناية لمدة تزيد عن الاسبوعين هذا ما قدرته ..هذا بطبيعة الحال ان لم تمت وهذا ما ساسعى سيدي لعدم حصوله

قالت جولييت وهي الادرى بعملها فهي اذكى منهما طبعا بما انها من سممت حصانين يساويان ثروة لكن كما يامن الغربيون
المال يجلب المال
قررت المغامرة بالاحصنة لتلعب لعبة الاغراء وان تحاول الاطاحة بعبد الصمد عله يكون صيدا زهيدا

- يا الهي رب السماوات كيف تموت ؟؟؟؟
لكن غير معقول اتمنى الا يحصل ذلك

قال البيطري وقد شاهد علامات الامتعاض على سيده:
- لا يا انسة هذا احتمال وارد فقط وليس مؤكد مادامت الاحصنة بين يدي فاعدك بانها ستبقى على خير ان شاء الله

استمع عبد الصمد للكلام وهو غير قادر على التقاط شيء في الهواء يبدو وكانه يصل الى استنتاج ما احساس في بعض الاحيان يحصل معنا لكن سبحان الله نفقده بسهولة
قال وقد تناسى شعوره:
- حسنا اذهب لعملك عمر شكرا لك

- لاشكر على واجب سيدي

قال عبد الصمد ينهض من مكتبه يحمل سوطه ويقول :
- اعتبري نفسك في مزرعتك لدي امر مهم علي فعله

قالت بسرعة تقترب من مكان وقوفه:
- هل آتي معك

ابتعد ببخفة ينزل الدرجات في الخارج :
- لا سازور زوجتي ليس داع منك ان تاتي استمتعي بوقتك

نظرت جولييت وعيونها تقدح شررا منذ ان ذكر زوجتي
تريد ان تلفت انتباهه باي طريقة لكن كيف؟؟؟
ابتسمت وهي تدري انها ما ان تسال شيطانها الكافر حتى تاتيها الفكرة على وجه السرعة لانها تعودت المماطلة والالاعيب




*****************




في صباح يوم الخميس

بالساعة التاسعة
في مدينة طنجة الساحلية




كانت العمة في الاسفل تغسل اواني الافطار فبعد ان شعرت بابنة اخيها تتعافى طلبت منها بعد الافطار الذهاب لكي ترتدي ملابسها وترتاح قليلا الى ان تنهي اشغال البيت الصغير القليلة
بعد ان اعادت كل الاواني الى مكانها ازالت وزرة العمل الصفراء بزهورها البرتقالية ووضعتها على كرسي قرب المائدة في المطبخ واسرعت في ارتقاء السلم الذي قادها الى فوق حيث ثلاث غرف للضيوف مع غرفتها هي
فالغرف الكثيرة في بيتها ليست الا لانها تستقبل لديها صديقاتها الفنانات الاندلسيات

عندما وصلت الى غرفة ثريا وجدتها قد جلست امام المرآة القديمة فوق منضدة خشبية قديمة ايضا لكن بزخارف جميلة
قامت ثريا بتتبيت شعرها الاحمر بعد ان مشطته كعكة فوق راسها ووضعت حجابها ومن ثم نقابها واخدت تتفقد محتويات حقيبة يدها

قالت عمتها التي اخدت جلبابها من الغرفة المجاورة وارتدته :
- سنذهب الى دكتورة شاطرة رغم انها متواضعة لكنها فعلا شاطرة في ميدانها

اجابت ثريا وهي تضع بعض المناديل الورقية في الحقيبة مع الهاتف
وهي تتفقد محتوى محفظتها الذهبية الراقية
- اجل عمتي اثق بك على اي حال ليست سوى نوبات استفراغ اضنها من تقلبات معدتي لا اكثر

قالت عمتها وهي تلاحظ انها تجذب دفتر الشيكات من حقيبتها:
- بنيتي لاتحملي هذا معك انا من سيدفع

قالت ثريا مبتسمة لعمتها :
- لاعمتي حان الوقت الذي ساستعمل فيه المال الذي ورثته من والدي سيكفيني لمدة طويلة وابدا لن اضيف من اعبائي عليك هيا فلنذهب

تنهدت عمتها تنظر اليها بحنان وتتسائل كيف لرجل مثل ذلك الرجل ان يتخلى عنها لم ترى لقلبها مثيلا ماشاء الله

وهما تنزلان الدرج قالت ثريا:
- آخر مرة كنت فيها بافران اتيت بسيارة الجيب وللاسف اخدها مني عثمان لربما ترك الاخرى في الدار البيضاء واتى في القطار السريع تصرفاته غريبة حقا

كان عثمان قد ترك السيارة مع والد الهام لكي يسهل عليهم التنقل من المستشفى الى الفندق

قالت عمتها تجيبها وهي تعلم سبب قولها ذاك:
- لاتحملي هما سناخذ سيارة تاكسي صغيرة وسنصل في ضرف خمس دقائق ليست الدكتورة بعيدة كثيرا...تدرين انا اصر بعد ان نطمئن عليك ان نذهب الى البحر قليلا لتغيري وتنضفي راتيك ببحرنا سيعجبك متاكدة من ذلك

قالت ثريا تجيبها:
- طبعا اعرف فلقد كنا هنا في طنجة لكن في منطقة مختلفة تماما وبعيدة وهذا احد الاسباب الذي جعلنا لاناتي اليك دائما

بعد ان استقلتا السيارة العامة كان فعلا الموعد الذي ذكرته عمتها دقيقا
بحيث وصلوا بعد خمس دقائق ما اعجب ثريا في طنجة النضافة فلأنها مدينة تستقطب السياح الاجانب بكثرة والإسبان فاصبح مطلوبا من السكان تزيين واجهات بيوتهم دائما بالورود واصبح زائرها كما لو انه في بلاد اوربية جميلة وانيقة وقد لقبت بعروسة الشمال المغرب

صعدت العمة وثريا في مصعد قديم من طراز فرنسي يفتح يدويا كباب مقفل وليس تلقائيا
عند وصولهما الى الطابق الاخير خرجت الاتنتان منه واغلق الباب الثقيل وحده
واقتربت العمة تحث ثريا لتتبعها طرقت عمتها بابا كبيرا خشبيا وقد كانت هناك لوحة كتب عليها الدكتورة
ماري لاغوز فرنسية

قالت ثريا تسال عمتها:
- هل الدكتورة فرنسية ؟

ردت عمتها:
- اجل فرنسية هي الان في سن الثانية والخمسون لكنها تبدوا اصغر اما انا فاصغرها بعام

انبهرت ثريا تنظر الى عمتها وهي لاتصدق انها في ذلك السن فقطعت جملتهم الفتاة المغربية التي تستقبل الحالات

- تفضلا من فضلكما كيف حالك ؟

اجابت عمة ثريا بابتسامة للفتاة:
- بخير الحمد لله اعرفك ابنة اخي رحمه الله

- تشرفنا

ابتسمت لها ثريا تومئ وقالت العمة تسال الفتاة:
- هل الدكتورة لديها مريض

اجابت الفتاة:
- لا يمكنك الدخول عندها لكن اسرعي فستبدأ في استقبال مرضاها ابتدائا من العاشرة

دخلت ثريا وعمتها التي تكلمت مع صديقتها:
- صباح الخير لاغوز كيف حالك يا امراة ؟؟

رفعت المرأة الشقراء صاحبة عيون زرقاء حادة الى العمة وابتسمت:
- اهلا بالتي لاتزورني الا اذا كانت مريضة

ضحكت ثريا وعمتها واقتربت عمتها من الدكتورة تسلم عليها في وجهها:
- انا بخير يا غوز بخير

قالت ماري تانبها:
- إما ناديني لاغوز يا نفيسة او ماري لاتنقصي من اسمي

قالت نفيسة العمة:
- لا ساناديك بما يحلوا لي تقدمي يا ثريا وارفعي نقابك لتتعرف عليك غوز

اقتربت ثريا ورفعت نقابها ولاحظت ما كانت متاكدة منه فقالت الفرنسية:
- نفيسة ايتها الكاذبة متى ولدت هته الفتاة المسكينة وخبأتها عني طوال هته السنين تشبهك كثيرا

ضحكت نفيسة عمة ثريا وقالت :
- يا لك من مجنونة تذكرين عهدنا ...لارجال ...انا لحد الان لارجال الا اذا كنت انت خنت العهد

قالت الدكتورة:
- طبعا لا
فتجون
لم يترك قشة صغيرة تلعب بقلبي دفنه معه
كم حياتنا متشابهة ...لكن فعلا من هته الفتاة هل تقربك؟

قالت نفيسة:
- انها ابنة اخي والشبه اخدته منه لذى تشبهني اتيت عندك اليوم لانها مريضة اخبريها يا ثريا لتعرف حالتك

قالت ثريا اخيرا:
- انا يادكتورة اشعر عندما استيقض بالدوار وكان النجوم تحوم حولي وايضا اتقيئ وكانما بي التهاب ما
اتيتك تحت اصرار عمتي لولاها ما كنت هنا

قالت الدكتورة تقف لتقول لها:
- هيا اسبقيني لغرفة الفحص هناك

وضعت ثريا حقيبتها ونقابها على الكرسي وذهبت الى غرفة الفحص فبقيت المراتان نظرت كل منهما بحكم العشرة الطويلة كانت غوز تتحدث بلغة البلاد فقد تعلمتها بسرعة وبما ان نفيسة وهي صديقتا العمر اخترعتا لغة اسمها" الهوس" اكشف لكم اسرارنا
وهي لغتنا او اية لغة مقلوبة الامر صعب جدا في تعلمها لكن مع التعود يستطيع البعض فعلها
هذه اللغة نتحدث بها بيننا اذا حصل ووجدنا انفسنا في مازق وتنفع في غالبية الاحوال

قالت الفرنسية:
- له يه تجوزتم؟
تعني "
هل هي متزوجة؟

اجابت نفيسة بتنهيدة مقطبة :
- لجا
تعني"
اجل

فقالت الدكتورة غوز :
- ىرنس ام اهب
تعني"
سنرى ما سنفعله

اردفت نفيسة مغضنة الجبين:
- اهجوز ىلخت اهنع و نوكتس تنحم ول تناك لماح
تعني"
- زوجها تخلى عنها وستكون محنة لو كانت حامل

ردت الدكتورة تربت على كتفها:
- اهيلع نا اهريغف اوربص ىلع دئادش ربكا
تعني"
- عليها ان تصبر فغيرها صبروا على شدائد اكبر

كانت ثريا تحاول في الداخل سماع الحديث بينهما لكنها تاهت لاتدري ان كانتا تتحدثان ام ماذا بالضبط
ارتدت وزرة زرقاء وجلست على الكنبة البيضاء الباردة حتى دخلت الدكتورة التي فحصتها بخبرتها في الميدان

بعد انتهائ الفحص قالت الدكتورة التي بدت متجهمة:
- ارتدي يا ابنتي ملابسك واتبعيني

قالت ثريا والقلق يدب في اوصالها:
- حاضر دكتورة

خرجت الدكتورة التي جلست تتحدث بنفس اللغة الى صديقتها وبعدها توقفت الاتنتان على الكلام لرؤية القلق باد على محيا المراة التي اكملت ارتداء عبائتها

قالت الدكتورة وقد شعرت بان الفتاة مسكينة وقالت:
- تعالي اجلسي يا فتاتي انت جميلة حقا ولاتستحقين مثل هذه الملامح المتجهمة افردي وجهك بابتسامة متفائلة اولا

غصبا عنها ثريا ابتسمت واتبع ذلك كلام الدكتورة وهي تنحني على اوراقها:
- انت حامل بنيتي والطفل في مرحلة خطرة جدا بل وتحتاج منك الى عناية فائقة ولكن انت بامان كوني واثقة ...امسكي يدها يانفيسة

فعلت نفيسة ذلك لتشعر ثريا بانها لاتحلم وتشعرها بالثقة

اكملت الدكتورة :
- ساخبرك بشيء انت الان يجب عليك ان تشتري كل ما يلزمك لكي يكبر الطفل في بطنك بشكل سليم ...هل انت متزوجة من ابن خالك

قالت ثريا :
- اجل

ردت الدكتورة:
- في مثل هته الحالات قد تحصل تشوهات للطفل لان صلة الدم قريبة لكن مع التعليمات التي ساخبرك بها والفيتامينات المكملة للنمو الصغير لن يحصل شيء سيء كوني مطمئنة

انحنت عمتها تطل على ملامح ثريا وتقول مبتسمة برقة ودفئ وتضغط على يدها لتشعرها بالامان:
- عزيزتي ...الحمل امر عادي اجل انا لم اجربه لكنه اجمل ما قد يحصل لامراة

قالت ثريا بصوت خفيض وعيونها تترقرق فيها دموع الحزن:
- لكن هل سيكبر من دون اب يالي من جاهلة درين انني لم آكل منذ زواجي ولاحبة منع الحمل
لما لم افعل لما لم افكر في ذلك

قالت الدكتورة تنصحه:
- الراحة ثم الراحة يا ثريا يحتاج ابنك للراحة لانه لمن الممكن ان تفقديه في الشهور الثلاث الاولى لان ما لاحظته انك تعانين من سيالان طفيف من الدم وهذا يجعل حالك اسوء

قالت ثريا بخجل:
ماكنت اضنه امرا سيء بل لم افكر سوى في انها الدورة وهي متقطعة اشعر بالخوف الان

طمئنتها الدكتورة:
- ليس عليك من الخوف بل اسعدي اضحكي انشرحي وحتى ولو كنت حزينة حبيبتي اشتري مجلات مضحكة فهناك العديد منها واملأي فراغك بالقراءة الكتابة اي شيء لكن لاتختلي بهمومك وهذا يانفيسة من عملك حاولي ان تتاكدي انها ستبقى مشغولة ومرتاحة في ان واحد

اومئت نفيسة باجل
اخدت ثريا الاوراق منها وهي تمسكها وتشعر بانها غريبة والاكثر غرابة ما يحمله بطنها يتكون رويدا رويدا وهو يعاني ايضا يا للبيبي المسكين
وجدت نفسها تدعي ربها في نفسها كثيرا وتعد ان هي تمكنت من قيام الليل فقط الا يسقط ما في بطنها
جذبت دفتر الشيكات لكن الدكتورة رفضت بحدة فنهضت الاتنتان تشكرانها وتخرجان من المبنى
وحارت ثريا وسبحان الله سبحان مبدل الاحوال فمن مرض الى سعادة غامرة فاقت حزنها بقليل تعوض عنها غياب الحبيب





*********************




في الدار البيضاء


عثمان
لديه موعد في النيابة على الساعة العاشرة
انتهى من ارتداء سترته السوداء ورش العطر المفضل لديه على ملابسه واخد المفاتيح لينزل الى اسفل الفندق حيث خرج ببذلته المفصلة بدقة حيث اعطته هيبة وشموخا غريبا قوة وفي داخله ضعف يكبر ويكبر لها لكن من جهة اخرى سلاح الكبرياء فيه اقوى
فالى متى
الى اي حد يتمنع عن ممارسة حياته بطبيعية
الى متى يخنق روحه التي تعشق امتزاجها بروحها
الى متى يحرم على نفسه احلام اليقضة واحلام النوم
الى متى
يخترق التعب قلبه شيء فشيء يلهبه ويحرقه يعذب اوصاله ووجدانه ويتزوبع في دماءه الالم باستهتار
كائن يبدوا في نظرته ومظهره قمة في التوحش الهادئ لكنه على حافة انهيار من التفكير
يستطيع وهو في السيارة ان يحركها ويقودها حيث يريد لكنه ابدا لايستطيع ان يحول مشاعره المرهفة المتبلورة حولها لما تبدوا له هي الاميرة التي خرجت من زهرة منتعشة لما كان احمق وجاهلا حتى وقع في غرامها لما
يترف نفسه يعشق اظهار القوة واخفاء الضعف
لكن ما لم يفلح في فعله هو اخفاء ذلك الواقع المر المرير عن نفسه فآخر لقاء اظهر له ان قلبه قبل ان يلمسها حتى يكاد يفتت قفصه الصدري من شدة القرع كالطبول المجنونة في خفايا افريقيا الغريبة

يعشقها يحبها يهواها هو لم يحلم حتى بهذا القول وعندما كان يسمعه في اي مكان او زمان كان يمر عليه مرور الكرام كما لو انه من دون معنى خارج عن الواقع
لكنه الان يذبحه يعذبه انه المسجون في سجن الحب وهي مالكة المفتاح
صرخ راعدا يكاد يضرب شخصا على الطريق ضرب بكفه على المقود :

- تبا تبا تبا لهذا الوضع ...تبا له

اعتذر من الرجل وانطلق مجددا في طريقه الى موعده
يتمنى فعلا ان يركز على ما سيقوم به في هذا الاجتماع لانه سيجن لامحال
لكنه دو عزيمة قوية اتبت لنفسه انه سيتناساها لمدة العمل لديه وكونه انسان واثق من نفسه يترك له وراء تلك الثقة كما من الارهاق النفسي لانها عصفت ببساطة بكل كيانه وصدره القوي العريض
وكانه طفل لكنه رجل وعاشق متذمر ويدمر



****************



بطنجة الساحلية

في مساء ذلك اليوم بالساعة الخامسة
على ضفاف شاطئ



كانت تجلس كل من نفيسة وثريا على الرمال في مكان بعيد عن السياح الذين يسبحون
قالت ثريا ساهمة :
- الشمس برتقالية

قالت نفيسة تمسك بيد ثريا:
- ارى الحزن في عيونك يا ثريا هلى ارحت بال عمتك واخبرتني في ما تفكرين

قالت ثريا تنظر الى الرمال تحت اقدامها
المغلفة بجورب اسود شفاف
فقالت بعد تفكير:
- لن افعل شيء عمتي ساخفي عنه حملي لن يره ابدا اضن انني الان قد اعيش هنا معك ان لم تمانعي الامر
ساصرف على نفسي واستخدم شهادتي في عمل دو مركز قوي فلقد تخرجت برتبة عالية لاتخافي لن افعل سوى الرضاء بحكم الله عز وجل

خرجت التنهيدة حارة من جوف عمتها:
- انا لاامانع في بقائك عندي لكن الطفل حرام يا ثريا حرمانه من والده

وجدت ثريا نفسها تصرخ بدون وعي :
- ابوه ذاك....اخفضت صوتها...ابوه ياعمتي يضنني ***** ليس...هناك ماهو اسوء من الظلم انا عمتي ...انا مظلومة انا مذبوحة حتى الموت بكلامه ان يخرج من فم اي شخص لكنت تناسيت
لكنه من فم الشخص الذي اعشق كيف تريدين مني ان افكر في قول ذلك اتدلل له مرة اخرى ويقول عن ابني لقيط ماذا افعل بعد ذلك ...ماذا افعل قد اجن قد تنتهي حياتي وحياة هذا الصغير لذلك لن افعل شيء يعيد المياه العكرة الى مجاريها الافضل ان يرحل عني رغم عذابي فسانساه ولن اتذكره كثيرا الوقت سيشفيني وابني سيكون ظلي الوحيد في هذه الدنيا قد اكون سلبية في تفكيري لكن لربما هذه تجربة الحمد لله ان انا خرجت منها سالمة
علي اذن ان اعمل ان تستمر حياتي وان اتزوج مرة اخرى فالكثيرات فعلن ذلك ولم يحدث سوى ماكتب الله

قالت عمتها تتاسف:
- ياابنتي يملأ قلبي الالم لرؤيتك شابة في ريعان شبابك وتتاترين بهته المشاكل لاتفكري بعد اليوم ودعي الامر في يد الله فكري في الذي يسكن احشائك فهذا انت مسؤولة عليه لاتنسي

قالت ثريا :
- هذا ما سافعله ...عمتي هلا ذهبنا اشعر بالتعب

-حسنا عزيزتي هيا بنا



بعد وصولهم صعدت ثريا الى الطابق الثاني وتركت عمتها تحضر طعام العشاء ودخلت هي غرفتها وهي تشعر ان دموعها جفت وانعدمت وان شبح ابتسامة من القلب يعلو شفاهها
وهي تقيم بطنها التي لم تكن في يوم مهترئة
ستتخد شكلا دائريا بعد شهور
لكن الرعب دب في جوانحها عندما تذكرت كلام الدكتورة عن التشوهات وفقدانه وتوقفت على انه هو الله سبحانه قادر على الاعتناء باي شخص على كوكب الارض
سترضى بحكمه وستدعي ان يحفظ ابنها ويحفظها له
وان يكون ذرية صالحة حنونة طيبة القلب بريئة
لاتجرح كابيها ولاتظلم كابيها


في الاسفل بعد ان انتهت الاتنتان من طعام العشاء جائت صديقات نفيسة
واخدن في التدريب على الاغاني الاندلسية بالدف والعود
وهي جلست في مقابلة النافذة المطلة على المدينة واضواءها المتلألأة وتفكر به رغم انه بعيد عنها ولربما هي بعيدة عن مكان النبض في صدره وكذا افكاره وحنينه الا انها تعيش في الخفاء والافكار في دفئ ذكراه




في اليوم التالي



بدى فجرا هادئا على المدينة الخلابة
استفاقت غصبا عنها ثريا في الصباح الباكر وقد استطاعت الاغتسال والوضوء للصلاة وقراءة القرآن الحكيم وشعرت بنفسها وكانها مع كلام الله ترتاح وترتاح وترتفع الى السماوات وترفرف شعرت بخفة في اوصالها وحياة ونشاط سبحان الله مشاعر رائعة هي تلك السعادة الربانية

نهضت ولاول مرة تنزل باكرا قبل عمتها وشرعت في تحضير الافطار الصباحي
وصنعت بعض العجة بالبيض والتوابل الحارة التي اشتهتها وايضا صنعت الشاي بروية لكي يكون اول شاي جيد تتذوق منه عمتها


بعد انتهائها حضرت المائدة وصعدت الى غرفتها
اقتربت من المنضدة ورفعت عنها الحجاب لتقوم بتمشيط شعرها
ذهلت لانها ترى شعرها يتساقط بتلك الكمية وذعرت

سمعت وراءها عمتها :
- صباح الخير على ابنة الغالي

ابتسمت ثريا لعمتها وقالت :
- عمتي حبيبتي صباح الخيرات عليك يا اعظم عمة اخبريني كيف نمت

ضحكت العمة:
- تسالينني ...نمت جيدا في الحقيقة انا من يجب عليه سؤالك وانت ؟

قالت ثريا بخفة لم تعهدها في نفسها:
- انا نمت افضل من جيد الحمد لله انه الطفل الشقي يحب ان يهدي امه ساعات من الراحة يحب الكسل ...عمتي انظري الى شعري في نظرك الحمل السبب


قالت نفيسة :
- انه كذلك لكن اعتني به فقط وسيمر ذلك سانزل لتحضير الفطور انت استريحي انزلي وافتحي التلفاز اذا اردت ذلك

قالت ثريا تلحق عليها
بمنامتها الحريرية السوداء

- عمتي لقد حضرت الافطار انا اعرف انك متعبة من العمل لدى قررت فعله بنفسي

تحدثت عمتها بدهشة:
- لا من فضلك حاولي الا تجهدي على نفسك كثيرا الطفل في مرحلة حساسة نريده قويا




على المائدة

سالت ثريا بمرح:
- هل تاتين معي عمتي الى السوق التجاري لكي اشتري بعض الملابس الصغيرة لاتدرين كم ...كم اريد ان اشتري منها

الم بعض الخوف بقلب العمة فهي بقدر ماتريد ان تشارك ابنة اخيها الفرحة بقدر ماتريد ان تجعلها تتروى الى ان تتاكد من ان الحمل تابت لكنها قالت بابتسامة:
- بالطبع لكن بنيتي اليس مبكرا بعض الشيء

قالت ثريا وغمامة من الحزن تغشى عيونها:
- اخاف فقدانه يا عمتي...
اريد ان اشبع من هذه الفرحة عسى ربي الكريم بها ان يشفي مافي صدري
ولاتخافي فالله كبير رحيم ادعوه كثيرا منذ ان علمت بالحمل
وسادعوه الى حين الولادة هو بقدر كرمه مستجيب للدعاء... اتخلى عن كل شيء... فقط ان يبقى ابني على قيد الحياة


قالت العمة التي اغبنها الوضع:
- سنذهب الى سوق اعرفه فقد سبق وذهبت اليه لشراء ملابس لي ولاحظت ان هناك الكثير للاطفال الصغار

ابتسمت ثريا بين دموعها واخفضت راسها تتمتم في روحها المرتبطة بذلك الجنين ان يكمل الله فرحتها وان يدع الصغير يرى النور في دنياها فهي تحتاجه



ارتدت ثريا عبائة زرقاء قاتمة ومعها نقابها وحملت حقيبة بلون ازرق شاحب من الجينز راقية في صنعها حملت هاتفها ولاحظت انه مطفئ لكن متى اطفئته اشعلته وتوصلت بعدة ميساجات وعدة اتصالات من القصر ومن اختها لابد من انهم قلقون لكن ما احزنها ان من تعشقه بشدة لم يفكر بها حتى ولو باتصال خاطئ

شغلت الهاتف ووضعته في الشاحن لان البطارية هي من اطفئه
ركبت رقم اختها فهي الاقرب لعلها تخبرها بما يستجد هناك انتظرت للحظات


في جناح سعيد

كانت عبير ترتب له سريره عندما رن هاتفها
اقتربت من الهاتف ونظرت الى الرقم وشعرت بالسعادة وكان جبلا انزاح من القلق على نفسها

قالت ثريا التي جلست تنتظر عمتها حتى تحضر نفسها:
- السلام عليكم

قالت عبير بصوت مخنوق وقد شعرت لمدة طويلة بتانيب الضمير وقد اخفت القلق الذي كان ينهشها عنهم وعن امها:
- وعليكم السلام ثريا اختي كيف حالك يا عزيزتي اخبريني ما الذي حصل معك هل تقبل عثمان الوضع خفت ان ...ان ..يكون قد قتلك

قالت ثريا تبتسم بشحوب:
- ولربما لو فعل....لا... لاتفكري هكذا
ليس مجنونا ليلطخ يديه بدمي فهو يعرف ربه وعقاب ذلك
انا بخير تدرين انني عند عمتي نفيسة التي لم نرها منذ زمن

قالت عبير باندهاش :
- ولكن ما الذي جيئ بك اليها

قالت ثريا بحمحمة:
- لقد افترقت و عثمان الم تعلموا للان؟؟
لم يخبر احدا؟؟
ظننته فعل ولذلك الاتصالات ملأت هاتفي
على اي حال انت تعرفين الان والاجدر الاتخبري احدا شيء
حتى يتحدث هو بنفسه وجدت انه لايصلح لي ولا انا اصلح له...وانا حامل


كانت عبير في حاجة الى الهواء بدل من ثريا التي تعاني كل هذا شعرت ان مشكلتها مع سعيد لاتضاهي ضخامة المشكل مع اختها لدى قالت:
- آآآآآه يا اختي المسكينة انه لسيء ومجحف ما يحصل معك لكن الله وحده من يعوض حبيبتي اعانك الله....ستصبحين اما وانا خالة هذا جميل ورائع

ابتسمت ثريا وقالت :
- ادعي لي بالحفظ ارجوك لاتنسيني وان سالوك عني وعنه اخبريهم اننا بخير فقط لاشيء آخر اصلا هو لايعلم بالحمل ولا اظنه سيصدق انه ابنه لدى من الافضل الكتمان مفهوم ....سلمي على امي السلام عليكم ساتصل بك لاحقا ساخرج الان .


بعد ان اتت اليها عمتها خرجتا من المنزل الذي قامت باغلاقه عمتها باحكام وذهبتا لتستقلا سيارة تاكسي والتي حملتهما الى المحلات التجارية في السوق
واعجب ثريا كثيرا بنظام الامور فيها وجمال الالبسة الصغيرة الصغيرة جدا حتى ظنتها تصلح للعرائس التي تلعب بها البنات
اختارت كما هائلا من الملابس لفصل الشتاء القادم الوانا زاهية للبنات والوانا غامقة للصبيان والوانا تتماشى مع الاتنين شعرت انها تود اخد كل شيء لكنها حافظت على توازنها فلاتنوي خسارة كل المال ويضل الكثير الكثير مما تحتاجه ناقصا


بعد انتهاء جولتهم عادتا الى البيت
محملتان بالالبسة الرائعة والاحذية الصغيرة الصوفية ايضا جلست ثريا في غرفتها وهي تنظر الى كل ما جلبته معها وحنان متدفق يريد العبور منها الى الجنين في بطنها تريد ان تمنح ما تملكه منه كله للجنين
فهي تحتاج لتبادل الحب ان تعطي وان تحصل عليه ايضا
كم تتخيله بين ذراعيها ينام بحضنها يبقى في الصورة مكان الاب فارغا لكنها ستمنح للصغير الحب الكبير كما لو انه يملك ابا رغم عدم وجوده بدأت تخطيطاتها الكبيرة الصغيرة بكل حب وصفاء بال ولايكاد يخترق عثمان هذا الهدوء الذي تنعم به كثيرا
ولكن هذا لايعني انها لاتعاني منه الامرين من الاشتياق والوجع في الحب



قالت العمة التي صعدت اليها تنظر اليها منهمكة في صف الملابس مع بعضها بسعادة غامرة:
- حبيبتي ثريا انهضي وخذي لك دوشا ساخنا لقد حضرت لك الحمام

نهضت من مكانها وهي تقول:
- الحمل ممتع رغم تعبه الا انه يسعد المراة الحامل انا فعلا سعيدة

قالت عمتها بحزن:
- سعيدة فعلا بنيتي ؟

نظرت اليها ثريا بتمعن وفي نفس الوقت تعود ذكراه المريرة الى ارض الواقع بقوة لتكسر تلك السعادة الهشة المبنية على السحب بعناية:
- انا...سعيدة لايسعني ان اكون سوى ذلك ....الحمد لله على كل حال

اقتربت من الخزانة واخدت لها منشفة كبيرة وادواتها الخاصة بالاستحمام في حقيبة صغيرة وتوجهت الى الحمام تحت نظرات عمتها القلقة

نظرت نفيسة الى سريرثريا
واقتربت منه تلمس تلك الملابس وتتنهد بثقل التفتت لتجد حقيبتها قربها نظرت اليها للحظة وقد واتتها فكرة مجنونة لكنها فكرة
نظرت الى الباب واخدت الحقيبة وبحتث فيها بتأن لكي لاتخرب ترتيبها وعندها لمحت ماارادته الهاتف النقال ....
اخذت رقم عثمان بما انه زوجها ولاتملك سوى رقم واحد بهذا الاسم قامت بارساله كرسالة الى هاتفها الخاصة ومسحت اثر فعلتها وهي ترتعد من الخوف اعادت المحتوى الى مكانه ونهضت تخرج من الغرفة
لتدخل غرفتها



وجدت الرسالة على هاتفها وقامت بتخزين الرقم دون الاسم اياه قررت ان تتصل بزوج ثريا ان تخبره انها حامل
لاتريد ان ترى ابنة اخيها تنهار امام عيونها
وان تجرح بتلك الطريقة وهي مسكينة بريئة وشريفة سهلة الكسر رغم ادعائها القوة

ركبت الرقم واقتربت من ضجيج المدينة المنبعث من النافذة التي تتلألأ فيها النجوم والاضواء في الليل بجمال



كان عثمان في غرفته يراجع عمله
رغم كربه هو ايضا لكنه رآى انه عليه ان ينهي عمله ويتعب كثيرا ايضا حتى الجري بالليل ان اضطره الامر الى ذلك
فهو يحتاج الى النوم بعد حمام بارد

تراجع على الكنبة وقد فتح ازرار قميصه وفتح كامل ربطة عنقه ليشعر بالهواء يضرب صدره عله يبرد هته الحرارة
رن هاتفه النقال بصوت الاذان

قام برفع جسده ليتمكن من جذبه من جيبه وجد الرقم غير مرئي
تعجب للامر لكنه اجاب رغم ذلك:
- السلام عليكم من معي؟

قالت نفيسة بشيء من القلق:
- السيد عثمان المنصور

قال عثمان بشكل متراخ:
- هو... من معي؟

قالت نفيسة تعض على اصبعها:
- سيدي عليك ان تعلم ان زوجتك حامل ...و هي حامل في شهر تقريبا ومنك... اعلم انني لربما اتطفل على حياتكما لكن لتعلم ان لها من يستطيع الدفاع عنها
اريد ان اعرف حضرتك هل تصدق انها حامل منك ام هته المرة ان هي ارتك الاوراق ستقوم برميها في وجهها


ضاعت عيون عثمان في سراب من الافكار ردد لنفسه شهر
وتذكر وتذكر وشعر انه عليه ان يتاكد لانه ان كان حملها في شهر فهي حامل منه هو يتذكر جيدا يعرف ذلك
ثريا تحمل ابنه وهذا سبب مرضها
انها تحمل ابنه من صلبه من لحمه ودمه ثمرة حب مجنون ولحظات لاتنسى
تنفس الصعداء يحاول ان يتحلى بالهدوء :
- من حضرتك؟؟

قالت نفيسة:
- اكون عمتها نفيسة يا عثمان انت تذكرني لانك سبق واتيت الى هنا في سن صغيرة وانا للاسف لم اتذكرك الا عندما اخبرتني ثريا من انت لكن يا بني ان لم تعطني الجواب على سؤالي الان فلن تراها مجددا ...هل تصدق وانت الاعلم انها في شهرها الاول وان الابن ابنك؟؟

قال عثمان:
- اجل الحساب يؤكد ذلك ...

قاطعته:
- هل ستاتي؟

اجاب :
سآتي اليها اخبريها انني آت لأسوي الامور بيننا فلم يعد هناك من طلاق بعد هذا الخبر

قالت العمة:
- هل تعدني بالله انك لن تاذي مشاعرها بكلام جارح
او ان تشكك في نزاهة ابنها
ان لم تفعل فاقسم انك لن تراها وثق بي كما لك نفوذ لي نفوذ اكبر منك ساجد لها مكانا تختبئ فيه منك
فهي لعلمك تعاني تعاني من كلامك الحقير في حقها
لست نادمة عن اي كلمة قلتها اليوم والان لكن اعلم انك تملك امراة شريفة واقسم بالله انها شريفة ولو لم تكن كذلك لما اتصلت بك ....لتعلم ايضا انها بسببك تعلق امالا كبيرة على ذلك الطفل فان فقدته اعتبر نفسك فقدتها وفقدت آخر الفرص لك في استرجاعها


كان عثمان يسمع الكلام بعقل منفتح واع الكلام آلمه وعذبه ويشعر انه يوجع صدره المغلول بقيود الكرامة المريضة تلك
نهض يضع الهاتف بين اذنه وكتفه القوي واقترب من المنضدة ليقول:
- اعدك يا سيدتي انني لن ااذيها واتمنى من الله ان يحفظها وطفلي اخبريها باي شيء فساتي الليلة الى هناك

اقفل الهاتف ووضعه على المنضدة
وعيونه ملتهبة كالنار
العاطفة في قلبه لها قوية وبالذات الان لايصدق انه آذاها فعلا
وهو يزرر ازرار القميص وينزع الربطة وادخل القميص في داخل السروال وبدأ في توضيب ملابسه وهو لايدري حتى كيف له ان يطلب منها ان تسامحه على تفاهته فهل ستسامحه؟؟
ام ان كرامته ستتشبة بتقبل الطفل وتركها هي على الهامش ؟؟
لايزال خائفا من ان يكتشف يوما انها خانته ماهو الشيء الذي سيبرأها من تهم الماضي
فالحاضر يعلم انها لم تخنه لكن الماضي فقط من يعذبه





في بيت العمة
خرجت من غرفتها على اثر ثريا التي جلست تنشف شعرها وهي تقول:
- تدرين عمتي اريد ان اشتري الالعاب واشياء اخرى كالرضاعة الصغيرة تخيلي كيف سيكون حجم يديه وفمه يا ربي اتمنى ان تحفظه يا رب

قالت العمة التي غزت الحمرة خدودها:
- ثريا اتصلت بزوجك وهو آت
وقد تقبل فكرة حملك ولم يقل شيء سيء ادري انك قد تكرهينني لذلك لكنك تحتاجين اليه الان في فترتك هته آسفة
آسفة بنيتي سامحي تطفل امراة عجوز ارجوك


شحب لون ثريا وتراخت كل قدرة لها على الاحتمال سقطت في السرير على ظهرها شبه غائبة عن الوعي

بعد ساعة في فراشها كانت في منامتها الوردية تتكمش على نفسها ولاتستطيع منع عيونها من البكاء المرير
وكانت عمتها تشعر بالكرب لما فعلته واعادت قولها:
- ثريا ان لم تسامحيني فلن اسامح نفسي وساضل ادعي عليها حتى الموت واكرهها الى ما لانهاية ارجوك انهضي اصرخي فجري ما في نفسك في ولاتبكي

همست ثريا بصوت ضعيف:
- لا الومك على شيء عمتي... اجل لربما تدخلت في.. حياتي ..لكنني أأمن بشيء...اسمه القضاء والقدر

لمست نفيسة يدها الملمومة على المخدة واخدتها بيدها وارتاحت لتشبت ثريا بها وكانها تستمد منها الطاقة التي سترى بها زوجها في هذه الليلة
قالت العمة:
- تريدين ان احضر لك بعض العصير الماء اي شيء؟

حركت راسها نفيا تقول :
- ابقي قربي... فقط ...ولاتذهبي

- حسنا بنيتي لن اذهب صغيرتي نامي فلن يصل سريعا نامي فقط

في عمق احلامها شعرت ثريا بيد على كتفها
تخرجها من احلامها
فتحت عيونها لتعرف انها في غرفتها وان عمتها التي سهرت قربها ونامت قليلا توقظها وهي تقول:
- ابنتي قومي لنصلي ان كنت طاهرة عزيزتي

قالت ثريا بصوت نعسان :
- حاضر عمتي سانهض الان ...هل اتصل ...؟؟

قالت نفيسة:
- لا لم يتصل لحد الان لابد من انه على الطريق السيارة فليحفظه الله

همست ثريا في خفوت :
- آآآآمين

نهضت وصلت صلاتها وتخشعت ليحفظ الله كل من تحب من عائلتها واسرتها وزوجها رغم ايلامه اياها ودعت الله ان يفرج كربها ويحفظ جنينها
بعد ان انتهت وتركت عمتها حانية على القرآن فوق سجادتها وقفت تزيح عنها الحجاب وجلست على حافة السرير
لم تستطع ان تبقى راسية هكذا نهضت واخدت هاتفها لتطمئن فقط وضعته على ان يخفي الرقم ان وصله
واتصلت فان سمعت صوته الصوت الذي يذيب اوصالها ويرعشها حبا وشوقا فستقطع الاتصال الى حين مجيئه
رن الهاتف لدقيقة كاملة واخيرا اجيب
لكن الاختلاف موجود وشيء مفقود

- الو ...الو من معي

لم يكن هو
اخدت تتنفس بعمق رغم الشحوب الذي اختطف كل الدماء من جسدها

- الو من حضرتك ؟؟....انا زوجة صاحب...صاحب... الهاتف هل هو هناك؟؟

قال الرجل بصوت متقطع:
- آسف سيدتي لكن صاحب هذا الهاتف نقل الى المستعجلات ولاندري عن حالته شيء صبرك الله سيدتي

جمد الدم في كامل جسدها واسندت نفسها على السرير الذي حمل ثقلها
لاحظت عمتها حالها فنهضت مسرعة تسالها:
- ما الامر ...اخبريني بنيتي

ارتعدت بشدة وهي تنطق والدموع والرهبة وعدم التصديق تهاجم قلبها المعصور:
- عـ...عـــعثثثثمان لق...د...تعرض لحا....حادث.....عمتي ارجوك ...ارجوك ...ار..جوك خذيني اليه...هات يدك اقبلها... افعل...اي شيء فقد خديني اليه...اتو...اتوسل اليك..اتوسل ...اليك

لفت الصدمة العمة المكلومة لحال ثريا
ونظرت اليها فقد بدت كالمجنونة وهي تبحث عن نقابها بينما كل شيء في الغرفة واضح
نظرت اليها وهي تشعر بالذنب
للحظت شهدت توقف ثريا وانخراطها في بكاء مرير
اقتربت منها وهي تقول :
- هيا تعالي اجلسي هنا ...اهدئي الله سترك يارب اللهم احفظه ساتي بملابسك والبسك اياها ونذهب

قالت ثريا جاحضة العيون تكاد تفقد ما تبقى من عقلها:
- يارب اتوسل اليك يارب اتوسل اليك يارب رحيم ارجوك لاتحرمني منه ارجوك لاتحرمني من عثمان لاتحرم ابني من والده ..ارجووووووك.....


يتبع.........

 
 

 

عرض البوم صور Jάωђάrά49  
قديم 14-12-09, 09:55 PM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب مبدع


البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 147004
المشاركات: 5,481
الجنس أنثى
معدل التقييم: Jάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2060

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Jάωђάrά49 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Jάωђάrά49 المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 


الجزء الثالث والعشرون


ان شاء الله


لفت الصدمة العمة المكلومة لحال ثريا
ونظرت اليها فقد بدت كالمجنونة وهي تبحث عن نقابها
بينما كل شيء في الغرفة واضح
نظرت اليها وهي تشعر بالذنب
للحظت شهدت توقف ثريا وانخراطها في بكاء مرير
اقتربت منها وهي تقول :
- هيا تعالي اجلسي هنا ...اهدئي الله سترك يارب اللهم احفظه
ساتي بملابسك والبسك اياها ونذهب

قالت ثريا جاحضة العيون تكاد تفقد ما تبقى من عقلها:
- يارب اتوسل اليك يارب اتوسل اليك يارب يا رحيم ارجوك لاتحرمني منه ارجوك لاتحرمني من عثمان لاتحرم ابني من والده ..ارجووووووك.....

بعد ان البست العمة ثريا ملابسها بعناية وهي تحاول تهدئتها قالت:
- ارجوك ثريا حافظي على هدوءك فالان زوجك يحتاجك

كانت ثريا وهي تنزل الدرج مع عمتها ترتعش في داخلها
تتمنى ان يحمي الله فؤادها
ان يحفظ الله القلب النابض فيها
فان حصل ومات عثمان فلن تستطيع العيش
تعلم انها سيكون مصيرها الضياع من بعده
قد يكون قاسيا مستبدا
لكنه زوجها ولن تتخلى عنه الى ان ترى انه بخير بام عينيها

خرجت الاتنتان ومشتا الى موقف سيارات الاجرة
كانت ثريا تائهة ضائعة لاتستطيع ان تفكر في شيء سوى عثمان وحالته
تهاجمها اشنع الهواجس
وتحرك راسها بعنف لتنفض عنها الخوف
وانفاسها تتحرك مهددة بالانقضاض على وجنتيها دمعا حارا
يشفي اذا كان سيشفي شيء مما في صدرها
لكنها لاتريد ان تبكي انه بخير باذن الله بخير ولن يحرمه الله من ابنه ولن يحرم الله ابنه منه
دعت وتعالت روحها مع نور الخشوع
وارتبطت بالسماء وكانما ترى بابها مفتوحا
وهو ليس سوى ايمانها بان الدعاء سيصل وان الله موجود ينتظر ان يستجيب له العبد بالدعاء

شعرت بيد عمتها على يدها الباردة وهي تقول:
- ابنتي حبيبتي ارجوك اصبري هيا لن ندع السائق ينتظر اركبي في الخلف ساركب قربك

ركبتا السيارة بسرعة ولم تكن ثريا واعية تقريبا فقد اتكلت على عمتها في كل شيء
كان قلبها يتوجع في افكارها التي توسوست كليا

تراجعت الى الخلف لتسند نفسها على المقعد
نظرت اليها عمتها بقلق
كانت تضهر فقط عيونها ترى فيهما الحزن
وتاسفت لانها لم تعش مع هته الفتاة مدة اطول لكانت علمت كيف تفكر الى ماذا تحتاج الان قبل اي وقت
الاسى يملأ جوها ويخترق عالمها المسكين

عيون ثريا الرمادية كانت هائمة
تفكر فيه وفي هيبته في قوته ارادته
دائما هكذا حتى وان آلمها فلن تريه آلامها فحبها له غريب
يكتسح فيها السعادة ليحولها الى جمرات موجعة
ونظرة اليه تحول الالم في قلبها الى حياة
فهي لاتنسى قلبها التي تقشفت عروقه وكاد ان يموت من حسرتها
لكنه اتى وكأنه كأس ماء ارواه وجعله مزهرا باشواك قاتلة
تدري انها لن تستطيع مهما فعلت ان تضهر القوة بدل لضعف
لكن لايمكن لاحد ان يجبرها لانه قلبها
فآآآآآآآآه لو ذهب قلبها عنها فستفقد طعم الحياة والوانها البهية
ستنطفأ الشمس
ستقفل نوافذ بالهواء ترضيها وستذبل
لن تستطيع ان ترى احدا بل قد تقفل على نفسها لمدى الحياة لانه هو الهواء في راتيها هو عيونها الرمادية
فهو يخلق فيهما التألق هو يشعلهما عاطفة وهو من يجعلها تتقلب غضبا
لكن لذة العيش معه لاتنسى
اعطى طعما لعمرها كله لن تتخلى عنه في هكذا ضرف ابدا
ستسجد لله ستدعوه بان يطيل في عمره لانه الشعلة المضيئة في افكارها وقلبها وكل عروقها


اهتزت لدى سماع صوت السائق الكبير في السن يقول:
- وصلنا سيدتاي

نظرت الى ماحولها باهتمام يصعب على عمتها عدم اظهار الشفقة فيه على حال ثريا
التي بدت عيونها حمراء من دون دمع بل محمرة بالجمرات التي تكوي كيانها التي تعصرها عصرا
فالقادم يصعب عليها تحمله
خرجت بسرعة من السيارة ونسيت حتى حقيبة يدها قطعت الطريق الفاصل بينها وبين المستشفى ودخلت اليه

نظرت اليها عمتها بتوتر
وهي تتبعها بعد ان اعطت السائق الاجرة وتاخد حقيبتيهما

توجهت الى حيث وجدتها
تسال الفتاة المحجبة في الثلاثينات من عمرها:

- ارجوك ..سيدتي هل دخلت هنا حالة ...اقصد رجل في الثلاثين من عمره تعرض لحادث في سيارة جيب على الطريق السيارة هته الليلة

قالت الشابة التي شهدت القلق في عيون الفتاة:
- اجل هناك ثلاث حالات... اثنان منهما فوق في الطابق الثاني والاخرى في حالة خطيرة ادخلت لغرفة العمليات

دون ان ترد حتى بشكرا
تحركت ثريا بحذائها العالي قليلا الى المصعد وقد لاحظت ان المشفى ممتلأ بالحالات التي تقشعر لها الابدان
خافت وخوفها بات كالغشاوة على عيونها

كانت عمتها وراءها تحاول ان تستعلم اكثر عن الحالات لكن الفتاة لم تخبرها بشيء كثير تقدمت من ثريا وهي تقول :
- ثريا عزيزتي تحلي بالايمان ....ارجوك

وضعت يدها على ذراعها
ونظرت اليها ثريا بعيون تائهة محترقة لاتريد ان تصدق بل انها تضن انها ليست هي الان من يندفع الى المصعد الذي خرجت منه ممرضتان ودخلته هي وعمتها

في الطابق الثاني بعد ان خرجت من المصعد
بقيت واقفة مسمرة في مكانها لم تستطع الحراك
تتذكر اثنان هنا والاخر في غرفة العمليات
قالت تمسك بيد عمتها وانفاسها تتلاحق:
- اذهبي واسالي انت انا ... انا سابقى هنا... لا استطيع اخشى انني لن اتحمل

اقتربت من مكان للجلوس وجلست منحنية الظهر فقالت عمتها:
- هل... هل انادي لك على ممرضة ان شعرت بتوعك؟

قالت ثريا تحرك راسها بعصبية :
- لا عمتي
ارجوك اسرعي لم اعد استطيع الصمود اكثر ارجوك اذهبي وتحققي

اجابتها لترضيها باي شيء:
- حسنا ساذهب حالا لن اتاخر

ذهبت عمتها
وبقيت ثريا في مكانها تنظر الى القلق البادي على وجوه بعض الناس ورائحة الدم والادوية تعبئ المكان
اغمضت عيونها وضمت يديها على حضنها والخوف يالمها ويزيد اضطرابها واخدت الدموع تتدحرج فلم تعد تستطع
تخيلت ان عمتها تاتي
وتخبرها انه هو من في غرفة العمليات وزادها الامر نكبة على نكبة
- لا ....يا ربي اتوسل اليك لا ...انا اريده بخير ...ارجوك يارحيم

المشكلة الكبرى انها لم تعطي نفسها الوقت للتفكير في العائلة
اذا حصل واتصل المشفى بهم ما سيكون رد فعلهم ؟؟
ماذا ستقول لهم اذا ماسألوها؟؟

سمعت وقع الاقدام يقترب منها ابت ان ترفع عيونها خوفا من القادم
يد عمتها ربتت على كتفها وهي تقول:
- انه بخير يا ثريا ...انظري الي وكوني قوية اذا اردت رؤيته الان فهو تحت تاتير المخدر...اعطني يدك وتعالي لنذهب اليه سمح لنا الدكتور بذلك

لم تستطع ثريا النهوض
فقد كادت تموت رعبا
ولم تبقى قوية لمدة طويلة بل ازداد نحيبها المقطع للقلوب
انتحبت وبكت بحرقة
اشفقت عمتها عليها وجلست بالقرب منها تضمها اليها بقوة
عسى ذلك يشعرها ببعض القوة والايمان

قالت بعد ان انتهت الدموع في جوف عيونها من النزول:
- فلنذهب.. عمتي

اسندتها عمتها بحنو:
- هيا..صغيرتي تماسكي ابنتي

امسكت ثريا ذراعها وكانها تحاول الاختباء من الالم والجرح والنزيف الغزير في قلبها عساه يزول
ودخلتا الى الغرفة التي كانت مشاركة مع رجالان آخرين ويبدو التعب والدماء من تحت الضمادات تقطع القلوب

كان هناك في السرير الاوسط مغمض العيون
مضمد الراس ويبدو على يده اليمنى ورجله اليسرى انهما مكسورتان من البياض الذي يلفهما
كانت ترى ذلك الوجه العزيز على قلبها يبدو متعبا
ارتعدت شفاهها تحت النقاب وارتعشت العيون بالدموع التي ان عبرت فهي تعبر عما يخالجها من ضعف من الم ومن حزن اكتساها كلها تقريبا استندت على عمتها التي لم تفتها حالها
وعلمت من نظرتها التي تشبتت بملامحه التي علتها بعض الخدوش
ان هته المراة صعب عليها الكذب
وصعب عليها تحمل البعاد عنه مهما ادعت ذلك

اقتربت منه وحمدت الله لان الرجلان الاخران نائمان ايضا لكي لايشهدى انهيارها هذا والدموع تبلل نقابها بدون هوادة

اقتربت منه وجلست على السرير بقربه
لم تدري ان هو فتح عيونه هل ستصمد
ام ستنتهي بالهروب

عساني انا قبلك انا ولاتكون انت في هذا المكان
ااه يا منبع حياتي يا حبيبي ليتني مكانك

همست بالكاد يستطيع احدهم تمييز صوتها ورفعت يدها التي ازاحت عنها القفاز ومررت راحتها التي انقلبت من البرود الى دفئ
بعد تاكدها من صحته وانه بخير:
- عزيزي ..ايها الغالي .. يا قلبي افتح عيونك ارجوك...عسى قلبي يستعيد نبضه من جديد

كان جامدا الجمود هذا ارعبها
لكنها حركت يدها قرب انفاسه المنتظمة وكانها تنفخ في جسدها لتجدد كل خلية فيه
انه حي يرزق لكن لو يتحرك فستكتمل سعادتها
نزلت فلثمت كتفه من تحت النقاب

اقتربت منها عمتها تضع يدها على كتفها:
- ثريا فلنخرج عليهم ان ينعموا بالراحة حبيبتي

قالت ثريا حيث نظرت الى عمتها ومن ثم اعادت عيونها على وجهه
فاخدت تعيد يدها في القفاز:
- س...سارى الطبيب



خرجت ثريا برفقة عمتها
وتوجهتا الى الطبيب الذي اشرف على حالتهم سالته ثريا تقول:
- ارجوك سيدي كيف حال الحالات في الغرفة ...هل سيستفيق الرجل الذي في السرير الثاني قريبا ...ارجوك طمني؟

تكلم الدكتور وبدى عليه البرود وعدم الاهتمام الشخصي:
- بخير سيستفيق بعد ساعتين على الاكثر فلقد عانى من الكسرين في يده ورجله لكنه سيتعافى بسرعة انه قوي حضرتك تقربينه

قالت ثريا بشجن:
- اجل انا زوجته

قالت العمة تسال:
- هلا اخبرتنا حضرتك ما حصل في الحادث؟؟

قال الدكتور :
- شاحنة دات حمولة ثقيلة
انقلبت الحمولة من الشاحنة
ما وجدناه ان السيد عثمان على ما اعتقد ...قد كان محظوظا فقد رمى بنفسه من السيارة في حين السيارة التي كانت وراءه صاحبها والاخر بقيا في سيارتهما
مما ادى باحدهما الى التاذي على مستويات شتى صعب الجزم بانه سيعيش
عن اذنكما لدي حالة تنتظرني

شكرته العمة نفيسة على اعلامهم بالوضع
تنفست ثريا الصعداء واقتربت من المقعد لتجلس عليه ووضعت كلتا يديها في حضنها فقالت عمتها تضع قربها الحقيبتين
وفتحت حقيبة يدها لتجذب منها محفظتها وتقول:
- ثريا ابقي عزيزتي هنا ساذهب لاحضار شيء نأكله اتفقنا

اومئت ثريا وقلبها وكامل عقلها مع الشخص في الغرفة البعيدة
تفكر كم هي محظوظة بان انقذه الله من تلك الحادثة التي كادت توذي بحياته
تحبه وتعرف الان ان حبها له يتعلى فوق اعلى قمم جبال في العالم ينشر علما بل اعلام الحب بكل شموخ
لاتتمنى شيء في الحياة غير كمالها وهو كمالها هو الجزء الناقص فيها
هو مفتاح الروح في جسدها
ليت الامور تسير بعد الان على خير ليتهما يعودان لبعضهما فلا يتطلقان
كيف لها ان تتركه كيف لها ان تتحمل سماع خبر مرضه وهي بعيدة عن حضنه
كيف تتخيل سعادته في فتراة من حياته دون ان تشاركه اياها
اجل يرفضها وهي ليس بيدها خيار
لكن خيارها ان تطلب الرحمان في ان يحافض على الصغير في بطنها عساه يجمعهما من جديد






**********************




في القصر



في هذا الصباح المختلف
نسائم الصيف الدافئة تعبث بالستائر البيضاء المفضية للشرفة
تغريد تلك العصافير ورونق صباح البادية الساحر لم يكن سبب استفاقة
عبير نشطة عن غير عادة
هو كلام امها الذي اخذ يصبوا الى عقلها
وانعاش قلبها الذي تالم لمدة بعد ما افترقت عن سعيد في الغرفة
انه الشخص الوحيد الذي يملأ خيالها وهي بين ذراعيه وهو يغلغل خصلات شعرها على صدره بنفحات انفاسه الدافئة
كم تعشقه حتى الدمار
وكم تشعر بالاسى لانها تعرف انها جرحته
باتت تشعر انها تنضج على يده
تتزين كسماء متلألأة في مرآآآآآآتها نهر هادئ صاف ولامع
انه في الغرفة فقد عاد من صلاة الفجر
ودخل على الجهة الاخرى التي تحافض على عزلته بتلك الستائر
انه بارد وجاف للغاية فالسلام تخرج من شفاهه الرقيقة القاسية
وكانما يستهزء منها متكبرا بطريقته
لم تعرف انها في يوم من الايام ستبدا في الاكتشاف ان للرجل طرق في جعل المرأة تندم ان هي ركبت دماغها او اسائت اليه
البرود هو ما لم تعهده فيه وما لاتريده ان يبقى
تريده ان يختزنها بين اضلعه ان يبقيها حوريته اللطيفة
ستسعى الى الوصول الى قلبه مرة اخرى
وستحاول ان تفتح معه صفحة جديدة عله يسامح جهلها وقلة خبرتها في هته الامور


بعد خروجها من الحمام وقفت قرب المنضدة واخدت المصفف لتقوم بتجفيف شعرها الاسود البني
واطفئته بهدوء
اقتربت من الخزانة واخدت فستان قصير فوق الركب
وبدون حمالات في اللون الاصفر الرقيق المزين بورود صغيرة بيضاء
انسدل ببساطة على جسدها
تعرف انها تبالغ فلا عادة لها في ارتداء شيء كهذا
وايضا مضطرة هي للتغيره لكي تنزل الى الافطار
لكن ان يراها جميلة يغرق مبسمها في بحر ابتسامات خجولة مشعة واحمرار طفيف يعلو الخدود
رسمت شفتاها باحمر شفاه في اللون الزهري ولمعته بحيث منحها روعة واضافت ماسكرا فوق رموشها المكحلة
اعجبت بنفسها بعد ان خللت اصابعها في شعرها
اقتربت من الخزانة
وشفاهها المبتسمة تشدو بدندنة رقيقة عساه يسمعها ياليته يفعل ذلك


لكن من اخبرها انه نائم؟؟؟
بل كان صاحيا
عاري الصدر بسروال في اللون الاسود
كان يشتم عطرها من هنا
والوجع يكتنيه من هنا
بل هي من توجعه حتى الالم بصوتها العذب الرقيق وهي تشدو بعدم اكثرات
الا تدري انها بذلك تحفز ما تبقى له من صبر عليها للانهيار
لايريد ان يخرج ليحتضنها
ويكتفي من وجعها المعذب هذا فقد يكون عاصفا
وقد لايضمن ان يكون لطيفا معها
احتفض برباطة جأشه ووقف يضع يدا على خصره القوي ويدا يبعثر بها شعره دون شعور
حار في كيفية الخروج حتى
لكنه خطى الى الامام وخرج
قبل حتى ان يرفع عينيه الناريتين اليها عصف بقلبه وبعروقه العطر الذي يتغلغل اصلا في صدره حتى صار ممزوجا بانفاسه لايمكنه تجاهله


رآى ما صعقه بمرة واحدة
كم تبدو له شهية وبريئة حتى في وقفتها امام سريرها دون ان تنظر اليه منحنية على قمصانه
الوجع منها تسلل الى كامل اوردته اذاب كل خلاياه وتسرب كحرارة وغليان اهوج من جميع مسامه
اذن هي تعتني بنفسها هكذا
لكن لما بالتحديد تفعل ذلك وفي الصباح
ابعد اهتمامه من جمالها
فان اطال ذلك سيتحرك منوما اليها ولايريد ان يفعل ذلك
ترسى على قمصانه بين يديها الدافئتان
الان عليه ان ياخذ قميصا ما
وهي لم تفكر في اعادة ترتيبها سوى الان


دخل الى الحمام لينعش نفسه بحمام بارد
عله يبرد النار في جوفه
ان الفتاة تعبث بكيانه كما لم تفعل امراة فليس هذا في مصلحته
يحبها اجل يكاد يفني عمره من اجلها
لكن ليس عليه ان يدعها تشعر انه بدونها لن يستطيع ان يعيش
رغم ان هته هي الحقيقة فقد عادت الشيء الوحيد الذي يستطيع تشتيت تفكيره عن اي هم او عمل او اي شيء آخر
فما ان تتربع على صدره وتخفي راسها في عنقه حتى يشعر ان قلبه سيقفز من اذنيه



علمت انها تلعب بالنار لكنها نار حبها فليست بالنار الحقيقة
وان كوتها فسيكون ذلك اجمل شيء يحصل لها
خرج من الحمام وقد لف جسده بقطرات المياه الباردة على جسده في روب الحمام" اكرمكم الله"

كانت تشعر بوجوده لكنها لم ترد ان تستدر

مشط شعره الكث ولم يحلق ذقنه منذ يومين فاراد ان ينبث الشعر فيه قليلا يعطيه جاذبية اكثر
ارتدى سروال الجينز الاسود
ولعن في نفسه فقامتها المديدة المنعكسة في المرآة تكاد تدمر كل ما يملكه من ارادة
اقترب من مكان وقوفها وهي تشدو بدفئ
غمره احساس بالشوق المألم اكثر فاكثر
فقد كانت قمة في الروعة لم يفته منها ولا جزء

تنفس الصعداء ومد يده وراءها على قميصه الاسود
واخترقه عطرها الندي
ضن انه سيفقد عقله سيجن ان لم يلمسها انها تتلاعب به يشعر بذلك فليس بالغبي

كانت تحس بالدوار وانفاسه تقترب من كتفها واذنها
تطرب قلبها بسعادة عله يضمها وينتهي هذا الوضع
لكنه همس ليظهر قمة التحكم في النفس:
- عبير غيري هذه الملابس وارتدي شيء محتشما

جحضت عيونها وترقرق الدمع فيهما
واعتلتها رجفة والم لايضاهيه الم
استدارت تنظر اليه لتفهم كلامه:
- انا لا افهم... ماذا.... في ...ملابسي؟

قال يقاوم النظر الى فمها الذي يذكره بلحظات تكاد تبعثر كلامه في الهواء:
- ....ليست محتشمة ولسنا في الليل الان

ابتعد يرتدي قلادته والقميص ويرش بعضا من عطره ليقول من دون ان يراها او ينظر اليها:
- سآتي اليوم الى الغذاء... السلام عليكم

خرج ليتركها تشعر بالاسى الكبير
لمحت شبحها الشاحب في المرآة
والذي بكلامه فقد الدم من عروقه
وشعرت بالخجل من نفسها جلست واتكأت على العمود في السرير
نظرت الى الفستان وحركته الى اسفل قليلا
غصة تبتلعها كالصخر في حلقها اوقفت الدموع قبل النزول





**********************



في بيت هود




كانت بين ذراعيه نائمة غائبة عن العالم الان
تثير فيه حب الحماية والرعاية
يعرف الان انها انسانة بقلب كبير خلافا عن الاب الكريه
ويتمنى من الله ان تكون اختها بمثل رقتها وسماحها
المهم لديه الان هو عشقها السالب للروح من مكانها ليرسلها الى اعالي السموات تحلق بين الطيور
كانت قد ابحرت به في بحر السعادة الى ما لا نهاية بخبر الحمل
انه اسعد الرجال وسوف يصبح ابا
سيتبث لابنه او ابنته انه رجل يستحق ان يحصل على امراة وطفل
سيحقق لنفسه ذلك النجاح فهو يستحقه


تململت جميلة لتعتدل وتنظر اليه بين رموشها المنعسة
- انت مستيقظ ...؟؟؟اوف منك لما لم توقظني.. لكنت حضرت الافطار

قال يعيد راسها الى المخدة قربه ويسند نفسه على ذراعه:
- انا من سيحضر الافطار لست جاهلا ...نسيت انك البارحة كنت مريضة واكتفيت حتى اللالم من الاستفراغ اخفتني فلاتفعلي بي ذلك مرة اخرى

ابتسمت تتمطى مغمضة الاعين كقطة :
- تعرف انه ليس بمشيئة لي ما يحصل
تدري انه من يختبئ في بطني السبب واحـلــــــــــــى سبب

قبل جبينها واسند راسه عليه
ومرر يده على بطنها وهو يهمس:
- جميلة ...حبيبتي ..علي اطلاعك على امر...يخص اختك

فتحت عيونها وقد اندهشت لكنها تشعر بالحزن بدل السعادة
- هود ...ماذا تعني باختي؟

قال يبعث الدفئ في بطنها بلمساته الحانية:
- اخبرتها بما عليها ان تعرفه
تركت الامر بيدها الان
وان هي ارادت فسنتمكن من رؤيتها عن قريب

قالت جميلة تمرر يدها على يده فوق بطنها وتنفسه بعمق:
- هل تشبهني اختي ...هل لها من ملامحي شيء؟

قال يجيبها وهو يحتضن يدها ويقبلها قبلات دافئة:
- اجل....تشبهك انت اروع
هي تبدوا اصغر منك واكثر دلالا فالعائلة التي تعيش في كنفها غنية ولامحال هي الان تحاول الاستفسار

نظرت جميلة اليه تحرك وجهه اليها:
- الم تتسرع اليس من الخطير اسراعك في اخبارها لربما لانها مسكينة وصغيرة صعب عليها تفهم الامر ليس مثلي انا ...فعلا اشفق على حالها
فلربما تتالم لمعرفة ان من احبتهم كعائلة لها لم يكونوا كذلك

قال هود يمرر اصابعه على وجهها وخصلاتها:
- عاجلا ام آجلا كانت ستعرف لست انا المذنب فلقد كنت يافعا ومراهقا احمق لايعرف لتلك الامور شيء
لكني الان اعلم جيدا مهية عملي ان تعرف هو المهم...والمخطئ في الامر برمته والدها المزيف...ومع احترامي لك ووالدك الخبيث الفاسد ايضا

عندما تتذكر والدها وما فعله بها وما كان يفعله بامها
تشعر ان الله افرج عنها كربها فلو لم يكن هود قد احتضنه حبها فلاتظن ابدا كيف كانت ستعيش مع الحقير الاخر

ضمت نفسها الى صدر زوجها واغمضت عيونها تقول:
- الم تخبرك هند متى سنلتقي

قال يحرك راسه:
- لا للاسف ...ولكن لاتحملي هما فمتى شعرت بالحاجة لمعرفة تلك الامور فستاتي الينا على وجه السرعة

قالت تساله بفضول:
- الا يزال اسمها هند الم يغيره ذلك الرجل؟

قال هو بجدية:
- لا في ذلك الوقت الصغيرة كانت آلفة لاسمها ورشيدة المراة التي ربتها كأم احبت الاسم فلم تشعر برغبة في تغييره


تاسفت جميلة لان اختها كبرت بعيدا عنها
لكن من جهة اخرى حمدت الله على ذلك
لانها لم تضطر للتعرض للضرب المبرح والسجن
ولكن الخوف اعتلاها هو والاهتمام لتعرف كيف الان هي ردة فعلها مع اسرتها






**********************




في القصر



بجناح سليمان وفاطمة



سليمان الذي اخذ جلبابه الاحمر القاني وارتداه وقف امام المنضدة يعدله جيدا ويمشط شعر راسه ولحيته

قالت فاطمة التي كانت توضب السرير وتنفضه
- سليمان ...عزيزي لم اخبرك بآخر الاخبار

قال سليمان يقفل ازرار القميص عند ياقته
- وماهي هته الاخبار اللهم اسمعنا خيرا؟

قالت تحمل روب نومها لتقوم بتعليقه على المشجب :
- انه عبد الصمد لقد عجل بموعد الزفاف في الاسبوع المقبل

نظر سليمان الى زوجته وقد علت حواجبه ورفعت كتفيها علامة ليس بيدي حيلة:
- هلا افهمتني مايدور في خلد ذلك الولد
اعجز فعلا عن فهمه
حسنا على اي حال هو زفاف فقط اسرع فيه كان ام ابطئ فهو من سيتزوج

طال بفاطمة الكتمان فهي تشعر انها لاتستسيغ الزواج من اساسه :
- عزيزي شئنا ام ابينا ذاك ابننا وعلينا ان نرى ما يرضيه وتلك الفتاة تعبث بمشاعره ....لست ادري ان كانت فكرة سديدة بان زوجناه منها لكن كن واثقا ان زواجه سيجلب لنا الفضيحة على اي حال

استدار سليمان وقد انتهى من وضع عطر المسك على ملابسه ليجلس وينتضر ان تلبسه جواربه وشربيله
- لكن عن اية فضيحة تتكلمين يا امراة الفتاة مادبة بل ووالدها رباها افضل تربية

اجابته فاطمة ممتعضة تلبسه جواربه:
- يقول ان مشاكل قد صادفتهم ما يدفع بابني انا ان يتزوجها بهته السرعة...انها ليست ابنة سي محمد فعلا اكاد ابكي على بني المسكين وحظه الذي جمعه بها

قال سليمان بصوت غامض:
- لاحول ولاقوة الا بالله...انا ادري عن الامر هو سر بين صديقين لايقال ووعدته بذلك فلاتنظري الي يا زوجتي بعينيك تلك

قالت فاطمة تنهض بغضب:
- ولم تخبرني ...لم تخبرني يا سليمان عيب عليك والله كنت منعتني من عرض الزواج على تلك الفتاة لما فعلت بي ذلك لما ....ااه اه

نظر سليمان لزوجته التي بدت حساسة للوضع وكانها مستفزة الى اقصى درجة:
- يا غاليتي يا ام اولادي سواء اخبرتك ام لا الولد يريـــــــدها هذا يجعل الموضوع من اساسه مستحيل فيه الرفض
الفتاة تربت احسن تربية ودرست احسن دراسة وتعرف كيف تتعامل مع الطبقة التي هي مثلنا لاتنسي انها عاشت مدللت الى اقصى الدرجات ....وسبق ومدحت طبخها يا امرأة وجمالها وعيونها وانها بدت لك في قمة الجمال وستحصن ابنك من الزلل فما الذي تريدينه....؟؟؟
ارجوك يا فاطمة لاتكوني انانية وفكري في ان ابنك يحتاجها وان رفضناها
لاتنسي انهما زوجان قد نفقد ابننا قد ينتهي باخذها والذهاب بعيدا ولست بمستعد ليبقى كل اولادي بعيدين عني....تاخرت عن العمل

انحنى يقبل راسها رغم غضبها وخرج
بعد ان اطلق السلام

شعرت فاطمة انها تستفز فعلا بهذا الوضع
هي تريد الاصل قبل كل شيء بعدها يليه الجمال وما الى ذلك
كيف الان ستعاملها ستنظر اليها دائما كما لو من مرتبة الخدم
ولاتزال الفكرة في راسها مترسخة
الاصــــــــــــل هـــــــــــو الاهـــــــــــــــم





**********************



في المستشفى

الساعة تقارب الحادية عشر والنصف




وجدت ثريا نفسها بعد عودة عمتها جائعة فعلا فبعد ان علمت بان الطاغية في حياتها حي يرزق
انشرحت ملامحها وبدات تهتم لمن حولها وتشعر بالاسى على عائلات الضحايا في الطرقات
كيف للانسان ان ياتي ويتاكد من ان الميت يخص عائلتهم
الصعقة تكون قوية ويصعب التحمل
لاتدري ما كانت عليه الان لو ان عثمان مات لكانت انهارت بل جنت
والان لم تستطع عمتها تحت طلبها من الجلوس فكلما جلست تعود لترى ان استفاق عثمان من التخدير الذي يسبب له النوم

جلست العمة بالقرب منها تقول بصوت ثابت:
- قالت الممرضة سيستفيق بين الفينة والاخرى وفي هذا الوقت ....اسالك ياثريا ما الذي ستفعلينه بعد ان يفتح عيونه

قالت ثريا والارهاق باد على وجهها وعيونها الرمادية المنتفخة بالدموع:
- لست ادري لا استطيع رؤيته ...لااعرف ما ردة فعله لدى رؤيتي اشعر بالخوف فلربما رغم الحادث لن يتغير ..واشك قي ذلك

ربتت عمتها على ذراعها فوق العبائة :
- لاتكوني متشائمة اتينا اتنين وسنراه اتنين لاتتركين مع الشاب لوحدي وانت زوجته ...اصلا كلامك غير منطقي من قد يفكر في المشكال وهو على فراش المرض عليك ان تريه والا ساجعلك ترينه بالغصب

نظرت الى عمتها بامتعاض :
- عمتي انت لاتفهمين انا خائفة من ان يرفضني ان يراني و...

تقدمت احدى الممرضات تقول لنفيسة بصوت رقيق:
- سيدتي المريض الذي تسالين عنه في الغرفة رقم سبعة قد استفاق

قالت العمة تبتسم:
- اشكرك ابنتي...هيا ثريا كفاك ارتجافا الان لن يعضك فانت معي

قالت ثريا بشجن:
- لانني فقط معك لكن ان بقيت واياه وحدي فمن يضمن لي انه لن يعيرني

امسكت عمتها بيدها بقوة واجبرتها على الخضوع
حاولت ثريا جذب يدها من عمتها وهي تتوسل:
- ارجوك عمتي ارجوك لاتفعلي ذلك ليست لي القدرة على النظر اليه ارجوك عمتي

قالت العمة تقترب من الغرفة :
- اصمتي ولاتكوني بلهاء هو زوجك والواجب ان تكوني معه واضمن لك انه لن يفعل شيء يزعجك

قالت ثريا تحاول ايجاد الاسباب:
- ليس هذا عمتي تفهميني انا ..لا اقدر قد انهار

جرتها عمتها من يدها ودخلت تطرق الباب المفتوح اصلا
حيث كان الرجل في السرير الايسر يحدث عثمان عن حالته

استطاع الان قلبها ان ينبض بالحياة انه يتكلم لم يراها في تلك اللحظة لكن فقط بعد ان طرقت عمتها الباب حينها استدار
اوجعتها نظرته التي تسمرت على وججها المخفي وراء النقاب
تحركت عمتها تسبقها الى الاقتراب من عثمان
تحدثه بينما هي بقيت قرب السرير اسفل قدميه المدثرتين تشعر بالاحراج والحب في قلبها لهذا الرجل يتعدى البحار بعمقها وطولها
نظرت الى ملامحه الرجولية وقد بدأ التعب الغادر يغادرها
بدى لها كما تحبه رغم المرض الا انها شعرت انه فقط بصوته الذي تحدث انه ينفذ الى كيانها من كل منفذ تمسكت بمأخرت السرير الحديدية

قالت العمة مبتسمة:
- نحمد الله على سلامتك بني كيف تشعر الان؟

قال عثمان بصوت لايخلوا من رجولة تهز كيان ثريا :
- بخير الحمد لله فرؤيتكم اسعدتني ...الحمد لله على فضله اكثر وعلى كل حال

اردفت العمة تقول وملامحها تشفق على الشاب كما تقول:
- خفنا عليك يا ابني كثيرا سمعنا انك نجوت باعجوبة عساها تكون من مغفرة الذنوب لك

قال عثمان يبتسم بشبح ابتسامة ويطالع تلك العيون السابرة البعيدة عنه ترمش وترتجف بخفة احس بشيء يزعزع كيانه انها حامل وقد نسي حتى الان ذلك قال يسالها:
- ثريا كيف حالك ؟

اهتزت ثريا لدى سماعها لاسمها ينطق من اعز الشفاه الى قلبها:
- بخير ...ونريد سلامتك

قالت العمة :
-ثريا اقتربي من زوجك ساخرج قليلا لاجري اتصالا يهمني هيا

نظرت ثريا لعمتها بخوف وهي تراها تخرج من المكان
نظر عثمان لها بقلب وجع ملهم حتى الثمالة وقال يطلب منها بتلك الطريقة الاقتراب:
- تعالي ثريا هلا رفعت السرير قليلا وعدلتي لي المخدة ارجوك

اقتربت ثريا منه وفعلت له كما طلب
شيء واحد انعش عروقه الموجعة وهو عطرها الخفيف
رواه الى آخر قطرة لذيذة
لاحظ عيونها الظاهرة منها وهي تعدل له المخدة باضطراب تحت كتفيه ليصبح جالسا باعتدال
كانت تلك العيون الشقية التي تلعب بمشاعره فلايتذكرها سوى وهي قاتمة من الشوق هذه المراة لايسهل نسيانها مهما حاول ان يفهم ذلك لنفسه

همس لها :
- اشكرك ...آسف على التعب

قالت ترفع حواجبها وابتسمت خلف النقاب:
- لا ارجوك لاتعب..هل تشعر انك هكذا افضل؟

قال يشعر بالسعادة لاهتمامها به
وتلك العيون التي تسبر اغواره وتفهمه :
- بخير ...اجلسي هنا قربي لاحدثك قليلا

شعرت ان العالم بدأ يدور حولها
عما سيحدثها الان هي لاينقصها كلام عن الطلاق لانها ستموت ان هو فعلها واصر
جلست في المكان الذي اشار له بيده اليسرى المتحررة

قال بصوت لايصل الى الزملاء في الغرفة :
- كيف حال حملك ثريا هل تشعرين بانك على ما يرام؟

قالت تنظر اليه ومن ثم تبعد نظرها عنه وفي الفكر تقول:
لايهمك سوى حملي يا ربي الا يستطيع ان يفكر في ولو مرة واحدة؟

قالت تجيبه بصوت اجش:
- بخير احمد الله على فضله
على كل حال لست متيقنة ان كان سيعيش لكني اتشبت بحبل الله

آلمه ما قالته والحزن عميق في عيونها تحت رموشها المنسدلة
نظر حوله بتنهيدة تنفس عما يكبث في صدره
لو لم يكن مع احدهم في هته الغرفة لامسك وجهها ومسح عنه الحزن كليا

قال يمسك بيده اليسرى يدها في القفاز
شعر بان الحواجز كبيرة الان فلم تعد كما كانت يشعر بذلك
نظر الى عيونها وهي تبعد يدها
فعلت ذلك وقلبها يسقط بين قدميها فلقد اكتفت من جنون هذا الزواج ان كان الصبي او الفتاة من سيربطهما ان كتب الله فليفعل لكن ليس كليا
فالخوف يبثر افكارها وقراراتها من الجذور

نظر اليها بقساوة مغضن الجبين وعاد التعجرف الى العلو الى فوق :
- لو سمحت هلا ..ناديت على الممرضة فراسي يألمني احتاج الى مسكن الم فوري


نظرت اليه تقول:
- لكنك لم تفطر بعد ....لاحظت النظرة الثاقبة التي اعطاها لها فشعرت بنفسها تداس بقسوة تحتها
...حسنا ساذهب لجلبها

نهضت ومشت الى خارج الغرفة حيث دخل في نفس اللحظة عائلة الرجل الذي يجلس في السرير الايمن له
لم يعلم ان للحب طرقا عصيبة في الإيلام
يشعر ان شرايينه تجذب بقوة موجعة ساحقة ليست كما هي
تغير حصل ويعرف انه السبب فيه
لكن الى متى وهذا التعجرف بدل الخضوع ولو قليلا ليستعيدها فيه
لايعرف كيف يطلب السماح حتى فكيف لها ان تسامحه
العشق بات وجعا خطيرا يزداد
ويشعر انه يعصر كل كيانه دفعة واحدة
وينسف كل ما في وجدانه بقسوة ليت الفرحة تتم لكان عاش وهي بسلام

دخلت الممرضة التي اقتربت منه لتعطيه الدواء
ونظر وراءها لكنه لم يراها فسال الممرضة:
- زوجتي التي ارسلت في طلبك اين هي؟

- لست ادري سيدي اخبرتني بالمك وضننتها تبعتني لكن ....هزت اكتافها تعطيه الدواء ويتمنى ان يهمد هذا الوجع فهو يكاد يفنيه


دخلت ثريا الى حمام السيدات واقفلته انسدحت في الارض تتكأ عليه
قلبها ينزف وبكت بحرقة وارتجاف قوي
الهذه الدرجة انت قاسي
حتى في نظراتك لااشعر بذرة حنان لما ...لما
يا ربي كم احبه اكاد اهديه عمري ان اراد فقط لايعاملني بجفاء




عثمان بعد ان شعر بالصداع يخف وقد طلب من الممرضة ان لايتصل احد بعائلته او يعلمهم بوضعه
شعر انه بالغ في نظرته القاسية المحقرة تلك على ثريا
لما لا يحاول ولو يوما ان يراجع حساباته ويعطيها فرصة
لطالما نددت رغم كل العوائق انها بريئة شريفة
اعجبه ان يرى في تصرفاتها ادنى عناد
رداءها الاسود لم يتغير
واحترامها لنفسها من تصرفاتها اصبح اكثر نضوجا
حولها بل وروضها ويصفق لنفسه على ذلك
لكن ما الفائدة التي استفادها يمكن حسنات في ميزانه هذا افضل شيء
لكن قلبه الان يتذمر وحصون دفاعه تتلاشى كالسراب
لايضل سوى وجهها الذي يخترق قلبه بكل المقاييس فقط ولاغير

دخلت العمة نفيسة تنظر اليه والاستغراب يعلوا وجهها:
- عثمان بني كيف تشعر الان؟

قال يجيبها بعد ان هدأ الالم:
- بخير والالم لن يكن اقسى من...الحمد لله على كل شيء

قالت تساله:
- اين ثريا ؟

قال ينظر اليها مغضن الجبين:
- لقد خرجت منذ مدة ولم تعد لست ادري اين هي

قالت تنظر اليه وتسال:
- انت لم تكدرها اليس كذلك؟

شعر عثمان ببعض الغضب يجتاحه
فيمقت مقتا من يتدخل بحياته فما يعانيه يكفيه
لكن الاحترام فرض السيطرة:
- لا لا اذكر انني كدرتها فارتاحي سيدتي

قالت العمة تنهض :
- حسنا بني ساذهب لابحث عنها وساحضر لك بعض الطعام لابد من انك جائع

قال يبتسم من جانب واحد:
- مم ان شاء الله

خرجت نفيسة وقلبها غير مطمئن البتة عن ابنة اخيها
تشعر انه لمن الممكن ان توجد في اي مكان
بدأت تبحث كان صعبا عليها ان تجد من يساعدها
توجهت راسها الى الحمامات فهي تدري انها تحتاج اليها في فترة الحمل هذه
فتحت الباب لكنها لم تجد احدا
تنفست بعمق وخرجت لتجد ثريا تسند نفسها على احدى النساء وتخرج من غرفة فحص ما

اقتربت بهرولة منها امسكتها من كتفيها تسندها وهي تسالها :
- ماذا بك صغيرتي هل انت متوعكة؟؟

قالت المرأة التي اسندتها حتى اوصلتها الى مكان الجلوس:
- لقد كنت في حمام النساء عندما وجدتها تبكي وفي حال يرثى لها حتى انها اغشي عليها ضننت انه لمن الممكن فقدت شخصا ما او ...لكنني تاكدت من انها حامل فالممرضة فحصتها كان ضغطها مرتفعا وهذا ليس في صالحها

قالت العمة تشكر الفتاة:
- اشكرك اختي والله اتعبناك

قالت الفتاة دات الوجه البشوش:
- لا سيدتي ان شاء الله ت شفى...عليها ان ترتاح فقط

اومئت العمة مبتسمة تنظر الى الفتاة التي ذهبت ونظرت الى ملامح ثريا الحزينة:
- انت يا بنيتي ما كان عليك ان تاتي
انا غبية حقا نسيت حتى ان مرحلة حملك هته في الخطر سامحيني

وضعت ثريا كلتا يديها على وجهها المتعب وتسند مرفقيها على ركبها:
- انا بخير عمتي ...لاتشغلي بالك طمئنتني الممرضة ان ابني قوي وسيتحمل لا عليك

قالت العمة:
- يتحمل ماذا هل حصل شيء بينكما في غيابي؟؟

قالت ثريا لاتريد ان تجذب الموضوع :
- لم يحدث شيء فقط انا حساسة اكثر من اللازم

واستوطن الحزن عيونها حكم عرش قلبها
وغرز فيه نبلة مسننة حادة تخترقه بعنف
وتجلب لها يأسا ورعبا من المستقبل





********************





على ممتلكات السي محمد



شعرت بسعادة غامرة وفرحة لاتوصف وهي تستقبل زوجها بحماس
عرضت هند على عبد الصمد ان يخرجا قليلا في الحقول ليمشيا قليلا
وتنفرد به عساه ينسيها المها وحزنها

اراد عبد الصمد ان ياتي اليها لكي يطلع على اوضاعها
تبدوا سعيدة بوجوده وهي تتابط ذراعه
كانت جميلة بحق وعيونها كالاسهم الرائقة له تعبر فؤاده
لابد من ان حزنها ما يكدره ويجعله ماخرا في قمة العصبية

قال وهما يقفان قرب احدى الاراضي قرب احدى الاشجار
- هند لحد الان لاتزال العلاقة بينك وبين والديك متوترة

اخفضت هند راسها بحزن وهي تشعر بتاتر كبير من الموضوع:
- لاتقلب علي المواجع عبدو ارجوك ....انا حائرة في ما علي فعله

قال عبد الصمد ينظر الى فوق حجابها ساهما يفكر:
- لست بمتدخل في امورك صغيرتي لكن الافضل ان توطدي علاقتك بهما الان قبل اي وقت فهما والداك حتى لو كان الواقع مختلفا لاتنسي انهما تعبا كثيرا من اجلك

قالت باسى:
- وحرماني من اختي وامي وابي الحقيقين

قال عبد الصمد الذي يعرف كل شيء من ايوب:
- انت مخطئة وسوف تفهمين ان والدك الحقيقي ليس بالرجل الجيد كما تعتقدين ...آسف لقول هذا لكنه من فرقك عن عائلتك باعك وخدع الاخرين بانك ميتة ....

اقترب منها وهو يرى نظرات الهلع في عيونها
ضمها اليه عساه ينفض عنها ذلك

- اسف يا عمري ليس لي الحق في هذا القول اعرف الصراحة والحقيقة صعب تقبلها
لكن هذا فقط لتعلمي ان والدك رجل جيد ان امك المسكينة المريضة تحتاجك فليس عدلا
وانت احكمي...ليس عدلا منك ان تعامليها بتلك الطريقة
لربما هما اخفيا عنك الامر لكن فكري لربما فعلا ذلك لانك كنت ستعيشين مضطربة وما كنت لتجدي الراحة التي نعمت بها حتى نضوجك

غادرتها القدرة على ذرف دمعة واحدة فلايهمها الان
ستذهب الى بيت زوجها في الاسبوع المقبل وليس هناك ضرر في رفع هذا الغلاف القاسي عن ملامحها نحو والديها ومعاملتهما بشيء من الرقة فانهما يستحقانها
اليس عليها ان تشكر والدها فعلى الاقل كان من الاسباب من حبه الكبير لها ان اهداها دروسا لدى هذا الرجل صاحب الرجولة والنبالة

اطلت على ملامح زوجها بابتسامة شاحبة:
- سافعل ذلك ليس سيء لو حاولت كما تقول
فكلامك كله منطقي
ادعوا من الله ان يسامح فضاضتي وقسوتي عليهما

رفع راسها قليلا بين انامله وتاملها مسحورا:
- جمالك تكمله رقتك فلاتفقديها وعززيها بطيبوبتك

انحنى يلثم جبهتها بحنان ارعشها
وضع ذراعه القوي على اكتافها يضمها اليه ويبادلها الابتسام

قال عبد الصمد :
- حضري نفسك ففي اية لحظة قد تاتي امي لكي تاخدك معها الى الدار البيضاء حيث ستختارين الالبسة وتلك الاشياء"الاخرى"

قالت تمازحه وتقرص وجنته التي مرر يده عليها مغضن الجبين:
- يا لحظك الجيد انت لست مضطرا سوى لارتداء لباس او اتنين ولست مضطرا لتسريح شعرك او ....اوف يتطلب العرس الكثير فعلا اشعر بالتعب وانا احاول التفكير فما بالك بالتطبيق

قال يهمس لها:
- المهم ان نكون معا وتحت سقف واحد الا تظنين؟

ابعدت عيونها عنه تبتسم بخجل:
- هه لاتفكر في شيء آخر

قال بصراحة:
- احب التفكير في زوجتي وحلالي فهل من مانع ...ترك كتفيها ودفعها بكتفه ...وافكر في النمش...دفعها مرة اخرى... وفي اشار بحاجبه الى ثغرها وغمز

ضربته وهي تشعر بخفة وتضحك:
- مجنون لم ارى شخصا مجنونا مثلك يااااااه

سبقته تضحك
وتشعر بالحزن لانها تسعد هنا بينما هي نفسها تسبب الحزن لوالديها اللذان سيقومان بدفع تكاليف سعادتها
عليها فعلا ان تسعدهما وتعلن مسامحتها فليس لها قلب اسود البتة

نظرت الى زوجها بابتسامة وراءها واكملت طريقها امامه


شعر عبد الصمد بالسعادة الابدية هذه هي السعادة الغريبة العجيبة التي تخلفها امراة حقيقية رغم صغر سنها رغم ما قد يجلبه المستقبل الذي علمه عند الرحمان
فحبها يلخبط الدماء بين الحلو والمر
بين النار والبرد الذي يجتاحه ليتدفئ بها
وبين سحر عيونها البرية وجمال وفتنة ثغرها


بعد وصولهم الى البيت الكبير
دخلت هند بسرعة ترتقي الدرج بينما عبد الصمد ياخذ وقته في التمتع بمظهرها السعيد توقفت تنتظره على الدرج وقالت بعد ان رفعت اعينها اليه تظللها من الشمس
- حبيبي عليك الدخول معي لا استطيع ان انظر الى والدي وانا من صرخت في وجهه ذلك اليوم اشعر بالخجل من نفسي ارجوك حبيبي

قال يمسك يدها :
- حسنا والدك فقط اما امك فعليك الذهاب اليها بنفسك ايوب طلب مني بعد الصلاة ان نلعب لعبة الشطرنج مفتخر الاخ بنفسه وكانه سيربحني

قالت تبتسم بتوتر :
-اتمنى ان تفوز

عند اقترابهم من الباب قالت ترجع الى الوراء خلفه:
- عبدو ارجوك انت ادخل اولا وساتبعك

تنهد عبد الصمد وطرق المكتب يسمع الصوت من الداخل الذي اذن اليه بالدخول:
- السلام عليكم عمي كيف الاحوال؟

قام سي محمد من مكانه ينتظر وصول عبد الصمد ليسلم عليه:
- وعليكم السلام بني بخير والحمد لله تفضل اجلس

قال عبد الصمد ينظر الى هند باشارة من عينيه لكي تبادر
- اشكرك عمي

اقتربت هند من والدها والدموع تغشى عيونها
انحنت تقبل يده وضمته بقوة دون ان تمنع نفسها من ذلك

ابتسم السي محمد وربت على راسها المحجب زينته وردة من الحجاب نفسه على اذنها اليمنى
- ابي عفوك عني سامحني ارجوك لا استطيع مسامحة نفسي على ما فعلته انا سيئة

قال سي محمد يمنع دموعه:
- لا يا غاليتي ...انا احبك بنيتي واسامح ما بدر منك لاعليك

نظرت اليه بخجل:
- اتركك بابا اريد رؤية ماما سيخبرك عبدو بما سنفعله من اجل الزواج اتمنى الا تشعر بالحزن من قراري ارجوك

اومئ والدها يعود الى كرسيه
وينظر اليها تخرج من المكتب تلوح لهما وبقي عبد الصمد مع والدها ليطلعه على ما وصلوا اليه من ناحية الزواج


عندما صعدت هند الى فوق
نظرت الى باب غرفة امها بحزن وشجن تخاف ان تكون قد كدرتها كثيرا انها تحبها بل لاتحب شخصا اكثر منها فهي امها انيسة دربها في كل حياتها التي مضت فلم يكن عليها جرحها بتلك القسوة



مررت يدها على الباب وبعدها
طرقته ودخلت
وجدتها جالسة على سريرها تمسك القرآن بين يديها تقرأ فيه ما تيسر
عندما رفعت عيونها الى ابنتها من وراء نظاراتها
شعرت رشيدة بانها تائهة فما الذي ستفعله هل تبتسم لها ام تتركها الى ان تدخل وترى ما بها
لكن ما اعاد الروح الضائعة منها الى جسدها وهو شبح الابتسامة البريئة الحزينة فوق ثغر ابنتها

قالت رشيدة بتعب لهند:
- اقتربي عزيزتي هل تريدين شيء؟؟

جلست هند تضم امها وتدفن راسها في صدرها الحنون الدافئ الذي لايهدئها غيره ولايشعرها بانها دائمة الوجود على هذا الكوكب سواها وان الطاقة للعيش تستمدها منها لا من غـيرها
- امي اريد رضاك فقط ولاغير فارجـــــــــــوك سامحيني انا مخطئة في حقك ووالدي ارجوك امي قولي انك سامحتني قولي انك تحبينني واني ابنتك واني لاازال في نفس المرتبة بالنسبة لك كما في الماضي
ارجـــــــــوك ماما

لم تستطع الام منع دموعها فلم ترد سوى ابنتها وطول هته الحياة لم ترد سواها ربتها وكبرتها وزرعتها في احضانها الدافئة من البرد وكم اغدقت عليها من الحب والاحاسيس التي افتقدتها من عقرها
لكنها توالدت وتوالدت لدى مكوث هذه البنية بين ذراعيها وهي صغـــــيرة

قالت الام:
- رضي الله عنك ابنتي ...وحماك برحمته من كل شر وانت ابنتي وحبيبتي والغالية على قلبي ...يا صغيرتي اسامحك من اعماق قلبي فقط على الاتعيدي جرح امك عزيزتي

نظرت هند الى امها من بين دموعها :
- شعرت بالسوء لما فعلته
انتم تستحقون افضل من الخير امي انا احبكما اكثر من الكرة الارضية اقسم على ذلك فقط اتمنى ان اضل ابنتكما مهما حدث

مررت رشيدة يدا مرتجفة على وجه ابنتها:
- ابنتي ولن ينزعها من فمي مخلوق

ابتسمت لها وبادلتها هند الابتسامة براحة راحة عمت على افراد هذا المنزل لتنسيهم كليا ما حدث

قالت هند :
! – امي؟

اجابتها رشيدة تسال:
- ماذا بنيتي؟

قالت هند بخوف :
- ماما ساخبرك بشيء واخاف ان تحزني او تغضبي...قررت انا وعبد الصمد ان نقرب موعد الزواج في الاسبوع المقبل

ازالت رشيدة نظاراتها واقفلت القرآن لتعيده الى مكانه:
- اليس هذا تسرعا يا هند كيف سيكون العرس في اسبوع ولم يتم تحضير كل شيء؟

قالت هند والخجل يملأ خدودها حمرة:
- ليس مهما العرس بالنسبة لي امي يمكن تحضيره ببساطة والتخلي عن تلك الاشياء المترفة لا اريد ان ازيد من عبئي...

قاطعتها امها :
- هل حددتما اليوم ؟

قالت هند :
- السبت المقبل سيكون هنالك وقت للتحضير لاتخافي فحماتي ستساعدني في ذلك وانت ايضا ماما اليس كذلك؟؟

قالت رشيدة تبتسم:
- مندفعة وقد تضعين نفسك في المتاعب يا هند
المهم سنحاول الاسراع في كل التحضيرات وساتصل بفاطمة للتاكد من انها ستوافقني على تلك الاشياء ايضا ساحدد معها وقتا لكي نسافر الى البيضاء عسانى نلحق الامور بسرعة

ضمت هند امها تقول بسعادة:
- اشكرك ماما انا فعلا سعيدة بذلك لاتدرين كم سعادتي بزوجي وهو ايضا كبيرة

اردفت امها بدعاء:
- اللهم اتم سعادتك به وسعادته بك يـــــــــارب يارحيم







*******************



في الدار البيضاء




قبل ان يسافر عثمان
كان قد ترك تعليماته للفندق بترك الجيب البيضاء تحت تصرف العائلة
وايضا اجرى بعض الاتصالات التي ستساعد كلا من الاب وابنته الهام في امور الجوازات

كان قد علم عصام من عثمان ان والد الفتاة سيرافقهم الى اسبانيا
واعجب بمساعدة ذلك الرجل لهته العائلة
رغم انه لاحظ على عثمان انه ليس انسان سهل اختراق عقله لكن يبدو انه يتعب من التفكير المتواصل
وكانما يتوقف على عمره الآلاف من الناس





في المستشفى


الهام التي كانت تعاني من التعب في بداية العملية
وبعد ان قامة بالفحوصات ما بعد العملية
توضح ان القلب يتجاوب بشكل جيد جدا مع جسدها
وذهب التعب الذي كان ينهكها فقد عادت قادرة على الخروج الى الحديقة في الاسفل الوضوء الاستحمام حتى بكل بساطة اصبحت قادرة على العيش في حياتها بشكل عادي ومريح

اما ما زاد من ارتياحها زيارة اهلها لها والسعادة على ملامحهم اعادت لها الارادة والصحة من جديد
لكن كان هناك عنصر اساسي صديق وفي اعاد اليها الحياة رغم انه السبب فحسب ولكنه بقي دا اثر قوي في قلبها

تتسائل دائما لما لم يعدها عثمان لما لايأتي ويطل عليها
وخامرها شعور بالوحدة وبانه ولابد يتهرب منها الان فلم يعد له فائدة من زيارتها
لكن لما هي بهته الغباء كيف لها ان تقول شيء كهذا عن شخص متزوج في بداية زواجه وايضا منحها من الوقت الكثير

وقفت مرتدية لبيجامة طويلة الى تحت الركب بسروالها في اللون الوردي القاتم مع حجاب في الوردي الفاتح
تحرص اخواتها على الاعتناء بها كملكة
تشكر الله على فضله فلولاه لما اعطاها شخصا كعثمان الذي تكلف بدفع تكاليف الفندق لأزيد من شهر
وكذا السيارة التي اعطاها لابيها لكي يتنقل بها
شخص في مثل عطائه ونبالته لم تجد

لكن شبح عصام تلى افكارها المنحصرة على عثمان
فذلك الرجل ايضا غامر بقلب اخته لاعطاءها فرصة في العيش
ويريد ان يمنحها عطلة صيفية في بلاد تسمع بها في الاخبار فقط

ابتسمت وهي تنظر الى الحديقة من النافذة فتدخل صوت رجولي يحمحم:
- احم ...السلام عليكم

التفتت تنظر الى عصام بابتسامة واسعة وهويقترب من المائدة الصغيرة ليضع الزهور
و نظرت اليها برقة:
- سيد عصام لما ازعجت نفسك ارجوك ما كان عليك ذلك؟؟

اقترب من السرير المرتب يقول:
- هل مسموح لي الجلوس؟

قالت بابتسامة اوسع:
- تفضل ارجوك

اقتربت تنظر الى الزهور الرائعة
- انها لابد وغالية اشكرك كثيرا عليها انها تلهم

قال والابتسامة على شفاهها تعديه:
- لا ..لن تساوي شيء فانت اغلى بكثير

احمرت لكلامه كانت الكلمات تخرج بشكل رجولي اكثر وهي ممزوجة باللكنة الاسبانية

اقتربت من الكنبة البعيدة قليلا عنه وجلست تقول:
- كيف حالك سيدي اتمنى ان تكون بخير؟؟

قال يضم يديه ويسند مرفقيه على فخديه:
- بخير المهم انت كيف تشعرين؟؟

قالت والابتسامة الخجلة لاتفارق ثغرها:
- بخير فبعد ان تاكد الدكتور من فحوصاتي اخبرني انه يمكنني مغادرة المشفى متى شئت

حرك راسه بالايجاب:
- جيد هذا يخول لنا البدأ في الحديث عن بلدي هناك تدرين ان اختي الصغرى نسرين لن تدع لك الفرصة في حك راسك كما تقولون
انها فتاة نشيطة وذكية وتتاقلم مع الجميع بسهولة


اومئت لاتجد ما تقوله صعب هو الكلام مع شخص غريب لا تعرفه كثيرا فالكلام ينفذ ويبقى التوتر لكنها قالت:
- اعلم انك اخبرت والدي بانني ساسافر معك وهو وافق ...لست ادري لم السيد عثمان لم ياتي؟؟؟


شهد الاهتمام الذي على تألق عيونها ولايدري لما ملأه احساس غريب بان السيد عثمان لمحظوظ بالفعل:
- اظنه سافر آنستي لربما الى زوجته او لديه اعمال ما لايبدوا عليه شخص حر طليق ويملك الوقت كله

قات الهام بتبعثر:
- اه زوجته انك محق كان انسانا جيدا ويستحق كل الخير

قال يغير دفة الحديث لانه لايشعر بالراحة كثيرا وهي تمدحه هكذا:
- لقد دفعت بمساعدة والدك الاوراق الى القنصلية واخبرونا ان ...""وجد انه لمن الصعب التخلص من سيرة عثمان بسهولة""....ان عثمان قد اتصل ببعض المعارف
وهناك من سيسهل وضع الاوراق وعلى اكبر وقت ستكون جاهزة في الاسبوع المقبل مابين الاثنين والاربعاء على حسب التحضيرات ...المهم...

نهض من مكانه يجذب الهاتف النقال خاصته حيث وجد اتصالا من اخته وبما انه وضعه على الصامت حتى دون رجاج لم يسمعها قال لإلهام :
- اسف علي ان اخرج الان وان شاء الله الرحمان الرحيم ساتي في المرة المقبلة والاوراق معي


قالت تنهض هي ايضا:
- اذا سافر والدي معنا اين سيبقى اخوتي وامي؟

قال عصام يقفل الهاتف ويضعه في جيب سترته:
- يمكنك القول انهم سيبقون في الفندق وبعد عودة والدك سيعود اليهم فلا تحملي هما ...شيء ما مر بباله بعد ان نظر الى ملامحها الهادئة لكنه ابتسم ...السلام عليكم

قالت خجلانة من نظرته تلك :
- وعليكم السلام


نظرته كانت
انه في بلاد الاسبان يجد بينه وبين الاصدقاء ان السلام بقبلة على الخد امر عادي جدا
لكن ما فتنه انه هنا وجد من يضع الحدود القسوى ضد اي نوع من التقارب حسنا الكلام يكون له تاتير قوي
لكن احترام الجسد في الاسلام وبالخصوص لهذه المراة التي اشعرته بشيء مختلف جعله يبتسم لانها تضع نفسها في برج امين احتراما لخالقها
احب ذلك كثيرا فهي بتصرفاتها ولباسها وصلاتها وقراءة القرآن تلك الاشياء المفقودة لدى اسرته باسبانية ادفئت قلبه
حسنا كان عليه ان يغض النظر لكن والله يشهد انه لاينظر اليها بنية سيئة


خرج من المستشفى وهو ينوي الاتصال باخته التي منذ ان علمت بعملية الفتاة التي تحمل الان قلب اختهم
حتى اخدت في الاطمئنان عن حالها
قلب ومن لحم اختهم الميتة اشعرهم انها حية تنبض بتلك العضلة بينهم





************************



في المستشفى
الذي ينزل فيه عثمان




بعد ان هدأت ثريا طلبت غصبا عن ما يقوله لها عقلها
ان تحمل بنفسها الطعام لزوجها
وان تكون هي ايضا معهما
عليها ان تظهر له انها قوية ولم تعد ضعيفة انه انضجها وكان افضل استاذ لها في مادة القساوة والجرح


كانت عمتها تجلس على جانب السرير تحادثه
في موضوع الحادث وكيف نجى منه:

- اذكر فقط انني عندما لمحت تلك الحمولة التي تاتي من البواخر تميل
اندفعت من السيارة وبعد ذلك لاشيء الظلام لفني

قالت العمة باسى:
-الشخص الذي ادخل غرفة العمليات هذا الصباح
مات و آآآه فقط لو رايت عائلته كان دمهم يحترق من اجله

كانت ثريا تجلس قربه تفتح اكياس الطعام وتضعها على الطاولة قربه
قال يعتدل قليلا في جلسته بهيبة جسده الذي يخلق في قلبها الدفئ غصبا عنها فليست تملك السيطرة على جماح عواطفها

- رحمه الله وصبرهم ...كنت سالقى حذفي لكن ساعتي لم تحن بعد

نظرت ثريا اليه بغضب
واخفضت نظرتها
كيف يتحدث هكذا كما لو انه رخيص لايوجد من يتالم لاجله ترقرقت دموعها فلايوجد شخص اقسى منه راته في حياتها

ردت نفيسة على كلامه:
- طول عمرك يا بني لديك زوجة وابن والله يرأف بالعباد

تسائلت العمة لما يقتصران على كلام العيون تعلم انه كلام ليس بالجيد فهو ان عنى شيء فهو العتاب الشديد الذي يكنه كل منهما للاخر

قالت عمتها تنظر الى الطعام الذي احضرته:
- انا ساخرج لاتمشى قليلا وشافاك الله والمسلمين يابني رائحة المستشفى تبعث على الغثيان

عند خروجها نظر عثمان بمكر الى الطعام ومن ثم الى ثريا الصامتة التي انحنت على بلاستيك الخبز الصغير تفتحه:
- ثريا ستساعدينني في الاكل ...لايمكنني الاكل باليسرى لست متعودا سوى على اليمنى

همست بالكاد:
- حسنا

حملت منديلا ابيض وضعته على ياقة قميصه
قالت مغصبة:
- هل ازيل قفازي الان؟

نظر الى المتواجدين في الغرفة ولم يكن المريضين مستيقضين
اما العائلات فلسن سوى من النساء والأطفال
اجابها وهو يبتسم على تملكه فيها:
- ليس هناك مانع ولكن ستعيدينه عندما انتهي

خرجت تنهيدة متحشرجة من حنجرتها المزمارية تلاقي نظرته :
- حاضر

شرعت في اطعامه وكان متطلبا لايستمتع بالاكل اكثر
ما يتمتع بوجودها
بدفئ يدها التي تمنى ان يلتهمها بين شفاهه
ولكن الذي يتمناه ان يرى كامل وجهها ويتمناه بقوة
لانه مهما حفر صورتها في قلبه وعقله لاتكون بنفس الوقع الجبار وهي واقعية

مدت لفمه الملعقة وصعقتها النظرة في عيونه
تابعت تعطيه الطعام وهي تشعر انه بهاته النظرة سيحضر انهيارها
تحمد الله لان السرير تحتها يساعدها على الصمود
لكانت سقطت من اضطرابها ومن رخوت ركبها وهشاشتهم تحت تاثيره
فهو لاينظر بشكل عادي
درست وتعمقة في تلك النظرة تحكي لها عن اوقات حميمة
راتها في شوقه المدمر لاوصالها والذي يرعش قلبها والهوى فيه بشدة
تعرف ان تلك النظرة ان عنت شيء فهي اريدك
كم هي غبية متى ستثوب عنه

قالت تساله بصوت بعيد عن الاخرين فهي تشعر بانهما معزولان ولايوجد غيرهما:
- هل شبعت...؟

قال يمسك يدها برفق لكن بتملك:
- لا وليتني فقط... اشبع

لاقت نظرته وقالت تماطله عساها تهرب من سحره:
- هل تريد اي شيء آخر لاحضره لك؟

زاد من احتضان يدها يرسل لها رسائلة خاصة تقتلها وتبعثر تنفسها:
- ما اريده هو الان ....امامي

نظرت الى السرير الايسر والى السرير الاخر مع العائلة الاخرى ايضا ولاحظت انهما رغم خفوت كلامهما غير ان ذلك يبعث عن الفضول والعيون الحسودة:
- عثمان هلا تركت لي... يدي من فضلك
اريد ان انهض لكي آخذ الصينية ...خارجا


بعد ان عصر اناملها من غضبه المفاجئ
بين اصابعه القوية حتى اختفت فيها
تغضن جبينه ونفض يدها بقسوة

امسكت يدها تعيد اليها القفاز رغم المها فقد ظهر من ارتعادها
ونهضت تحمل الصينية فسمعته يهمس:
- لاتختفي مرة اخرى فانا اود الذهاب الى الحمام

جحضدت عيونها من تكبره
وعاد الى الاستلقاء
كأمير لايقهر
حملت الصينية الى الخارج والتقت بعمتها تجلس قرب احدى النساء يتحدثتن عن حالة ابنها الذي كاد ان ينتحر لولا انهم اعتقوه قبل فوات
الاوان

اقتربت ثريا من عمتها بعد ان تخلصت من الصينية تهمس في اذنها:
- عمتي هلا ساعدتني في اسناد عثمان يريد ان يذهب الى الحمام تعلمين لااستطيع اسناده فهو ضخم ما شاء الله عليه

نظرت اليها عمتها تضحك وهي تنهض :
- والله لم ارى لتناقض كتناقضك مع نفسك يا ابنتي مثيلا
اعذريني سيدة نعيمة ان شاء الله ينهض ابنك سالما... ساذهب
ردت المراة الجالسة بآمين

وانصرفت العمة مع ثريا وهي تقول تقول:
- يبدوا عليك الارهاق بنيتي لكن اصبري سيخرج وناخده معنا الى البيت وستجدين الوقت للراحة

نظرت ثريا اليها :
- هل سنستقبله في بيتك عمتي ؟؟

قالت العمة:
- يظهر انه لم يخبر العائلة لدى فهو لايريد ان يخيفهم حسنا اشعر بالمسؤولية اتجاهه فانا من اتصل به والحادثة اشعرتني بالذنب

وضعت ثريا ذراعها حول عمتها:
- انه طاغية
والحمد لله انه بخير
لكن انت امراة عظيمة فلاتحملي نفسك عبئ شيء كتب وقدر

قالت العمة قبل ان تصلا الى الغرفة:
- ورغم ذلك ساعتني به الى ان يتعافى

ابتسمت لها ثريا ودخلتا اليه
ورغم ذلك تشعر ثريا بالحنين لهذا الرجل بالسعادة لانه قريب منها الان انه بخير وعافية حتى خانتها الابتسامة التي اظهرت ان عيونها تبتسم له دون ان تشعر
رغم قساوته فقلبها خائن كل الخيانة
الحب الذي يجرفهما حب خطير حساس يهتز بعمق مع اية شائبة

اقتربتا من سريره وقالت ثريا :
-اعطني ذراعك كي اساعدك ...عمتي الا تظنين انه يحتاج الى عصى او....

قالت عمتها :
- لا انتظرا سآتي حالا

تحرك يجلس والالم يظهر من امتعاضه
اقتربت ثريا تجلس قربه وتقول باهتمام:
- هل انت بخير اتريد ان انادي الدكتور؟

قال بدون وعي:
- لاحياتي انا بخير

اخفضت راسها واوجعتها الكلمة تلك حتى السعادة
ولاحظ هو ذلك من عيونها التي اختلجت وانحنت بعيدا عنه
لعن نفسه لما لم ينتبه فقول تلك الكلمة ستعطيها قوة ضده عليه ان يحترس بعد الان عما يطلقه قلبه النابض باسمها في هوس دائم
بدل عقله

نظر الاثنان الى عمتها التي دخلت تجر مقعدا متحركا
نظر اليه عثمان بنفور عليه ان يستعمله منذ الان الى ان يشفى هذا واضح فرجله وذراعه مكسورتان كيف له ان يمشي او يستند الى العكازين

قالت نفيسة تطلب من ثريا:
- ساعديه بنيتي ليجلس عليها

اقتربت ثريا منه باكراه وزرعت كتفها تحت ذراعه وبجهد قوي استطاعت ان تساعده في الجلوس عليها
يقول في نفسه
ليتك اكثر قربا يا حبي لشفيت من عجزي هذا بسرعة

قالت العمة لثريا التي التهمها دفئه وعمق عيونه السوداء القاتمة:
- ثريا هيا ابنتي...حاولي دفعه اذا استطعت او افعل ذلك انا

قالت ثريا تدير الكرسي بثقل زوجها عليه:
- سافعل ذلك انا

بعد فترة من عودته الى السرير ودثرته ثريا بعناية قالت نفيسة :
- عثمان بني ...ثريا تحتاج الى الراحة كثيرا
فليس بالجيد لها ان تبقى هنا سآخدها واعود لك في ساعة الزيارة الاخيرة بالمساء اتفقنا

قال عثمان يشعر ببعض الاسف لانها ستذهب وقد استمتع اليوم بتواجدها قربه فلم يمر وقت بينهما طويلا بهذا الشكل وساحر بل خالب للبه فسال:

- ومن سيضل معها في البيت لا اريدها ان تبقى وحدها

تسائلت ثريا هل يهتم لها ام يهتم لابنه؟

اجابته نفيسة تقول :
- هناك صديقاتي انهن لطيفات وتستطعن ان تهتممن بها

فقال عثمان براحة من استرخاء اساريره لكن القوة لاتغادره:
- بالطبع ...انظري ثريا اذهبي مع عمتك وارتاحي لا اريد من ابننا ان يحصل له مكروه مفهوم

نظرت اليه تقول :
- حسنا لاعليك فهو في بطني انا واعرف كيف احافظ عليه

خرجت ثريا كالعاصفة من الغرفة فقد انتظرت التفاتة تخصها لكنها تدري ان هذا طبعه وعليها ان تتحمله

شعر كانه جرحها بشكل ما لربما كان عليه ان يظهر اهتمامه بها لكنه لايستطيع كرامته تفوق قدرته
لكنه لايتراجع ابدا عن شيء قاله:
- المهم ياعمة نفيسة اتمنى الا تشعري بانك مضطرة لكي تاتي في المساء يمكنني تدبير اموري

قال نفيسة تربت على ذراعه لتنهض من قربه:
- لا سآتي واطمئن على راحتك
ساحضر معي شراشف نضيفة واشياء اخرى فهنا المستشفى يجلب القرف لاشيء منظم البتة ما علينا ...السلام عليكم بني اراك على افضل من الخير

رد بهدوء :
- وعليكم السلام

خرجت تنهيدة من فمه
وهو ينظر الى صاحبة تلك الرشاقة في الخارج وتبدو غاضبة
التي رغم احتواءه لها لاتكفيه يريدها قريبة في كل الحالات ان يتحدث اليها
يريد ان يهمس لها بشيء ما
اسرار بينهما لايسمعها غيرهما ان يلمس بطنها ان يستنشق عبيرها الذي لايفنى
لكنه بتعجرفه يجري على نفسه في عالم من البرد بدل البرود
وسمع الرجل في السرير قربه يقول بتعب:
- هذه عائلتك يا سيد عثمان ؟
فقد تعرف عليه في الصباح

حرك عثمان راسه بالإيجاب يقول:
-واحلى عائلة المنقبة زوجتي والاخرى عمتها

قال الرجل بابتسامة:
- ونعم الزوجة ...تبدو مرتاحا فلولا عنايتها ياصاحبي لشعرت بالمرارة مثلي انا ...انا لا املك عائلة كل واحد مرمي في بلاد الوحدة قاتلة

شعر عثمان بالرجل
فليس لانه يملك عائلة لايشعر ببعض الوحدة
فهذه الوحدة تخلفها وراءها زوجته برائحتها ودفئها الشهي
يشتاق اليها لكن لما هو غريب الاطوار على الاقل ما يعيشه الان يستطيع ان يغفر لها الماضي الذي يوسوسه
لكن طباعه القوية الصلبة من تمنع ذلك

يتبع.................


 
 

 

عرض البوم صور Jάωђάrά49  
قديم 17-12-09, 11:25 PM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب مبدع


البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 147004
المشاركات: 5,481
الجنس أنثى
معدل التقييم: Jάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2060

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Jάωђάrά49 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Jάωђάrά49 المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 


الجزء الرابع والعشرون
منتديات ليلاس
ان شاء الله


في موعد خروج عثمان من المستشفى كانت العمة
تساعده في ركوب الكرسي النقال
وقامت بترك سيارة التاكسي بالاسفل تنتظر نزوله
حيث ساعدته في دخول المصعد
وايضا ساعدته بمساندة السائق في دخول السيارة وقام السائق بوضع الكرسي في المقعد الخلفي

ارتاح في مقعده بعد هته الثلاثة ايام التي قضاها في المستشفى شعر فعلا بمعانات المرضى
شعر بمعانات المساكين وغضب لان المستشفى ولعلمها بمركزه في المجتمع خصوه بتعامل فريد من نوعه طلبت منه العمة نفيسة ان يغير المستشفى لكنه رفض وقرر البقاء ليبقى بالقرب من اولائك الناس ويشهد على مآسيهم في مثل تلك الحالات الصعبة

قالت نفيسة وقد اتخدت مكانا لها في التاكسي :
- ماذا اخبرك الطبيب يا عثمان حول الكسر

اجابها يتفقد حاجياته التي احتفظ بها في المستشفى:
- اخبرني ان الكسر في يدي قد ازيل عنه الجبيرة بعد اسبوع اما قدمي فساقوم بنزع الجبيرة عنها بعد اسبوعين واحمد الله على فضله الحمد لله الذي منحني الحياة مرة اخرى لاعيشها باذنه وارى ابني كذلك لاتوصف سعادتي يا سيدة نفيسة

قالت تبتسم :
- محق الحمد لله وان شاء الله تشفى كليا تدري
المسكينة ثريا تسال عنك كلما راتني ادخل من الباب تلك الفتاة لاتقدر بثمن

اراد ان يقول انت محقة من جهة لكن
ماذا عن الجهة الاخرى

قالت تساله مجددا:
- هل زال الم الراس عندك ام انه يعاودك

قال يمرر اصابعه في شعره الاسود:
- لا ليس كليا ساشتري بعض الدواء الذي وصفه لي الطبيب و...ترين لقد نزعوا الضماد

قالت نفيسة :
- هلا اعطيتني الاوراق ساقوم بجلب الدواء لك عندما اتركك في البيت
منتديات ليلاس
ابتسم يقول:
- اشكرك يا عمة على اعتنائك هذا
لست مضطرة لاتعاب نفسك

قالت تبتسم وتربت على كتفه:
- لايابني اشعر بالمسؤولية لا استطيع تحميل ثريا كل شيء فاعلم انها تحتاج للراحة كثيرا

قال يستفسر باهتمام:
- اخبريني عن حالتها

اردفت العمة تجيبه:
- هي حاليا بخير الحمل لم يكن في وضع طبيعي كليا لانها تعاني من بعض النزيف لربما من المشاكل او تعبها النفسي

شعر عثمان بانقباض في صدره
كيف يحصل هذا هل يمكن ان يكون المسبب لشيء خطير كهذا
هل يمكن ان يكون جرحها وعذبها بتصرفاته القاسية ويكون ظالما لها

قالت العمة تنتزعه من افكاره:
- هي الان تعلق يا عثمان امالا كبيرة على الطفل لاتدري كم اشترت من الملابس وكيف تمضي وقت فراغها في التأمل فيها ...ارجوا ان تفهمني انها ابنة اغلى الناس كان على قلبي
فارجوك ان تحاول التوصل الى اتفاق لايؤلمها في زواجكما على الاقل الى حين الولادة
منتديات ليلاس
دون ان ينظر اليها وعيونه متبتة قربه على النافذة تنهد بصوت خافت :
- ان شاء الله




في المنزل




بقيت ثريا تحاول ان تبعثر قلقها من خلال توضيب المنزل
ومحاولة جعل نفسها مفيدة لبعض الشيئ فلا تستطيع ان تشكر عمتها بالكلام فقط
قليل في وقتنا هذا ان تجد شخصا من العائلة ليس الكل لكن من الصعب وجود شخص يقدم لك يد العون دون الاستفادة مما قد يعود عليه بالنفع

ذخلت الى غرفة عمتها ووجدت بعض الملابس في سلة الملابس للغسيل
اخدتها وابتعدت خارجة فعمتها تقوم بتوضيبها قبل ان تبدأ العمل في البيت كله
نزلت الى الاسفل ودخلت الى غرفة الغسيل ووضعت كمية من الصابون فيها وقامت بتفريق الالوان لتبدأ باللون الابيض اولا وتتركها وراءها

دخلت الى المطبخ والتهت في جذب ما تمكنت من الثلاجة لتحضير ما تعرفه رائعا في الطعام

ورغم الهاء نفسها في ماتمكنت
ما استطاعت ان تضحد طيفه من ضباب الافكار في عينيها
تجد افكارها تصل اليه فتتشوش
تحاول ان تهرب منه من مكان لاخر لكنها لاتستطيع
حسنا لما جعلها تشعر انه فقد فكرة الطلاق مع الريح واشعرها بانه يتودد اليها
تخاف ان يكون ضامرا لها على شر تخاف ان يخدعها ويجعل بعد ولادة الطفل حياتها جحيما
تخاف كثيرا ان ياخد منها لحمها ودمها ويرميها بعد ذلك
انه من عائلة المنصور وهو ذكي ليس بغبي تخاف كثيرا على ابنها منه


وهي في المطبخ اشعرها كل هذا العمل بالتعب
خرجت لتنهي الغسيل وعادت الى المطبخ بعد ان تاكدت من ترتيبها للسلطة
ووضع الاكل لينضج فوق النار وجلست في الخارج على الشرفة لتستنشق الهواء اللذي يجدد الراحة في رأتيها
وفي يدها فنجان من الشاي الاخضر الدافئ

سمعت من الداخل الباب يغلق وصوت عمتها يناديها تركت ما في يدها
ونظرت الى نفسها في زجاج نافذة الشرفة
كانت ترتدي فستانا في اللون الرمادي الغامق بخطوط رقيقة فضية وصندال خفيف جلدي
ونظرت الى تنظيم شعرها الذي سرحته بدقة وعقصته كعكة مرتبة في وسط راسها خرجت من الشرفة الى داخل البيت

ونظرت اليه
نفس الاحساس المرير العميق الذي يزعزع كيانها حبا
لابد من انه بنظراته لايشعر بشيء تجاهها
امر عادي فلقد باتت تتقبل كل شيء منه ببساطة

نظر اليها من فوق رموشه كانت تبدو له الان هزيلة ولم تعد كما كانت تزين وجهها او ....اختفت ثريا التي كان يعرفها معاندة دائما لربما الحمل ما غيرها

قطعت العمة الهدوء تقول:
- عثمان ساتركك الان وساذهب للصيدلية لن اتاخر يمكنك ثريا الاعتناء به ومساعدته في الدخول الى غرفته

قالت ثريا بهدوء:
- اجل عمتي ستذهبين للصيدلية؟؟ هلا احضرتي لي شيء معك يخص الفيتامين الاخير الذي لم اشتره بعد فصاحبة الصيدلية تقول انه لم يجهز

قالت العمة :
- هيا اسرعي بنيتي اذهبي واحضريه سانتظرك

صعدت ثريا وهي تمر بالقرب منه ولم تستطع النظر في عيونه المخترقة تلك فهي ان فعلت شيء فهي تعذبها وتحيرها
لاتعرف كيف تجذب منها الصراحة
ما الذي يظنه وهو يراها هل يفكر فيها بشكل جيد ام انه يضمر لها الشر

قالت العمة لعثمان:
- لابد من انك متعب اتريد الدخول لغرفتك الان؟؟
منتديات ليلاس
قال بصوت واثق:
- لا... ساقتصر على الجلوس في الصالة اذا لم يكن لديك مانع

قادته العمة الى الصالة واسندته الى ان جلس
وارتاح اكثر من الجلوس في المستشفى
لاحظ ان هناك تلفاز اشعلته نفيسة واعطته آلة التحكم وهي تنصح بشتى النصائح حتى حولت افكاره الى امه المسكينة لو تعلم بما كاد يحصل له لانهارت هذا السبب فقط ما منعه من الاتصال بها الى القصر

نزلت ثريا من فوق بخطوات خفيفة فانبتها عمتها:
- ثريا لا تقفزي هكذا ليس جيدا للبيبي في بطنك هيا ساذهب ...ارى انك قمت بالاعمال لم ارى راسا كالحجر مثلك

ضحكت ثريا بخفة وقالت :
- عمتي وطبخت ايضا عسى طبيخي يكون لذيذا هذا اليوم حضرت من الاكل الذي تحبين والذي احب والذي....يحبه عثمان

ابتسمت عمتها متوجهة الى الباب تفتحه:
- لاتشغلي بالك ساتي لاكمل التحضير عنك اذهبي للجلوس قرب زوجك

بعد ان اغلقت العمة الباب شعرت ثريا بالنفور واحساس شاق عليها
كيف لها ان تذهب وتجلس قربه
كيف لها ان تستشعر دفئه من بعيد فقط وهي حلمها وامنيتها ان تضمه بقوة قبل ان يضمحل
تنهدت واقتربت من الصالة حيث يجلس منشغلا بالتمعن باخبار في احدى الاداعات الخارجية
اقتربت منه وجلست قربه وقالت تساله:
_ كيف حالك الان عثمان هل تشعر بانك بخير؟؟

قال دون ان يوجه لها اية نظرة :
- بخير

امتدت نظرتها الى كامل ملامحه وحاجب في وجهها مرتفع
كانت تتفحص فكه الصارم وقوة ملامحه انفه ورقة شفاهه
لم يسر الدفئ في اوصالها بقدر ما سرى فيه من القشعريرة التي اخافتها
ابعدت عيونها عنه ونهضت من مكانها
فقال يجمدها في مكانها القريب"
- ما هذا المنظر الكئيب يا ثريا هل هكذا تستقبل زوجة زوجها المريض اشعرتني بان المستشفى ارحم لي من الجلوس بقربك

انصدمت من كلامه وقالت تشاهد نظرته الرائعة على كامل وجهها وجسدها باحتقار:
- انت لن تتغير سواء ارتديت الجواهر ام ارتديت ملابس مقززة اليس كذلك عثمان ؟؟ ارحم نفسك فانا لا ارضيك لنفسك بل لله لانني زوجتك وفرض علي ان اعتني بك وليس لك دخل في مظهري ...

قال بجفاء :
- اذا اردت ارضاء الله فارضيه برضاي واذهبي لتغيري من شكلك اريد ان ارى شخصا نظرا وليس كئيبا هكذا لسنا اروبيين ثريا
منتديات ليلاس
نظرت اليه بعمق وشعرت بانه دارة كهربائية تصعقها بدفعات متكررة
قالت باستسلام:
- حسنا لك ما تريد لكن بشرط لا يوجد بعد قرار الطلاق بيننا شيء يقال عثمان لاانوي ابدا اعطاءك مني ماتشاء كن واثقا ابني فقط مايهمني

قال بقسوة:
- لم يعد هنالك طلاق لتعلمي فقط

اللعنة على هذه التي تمنعه من الوقوف وجعلها تبتلع كلامها الجارح
نعم انه يجرحه بعمق كما لو انها تنتزع منه كل الانوار التي تريه الطريق الى الفرصة الاخيرة التي قد تنقد هذا الزواج

خرجت من الغرفة وتركته لايستطيع ان يذهب وراءها تعرف انه الان في موقف مكبل وتفعل ماتشاء
لكنه سيجد فرصة ما يجعلها تطلب منه ان يضمها ولو لمرة
سترى

صعدت الى الغرفة وهي في قمة الغضب
شخص خبيث لايستطيع المرأ ان يفهمه البتة افكاره تجعلها تشك ان كان انسانا عاديا
كبقية الناس

اخدت تفك شعرها بقوة وتضربه بالمشط بسرعة
وضعت من الماكياج بشكل خفيف
وارتدت تنورة تصل الى الركب بطيات منتفخة قليلا في اللون الابيض مع قميص بدون اكمام وبدون حمالات في اللون الاصفر وصندالها الجلدي لم تغيره فهو يريحها

نزلت واختبئت في المطبخ تساعد في تجهيز المائدة
وقالت عمتها التي عادت بعد ان وضعت الدواء في الغرفة التي سيشغرها عثمان
بان تقوم بنقل ما في المائدة الى المائدة في الصالة للغذاء مع عثمان
شعرت ان الوضع يضغط عليها بقوة

دخلت الى الصالة لتضع الاطباق وشاهدت نظرة الاعجاب الهادئة الملتهبة في عينيه
نظر اليها عثمان مندهشا من الاختلاف اللذي جعلها اجمل بكثير مما توقع فهو يراها جميلة غير ان الوضع في انه لن يستطيع ان يلمسها وهو يحتاجه
يعقم عليه الامر
انعشت كيانه وكانها وردة متفتحة بعناية ودقة تامة
ينظر الى هذه المراة التي تحمل ابنه ويحمل لها هذا الكم من المشاعر
فتنته بشدة حتى انه تخلى عن النظر الى التلفاز بل تابع حركاتها وكانه اصبح مهوسا لايستطيع وقف ذلك
نفسه تنزعه اليها فليس له الا ان يستمتع بوجودها هكذا تمشي وتجيئ وتعذبه بحلاوتها العذبة لايدري انه الحب السبب
فان استوطن قلبا يجعله ايلا للانفجار او يجعله يتدمر ويتكسر من الالم وهو يعاني من الاثنين لكنه قوي ويصبر وسيعيد المياه الى مجاريها لكن في الاول عليه ان يبدا في تصفية نفسه من جهتها وبعد ذلك
سيرى ما سيفعله





**********************


المساء
منتديات ليلاس منتديات ليلاس منتديات ليلاس
في القصر



بعد العشاء الذي لم تلمس منه الكثير صعدت عبير بعد ان تمنت للجميع ليلة طيبة
صعدت الى جناحها وهي هائمة البال في التفكير التقت في صعودها بجولييت التي قالت وهي مرتدية لعباءة مزركشة سوداء

- مساء الخير ابيغ كيف حالك صغيرتي هل تريدين ان ترافقين لنتمشى قليلا

قالت عبير تشعر بنفسها تحتاج للعزلة:
- اسفة لكني اريد ان ابقى لوحدي قليلا

قالت جولييت ولا يستطيع ان يغلب على افكارها احد:
- تعالي معي اراهن على انك لاتخرجين كثيرا البقاء في المنزل يجلب التافف تعالي ....امسكت يدها تجرها الى الاسفل....هيا

تبعتها عبير الى الخارج واتخدتا طريقا وسط الحديقة الغنية وراء القصر
قالت جولييت :
- انت تخرجت اليس كذلك؟

اجابت عبير بصراحة:
- اجل لكن لما تسالين؟

- لربما تستطيعين العمل بدل الضجر الذي تعانين منه كل يوم

قالت عبير بتفكيرها التلقائي المتمدن:
- انا لا اسعى حاليا سوى لارضاء زوجي وبقائي قربه افضل لي ...لربما انتم الاجانب تعانون من الوحدة والسبب فقط انكم تحبون ان تخرجوا وتكونوا على حريتكم لكن نحن هنا لانشعر بالحرية سوى في كنف عائلاتنا ...وازواجنا
منتديات ليلاس
قالت جولييت ملاحظة:
- انت سعيدة مع زوجك كيف كان لقائكما في الاول ؟

قالت عبير تبتسم:
- عاديا رغم انه كان رومنسيا غير انني لم افهم في الرومنسية الا بعد مدة

غضنت جولييت تجلس على احدى الكراسي البيضاء
- لم افهم؟

قالت عبير وهي تشعر انها ليس من الجدي اعطاء اسرارها الى هته الغريبة لكنها قالت :
- اعني اننا تزوجنا والحب اتى بعد ذلك ...لم نلتقي ابدا في اي وضع وانا وهو كنا نعرف بعضنا منذ الصغر اي منذ صغري فهو يكبرني غير ان كل هذا انمحى واختلجت حياتي بمشاعر الحب ...انا الان احبه فعلا وان لاحظتي الحب هكذا يكون طاهرا
الاسلام شيء نبيل سامي ونحمد الله عليه كثيرا فهو يجعل لكل شيء طعما مميزا

حولت جولييت نظرها الى بعيد:
- انا لست وحيدة اعني انا لست وحدي في العائلة لدي اخوين وام واب
غير ان كلا منا اتخد مصارا مختلفا والداي يعيشان في بريطانيا واخواي واحد منهما في سويسرا يعمل في شركة ضخمة للمعلوميات والاخر اختفى تقريبا لاندري عنه الا انه فضل السفر الى احدى الجزر الاستوائية ولم يعد يتصل او يسال التحرر كما قلتي له بالنسبة لنا فوائده وسيئاته لكننا نعشق الحرية على اي شيء اخر

ابتسمت عبير بالغصب فكلام هته الامراة يجلب لاوصالها البرود تنهدت ونهضت تقول:
- علي ان اذهب الى جناحي عمت مساء

قالت جولييت :
- ابيغ شكرا لكلامك معي

اجابت عبير ببساطة:
- لايوجد مايمنع ذلك الى اللقاء

صعدت عبير الى الجناح بسرعة لاتدري لكنها تشعر ان زوجها الان هناك ولربما يتسائل عن مكانها
عند دخولها وجدته يجلس على سريره وقد نزع ملابسه وضل بسروال قصير يريحه من الحر
شعرت عبير ببعض الرهبة فنظرة من عيونه انبأتها بانه كان ينتظر ان تكون في الغرفة وان تحضر له سريره

قال يسالها بصوت يملأه الجفاف والخشونة:
- عبير.. اين كنت ؟

قالت تدافع عن نفسها منه وباضطراب:
- لما تسال سيدي انا لااسالك اين تكون طيلة النهار ...اقصد انا لا اسال ومن ثم انا لم اذهب الى مكان بعيد كنت في الحديقة مع جولييت
في ذلك شيء سيء؟؟؟

شاهدت نهوضه والنظرة المشتعلة في عيونه وشعرت بالخوف يبعث الرعشة في اوصالها
لكن بدل ان يصل اليها قام بدفع الستارة بينهما بقوة حتى ظنتها ستقلع من مشابكها

شعر بالثورة في عروقه كيف لها تكلمه بهته الطريقة
والتي تدل على شكها به والذي يزيد الطين بلة انها مدللة مفسودة ويعترف بخطئه ما كان عليه معاملتها مثل الاميرة
جلس يضرب الوسادة بقوة ويستلقي ليغمض عيونه رغم انها لاتختفي من عقله


ارتعشت عبير من تصرفه
لم يكن ابدا غاضبا منها الى هته الدرجة لربما يريد ان يفرض عليها سيطرته بالكامل لكن ماذا ان هي خرجت ولم تحضر له مايرده كل ليلة ماذا في ذلك
الغضب كما عصف به عصف بها

بعد ان غيرت ملابسها بغلالة في اللون الازرق القاتم تصل الى ما تحت الركب
جلست على المنضدة تسرح شعرها وتشعر باختناق سيء
دلكت يديها بكريم اليدين برائحة الياسمين الزكية ورشة من عطرها الخاص وراء اذنيها وعلى ساعديها ونهضت من المنضدة
تحلل نفسها وتتذكر كلام والدتها الاثنان اوصلاها الى انها اخطئت بشكها بزوجها وجرح مشاعره تلك ال***** سيئة الخلق اخبرتها وارتها ما ارادت ووصلت الى النتيجة التي ارادت وهي تفريقهما وابعاد الثاني عن الاخر
اقتربت بتحد لغرورها ودلالها التي تعرف انها تبالغ فيه فما عادت بريئة الان وعليها استعمال ما تعلمته في فنون الحب لتصل الى زوجها وتستمد منه السماح والحنان
منتديات ليلاس
اعادت شعرها كاملا الى كتف واحد ومررت يديها على خصرها تعدل نفسها واقتربت من الستائر تزيحها كليا
نظرت اليه مستلقيا على ظهره في السرير ولم تتفاجئ من الدفئ الذي سرى في جوانحها فلكم تعشق هذا المتغطرس ولاتستطيع تحمل ان يعاملها بشراسة وجفاء بل تريد ان يدللها كما كان
شبه ادمان او تعود

قالت تقترب من مكان نومه وقالت بصوت مغناج:
- سعيـــــــد ...سعودتي

جلست على الزربية قربه ووضعت يدها على كتفه تحركها بطريقة مستفزة:
- سعيد حبيبي استفق ولاتدعي النوم استفق

امسك يدها وهو ينظر اليها من بين رموشه السوداء بنظرة تتطاير شررا:
- هل جننت دعيني عنك يا عبير فلست حمل تصرفاتك الطفولية اتفهمين

علمت انه غاضب
عليها الا تصاب بالياس وتزيد جرعة التصالح بطريقة اكثر:
- حبيبي سعيد انا آآآآآآآسفة ...انا مخــــــــطئة فلقد كنت زوجة سيئة وان بعد الظن اثم
لكن افهمني انا قلبي ينبض بك حبي فكيف لي الا اغار من شخص مثلها

احس بموجة من المتعة واستند على يده فوق ذراعه القوية ينظر اليها بكسل وقال:
- وماذا تعنين؟

قالت تلوي الخصلات من شعرها على اصابعها بدلال:
- اقصد انني اسفة لظني السوء بك اعرف انك شريف ونزيه حبيبي واسفة ايضا لاني لم اكن هنا عند مجيئك واسفة....

اوقفها مغضن الجبين بصفحة يده:
- كفى ...تريدنني ان اصدق بعد هذا ان الاعتذار نابع من قلبك ومن ثم لما ذهبت مع تلك المراة الى الحديقة الاتخافين من ان تجرك الى عالمها

قالت بصوت رقيق :
- لست بلهاء لكنها لربما شعرت بالوحدة تعرف انهم وطباعهم من يخلق ذلك ولم اجد ضررا في الكلام معها....

قال سعيد ولايزال في نفس وضع الملامح الغاضبة لكنه يخفي بها استمتاعه بتدللها وغنجها اللذيذ:
- حسنا فلنقل انني تفهمت لما جلست وتكلمت معها لكن ما اريد ان افهمه كيف سامحتني انا لا استطيع ان اتغاضى عن كلامك المسيء الى شخصي يا حضرة السيدة

اقتربت منه اكثر وغرست اصابعها برفق في شعره الكث تقول:
- انا احبك سعيد واصدقك سعيد ولا استطيع ان اعيش من دونك حبيبي فلا تكن قاسيا علي

قال ينتعش بلمستها الرقيقة التي استقرت على فكه استنشق انفاسها القريبة منه بلطف وقال يهمس:
- اذا راضيني ....ام تريدين ان ابادر اولا

ابتسمت بخجل وقربت راسها لتدفنه في صدره وساعدها لتستلقي في السرير الضيق قربه وكل منهما ينعم بدفئ الاخر له




*********************



في طنجة
وفي منزل العمة



بعد ان صعدت العمة لغرفتها تركت ثريا في الاسفل تحضر الغرفة السفلية لعثمان فهي لاتنوي ان يشاركها غرفتها تحت اي ضرف من الضروف
ويعلم انها اوصلت له الرسالة شفهيا في الصباح

دخلت وهي تجر كرسي عثمان الى الداخل وتوقفت تاركة اياه لتحضر له الشراشف النضيفة على السرير
قال يسالها:
- ما الذي حصل للسيارة والملابس التي فيها فلا انوي البقاء بهذه

قالت ثريا دون ان تنظر اليه وهي تلتهي في وضع الشرشف وتعديله على السرير:
- احضرناها عثمان وقد سبق ورتبت الملابس الخاصة بك في الخزانة

قامت بفتح الشرشف وتعديل المخدات الاربعة
واقتربت منه بقلب نابض تقول:
- هلا استندت الي لكي اضعك على السرير

قال ونظرته لاتبرحها
- تفضلي

ساعدته على الوصول الى السرير
وشعرت ان اللمسة على خصرها يتعمد جعلها جريئة
نظرت اليه بشيء من التوتر والغضب لكنه لم ينزعج بل نظر الى الخزانة يقول:
- ثريا احضري لي قميصا ابيض طويل لارتديه فلا اشعر بالراحة في هذا السروال

اقتربت من الخزانة وجذبت قميصا ناصع البياض ومدته له
فنظر اليها بتمعن والى القميص في يدها ليقول بشيء من العجرفة:
- هل تريدين مني ان ارتدي القميص وحدي هل ابدوا لك في وضع يسمح بذلك

قالت تشعر باللون الاحمر يغزوا خدودها:
- حسنا لا اقصد شيء
ساساعدك عثمان فلا داعي لتكبرك هذا ...الا تستطيع نزع الملابس وحدك

قال باستهزاء:
- طبعا سافعل ... لكن ثريا ماهذا الاستهبال الذي تلعبينه علي تدرين انني عاجز الان ...فساعيني من دون نقاش

كان يقسوا عليها فقربه يالمها يعذبها لانها تحبه
ولانها تشعر بدفئه التي تحرم الان منه ويحرم ولدها منه
وتتذكر القسوة التي تعانيها منه فهو لايرحم مشاعرها ابدا

كانت تخاف ان تنهار فمع التماس اصابعها لصدره النامي شعرا اسود واكتافه العريضة القوية كانت تجزء لجزيئات ضئيلة يصعب جمعها

قال بعد ان ارتدى القميص الابيض الطويل الى كعبيه:
- والان هلا جلبتي لي دوائي فانا اريد ان انام ...وهناك شيء اخر لكن احضري الدواء اولا

لم تستطع ان تنظر اليه لم تعرف انها كالعبدة
يعاملها بهذا التحكم الكامل وهي لاتفقه كيف تستطيع ان تجد لديه نقطة ضعف واحدة تستطيع بها ان تالمه ايضا


كان عثمان بالخلاف عنها يتمتع في تعذيبها واذاقتها مرارة الكلام الذي تفوهت به
يبتسم لنفسه يعرف جيدا انها تموت عشقا به لكنها تتضاهر بالقوة
سيعرف بالتروي كيف يخترق حصونها المنيعة التي صنعتها منذ لقائهم في افران
نظر اليها وهي لاتزال بالملابس الفاتنة التي ارتدتها في الصباح
شعر بالنصر لانه قادر على ادارتها متى شاء الى حيث يشاء
لكنه يعلم ان لها ايضا قوة غير ضاهرة في مجابهته

مدت له الاقراص وتتبعها بالماء وهمست بصوت منخفض:
- بالشفاء ان شاء الله

قال يجيب:
- امين...ثريا ..هلا اقتربت من فضلك

نظرت وحاجباها يشكلان قوسا فوق وجهها المشع بياض وصفاء:
- ماذا عثمان ليس لانني اساعدك تقفز الى استنتاجات انا لم ولن....

قاطعها يتكئ بعجرفة دون ان يوليها اهتماما :
- انا لست اهتم بك الان فتعالي اريد ان اهمس لابني اريده ان يتعرف الي

قالت في نفسها:
- ابنه حسنا هذا ما كنت خائفة منه انه يريد ان يتعرف على ابنه ولايهمه امه يا له من رجل خبيث

اقتربت تجلس قربه بعد ان تركت صندالها على الارض
شعرت به يميل عليها وانفاسه قرب جدعها وصعقتها اللمسة التي منحها لبطنها
انه يمنحها لابنه وليس لي كم انا سخيفة

قال يهمس:
- انه هنا المسكين ...لا الومه لابد من انه دافئ اليس كذلك ايها الصغير ههه لا اصدق انه في الشتاء القادم ان شاء الله سيكون هذا الصبي او الفتاة بين يدي سبحان الله اضن انه سيكون ...خارق الجمال

كانت نظرتها بعيدة ولم تشعر بنظرته على ثغرها واكتافها وتابع يكلم ابنه ويرسل له الغازا تتعلق بثريا وهي تسمع وتشعر بشيء يدعى الغيرة وكانها تشعر بالغيرة من ابنها
لكنها نفضت الفكرة من دماغها

قالت بجدية:
- اريد ان اذهب للنوم

قال بشبه ابتسامة وعينه لاتبرح وجهها مفتونا بها:
- اذهبي واتركي ابني لم انهي الحديث معه بعد

نظرت اليه باندهاش وابعدت نظرتها عنه مجددا
لمسته على بطنها كان لها وقع الخذر على نفسها وقلبها ينبض سعادة نوعا ما لانه تقبل الطفل على الاقل من دون اية مشاكل ويهمس له
الان فقط تستشعر مواقف النساء وكيف تشعرن بالحاجة لدفئ يد الزوج او قبلاته على البطن او وضع راسه عليه فلكم تبدو رائعة

لكن كيف لها ان تستمتع بهذه المواقف وهو لايعتبرها شيء
بينما يهمه ابنه فحسب

قال يصارع المشاعر المتوهجة في جوفه كالنار الملتهبة وقبل اطراف اصابعه ووضعها على بطنها ببطئ وقال:
- اذهبي الان

نظرت اليه بكسل تقول وقد حملها فوق بساط مشاعر تشتاق اليها :
- ماذا...؟؟؟

قال بجدية يرتاح اكثر على المخدات:
- اذهبي ثريا واعتني بطفلي جيدا ...اه على فكرة غذا احضري الى غرفتي كل ملابس ابني لايجب ان تحتكريها لك وحدك

شعرت وكانه يخرق قلبها بسيف:
- لعلمك عثمان انه ابننا اي ابني ايضا والملابس اشتريتها من مالي فلايحق لك ان ....

قاطعها لسبب وجيه:
- ستحضرينها الى هنا ولاتخفي شيء اذا اردتي تخيل شكل الطفل وتلك الاشياء فلن تفعلي ذلك وحدك اريد ان اتخيله ايضا فهو ابني ام بطلبي هذا اكون شريرا ومتكبرا

تركته تقول:
- تصبح على خير سيد عثمان

وصفقت الباب بقوة
خرجت من بين شفاهه تنهيدة قوية كان يكتمها فهي ان دلت فستدل عن مدى تعاسته
ان هو طلب منها ان تحضر الملابس فلكي يخلصها من شيء اسمه هوس
يخاف ان يقدر للطفل ان يسقط وهذا ما لايتمناه لكن ان قدر فلايجب الا ان يرضيا بحكم الرحمان
لكنه لن يستطيع تحمل ان يراها تنهار والا تتحمل وترفض الصمود





******************



في اليوم التالي



في الاسطبلات
وبالتحديد في مكتب عبد الصمد
كان اليوم بالنسبة له من سائر الايام التي مضت اصبح يراكم الاعمال بجدية اكبر لكي يستطيع التفرغ للزواج بسهولة
وراحة بال

لايدري لما يشعر بان الوضع الان اصبح في غاية الحساسية
اولا جولييت التي ظنها ستذهب في وقت مبكر فهاهي الان تبقى الى اسبوعين
يشعر بالضيق من الموقف الذي يتذكر فيه زوجته فحتى انه لم يفعل شيء يسيئ في امر في ذلك اليوم
لكن هند غضبت ويشعر بالقلق ان هو اخبرها بان الاجنبية ستبقى هنا اسبوعا اخر

اما الامر الاخر الذي يشعره بان اعصابه تكاد تنفجر
الامر المتعلق باصل هند لم يشعر بالغضب من امه كما يشعره الان انه يحبها
لكن ان تفرق بينه وبين من يحب لاجل الاصل فقط سخيف لدرجة لاتصدق
يصلي ويدعوا كثيرا لكي لاينفضح اصل الفتاة ويوضع حد لزواجه بها
ان حصل ذلك فقد ينهار هو الجبل الشامخ الذي يعهده رجاله من اصلب الرجال في العائلة

قال يحدث نفسه:
- يجب ان يسير كل شيء على مايرام

سمع رنين الهاتف قربه وطالع فيه برهة ليمسكه ويقوم بالاجابة:
- السلام عليكم من معي؟

تكلم الرجل العجوز :
- اهلا سيد عبد الصمد كيف الاحوال ؟

نهض عبد الصمد يلتف على المكتب ليسند طوله على حافته :
- بخير سيدي وانت ؟

اجاب الرجل:
- باتم الصحة والعافية كنت اتصل لاستعلم عن جولييت واحصنتها فالانسة لم تتصل بي منذ ذهابها عنكم وضننت انها سحرت بشيء ما

كان يعني شيء محددا بكلامه
فقال عثمان بدهاء:
- لاسيدي لااضنها سحرت بل فقط الاحصنة من تاخد وقتها بل لربما هي فوق المهووسة بها تراها الوقت كله وتاكلها من يديها وتريد ان تعود الى المزرعة عندك باسرع وقت ...لكن يجب ان تصح الاحصنة اولا ويمكنها العودة بعد ذلك

قال العجوز يبتسم:
- هلا اخبرتها باتصالي

قال عبد الصمد:
- ساناديها ان اردت محادثتها

قال العجوز:
- الوقت غير مناسب وانا لدي ضيوف كثر على اي اخبرها باتصالي وساكون شاكرا لك مع السلامة

ابتسم عبد الصمد ابتسامة جانبية تدل على تملله من هذا الرجل والاجنبية التي بدات تضهر شيء مما يسميه مخالبهن الذهبية لتغويه لكنه بغنى عن اغواءها فهو مكتف بعصفورته ولايتخيل حياته مكتملة الا بها
فكيف بامه ان تكون قاسية عليه الى هته الدرجة
لايريد ان يجرحها من حيث اصلها ولايريد ان يذكرها به
لكن من يضمن تصرف امه تجاهها

دخلت في تلك اللحظة جولييت تغلغل يدها في شعرها بدلال وتنظر اليه باغواء
فابعد نظره عنها يعود الى مكتبه يقول بعجرفته المعتادة:
- السيد يريدك ان تعلمي انه اتصل ويتمنى ان تسرعي في العودة اليه

وضعت يديها على المكتب تميل عليه:
- هل اخبرته انني وجدت ظالتي هنا

قال بغضب مكبوت:
- هلا فعلت انت ذلك خذي الهاتف واخبريه بنفسك

اقتربت تضع يدها على كتفه:
- اخشى انني لا اعرف الرقم هلا ركبته لي ابد

نفض يدها بسوطه وشعرت بالالم فيهما
ونهض بهيبته وطوله يكاد يخنقها من مكانه:
- استرجعي الرقم لحالك يا ...جولييت

خرج من المكتب بعد ان اغلق الادراج وتركها
شعرت انها منبوذة فامثالها يعيشون على الفسق نعود بالله منه
فلاتكتفين بشخص واحد
اللهم استرها معنا يارب
المهم انها شعرت بعد هذا الكلام الجاف منه بالخواء فاخدت الهاتف وبحتث فيه ووجدت ما كانت تبحث عنه
ركبت الرقم وهي تقضم اضفرها بدون اذيته طبعا

عندما سمعت الهاتف يرفع اطلقت ضحكت رنانة:
- ههههه ابد الصمد انت مضحك فعلا ..اوه...اه الو مزرعة السيد ...

قالت هند التي شعرت بلون وجهها يتحول الى القرمزي فلم تجب الا لانها تعرفت على رقم حبيبها:
- الو من انت ...هل انت تلك الاجنبية الوسخة

سمعت هند جولييت تقول وكانها تكلم احدهم:
- لابد من انني اخطئت حبيبي ....او اسفة عزيزتي اظنني اخطئت الرقم

اغلقت جولييت الهاتف بغنج وهي تتنهد بدلال
ومحت جريمتها بذكاء شيطاني
وخرجت من المكتب بسهولة تامة تتمايل كالهرة
حظ يحالف الباحثين عن الشر

وضعت هند يدها على فمها حتى احمر من قبضتها عليه
واعادت السامعة وكل اعضائها ترتجف صعدت الى غرفتها بسرعة وتجاهلت منادات ايوب لها
واستلقت على سريرها تبكي كالمجنونة في حالها





****************



في القصر

بعد الافطار



توجهت كل من مليكة وابنتها السعيدة اكثر من السعادة نفسها
دخلاتا الى المطبخ للشروع في طبخ الاكل للغذاء
اما بالنسبة لفاطمة فقد اخدت الهاتف من على الطاولة الصغيرة
وانصرفت الى حيث يمكنها التكلم بدون ان يسمعها احد

ركبت رقم منزل السي محمد وانتظرت لفترة الى ان اجابت صفية:
- الو السلام عليكم من ؟

قالت فاطمة بشموخ ظاهر:
- انا فاطمة زوجة سليمان المنصور هلا اعطيتني سيدتك رشيدة واسرعي ليس لدي الوقت كله

قامت صفية تصعد الى فوق حيث تتواجد سيدتها تضع الملابس قربها وتقوم بطيها :
- ما الامر صفية؟

قالت صفية:
- انها السيدة فاطمة المنصور تريدك على الهاتف

قالت رشيدة بهدوء:
سانزل حالا

وضعت رشيدة ما في يدها ورفعت حجابها على راسها ونزلت الى الاسفل لتستقبل المكالمة وهي تتوجه بالهاتف الى الصالون

- الو السلام عليكم كيف حالك الغالية فاطمة كيف الاحوال في بيتكم؟

قالت فاطمة وهي تشعر بعدم الرضى لانها تحدثها:
- كلنا بخير الحمد لله المهم الان اريد ان احدثك في موضوع زواج ابنائنا او بالاحرى ابني من الابنة التي تبنيتها...اعني هند المهم اريد ان اخبرك انني سامر في الغذ عليكما لكي نقوم بالذهاب الى الدار البيصاء وتجهيز الذي يمكن تجهيزه للعرس

قالت رشيدة التي كادت تبتلع لسانها والحزن هاجمها من افضل صديقة لها:
- اسفة يا فاطمة لانك علمت بان هند تكون ابنتي بالتبني لاني فقط ربيتها اتمنى الا ياثر هذا على صداقتنا فهي تضل هند صغيرتي التي اشعر وكانها تكونت في احشائي انا عاقر ولا الد واتمنى ان تتفهميني فانت ام

نهضت فاطمة ترفع حاجبا بتكبر لاتستطيع عليه امرا:
- اجل اتفهمك واتفهم الامر لكن مالا افهمه لما الكذب علينا حسنا كنتما تخفيان عنها الامر
لكن ما ذنب مولاي عبد الصمد في الامر تدرين انه يستحق ان يرتبط بصاحبة اصل ونبالة وفي مجتمعنا الناس لاترحم فان خرج خبر انها ليست ابنتكما الحقيقية فقد تنتهي صمعتنا في الطين وهذا ما لانريده لا لنا ولا لك

شعرت رشيدة بالاهانة الشديدة وكانهم خيروا صديقتها بين ان تخنق او تذبح فبدل ان تنقدها من احباطها فعلت الامرين بنفسها جعلت قلبها الرقيق رغم سنها ينزف هي امراة شريفة ونبيلة وابنتها ليست الا صورة طبق الاصل عنها فكيف بامراة مثل فاطمة ان يخرج منها هذا الكلام

قالت فاطمة بصوت ناعم:
- اعلم انني قسوة عليك يا رشيدة لكن اعلمي فقط انني اشبه الهرة التي تدافع بشراسة عن اولادها واولادي هم نظري فان فقدتهم او مسهم احد بضر قد اصبح شريرة لابعد حد

لا لا هذا غير معقول كيف لرشيدة ان تسلم ابنتها لهته العائلة
ولكن كيف لها ان تطلقها منه وهي تعلم انها تحبه
لكن كيف لها ان تطلقهما وهي تعرف ان ابنتها سيتأذى شرفها وقد لا تتزوج بعد ذلك فقد يظن الناس بانها كانت غير شريفة ولذلك تركها عبدو
او قد يظن البعض انها عاشرته قبل الزواج
كانت الافكار السوداء حول كيف تحمي ابنتها تدور كالزوبعة في راس رشيدة فقالت:
- انظري يا فاطمة انا اعرف انك سيدة مجتمع راقية
انعم الله على ولديك بالزواج من بنات عمتهما من اصلكم تماما
لكن بقي عبد الصمد وهو رجل قوي قادر على معرفة مصلحته انه يعشق البنت وياتي اليها كل يوم تقريبا بل هي تموت حبا فيه تذكري انت وزوجك وانا وسي محمد ما الذي جمعنا في الزواج غير الحب فان انبثر وهو في ريعانه قد يتاذى الاولاد لمدى الحياة والجرح في سنهما صعب ان يندمل

قالت فاطمة بجفاء لتعود الى جلستها الاولى وهي تشعر ان ابنها يخونها بزيارة الفتاة وراء ظهرها :
- اخبريني الان هل موافقة على الذهاب ...لكن طبعا موافقة يا رشيدة فليس لديك خيار وللاسف لاجل ولدي ولاجل انه طلبني سازوجه بها لكن لو فقط لم يحبها لكانت الان طالق وهذا فقط بسبب الغضب الذي في نفسي عليك لانك كذبت علي انا اعز صديقاتك يا رشيدة .... الى الغذ ان شاء الله


عند اقفال السماعة في وجهها شعرت رشيدة بانها تموت حسرة على نفسها وعلى ابنتها الهذه الدرجة استخسرت فيها الدنيا سعادة ابنتها
استغفرت الله كثيرا ثم نهضت لتعيد السماعة الى مكانها

نظرت الى فوق لتشهد نزول ابنتها المحجبة مسرعة واقتربت من الباب لتفتحه
فقالت رشيدة وهي ادرى بتربيتها لابنتها عن نوع الاحساس الذي يظهر من ملامحها لكنها تعلم انها تزوجت الان ولابد لها اسرارها مع زوجها :
- الى اين هكذا هل اعلمت زوجك بخروجك؟

قالت هند بصوت مبحوح:
- ليس علي اخباره بشيء فاصلا انا ذاهبة اليه السلام عليكم

ردت رشيدة تقفل الباب وراءها:
- وعليكم السلام


بعد وصول هند الى مزرعة المنصور بسرعة هائلة
توقفت السيارة ونزلت منها تصفقها بقسوة
وذهبت لترى ان كان زوجها في مكتبه وفعلا وجدته
دخلت وصفقت الباب بقوة فنظر اليها عبد الصمد وقال بين الدهشة لوجودها والدهشة لما يعلو وجهها:
- هند ....ماذا بك وما الذي جاء بك الى هنا؟؟

قالت تقف امام المكتب وهي تقول ووجهها يعصف غضبا:
- اتصلت بي من هنا من رقمك وكنت معها عبد الصمد ..كيف كيف تفعل بي انا ذلك ...كيف تدمرني كيف ؟

نظر اليها وشيء من عدم الفهم يمسح على وجهه:
- هند ما الذي تقولينه وقبل اي شيء اجلسي واستنشقي الهواء جيدا لانك تخيفينني بهذا الوجه

نهض من مكانه واقترب منها لكنها نفضت يديه عنها:
- عبد الصمد اريد توضيحا الرقم من هنا من المزرعة صعد على الهاتف هذا الصباح وسمعت ...سمعت صوت تلك الحقيرة الاجنبية تكلمك وتقول حبيبي ...."صرخت "...فلا تقل لي انني كاذبة اللعنة عليك وعليها تبا

قال بصوت صارم اعادها الى وقت مضى:
- هند اجلسي حالا والا استعملت طريقة سيئة في اجلاسك واقسم ان قساوتي لن تعجبك وستترك عليك كدمات شتى فاجلسي

تقدم من الباب يقفله بالمفتاح ويضعه في جيبه وهي تجلس في مكانها ويعود اليها قائلا يجلس على الطاولة جاذبا الكرسي لتكون هي بين ساقيه حتى ان الحرارة غزت خدودها من الخجل:
- هيا الان اخبريني بالتفصيل ومن دون صراخ من اتصل بك وماذا اخبرك؟؟

قالت تشعر بالتوتر يهزها تحت نظرته وطغاوة رجولته القوية:
- انا ...انا كنت اتفرج على التلفاز في الاسفل مع ايوب...ووردني اتصال رأيت الرقم وهو هذا الرقم الذي تتصل بي منه...عندما اجبت سمعت شخصا امراة تتكلم وهي تضحك وتقول ابد الصمد حبيبي وبعدها قالت اسفة الرقم خطأ شيء كهذا ....فهمت انها تتصل من هنا من هذا المكتب وانها الخبيثة جولييت

قال بشيء من الدفئ وابتسامة تعلو وجهه الوسيم:
- وانت صدقت ؟

قالت تنظر اليه بغرابة :
- اجل ...ما...لست...

قال ينظر اليها بخبث:
- تعالي وتاكدي بنفسك هيا

نظرت اليه وهي تقول :
- اتي ؟؟

قال بجدية يامرها :
قفي الان واذهبي الى الهاتف وابحثي عن الرقم الذي ركب ان كان الخاص بك...ولتعلمي انني لست الوحيد في هذا العالم الذي خلق اسمه عبد الصمد ويمكن لاي احد ان يلعب بمشاعرك

نهضت فعلا واقتربت من الهاتف تبحث وهي تشعر بالخجل من نفسها ونظرت اليه يقترب منها والخطر في عيونه السوداء النارية:
-لا اجد اي اتصال

قال يمسك يدها ويقول:
- انا كنت هنا للإعتراف فقط....وكانت جولييت معي ولكن السبب في تواجدها ان ذلك الرجل الذي ارسلها من اتصل بها ولكنها لم تكن موجودة
وعندما اتت اخبرتها باتصاله

امسك بالسماعة واراها الرقم واتصل به رغم احتجاجها على انها صدقته:
- الو السلام عليكم سيدي كيف الحال اخبرك ان الانسة جولييت قد وصلها خبر اتصالك وهي تود ان تتصل بك ايضا ...الم تفعل...ها ...المهم ستفعل اذا في ما بعد على الارجح....هناك شخص انا في غاية السعادة يا سيدي لوجوده الان بقربي فهلا قدمت حضرتك التهانئ لزوجتي هند بزواجنا القريب

اعطاها عبد الصمد الهاتف هي تشعر بالحرج من تكذيبه وقالت:
- الو ...شكرا لك مشكور سيدي هذا لطف منك....ان عبد الصمد في عيوني ...اشكرك

اعطت السماعة لعبدو وهي محرجة ممتقعة اللون ووضعها على الهاتف
فقالت تتوسله:
- انت لست غاضبا مني عبدو ؟؟

قال عبد الصمد يفكر في جمع قطع البوزل وهو يعود وراء مكتبه ليجلس:
- انا لست غاضبا منك عمري لكني افكر فقط ...ولا انكر ان كلامك وطريقة دخولك غير مأدبة البتة جعلتني اضن اننا من تربية الشوارع

قالت تقترب منه بخجلها الذي يجعله في قمة السعادة لضمها:
- اسفة يا عبدو والله انا لو لم اكن احبك لما فعلت ما فعلته وبالخصوص عند نطق اسمك تماما كما نطقته تلك المراة لكنني الان نسيت فلا تحزن من كلامي

قال بحبور يجرها من يدها ليجلسها في حضنه:
- روعة غيرتك وخجلك يكادان يفنيانني ويصرعانني جنونا من اين لك خضرة هته العيون يا الله عليها... تسحرني

قالت تبتسم:
- الحمد لله خلقني الله جميلة لاعطى على طبق من ذهب لك فعليك ان تشكر خالقنا على ذلك

قال بهمس:
- الحمد لله حلالي يفوق الخيال






********************



بعد ساعة الغذاء بالقصر



كان قد صعد عبد الصمد وسعيد الى مكتب جدهما لبحث الامور المالية والى ما تصل اليه المزرعة من تطورات
وكل منهما سعيد والانشراح باد على محياه
الحب يلطف جو الانسان بل يجعل شعلته دائمة لاتنطفئ ابدا


قبل ان يصعد سعيد كانت عبير تقف امام المطبخ تنتظر بزوغ شمسها من المجلس
وجهت له نظرة فيها غنج وتلاعب وابتسامة تكشف عن ما في داخلها
وعندما لاحظت عبد الصمد معه خجلت وتوقفت عن النظر
غير انها نظرت الى زوجها مرة اخرى ولاحظت انه يغمزها
فقد علمها طرقا غريبة في التواصل اي شيء بينهما يتواصلان به بحركة فتدري ويدري انهما ليسا وحيدين في هذا المنزل
ولكن عبير تجد الامر كبير في التسلية ومثير ايضا ان تكون الامور رائعة وان تكون الحميمية بينهما الى هته الدرجة لكن لا احد يفهمها غيرهما يجعلها ذلك تضحك بشكل يستطيع ان يفضح امرها

ارادت الصعود الى جناحهما لتبخره قليلا بالعود
لكن امها قالت تناديها:
- عبير الى اين ؟؟؟تعالي علينا ان نتصل باختك لنطمئن عليهما

شعرت عبير ببعض الاحباط لكنها تعلم ان البعد يولد المحب اكثر
قالت تجيب امها:
_ حسنا ساضع المبخرة واتبعك امي

بعد لحظات كانت عبير تتبع امها الى المجلس وقالت لها وهي تنظر اليها حاملة الهاتف:
- امي ساتصل بها على رقمها الجديد

جلست امها قربها تنتظر ان تركب ابنتها الرقم والمشكلة انها لحد الان تشعر بالخوف من ان تعلم امها بمستجدات ثريا وحياتها
اجابها صوت ناعس:
- السلام عليكم

قالت عبير بمرح لتشعر امها بما تعانيه ثريا:
- اهلا بالعروس الهاربة من القصر كله... لا اتصال ولاشيء

نهضت ثريا بتكاسل تثائب وتتمطى كقطة كسولة:
- يا لك من مزعجة اليوم فقط احصل على الراحة عبيرة مجنونة انت لتزعجي ...امراة حامل في شهرها الاول

قالت عبير تبتسم بمرح اكبر:
- يارب اتمنى ان اكون مثلك انا ايضا اشعر بالسعادة لاجلك

قالت ثريا تقف ببيجامتها الوردية الحريرية وتلمس بطنها:
- لاتدرين كم انا سعيدة تدرين شيء.. عدلت انا وعثمان عن فكرة الفراق او الطلاق ليس بالوقت الجيد لذلك والطفل يحتاج لوالديه وساتحمل المر من اجل ان اراه وسابقى بقربه ما حييت ان شاء رب العالمين

قالت عبير تسالها دون ان تدير شكوك امها اليها:
-اخبريني هل هو سعيد مثلك؟

قالت ثريا تبتسم لذكرى دفئ يده على بطنها :
- اجل وقد احبه خلافا على ما ظننته ...اه لم اخبرك انه حصلت له حادثة كادت ...يا الله ...كادت تودي بحياته لكن الحمد لله الذي ادام الله في عمره وهو بخير ارجوك... لاتخبري احدا حسنا

قالت عبير وهي تسمع الحاح امها على اخد السماعة:
- المهم الحمد لله يا ثريا الحمد لله ...هههه وخدي امي تريد التكلم معك

قالت مليكة بابتسامة واسعة تكاد تفر الدمعة من عينها:
- اهلا بنيتي يا صغيرتي كيف حالك يا ثريا؟

قالت ثريا وهي تشعر بالحنين لحضن غاليتها وهي تقول:
- امي اتوسل اليك سامحيني على ما مضى وما هو قادم ان شاء الله ...انا اتفهم مشاعرك فقد اصبحت اما انا حامل ماما حامل

ضحكت الام وشعرت عبير بامها سعيدة حتى البكاء:
- اه يا غاليتي وكيف انت ...هل...هل تعتنين بنفسك... كيف احوالك؟

قالت ثريا تبتسم وهي تعود للفراش لتجلس عليه بهدوء:
- بخير يا احلى واغلى الامهات على وجه الارض اشتاق لرائحتك امي

قالت مليكة:
- عليك اذا ان تاتي انت وزوجك الى عرس عبد الصمد اخبري عثمان بذلك الاسبوع المقبل عليكما ان تاتيا ارجوك اشتاق لتواجدك بحضني بنيتي ..آآآآآه...

قالت ثريا تريد ان تبعد الحزن عن امها فقالت:
- فليحفظك الله من الآه يا اماه سناتي في الاسبوع المقبل ولن نتاخر الموعد في اي يوم؟

قالت مليكة :
- يوم السبت لاتنسي...والان صغيرتي كيف حال الصغير اخبريني وبصراحة وان احتجت للسؤال عن اي شيء فاساليني انا والمثل المغربي يقول<<سال المجرب لاتسال الطبيب>>

قالت ثريا تضحك:
- حاضر امي ساخبرك بكل شيء ان شاء الله انا بخير وزوجي كذلك

قالت مليكة :
- هاته لي لاكلمه فهوابن الغالي سليمان

قالت ثريا تبعد العبوس عن وجهها وكأن امها تنظر اليها الان:
- لا انه في الحمام يستحم<<استغفر الله من كذبتي>> في المرة المقبلة حسنا

قالت مليكة بحبور وشجن:
- ابنتي اتمنى لك حياة سعيدة مليئة بالراحة والهناء عزيزتي الحمد لله ستاتين الى هنا وساعتني بحملك فلا تخافي

قالت ثريا تلتفت الى الباب حيث تواجدت عمتها :
- حسنا امي ساقفل الان مع السلامة حبيبتي دعاءك لاتنسيني

بعد ان اقفلت الهاتف الخلوي
سمعت عمتها تقول:
- من كانت هل تلك مليكة كيف هي؟

قالت ثريا تطمئنها:
بخير تسال عني وعن عثمان فاخبرتها باننا بخير ...هل اردتني يا عمتي الغالية

قالت عمتها تبتسم:
- اجل زوجك يريدك فانزلي اليه لتساعديه في الخروج من الغرفة

قالت ثريا تمسك ظهرها :
- تدرين اشعر عمتي بالتعب فعلا ...اتمنى ان يشفيه الله بسرعة

قالت العمة:
- ان كنت تشعرين بالتعب فابقي في السرير وانا ساتولى اموره

قالت ثريا تنهض دون ان تلقي نظرة على شعرها المشعة وبيجامتها التي تضهر جدعها مع بداية صدرها :
- لا ابدا سانزل لاخرجه الى الشرفة ولكي يستنشق هواء البحر اللذيذ هنا وانا ساعود للنوم اشعر ان النوم في العالم كله لايكفيني

ضحكت عمتها وتوجهت الى غرفتها
بينما نزلت ثريا بهدوء الدرج
دخلت الى غرفته حيث وجدته كما تركته بعد صلاة الظهر بنظارتيه وشعره المرتب وقميصه الطويل المفتوح عند الصدر يقرأ القرآن
قالت تعلن وجودها:
- احم..عثمان ...ناديتني

نظر اليها وفقد الرغبة في الكلام
فلقد سحره منظرها وخدودها المحمرة من النوم
وجسمها الملفوف باهمال في بيجامتها الحريرة في لونها الوردي
واحمرار شعرها زاد من فتنه كاملا
فقال اخيرا وهو يزيل النظارة ويضعها على المنضدة الصغيرة قربه والقرآن ايضا وقال :
- اردتك ..اجل لكي تساعديني في الخروج من هذا السرير

اقتربت منه والكسل باد على محياها اسندته ليجلس وفعل شيء لم تتوقعه ولا هو توقعه جذب خصرها اليه وقال:
- كيف حال ابني الصغير؟.... هل نام دافئا؟

وضع راسه على بطنها يدعي انه يسمع:
- اخبرني هل ادفئتك جيدا...جيد... لابد من انه محظوظ

نظرت اليه وقالت بصعوبة:
- لقد سلمت على ابنك والان هلا اعطيتني ذراعك لاجلسك على المقعد

نظرته القاسية اجمدتها كم تهاب هته النظر التي تتغير بسرعة
قالت لتغير مجرى تفكيرهما:
- تدري اتصلت بي امي وهي تقول ان صهري عبد الصمد سيتزوج في الاسبوع القادم وعلينا الذهاب لحضور زفافه

قال عثمان مغضن الجبين:
- اتمنى انك لم تخبريهم بحادثتي والا لفزعت امي والغوا كل شيء
منتديات ليلاس
قالت تساعده في الجلوس وتدفعه:
- لم اخبرهم بشيء غير عبير وهي لاتتفوه بكلمة...المهم يجب ان نعود في الاسبوع المقبل الى هناك

قال عثمان وهو يتوقف في الشرفة ويقول:
- اجلسي قربي في احدى الكراسي يا ثريا

قالت :
- لكن ارجوك يا عثمان اريد العودة الى النوم فلنتحدث في وقت اخر ..اعرف ان المهم الان هو الطفل والطفل في بطني فلا تخف سافعل كل ما تجده مناسبا
من اجله فقط سابقي على هذه العلاقة
فلم انسى انك عيرتني بما يكفيني واهنتني ...

قال يقاطعها بحدة:
- ثريا ليس لاني الان عاجز تستطيعين قول ما تشائين لا يعطيك الحق في التطاول على شخصي يا سيدتي المحترمة فالزمي حدودك والمرة المقبلة تذكري مركزك اذا اردتي ان تبقي قرب هذا الطفل فالافضل ان تكوني مطيعة وان تحترميني مفهوم

شعرت بارتباك هزها واخفضت نظرتها بعيدا عنه اخدت الكرسي وجلست
ليتحدثا لم تستطع ان تنظر اليه
وهو شعر انه يزيد الطين بلة ومن دون فائدة ترجى
- انظري ثريا هناك الان من يربطنا سواء اردت ام لا انا زوجك وانا أأمر هنا ستصغين الى كلامي ومن دون عصبية

قالت بهدوء لاتدري من اين لها به:
- تفضل انا اسمعك

قال يعود بظهره ويظهر صدره القوي وقوته رغم كسريه:
- علينا ان نتفق نحن لن نتطلق ابدا فلا اريد لابني ان يعيش بعيدا عن دفئ والديه فهمتني

حركت راسها باجل
اكمل بنفس العجرفة في ملامحه وصوته الخشن:
- انت تفهمين ما عليك من واجبات

نظرت اليه بصدمة:
- ماذا تعني بواجبات انا ...همست...لاتحلم بلمسي عثمان
من اجل ابني سابقى قربك وانت ...
اذا اردت فتزوج باخرى انا لن انام بعد اليوم في فراشك

شعر وكان خجرا متوحشا طعنه بقوة حتى الالم:
- ومن اخبرك انني ارغب فيك
لقد مللتك ولو لم اكن مللتك لما وافقت على الطلاق في السابق
فلا تشعري بالفرح لاجل شيء

شعرت بانها تريد ان تبكي بشدة
فهو يالمها اكثر مما تفعل هي
- ارحتني هكذا ...نكون قد تفاهمنا

قال يصر على اسنانه وفكه يتموج بخطورة:
- يمكنك الذهاب وان رايت ان هناك ما قد يجمعنا في الحديث فساناديك و...لاتنسي حافظي على ابني قدر الامكان

لم تستطع ان تلاقي نظرته فالالم في قلبها يفوق البحار باسرها
صعدت الى غرفتها وانسدحت على السرير بقوة تبكي وتتلوى بالم قلبها المبرح يرد ان ينهي امرها هذا ما يريده انه خبيث اناني انه قاس ومتسلط الى ابعد الحدود

- اه يا ابني لاتصدق ما اقوله في نفسي ابوك رجل حنون سيحبك ...فلتحبه انت ايضا مهما كان قاسيا احبه فقط احبه

منتديات ليلاس
يتبع...................
منتديات ليلاس


 
 

 

عرض البوم صور Jάωђάrά49  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
جوهرة, رجال في مزرعة العشق والهيام دمر شموخهم الغرام, قصص من وحي الاعضاء
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t136361.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ظƒظ… طھظپط¹ظ„ ظƒط³ط§ط±ط© ط§ظ„ط­ط¬ط± ط§ظ„ط±ظ…ط§ط¯ظٹ - ظƒط³ط§ط±ط© ظ…طھظ†ظ‚ظ„ط© This thread Refback 06-01-15 02:08 AM
ط±ط¬ط§ظ„ ظپظٹ ظ…ط²ط±ط¹ط© ط§ظ„ط¹ط´ظ‚ ظˆط§ظ„ظ‡ظٹط§ظ… ط¯ظ…ط± ط´ظ…ظˆط®ظ‡ظ… ط§ظ„ط؛ط±ط§ظ… ط§ظ„طµظپط­ط© ط§ظ„ظ‚طµطµ This thread Refback 28-08-14 03:58 PM
ط±ط¬ط§ظ„ ظپظٹ ظ…ط²ط±ط¹ط© ط§ظ„ط¹ط´ظ‚ ظˆط§ظ„ظ‡ظٹط§ظ… ط¯ظ…ط± ط´ظ…ظˆط®ظ‡ظ… ط§ظ„ط؛ط±ط§ظ… ط§ظ„طµظپط­ط© ط§ظ„ظ‚طµطµ This thread Refback 08-08-14 06:23 AM


الساعة الآن 07:19 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية