كاتب الموضوع :
Jάωђάrά49
المنتدى :
القصص المكتملة (بدون ردود)
التكملة
ان شاء الله
في نفس الليلة
تقدم سعيد الى القصر ليفاجئ بمظهر احداهن ليست من المنطقة ابدا تقف امام القصر وبيدها سيجارة رمتها و خبئتها تحت قدمها وقالت تنظر ممعنة النظر فيه:
- مساء الخير هل تسكن هنا في القصر؟؟
قال ينظر اليها بشيء من الامتعاض الذي ابعده عنها:
- اجل لكن من تكونين؟؟
مدت يدها اليه باظافرها المطلية بعناية:
- ادعى جولييت
اومئ منزعجا وتلفت الى القصر ليدخله بدى عليه فعلا الامتعاض من اين اتت هته الاخرى؟؟
يظن انها ستشكل لهم مشكلة عويصة
دخل ليسأل عنها .. فيعلم ان هته الاشكال لا تاتي وحدها
نادى على عبد الصمد الذي كان يجلس في مجلس الرجال مع جده وابيه
واقترب هذا الاخير من اخيه فقال الاخ الاكبر سعيد بحدة وخفوت:
- من تلك الفتاة ؟؟تعلم انها تدخن؟؟ لانريد للنساء هنا ان تتزعزعن من ذلك المنظر
قال عبد الصمد يغضن جبينه وينظر ناحية الباب حيث كانت:
- يا اخي العمل من فرض علي حضورها ارجوك لاتحمل هما ساتولى الامر
قال سعيد بعصبية :
- اتمنى ايضا ان تشير عليها بان ارتداء الملابس الغير محتشمة يشكل فوضى وانعدام الاخلاق هنا
فتحمل مسؤوليتها عبد الصمد ارجوك لااريد رايتها هنا امامي مرة اخرى بذلك الشكل
كان يعلم عبد الصمد ان غضب اخيه من نوع خاص فإذا قال شيء ما عليه تنفيذه يحترمه كثيرا لانه اكبر منه لذلك قال:
- لاعليك اخي ساخرج لأحدثها حالا
ترك عبد الصمد سعيد وراءه وخرج ليجد الفتاة تمتع نظرها بجمال الليل في الخارج
واقترب منها يقول:
- يا انسة..
ابتسمت تنظر اليه بغنج وتعدل شعرها وراء اذنيها الجميلتان باقراط رائعة تتلألأ
- ابد الصمد تدري انني اعجبت كثيرا بجمال القصر وبهاء الجو؟؟؟
قال يتنهد ويقول:
- انظري انسة ...كاد ان يناديها باسمها لكنه عدل عن الامر....اتمنى ان تحترمي حرمة هذا البيت اولا السيجارة وتدخينها علنا شيء لانحبده ولانفعله حتى نحن الرجال ...ثانيا اتمنى ان اعطتك امي من العبايات الطويلة الخاصة بالبنات فوق فارتديها ولأنهم يشعرون بالنزعاج من مظهرك...
قالت تعني بكلامها شخصا:
- هل تعني اشعرتك واخوك الذي ذخل بالانزعاج ؟؟؟حسنا لم اقصد لو تعطيني والدتك من ملابسكم ال...جميلة سارتديها لاانوي على اي حال خسارة صداقتكم لي ...هل تعدني "ابد" بانك ستاخدني معك الى الاصطبل غذا
قال يبتسم غصبا عنه:
- ان شاء الله والان لو تفضلت بالدخول والالتحاق بجناحك فسارسل امي او الخادمة لكي تعطيك الملابس اما في غرفتك فانت حرة
ابتسمت تقترب منه اكثر:
- شكرا لك على شهامتك
شعر بالفعل بانها افعى تحت ثبن تحرك من امامها لكي يدخل فتبعته لتجد انه تجاهلها داخلا الى المطبخ وبعد ذلك عاد الى مجلس الرجال تجد انها يوما عن يوم تتعلق بهذا الرجل ولاتريد فعلا ان تحبه فلاتحبذ سوى حب المال الدائم والغير مؤلم
وانتظرت فقط لحظة لتشير اليها امه فاطمة الخاجة من المطبخ
باصبعها علامة اتبعيني وصعدتا الى فوق وجولييت تحاول جاهدة استراق النظر على مجلس الرجال لكن فاطمة جذبتها من يدها وصعدتا
وكانت فاطمة تكاد تزمجر غضبا لانها ابدا لاتحب ان ترتبط بعلاقة مع من هم ليسوا من ديننا ليست انانية منها لكنها تكره عاداتهم
وتحاول فقط مجارات عقول اولادها الفاطنة
في الحياة ومسايرتها
***************
بجناح سعيد
بعد ان تعشت بسرعة قبل ان ياتي زوجها وبعد ان اكل هو ما استطاع في السفل بعد عودته
بعد صعود عبير الى جناحها
افكارها تطفوا على قارب يتماوج من رياح المشاعر
الى امواج الخوف والرهبة
تتلفها هواجس تثنيها وترسم بها لوحات
الوانها من ظلال الخوف
نظراتها اقتدت بضباب العشق
فضلت طريق العودة الى الواقع
انعقدت خيوط اعصابها بين الخيالات وتشابكت واثقلت حركاتها
وانستها الوقت ودقات عقرب الساعة المسموع في الغرفة مع صمتها
زيادة على خربشاتها
على الشيء الذي تمسكه وهي غير دارية بما هو في الاصل
غيرت ملابسها بغلالة وردية فاتحة الى تحت الركب وفوقها روب بالمثل
لم تستطع التركيز على ماتفعله فتجد نفسها ان المكحلة الخشبية في يدها لاتجد لها طريقا الى عيونها البنية
او بالاحرى تجد الطريق طويلا غريبا مشوشا
تعوقه عقبات الهوى وضربات تصدح معلنة عن نزول صخور متفرقة على صدرها تألمها وتنزع عنها السوي في التفكير
بلعت ريقها في حنجرتها الجافة
كمياه عذبة سرت بروية تفرش رحيقها لتورق فيه
وادخلت المكحلة في عيونها في خطين جمعا عينيها الاتنتين
الغائمتين بغيوم بيضاء مع اشراقة دافئة منعشة
واعادت وضعه مكانه
لاول مرة بعد ان دخلت الى جناح اختها وجدت نفسها تستعير منها احمر شفاه وردي لامع
لتبسطه على ثغرها الصغير
وماسكارا افرغتها لها اختها لتعطيها من خلطتها العجيبة المقوية للرموش والتي تعطيها لمعانا رقيقا
زيت الخروع وزيت ارغان الحر الاصيل
بعد ان انتهت اخيرا وجدت نفسها في ابهى حلة
لكن تخشى من ان تفسد الامور التي قد تأخد مجراها الطبيعي بفرط خجلها
وعدلت بازدياد الحمرة في خدودها عن البودرة الحمراء
وخوفها مع وساوس تريد ان تستوطن عقلها تزيد من رعبها
اشعرتها بانها تختنق
فخرجت الى باب الشرفة تستنشق من الهواء قليلا
فوجدته حارا يزيد امتقاعها وعدم راحتها مما زاد اختناقها
دخلت الى الداخل لتجلس على سريرها تنتظر زوجها والى ما ستأول اليه هته الليلة
وتتمنى من الله عز وجل ان يريح قلبها وان يبعد عنها
الافكار المَرَضِيَّةََ تلك
والخوف اكثر
سعيد
كان يقف منذ مدة امام باب الجناح لايستطيع ان يدخل بكل سهولة كالايام الماضية
يشعر انه لربما حان الوقت لخرق آخر جدار بينهما
لكن يخاف ان تكون ردة فعلها سيئة
قد تجرحه
قد تطفئ ناره نحوها وتشتري بذلك برودا وصمتا مع تجاهل قد يفلح في وضعه لها كسياج محصن لشخصه
توكل على الله متنهدا ودخل
دخل الى الغرفة ليجدها كاملة الفتنة
مضيئة اكثر من نور الغرفة
تشبه القمر اذا ملأ الكون في سماءه
او الشمس اذا تألقت على سطح مياه دافئ
كانت تضرب بقفصه الصدري من ضلع الى ضلع
من واحد الى الثاني
تلمس اوتاره ..وترا وترا
تلمسها وتمر بها سهوا تاركة عليها احلى نغمات الوله والحب
ذهبت بعقله الى عالمها الصغير ودفنته تحت جنان التيم والهيام
إقترب من المنضدة وأزال ساعته وقلادته والتفت اليها يبحث عن اي كلام يلطف به الجو المتوتر:
- عبير؟
انتفضت عبير بالكاد ترفع عيونها:
- اجـ..... جل
لاياعبير لاتعودي الى سجن الخجل ذاك
اتمنى لو كان حقيقيا ملموسا لانقدتك منه
- ساذخل... لآخذ لي.. حماما
همست :
- حـ..سنا
ذخل سعيد الى الحمام
وبقيت هي تهدئ نفسها بما استطاعت اعتلتها رجفة غريبة
وحاولت فقط ان تاخد شهيق زفير لتريح نفسها وهكذا ركزت على التنفس الى ان خرج زوجها
عندها رفعت راسها اليه بتلقائية لاخوف فيها ولا حرج
تشابكت النظرات خفق قلبها لحظة وارتعشت لرؤيته رائعا
كامل الرجولة بشعره الكثيف الرطب على جبهته
وصدره بشعره الخفيف الاسود
اخفضت نظرتها خجلا وحياء
تجد انها تجردت من مشاعر البرائة التي كانت عليها
تبتعد عن قوسي الغباء
لتدري الان بنفسها انها تحب هذا الرجل فعلا
وانه يعجبها بشكله الخطير
ان كانت هته هي المشاعر التي يكتشفها الزوجين بعد الزواج فهي اذن منهم تحب زوجها اختلافا عن البداية العتمة التي كانت عليها
شعر سعيد انها خجلة فعلا فتحمر وتزيد نفسها جمالا امامه
يريدها هذا امرلا نقاش فيه
لكن ماذا ان اذاها باقترابه ذاك الن تبتعد عنه نهائيا؟
عاد ليقنع نفسه انه رجل دو خبرة وسيعرف كيف يغدق عليها من حبه لها ويجعلها تذوب بين احضانه
لكن اين كانت خبرته ؟؟؟؟ومع اي نوع؟؟؟
قال يقترب من مكان جلوسها:
- عبير ...
انحبس الهواء في حنجرتها
جلس قربها وهي لاتزال في خجلها تغرق
نظر الى وجهها بتعمق وابهر لجمالها الشهي
ثغرها الذي فتنه حتى الثمالة
كان على مبسمها عصفور
وفوق شفاهها بساتين زهور
مروية منتعشة على ارضه الجرداء وقسوته من الصبر
مع مخاوفه الموحشة من الرفض
والتي اختلجت وتمازجت لتغلب عليها الاشواق
والنزعة القوية لها
تنفذ اليه من كل الشروخ في جسده التي كانت سببا هي في شرخها
وتألمها بلطفها وبهائها
مد يده الى يدها وانبعثت حرارة احرقت كلا الزوجين بنار
تحت رماد تقلبت
وترقت الى افضل
من حرارة طفيفة
الى لهيب متأجج
شعرت باقترابه بل وانفاسه الحارة
وقبل ان تخرج انفاسها
اخدت تمر عبر كل العروق في جسدها وتستمد الحرارة منها لتعمر قفصها الصدري بلهيب حاد
واندست ذراعاه على ظهرها بلطف وبطئ
ورفع رأسها بين أصابعه
كانت نظراته ملتهبة على شفتيها
بل يكاد جسده يرشح من مسامه كل العشق ليضهره لها
انحنى وحكى في عيونه قصص الهوى
وتصفت كل خلية بجسده مع امتزاج نفسها به
وقرب رأسه منها
فاحتوى فمها بعنف لطيف وتنهيدة متوجعة
اخيرا روحه عادت الى وطنها الى جسده المهجور من نفسها وعبقها بشراينه
دما يغلي على فوهة بركان يكويه
كان الوقع عليها ساحرا بل وكاد قلبها يصبح بخارا في الهواء من احتراقه بفيض مشاعرها
شعرت انه يكتم على انفاسها برقة كادت تفجر قلبها
فابتعدت عنه قليلا
اللهفة عذبت تنفسه واراد ان تبقى راسية على صدره
لكنها ابعدت نظرتها عنه
هو فهم انه لربما هذا دليل على رفضها له
وهي كانت فقط تستعيد انفاسها الى صدرها مخافة ان تضيع منها
صدمت لانه نهض من قربها وقال بصوت قاس
اراد تدميرها به:
- تصبحين على خير
ابتعد يذهب الى جزءه الاخر وحرك الستائر بينهما
كان يشعر بالثورة في اعماقه
الهذه الدرجة لاتستطيع التجاوب او اظهار الحب له
ما الذي تريده اكثر
ان اركع وابدا في التوسل لها
غير معقول يا عبير
لقد اصبحت متعبا للغاية وهذا الامر لن يوصل بنا الى بر أمان
تخليت عن نفسي وقلبي لإمرأة
هل يعقل ان يكون حبي لها مستحيلا ؟؟
جرحتني ياعبير اظن انني لست بالرجل المناسب لك يا عمري
خرجت التنهيدة متحجرجة مغمورة باليأس من جوفه
اتخد له مكانا فوق السرير واطفئ ضوء الجلسة الصغيرة
ليغيب في السقف يحاول العبور الى مافوق ان يخرقه
و تسبح به جروحه غصبا عنه
ينزف بغزارة وان نشفت عروقه
مات وماتت معه احاسيسه
كانت في مكانها لاتزال النظرة على نسيج الثوب امامها تتمكن من دهنها بينها وبينه بل لقد اخد كل عيونها منها
تغضن جبينها بعدم فهم لما صار واخدت الكرة تضرب
وتعود لنفس المكان في راسها دون نتيجة
كيف كنت ياربي هل لم اكن كما يريد؟؟
عصفت بها زوابع الشك
واندست بين اضلعها طبول الخوف
واختبرت للتو الاحساس بالرفض
الان باتت تشعربالم ان يتركها وهي تريده فعلا
ولاتعرف كيف تتصرف؟؟
الان باتت تشعر به عندما تخلت عنه اول ليلة هو يريد منها ان تدفع ثمن
مافعلته وهاهي الان فعلا تتعذب
نفضت عنها الشبح الاسود الذي اخد يغلف عالمها بتسلسل
لتنهض من مكانها وتتوشح بالقوة وهي ترتجف من اخمص قدميها الى شعرات رأسها المضفور
امالت راسها تفك الضفيرة بارتجاف وقلبها ينبض بعنف وعنفوان
وامالته في كلتا الجهتين ترتبه على كتفيها
وازالت عنها الروب وشعرت انها عارية بدون روب امامه لكنه الحب من يصبرها على هذا
فلاتريد ان تفقده تريد ان تثبت له انها فعلا قادرة على اسعاده
نظرت الى نفسها في المرآة
تراجعت للوراء وشعرت بشيء يضغط بخفوت تحت قدمها
توقفت وعيونها تظهر الرعب الذي سكنها
استدارت لتنظر الى الاسفل فوجدتها عقربا سوداء من اللواتي منتشرة منهن الكثيرات في القرى
نادت بخفوت تسيطر على نفسها
- سعيد.....سعيــــــــد ...ارجوك...سعيـــــــــد...
كان سعيد شبه غائب عندما سمع الصوت يناديه
نهض من مكانه
وغصبا عنه من النبرة المرتعبة في صوت عبير ازاح الستارة
واقترب من المكان الذي تقف فيه شبه بيضاء من الخوف
وتتبع نظرتها الخائفة لحين حطت على العقرب
قال مغضن الجبين
يقترب منها في نفس الوقت يحاول منع الرعب عن صدره لاجلها:
- لاتخافي لا عليك انها ميتة
قالت بشفاه مرتعدة تترجاه ناظرة تمد كلتا يديها اليه لتستند عليه :
- انا خائفة ...لقد دهستها برجلي سعيد يا الله اخاف ان ...ان اكون قد اصبت
كان هادئا لانه لمح ان العقرب نشبت ذيلها في جسدها بسبب قدم عبير
اعجب نوعا ما بشجاعتها للموقف وهدوءها
وما زاد التأثير عليه جمال كتفيها اللذان ولأول مرة يلمح لهما ظهورا ومقدمة صدرها الندية
ابعد نظرته ليجلسها على السرير ليجلس هو القرفصاء
وينظر الى قدمها من اسفل
التي كانت بين اصابعه الذكية
ولاحظ انها سليمة وزاد ارتياحه فقال وهي لاتزال بين يديه:
- لاعليك الحمد لله لم يحصل شيء
كان يبعد نظره عنها بينما هي الان فقط تنعم عينها من مظهره الفاتن
حررتها قبلته تلك من عالم الخجل
لوهلة احس انها تمعن النظر في مظهره لكنه تجاهلها ونهض يقول دون ان يرمق منظرها المعذب لكيانه:
- ساقوم باخذ هذه الى السلة واقفل الشرفة فنامي لاتخافي منها لاتأذي كثيرا الا اذا لمسها احدهم تعوّدنا على عيشها معنا في القرى
قالت بشبه الهمس تتخطى حدودها لكنها اكتسبت من ذلك الشجاعة:
- سعيد مابك ؟ لما نهضت ؟؟...الم ....اكن مرضية لك؟؟...اقصد...انت لربما تعودت نساء ليسوا مثلي ....لكني...
تلقى صدمة على جدار قلبه الذي يفتك به النبض وبقوة
اشتعل الغضب في نفسه من كلامها:
- عبير ...ماهذا الكلام....؟؟؟ لست مثلهن طبعا؟
قالت بتوتر وخجل اكبر لكن بشيء من التحفز:
- كيف تريد مني ان ...اكون ....انا لاعرف في تلك الاشياء؟
قال بصوت رق لكلامها
مافهمه انها تضن نفسها اقل مستوى :
- عبير انت امرأتي تدرين معنى ذلك؟؟... انت احسن من نساء العالم في عيني... ليس لهن دخل في مابيننا لكني شعرت بنفورك اتجاهي وضننت...
نظرة اليه بصدمت تحولت الى
نظرة حالمة تترجى قربه
اقترب يجلس بقربها وطغى بقوة اكتافه على جسمها الرقيق
قبل يدها وراحة يدها بلطف وبطئ عميق
- الم اخبرك ....انا من سيعلمك فنون الحب ..لذى غاليتي لاتعذبيني فانا في بعادك اتألم اكثر مما تتصورين
قربها منه يزرعها في صدره المتوجع ويستمد الطاقة التي تعب من الصبر على افتقادها
*********************
في بيت الياسمين
كانت قد انتهت من وضع حماتها في سريرها
وبقيت لفترة قرب ابنتها على سريرها واخدت تسرد عليها من القصص
قصة ""هاينة ""
"همسة"
"هته القصة خرافية رومنسية"
"قد انتهي بحكيها في بيت القصص القصيرة"
نعود
نامت فدوى ابنت ياسمين في حضنها
وانتظم تنفسها الصغير على المخدة بهدوء
اعتدلت ياسمين جالسة في مكانها تتآكلها الذكريات والاشوق في نفسها اليه
يونس منذ ان اتخد له بيت الحضيرة الصغيرة للدواجن بيتا حاليا له
تبعترت هي اوراقها المليئة بالافكار
ليميد بالحروف الحبر ويتبلل ويطغى التشويش على عقلها الراجح دوما في التفكير
نهضت ببطئ من السرير وعدلت الغطاء على كتف ابنتها بعد ان عودتها من الشيطان واطفئت النور قربها لتقف هي مبتعدة الى النافذة تنظر الى ساحة البيت الصغيرة امامها بشجرتين صغيرتين عند الباب وارض متربة نضيفة ترشها كل صباح بماء ينعشها وينقيها
رفعت شعرها بتنهيدة طويلة بين يديها وضمت ذراعيها حولها
ابتعدت عن النافذة تقترب من الدولاب وتتكئ عليه
معطية وجهها الى الاباجورة الاخرى المضاءة
ما الذي يفعله الان ياترى؟
كيف ياكل وكيف يعتني بملابسه؟
لايجب ان اكون سخيفة فلابد من انه لم يتغير شيء لطالما كان وحيدا في حياته
تذكرت الذكرى المألمة لرجولته ووجدانه
فتألمت لاجله لا تستطيع ان تفكر في انه فعلا عانى كل هته السنين من اجلها لانها رفضته
تتذكر زوجها وموته التي كادت ان تسلخ وجودها من الدنيا لولا فدوى التي صبرتها
لكن لم يعد لذلك الاحساس وجود بل تاسف لان يونس جدد قواها وانعش حياتها ولم تعرف كيف تتعامل معه انه زوجها ورضاه يدخلها الجنة
ولاتشعر انها تستحقه بل يستحقه من هو احسن منها
لكن لماذا يستحقه من هو احسن مني؟؟
انا ايضا احتاجه
افكر فيه اقلق عليه
احسب الثواني في انتهاء المدة التي اعطاها لنفسه ولي من اجل العودة لكن لا استطيع اكاد انفجر على هذا الحال
اخذت لها جلبابا من الدولاب في سواد الليل وظلمته
مع حجاب في نفس اللون
وتوقفت تنظر الى نفسها في المرآة
تبدو غاية في التعب والارهاق
هل يجوز ان تضهر امامه هكذا؟؟
لن ترضى لنفسها ابدا ذلك ...رتبت مظهرها قليلا وارتدت تحت جلبابها بيجامة تتكون من فوق بكمين طويلين وسروال
حمراء تتلئلأ بالنجوم الفضية الصغيرة عليها
اعادت ارتداء جلبابها وانخفضت الى تحت الدولاب تجدب شبشبا جميلا باللون الخشبي
وخرجت من المنزل مقفلة اياه
تدري انه لمن المخاطرة ترك امراة عمياء مع طفلة لوحدهما دون عناية لكنها تتمنى من الله المساعدة والستر والحفظ ايضا
كانت الحضيرة مقفلة وقربها بيت جديد العهد في ابناء صغير جدا
بباب اسود من الحديد كبيتها
كان النور فيه مطفئ فترددت الى انه لمن الممكن ان يكون في سابع نوماته
وستقلقه هكذا...
توكلت على الله وتمنت فعلا ان يكون هنا رغم تأكدها فعندما يرسل لها
يونس المرأة التي تساعدها في البيت تسألها عن احواله فلا تبخل عليها المرأة بإعطائها الجواب
طرقت الباب الحديدي وهي تجفل على صوت الكلاب الصادح في المنطقة
انتظرت واعصابها مشدودة الم يسمع الى الان طرقها اعادت الكرة بصوت اكثر ارتفاع وبقيت تنتظر على عتبة الباب تنتظر الى ان فتح الباب في ظلمة الليل
لم تميز ملامحه في الظلمة التي اسفرت عن ضوء خافت من الداخل
لكنه هو رآها
وتعالات الآهات في صدره من الاشتياق
والسماءات في عيونه تحكي لها عن عذاباته بخفاء
لكنها لم ترى ملامحه تلك التي حكت لها رغم الصمت
تكلمت تمعن النظر في قامته المديدة:
- هل ادخل ؟ يونس..
قال بشيء من التكدر:
- تفضلي
دخلت وانتظرت الى ان اقفل الباب وراءه
وتوجه رأسا امامها الى الداخل
كان تشتاق اليه بقوة والى حضوره الرجولي في حياتها
تبعته بثقل الى الغرفة
كان قد عاد الى مكانه يحمل احدى الكتب التي يستفيد منها في
العناية بالدواجن الذي يعمل فيه وعن كل مستجداته
وابعده عنه في النهاية تحت نظرتها الثاقبة
قال بصوت هادئ:
- ما الذي اتى بك اريد ان اعرف باي حق خرجت من البيت هناك؟
قالت مرتاحة الى انه واخيرا تكلم:
- اردت التحدث معك
قال وجبينه متضرم:
- كيف تركت حماتك وفدوى وحدهما ؟
ازالت الحجاب لتفرد شعرها وتضعه على المنضدة وجلبابها ايضا
وقالت:
- انهما نائمتان والبيت آمن من كل شيء بمشيئة الله
احتدم عليه الحال معها لما تراها تنازلت لتأتي الي
هل حصل مادعاها لذلك ايمكن ان تكون حاملا
شعر بانقباض قوي من الفكرة واستدار ينظر اليها
فوجد نفسه تميل الى مظهرها الانوثي الرشيق
تطورت على ما كانت عليه اصبحت اكثر رقة وزادت من جمالها تحت هذا الثوب الاحمر الجميل
لم يفتها انه قص بعضا من شعره الكث البني الغامق
وترك طبعا فيه من الخصلات الكثير لكنه كان اكثر من هكذا طولا
واعجبت بطول شاربه الى تحت دقنه ورقته على فمه المائل بسخرية
قالت متنهدة:
- عد الى بيتك يا يونس لا ينفعنا البقاء على هذا الحال
قال بتشدق:
- في نظرك هل انا من يجب عليه فعل ذلك؟
قالت بدون فهم تجلس ناظرة اليه:
- لاافهم ؟
قال بالتفاتة الى الامام بتكبر مزيف:
- الا تفهمين ان بيتك هو زوجك وان تعودي له كاملة هي ان تعودي من ماضيك وخرافاته ...هذا ما اعنيه اردت ذلك ستجدينني راضيا عنك ... لكن ان داومت على هذا الحال فلن اريحك بالمثل وقد اتزوج مرة اخرى لأحضى بما اريده وبالمثل احضى بمرادي الاخر منك ...اي الانتقام
قالت وعيونها تتحجر على فمه الذي اخرج مثل هذا الكلام القاسي :
- يا يونس لما انت هكذا عنيد؟؟ انا آسفة لذكري الرجل الذي مات في حياتي سابقا آسفة لاتعاقبني
نظر اليها بلوعة تهدر في عيونه
وتصهل بقوة في صدره:
- هل لي ان افهم انني عندما ....
قربها منه بقوة موجعة
- المسك هكذا لا تتخيلين شخصا آخر في مكاني
قالت بعجب ودوخة :
- لما سافعل؟
تنفس بصعوبة مرهقة من صبره على بعادها
دفن راسه في عنقها يرسل اليها بقبلات صغيرة على اطراف اذنها
حبه لها بل واشتياقه الى كل ذرة من كيانها
يريد ان يلحم روحه التي اصبحت شذرات متفرقة بروحها
التي تنحره بنفورها السابق
همست ترفع ذراعيها وتزيد في ضمها اليها :
- اشتقت لك يونس...لاتتكني عزيزي
***************
الدار البيضاء
بعد يومين
عثمان كان حريصا على تتبع كل الخطوات التي اخدت تمر منها الهام
من تخطيط للقلب وقياسات له
وايضا تم اعادة كل التحاليل التي ستضهر لهم المرض بشكل افضل
كان يحاول ان يفعل كل جهده في ملأ وقتها والتحدث معها في الحدود طبعا
بدى في بعض الاحيان يعم الصمت عليهما في الكافيتيريا وكل في افكاره يعوم
لكنهما يتجاذبان اطراف احاديث تسليهما في الوقت الذي يشعر هو بالشوق يدب في كل اوصاله لذكرياته الدافئة مع زوجته
والهام التي يبدو عليها انها مرهقة بعض الشيء تسترجع نشاطها بالحوارات المفيدة معه ووجدت انهما منسجمان اكثر من ذي قبل وان كل واحد منهما استبعد انه كان في الاصل طلب زواج من طرفه ورفض منها
لكنهما كاصدقاء افضل
في هذا صباح اليوم التالي
استفاق عثمان متعبا ترهقه الافكار اللامتناهية وتسقيه في فمه من غناءها بالعذاب, ترحلت به شهوب السماء الى القرية بالليلة الماضية مرة اخرى وترسخت به افكاره الى مهجته الضاوية
تراها بعد آخر حديث بينهما كيف تواجه الالم المستعصي عليه في آن واحد
يركز على اليوم فحسب يحاول بقدر مايستطيع
عاري الصدر ينظر الى نفسه في المرآة هل يهدي ام يهلوس ام تراه مايزال في احدى احلامه المجنونة
بل هي ذكرى اخرى تغتاله يدها وهي على كتفه القوية الصلبة و وتزرع نفسها بينه وبين المنضدة لتترسى يدها الدافئة
على جبينه من ثم خده وشفته
وتبخر الهوس ليترك سم العذاب يسري في عروقه مبحرا بدون شراع يكاد يجن
يضرب بكل قوته على المنضدة يضرب ويفجر كذا كربه ومحنته فيه
ولايكاد ابدا يخضع لرقابة الضعف من بعيد ابدا
يسدل عليه الستائر الشامخة ويبتره من اساسه ليرفع انفه ويبدأ في جر شعره بين انامله الى الوراء مستعدا في الذهاب الى محطة القطار حيث سيستقبل عائلة الهام
نزل بملابسه كاملة شعر اسود مسترسل الى مأخرة عنقه بنظام سالب
قميص ابيض مريح طويل الى الكعبين وشربيل في الابيض
ونظارات سوداء تظلم عيونه الساحرة عن كل اللواتي الهبتهن القامة والمنكبين
اصالة تريحه من ترفله بالدنياويات
استطاع ان يحجز جناحا كاملا للعائلة
بحيث تنزل فيه اخوت الهام الاربعة
والاخ الاصغر لديها وامها وابوها الكبير في السن المتعب على قولها وهي الوحيدة بذلك من تستطيع تأمين العيش لهم
فمدينة فاس كما سبق واشرت مدينة تخدع الناظر اليها دروب ديقة تعشقها الاعين والجيوب الدافئة ولكن الفقراء فيها يعانون
اما الابواب فان لم تطرقها لن تعرف لها عمقا ابدا
توجه الى سيارته وركبها ليقوم بلف المقبض راجعا الى الوراء ومن ثم يحركها لتجد لنفسها مكانا في الطريق المزدحمة
ركب البلوتوت على اذنه وباشر
ضغط استرجاع الرقم والضوء على الطريق أحمر
ينتظر واصابعه القوية الرجولية تطرق على المقود الذي الف سيده في حكمه وطغيانه المستبد
اجاب شخص على الخط كانت مليكة :
- السلام عليكم بني
اجاب مبتسما ينحني لينظر الى الضوء مجددا
- وعليكم السلام يا احلى عمة كيف الاحوال ؟
قالت تحمر خجلا :
- يابني نحن بخير اشتقنا لوجودك بيننا
قال بابتسامة واسعة:
- عمتي ان شاء الله ساعود قريبا انت بخير وامي والكل ؟
قالت مليكة :
- طبعا بني الحمد لله بخير سيسافر جدك في آخر الاسبوع الن تكون هنا لتودعه
قال عثمان يحرك السيارة على اشارة المرور ليلتفت على اليمين في طريق مباشرة:
- لا أأسف لذلك لدي اجتماع للاساتذة مهم حضوري فيه بالنيابة للمدرسين ولن استطيع العودة الا بعد مرور الاسبوع المقبل ...عمتي اسالك... هل زوجتي هناك قربك؟
قالت مليكة تقترب من المطبخ وتنظر الى الفتاة الجالسة بحجابها البني منحنية على افطارها بتعب وعدم شهية ولم تشعر بان عيون امها عليها او حتى تحدثه فقالت:
- اجل انها هنا.... ثريا ...تعالي زوجك يريدك
سقطت الملعقة في الكاس من يدها المرتجفة
عبرت الخطوات الفاصلة بينها وبين الهاتف في يد امها واخدته وابتعدت قليلا فتركتها امها لتدخل الى المطبخ
كان هناك على اشارة الطريق الحمراء قد توقف
توقفت الاصوات حوله وعلى اذنيه واراد استعادة الحياة فيهما
وما اعادها غير صوتها
قالت بارتجاف وانفاس متقطعة مختنقة في العبر:
- الـ..سلام ...عليكم..
اختفت جرأتها وغضبها وتبدد العرق النابض بالعصبية في راسها
وزحفت ارجل النمل على خيوط في دماغها ترسل تفكيرها في عدة لحظات كانت فيها له وحده عن غير مرأى للجميع
رد والهواء لايكفيه وبصوت واثق خالي من اي خمول في القوى بتخديرها له كاملا وتحت تاتير النشوة التي لايدري منها خلاصا فقال بقسوة:
- وعليكم السلام....اين كنت عندما اردت مكالمتك ؟؟اجد هاتفك خارج الخدمة هل فصلته؟
قالت تسترجي من الله ان يفعم قلبها بالهدوء فقد بات يهدر ويرتعد تحت سعقات مذبلة :
- دمرته...تكسر في اخر مكالمة لي معك ..تقول لست مهمة انا بالنسبة لك لما تتصل اذن؟
فإذن توصلت انا الى ..الى استنتاج انه غير نافع بـ...بعد اليوم
قال يشعر بالم ينخر اوطان عروقه وينسف شعاراته
التي ترسخت عليها تحت همساتها المتددللة في العشق:
- دمرته ؟؟؟...اجل لست مهمة فما من شأن لك هنا لكن بما انك ملكي يجب ان اعرف ان املاكي لم يصلها اي مكروه في غيبتي...غبية بفعلتك تلك
جرافة اخدت تجر مافي داخلها وتدميه :
- عثمان دعني وشاني يا اخي...ما... ما بالك دائما على هذا الحال معي؟
قال يذكرها بقسوة وغضب:
- اتراك نسيتي انني تزوجت بامرأة لم تكن عذراء ...كيف لي ان اثق بك ؟
سمع صوت بوق للسيارة وراءه فنظر الى الضوء الذي تغير لونه وانطلق ليركن السيارة امام المحطة
بقيت على الخط تحاول ان تحبس دموعها في مقلتيها المتوجعتين اللتان تحمران تنذران بالتفجر
ولانه الشوق
ولانها عظمة الحب
ولانه عثمان حبيبها وخليلها في هته الحياة
وعشيقها الوحيد الوفية له بدمها العزيز
والذي يتشعب في كل خلاياه الحمراء وفي كل انسجته المعقدة
حتى اصاب في فكها والشد عليها بكل الالم
ولانه هو عاشقها الخفي في ظلمات اللاوعي صنفها كفلقة تتناثر من جسم صلب بات دون حياة بدونه قالت:
- عثمان ...
هواء الكلمة ادفئ طبل اذنه يعرف نبرة الشوق في صوتها هذا هو مايريده ان يشعر بنفس اللهفة التي تميته
قال بصوة ثابت:
- نعم
قالت تمسح دمعة خانتها بكل القوى التي بذلتها :
- احبك.... بكل.. كياني ...احبك
ريح عصفت بروحه
هي القلب النابض في صدره التي تمنحه الهواء العليل عند قربها منه هي من تعبث بشعر صدره
تجعل من مسامه ممطر الهوى لاغير
ولاتلويه الا لها وعليها
هي من تتشبع في غنج يتلذذ به وبهمساتها المشتعلة
اخد يركن السيارة ومنذ فترة والصمت يعم على السيارة ينظر الى المارة الى هذا وذاك وكأن العالم لايتحرك بل هو جامد في عيونه
غير صوت روحها وعبث انفاسها الشقية في الهاتف من تصدح بعقر عواطفه
بل وكانه المتروبص في نهاره"النائم الصاحي"
قال يزيح الكم المتلف من المشاعر وراء ظهره وقال وكان شيء لم يكن :
- علي ان اذهب قد اعيد اتصالي بك في مابعد ...لكن بحق الله ان تقومي باخد هاتف ما... لااستطيع التكلم في هاتف المنزل وطلبك عليه كل مرة
شعرت انه غير مجد ابدا الكلام معه ملت من هذا الحال ان تقوم بفعل المستحيل لجذبه لكي تلينه وترطب الجو عله يلين نحوها بكلمة
لكن لاتحصل منه على كلام في الحب سوى في لحظات ...
غبية هي ان اعتقدت ان سيادته بهامة شخصه سيتنازل في يوم
عن شموخه الا اذا قامت هي ومرة اخرى بالتنازل
وهذا ماسيحصل
قالت تسأله بما يعصر قلبها عصرا ويذرفها الدموع السوداء :
- اراك مسترخيا.. هل الانسة هناك تمتعك كما لم افعل؟
قال يغضب من كلامها حتى انه لو وجد وجهها الجميل امامه لأدمى شفتها التي اطلقت ذلك الكلام الجارح لرجولته وشهامته:
-ثريا اقسم ان لم تبلعي لسانك ل.....اتدرين انها رفقة لذيذة في الكلام لكن طبعا انا انسان شريف يا سيدة ...لست من أولائك ولا انتمي لاي صنف الا الذي خيرني الله في سلكه لاكون بقربه...عساك تفهمين ...وكما قلت انها محترمة وقمة الشرف...فماذا عنك يا سيدة ؟؟؟
قالت تحكم نفسها من طوقها مانعة ماقد يصدر من كلام تزيد جرحه به وتوصل بذلك حزنها له:
- كرامتك اتزين بها ياعثمان لاتنزل هي ابدا عن المستوى المعهود تدري اشعر بالقلق حيال نفسي فحسب...
انا العفيفة فعلا اتلقى منك هكذا عقاب يألمني
قال يضحك باستهزاء لا يمة لشعوره بصلة :
- انظري ياثريا ساذهب الان لااستطيع الكلام اكثر لدي ما افعله مهم
قالت تشرك الخيط بالخيط:
- يخص الانسفة الشريفة العفيفة؟ هنيئا لك فقط على تمتعك بينما انا هنا يقتلني الضجر
قال يعدل عن الخروج من السيارة ليريح بدل ذلك اكثر كتفيه القويتين على المقعد والاثارة تشده الى التمتع بتغيرات صوتها الشاعري عند الكلام:
- انت تغارين وانا متأكد.. لم اعرف انك لم تكوني في اسرة الضجر عند قربي منك...همس بشيء من الدفئ في الكلمة... اتذكرين
ارتعشت وتضاعف الشوق في صدرها تريد ان يضمها لااكثر تحبه وتهاب تركه اياها على حين غرة فلايعيش الجسد بلاروح
ولن تعيش ارض حياتها بدون مطر قربه:
- عثمان ...
قال يريد زيادة ارتباكها:
- لا ...هه وايضا ..ما اخبار شفاهك المحتاجة دوما الى من يرعاها مني لا من احد سواي؟
تبعثرت وارتبكت وتعمق بها الحال الى الانهيار لكنها لم تتكلم
- اعرف نقط ضعفك السخيفة تلك ..ضعيفة انت وملكي متى شئت
لاتنسي وطدي العلاقة بين الاتنين الى حين حضوري الى المزرعة
السلام عليكم
اقفل الهاتف وماتت الابتسامة على فمه القاسي
وانغرست ثريا بين عضامه في كل عضم ترقص عليه
تعذبه عن غير عادة
انزلت ثريا الهاتف من يدها وابتلعت غصات الم وانهيارات في الخيال تنهارها فتتبت بذلك حصونها في الواقع
وتتبع خطاها الى الطريق المرسوم امامها لن تنسى ابدا وليس في يدها ان تغفو عن عشقها له
لكن متى فرج الرحمان سيحين
ابتعد عن السيارة برشاقته الرائعة
ونفس الارق في نفوس البعض اتجاه الجمال الفتان
دخل الى المحطة وعيون البعض منهن تتمايلن بلباس مسخرة للاعين عليه
لكن الحمد لله على نفوس هداها الله
اقترب ينظر الى شاشة وصول القطارات ووجد نفسه وصل قبل وصوله بخمس دقائق لكنه سيتاخر بعض الشيء
ذهب بنظارتيه السوداوين وطوله الفارع
الى الكشك الصغير ليأخذ منه من الجرائد ما سيقرئه وتحرك الى مكان ليجلس الى حين وصول القطار
لكن لسبب واحد يترك عيونه
تسبح اليها فتعذبها هي بشبحها الرقيق
كفراشات تحلق ترفرف بروحه عاليا ونوارس تعود في المساء لتترسى على مخدته تخترق افكاره بهوس
يخاف على نفسه ومهما صار لن يرى نفسه تهزم بل قلبه الاحمق سيدوسه وسيعمق تبات قدمه في الارض ليجبر نفسه على عيش الحياة بتلقائية بحتة
بعد ان استقبل عثمان عائلة الهام
واخدهم بسيارته الكبيرة الى الفندق
كان يبدو الذهول البريئ في عيون الصغار
والعجب والشعور بانها لحظات في نعيم الحياة على اقسى لحظات في الحياة
فالوالدان رغم هذا يشعران بالاسى على ابنتهما التي هي من تشق المحن في النصف لتعبرها الى النهاية
وتفرش لهم الحياة برفق على بساط سميك ليمشوا دون ان يتأذى احدهم من احد
تتحمل التعب من اجلهم ويتحملون كل شيء من اجلها
توطد وتعمق جذور شجرة لاتذبل هم يحبون بعضهم ويكونون السند لبعضهم وهكذا تسير الحياة بما قسم رب العالمين
كانت الهام في المستشفى
تقف مرة اخرى امام حضور الممرضة وخروجها مرتعبة من الوضع ورود اخرى ومن نفس الشخص هذه المرة محصت في الممرضة جيدا لتفهم منها عن مورد حضورها لكن تقول ان عاملا بأحد المتاجر للورد من يحضرها ويطلب السرية
جلست على السرير
تفكر علها تصل الى شخص تعرفه منذ مدة مثلا
لكن ابدا رأسها يؤلمها كما لو انها انسان محيت ذاكرته
انه غير موجود في ذاكرتها لكنه كائن من يكون لابد انه يحمله لها المستقبل على بساط السرعة
ياترى الى اي مسار سأقاد وراء هذا اللهم استرني
***************
ومر السبوع
بسرعة البرق عند البعض بالغرق في الحب والدلال
وبالمآسي التي تجفي القلوب بالهجران الكئيب عند الاخرين
ودع الجد الذي سافر
وقد اقيمت له حفلة بسيطة تعَوََّد عليها من طبخ الاكل بكثرة
ودعوة المساكين والمحتاجين واعطاء الصدقات للدين يحتاجونها
فمؤمن هو بمهية ان للفقراء حقا في ماله عليهم
ويعتبر ذلك من فضل الله تعالى فما خلق الله هذا هباء إلا لينفع به المسلمين ويبعد عنهم الاذية ويرحمهم
في مساء نفس ذلك اليوم
في جناح عثمان بالقصر
كانت تنتهي من ارتداء عبايتها واسرعت في وضع نقابها على وجهها
وآثار التعب لاتفرغ من التشبت بملامحها التعبة اصلا
اخدت حقيبة صغيرة بما انه الصيف لم يكن عليها ان تأخذ سوى بيجامات رقيقة وملابسها الداخلية وبعض الحوائج الضرورية لها
وبعد تحضيرها للحقيبة
امسكت هاتفها الجديد الذي لايعلم بوجوده عثمان لترسل الى اختها رسالة سريعة
وتقوم بالتاكد من ان الكل غير موجود في الاسفل لتخرج هي من المزرعة مستغلة ان لديها مفاتيح احدى الجيب بالمزرعة لتركبها وتنصرف بعد ذلك
نزلت الدرج لتجد اختها عند الباب تتنتظرها واخدت تحرك عبير يدها لها
لتسرع:
قالت عبير تمشي مع اختها الى مكان السيارة:
- هيا اختي لا نضمن ان لا ياتي احدهم على غفلة منا اسرعي
قالت ثريا منزعجة للوضع لكن تصبر حالها:
- اوف اللهم استر فحسب لااريد سوى فعل الصواب
قالت عبير تركب معها السيارة :
- هيا فلنتورى عن الانظار قليلا
ابتعدت ثريا بالسيارة عن القصر الى وسط الطريق القريبة منه
وأوقفته لتكلم اختها وتنزلها من السيارة بعد ذلك
قالت ثريا بنقابها:
- عفوا منك اختي لا انوي ادخالك في المشاكل لكن على الاقل ساضمن عدم ذلك بان تخبريهم بما قلته لك ولاتهتمي بعد ذلك ان كان اي شيء سيحصل ساتحمل المسؤولية فيه كاملة
قالت عبير تضم اختها:
- اختي بالتوفيق.. ساخبرهم بذلك لاتخافي وانا اصلا لا اخاف مادمت بريئة... ومتاكدة انا من ان عثمان سيتفهم الوضع
قالت ثريا:
- ان حصل واتصل في اي وقت وصادفته انت فقولي له انني اخبرتك بانه سمح لي باحضار الشهادة من الجامعة لن يستطيع فعل شيء امامكم ادري اشعر بذلك من حرصه منذ البداية على اخفاء الامر
لكن ادعيلي في صلواتك ان تفرج فقط فان حصلت على الاوراق ساكون في قمة سعادتي اختي قد يحبني بعد ذلك
ابتسمت للفكرة التي بعثت بقلبها دفئا يلفه :
- اتمنى من الله ذلك بات قلبي يوجعني كثيرا فالالم مبرح لااستطيع ان ا تحمله بعد اليوم سابحث عن الاوراق وساعود في اسرع وقت واتمنى فقط الا يتصل في هته المدة
قالت عبير تسالها:
- ولكن كم من الوقت ستمكثين هناك ...
قاطعتها:
- لست ادري بالتحديد على الارجح يومان او ثلاث لست ادري ما هو الوقت الكافي لكي يبحثولي عنها
قال عبير تنهي الكلام لكي لاتاخرها:
- اهتمي بنفسك حبيبتي ارجوك ..
ضمتها بحرارة ونزلت تلوح لها بيدها لتنطلق ثريا بالسيارة بعيدا فتعود عبير ادراجها تداعبها الرياح
في السيارة
ثريا والهموم تريد ان تنخر في راسها
وتحفزها على الجنون الذي لابديل له
تنقهر في كل دقيقة لانه هناك لاتدري ماهية الوضع الذي هو عليه تكاد تموت بالشك والهلوسة عن امكانية ان يكون قد تزوج الاخرى ويقضي معها شهر العسل بعيدا
ترتعش للوضع وتدمع عيونها لذلك لكن ليس بعد الان ستذهب الى
" افران مدينة بالمغرب "
وستبحث لتجد دليل برائتها علها تعلي من شأنها في عينيها وبذل المدلة يسكنها في قصر عيونه الحمراء الفاتنة
****************
في جناح عبير
مختبئة هي الى ان تصبح اختها في نصف الطريق لتخبرهم برحيلها في وقت العشاء
خائفة حتى مما قد تكون عليه النتيجة للعمل الاحمق والجريئ الذي اقدمت عليه اختها
الا تخبر احدا بسفرها وان تتخد السيارة كوسيلة للسفر ووحيدة
قد يكون له تأتيرات سلبية على افكار والدتها وعمها
وكذا زوجته اي حماتها لكن تتمنى فقط ان توصل الرسالة الخادعة اليهم وان يتقبلوها بدون اثارة جدل واسع حول الموضوع والا يتصل زوجها
ويقلب المائدة في وجهها ليريها حمق عملها تتمنى فقط ان يجاريها عثمان وان يحاول تفهم وضعها
انهمكت عبير في طي الملابس التي انتهت من اصلاحها
ولم تلحظ الهاوي العاشق لدلالها ورقتها
يدخل و أرجأ تفكيره في العمل الى ساعة اخرى
لانه بات يتنفس عبير
في الشهيق عبير
في الزفير عبير
وقال قرب اذنها :
- ما الذي تفعله الاميرة الاتزال نائمة وتحتاجني لاوقضها؟
قالت تضحك على جنونه
- لا والله سعيد.. ابدو لك نائمة؟
قال يطعم نفسه من منظرها:
- ياريتني مستحم فقط لأمسكتك ...
قالت تضرب على كتفه مبتسمة:
- هيا اذهب فعلا لتستحم وبعدها تعال
قال بصوت مليئ بالعواطف الجياشة يغمز:
- حسنا ...على السريع
دخل سعيد الى الحمام ليستحم
بينما هي تأكدت من نضارتها في المرآة لاتتخلى عن ضفيرتها ابدا لكن لاجله وكطلب منه تفكها وتترك شعرها على جهة من كتفها لان الحر يخنقها به
تعطرت قليلا ونفثت من عطرها في الغرفة وعلى شعرها ايضا تنوي اذابته
وان تجعل العطر مركز ذكراه ان صادفه في اي مكان
جلست على السرير تنتظره
خرج من الحمام بعد ان انتهى من الإستحمام والفوطة على رأسه
بروبه طلبت منه الإقتراب
كانت في روبها الأبيض الطويل وغلالتها الطويلة ايضا
لتقول:
- اجلس امامي على الارض
قال بامتعاض :
- عبير ...ماذا؟؟؟.. اريد ان...
قالت تبتسم مظهرة الحزم في كلامها:
- سعيد ارجوك عزيزي اسمع الكلام
جلس امامها ولايزال يضهر اكثر صلابة ونظرته تظهر عتابا لها من تغضن جبينه
تعرف انه يشعر بالتعب ويحب اظهار القوة
فاحنت رأسه الى اسفل واخدت المنشفة الصغيرة على رأسه تنشفه له بتدليك سريع خفيف
لاحظت انه يسترخي وهمست:
- والان؟
قال مرتاحا:
- لديك يدين من ذهب يا ..عبير اتمنى.. من الله ان يحفظك لي
قالت ترفع راسه تمعن في وجهه:
- تعالى الى حضني لننم قليلا قبل ساعة العشاء
ابتسم ونهض يسبقها يستلقي بتنهيدة طويلة لتزرع نفسها قربه وتمرر اصابعها على شعره الاسود
قال لايخفى عنه تبدل حالها قليلا ناظرا الى ملامحها الشهية:
- هل انت ..بخير غزالتي ...
قالت سارحة بعيونها بعيدا:
- بخير ...اجل مادمت انت حبيبي معي فانا بخير حال
قال سعيد بسعادة:
- سأصبح مغرورا من كلامك هذا
اندست على صدره متكأة تسرح بنظرها بعيدا فقالت:
- سعيد ...اريد اخبارك بشيء فعلته اختي كما قالت تحت طلب من عثمان
شعر سعيد بشيء غامض في الموضوع فسأل:
- مادامت اخبرها زوجها بذلك فلاداعي لاخباري ..إنها امورهم الخاصة
قالت عبير :
- انها ليست خاصة بالفعل لكن ....لقد سافرت ثريا اليوم وحدها الى افران لاحضار شهادتها من الجامعة
تقول انها اخبرت عثمان فاعطاها موافقته
رفع وجه عبير بين يديه ينظر اليها بتمعن وتعجب:
- هذا غير معقول ...فعلا سافرت؟؟ لكن وحدها فعلت ذلك؟
حركت عبير راسها الى اعلى واسفل بخفة
قال سعيد يميل راسه وكانه يقيم الامر:
- على اي حال هما حران يعرف عثمان جيدا ما يفعله لااستطيع ان اقول شيء لكن لو كنت انت طبعا ماكنت تركتك ذهبت وحيدة
قالت تهز حاجبها مبتسمة :
- حقا؟
قال سعيد مأكدا:
- وهل تضنينني امزح؟؟
قالت تهمس في اذنه:
- اعلم انك مجنون فيَّ.. فقط اريد ان اسمعها منك
نظر اليها رافعا حاجبيه ليدفعها على السرير قربه وضحكتها الخفيفة تملأ الجو:
- ماذا قلت تريدين سماع الكلام مني؟؟؟...حسنا
قال وحواجبه تتحرك
ستلقين الان ما تشتهين من الكلام...ههههه
دفن راسه في عنقها واخذ يدغدغها بلذة
وانفجرت ضحكاتها وشهقاتها على افعاله الشيطانية
تناشده بقولها شرير وغيبا في عالم حبهما الخاص
في ساعة العشاء
كانت مليكة وفاطمة وعبير في الصالة الخاصة بالنساء
وقد وضعت الخادمة الجديدة الطعام على المائدة
وبعد ان اعطت فاطمة التعليمات عن الاكل الذي ستقوم باصعاده لجولييت التي فضلت ان تبقى في غرفتها لانها طبعا مع المرأتان لاتستطيع التاقلم
كانت كل من مليكة وفاطمة تتكلمان وعبير تنصت
والخوف يبني في قلبها مدنا ويشيد عليها قصورا
تكاد تجن من فرط القلق ففي الوقت الذي تستمتع هي فيه مع زوجها اختها تعاني الامرين في حياتها الزوجية
وتخاف ان تهدم كل مابنياه في اليومين المنصرمين
حمحت لتتشجع والرهبة في قلبها تنفخ
قالت تكاد تشهق:
- احم... امي .....
قالت فاطمة تقاطعها او لتزيد من خوفها وارتباكها المتعاظم:
- اين هي ثريا الن تنزل للتتعشى؟
قالت مليكة تلح على ابنتها:
- اصعدي لها بنيتي لربما تكون مريضة او شيء ما؟
قالت عبير تضع حدا للسخافة القائمة على اربعة ارجل:
- ان ثريا امي قد ارسلت لي رسالة تخبرني فيها ان عثمان اعطاها موافقته على سفرها الى افران لتجلب من هناك شهادتها
ولربما هي الان قد وصلت الى افران في هته اللحظة
رمت القنبلة في حضنهم بسرعة ولتنفجر بعد ذلك ان ارادت
ظهرت الصدمة جلية على وجه المرأتين
ولافاطمة ارادت ان تظهر غضبها
ولا مليكة ارادت اظهار امتعاضها من عدم اخبارها كذلك
قالت مليكة:
- لكن يا ابنتي هل سافرت ولم تستطع ان تتنتظر الى ان تخبرنا على الاقل
قالت عبير :
- كانت مشوشة قليلا من اجل الشهادة تدرين امي انها من جامعة مهمة
قالت فاطمة لاتريد ان تضخم الموضوع:
- هل قلت عثمان تركها تذهب لوحدها الى هناك؟؟
قالت عبير تاكد:
- اجل هكذا تقول في رسالتها لي واظن انها تعرف ما تفعله مادام عثمان موافق
قالت فاطمة تنزل راسها الى المائدة تخفي عصبيتها التي اثيرت بهته الطريقة:
- طبعا مادام بني اعطاها الموافقة فليس علينا الا ان نقبل المهم اتصلي بها لتعرفي ان هي وصلت على خير
الامر وما فيه ان سفرها وحيدة على الطريق ليس بالامر الجيد ابدا نخاف ان يحصل لها امر سيء
قالت مليكة وقلبها ينغزها على ابنتها ومن كلام فاطمة:
- لايافاطمة ارجوك لاتقولي ذلك سنتصل بها احضري الهاتف من الردهة يا عبير اسرعي بنيتي
ارتاحت قليلا عبير
لتقبُّلِهم وانشغالهم بموضوع وصولها على خير
خرجت الى الردهة ووجدت سعيد خارجا من القصر
نادته لكنه لم يسمعها وبقيت لحظة تنظر لكنها جزمت بانه يمكن ان يكون لديه امر يريد فعله
اخدت الهاتف الى امها واعطته لها لكن بما انها لاتعلم برقم ثريا الجديد
قامت بتركيب الرقم من هاتفها
واعطتها السماعة لتنتظر بعد ذلك الاجابة
في السيارة على الطريق
وبالتحديد في محطة للبنزين
كانت تنتظر ثريا ان يفرغ العامل من ملأ البنزين في السيارة ليرن هاتفها
ويقطع عنها سيل الافكار والانتظار
صعدت الى سيارتها تحت ضوء الشارع في الليل
لكنها اشعلت الضوء في سيارتها واجابت من تحت نقابها
وعرفت انه رقم البيت
- السلام عليكم
قالت مليكة بعتاب :
- وعليكم السلام ابنتي ...كيف ياابنتي تسافرين من دون اخبارنا وفي هذا الوقت اين انت؟؟
قالت ثريا تمد المال للعامل وتتحرك قليلا لتفرغ المكان لسيارة وراءها
- انا يا امي قريبة من افران لم يبقى سوى القليل
وقد اتصلت بالفندق وحجزت لي فيه فلاتخافي ساكون بخير ...هل..هل عبير اخبرتكم بكل شيء؟
قالت مليكة امها تومئ برأسها:
- اجل وعندما تصِلين ابنتي أخبرينا بالامر
قالت ثريا تنظر الى الوراء في المرآة وتقفل عليها زجاج الجيب وتطفئ الضوء غير ضوء المصابيح الامامية فلاتريد ان يرى احد انها امرأة وحيدة على الطريق لاتنكر الخوف في قلبها لكنها تؤمن انها في حمى الله
- اجل امي ساتصل من الفندق لا تهتمي انت فقط ارتاحي
قالت مليكة بقلق :
- يا بنيتي كيف لي ان ارتاح الا بوصولك اتمنى لك على الطريق السلامة
ردت ثريا تطمئنها:
- يا امي ماهو مكتوب على الجبين تراه العين يا حبيبتي فلا تخافي انا بخير هيا امي علي ان اقفل الهاتف ساتحرك بالسيارة لا اريد ان اقوم باية مخالفة
قالت مليكة :
- حسنا بنيتي احذري السياقة السريعة عزيزتي رافقتك السلامة
كانت فاطمة تريد التكلم معها لكنها عدلت على الامر فلابد انها في الطريق
واصلا ما الذي ستقوله؟؟
تخاف ان تقوم بقول شيء يوصل بهم الى مشاجرة لان فكرة ان تسافر إمرأة ابنها دون محرم شيء جنوني ولاتوافق على الفكرة من الاساس لكنها تراعي للاصول فقط
سألت عبير:
- كيف هي امي؟
قالت مليكة بتنهيدة:
- الحمد لله بخير تقول انها بعد وقت قصير ستتصل بنا من الفندق الذي ستنزل فيه لتطمئننا على وصولها اللهم استرها يارب
قالت فاطمة :
- المهم ان تكون سالمة هيا لنسمي الله ونأكل
حمدت عبير الله كثيرا في نفسها لان حماتها لم تطلب ان تكلم عثمان لكانت الصاعقة الكبرى هذا المساء لكن تدري انه مهما ارادوا ان يواروا عنه فهو سيعلم في اية لحظة بسفرها
*****************
في بيت هود
بعد انتهائها وزوجها من اكل طعام العشاء
فرشت لهما زربية سميكة في الخارج
وجلست تنتظر الى ان اتى قربها ليجلس بدوره
كانت اسعد النساء فيحبها ويغدق عليها من العطف والحنان الذي افتقدته من والدها ولايبخل عليها فقد بات يحضر لها ملابس جديدة واشياء رائعة لم تحلم بان تكون لديها مثلها
اتكأ وضمها اليه بحيث وجهها مدفون في عنقه
قالت له تسأله:
- هود لما لحد الان ترفض اخباري بصاحب المال وايضا بما اشعر انك تخفيه عني؟؟
قال هود وترسبات الخوف تنتشر في جسده فترعشه:
- لا ياعزيزتي ليس الان عندما ستحين اللحظة المناسبة تعلمين ان المال هو لنا الاتنان لك حق اكبر من حقي فيه
نظرت اليه وتحاول سبر فكره المتواري عليها لكن من دون اية فائدة :
- يبدو لي انك دخلت حياتي بسبق تحضير
قال بجدية ينظر الى مدى البعيد في الأرض بهته الليلة المقمرة:
- لا والله ما كنت ابدا ناويا على هذا الامر الا عندما رأيتك تفتحت كزهرة حب ندية.. تدرين ؟ جذبتني بعصبيتك في ذلك اليوم عرفت ان سهم الحب انغرس بين اضلعي فلا يريد ان يرفع منه دون ترك اثر قوي على دخوله
وترك حبي لك
صرفتها كلماته الجميلة على الموضوع وعادت الى صدره
تحاول النفوذ الى دخائله وتدرك كنه حزنه لكنها تنسى الهم الذي يحيط
مظللا عليه عالمه وتمنح نفسها من دفئه الكثير
يتبع.................
|