لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (3) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-11-09, 09:21 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب مبدع


البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 147004
المشاركات: 5,481
الجنس أنثى
معدل التقييم: Jάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2060

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Jάωђάrά49 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Jάωђάrά49 المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 


ان شاء الله


الجزء الخامس عشر

بعد ثلاثة ايام

في القصر

كان عبد الصمد لايجد الوقت الكافي للحصول على بعض الراحة فقد كان عليه ان يذهب في المساء مع والد واخوانه وكذا امه الى منزل السي محمد لكتب الكتاب على هند
والقلق رغم كل هذا يبعث في نفسه عدم الارتياح البتة

كانت امه قد حضرت للعروس لوازم الخطبة والزواج في آن واحد
وكذا المهر
وقد سبق واتصلت برشيدة معلمة اياها انهم قادمون ليخطبوا ويكتبوا الكتاب فطلبت ان تسمع موافقة ابنتها
وهذه الاخيرة فرحت كثيرا ووافقت حتى تركت والدتها مندهشة من فرحتها هته واندفاعها العجيب نحو الموضوع لذى انتهت بتفسير الامر بانه فرحة العروس بزواجها
امر عادي






**************************


في هذين اليومين المنصرمين


وصل عصام الى العاصمة الدار البيضاء لانهاء الاجراءات اللازمة في دفن اخته في مقبرة الغفران
وكم آلمه قلبه وتحسر لفقدانها لكنه وعد الا يبكي عليها
ان يدعو لها بالرحمة والمغفرة عسى ان يرحمها الله ويسامحها ويبعد عنها العذاب
بعد ان دفنت
وقف ينظر الى قبرها البارد
والى الرجل اللذي يعتني بالقبور وقد طلب منه ان يضع لها من ذلك العشب المورد برقة
انعش قبرها بقطرات ماء بللت تربته
سرح صاحب النظرة العميقة في هدوء القبور
الا من الرجال اللذين يقرؤن على البعض منها في قبور متفرقة وبعيدة
مقبرة الغفران دات مساحة شاسعة تضن انها لن تتنتهي بتاتا خضراء
هانئة من تقلبات الحياة
سرحت نظرته كثيرا ودعا لها بالمغفرة
واستغفرالله في نفسه كثيرا وشعر بانه محظوظ فما دام في الحياة فلابد من ان الله يترك له الفرصة في اتخاذ الطريق السوي
تحرك من مكان قبرها
وشعر ان قلبه يعلق وراءه لكنه اتخذ كامل قوته وخرج من هذا المكان داعيا لكل الموتى بالرحمة
وقرر ان يذهب الى المعاريف حيث يقطن حاليا في فندق مريح ويحتاج فعلا الى الراحة فهو لم ينتهي بعد من هته المدينة
فينتظره شوط آخر عليه اجتيازه




**************




في حدود تلك الارض البهية



هود عاشق هو
وعشقه تفرع في كل مناطق جسده غلغل روحه ورفض التنازل ابدا
اصبح كالمجنون فعلا وبالخصوص بعد ان تزوجها
توجته كملك في عالم الحب
ورأى انه ابدا لم يعشق انسانة بعد حب امه الخالص الى الان غيرها
كانت قربه على زربيته المتواضعة الدافئة تنام فاردة شعرها على ذراعه القوية
يحمد الله لانه بدأ للتو حياته التي تمناها دائما رغم ان الحظ لم
في بداية حياته
الا انه الان بات اكثر تأكدا من انه فقط يمر في الحياة من تجارب وصبره عاد عليه بالفوائد المفرحة لروحه
والمرضية لكامل عروقه
دفن رأسه في شعرها وتخذر هو مع عطرها
وما زاد نبضه قوة تنفسها ونغمته المتسلسلة دون ملل تدفئ صدره المرتعش
تركها على وضعها واقتنع بانه يكفيه
رفعته فجأة افكاره
اخطاء الماضي الجسيمة
يتمنى من الله ان يصبره بعد اقتراب اعترافه لها فان علمت قد تنتهي بقتله او تركه
ويضن ان هي قتلته سيكون اهون وارحم لقلبه
الذي تزيد اوجاعه بسببها الان
نامي ياجميلتي الغالية فلا اتمنى الان سوى لحظات السعادة هته الا تفنى ابد




*********************



بالقصر
في جناح عبير



تلوم نفسها كثيرا لانها فعلا تسببت في نهوض سعيد للعمل متأخرا
ضلت تلعب معه الورق
متحدية اياه بانها من سيفوز لكن كان يغلبها
شعرت بسعادة وحميمية خاصة في سهر الليل الى ساعة الفجر وكم ضحكت على نكاته اللتي تدري انها سخيفة فقط لانه يتعمدها كذلك
سبق واعترف لها بعشقه لها وكم كانت كلماته في بعض الاحيان تخرج منه دون قصد
فتتعداها بالاستمرار في احاديثهما الشقية
عن هذا وذاك
وبالخصوص كم كتمت ضحكاتها عنه عندما كانت صغيرة في مواقف عدة
سر جميل في علاقتها به انها تعلم انها لا تمله
ولاتعلم انه يكاد يهلوس باسمها في خياله
وربحته في النهاية في لعبة الورق
وبهذا كسبت ويعني انها من سيهتم على الدوام بكل اموره
ولديها مخططات اخرى من اجله
ويكاد هو ايضا بما يخبأه لها من مخططات يلين بها مشاعرها نحوه تخرج في لحظات يريد ان يفرحها بها
لكنه يتمالك قلبه ليحفظها للوقت المناسب
في الحقيقة تعجز عن فهم سعادتها بتواجده معها وحضوره وكذا امتاعها بخفة دمه
تعلم انه زوجها ويحق له مايحق وهذا فقط ما يجعلها تتغاضى عن كلامه المعسول في بعض الاحيان
لكنها لاتنكر انه يروق لها سماع المديح منه
وانتهت السهرة بسماع الاذان لصلاة الفجر واقفلت السهرة وقد اشعرها هذا بانها تتمنى لو يبقيا هكذا طويلا
وكان عليها ان تصلي وتقفل على نفسها الستائر لتنام براحة
لكن اهي فعلا مرتاحة؟
لم يغمض لها جفن الا وهي تسمع خطواته لدى عودته من المسجد سالما وبعد ارتياحها غابت في نوم عميق





*******************




في جناح عثمان


ضل الاتنان على نفس الحال
عثمان غاضب كل الغضب منذ ان ذكرت انه لمن الممكن كان لها ان تحضى بالراحة مع شخص آخر غيره
لايدري ولكن مجرد التفكير في الامر يجعله قادرا على ان يهد القصر بما فيه لكن ابدا لن يضهر لها شيء تتخده كسلاح ضده

هي من جهتها عذبها هذا التباعد بينهما
غالبت نفسها واحاسيسها المشتتة في درب الحب لرجلها المغرور
تضهر له انها غاضبة منه بالقدر الذي هو عليه فلا يتبادلان سوى كلمة السلام
بعد المشاجرة كل ينزوي في جهته من السرير
تحاول ان تشعر نفسها ان هكذا افضل لكن كيف لامرأة تحب شخصا بهذا القدر ان تفكر هكذا؟
تريد ان يمتلكها بالقوة حتى ولو بالغضب الاعمى فهي باتت تتوافق مع طبيعته الحادة لكن برود كهذا ما لاتريد
هل يعني انه يملها الان؟
هل يمكن ان تكون لتلك المرأة مكان في حياته في قلبه؟
تريد ان تسأله ان تتوسل له في ان يخبرها فقلبها ماعاد يحتمل
الالم يزداد بقدر التباعد
لكنها عدلت عن افكار الانهيار امامه فما عاد الامر ينفع

والشوق الغريب في دم عثمان يغلي مع كل نظرة يوجهها لها فكم هو صعب فرض الكبرياء على ساحة الصراع انه موجع ومؤلم بإفراط
لايعرف لما صعب عليه ان يفرض البرود في تصرفه
على ان يقربها منه رغم تواجد العائق الكبير بينهما
اعتاد على انصياعها بين ذراعيه
على اختطاف القبل من شفاهها
دفن اصابعه المتوجعة في قلب شعرها الاحمر العجيب
شيء بدائي بينهما يجهل قوته الخفية ومن اين تنبع
ما مصدرها الحقيقي
لايدري لما هو يحبذ ما تهديه اياه من جمال فائق واعترافات
حب له ويعشق تدللها
حتى الالم
انه يضعف وليس في صالحه ذلك فهي واحدة لاتستحق ابدا ان يغرم بها
هذا حلم يتمنى الا يتحقق
ولن يتحقق





***************************




في بيت يونس



الذي اصبح بيت الياسمين وحدها
هاهي الان تشعر بتأنيب ضمير لايفتأ ان يعذبها
انه يونس انسان سبق واعدمت روحه من قبل
وهاهي الان تشهد له قسوة لم تعهدها
لم تتزوجه الا لكي تعيل عائلتها وتكتشف في الاخير انه رجل من الماضي
قد عاد
تركها ليذهب الى البيت قرب حضيرة الدواجن خاصته مورد عيشه
وتركها كدمية الشيفون
مهدودة القوى لاتركز على امر وتستعين بابنتها الان في المطبخ وفي الاعتناء بالجدة
ولاتستطيع ان تفسر سبب هذه الوحشة التي ملأت غرفتها
حملت ابنتها لتنام معها في غرفتهما علها تقلل من وطئت الحال
لكن بدون فائدة كأنها غير موجودة اصلا
تشعر بوجع غريب مشاعر سخيفة لايجب ان تشعر بها ناحيته
لكن لاتنكر ان مكانه فارغ ان دفئه قربها شيء سخي على احاسيسها
انه ليس ببعيد ليس الا قريبا
لكن لاتستطيع ان تقلل من كرامتها وتذهب لمصالحته مادامت غير نادمة اصلا فهي لم تقل سوى الحقيقة


يونس

كان مدبوحا فعلا منخورا من كل عروقه التي كفت عن النبض
بعد ان خلا لها البيت وتركها وراءه
لانها حقا تجرحه كثيرا دون ان تدري
وتحيي الان لديه جراح الماضي لتزيد عليها بجراح الحاضر
الجروح اصبحت تتفجر وتجعل منه انسان مصنوعا من الصخر لايريد
ان يقسو عليها كثيرا لان الحب ليس بيد احد فلاهو بيده ولابيدها
لكن الافضل ان يحتفض بكبرياءه عاليا
مرفوعا الى فوق
ويترك الحكم في الامر بيد احكم الحاكمين



**********************




في منزل سي محمد



كما سبق واشرت ان اليوم حدد لكتب كتاب العروسين
وكل واحد منهما السعادة تأخده الى السحب بين النجوم المتلألأة
هند تحضرها والدتها وتساعدها في كل الامور البسيطة ايضا
فرحت رشيدة لانها اليوم ترى ابنتها عروس وفي نفس الوقت تجد ان ابنتها الوحيدة اللتي تملأ عليها البيت هرجا ومرجا ستتركها
الامر تتضارب فيه السعادة مع الحزن بل تجتمعان مما يسبب في عيون امها تلك الدموع
كانت تقف هند امام امها وهي تعدل لها قفطانا في الوردي الناعم بتفصيلة انيقة
وشاهدت الدموع في عيون امها:
- ماما لما تبكين؟
قالت رشيدة تنفض الدموع بعيدة :
- فرحة بنيتي
ردت هند تبتسم لها وهي تقول :
- ماما لاتخافي علي ساكون بمأمن وايضا نحن لن نكون بعيدتين على بعضنا البعض
قالت رشيدة :
- سيصبح المنزل فارغا من حضورك بنيتي ساشتاق لك ولجنونك

اقتربت هند تقبل امها وتضمها برفق:
-انا لا ازال هنا الى يوم العرس... احبك ماما ولن اتركك سآتي لرؤيتك كلما توفرت لدي الفرصة وعد
اجابت رشيدة مبتسمة:
- على الله توكلنا اتمنى ان تسعدي ابنتي فهذا هو الاهم

سمعتا طرقا في الباب وسمع معه صوت والدها:
- يامعشر الحريم مسموح الذخول

ضحكت الاتنتان معا لتقوم بفتح الباب رشيدة ويدخل الوالد
نظر الى ابنته
السي محمد اليوم بالذات يكتشف سر طلب عائلة صديقه المخلص سليمان يد ابنته فلابد من ان عبد الصمد شاهد الاختلاف الذي لم يشاهده هو في ابنته الذي ظنها ستبقى على الدوام صغيرة
قال يفتح ذراعيه:
- ماشاء الله ابنتي انا عروس اهدي والدك ضمة
اقتربت من والدها تضمه بحنان
فقالت رشيدة:
- ارجوك السي محمد لاتخرب لها شعرها للتو انتهينا منه بصعوبة

ابتعد ولاتزال ابنته في يده
فقال موجها لها كلامه:
- ارأيت كم امك غيورة لانك تضمينني ايه طبعا تريدك لها وحدها هههه
قالت رشيدة بعتب :
- سي محمد كف عن الضحك انا لست كذلك
علينا الاسراع فقد يأتي المدعوون على حين غرة ارتدي شالك ابنتي وحاولي تغطية كامل شعرك
قالت هند بتبرم:
- لكن لما امي انا لست محجبة؟
ردت رشيدة تعاتبها هي الاخرى:
- هيا ارتدي شالا يخفي شعرك ليس من المعقول ان تظهري للرجال هكذا الا تلاحظين ان نساءهم محجبات ليس من المستحيل الا يطلب زوجك الامر ذاته
قالت هند ببراءة مبتسمة ملأ ثغرها:
- حقا ...لااظن الامر سيئا سأوافق على الفور
ضحك سي محمد يغمز زوجته فأومئت هذه الاخيرة له لتبقى هند بينهما لاتدري فحوى كلامهما بالاشارة
- عما تتغامزان ها اخبراني والا آلمني رأسي؟
قالت رشيدة تضحك على غمزات زوجها:
- ليس مهما ابنتي...اقتربت منها تمسك يدها وتجرها الى المندضة حيث اجلستها
- تنقصك بعض التعديلات على الماكياج ...سي محمد اخرج هيا ماذا تنتظر ؟سيأتي الضيوف استعد للاستقبالهم وانظر اذا كانت صفية مع المرأة الاخرى قد حضرتا كل شيء ...واخبرها ان احتاجت للراحة ان تذهب للنوم فهي والطفل في بطنها يحتاجانها
قال زوجها بقلق غير ضاهر:
- حسنا
تبادلت مع زوجها نظرة مليئة بالذكريات المريرة لينسحب تاركا اياها تكمل تعداد ابنتها بقلب مهموم والله وحده العالم به





في القصر



في اكبر غرفة بالقصر
غرفة مولاي السلطان عبد الصمد
الفارس النبيل والمروض المحنك
انتهى للتو كذلك من تحضير نفسه طاقم حالك كسواد الليل المتعاظم
وحذاء لامع بدى في قمة الاناقة مع ربطة العنق اياها
كان راضيا عن نفسه كثيرا فيدري انه وسيم حتى الجمال ويمتزج مع القوة والصلابة
كان الطقم يضهر قوة صدره النحيل وبطنه الرياضية مع تناسب البنطال المفصل بعناية تامة
يهتم دائما عبد الصمد بمظهره ولايفوت الصيحات الاخيرة في الاسواق
لكن بطبيعة الحال يعطي التصاميم التي يريد ان يرتديها لمصمم خاص به
فصّال ماهر يعرف انه ان فقد زبونا مهما كعبد الصمد فلن يكون سوى الخاسر لانه يدفع له بشكل زهيد حتى يحصل على التفاصيل التي يريد
ويحب ايضا ان يرى اسمه بجانب اسم الفصال على الملابس
هذا يجعله يشعر بخصوصية في ملابسه اكثر

يهتم بمظهره ويعرف انه يؤثر في معشوقته الصغيرة
ما ان يفكر فيها حتى تعود قوة مشاعره نحوها بقوة اكبر
اسبوعان تقريبا مرا وهو يشعر كما لو كانا قرنان
وهما ولدا فيهما من جديد
يشتاق اليها بشدة حيث بات يبلغ تلك الدرجات العليا في الشوق

سيتصرف معها بحزم وقوة ...نعم يعشقها بكل انفاسه بل تكاد تجعل منه انسان احدتمت عليه الحالة في حبها
يريدها بسداجتها قريبة منه
وكم يبدو له الامر مشوق لطالما كانت البريئات في الحياة سعي الرجال
لكنه سيحصل عليها بالحلال ويدري انه الوحيد في القصة من حضي بالتجربة في فترة كان بعيدا فيها عن القصر
لكن الان هي من لوعته
هي من بسداجتها في العشق توهته
ستجده عاشقا مثالا حيا للرومنسية
وهذا ما يجعله سعيدا لضعفه الذي لن يضهره طبعا
فعزة نفسه تجعله غير قادر على ان يتدلل لفتاة
لكن عليه ان يروضها قليلا لتصبح خاضعة لاوامره في بيتها اي القصر

وقف يتأكد من مضهره في المرآة
واستدار لدى رؤيته لوالدته تذخل ابتسم لها وعلم مسبقا انها ولابد ستاتي للتتأكد من ان ابنها كامل الاناقة لاهو ولاإخوته يحاولون ان يتملصوا من عنايتها بهم
يتركونها على راحتها دائما
كانت قد ارتدت جلبابا اسود على قفطانها الاسود ايضا
واقتربت منه تحقق في اناقته
فعبست قليلا وتعجب عبد الصمد لامرها فقال:
- مابال والدتي الجميلة عابسة؟
قالت بحزن :
-تبدو كامل الاناقة بني ... اشعر انني ماعدت قادرة على مساعدتكم في شيء
اقترب منها يضمها:
- لاامي ماهذا الكلام فقط نحن نستطيع بالتأكيد الاهتمام بأنفسنا ولانرضى تحميلك ثقلنا في هذا السن كذلك
تنهدت وهي تعود الى طبيعتها:
- الان ستتزوج انت ايضا على الاقل ستكون لديكم من تهتم بشؤونكم
وتفكني من جنونكم رحمني الله ورحم زوجاتكم
ضحك عبد الصمد يقول:
- هههه امي تعلمين ان هند مدللة صغيرة لكنها محببة أتمنى ان لايكون طلبي للزواج منها قد كدرك ...امي اعلم انك تحبين ان تنقي على ذوقك لكن قلبي ارادها مابيدي حيلة
قالت تبتسم له :
- في الحقيقة بني صدمت في بادئ الامر لانها تصغرك تقريبا بعشر سنوات الفرق بينك وبين اخوتك ان زوجاتهم عاقلات و...لايمكنني ان احكم على هند باي شكل فهي مأدبة وهادئة غير هذا لست ادري ان كانت ملمة باشغال البيت لكن ذلك سيصلح مع الوقت
- امي سبق وطلبت منك اجابتي... انت راضي عنها؟
- بكل تأكيد بني... ولك انت ما كنت لارضى باقل منها لانها فتاة جميلة وقد ارضاني حيائها واحترامها انا راضية عنها كرضاي عنك فلاتحمل هما عزيزي
- ارحتني امي اشعر الان بالراحة اكثر لمعرفتي بنظرتك اليها وتأكدي من انها ستكون ان شاء الله سترضيك كما ابنك

قال يخرج معها من الغرفة الكبيرة
- لابد من ان والدي ينتظرنا في الاسفل
قالت تبتسم:
- يبدو كما لو انه من سيتزوج يقول ..لاتتاخروا علي اكره الانتظار
ضحك عبد الصمد:
-هههه ابي المسكين يحمل همومنا دائما ..حفظه لنا الله ولك ايضا يا سيدة السيدات
قالت تنظر اليه جانبيا :
- يا ولد كف عن هذا والا اعطيتك بالشربيل على رأسك
ضحك اكثر:
-هههه احبك امي وانت غاضبة تبدين بعكس الغضب مرحة ههه
بادلته ضحكته ونزلت معه ليركبا الجيب السوداء مع والده





في الاعلى بغرفة سعيد




كان قد انهى ترتيبه لنفسه
سروال رمادي كلاس مع حذاء اسود وقميص ابيض تركه مفتوحا عند الصدر عادته لايستغني عنها
كانت عبير تجلس وراءه فوق سريرها تنظر اليه باعجاب خفي فقد اثارتها طريقة تحضيره لنفسه بخفة لاتأخد اكثر من ربع ساعة فيبدو بعدها رجلا جذابا بكل المعايير

وضع قلادته في عنقه
وانتهى برش بعض العطر الذي اخترق هدوءها
واعجبها استنشاقه كثيرا فرائحته تنم عن ذوق رجولي مرهف
استدار ليقابل نظرتها الساهمة
وعقد حاجبيه على وجهها باهتمام فانتهت هي بالقول بخجل:
- تبدو انيقا ....
قال يسرح في طلعتها الرقيقة فوق السرير
ببيجامتها الطويلة السوداء الواسعة قد سبق واشترتها من مراكش بنصف كم واسع
وكم يراها نقية حتى شعرها المضفور وراءها يجذبه اليها
غالب مشاعره وتقدم نحوها يمد لها ساعته عمدا لكي تقوم بتركيبها على معصمه القوي
- هلا ساعدتني
نهضت من فورها تنظر الى مايمده لها وابتسمت ببراءة
تمسك بالساعة من بين اصابعه المتوجعة تحت ملمسها الناعم
ظل ينعم بلحظات وجع كبرى وهي تحت نظرته
مخذرا كليا تسلبه النشوة والعذاب بذلك كل ارادة
لما يزيد من عذاب نفسه
لكنه يدري ان العذاب في قربها اهون عليه من لاشيء يفضلها حقيقية امامه على صورة في عقله
رفعت نظرتها اليه فاحرجت حتى الاحمرار من نظرته المتبتة على شفاهها
تركت يده بأدب لتقول تكسر السحر الذي يثمله ويخجلها
- سعيد لقد انتهيت اظن انهم ينتظرونك
نظر الى ساعته يتظاهر بالنظر اليها وقال:
- محقة علي الذهاب ليلة سعيدة الافضل الا تنتظريني سأكون متعبا الليلة لن استطيع السهر ...قال ضاحكا...اشعر بالنعاس منذ الان اخاف ان انام في الطريق
- لا ارجوك لاتقد انت ان كنت متعب ....اعني الافضل ان يسوق عثمان مثلا
- كنت امزح معك لاتقلقي هذا فعلا ما سأفعله
على فكرة تذكرت ...سيارتي الصغير الرياضية تحفة علي ان آخدك في نزهة فيها يوما ما ذكريني فقط
ابتسمت بفرح:
- سيسعدني ذلك
همس
- تصبحين على خير
قالت مـتأثرة بابتسامته الجميلة
- رافقتك السلامة اهتم بنفسك
خرج مبتسما يشعر بالزهو فعلا لايطلب اكثر من هذا السحر الذي يلفه والباقي فل يقتله ان شاء فلن يتجاوز خطوطه الحمراء نحوها مهما حصل




في جناح عثمان

ساعدته في ارتداء سترته الرمادية القانية وابتعدت تحت نظرته
الملتهبة تقول:
- سأنام اليوم عند امي اريد ان اتكلم معها في عدة مواضيع
استدار مغضن الجبين :
- ماذا؟غير معقول هل اخبرتها بانك ستبيتين عندها؟
- ليس بعد
- جيد لانك لن تنامي الا في غرفتك
قالت تجابه نظرته بقسوة اكتسبتها هته الايام من فرط قسوته عليها
- لاتكن قاسيا انام دائما في غرفتي ما المانع ان نمت عند امي الليلة ...لقد قلت ان لدي....
قال يقترب من مكان وقوفها
- وما نوع المواضيع التي تريدين ان تتحدثي فيها معها ليس لي علم بها؟
قالت بارتباك
- امور تخص النساء
قال يزيد اقترابا منها
- وما هي؟
قالت تتكلم دون ان تنظر اليه:
- لاتكن حشريا يا عثمان ..ارجوك
قال يمعن فيها النظر ويفصل كل ملامحها على حدى:
- لن امنعك على عمتي فغلاها اكبر من غلاك عندي هذا لتعلمي فقط...اذهبي لها الان وعندما يقترب وقت وصولي ساعلمك وعندها اريد ان اجدك في السرير ...هه حتى وان لم يكن لك عمل فيه

شعرت بان قلبها يمتزق مع اهانته التي تشعرها انها لاتصلح لشيء الا ل...
- ما رأيك يا عثمان؟ لن تجدني وسانام لديها
قال بهدوء وهو يخرج من الغرفة الى وسط الجناح لتتبعه:
- ستعودين الى الغرفة وان لم اجدك فساقوم باحضارك من جناح عمتي لن يهمني ان احرجتك
خرج من الغرفة صافقا الباب وراءه
ليتركها تشعر بالهوان والهزيمة وانه عصي على الدمارلايهزم ابدا
منذ ان اشعرها انه سيحصل على مايريد متى اراد وهي مستعدة للقتال بكل ما تملكه ضد ضعفها
قسّت نفسها
لكنه بدل ذلك اظهر انه غير عابئ حتى بها فلم يحتويها ولا مرة منذ ثلاثة ايام بين ذراعيه
وهذا يشعرها بفراغ رهيب
لذى تفكر جيدا انه حان الوقت لتضهر له الدلائل وتحضر له الواقع وحقيقة انها شريفة على الارض امام عينيه
فبعدها فقط ستحضى بحياة كما تستحق
هي ليست من يستأهل هذه القساوة كلها فقلبها اضعف بدرجات كثيرة على القوة التي تضهرها في اوقات عديدة





في بيت السي محمد



استقبل الضيوف بترحيب كبير
ادخل الرجال الى الصالة الخاصة بالرجال وكذلك اتى العادل مع سليمان
لانه يدري ان الجد ان هو طلب شيء فهو لصالحهم

قال سي محمد مبتسما للجالسين :

- اهلا بكم كيف الاحوال يا سليمان ؟

قال سليمان المرتدي لجلباب بني غامق
- الحمد لله بخير كيف الاحوال عندكم انتم ان شاء الله مرتاحون؟

- بخير الحمد لله نحمد الله المحصول هذا العام يساعدنا كثيرا على تطوير المزرعة

قال سعيد الذي كن يجلس بجانب عبد الصمد ومن الجهة الاخرى لعبد الصمد عثمان بحيث يكون العريس في الوسط:
- انت محق عمي نحن نستعين بالعين التي نملك بجانب الارض الا ان المطر رحمة من الله بكل تأكيد مهما روينا لانستطيع ان نستغني عنه
والمحصول هذا العام مرتفع بفضل الله

قال سي محمد:
- اجل بالفعل مرحبا بكم مرة اخرى عندنا

شكره سليمان وقبل ان يتحدث
في نفس الوقت
همس عثمان لعبد الصمد كاتما ضحكته
- هل لجم لسانك؟
قال سعيد من الجهة الاخرى
- العاشق المسكين تائه اعذره ياعثمان يفكر بالصغيرة التي لوت قلبه
قال عبد الصمد يحاول ان يحتفض باعصابه في ثلاجة:
- كفا عن هذا لست برضيع
قال عثمان يبتسم :
- ومن يخاف؟ فانت ستتزوج فتاة جميلة من بعذ اذنك في مدحها لكنها فعلا تليق بك على الله ان ترينا الوجه الحقيقي لاخينا الاصغر على الاقل ان تطيح به على الاخر
قال عبد الصمد يدافع عن شخصيته من كلامه:
- ابدا سأتزوج لأبني عائلة وشخصيتي ابدا لن تتغير
قال سعيد بمرح:
- آآآآه... يا عبد الصمد ستتزوج وترى الحياة على حقيقتها
قال عبد الصمد يبتسم اخيرا
- لم ارى مجنونين اكثر منكما ...ولكن اوافقك يا سعيد لابد من انها تلف احبال الجنون على مخك للتتحدث هكذا
التفت سعيد عنه لكي لايضهر ضعفه لذكره اياها فقال:
- تكلم عنها باحترام
- طبعا اخي ولو انها في متابة اختي اليست زوجة الاكبر
وانت عثمان اخبرني فقط الم يحصل ولجمت لسانك لاتقل لا
قال عثمان بجدية اشعرها وكانه يقولها بمرح:
- لم تخلق من تلجمه لي


تحدث سليمان يقول:
- تعلم يا محمد لما اتيناك اليوم

تهامس الاخوة الاقوياء في جلستهم التي اضهرت الواحد منهم اضخم واكثر جاذبية من الثاني... ليسكتوا

- ورغم ذلك نريد بل ويشرفنا ان نربط نسبكم الرفيع بنسبنا بطلب يد ابنتك المصونة هند لابننا عبد الصمد ونتمنى ان يكون نسب الخير والمحبة

قال سي محمد مبتسما:
- والله يا سليمان كل الشرف لنا بان يرتبط اسمانا مع بعض وان شاء الله سأطلب موافقة العروس





استقبلت رشيدة فاطمة بكل لباقة في الترحاب
ادخلتها الى الصالة الخاصة بالنساء
كانت الصالة مفروشة بسدادر تقليدين في اللون الازرق وكان ثوبه ناعما
وجميلا ايضا
قالت رشيدة مبتسمة:
- اهلا بك يا فاطمة حللت اهلا ووطئت سهلا الله لايحرمنا من مجيئك عندنا البيت نور بوجودك

قالت فاطمة
- لك كل الشكر عزيزتي كيف احولكم انتم ان شاء الله بخير

قالت رشيدة مبتسمة:
- طبعا بخير مادمتم انتم بخير

- هذا من ذوقك غاليتي
اخدت عيون فاطمة تحوم على الصالة وتنتظر ظهور هند في اية لحظة
قالت:
- اين هند الن تشرفنا العروس بجلوسها معنا؟

قالت رشيدة :
- طبعا سوف تنزل حالا اخبريني عنكم كيف الاحوال مع العرسان الجدد سمعت انهم عادوا من السفر؟

قالت فاطمة:
- بخير الحمد لله الفتاتان في قمة الروعة لايزال جمالهما يؤثر في بطيبوبتهما ونبل اخلاقهما...ما شاء الله اذا ما وضعتهما على الجرح يلتأم

- حفظهما الرحمان بالرفاه لهما والبنين وايضا باحفاد يملأون عيونك يا فاطمة

- آمين يارب لاتدرين كم يسعدني ان اجد ان اولادي يبتعدون عن الحياة الحرة ليحصنوا انفسهم بزوجات نقيات مثقفات وايضا جميلات
والجميلة هند منهم طبعا

ضحكت رشيدة:
- اشكرك على المدح

- لاوالله ليس مدحا انه فعلا حقيقة ابنتك في تلك السهرة بهرتني بتغيرها الجدري وتستحق ابني الذي اعرفه قاسيا بطباعه لكنه ذا قلب حنون....هل عروستنا من محبي الطبخ؟

قالت رشيدة تشهد لابنتها:
- ايه طبعا انها بارعة في الطبخ والاعتناء بتفاصيل المنزل حتى انها من تعتني بملابس والدها واشياءه ...هههه اضنه الان سيقوم بطردي ان قمت ببعثرت اشياءه

ضحكت فاطمة:
- اذن الفتاة الصغير محنكة في شغل البيت
ما شاء الله في الحقيقة ولاصارحك هذه هي الانثى التي تلائم ابني فهو من محبي النظام في كل شيء
واظنها بعد كلامك ستناسبه كليا هنيئا لهما ان شاء الله

- آمين هذا كله من ذوقك والله اخجلني كلامك الله لايحرمني منك صديقة

في تلك اللحظة ذخلت هند في قفطانها الوردي
واضعة على شعرها شالا خفيفا ورديا يغطي كامل شعرها الاشقر الذي يصل الى اكتافها وقد صففته بدقة متناهية
ابتسمت امها وفاطمة لدى رؤيتها
اقتربت منهم تمد لهم التمر المحشو واخدت منه الاثنتان
وقد بدى على فاطمة انها راضية على هته الفتاة كزوجة لابنها فهو جذاب وما كانت لتقبل له باقل جمالا من هند
لربما هي انانية بعض الشيء حيال هذا لكنها تريد لابنها ان يبقى محصنا ضد الجميلات في العالم لفرط جاذبيته
وهذا لن يكون الا بزوجة ساحرة مثل هند

قالت هند بخجل العروس لحماتها :
- هنيئا امي

ضحكت فاطمة ممعنة في ابتسامتها العذبة وخجلها وكذا ادبها فقالت لرشيدة :
- ما شاء الخالق كما لو انني اراها لاول مرة ...وجهت كلامها لهند...اين خبأت كل هذا الجمال يا هند بارك الله فيك عزيزتي

همست :
- آمين

- هذا التمر لذيذ على ماذا يحتوي؟

قالت هند
- على عجين الفستق مع المكسرات

سألتها باهتمام:
- انت من صنعته؟

- اجل

- ماشاء الله ...ما شاء الله
وجهت فاطمة كلامها الى رشيدة

- ان شاء الله يا رشيدة اتينا اليوم لنطلب يد المصونة ابنتك الغالية هند
وهي ليست غريبة علينا اعتبرها ابنتي دائما

ابتسمت هند تنظر الى امها من تحت عيونها الخضراء
فقالت فاطمة:
- لنا الشرف ان تاتوا الينا بهذا الطلب المفرح لنا ...وهاهي هند موجودة لقد سمعت بنيتي وانت من عليها ان تجيب

قالت هند تبستم بخجل :
- اقبل




سمعت الزغردات حتى صالة الرجال وعندها نهض سليمان يسـتأذن منهم ليأخذ الجواب من ابنته وقف وراء الباب الى ان تقدمت اليه هند واعطته جوابها
وكان الفرح والسعادة يلم العائلتين
طلب منها ان تحضر الى مجلس الرجال حيث جلست لاول مرة امام عبد الصمد الذي ذهل لرقتها وجمالها الذي افتقده كثيرا
وذهلت هي من شدة وسامته وقد احتفضت بعيونها على المائدة التي وضعت عليها الاوراق
وامضى كل منهما على العقد
واستطاع اخيرا عبد الصمد ان تصفى روحه كليا وان ترتاح من القلق الذي كان قد انتابه من ان يفرق بينهما اي احد او ان تعود في قرارها في الزواج به
انسحبت العروس واستقبلتها الزغاريد وعلت اصوات الخادمتين بالصلاة على النبي
وطلبت فاطمة ان تجلس هند قربها
اوضحت لها بعض الاشياء وركزت لها على الحجاب ففي عائلتهم كما تقول لا تدخلها فتاة بدون حجاب وافهمتها ذلك بطريقة محببة
لكنها فقط لو تدري انه لاشيء يهم هند مادامت قرب حبيبها
الذي تعشقه منذ ان رأته في اول لقاء لها به
وهكذا بعد العشاء واتخاد كل واحد منهم مكان مريحا له
كان عبد الصمد صعبا عليه ان يركز على الكلام الذي يقال
وقد تغامز سعيد وعثمان على سهوه وضحكا معا
قال عثمان:
- مبروك ياعريس ...ياعريس.. هل تسمعني؟
قال عبد الصمد يفيق من خيالاته المجنونة في خالبة العقل لديه
- بارك الله فيك اخي هل اردتني
- ههه لاااااا يبدو ان الصدمة كهربتك ما الامر الهذه الدرجة تأثرت

تغضن جبين عبد الصمد:
- ارجوك عثمان بدون سخافات
- والله لست ادري ان كنت انا السخيف بينما انت ساه منذ ان وقعت العقد
قال ساهما في افكاره:
- اريد ان اراها
قال عثمان ضاحكا لسعيد يسمعه:
- هل سمعت سعيد يقول انه يريد رؤيتها
قال سعيد
- المسكين اتفهمك لابد وانك تقاسي

عدل عبد الصمد المسلوب القوى عن الاجابة تاركا لاخويه الوقت لرؤية اخيهم لاول مرة يضهر الخنوع غصبا عنه
التفت الى اخويه
- اريد فعلا رؤيتها علي ان اقوم ببحث بعض المساءل ...المهمة في زواجنا
قال عثمان
- اطلب الاذن من حماك اخي وانظر اذا كان سيوافق فهذا حقك
حار في الامر كيف له ان يفعل ذلك؟
لكنه تغلب على ارتباكه وسأله اذنه في رؤيتها وقال سي محمد انه سيعلمها لكي يقوما ببحث الامور الخاصة بهم في احدى القاعات بالفيلا
وسهل عليه تفهم الوالد حقه في رؤيتها على انفراد

دخل الى قاعة صغيرة تحوي مجموعة من الكنبات سوداء وثيرة للغاية
تتوسطها طاولة زجاجية فخمة فوقها مزهرية تحوي زهورا ذهبية لاتذبل
بجانب الكنبيات عن يسارها توجد شرفة واسعة تفضي الى حديقة البيت لديهم
انتظر مطولا في الصالة
وجلس يرجع جانبي سترته ورائه بعد ان فتح ازرارها واطلق سراح ربطة العنق في عنقه
اتكأ على ظهر الكنبة مرتاحا في جلسته
سرح في افكاره وفي هنده الجميلة صاحبة العيون الخضراء العميقة
الى ان اعلنت دخولها عليه





في القصر




لم يكن هنالك سوى الجد الذي اطمئنت عليه ابنته مليكة فقد نام
وابنتاها اللتان اجتمعتا في غرفتها تنتظران حضورها
كانت ثريا تتكئ على مخدة امها واختها امامها تربط ساقيها في جلستها
قالت ثريا:
- كيف زواجك عبير؟ هل انت سعيدة صغيرتي؟ اعلم انه كان من الصعب عليك التأقلم

قالت عبير تبتسم:
- لا والله انا سعيدة في ..زواجي طبعا سعيد جدا طيب ويعاملني بشكل يفوق الخيال لاتتصوري كم يلبي لي من طلباتي واشعر بالسوء لذلك

قالت ثريا متسائلة:
- لكن لما تشعرين بالسوء؟

اضطربت عبير ولعنت نفسها لانها خرقاء دائما تتكلم بغير عقل:
- لا ...فقط انا اخاف الا اوفينه حقه

قالت ثريا مبتسمة:
- كل هذا الجمال اختي ولايوفيه حقه هذا جنون انت اختي رائعة ولربما اروع مني
اكملت جملتها بنبرة اسى
قالت عبير تسألها:
- ثريا لما انت عابسة اختي هل يؤثر فيك اي مشكل هل هو عثمان ...صارحيني اختي فلربما استطعت المساعدة
قالت ثريا تقلب وجهها بابتسامة تظهر فيها السعادة كما لو انها تستحضر معها ذكرى تتبت لاختها انها حقا سعيدة:
- لا اختي انا سعيدة... كذلك عثمان...رقيق متفهم محب انسان طموح وهذا هو رجل احلامي احمد الله لانه كتبه لي... بدل ان ابحث عنه
ابتسمت لها عبير:
- انا كثيرا سعيدة...هل تدرين سوف يأخذني سعيد في جولة في تلك السيارة السوداء التي تظل مرصوفة في الجانب الاخر من القصر

- حقا مبروك ...لابد وانكما ستستمتعان كثيرا فهي من طراز سريع

- قال لي ان اذكره لنخرج فيها لكنني اخجل

قالت ثريا تعاتبها
- تخلي عن خجلك قليلا ليس طول الوقت خجل خجل هذا قد يجعل الامور بينكما معقدة بعض الشيء حاولي ان تتقبلي تلك الامور على انك مرتاحة وسعيدة ومنشرحة

نظرت اليها عبير بعدم فهم لكنها لم تستطع ان تفهم معنى كلام اختها جيدا لانها لاتدري في تلك الامور شيء
- هلا شرحتي لي اختي ....حركت رأسها....لم افهم جيدا ما الذي تعنينه

نظرت اليها ثريا بدهشة وعدلت المخدة وراءها لتقول:
- يا الهي الا تفهمين ابدا ..لاعليك كيف اشرح الامر؟؟؟ اتمنى الا تحرجي لعلمي جيدا انك تكرهين الحديث عن هته الامور....الرجل يعشق المرأة التي تأخد وتعطي ...ياالهي نظرتك الواسعة هته تجعلني اشك في ان المسكين يعاني الامرين في ضحد خجلك ...قبل ان تأتي امي ساقول لك
مثلا انت ضميه ...ق...

قطعت كلامها عبير خجلة حتى اذنيها تبعد نظرها لتخفي الصدمة على وجهها تخاف ان تكشف نفسها:
- اسكتي اختي فهمت ليس عليك ان تقولي

ضحكت ثريا رغم معاناتها هي الاخرى في وجه اختها لتلطف الجو وابتعدت عن الموضوع
- مارأيك في زوجة عبد الصمد اليست صاحبة عيون جميلة اتعجب كثيرا في رجال هته العائلة اشعر في بعض الاحيان انهم مغرورون الى ابعد حد ....اعتقد انهم يضنون انهم ان لم يختاروا من تجابههم في الوسامة وترضي حضراتهم لن يرضوا بها ابدا

- رأي في العروس انها جميلة وفاتنة لكن لما كلامك عن الرجال هكذا انهم لربما قسات كطبيعة القرويين لكن لااظن ان كلامك الاخر في حقهم جيد

قالت ثريا:
- لا عليك اختي لاتهتمي

ذخلت في تلك اللحظة عليهم مليكة وهي تقول :
- الله على الجميلات عندي لا أصدق انكما هنا مجتمعات لدي في الحقيقة انا سعيدة لذلك
جلست قرب ابنتيها
وذخلت النساء في احاديث طويلة عريضة





في منزل سي محمد




كان ينتظر بحرارة رؤيتها
في مكانه فوق الكنبة الوتيرة
امعن النظر فيها ولاحظ انها تحمر خجلا لوقوفها هكذا
اوجعته حتى السكر بحلاوتها ودلالها
اشار لها ان تقترب قربه فوق الكنبة
ولم تصدق نفسها انها فعلت
ولاتصدق انه امامها الان باتت في لحظة عرضة للبكاء لانه من تمنته طيلة حياتها هاهو الان امامها
فقد ضنت انها ستخور واقفة على الارض فشلت ركبها وارتعدت
وازداد ارتجافها بينما هو ضل صامدا بصلابة شخصيته
اعتدل بقوة جسده التي تغلب جسدها الرقيق الرشيق
وجلست قربه ضامة يديها في حضنها
كلمت نفسها
لما الخجل الان ياهند لاتفقدي قوتك

بدت له كانها الامطار التي تروي الاراضي القحلة
وكأنها قوز قزح الذي يزين سماء انقسمت بين سحاب ونور شمس بعد عاصفة ممطرة
عطرها اذابه الى ابعد الحدود التي اخترقت حدود الطبيعة الحية بكثير
يحترق هو من هذا البعد القريب ويدمره السكون الذي يلفهما
مال عليها وتبعثر كليا استنشق عطرها الاخاد وتاه عن ارض الواقع
همس لها تحت التاثير الذي هو فيه
بعيون حمراء كالنار
- مبروك
كان ينقل لها زوابع الحب الاهوج والى صدرها يترسى ليقلبها كليا
ردت بالكاد
- شكرا
كان كالسكران في حاله
اصابعه امتدت الى ظهرها صعدت عليه برفق
ارتعشت اوصالها للمسته وتوقف تنفسها مع سرعة نبضها
سمعت تنهيدة مديدة تخرج من صدره متحشرجة قرب اذنها وعيونه مغمضة كليا فكاد يغمى عليها
صعدت يده الى شعرها المصفف ليزرعها بجانب اذنها ويرفع الشعر قليلا ليهوى عليها بقبلة دافئة على كتفها الابيض الرائع شعر بارتعاشها واسعد لذلك
لكنها ابتعدت عنه قليلا تحاول ان تكون جدية اكثر
- عبد الصمد ...مممبروك لك.. ايضا
رفعت بالكاد نظرتها اليه لتجده ينظر الى كتفها بتمعن فاستغربت الامر وسألها بصوت عميق:
- هند ...اريد ان اسألك هل ذلك النمش على اكتافك ....اعني لديك منه الكثير؟
ذهلت لسؤاله فاجابته بصراحة لاتدري مايصبوا اليه في سؤاله:
- أجل لما تسأل؟
ابتسم ونهض يبتعد عن مكانها هوس جديد وضع امام عيونه لن يرتاح الليل مادامت تحمل جمالا اخادا على جسدها يعلم انه سيعذبه ذلك النمش لا يستطيع ان يتخلص من عشقه لها
تشل تفكيره وتحصرنه على محياها المزهر

قال ينظر اليها عائدا الى مكانه بعد ان هدئ الجنون الذي اطاح به منها وجلس قربها ويطوي ساقه تحت الساق الاخرى لتبقى هي تحت نظرته كليا :
- الم تشتاقي الي ايتها الصغيرة
لم تستطع ان تفصح له عن مكنون قلبها فهي اكثر منه تشعر بالحرج مختلط مع حب جارف فقالت مبتسمة
- لست ادري ...رفعت اصابعها امام عينيها تقيم القدر....اظن قليلا هكذا
نظر الى يدها وابعد نظرته عنها مغضن الجبين
نظرت اليه وسعقها حاله لدى قالت توسع المساحة بين يديها البيضاوان الرقيقتان
وانتظرت ان يهتم لكنه ظل مبعدا نظره عنها
عبست وشعرت بالحزن لم يكن قصدها ان تجرحه
فاقتربت منه تدس دراعها في يده وتهمس قرب شعره الاسود في اذنه
- اشتقت لك كثييييييرا عبد الصمد فلا تفعل هذا بي
كان وقع همسها قويا على روحه هز كل اوصاله وتربعت رغبته في ضمها الى صدره فوق عرش افكاره لكنه غير رأيه يلزمها تأديب فلتتأدب اذن
جرت ذراعه القوي فلم يستجب
قائلا:
- كفاك كذبا هند لم الكذب بالله عليك قلت الحقيقة في البداية وصدقتك لكنك لم تسمعي كم اشتقت اليك انا
قالت تسرح في عمق عيونه لاول مرة من هذا القرب
- كم ؟اخبرني
تتبع مخارج الكلمات في فمها وعض على شفاهه
- تت لا اذكر انني اشتقت اليك بالقدر الاول حتى؟
صدمت من كلامه
وابتعدت عنه لتنهض لكنه امسك ذراعها واقترب منها يهمس وراءها بصوت متأتر مخمور
- اخبريني يا حوريتي البرية كيف ترضين؟... دلالك استسيغه كما استسيغ كل شيء فيك لكن لااحبد ان اتار فالغضب عندي اقبح صفاتي
احمرت خجلا ونظرت اليه تقول :
- عبد الصمد اترك يدي من فضلك وقل لما طلبت
في رؤيتي؟
اقترب من اذنها يقول :
- لانني اشتقت لك كثيييييرا وفوق ما تتصورين
واحلم منذ ان رايتك بشيء واحد... ان اعانقك
شعرت ان صدرها يشق في النصف اول مرة في حياتها تسمع كلاما خارقا كهذا ولم تتخيل ولافي احلامها ان يحدث امر مماثل
مرر يديه على وجهها واخترق شعرها حتى البعثرة
وعانقها حتى الثمالة وكان وقع طعمها عليه مذيبا حتى العظام وتنهد بعمق فاخيرا يتحقق الحلم الذي لطالما عذبه وانتشار هذا الدفئ الذي لف قلبيهما بسخونة اعاد لكل منهما الحياة من جديد
ابتعد عنها وقد فقد شيء من ترتيب ملابسه وافقدها ترتيب شعرها الجميل وقال وعيونه عليها هي التي احنت عينيا خجلا واحمرارا
- لم اظن انك ستقصين شعرك...لكنت منعتك هند
مرر اصابعه في شعرها يرتبه لها
وقد كانت حالمة تنظر اليه
فقال مبتسما بوله :
- ارأيت انني اجعلك تدفعين ثمن تعجرفك ايتها الزهرية
قالت هند بصوت لا تعرف ان كان لها او لا:
- اليس من الاجدر الان ان نناقش امورنا الجدية
ضحك وقال:
- تعالي الى حضني وسنتحدث بجدية
قالت تنظر الى يديها متكأة على ظهر الكنبة
- تت لا انا هكا ...افضل فقط لنتحدث قليلا مثلا ماذا عن الاعمال في الاسطبلات كيف تجري تدري انني اشتقت لحصاني لركبه
قال عبد الصمد ولاتزال يداه ترتب لها الخصلات ببطئ وهو بجانبها
- وهو كذلك ينتظرك فلا تخافي عندما يستذهبين الى هناك ساحاول ان اخصص لك ولزوجات اخي وقتا لايكون فيه العمال حول الاصطبلات لتقوموا بالنزهة على راحتكم
قالت له تنظر الى عمق عينيه:
- اخبرني عبد الصمد انت تحبني؟
ابعد عنها عينيه مفكرا:
- هو لست ادري لكني شخصيا اعلم انه ما في صدري لك ينبوعة حبي ليس عاديا ولم اشعره مع احداهن
قالت مندهشة:
- كنت تعرف النساء من قبل؟
- قبل حادثة امي وبعدها سطوب علمت انه لمن الممكن ان اموت وانا في وضع ادخل على اثره جهنم الحقيقة ان الله موجود واحترامه واجب وان نقوم بمايريده منا هو الاهم اشعر بالراحة الان لن اتعرف على نساء اخريات مادمت املك اجملهن

ارتاحت لكلامه قليلا وسألته:
- تدري اريد اطفالا من سنتنا الاولى ما رأيك هكذا سنكون سعيدين اكثر
قال يصارحها:
- في الحقيقة من يراك من اول وهلة لن يصدق انه لمن الممكن ان تفكري في الاولاد
- اريد منهم الكثير وياريت توائم في كل مرة
جحظت عيناه وقال يضحك:
- جننت هو اجل يمكنك الولادة... هذا ما اشتهيه منك عمري...لكن طبعا لااريد منك ان تفقدي صحتك...اريد ان اعيد عليك سؤالا هل فعلا لديك من النمش على كتفيك الكثير
ردت بتلقائية:
- اجل في ظهري البعض منه و...نظرت اليه وشاهدت الاهتمام على وجهه ونظرة غامضة...انت خبييييث لما تسأل لست بريئا يا عبد الصمد تصدمني
- لا في الحقيقة اتطلع الى الشرح المفصل الذي سيصبرني في ليالي بدونك
- انت جريئ
- مع حلالي ليس في الامر عيب ...الم تحسبيها اعني النمش
ضحكت:
- انت مجنون لا بالطبع لا كيف لي ان افعل هذا سيبدو كما لو انك تعد النجوم وفي الحقيقة لست غبية لفعل ذلك
قال مبتسما:
- اريد ان افعل ذلك ان اعدها سيكون الامر ممتعا
احمرت وتضاهرت بالغضب لكن ابتسامة سبقتها
قال يتذكر امرا:
- نسيت تماما امرا مهما كنت اريد ان اهديها لك مع المهر والخاتم لكني اقتصرت على تركها بيننا
قالت بشك :
- ماهي ؟
- هذه
جذب من جيب سترته علبة بيضاء ناصعة توسطتها سنسلة ذهبية تحوي نصف قلب مليئ بحبيبات الالماس الجميلة
- عبد الصمد هذه لي
- اجل دعيني البسك اياها
البسها اياها مستمتعا بقربها وابتعد لينظر اليها عن كتب
- جميلة عليك بل انت من جعلتها جميلة حياتي
قالت بفرح
- حقا اريد ان اراها لكن لما هي نصف قلب اين الباقي
قال لها يفك ازرار قميصه العلوية ويجذبها ليريها لها
كانت نصف قلب من نفس القلب غير ان هذا الذي في نق عبد الصمد نصف قلب عادي من الفضة معلق في سلسلة من الفضة
قالت تقرب يدها تلمسها تحت جاذبية صدره
- انها راقية هل صنع القلب هكذا
- اجل انت نصف ذهبي ونا نصف فضي
ضمت نفسها له تدفن راسها في كتفه
- اشكرك حبيبي وعودك كلها تاج على رأسي احبك

قطع عليهما خلوتهما صفية بعد ان طرقت الباب ابتعد الاتنان
عن بعضهما البعض
وقالت صفية معتذرة:
- آسفة سيدتي لكن السيد سليمان يطلب منك سيدي المجيء لانه حان وقت الذهاب
وخرجت صفية محرجة
قال عبد الصمد معدلا ملابسه واقفا :
- هيا صغيرتي علي الذهاب ساتصل بك غاليتي حسنا؟
قالت هند بعدم رضى :
- حسنا لاتنسى ذلك هناك اشياء كثيرة علينا التحدث فيها
وقفت بجانبه وقبل جبينها قائلا
- ساشتاق اليك
- وانا كذالك
- علي ان اذهب فطبع والدي انه لم يعد صبورا




في القصر

في جلسة الام وابنتيها
كانت تتحدث عن العرس وعن اللواتي اتين اليه من الطبقات الثرية
وقطع كلام مليكة صوت رنين هاتف ثريا الاحمر
فتحته
فقرأت الرسالة من زوجها
((حان وقت النوم يا سندريلا اذهبي الى السرير الان))
شعرت بانها كركوزة يلعب بها لكنها فعلا لاتريد منه ان ياتي ويجدها مستيقظة او ان يقوم بالدخول الى جناح عمتها كما قال فهذا امر مخيف لدى بادرت بالقول :
- امي عبير تصبحان على خير ...قالت تتمطى كقطة ساذهب الى النوم الان لابد ان الرجال في الطريق

- هل زوجك كان من اتصل؟
- لالم يتصل بل ارسل رسالة عادة بيننا هههه
قبلت جبين امها وخد اختها وانسحبت لتنام

فقالت عبير:
- امي ستسامحينني ان ذهبت علي ان احضر السرير فسعيد متعب من العمل اتمنى الا تغضبي
قالت مليكة مبتسمة:
- لاياابنتي ابدا اعلم جيدا انه لمن الحظ لي ان اكون مع ابنتي في منزل ازواجهما هذه هي حسنات العائلة اذهبي زوجك اولى صغيرتي سعيد يستحق منك كل العناية تذكري ذلك ابدا لاتحاولي ان تقللي من جهدك في العناية به فالرجل يبقى سندا للمرأة مادامت هي سندا له

قالت عبير تبتسم لها مقبلة يها بحنان:
- كلامك جميل امي على العين وعلى الراس لن يرى مني فارسكم ذاك سوى المعاملة الطيبة فقط




في جناح عبير


كانت قد ارتدت غلالة نومها البيضاء تحت الركبة وارتدت عليها روبها وازاحت الستائر الفاصلة بين الجهتين فسعيد يفعل هكذا دائما لابد وانه يحب ان يذخل الهواء الى رأتيه لدى لاتريد ان يشعر بالاختناق وراء هته الستارة الكبيرة
كرم منه حقا ان يتركها تنام وحدها في سرير بعيدا عن عضات الناموس اي الحشرات
فرشت له على السداري الواحد
شرشفا نضيفا ابيض وعدلت له مخدته بشكل جيد
وقفت واصطدمت بحائط دافئ وراءها





في جناح ثريا

نامت على جنبها الايسر
مرتاحة قليلا لان التعب خدرها كليا عن البقاء مستيقظة
اتعبها التفكير فيه لان الامر لن يجدي نفعا اصلا لن تصل بافكارها لبر سوي مادام
هو
كارها اياها بهذا القدر
اذن فلينعم بحياة دونها لانها فعلا ستفعل المستحيل لألاّ ينال منها شيء
سمعت دخوله الى الجناح وخطواته بعد ان ازال الحذاء اصبحت خافتة على الزربية بحيث لم تعرف اين هو في الغرفة اجمع

كان بعيدا عنها يغير ملابسه
بعد ان بقي بشورط قصير فهذا الحر استلقى على السرير
يضع راحتي يديه على عينيه لكن لم يبقيهما سوى بضع ثوان جذبته كما تجذب الفراشة الى النور
تنهد بعمق
تنام وكل شعرها مرمي باهمال ساحر وراءهاوكتفاها الجميلتان بارزتان لم تغطيهما من الحر
اقترب تحت الشرشف الذي يدترها واحتضنها
كان هذا يدفئ قلبها ان هو فعله دون ان يحصل على شيء او دون نية
الحصول عليه
استند على مرفقه الذي وضعه بجانب رأسها وهمس في اذنها
- نائمة ام تدعين النوم
وضع يده الاخرى على كتفيها يضمها اليه
- غريب امرك تدعين القوة وتنتهين بالضعف
ماسر ضعفك هذا اعترفي وتدللي فهذا ما اعشقه فيك

لم يعد في استاعتها الاحتمال حرارتها ارتفعت تحت يده وهمساته
وتعلم علم اليقين انه لايبحث عن شيء سوى مراده اذا عليها المحاربة لا الخنوع
كلامه هذا ليس سوى فخ ينتصر لوقوعها فيه في النهاية
ظلت تحافظ على انتظام انفاسها
ولدهشتها لم يصر
لم يصر عليها او يوقظها بل ظل هكذا يضمها وهو الشيء الذي بهرها وملأ قلبها سعادة فياضة
دفن رأسه اكثر في شعرها ونام قربها
في تلك اللحظة فقط فتحت عيونها وابتسمت في حبها لهذا الرجل الذي لن ولن تفهمه ابدا وغموضه ما يجعلها اكثر تعلقا به





في جناح سعيد

بعد ان وقفت اصطدمت بحائط دافئ
او صدر قوي لا يتزحزح في الواقع لكنه تزلزل لهذا الالتصاق الطفيف الذي بعده جعلها تشهق وتستدير لتقابله
ابتسمت تضع يدها على صدرها:
- يا الهي اخفتني كدت اصرخ

- سلامتك عبيرتي من الخوف

اضطربت لكلامه مرة اخرى وغيرت الدفة
- كيف كان الزواج؟
قال شاعرا بشيء من اليأس الذي اخفاه عنها:
- جيد والحمد لله تم كل شيء على ما يرام
قالت بابتسامة مشعة :
- الحمد لله
نظر سعيد وراءها بسبب طوله الفارع:
- لما كلفت نفسك وحضرت السرير ايضا امره سهل لم يكن عليك ذلك؟
قالت بعتب:
- كيف تريد مني الا احضره وانت متعب بسببي هل تريد ان اجهز لك الحمام لتريح عضامك

قال بصراحة:
- لا اريد ان اريح عضامي بالنوم فقط عمت مساء
اقترب من فراشه ليجلس عليه وينتهي بالتمدد
مبعدا نظره الى السقف عنها

- الا تريد امرا آخر؟

- اريد الكثير لكن ليس القول بالفعل المناسب

لم تفهم كلامه وراقبت انسدال جفونه واسترخاءه
وابتعدت عنه الى سريرها بعد ان اطفئت الفنيارين الازرقين واضطجعت في سريرها
تشعر بتأنيب الضمير تشعر انا لاتستحقه لاتستطيع ان تمنحه السعادة وهو من يعشقها كما يقول
كيف لها ان تجتاز حاجز الخجل وتعبره اليه صعب عليها ذلك
حتى اختها تنصحها بالامر نفسه
هل سعيد فعلا يريد ان تفعل ما قالته اختها هو لم يلمح حتى الى انه يريد فعلا ذلك
اضطربت افكارها وانتقلت من دائرة ضيقة الى دائرة اوسع وصعب عليها النوم لمدة ساعة ظلت تتقلب فيها في السرير
ةلم تصل الى حل
فدعت الله في سرها بكل كيانها ان يفرج عنها وعنه

يتبع.............

 
 

 

عرض البوم صور Jάωђάrά49  
قديم 16-11-09, 10:30 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب مبدع


البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 147004
المشاركات: 5,481
الجنس أنثى
معدل التقييم: Jάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2060

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Jάωђάrά49 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Jάωђάrά49 المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 




إن شاء الله


الجزء السادس عشر



بعد يومين
من أيام الله



في ساعات الصبح الاولى
قبل بزغ الشمس الخجولة حتى



في جناح عثمان



بعد صلاته للفجر لم ينم

وبعد صلاتها للفجر نامت



وقف بكامل ملابسه وحلته الأنيقة تخطف الانفاس
تظهر قوة في نظرته تحت النظارة الصافية دات الاطار الذهبي
وذا وقفة كنمر يملك قدرة وطاقة ذاتية تظهر انه حاكم في بسط سيادته
على من حوله
قميص ابيض تحت صدرية رائعة في اللون الرمادي
وسروال كلاس في نفس لونها وحذاء ابيض يكمل منظر رجل بمعنى الكلمة تظهر صلابته تحت لباسه فتزيد مظهره هيبة وبأسا
يقف امام الشرفة ينظر في تلك الساعات الاولى
الى تلك الالوان البرتقالية في الافق البعيد
الى صباح رائع روعته تجلت في ما تحيط به
واستدار مدخلا يديه في جيوبه
يقترب منها نائمة وغافلة تماما عن اي حياة في الكون
زاد من اقترابه وتأملها
وغالب الشوق الذي يريد منه ان يوقظها
ان يزرعها بين أضلعه
ان يكفي شوقه الضاري منها
فهو يخرب كل نظام في تنفسه
لانه يعذبه وليس هو من يشعر هكذا وابدا لم يكن هكذا
وكأن اشجار حياته الخضراء
فرغت من الورق واستوطنتها الغربان
يتبدل حاله ويشعر انه قريب لا محال من مسامحتها لكن
اللعنة على كبرياءه التي ترفض كل الرفض حكم القلب في تصرفاته فلا تفتؤ ان تملي عليه امورا تجرحها وتعبث
بفؤادها
وان تذيقها من السقم الذي يسببه الحب بدل السعادة
غالب الميل الموحش لها
الكاسح لوجدانه والمستنزف لروحه
واقترب منها حيث كانت تنام ووجهها لنفس مكان وقوفه
يمنحها وهج الصباح مابين خيوط الفجر والصبح جمالا خاصا
جذب يده اليمنى واتبعها اليسرى
وتبت الهاتف امامها تماما
شغل الهاتف على الكاميرا واخذ لها صورة
له وحده لم يسبق لاحد ان رآها في وضع رقيق كهذا
ولن يراها احد مهما حصل هكذا فهي له وينتابه جنون وغضب قوي في التفكير في الامر
شعر مبعثر على المخدة والبعض منه على سحنة وجهها الابيض الصافي
على رموش طويلة حمراء وثغر مزهر على الدوام
تغضن وجهه تحركة العضلة في فكه واخذ لها الصورة بسرعة واعاد الهاتف الى داخل جيبه كره نفسه لهذا الضعف
تشد من قهره وتضاعف الالم في صدره وهذا ما هي مفلحة في فعله
انحنى على جبينها وأزاح الشعيرات عليه لتغرس شفاهه القاسية فيه
ولثم جبهتها النقية واستنشق عطرها
كذكرى بسيطة تستطيع ان تمنع عنه هذا الوجع
لكن لافائدة
ابتعد قبل ان يوقظها
واخذ حقيبته العملية مع حقيبة صغيرة وضع فيها من الملابس ما سيحتاج
ليخرج
من الجناح كله
تاركا وراءه فلق القمر كما يسميها في احلامه

نزل من القصر وحقيبتاه في يده
سوداوين كما افكاره المغمومة
نزل الدرج وخرج من الباب الكبير
اقترب من سيارته الجيب البيضاء وضع حقيبة ملابسه في الصندوق الخلفي لها
وحقيبة اوراقه قربه في مكان لايزال يستوطن عبقا من روحها فلا يستطيع ان يفكر سوى بها




بين زقاق في القرية



وبينها ظهرت حلته شامخة غريبة ومتناقضة مع هذا الحي الفقير
عثمان
اقترب من باب احدى البيوت وطرق على اصحابه
ليخرج الصبي الذي سبق وساعده في احدى المرات
كان الفتى يعلم جيدا انه ان ساعد عثمان سيقوم هذا الاخير بمساعدته فالصبي ما ان اخبر امه بافتخار انه يساعد عثمان ويتقاضى على ذلك اجرا سعدت للامر رغم انها لو علمت من ابنها انه يساعد احدا آخر لما سمحت له بذلك
ولكنها تعرف ان عائلة المنصور اناس طيبون يساعدون الناس بما استطاعوا


اقترب منه الصبي :
- صباح الخير سيدي

جلس عثمان القرفصاء لعلمه كيفية التعامل مع الاطفال واضعا يده على كتفه يعلم انه ما يجب ابدا اظهار القوة على الصغار
لان هذا يحبط من معناوياتهم والافضل دائما ان يجلس ليتكلم معهم ويساوي بين عالميهم
- صباح الخير كيف الاحوال يا رجل؟

قال الصبي بشموخ رافعا انفه:
- بخير سيدي

ابتسم عثمان وقال:
- جيد جدا هل تريد ان تقوم بإحضار الافطار لامك؟

قال الفتى يبتسم بحماس:
- اجل سيدي سوف تفرح

قال عثمان للصبي:
- إذن ما عليك هو ايصال هذه الورقة للاستاذة الهام الان وفورا لااريد تأخيرا واحرص على الا تقوم الفضوليات باخذ الورقة منك …انت تعرف الاستاذة الهام جيدا اليس كذلك؟

قال الصبي:
- اجل سيدي تعطيني الحلوى عندما احضر لها الورق انها لطيفة

اعطى عثمان للصبي الورقة وقال :
- اذن خد ولاتتأخر.. هيا
ضربه بخفة على كتفه مشجعا كان كما لو انه شغل سيارة
على الفور ذهب الفتى جاريا ليوصل الامانة



بعد ان اعطى الفتى الورقة لإلهام التي كانت في كامل ملابسها
ومتجهزة لحضور الفتى
منحته من الحلوى واخذت الورقة
قرأتها لتجد انه ينتظرها بسيارته على الطريق
سبحت في افكارها قليلا ومن ثم فكرت انه من الاجدر ان تترك للفضوليتين ورقة كتبت عليها انها سافرت على عجل لترى والديها
فلاتريد منهما ان تقوما بنشر الاشاعات عن انها مثلا خطفت
تعلم ان لهما خيالا واسعا
اخدت حقيبتها واستطاعت ان تخرج من المنزل دون ان تلحظ الاستاذتان شيئا


وصلت الى السيارة البيضاء بجلبابه الجميل في تفصيلته في اللون السماوي يصل الى اسفل الركب مع حجاب وسروال ابيض حريري وحذاء ازرق رياضي خفيف صيفي
حيث وجدت عثمان ينتظرها متكئ على سيارته واضعا يديه في جيبيه
يشدو اغنية من امداح النبي (ص) بخفوت
وانتبه لتقدمها فأنتصب في وقفته بأدب ينتظر اقترابها
قالت له بحياء:

- السلام عليكم

قال يبتسم :
- وعليكم السلام آمل الا اكون قد تأخرت عليك؟

قالت لاتزال محتفضة بابتسامتها :

- لا …

نظر اليها تقف خجلة فقال ليكسر حاجز الخجل بينهما كأصدقاء:

- اسمحيلي ان احمل عنك الحقيبة سأضعها في الخلف

قالت تنظر الى حقيبتها كالبلهاء واومئت :
- آآه ...اجل طبعا تفضل

اعطته الحقيبة التي وضعها في الخلف بالقرب من حقيبته واقفل الصندوق
ترك وراءه صوتا خفيفا
واقترب يفتح لها الباب الخلفي للسيارة ليتركها على راحتها :

- تفضلي بالركوب

قالت تنظر بالكاد اليه :

- اشكرك
سمت الله وذخلت الى السيارة
التي في حياتها لم تركب مثلها شعرت انها تغرق في المقعد الوتير لونه في (البيج) اي اصفر فاتح

اقفل الباب وراءها والتف على السيارة ليفتح باب السيارة و يجلس
وراء المقود
وضع( سِدي ) لسورة البقرة وقال يشغل السيارة لينطلق
لكن قبل ان يتحرك قال يسألها:
- هل انت حافظة لدعاء السفر؟فإذا لم تكوني كذلك اعطيتك كتيبا لست بحاجة اليه لحفظي لها اصلا

قالت بحرج تحمر لاي سبب وبالاخص لكلامه معها:
- لا اشكرك حافظة لها اشكرك كثيرا

قال مبتسما :
- العفو

وغاب كل منهما في عالم من الافكار المتأرجحة
الهام وهي تدعو الدعاء مخفية صوتها في صوت المقرئ
وتفكر في آن واحد كيف لها ان تقوم بالعملية وهي بعيدة عن اهلها؟
تخاف ان تموت بدونهم وفكرت انه لابد لها من ان تتصل بهم وتخبرهم بانها على وشك ان تقوم بالعملية بعد اسبوع



اما عثمان فقد كان منظما اموره بشكل جيد
يتمتم بالاذكار
وذكراه تأخذه الى ثريا
رغما عنه
لكنه لايريد ان يفكر بها
لكن ما باليد حيلة لايشبع ابدا من دفئها ولارقتها رغم قسوته عليها
الا انه يعرف الان وهو يفكر انه سيغيب عنها او هي ستغيب عن ايامه القادمة
وسيعاني الامرين في النوم فلابد من ان دفئها اصبح الوحيد الذي يساعده على الهدوء
الامر في حياته متناقض تماما فهو نفسه لايفهم مايحصل له
تحيره ولايريد لهذه الحيرة ان تنتهي لانه اصبح مدمنا عليها بحق
سيشتاق كثيرا الى مناقشاتهما الحادة الى الجنون بينهما الى حد الانهيار في لحظات حب مجنونة تذهله ولاتترك لعقله صوابا
تناقض افعاله مع احاسيسه كبير... لدرجة انه الان مسافر الى الدار البيضاء
ولم يعلم سوى اخوته ووالده وجده بعد خروجهم من مسجد القرية في الفجر
يلعن احتياجه لها ويريد ان يشعرها بعذابه بان يعذبها معه بالمثل
شيء عصي عن الفهم
نفض عن رأسه غيمة الافكار تلك ليركز على السياقة




***********************



في القصر


بساعة الافطار

بجناح سعيد

كانت عبير تجمع شعرها على شكل كعكة مرتبة جيدا لتقوم بوضع الحجاب البرتقالي عليه بشكل جميل
مع فسان طويل في اللون الاخضر الفاتح بأكمام واسعة مزمومة عند الكوعين
وانتعلت بعد ذلك صندالا جلديا يسهل عليها التنقل في القصر وخارجه
اصبحت لياليها مأرقة من كثرة التفكير
ان سعيد يعاملها بشكل جد لطيف لكنها تشعر ان هنالك شيء مفقود في تصرفاته لاتدري متى آخر مرة ربت فيها على كتفها حتى
او امسك يدها
انها لاتريد إلا ان يكون تلقائيا معها في التصرف
لكن غير ممكن لعاشق ان يكون تلقائيا في التصرف
ما يريده هو ان يحصل على شيء منها يبرد لهفته والاحتراق في جوفه لها
تشعر ببعض الغضب لان الامر لايمكن الا ان يصير على هذا الحال في العالم
كانت تشعر بالراحة معه عندما كانت صغيرة لكن الان كل الحال قد تغير
فما العمل؟
التفتت الى الستارة الكبيرة بينهما فبعد ان خرج من الحمام ملفوفا في روبه الكبير الاسود
ذخل الى الجهة الاخرى ولم يخرج حتى الان
اقتربت من سريرها وأخدت تشد اكثر على الستائر فيه لتبقى
مرفوعة ولتلهي نفسها الى حين خروجه


أزاح الستارة وهو يغلق ازرار قميصه متظاهرا بالاهتمام بها فقط
لمح ظلها قريبا لكنه تفاداه ووقف امام المنضدة بدوره ليتفقد مظهره
حاول ان يجاهد على نفسه
فهي كل ما يتنفسه بالاجماع من هواء واكسجين
ويشعر انه في قمة السكر ما ان تصل رائحتها الفريدة الى خياشيمه
فتعصف باوردته وتلخبط خلاياه
بل تجعلها ممتزجة حتى التوحد
وقال دون ان ينظر اليها هي التي توقفت عن العبث بالستارة وأخذت تنظر الى هيأته الرائعة القوية
معجبة عن غير عادة بهيبته وطوله وتموج العضلات في ظهره في حياتها لم ترى مثل بنيته الجسمانية
تبدو قوية لكن متناسقة
فسبحان الله وما شاء الله هذا ما استطاعت ان تنطق به لكي لاتصيبه عينها

- عبير تريدين ان آخذك في جولة هذا الصباح في سيارتي؟

قالت تبتسم ملأ ثغرها بفرح مقتربة منه:

- اجل بكل سرور.... لكن وعملك؟

قال يهز اكتافه الصلبة:
- لايهمك امر العمل ....سنقوم بجولة حول الاملاك منها ايضا ان اريك ما فاتك منذ سنوات وان تستنشقي هواء عليلا في هذا الصباح

قالت مبتسمة اكثر:
- اتمنى الا تكون السيارة سريعة كثيرا والا اضطررت الى التشبت بك طيلة النزهة

راقته للحظة الفكرة واتسم رده بالهدوء الممزوج بالرقة التي يحاول ان يغالبها لكن دون جدوى :
- لاتخافي ...مادمتي معي ساتخلى عن جنون القيادة الخطرة هذا اقوم به فقط في الاماكن الخالية ولأقوم بتصفية افكاري

نظرت اليه مليا:
- غير معقول ....اتفعل هذا ولاتخف ؟اعني الا تخاف من الحوادث؟

انهى رفع القميص عند ساعديه والتفت اليها يبتسم :
- حسنا في بعض الاحيان نحتاج الى الخلوة والراحة لنتلاحم بشكل قوي مع ارواحنا

قالت مخفضة رأسها:
- اتمنى الا تقوم بعمل خطر يا سعيد لانريد ان نفقدك...
كادت ان تبلع لسانها من الكلمة التي خرجت من فمها
متمازجة مع شعور قاس عليها اخفائه
ذهل لما سمعه واراد فعلا ان يكون التفسير الوحيد الذي ظهر بقوة في قلبه قبل عقله انها لربما تحبه
ان تكون في هته الاثناء كما هو تقطعه الاشواق اليها الى رقتها وصفائها
وحنانها الغير مبتدل ابدا
لكنه تراجع عن الفكرة وانتابه احباط اخفاه بحنكة
- لا تخافي يا عبير لست مجنونا ...اعرف جيدا ما افعله ولاتظني انني اسوق بطريقة مجنونة كما في راسك الجميل بل فقط بسرعة السيارة وليس بطريقة مجنونة...لكن مادمت تقولين هذا فلن افعله سوى من اجلك

قالت تنظر اليه بعينين بنيتين لامعتين:
- من اجلي.. انت لطيف جدا سعيد

رجاها في اعماقه الا تقوم بقول مثل هته الكلمات فلو قالها غيرها كان اهون
لكن ما ان تقول في حقه شيء جميلا يبدأ قلبه الذي ضعف لرقتها
بالذوبان وتقرعه طبول لا تريد ان تهدئ مهما حاول منعها
وتقف بروعتها في الحؤول بينه وبين التفكير السوي
إقترب منها لحظة طغى فيها بجسمه الكبير عليها
وبقي في مكانه ينظر الى ملامحها الذاهلة المنتظرة الى التصرف الذي سيبدر منه
كانت تأثر فيه وفي انفاسه وتجعل الدم يضخ في شريانيه
بقوة بركان هائج
تلاقت نظرتها معه للحظة
يدري انه يتحفز شيء فشيء للانهيار وان تنهار معه كل جوارحه
لكنها لاتدري لما ارتعشت لقربه وكستها سخونة غلفت وجنتيها ومن ثم عيونها التي انسدلت تحت هيبته


كل هذا كثير عليه
انها المرض الوحيد الذي يعاني منه
والبلسم بين يديها في شفائه
يريد ان يعيد تقبيل جبينها كما اول ليلة والح عليه الامر لكنه يخاف من الرفض لان الرفض بات الشبح الذي يطل عليه كل ليلة ليذكره بالليلة الاولى بينهما
وبانه ليس الرجل الذي تمنته ان يكون زوجا لها بل اخا فقط

نطق بثقل في كل اعضاءه:
- هيا للنزل الى الافطار

خرج الى الصالة الصغير
نظرت اليه يخرج وشعرت بالاسى بشكل كبير
وتبعته تسرع في خطاها لاتدري لماذا؟
لكنها تعلم انه يفعل كل شيء لاجلها فلما لاتفعل شيء من اجله؟؟
انسلت يدها في قلب يده النابضة
لسعته دارة كهربائية قوية اضفت الرقة في عينيه الملتهبتين عليها وانسحر كليا بابتسامتها العذبة الشفافة
ابعد نظرته عنها ليخفي ما يجري بذاخله وتحرك امامها
وخرجا ينزلان الدرج معا الى ان اضطر ان يبعد يده عنها مكرها
ولاتدري نفسها لما شعرت ببعض الأسى غلف روحها
وانتشر شيء من البؤس في نظرته
بقيت امام المطبخ الذي يسمع منه حديث زوجة خالها وامها وكذا الخادمة الجديدة
اشار سعيد مغضن الجبين لها بالدخول الى المطبخ
وشعرت ببلاهتها في وقوفها هكذا تنظر اليه فلوحت له بيدها كطفلة
مبتسمة ودخلت المطبخ

لتتركه هو في وسط الردهة في القصر
منخور القوى من الحب
يتقلب فيه كتفاحة تتقلب في الشكولا لتعطي الذ فاكهة حب على الاطلاق
حاول ان يستنشق الهواء الذي في الردهة ويبعد هذا الاختناق الذي بات مكرها عليه
حمد الله على كل حال
وابتعد ليدخل مجلس الرجال حيث سيقوم باخذ فطوره معهم
لكنه تراجع
فكر في شيء آخر لذى قام بالاقتراب من المطبخ الذي كانت تجلس فيه النسوة
ولم يرد ان يدخله فقط لانه يظن ان لربما زوجة اخيه ثريا فيه لدى قال بصوت مسموع يطرق بابه:
- احم ....السلام عليكم

قالت مليكة التي تجلس في الجهة المقابلة للباب على المائدة وعلى يسارها جلست عبير وقابلتها في الجلسة حماتها فاطمة بابتسامة نشيطة كالعادة في اهل القرى
ان النشاط هو علمهم المرفرف عاليا:
- بني... ادخل تفضل

قالت فاطمة تبتسم له بحب:
- اهلا بني وعليكم السلام هل تريد شيء ما ؟
ضحكت
- لابد من ان الجميلة من تريد ام انا مخطئة؟

ابتسم سعيد لتظهر غمازاته
لكن فقط لانه لاحظ لاول مرة ابتسامة خجولة على ثغر زوجته
- في الحقيقة امي انت محقة كنت اريد ان اقول انني وعبير سنخرج لنفطر في الخارج ونستغلها فرصة لنتنزه

قالت فاطمة تحرك رأسها باعجاب :
- فكرة مدهشة...حسنا من قد يمانع ..اسبقها انت وهي سأساعدها انا في تحضير السلة هيا اذهب قد تنزل زوجة اخيك

قال ينحني لهن مبتسما بمرح:
- آسف على الازعاج سيداتي افطار شهي

عبير كانت منسحرة بصوته رغم انها لم ترفع نظرها ابدا الا انها شعرت بشعور جميل جدا
انسان لها وحدها
يوليها اهتماما يعبق روحها بنسيم كريح حملت معها ذرات ذهبية تلفها في عالم غريب عنها
يحرص على ان تكون سعيدة وهو رجل شهم لم تكن لها تجربة مع احدهم كالبعض ولم تعرف ابدا معنى الحب
لكن تدري ان سعيد لديه قدرة على الاستحواذ على تفكيرها لسبب تجهله
ولاتريد افساد الامر

سالت نفسها بغثة
اتراني اصبحت احبه في اسبوعين ؟؟؟؟

شعرت بيد على رأسها وقالت لها امها:
- عبير انهضي حبيبتي لا تتركي زوجك ينتظرك في الخارج

قالت فاطمة وقد نهضت
- هيا صغيرتي سأريك الاشياء التي يحبها زوجك لكي تقومي بترتيبها

اعطتها تعليمات وتلك التعليمات كان العقل لها منفتحا بشكل كبير منسجما مع سماعها ولايفلت اي خيط منها
اخبرتها بمقدار حب سعيد لحب الرغيف الذي يعشقه مع العسل والمربى الحمراء
وكذا يشرب معه الشاي
وبعد لحظات يتبعها بقهوة ساخنة حارة بالتوابل الخاصة بالبهار المغربي العجيب
ويحبها ان تكون ساخنة بشكل كبير حتى وان كان في الحر فطبيعته تتأقلم مع الاشياء التي لا يستطيع البعض التأقلم معها
وهكذا كما حضرت لها هي من شطيرة التفاح الرائعة وبعض الكعك لعشقها لها

خرجت تودع امها ومليكة مبتسمة
وجدت ان سعيد ينظر الى باب القصر في انتظراها ونظراته عميقة تتألق لدى رؤيته
اقتربت منه بطلعتها الراقية
وقال يحني رأسه لها فاتحا لها باب السيارة:
- تفضلي
نظرت اليه :
- اشكرك

دخلت السيارة ودخلها هو بالمثل من جهة المقود قال ينظر الى السلة في حضنها:
- هاتها عنك ضعيها هنا بيننا
فعلت كما قال لها
بدى جدا جذابا وراء المقود رغم انها سبق وان راته هكذا الا ان الوضع الان مختلف تبدو سيارته راضية عن صاحبها بحيث رغم طوله الفارع وضخامة جثثه الا ان السيارة ذكية وواسعة من الداخل
وحيث تحتوي على مقعدين فقط
سوداء تعطي شخصيته سلطان وقوة








**************




في جناح عثمان




كانت تقف في غرفتها حائرة وقد كانت في كامل ملابسها
حجاب ابيض على جلباب صيفي احمر وسروال ابيض يظهرها رائعة الجمال ويضفي عليها سحرا خلابا لكن بطبيعة الحال تظهر انسانة هادئة
لاتثير من حولها ادنى ذرة
فالملابس الساترة لها هذا التاثير السليم على البشر
كانت زاوية الهاتف بين اسنانها واليد الاخرى على عضدها
تفكر منذ ان انتهت
كيف ؟
كيف ؟
كيف؟
تعودته باقيا قربها الى ساعة الافطار
يقرأ القرآن او يعود للنوم بعد الفجر
لتستفيق وتجد ان شيء غريبا في الغرفة لاتدري ما هو؟ ناقصا
ارادت ان ترسل له رسالة على هاتفه او تتصل به لكنها فكرت ليس مرة اخرى
ستقوم بجمع شتات كبريائها او ماتبقى منه اصبحت غير قادرة على الصبر اكثر
تتمنى ان تكون الوحيدة في افكاره
همه الوحيد في هته الدنيا
ان تحضى بالحب الصادق منه
لكن ملت ان تبقى هي من يحرك الدفة لتصل فلاتجد نفسها سوى تحوم في نفس المكان
تركت هاتفها مكرهة تتبع كبريائها لاول مرة فما عاد في استطاعتها ان تبقى الوحيدة من تهتم به وبكل شيء فيه
وهو يتركها كما لو انها فقط من يتودد له
اصبحت التعاسة عنوان كبير اسود في حياتها
لاتشعر بكلمة زوجة ابدا
لايمنحها ذلك الشرف بان تعلم عنه اسراره وتحمل معه همومه
اجل
لربما تكون هي اكبر همومه لكنه يحملها ما ليس في طاقتها
تركت الهاتف وخرجت لتنزل الى الافطار ساهمة في شتى الافكار





******************





في بيت هود





كانت تقوم بالعمل بقلب سعيد
فرحتها بمكانها الجديد او عش الزوجية
تعدى كل الحدود
في حياتها ما كانت تتصور انها ستحضى بزوج محب قمة في الروعة
يذيقها احلى الحياة الرومنسية اللتي ضنتها ابدا غير موجودة
تحب حضوره الغريب في هذا البيت الصغير الذي بات يتغلغل فيها حتى العمق
غرفة واحدة تشهد احلامها التي لاترى غيرها الان احلام الحب
بين ذراعيه
فعلا تعشقه حتى باتت لا تستطيع ان تراه دون ان تندس بين ذراعيه

هي الان في الباحة وراء البيت حيث كانت تقف امام عمودين خشبيين ترسخا في مكانيهما يضمهما حبل للغسيل في اللون الاصفر
كانت تقف امام البئر الصغيرة تقوم برفع السطل بكل ما اوتيت من قوة فلم يكن ابدا البئر واخد الماء منه مما تعلمت

حوط خصرها ساعدين قويين فاجفلت بخوف وسقط السطل في البئر

قالت بتأفف :

-ااه...افففففف يا الهي ....
قبلها عدة قبلات في عنقها اذابتها وفككت في الهواء كل كلمة ارادت ان تنطقها ادارها اليه ينظر اليها بوله ولوعة لاتنقضي:
- ماذا ؟....جميلتي انا... تتأفف.. لما؟ هل اكون انا السبب؟
اخدت رغما عنها بعضا من جديتها:
- اجل حضرتك السبب فلو لم تجزعني لما سقط السطل في البئر
قال يحاول ان يفهم:
- اذن انت الان غاضبة مني؟لانني اسقطت لك السطل في البئر؟
قالت تومئ :
- اجل ....قم باخراجه انت ...هيا

نظر اليها مستمتعا بتصرفاتها التي تنم عن امراة متزنة لاتعبث
جذب السطل بخفة ووضعه على الحافة وسكب منه في قدر نحاسي وامسك به مبتسما تحت نظراتها التائهة:
- والان الاتزالين غاضبة؟
قالت مبتسمة :
- لا مادمت قد جدبته انت
اقترب منها بالقدر ونظرة خبث في عيونه
فقالت تتراجع:
- هووووود ما الذي تنوي فعله ..اه لالا ...لا
اخدت تجري ويجري ورائها بخفة يحومان على البئر
يرميها بقطرات من الماء يحملها من القدر في يده ويرشها بها
امتعه كثيرا ضحكها المتتالي وشهقاتها لدى سكبه للماء فقال:
- لقد فرغ القدر تعالي لاتخافي لن افعل شيء الان

قالت مبتعدة في الجهة الاخرى من البئر :
- ومن يضمن لي انك لن تقوم بسكب ما تبقى من الماء في السطل علي
قال مبتسما :
- وعد لن اقوم برش الماء عليك لكن فقط تعالي هيا لاتكوني قاسية
اقتربت منه وجدبها الى صدره بقوة ودفن رأسه في عنقها وهمس:
- اين كنت تخبإين هذا السحر الفتاك حاسبي يا جميلة اكاد انسف ..بل تكاد شرايين تخرج من شدة النبض فيها
لفت دراعيها الرقيقتان على عنقه وهمست:
- قدرني الله لك وانا لك
نظر الى وجهها ورأى تلك القطرات تتدحرج على وجهها فابتسم بسكر يقبل خدها وانفها وقالت بين انفاسهما المتحشرجة:
- ارجوك هود دعني ...اقوم بتحضير الافطار

انسلت بين ذراعيه واخدت ما تبقى من الماء في القدر تحت نظراته
وتحركت من امامه بغنج تقلب عيونها بدلال
كانت كما لو انها تستوف كل ما له من نفس على الارض
تسرق اضلعه منه وكل العروق التي تنبض باسمها هوجا وتعصف بصورتها كبوق يعلن الحرب على كل جوارحه


نفض السحر الذي كان يقف فيه
كما لو انه يجرف تحت تربة متحركة
وتبعها الى الداخل حيث رفعت اكمام قميصها
وجلست على زربية هي في الحقيقة من ظهر الشاة اي من الصوف تحاول ان تحضر الاكل ما امكنها
مما يملكان في الكوخ حاليا
كانت تجلس قرب النار وجلس قربها بل وراءها بحيث ينظر الى ماتفعله من وراء كتفها عمدا
ليقوم بتشتيت تركيزها بنظرته السوداء الملتهبة على خبز الخبز الذي قامت بتركه يخمر
حملت خبزة تضعها على القدر فوق النار واخدت تراقبها وقلبتها بصمت تبتسم لدندنته وراءها رفعت عيونها للسماء وحاولت تجاهله
أخذ ينظر اليها يستفزها مستمتعا بالالحاح على النظر اليها
اخد يرتب لها القميص الازرق من جهة الخصر ومن جهة امامها بحيث لايفلت لمسها برقة وارهاف
عندما نضجت الاولى اخدتها ووضعتها فوق سلة صغيرة وضعت عليها منديلا يمتص حرارة الخبز
ظلا على ذلك الصمت الذي طبعا لايعني سوى انهما في قمة الانسجام والتفاهم معا
كانت قد جمعت شعرها من قبل الى فوق بمشبك ابيض وتناترت بعض الخصلات الشقراء حول وجهها
رفع يده الى عنقها ومرر اصابعه عليه برقة
وحط بشفاهه برقة عليها
قالت جميلة تنظر اليه وهو قريب منها:
- ارجوك هود ساحرق الخبز ان ضللت على هذا الحال ارجوك
نظرتها البريئة التي كانت تصيح بحبها له جعلته يتنهد بوله وترك عنقها ليمد يده على الخبز الساخن ليقضم منه يشتم رائحته التي نقلته الى ايام لاينساها ما حيا
قالت تسأله بعد ان اكل منه:
- هود ....كيف الخبز؟ أجيد؟
قال يستطعمه:
-دعيني ارى ...ممم...ممم...
- هود قل لا تجعلني اغتاض
قال مبتسما بسحرها الذي تنشره في المكان
- رائع جميلتي.... تدرين انك المرأة الثانية في حياتي

كادت ان تحرق اصبعها واجفلت بشدة وارتجاف
امسك اصبعها ونظر اليها يضعه بدفئ في فمه
وقد اطال ذلك الى ان اخدت يدها منه واشاحت بوجهها عنه شبه غاضبة
تنهد ليكمل متجاهلا غضبها لانه يدري انه لن يبقى بل سيتبخر عندما سيخبرها:
- امي كانت الاولى ..تطبخ وتديقني من خبزها الرائع واكلها الشهي
وبعد ان دخلت السجن ...ماتت حيث لم استطع ان اراها او اتسامح معها والشخص الذي سبب لي ذلك ساذهب اليه اليوم لاحصل على تعويض

التفتت اليه ونظرت اليه بحب جارف بعد ان ازاحت الخبزة الاخيرة
مررت اصابعها على وجهه وبالخصوص جبهته المشوهة قليلا لكن بالنسبة لها تزيده جاذبية تروق لها كثيرا
قبلته فيها وضمت راسه لصدرها واحتضنها هو بالمثل يتنفس عطرها الطبيعي الذي منح اياها الله
وقالت:
- هناك اشياء يا حبيبي لم تخبرني اياها امك رحمها الله انا متاكدة بانها ما كانت لتشعر سوى بالفخر انها ملكت رجلا مثلك
ابتعد عن صدرها ليهديها قبلة في عنقها الابيض ورفع نظره اليها:
- اخبريني من اين خرجت لي؟ اتعجب فقط
غضنت جبينها وابتعدت عنه تضع الماء على النار لتصنع الشاي

- من اين خرجت او من اين خرجت لي انت

قال يمرر يده على شعرها ووجهها:
- سلبت لبي يا جميلة يا عمري عديني انك لن تتركيني مهما صار؟
قالت مبتسمة:
- لست مجنونة لتركك فانت حبيبي انا ... هلا اخدت الخبز ووضعته على الطاولة

قال بطريقة تضهر الخمول:
- اليست بعيدة دعيني يا جميلتي الصغيرة احضى بدفئك فلا اشبع منك ابدا

قالت تكتسيها الحمرة:
- من يسمعك يقول اني لا اوفينك القدر الكافي من الحب

وقف يحمل السلة بيد واحدة والاخرى انحنى على وجهها يرفعه اليه مقلوبا من دقنها وقال:
- الحب معك كجنة من السماء ولدت على الارض لا مثيل لها انحنى على دقنها وقبله وابتعد يتركها مبتسمة على جنونه
وتصرفاته المتوحشة الرقيقة
تنهدت تكمل ما بدأته


بعد ان انهيا تناول الافطار خرجت جميلة الى الخارج حيث السقف يحمي من اشعة الشمس اذا ما ارادا ان يجلسا
سبقته بقميصها الازرق القاتم الطويل الذي ربطت اطرافه الى اعلى ليفسح لها المجال في الاشتغال دون عذاب وقد ارتدت تحته سروالا فضفاضا جميلا نسائيا اختارته هي بنفسها يوم تزوجا
تذكر جيدا كيف كان ذلك اليوم وكيف كان تعامل هود معها فيه برقة لامتناهية
رغم خجلها الا انه كان عطوفا حنونا استطاع ان يدفئ قلبها ويسعدها وان يهواها ويبعد عن عيونها الحزن الذي استعمرها
وقفت تنظر الى الارض التي لم تزرع ابدا امامهم والتي كانت ممتلأة بالاعشاب الضارة
قال هود يلحق عليها خارجا بما انه سيذهب في مشواره:
- حبيبتي ارجوك ان تبقي في المنزل ولاتفتحي لاحد ادري ان القرى يمكن ان تكون آمنة بعض الشيء لكنك جميلتي لااحبذ ان يحصل لك شيء في غيابي ولا في الخيال اتفقنا صغيرتي؟
قالت تضم نفسها اليه وتعبت بخصلات شعره:
- اتفقنا لكن ..ارجوك عد مبكرا ها ....لاتتركني وحيدة هنا ادري انني بامان لكني ...اه
احتضنا بعضهما بقوة تدفن راسها في عنقه ويستنشق عبق شعرها الاشقر
- لا عليك لن اتاخر اعرف جيدا ان الزيارة لذلك الشخص لن تكون سارة لكنها ستفيدني

ابتعد تاركا اياها تنظر اليه رجلا كما تحب متوحشا حنونا الى ابعد الحدود
تتمنى من الله الا ياخده منها هو الاخر
لانه الوحيد الذي من يستطيع سبر اغوار اعماقها
وتستسيغ طعم الحب واياه من دونه ابدا لاتساوي شيء في هذا الكون
دخلت تحت شمس الصباح الجميلة واغلقت الباب عليها




**********************



فوق الطريق التي اتخداها


اوقف سعيد سيارته بجانب حدود منها تبدأ صفوف مرصوفة من اشجار الليمون الرائعة
خرجت عبير من السيارة بعد ان فتح لها سعيد الباب
وجدت انه لمن الغريب ان تكون مرتدية نفس الوان الطبيعة فستانا فضفاضا اخضر ينزل على حنايا جسدها برقي وحجاب برتقالي
قال لها يمنحها يده اليمنى بينما يده اليسرى تحمل السلة:
- هيا معي ...سنجد لنا مكانا معزولا نفطر فيه
ابتسمت مرتبكة قليلا من اللمسة التي اصبحت الان امرا عاديا لكن لاتزال تزعزع نفسها بشكل غريب
تمشيا هكذا لمدة قصيرة ليصلا الى بين شجرتين تنشران ظلهما على بساط اخضر من العشب
ناعم تحت الأقدام
حط السلة على الارض وجال بنظره على الارجاء ليقول

-لابد من ان العمال في الجزء الاخر لن يقلق راحتنا احد هنا

امعن النظر فيها وهي تبتسم وتقوم بالجلوس على ركبها لفتح السلة واخدت شرشفا نضيفا ابيض وبسطته ليقوم هو بالركوع ايضا مساعدا اياها في بسطه
كانت حواسه تتحفز على الانهيار في اية لحظة
يا الهي لو تعلمين ما تفعلينه بقلبي وروحي ووجداني
اصبح جسدي كله متقشفا من قربك هذا ينادي بصوت عالي ان ارويه من دفئك وحنانك ليتك فقط تمنحين نفسك فرصة صغيرة لاحتضنتك لملأت حياتك احلاما لاتنقضي
اصبح الارق حليفي والوحشة انيستي
تكويني نار نظرتك وهاجة تلهب الاوصال

جلس سعيد في مكانه متكئ على الشجرة الكبيرة يراقبها مسكرا مخنوقا بالعشق مشبعا بالوجع الذي يسري في شرايينه مجرى الدم ويتشعب في الكريات بعروقه وتحفر فيها حفرا دون ان تشعر

نظرت اليه وشعرت بالاحراج من نظراته اخدت ما ستقدمه له في الصحن والشاي ايضا واعطته الكأس المزخرف باللون الذهبي
تحت نظراته التي لم تشأ ان تفلت اي لحظة من هذا الجمال الذي امتزج مع الطبيعة بشكل صيرها له وجعلها تروق عينه دون ملل

قالت له لتكسر الصمت وحرارة النظرات ولم تستطع ان تتحرك بحيث جلست بشكل معاكس له فباتت تحت رحمة عيونه المحرومة المتأججة:
- الجو جميل هنا ...لم يكن جدي مالكا لهذه الاشجار من قبل

قال سعيد يسرح في الاشجار والخضرة امامه:
- الارض له وخدمها العمال الى ان اعطت مع السنين ما اعطته تدرين ان الليمون الان هذا فوقك نظري اليه..

رفعت راسها ترى اوراق الشجرة التي تبسط جمالها فوقهم ولاحظت الليمون الشبه اخضر فوقهم
قالت تسال:
- مابه؟

وضع سعيد الكأس من يده :
- ظننا ان هذا العام لن تعطي ثمارا وخفنا من ضياع المحصول لكن الحمد الله رحمنا فقد ازهرت هذا العام متأخرة فقط وضننا انها لن تفعل ابدا وهذا هو سبب اخضرار الليمون كما ترين لم ينضج بعد

قالت تسكب له في الفنجان القهوة السوداء الساخنة:
- سبحان الله

مدت له الفنجان وامسكه واحنى راسه عليه يحرك السكر الذي وضعه فيه
قرر ان يجرب حظه فهي حلاله وليس عيبا ان حصل على شيء بسيط يطفئ ناره
قال يخفي الوهج الذي يهدد بالانفجار في اي وقت من عيونه الساخنة بشدة الشوق الذي يوجعه ويألم صدره بقوة:
- عبير
ردت تنظر اليه وقد وضعت كاس الشاي من يدها
- اجل
كان نبضه قويا سريعا
يهدده الا يفعل فقد تجرحه ويدوم الجرح كثيرا في قلبها ويصعب عليه العيش معها تحت سقف واحد بعد ذلك او شفائه:
- اذا طلبت منك ان تاتي الى هنا قريبة مني سترفضين؟

المت بها حيرة وتبعثرت كل افكارها و تاهت نظرتها لكنها اجابت بخضوع لعلمها انه زوجها ويفعل من اجلها الكثير فيجب ان تخضع له قليلا ولو بالغصب:
- لا ...اقصد ليس لدي ..مانع
نهضت تقترب منه بخجل لتجلس قربه تطوي قدماها تحتها وتجلس بارتباك
شعر بان الارض لاتسعه فرحة لانها لم تنفر بل استجابت
وضع الفنجان الذي ولايدري لما اليوم بات يشعر انه يزيد من سخونة الجو عليه بدل باقي الايام
التفت اليها ينظر اليها من فوق
وتكلم بما لجم لسانه منذ مدة تبدو له عهودا مضت همس بكل ما يملك من مشاعر تتراقص على قلبه وتريد ان تنهيه الى النهاية:
- عبير...
بالكاد همست مخفضة نظرها عنه:
- نعم
قال يفصح عن ما يثقل صدره ويكاد يتسبب له بنوبة قلبية من كثرة الضرب على اوتاره :
- انا..انا احبك

شعرت ان الكلمة تجاوزت اذناها لتغوص في اعماقها وترفرف بقلبها عاليا
ياربي ما الذي يحصل لي هل جننت رحمتك يا الله
لم تستطع ان تجبه لان الخجل يزيد من احمرار وجنتيها

- اعلم انه لربما هذه الامور صعبة لانك بريئة ..اعرف انه ابدو لك لربما متوحشا لكني عكس ذلك اتمنى فقط لو تفهمين

خرجت تنهيدة مديدة من صدره مثخمة بما يكتم على انفاسه
اقرب يده من يدها واخدها برفق يتمنى الا تقوم باي فعل يجرحه فقلبه لها وحدها ولم يعد باستطاعته التحمل اكثر
دفن شفاهه الرجولية في باطن كفها
ارتعشت ورفعت نظرتها اليه وقد اضمحل الخجل بل ما كان لم يعد له اثر سوى انها بقيت حالمة في ما يفعله يقبل يدها بحنان بالغ
بل وتجاوبت يدها بحيث وضعتها على خده
كل المشاعر في ذروتها تهدد بالانهيار في اية لحظة اقتربت منه تدفن نفسها بخجل بالغ في صدره لاتدري لفعلتها سببا لكنها اراحتها وبعثت بها شيء لم تعهده في نفسها
قال بين انفاسه المتهدجة:
- لقد انشاتني بدون مثال سابق
سمعت قلبه يضرب بهوج واستقرت يدها على صدره وتشبتت به تخفي نفسها في صدره القوي كليا لاتدري لما شعرت ان البرد موجود حولهما بينما الدفئ لا يختزل الا في حضنيهما مع بعض اغمض كل منهما عيونه تاخذه دوامته المنعشة الى عوالم خارقة لاتتكرر كل يوم
وشدد ذراعيهعلى خصرها وشعر بلهفته تزداد لكنه قرر ان ينعم بهته اللحظة
ابتعدت عنه قليلا ولاحظت عيونه التي بدت كالنعسانة قرب وجهها المحمر ولم تستطع ان تنطق بشيء ابدا
بعد ان استرجعت طبيعيتها قالت:
- الن تذهب الى عملك؟
وبدات تجمع الاغراض
قال ينظر اليها بين رموشه السوداء بابتسامة منتعشة فرحة:
- ومن يملك هذا الوجه الجميل يستطيع ان يذهب الى مكان؟

زاد تورد خدودها وقالت :
- اتحدث... بجدية ...انوي ان احضر لك طعام الغذاء ان لم ترد ان تتغذى معنا في البيت

قال ينهض ليقوم بطوي الشرشف
- سيكون ذلك رائعا ان تاتي لنتغذى معا هذا سيصبرني على بعادك يا قمري

يخجلها الى ابعد حد لاتدري الى اين سيقودها هذا الجدار الثاني الذي هدمته نحوه لكنها تدري انها تتبع فقط قلبها وان كان قد بدأ يغرم به فعلا فلابد من انها ستعرف

اراد اكثر من حضنها في صدره
بات يريد ان يخترق الحدود الفاصلة بينهما الى عمق اكبر
ويتمنى ان يلمس تلك الشفاه العذبة التي تعذبه في كل لحظة لكنه اقنع نفسه بانها تحاول ان تغالب خجلها فلا يجب ان يستعجلها لو كان الامر بيده لكان مختلفا لانه جامح بطباعه
لكن ولانها بريئة ورقيقة فيخاف عليها من الكسر

قال يمنحها يده بعد ان حمل السلة
ابتسمت تمسكها وتعززها بوضع اليد الاخرى على ذراعه تربطها فيها ملتصقة به ببرائتها اكثر
ويتجهان معا الى السيارة





********************

في القصر


ثريا تعلم انها لم تفعل الصواب
لكنها لتعرف مكان زوجها دون ان تكثر الترثرة سألت عبد الصمد الذي صادفته خارجا من مجمع الرجال ولعلمها بان عبد الصمد انسان متفهم قليلا اجابها بانه سافر في الصباح وفسرت انها فقط نسيت لابد من انها نسيت

ماهته السكاكين التي تشرخ صدرها وماهذه الالام التي تفضي الى بئر عميقة تسيل فيها دمائها ولاتعلم من اين ستعيدها
انكسر كل شيء فيها ككأس امتلأ بسائل ساخن وانشق ليترك مافاض يفيض على ساحت الحب الاعمى
انتشلتها عذابات الهوى بملاقيط حادة تنغرس في صدرها دون رحمة
تعلقت بين الشك والواقع كالشاة
بل ذبحت كالشاة وتركت مذبوحة بجسد حي
ميت في الاساس منذ ان امتزج نبضها بقلبه منذ ان تخلت عن اسلحتها في الحرب ضده منذ ان كانت له وحده
لماذا انا لما ياربي يفعل بي هذا
اكتفيت وتعبت يجعلني دائما على الهامش لانني طبعا لست سوى امرأة لعوب في نظره احبه وحبه يخرقني نصفين
ويكتنيني بوحشية

صعدت في قمة غضبها لاتدري ما عليها فعله لكنها يجب ان تعلم لما يعاملها هكذا يجب ان تفهم قسوته تلك هل لها من نهاية؟
صعدت الى جناحها واقفلت الباب وراءها بكل ما اوتيت من هدوء
دخلت الغرفة لتطلع على ملابسه وفعلا هنالك نقص فيها
وحقيبة من الحقائب المتسلسلة تنقص
اذن هو سافرفعلا لكن لما لم يقل لها

- لما لم يأخدني معه
ادمعت عيونها بحرقة لطغيان هذا الرجل والذي لايريد ان يتنازل عنه ابدا
اخدت الهاتف النقال واتصلت به
تنتظر بقلب مرتجف وما ان اجابها حتى شعرت انها تحتاج الى الجلوس

في تلك اللحظة كان قد اوقف السيارة واستاذن من الهام ليقوم بالأجابة
- الو..
قالت بصوت يشوبه الاضطراب رغما عنها:
- عث..مان
ابتعد عن السيارة
- اهلا وسهلا

قالت تقف منتصبة تحاول ان تضهر قوتها في مجابهته:
- اين انت الان ؟
قال لها باستهزاء لاذع:
- وهل من حقك ان تسالي اين اذهب واين امشي ؟؟ألست انا من لديه الحق في ذلك؟

قالت وقلبها يتوجع من حديثه والدموع تتدحرج صامتة على خدها وحتى الكبرياء بات في الخلف وراءها مكبلا لصق فمه مكتومة انفاسه:
- لما لم تخبرني في الفجر انك مسافر لما لم تأخدني معك؟
قال ببرود:
- حضورك معي ليس مهما

يوسع الجرح في قلبها بقسوته
يدمي فؤادها بطعناته الثثالية لها
جلست قرب السرير على الزربية تشد على يدها المتحرر بين ركبها من عصبيتها:
- الهذا الحد لست مهمة بالنسبة لك الا اعني لك شيء؟
قال بنفس البرود:
- اخبرتك لو كان حضورك معي مهما لاحضرتك ليس الا والان ماذا ؟

قالت تمسح عيونها:
- الا تحبني عثمان؟؟... ولو قليلا

قال وعيونه تسبح في خيالها بين انفاسه:
- عن اي حب تتحدثين بالله عليك..انظري ليس لي النهار كله معك علي الوصول الى الدار البيضاء بسرعة

قالت تصرخ بحنق مرتعدة:
- انت لعين عثمان ولم ارى انسان اقبح منك اكرهك ياذا القلب المتحجر
دون ان تقفل الهاتف رمته على الحائط حتى ملأت الغرفة باشلائه وانهارت هي تبكي على السرير تعتصر من الداخل اوتارها
وتتألم بكل ما في قلبها من حب تعيس

بينما هو نظر الى الهاتف بتفكير ليقوم باعادته الى جيبه ويدخل السيارة

- اسف الهام ان ازعجتك

-لا لا عليك

رات الهام انه بدى غاضبا قليلا من طريقة تحدثه في الهاتف
لكن الامر ليس من شانها






********************

في منزل السي محمد




كان سي محمد في مكتبه الخشبي الرائع يفضي من شرفة جميلة الى الحديقة الصغيرة المحيطة بالمنزل
كان اليوم يراجع الارقام التي وصلت ارباحه اليها لحد الان مع العلم انهم لم ينتهوا من الحصاد كليا بعد
فرح كثيرا لان ابنته الوحيدة قد تزوجت وحمد الله كثيرا
يفكر بان يجهز لها احسن عرس بالمنطقة ويفرح بها كباقي الناس
يتمنى فقط الا تظل زوجته رشيدة على هذا الحال
ابتعاد هند عنها بعد وقت قصير في اواخر الصيف يحبطها
وحمل صفية يأثر فيها كثيرا
يشعرها كل هذا بتعاسة لاتوصف وهو يحاول بحبه ورعايته لها ان يخفف عنها من مقاساتها

كان قد نادى على صفية لتأتيه
لانه ينوي ان يحدثها بجدية فمن اجل زوجته يفعل المستحيل
ويريد منها ان تكون خادمة مستمعة لاوامره كما هي دائما

سمع طرقا على باب مكتبه وقد كان يراجع اوراقه
فانتهى بتنحيتها جانبا في الروجيستر
وأذن بدخول الطارق

- تفضل... ادخل
كانت صفية من دخلت ولكنها بدل ان تتقدم اليه ليناقشها في الموضوع الذي ناداها من اجله لاحظ عليها نظرة غريبة توحي بشيء ليس بالسار قالت:
- سيدي شخص يقول انه صديق قديم لك يريد ان يراك
-هل قال ما هو اسمه؟
حركت صفية راسها يمينا وشمالا فقال :
- اذن اطلبي منه ان يعود ادراجه
انحنى على اوراقه ودخل الشخص دون ان يشعر الجالس على المكتب بذلك وقال للخادمة انصرفي بالاشارة يغمز بانه يريد مفاجئته فرفعت اكتافها وخرجت تغلق الباب بخفوت
لكن السي محمد الذي اعاد الاوراق قربه شعر انه ليس وحيدا في الغرفة وعندها رفع عينيه لينهض من الكرسي وتشل ركبه من الهلع ليجلس عليه مجددا

- ه...و...د.......



The---and
يتبع.............

يا بنات موعدنا يوم الخميس اتمنى الا تزعلوا بس والله اعمل جهدي واتمنى ان يكون الجزء قد راقكن باذن الله سلامي لكل الغاليات

 
 

 

عرض البوم صور Jάωђάrά49  
قديم 19-11-09, 08:21 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب مبدع


البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 147004
المشاركات: 5,481
الجنس أنثى
معدل التقييم: Jάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2060

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Jάωђάrά49 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Jάωђάrά49 المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 




الجزء السابع عشر

ان شاء الله


قال ابو هند بعد سماعه للطرق على باب مكتبه:
- تفضل... ادخل
كانت صفية من دخلت ولكنها بدل ان تتقدم اليه ليناقشها في الموضوع الذي ناداها من اجله لاحظ عليها نظرة غريبة توحي بشيء ليس بالسار قالت:
- سيدي شخص يقول انه صديق قديم لك يريد ان يراك
-هل قال ما هو اسمه؟
حركت صفية راسها يمينا وشمالا فقال :
- اذن اطلبي منه ان يعود ادراجه
انحنى على اوراقه ودخل الشخص دون ان يشعر الجالس على المكتب بذلك وقال للخادمة انصرفي بالاشارة يغمز بانه يريد مفاجئته فرفعت اكتافها وخرجت تغلق الباب بخفوت
لكن السي محمد الذي اعاد الاوراق قربه شعر انه ليس وحيدا في الغرفة وعندها رفع عينيه لينهض من الكرسي وتشل ركبه من الهلع ليجلس عليه مجددا

- ه...و...د.......


اقترب هود مبتسما باستهتار من رؤيته للمتسبب له في دخول السجن
خائفا ويدري انه لديه سبب قوي للخوف
واحس انه قريب من ان يفك نفسه من تانيب الضمير
لازمه طيلة فترة سجنه لياليه وايامه
والان ولانه فعلا سيتلاعب بمشاعر ذلك السي محمد ببراعة
بات قادرا على ان يفرح داخليا لانه واخيرا اصبح والحظ في صف واحد
يدري ان الفاجعة قد تدمي قلب حبيبته لكنه لايستطيع ان يكتم اكثر
ولن يفشي شيء قبل ان تحين الفرصة المناسبة لذلك

كان سي محمد يشهد اقترابه ليقف امام مكتبه مباشرة
شاعرا باليأس والقنط يقترب منه رويدا رويدا ان نهايته قد تعلن في اية لحظة

(( هنالك منهم من يريد ان يشتري لمن يحب السعادة
ومنهم من سعادته في ما يدفئ جيبه بعد ان يبيعه تلك السعادة
ويبقى بين الطرفين من يباع ويشترى سبب تلك السعادة
هل تسائل البائع والشاري عن مشاعره
ابدا )))


- السلام عليكم
قال هود يرمق سي محمد بنظرات تحمل كل المعاني التي يجب لسي محمد فعلا ان يحسب لها حساب
يقف امامه منتصب القامة

لم يتمكن ابدا سي محمد من رد السلام لكنه قال بسخط:
- ما الذي تريده من حضورك الى هنا؟ الم اخبر الخادمة بعدم تركك تدخل

قال هود بهدوء يخفي الكثير
- مابيد خادمتك شيء كان من الافضل تركي ادخل دون ان تلفت الانتباه ....او ما رايك ؟

ارتجف ابو هند يحاول ان يضهر تماسكه:
- متى خرجت من السجن الم تكن فيه ...؟

- انك جاهل لكل شيء .....

تحرك هود يقف في النافذة الكبيرة المفضية الى الشرفة منها الى الحديقة:
- انت والعربي وانا لدينا الكثير ما نتناقش من اجله لكن سأنحي ذلك الخنزير من القائمة في ما بعد.... اما انت احتاج ان تعطيني القدر الذي ساطلبه منك من المال... كتعويض عن سنين السجن التي حكمت فيها زورا وايضا موت امي التي لم احضر جنازتها وجهلت تماما لوضعها

قال سي محمد يبدو على وجهه الانشراح وبعض الراحة من ذي قبل:
- اعطيك ما تريد على ان تعدني انك لن تعود الى هنا

ضحك هود باستهزاء على التغيرات في وجه سي محمد:
- انت لاتزال تضن نفسك الرجل الرائع في الموضوع تعطي الاوامر وكأن لك السلطة على تصرفاتي ....لاولا ولَّى الزمن الذي وضعت رقابنا فيه على المنصلة اذا لم تتم تنفيذ اوامرك ...اعلم انك هنا من سيرضخ لا انا ...ستعطيني ما اريده من المال لأأمن مورد عيش لي وزوجتي

قال زوجتي وقد لمعت عيونه بشيء من الانتصار كانه حصل على زمردة ناذرة الوجود
تنحنح ابو هند في كرسيه يتمنى ان يخرج هذا الرجل قبل ان تذخل عليه ابنته او زوجته فلن يكون التقديم مناسبا ابدا

جذب من المجر لديه دفتر الشيكات وبدا يخط لكن يد هود اطبقت على يد الرجل والدفتر بقوة ليقول :
- لا اريد منك شيكا ...لسنا هنا في المدينة والبنوك منتشرة ...اريد ان تعطين النقود كاش

قال ابو هند ينهض من مكانه غاضبا:
- لما جئت؟؟ الم تقل ان زمان الخدمة لدي قد ولى فاذن ساعطيك
المال وسترحل الى الابد لما اتيت بالله قل ؟؟

قال هود باعصاب باردة لكن لاتنفك المشاعر الصاعرة في صدره تحفزه الى الانفجار الان وامام عائلته لكنه تخلى عن الفكرة:
-اعطني المال الان و ستعرف عن قريب لما عدت

قال ابو هند يضرب بعصبية على المكتب ليهتز محتواه امام عيني هود الذي كاد في هذا الوقت ان ينقض عليه ليحطم له وجهه كما فعل مع العربي لكنه تراجع يترك للاخير الفرصة في الحديث مستفزا اياه بتلك الطريقة:
- اليس من حقي ان اعلم؟؟ اقر انني لربما عندما اورطتك في تلك الجريمة وادخلتك على اترها السجن استحق العذاب.... لكنني ثبت ولم اعد كما كنت فبالله القدير ان تصفح وترحم فانا الان شيباتي كثرت وهرم عضمي ولا .....

قاطعه هود متمللا من كلامه:
- كف عن النحيب كالنساء

قال سي محمد يشعر بالهزيمة لكن يحاول ان يكسب المعركة القائمة ضد هود:
- اتعرف انني اوكلت محاميا ليعيد النظر في قضيتك ولم يستطع فعل شيء اردت التكفير عن ذنبي لانني ثبت بحق ....وتعرف ايضا بعد ان فرغت يداي من الحلول لم استطع سوى ان اذهب للاستطلاع عن حال امك التي كانت متعبة

قال هود وكل ملامحه تتغير الى الاكفهرار :
- امي كنت تعلم بمرضها؟؟ هل انت من تسبب في موتها؟؟

قال السي محمد :
- ماعاد الله لقد كلفت فقط من يطل عليها ويعتني بها لاشعر ببعض العزاء يخفف عن روحي الكآبة التي ملأتها....اتذكر ايضا انني اتيتك الى السجن كم مرة لكنك رفضت رؤيتي

قال هود بنظرة تشكك :
- اعلم بدى لي الامر انك اتيت لتشمة بي لانني كنت احاول ابتزازك والخروج عن طاعتك

قال سي محمد يتحرك الى الخزنة بجانبه يفتحها:
- لكن الله يسامح اتمنى ان تسامحني ان انا عوضتك

جذب المال من الخزنة ووضعه على المكتب

قال هود دون ان ينظر اليه:
- لن استطيع مسامحتك أأسف لذلك لكني سآخذ المال بدون شروط

قال ابو هند ينظر جاحض العيون اليه:
- ماذا تعني بعدم مسامحتك اتنوي....

قال هود يقاطعه:
- لست ناويا على شيء الان اريد المال والذهاب... ام ستتشرف بضيافتي على الغذاء

قال ابو هند والخوف يعصف به:
- خد المال واتمنى الا تعود ومرة اخرى اقدم لك اعتذاري على مابدر مني في ما مضى

قال هود يتأجج غضبا لذى استرجاعه للذكريات:
- ليته مضى وانا في ذاخل غيبوبة بدل ان اعيشه وانا واع ....لاتدري حتى كم تعذبت في التاقلم في ذلك السن مع مجرمين حقيقين
قد اكون مجرما من نوع ما لكن الضروف حكمتني من اخناقي واستغلت يفعي وجهلي

قال ابو هند:
- اذن انت تعترف انك رغم ذلك مجرم اذا نحن متعادلين لما عدت تدري ان انت ركبت دماغك فلن يتأدى سوانا نحن الاتنين

قال هود يشير اليه باصبعه:
- انت وحدك لاني ان حاولت ان اسامحك والعربي فادري انني ابدا لن استطيع ان انعم بالراحة...فضميري لن يسامحني ما حييت تذكر ذلك فقط



في غرفة هند


كانت سعيدة جدا وهي تجلس امام مرآتها وهي تحاول تعلم كيفية وضع الحجاب كما رأت في احدى البرامج في التلفاز وقد سجلته وشاهدته عدة مرات حتى سجل في ذاكرتها جيدا
بل وحفرت لقطات البرنامج في مخيلتها بعمق
اولا تشعر ان الله يرضى عنها لانها كانت تنوي ان تتحجب لكنها كانت تتكاسل في الامر تريد وتجد نفسها تاجل ذلك
لكن الحمد لله انه اتى زواجها بالسرعة التي تمنت لتقوم بوضع الحجاب على شعرها الجميل
كانت مع ارتدائها لفستان تحمد الله لانها من قبل ما كانت ترتدي القصير ابدا الا ان كان عاري الكتفين فقط
ارتدت اليوم فستانا اشتهت ارتداءه بنفسجي اللون بطيات عديدة تنزل بخفة حتى قدميها وكان طويل الاكمام ايضا
وترست هند على حجاب بنفسجي فـــــــــاتح كان قد اشترت الكثير منهم في دولابها ولم تمسسها لكن الان باتت تريد فقط الفرصة في تزيين راسها بتلك الالوان الزاهية وارضاء النفس بها

يالفرحتها التي تسحبها من عالم الواقع الى عالم الاحلام الذي بعد ان ضاع منها استعادته من محبها عبد الصمد
الوحيد الذي ملأ قلبها
ولاتدري لتغيره سببا غير انه احبها ايضا كما يقول ويظهر
تعشقه فتبدأ النجوم بالاجتماع في غرفتها لتنير برقتها عمق احساسها وتعطيها الرغبة في الحياة قربه
يعتريها الدفئ اذا ما تذكرت لمساته الرقيقة
ابتسمت لنفسها في المرآة برضى انتهت اخيرا من الحجاب ونهضت تأخذ حذاءها المناسب لتنزل الى الاسفل
اقتربت حيث يوجد الهاتف
وركبت رقم مكتبه تدري انه في هته اللحظة ولابد في مكتبه بالاسطبلات
بدأت بلف الخيط على يدها والابتسامة تأبى مفارقة شفاهها ولاالتألق يرد ان يسكن في بيت غير عيونها الشديدة الاخضرار
كانت تنظر الى اطراف البيت حولها لكي لاتجد احدا ينظر اليها واقفة هكذا
بعد ان توقف رنين الهاتف لتسمع صوته
شعرت ان قلبها سيقع منها وان ضرباته تهدد بانهيار جسدها الغض من العشق انهيارا
للحظات سمعت اجابته بصوته الراقي الرائع:
- السلام عليكم .....


كان في مكتبه مزيلا سترة الركوب التي وضعها وراء المقعد الجلدي الوتير وقد ترك عدة اوراق مبعثرة على المكتب ليجيب

ويعرف الرقم جيدا رغم ان صاحبته لاتزال عاجزة عن النطق لدى فضل ان يحرك وجدانها بما يعصف بروحه هو الاخر:
- يا ذات العيون الخارقة لروحي وصاحبة الخصلات الموجعة لاصابعي او ياصاحبة اعذب ثغر عرفته على الاطلاق
كانت وتيرة المشاعر عليها تهد من شجاعتها تريد ان تذوب فيه الى آخر انفاسها
ان تعيش بين انفاسه وان تسمع كلماته اقرب من هذا القرب
كادت ان تهوى على الارض لولا انها تمالكت نفسها
اجابت بالكاد تدري اين هي وضهور تلك المشاعر على وجهها :
- كيف... حالك؟

قال يضيع فوق مقعده الجلدي الذي يعطيه شموخا خاصا مع تناقض اللون الابيض على كتفيه في سواده
- لماذا تستهويني برنة صوتك تجعلينني اريد ان اضمك الى صدري
تكفيني غابة الغرام التي اوغلتني فيها حتى شعر راسي

قالت بحب ودلال:
- سلامة شعر راسك ....تدري غير مسموح لي الان باي كلام آخر فلاتنتظر مني ...ان ...ان اخبرك بما في قلبي

قال يستقيم في جلسته مبتسما:
- اذا تعالي الى هنا

قالت تبتلع ريقها بحرج وقد احمرت خدودها كثيرا:
- انا آتي الى المزرعة ؟؟علي ان اطلب الاذن من والدي

قال عبد الصمد بثقة:
- والدك لن يمانع يعرف انني احفظ جمالك في عيوني

زادت ابتسامتها تشعر انه يستقطبها برقة كلماته ونباهته في الامر:
- اذن انت متاكد من انه سيوافق؟

قال :
- اجل ليس هنالك ادنى شك صغيرتي ...
قال حالما:
- تدرين انك بدلالك تجعلينني قريبا من ان اقلع من الكون كله
ساسمعك لحنا رونقه يتجلى في الطبيعة الحرة

انتظرت لحظات تسمع
فتناهى اليها صوت قلبه ينبض بقوة من الهاتف
كانت تتوجع من ما يضهره لها من حب تكاد تبكي لانها بعيدة عنه لاتستطيع ان تدفن نفسها بالقرب منه
سمعته بعد لحظة :
- اين غبت ؟
قالت بتوه:
- انا ...هنا لم اغب
همست برقة وتردد في ان يسمعها احد :
- احبك
كانت مشاعره مخدرة كليا يبيث في لياليه على ذكراها ليصبر نفسه على هذا الوجع الذي يفتك باوصاله
قال بلهفته في سماع المزيد:
- هلا اعدتها لي ...هيا محبوبتي اسمعي كلام زوجك
قالتها مرة اخرى بكل ما في كيانها من ارتجاف بسبب الحب

قال من الخط وهو ينظر الى العامل في الاسطبلات مصطفى ذراعه الايمن يدخل عليه المكتب
فحاول ان يواري مشاعره ليقول:
- ساقفل الان واتمنى ان تاتيني بعد ساعة الغذاء وان يحملك والدك لا اكثر تسمعين

اهتزت لنبرة الصرامة في صوته وخرجت من عالم الخيال الذي اغرقها فيه:
- حسنا ساخبره الان بذلك نلتقي همست احبك

واغلقت السماعة ليبقى هواء الكلمة دافئا يبعث في نفسه الهوس لهته الفتاة في شتى الاحلام والتخيلات
قال يبعد السماعة ليعيدها الى مكانها:


- احم ...ما الامر يا مصطفى هل من خطب؟

قال الرجل :
- نعم سيدي هناك شاحنة قد اوصلت للتو حصانين

قال عبد الصمد ينهض ليبقى بملابس الركوب عدى
السترة وامسك سوطه ليقول للخادم:
- هيا يا مصطفى لنذهب

قال مصطفى طوعا:
- حسنا سيدي



في منزل السي محمد


بعد ان خرجت من عالم القنابل التي تتفجر في قلبها لحظة بعد اخرى
وتذيب روحها بالهوى الذي يتخلل قلبها ويسري بين عروقها
بوجع لذيذ
توجهت الى مكتب والدها وكل الفرح في قلبها يدفعها بدون استأذان
الى الدخول
وجدت ان والدها لم يكن وحده وان رجلا يعدل وضع الحقيبة على كتفه
يقف قرب مكتبه

عندما رأى سي محمد ابنته شعر ان نوبة قلبية ستأخده من هذه الحياة
ومن قرب عائلته

اقتربت هند من مكتب والدها تحت نظرت هود الذي امعن النظر فيها لكن دون نية سيئة
قالت :
- ابي آسفة على الازعاج

قال سي محمد يسرع في الاجابة:
- لابنيتي السيد سيخرج الان اتمنى يا هود ان تستمع الى كلامي

لاحظ في تظرة هود صدمة قوية هو فقط بعد السي محمد من يلاحظ
وما لاحظه اثر فيه كثيرا لكنه قال متنهدا يحني راسه :

- طبعا... وفي الموضوع... لست في حاجة للتفكير فقد بت اعرف الان ان التفكير فيه مضيعة للوقت فحسب وكما قلت انا حاليا لست ناويا على شيء ... آنستي كيف الاحوال؟؟

قالت هند تنظر الى الرجل بحذر :
- بخير الحمد لله

قال هود يستطرد:
- سعدت بتعرفي عليك انسة هند عن اذنك سي محمد
وخرج هود يجر وراءه اديال الخيبة وتانيب الضمير لذي ازداد بحدة بعد هته المقابلة
المال يعتبره تعويضا لحياة صغيرته معشوقة قلبه
وليس له

بقيت هند تنظر الى الرجل الذي خرج حائرة من معرفته لاسمها وسالت والدها بحيرة:
- يبدو لي مألوفا لست ادري اشعر بشيء يا ابي ...

قال سي محمد يبدد كل مشاعرها المختلطة:
- دعك منه انه اتى فقط ليشتري بعض رؤوس الماعز انتي بنيتي اتيتني لشيء ماهو؟

قالت مشرقة الوجه لتذكرها للامر:
- اجل بابا ....قالت بخجل....طلب مني عبد الصمد ان اذهب الى المزرعة لديه الى الاسطبل بعد الغذاء ويريد منك ان تقلني الى هناك ...هل لديك مانع؟

قال سي محمد يريد ان يبعد ابنته عن المنزل قليلا لينفرد بنفسه ويفكر في ما سيحدث بعد حضور آخر شخص توقعه لينغص عليه حياته الهانئة ويقول:
- حسنا هند يا ابنتي ساقلك بنفسي واستمتعي بوقتك ليس لدي مانع

فرحت وسعدت لاجابته وانصرفت الى الخارج لتتمشى قليلا برفقة كلب الصيد خاصتهم





******************




في المزرعة بناحية الاصطبلات



كان عبد الصمد يشرف على الحصانين الذين احضرا من احدى المزارع الصغرى التي تحوي بعض افضل الاحصنة التي تشارك في السباقات
وقد كان كلا الحصانين في فترة نقاهة
ويريد عبد الصمد من العمال ان يخصوهم بمعاملة خاصة جدا
وطلب ايضا من البيطري الكشف على حالتهم من المرض الذي كانا يعانيان منه

كان عبد الصمد واقفا تحت ظل الاشجار الكبيرة قرب سياج الحلبة التي تدرب فيها الاحصنة
يطالع في الاوراق التي تتبت تواجد الاصحنة عنده
اقترب مصطفى من سيده يقول:
- سيدي لقد تم كل شيء حسب طلبك هل يمكنني الذهاب لتفقد الاصطبلات الاخرى
قال عبد الصمد دون ان يرفع عيونه عن الورق:
- طبعا اذهب لكن لاتتاخر احتاج الى تواجدك هنا بعد ساعة

قال مصطفى:
- حسنا سيدي

بقي عبد الصمد يراجع الورق للحظة لكنه رفع نظره الى صوت سيارة سوداء على التراب
رفع راسه ينظر الى الآتي وبقي للحظات ينتظر الى ان خرجت امرأة اجنبية من وراء المقود بنظارتين سوداوين على اعلى شعرها الاشقر او المائل الى البياض
ترتدي سروالا جينز اسود مزموم الى الاسفل وقميصا ابيض من الحرير
يضهر طول رقبتها تتلألأ فوقه سلسلة من الذهب الابيض مرصعة بالالماس بحرف ج بالفرنسية
كان ثغرها الاحمر يفرج عن ضحكت مغناجة للغاية وهي تنظر الى صاحب الطول الفارع امامها والسمرة الفتاكة ايضا
اقفلت باب السيارة وتحركت بطول يقارب طول عبد الصمد كثيرا
واقتربت تبتسم له وتمد يدها لتقول باللغة الفرنسية:
- صباح الخير كيف الحال اضن انك السيد ابد صمد

لايخفى عنكم ان عبد الصمد عدى عن انه لايحبد مثل هته المناظر منذ زمن ولايحب مثل هذا الاغراء المبتدل اخفى مشاعره عن انه فعلا وجدها تضهر نفسها كخوخة ناضجة لكن لايمكن معرفة محتواها من الداخل فيجوز ان يكون فاسدا جدا

مد يده لعلمه من سماتها انها ليست مسلمة لكن قرر بدل ان يسبق الاحداث ان يتاكد اولا
وشيء اخر لم يعجبه قط اسمه وهو ينطق بتلك الطريقة لكنه تجاوز عن الامر يبادلها ابتسامة محترمة:
- سعدت بلقائك آنسة ذكريني باسمك....
قصد ان يحط من اعتبارها لانه يعلم ان صاحب الاحصنة انسان منفلت في تصرفاته
يدعو له بالعفو من الله لكنه يعلم انه ياتي بعدة صديقات له من باريس الى مزرعته ويترك عائلته ورائه وهذه ليست سوى واحدة منهن

قالت تخفي امتعاضها فهي تدري ان الذي ارسلها مع الاحصنة التي تعشق قد اعلمه مسبقا بحضورها وباسمها لكنها ابتسمت رغم ذلك معجبة بشخصيته القوية:
- "جولييت سان بيير" انا فرنسية الاصل بالتحديد من ضواحي بلجيكا

قال يتعدى كلامها الاخير فهو غير مهتم ابدا بمن تكون هته المرأة مثل صنفها قد سبق وعرفه جيدا ومجرد النظر اليها يجعله يعرف ان اختياره الى غزالته البرية لايضاهيه اختيار:
- تشرفت بمعرفتك ....اريد ان اعرف هل ستمكثين هنا طويلا ؟؟

قالت تنظر اليه بغنج بين رموشها المطلية بالماسكارا:
- اجل الى ان تشفى تماما احصنتي

قال في نفسه
احصنتها طبعا لابد من انها ستبيث قربها لانها احصنة ثمينة ولابد من انها تحرص على الا تضيع فرصة النشب في ذلك العجوز لحظة

قال يتحرك من امامها بعدم لباقة لانه يعلم اساليبهن:
- تعالي معي لكي تري احصنتك وتطمئني

تبعته تقفز قفزات صغيرة بسبب حذائها العالي
وكادت ان تمسك ذراعه لتستند عليه لكنها عدلت عن الامر يبدو لها متوحشا جدا ومثيرا ايضا:
- هل هي بخير اليس كذلك؟

قال عبد الصمد يحاول ان يكبت عدائيته:
- اجل انها كذلك ولن تمكث هنا سوى اسبوعين على الاكثر لذلك الافضل ان تعودي الى المزرعة الاخرى لان هنا لن يكون مكانا مناسبا ..... اقصد لن تجدي نفس الاستمتاع هناك

شعرت انه يلمح الى شيء ما
لكنها لم تفهم جيدا المزرعة هنا اعجبتها فمنذ دخلتها لاحظت نظاما خلابا قلما تجد مثله في مزارع المغرب
وايضا مزرعة العجوز باتت تجلب لها الملل لانها صغيرة جدا
رغم ان المال في البنوك لديه كثير

دخلا الاصطبل ووقف يشير الى الاحصنة بسوطه
امام وجهها تقريبا بغضب لايظهر منه على وجهه:
-انها هناك اترين تنعم براحة كبيرة سنسهر عليها ولن ينقصها شيء

يندب حظه الان لانه وافق على استقبال الاحصنة هته في مزرعته لكن هوس الاحصنة يتربع في عروقه ويجري مجرى الدم فيها
يحب التحدي والعناية والوصول الى كل شيء في هذا المجال
يعشق التراب التي تخلفه الاحصنة الجامحة وراءها امر
من الامور الاستحال ان يتخلى عنها في حياته
يدري ان ذلك العجوز المستغل كريم في العطاء
لكن لايهم عبد الصمد ابدا المال مادام لديه هته الأحصنة في اصطبله
لم يعلم بوصول جولييت الا بعد ان حدد مع العجوز موعد وصول الاحصنة فصدم
لكنه لم يرد ان يفسد علاقة العمل بينهما

قالت تقترب من الاحصنة تنظر اليها من بعيد ولم تلمس حتى السياج
- رائع الان انا مرتاحة

قال عبد الصمد ينظر الى الاحصنة بدوره
- هذا يعني ان سيادتك قد تذهبين؟؟

قالت تبتسم بغنج تظهر كل مااستطاعت من بياض اسنانها
- لا...بل اريد البقاء قليلا كما طلب مني ......وارادني ان استمتع بوقتي اتمنى الا يكون حضوري قد اثقل على سيادتك ان كان كذلك ذهبت

ارادت بطريقتها ان تشعره بتانيب الضمير
فقال من اللباقة فقط
- ليس هناك من مانع لكن لدي بعض الشروط ان تبتعدي قدر الامكان من رجال العائلة لاننا
.......كاد ان يقول متزوجون لكنه توقف لايريد ان يظلمها لربما قد لاتكون لديها نية سيئة......
في الحقيقة متدينون يجتمع الرجال وحدهم والنساء وحدهن وعدى ذلك مرحب بك في اي وقت

شعرت بالاثارة للامر لربما اشبه بتحدي المواقف التي قد تصادفها:
- لاعليك سيدي لست متعودة على سماع هذا لانني في الحقيقة لي اصدقاء ويستقبلونني
عادي جدا لكن ان كنتم متدينون فانا احترم ذلك
وساحترم شروطكم.... لكن الان فعلا اريد ان اقوم بجولة في المزرعة تبدو كبيرة ورائعة اجمل بكثير من مزرعة........فعلا رائعة


قال عبد الصمد يستغفر الله في نفسه من تلك الكلمات التي تنادي بها العجوز
- يا انسة اتمنى منك الا تتحدثي كثيرا مع النساء في قصرنا عن العجوز لانهن لاينظرن الى تلك الامور بنفس منظارك قد ابدو فضا لكن قوانيننا صارمة

نظرت اليه تمط شفتيها:
- لطالما كنت معجبة بعرقكم لكني فعلا الان اصبحت معجبة اكثر من ذلك لديكم طاقة خطرة وقوية

خرج عبد الصمد وتركها تتبعه متجاهلا كلامها:
- اذهبي يا انسة الى ذلك المكان هناك لتغيير الملابس ستجدين ملابس الركوب ان لم تكن لديك ملابسك الخاصة

قالت سعيدة تعبر بيدها مظهرة خاتمين لامعين من الذهب ايضا:
- لدي ملابسي الخاصة انها في سيارتي وضعتها على حدى ساذهب للتغيير واتي حـــــــــــلا

ابتسم بالغصب وذهب الى السياج ينادي احد العمال لكي يقوم بتسريج حصانين لهما له هو الاحصان الاسود
وللانسة كما يقول الحصان الهادئ جيريمي

وبعد لحظات كان عبد الصمد قد صعد فيها على حصانه متفاديا البقاء على الارض لكي لايضطر لمساعدتها في الصعود
وهذا ما لاحظها واعجبه انه فعلا يعرف كيف يتصرف معهن
بعد لحظات استطاعت ان تركب حصانها بصعوبة
وتحرك يتركها بطريقة المبتدئة تحاول ان تسير به قربه
لكن عبد الصمد كان يبعد حصانه بنباهة لكي لايحصل اي احتكاك غير مقصود بينهما
واتخدا الممر العريض الواسع المشجر والذي تتسلل الشمس من بين اوراق الاشجار ليترك ظلالا خلابة على الارض المتربة فيه
وبدآ رحلة استكشاف المزرعة




**************************




في الدر البيضاء




عند وصول عثمان والهام الى المستشفى الذي ستقوم بالعملية فيها
ركن عثمان سيارته هناك وانزل حقيبة الهام التي حملها بعد ان فتح لها الباب واقفل السيارة بالمفتاح الاتوماتيكي
توجها الى الدرج يصعدانه وفتح لها الباب الزجاجي لتدخله
وتوجه فورا الى الاستقبال حيث سأل عن الغرفة التي خصصت بطلب منه لإلهام فاعطوه الرقم الخاص وطلب منها ان تتبعه الى المصعد

كانت الهام عكس عثمان الهادئ تشعر بان قلبها وسط صدرها يكاد يصبح اشلاء متناترة يصعب عليها ان تشعر بالراحة اولا في مكان يفوق مستواها وهذا لاتحبذه ابدا
كيف لها ان تتصرف مع الممرضات التي تبدوا كل واحدة منهن متعالية عن الاخرى؟؟
دخل عثمان بحلته التي ادارت رؤوس الممرضات واكثرت الهمسات ورائه من روعة مضهره وعرض منكبيه وسحر عيونه التي يخفيه تحت النظارة لكن ابدا لم يعرهن اهتماما ولاحتى شبرا
ضغط زر المصعد الى الطابق المعلوم
وعندما وصلوا تقدم الى الغرف التي تواجدت في صف رائع تحتهما بساط سميك اخضر غامق يخفي صوت الاقدام
واعجبت الهام من جهة بروعة النظام هنا وهي لاول مرة ترى شيء مماثلا فعندما كانت تذهب للمستشفيات العادية كانت تختنق من رائحة العفن وعدم النضافة والتجاهل التام
اما الان
شيء مختلف تماما

عند دخولهم الى غرفة يقبع في وسطها سرير ابيض رائع
والتبريد في الغرفة انعش قفصها الصدري انتعاشا ابعد عنها الحر الذي شعرت به للحظات في الخارج
وقف عثمان يضع الحقيبة على الارض يتحقق من ان الغرفة كما طلبها فكانت تطل على حديقة رائعة كبيرة وخضراء منتعشة
والنوافذ لامعة بحيث مفتوحة هي على مصرعيها
كانت الهام واقفة واقتربت من السرير الابيض الواسع لتجلس عليه تجربه لكنها ما ان رات عثمان يلتفت اليها
حتى قفزت خجلة تنهض واقفة
قال عثمان مبتسما يمعن النظر في الغرفة:
- جيد اليس كذلك تحققي ان لم تشعري بالراحة هنا فساطلب منهم تغيير الغرفة لك

قالت بخجل:
- لا اشكرك جزيل الشكر انا بخير هنا

قال ينظر اليها :
- ساعود حالا لدي لقاء مع الدكتور الذي سيشرف على رعايتك وساعرف منه ما الذي سيقوم به قبل العملية لاخبرك واهيئك لذلك

قالت لاتستطيع منع هته السخونة السخيفة من الصعود الى وجنتيها مما يزيدها جمالا خاصا رغم انها ليست جميلة بالمعنى الادق غير ان ملامحها تشد بطريقة ما:
- اشكرك استاذ اتمنى ان ارد في يوم ما معروفك هذا واسفة لانني تسببت في قطع شهر ال....

قاطعها يتذكر مهجة قلبه التي عصفت بكل كيانه وحرمته الراحة في افكاره :
- انك لست مضطرة لفعل شيء سوى الراحة انا عن نفسي ادعي لك بالشفاء ولو استطعت المساعدة اكثر لما بخلت هذا طبعي وانت تعرفين اتركك الان لن اتاخر


خرج عثمان متوجها الى مكتب الدكتور الذي اعلم من الاستقبال
ان عثمان قد وصل
بقيت الهام في الغرفة المشمسة ووجدت الان بالذات راحة في الاستمتاع بالجنة امام عينيها اجل لن تكون بجمال القرية غير انها الدار البيضاء الشهيرة تخفي من الجمال وتخفي من الخبث الكثـيـــــــــــــــــــر
رتبت الملابس في غرفتها بالترتيب الذي سيساعدها
ووضعت قرب السرير ساعة صغيرة كانت تحتفض بها من والدها العزيز

تذكرت وقالت في نفسها
_ ااااااه يا والدي العزيز ويا امي كم اشتقت اليكم اتمنى من الله العلي القدير ان يوفقني الى اسعادكم بخبر عمليتي واللهم يارب انصر عثمان واسعده يارب كما اذخل الفرح والسرور الى قلبي

دخلت عليها في تلك اللحظة احدى الممرضات
تحمل باقة كبيرة من الورد كانت باقة من ورد برتقالي حوافه حمراء
اعجبت بالباقة الكبيرة وقالت للمرضة التي وضعته على المنضدة الصغيرة قربها:

- انسة هل هذه لي؟

قالت الممرضة :
- طبعا سيدتي ومرسلها يتمنى لك الشفاء العاجل

لاتعرف لما شعرت بقلبها يدق في جوفها لاول مرة تشعر هكذا انه ولابد ليس عثمان ستعرف ان سالته كيف له ان يسرع في احضار الباقة لها لكنها اعادت سؤال الممرضة التي اوشكت على الخروج

- اخبريني من فضلك امتأكدة انت ؟؟لاني اتيت الى المستشفى للتو....

قالت الممرضة التي بدأت تفرغ من الصبر:
- يا انسة لولم تكن لك لما احضرتها ورقم الغرفة هو هذا ولم اخطئ اتشككين حضرتك في عملي ؟؟

قالت الهام :
- لاماعاد الله آسفة لم اقصد

كانت الممرضات في شدة الغيرة منها لان الرجل الذي اتى معها خطف الانظار اليه وبدت لهن كما لو انها لاتستحقه
كم التكبر في بعض الناس بسبب المضاهر مرض بل مرض عضال
فالمرئ لايفتش في الجوهر ابدا

شعرت الهام ببعض الاضطراب من تعامل الممرضة التي من ملامحها بدت حانقة
قالت في نفسها الله معينها لابد من انه ضغط العمل
اقربت انفها من الورد واشتمت رائحته ونظرت اليه مليا لم يرسل اليها ورد من قبل ولا في احلامها حتى تراها في الافلام
وتذكرت امر البطاقة بحثت بروية لتجد بطاقة معلقة بوردة ورفعتها لتقرأها
بدى الخط رائع بحق بل ويدل على ان مرسلها انسان
مثقف
قرأت في الرسالة المكتوب بالمغربية

"اعتبريني صديقا يتتبع خطواتك حتى الشفاء"

نبض قلبها تهاوى وارتجفت تضع يدها بشهقة على فمها من الذهول قررت انه من الاجدر ان تقوم باخفاء البطاقة
ماهذا يارب لما يقول ذلك الشخص كلاما كهذا
انه لامر مخجل
الحياء منعها من تقبل كلام الشخص بدون ان تحمر خجلا
اخفت البطاقة وقد اعبقها عطر رائع منها
شعرت بالخوف من ان يرى عثمان البطاقة في حال لم يكن هو المرسل فقد يظن بها الظنون

تقدم عثمان من الغرفة تحت نظرات احدى الممرضات اللواتي كن يواجهنه في الطريق
ودخل الغرفة المفتوحة على الهام بعد ان طرقها
و كانت قد انتهت من الصلاة
لاحظ مغضن الجبين تلك الورود هناك شعر ان الامر يدعيه الى السؤال

قال لالهام التي كانت في حجاب طويل الى اسفل قدميها واسع للصلاة
- تقبل الله منك

قالت مبتسمة بخجل:
- منا ومنك آمين

قال يحك دقنه القوية والعضلة تتحرك في فكه يسأل:
- ممن تلك الورود استاذة ؟

قالت بحرج لاتلاقي عيونه حتى:
- لست ادري احضرتها احدى الممرضات في الاسفل وعندما اخبرتها انه من المستحيل ان يحضر لي اي شخص الورود بدت حانقة وهي تاكد انها لي

اقترب من مكان الورود يبحث فيها
فقال يوجه نظرته اليها:
- الا تحتوي على بطاقة؟؟

قالت ترفع اكتافها والخجل يعتريها من اخمص قدميها الى اعلى راسها لانها مضطرة للكذب عليه هو من يساعدها:
- لا في الحقيقة لم ارى عليها اية بطاقة اظن لامحال انهم اخطئوا ...

قال متشككا مفكرا في آن واحد:
- ربما....على اي حال انت هنا كما لو انك في فندق... ارتاحي ساعود اليك في صباح الغذ ان شاء الله والان
سأذهب الى فندق قريب من هنا

شعرت ان هو تركها فستبقى وحيدة واقسى المشاعر هي الغربة
- اشكرك ساكون بخير

قال يبتسم :
- اذن ساقوم بطلب الطعام لك في الغد ساخبرك بما ستكون عليه مراحل الشفاء حسنا

اومئت بالايجاب وهي تشعر انه بعد ذهابه قد ترك فراغا رهيبا لم تشعر به من قبل ارادت ان تتصل بوالديها لكن كيف لها ان تخرج من غرفتها الساترة لمشاعرها حتى لتتحدث الى تلك الممرضات المتعاليات
تنهدت تحمد ربها على فضله وتاخد القرآن لتطيب نفسها بآياته الكريمة المريــــــــــــــــــــــحة







***********************




في القصر




كان وقت الغذاء قد حان ولم ترد عبير ان تتغذى معهم لانها تفضل
ان تأخذ لزوجها الاكل وتشاركه اياه هناك في الراضي بدل اكله ذاك مع العمال
لاتدري لما صعدت الى جناحها واخدت لها شور مريح لعظامها وصففت شعرها وعطرته وتحجبت باللون الزهري مع فستان زهري ايضا ساتر واسع في تفصيلة انثوية لكن محترمة
كان طويلا وقد بدى جميلا عليها مع حذاء خفيف في الوردي والابيض ايضا بدت رقيقة بحق وانثوية بحتة
كان يجب عليها ان تأخذ احدى السيارات الجيب السوداء ولم تكن تريد السياقة لكنها فعلت في النهاية ساقت السيارة الى حيث دلوها عن مكانه وهي في طريقها قربت في الوصول بين الاراضي الرائعة رغم الحر الا انها اعجبت بالاماكن التي ياتي اليها سعيد ليعمل
توقفت السيارة على ارض قد تم حصاد نصفها على مايبدو ولاحظت ان لدى وقوفها قد اقترب منها احد العمال جريا

- السلام عليكم سيدتي

قالت مبتسمة :
- وعليكم السلام ورحمة الله ...هل سيدك موجود هنا ؟ام في ارض اخرى؟

قال الرجل الذي كانت جبهته تلمع بالعرق تحت اشعة الشمس
- اجل سيدتي انه هناك هل اخبره بحضورك؟

قال تشكره:
- مشكور ان فعلت ذلك


كان سعيد قد نزل من آلة الحصاد الكبيرة وتوجه الى مكتبه القابع بين شجرتين كبيرتين تظللانه من الحرارة
وامسك منديلا يمسح يده فيه
فقد تعطلت الآلة وجدب من تحت المكتب عدة الاصلاحات التي هو ماهر فيها
ليذهب بعد ذلك الى الآلة ويبدأ في الصعود الى مقدمتها وقد كان قد نزع عنه قميصه...وبقي بجينز العمل وانحنى على الآلة يصلح العطب فيها لانه فعلا عندما يقوم بعمل لايستطيع ان يتركه الا وهو مكمل اياه حتى النهاية
اقترب الرجل من العمال يقترب من سيده ويدخل رأسه تحت ظل الآلة ليقول:
- سيدي هناك شخص يريد رؤيتك ...انها سيدة

لم يرفع سعيد راسه وهو منهمك ملئ الانهماك في الآلة وقال :
- دعها تنتظر واعطها مشروبا باردا مِن الذي لدينا
" كان يصر على الكلمات مع ضغطه على مكان العطل "
انا لن اتحرك ....حتى ...اقوم باصلاح...هته الالة

اتى الخادم المسكين جريا الى عبير يقترب من سيارتها وقال وعيونه في الارض:
- سيدتي يقول انه لن ياتي قبل ان يكمل اصلاح آلة الحصاد تريدين حضرتك بعض العصير البارد
خرجت من الجيب تقفز الى الأرض لتقفلها وقالت تحمل السلة التي تحوي طعام الغذاء في يد
واطراف ثوبها الخفيف الواسع الوردي في اليد الاخرى
- لا عليك ساذهب اليه انا

قالت في نفسها الله معين الرجال على هته الحرارة لاتدري فعلا كيف يستطيع سعيد ان يتحملها
بالحرارة المفرطة شعرت انه لربما ان ازالت حذاءها فالارض ستحرقها من الحر
اقتربت من المكان الذي تواجدت فيه الآلة لكنها توقفت قبل ان يراها لتسرع في الاقتراب من مكتبه
الجلوس على مكتبه على المكان الذي يعبق بعطره الذي اصبح يشعرها بدوخة غير عادية كان نعيما حقا
جلست على كرسيه ووضعت السلة على المكتب الذي يحتوي فقط على روجيستر وبعض الاقلام في علبة خشبية مكتوب عليها الصويرة وهي مدينة في المغرب ايضا
امسكت العلبة اشتمت رائحة العود وتأكدة من انه من خشب العرعار
تحولت نظرتها امامها بعد ان وضعت العلبة بعيدا قليلا
ورأت ما كتم انفاسها للحظات لاتذكر كم بالتحديد
كان هناك فوق الآلة منحنيا عليها وكل ملامحه تظهر التمعن في العمل
اما هي فلاحظت رجولته الطاغية المتوحشة والمندمجة بشكل كبير مع هذا المكان

بقيت تنظر اليه الى ان شعر هو ان نسيم الصيف الدافئ يحمل معه عطرها الخلاب
أغمض عيونه للذكرى التي اعتمرت عقله وارعشت جسده
كيف كان ملمس يدها تحت شفاهه عطرا وعذبا تذكره للموقف جعله يتوقف عن العمل والوجع في صدره يزداد
لعن بصوت مسموع
لينظر تلقائيا الى مكتبه بين الشجرتين
ليجد وردة
وتفتحت قلب الصحراء بزوابعها وسط قلبه
انعشت روحه كواحة روت ضمئه
بل واحرقت جوفه من الاشتياق
ترك العدة والمعجزة الفاتنة امامه تخلب لب افكاره
شعر انه يهواها بكل ما في كيانه من حب قد استنزفته اليها بكل طاقتها الشفافة
عندما توقف ينظر اليها وقفت تنظر اليه بالمثل
كان الوجع في صدره لها يزداد ويلويه عن اي شيء غير ان يشبع روحه المستضعفة بطيفها المشع امامه
استدار على المكتب وتوقف قربها تحت نظراتها الشبه منومة
قرب انفه من جهة اذنيها المغطتين
كانت رائحتها حلوة تميته وتحييه في كل نفس
قال يغالب الشوق العارم في صدره:
- اتدرين ما اريده ...ان اقبلك حتى الفناء ياعبير اريد ان اشغفك حبا لم تري مثله في حياتك...لم ارى لشفاهك مثيلا
نظر اليهما بوله وبادلته نظرة خجولة تحمر وتحمر من الخجل لم يكن كلامه هكذا من قبل اهذا فعلا مايريده؟
شعرت بالم طفيف لذيذ يحتويها وبدت لها هته المشاعر غريبة بعض الشيء
قال وهو في قمة اندغامه في رقتها و في اوج الانهيار :
- الاحمق فقط من يغفل عن مثل هذا الجمال...
يعلم انه متعرق ويداه متسختان لذلك لم يستطع ان يفعل اي شيء مما يتمنى بكل قوته
لذا قال بين انفاسه التي تعلو بصدره وتهبط:
- عبير تكلمي ارجوك وكفاك صمتا ....السنا زوجين....اليس من المفترض ان احصل منك... ولو على كلمة تبرد ناري

نظرت اليه وعيونها ملآى بالمشاعر الجديدة عن قلبها وعن صدرها
- تبدو ...اكثر جاذبية...وانت ...وانت تعمل هنا

قال يبتسم متنهدا:
- واخيرا قلت شيء... لن اعتبر هذا مديحا... فاعلم انني جذاب

نظرت اليه ترفع حواجبها

واكمل
- لكني اريد منك اكثر من جذاب بل كلاما لربما لم يذخل في ذاكرتك اللطيفة البريئة بعد لكنني انوي تعليمك الكثير عن الحب

قالت تبعد افكارها التي اصبحت تسبح في بحر كلامه وتتيه :
- لقد احضرت لك طعام الغذاء واردت ان اتناوله معك لكن يبدو لي انك تعمل الان

قال يمسك قارورة من الماء وسكب بعض الصابون السائل على يده
- هلا سكبت منه لاغسل يدي

الاضطراب يخالجها بشدة فما بعد هذا كله ياعبير؟؟
هل انت مستعدة لتمنحي زوجك حقوقه ؟؟
وهو من يعشقك وينقل اليك عدوى العشق الناذرة؟

ومازاد اضطرابها هو نضوج صدره رجولة ورحلت بافكارها في تلك الليلة بعد الزواج وكيف كانت مشاعرها خائفة بصدق والان تكاد تشعر انها تريد ان تلمسه لكنها تشعر بانه امر سيء ان تشعر هكذا ليست هي من تفكر بمثل هته الطريقة وخجلت من نفسها كثيرا

قال سعيد مسرورا وروحه تكتنيها فراشته المنعشة لاوردته المتوجعة شوقا :
- ما الذي احضرته معك

قالت تبتسم :
- ...اه..حسنا طلبت من امي فاطمة... ان تتركني اطبخ لك شيء على ذوقي و...اتمنى ان يعجبك طبخي فاول مرة لك ستتذوقه

قال ينظر اليها من قربه
- اذا اذيقيني منه

نظرت اليه وهي تفته شفاهها بتيه كم كان مسرورا بهذا القرب الذي يثير جنونه ويحفزه على تقبيلها في الحين لكنه يلجم نفسه
ويستمتع بالمواقف التي يحررها من خجلها فيها ببطئ
قالت تنظر الى العمال:
- والعمال؟
قال ينظر اليهم ويضحك:
- هههه يعرفون انها زوجة الرئيس الفاتنة .... فيولون ظهورهم البعيدة لنا لاتخافي لايتدخلون في غير شؤونهم والعمل

قالت تنظر الى الاكل الذي وضعته من السلة الى المائدة
- ساقوم بفرش الشرشف على الارض لن نأكل ونحن واقفين

راقبها مسحورا بجمالها وحنانها الفياض
لاتدري انها بدلالها الخجول ورقتها الفتاكة توجع بل تالم صدره بشدة
وبتعاقب هذه الاحاسيس على صدره فهو لاتزيد سوى تنفسه صعوبة
انه ينظر اليها هي فعلا من تستحق الالتفات والعناية
كزهرة موردة ان هو سقاها واغدق عليها من الحب في التعامل وسقاها من عشقه وهواه فلربما تصبح اكثر نضارة واشراقا
وسيوفيها من الحب حقها




*************************




امام القصر



اوقفت عبير سيارة الجيب
وقد حاولت جاهدة التركيز على القيادة
لكن خيال اللحظات العجيبة التي قضتها معه الهبت قلبها
واصبحت تشعر كانه ينكوي من اسم سعيد
ظلت في الجيب مبتسمة لنفسها وتنظر الى مظهرها في المرآة لاول مرة فقط تتاكد من ان لها فعلا شفاها جميلة كما يقول
لم تكن تضع فقط غير المرطب لانها في العائلة لاتحب الضهور بغير طبيعتها ولاحتى في اماكن اخرى
وجذت ان لها شفاها جذابة فاتنة ايضا بشقها الخفيفي في الاسفل
وهي من لم تلاحظ هذا لربما هو لاحظه بصدق
كانت تستشعر دفئ اصابعه وهو يطعمها من اكل الغذاء وكيف ان
ذلك اعجبها بل وصرف تفكيرها عن الواقع
ارجعت المرآة الى فوق
وخرجت من السيارة حاملة السلة وتتوجه الى القصر

عندما ذخلته كانت هائمة فعلا سابحة ولاتستطيع ان تربط تركيزها بمن حولها
لكنها توقفت عندما سمعت صوت ثريا يناديها وقد كانت تنزل من الدرج
وبدى على ملامحها البيضاء الجميلة الارهاق والتعب وقد اخفت عيونها تحت نظارات بنية

- عبير ...

توقفت عبير وفقط عندما رات اختها استعادت شيء من جديتها:
- نعم اختي؟؟؟

قالت ثريا بصوت شبه هامس بسبب بكائها المتواصل:
- عندما تنتهين التحقي بي في جناحي اريد ان اتحدث معك

قالت عبير تنظر الى اختها التي عادت تصعد الى فوق
تتذكر فقط انها سمعت بانها ترفض الاكل من امها
لكن لما ياترى احساس عبير يخبرها ان سفر عثمان المفاجئ
وتوتر اختها الدائم يدل على انها تعيسة في حياتها وتتمنى الا يكون ما تظنه صحيحا

عندما اعادت عبير السلة الى المطبخ ولم تجد احدا علمت من الخادمة الجديدة ان السيدتان قد خرجتا الى القرية للتبضع قليلا

صعدت الى جناح اختها
وطرقته لتدخل
بحثت باعينها عنها في غرفة الجلوس الصغيرة لتجدها قد ازالت حجابها وهي تربط ذراعيها على المخدة قرب النافذة وتنظر الى الطبيعة خارجا
اقتربت عبير منها وجلست قربها تتطلع مميلة راسها على وجهها
فوجدتها قمة في التعب عيونها متورمة حمراء من البكاء تالمت لرايتها هكذا
وبما ان عبير حساسة بكت في تلك اللحظة بحرقة
واحست ان اختها تعاني
بحيث انتحبت ثريا ايضا
تنظر الى اختها واقتربت تضمها الى قلبها
قالت ثريا تغالب حزنها:
- لما تبكين يا عبير؟ ليس انت من يجب ان يبكي

قالت عبير تمسح عيونها وتمسك يدي اختها:
- لما لا....تخبريني بما يحدث معك... ارجـــــــــــــوك اختي ان تخبريني

قالت ثريا تعيد نظرها الى النافذة المفتوحة الى المناظر الخلابة التي تضيف على حزنها حزنا اكبر والهواء الدافئ يعبث بغصلاتها
- انا ...احبه...احبه اشعر بالضعف ...بالهوان يتملكني آسفة لانني كذبت عليك سابقا وانت ادرى بحالي ...يعذبني يا عبير لايعرف معنى الرافة بقلب يعشقه بقوة ...والان هو ذهب الى الدار البيضاء تدرين لما.....لكي يقوم بحضور عملية لشخص هو اسمى مني واشرف مني وانقى مني ..وانا من يحبه يا عبير يحبه يتخلى عني في اولى ايام زواجنا من اجل امراة سبق وان طلب يدها للزواج
يقول انني مخادعة ....اننـــــي خاخائنة

مسحت عيونها التي ادمعت مع كل كلماتها التي خرجت من قلبها المدبوح المنخور
- انا يا عبير قادرة على ان اسامحه بل سامحته والله سامحته لكنه يزيد عذابي بدل شكري

كانت الدموع من عيون عبير تسيل على حسرة اختها فهي تضع الان نفسها مكانها وتشعر ان سعيد قام بفعل غير لطيف معها فقد تعاني وتخاف ان يحصل هذا لانها فعلا لن تتحمله

قالت تهدئها:
- ارجوك ثريا حبيبتي اهدئي وامسحي دموعك واستعيذي بالله من الشيطان صلي واطلبيه لست ادري ما يمكنني فعله لك لكن ان اردت مني ان اشهد معك فانا استطيع ذلك

قالت ثريا تنظر اليها بجدية وعيونها مدورة حمراء متناقضة مع رمادي عيونها :
- ابدا اتسمعين لن تفعلي ذلك لايمكنني ان اتحمل ان يقوم بتكذيبك على ذلك او يقوم بتهمي بانني اطلب مساندتك لانك اختي طبعا ستقفين معي

قالت عبير :
وما العمل؟

قالت ثريا تبعد نظرها الى الخارج:
- ساسافر الى افران علي ان احضر تلك الاوراق من المستشفى الذي كنت فيه اتمنى فقط ان تكون النسخ موجودة والا تكون قد ازيلت فقد مر وقت طويل على ذلك


قالت عبير جاحضة:
- ولكن ثريا اليس من الحمق ذهابك الى هناك؟ ماذا ستخبرين عثمان ...حسنا عثمان غير موجود لكن ماذا عن امي وزوجة خالي؟

قالت ثريا تنظر اليها:
- انت لن تخبري احدا بانني ساذهب لاحضار الاوراق ستقومين باخبارهم انني ذهبت الى هناك لانهم اتصلوا بي من اجل شهادتي التي نسيت اخدها من الادارة

قالت عبير تفكر:
- وستخبرين زوجك لانه اذا حصل واتصل واراد التكلم معك واخبره احد انك سافرت فقد تثور ثائرته

- هذا ما اريده بالضبط ان تثور ثائرته لانها في الحقيقة سيكون امرا بسيطا جدا في حقه رغم حبي له الا انني اريد منه ان يتعذب قليلا

قالت عبير تجلب كل التوقعات على ارض الواقع:
- واذا لم يريدوا ان تذهبي الا مع محرمك ...او حتى عودة عثمان

- ساذهب بدون اعلامهم بعد سفر جدي القريب
وستساعدينني بان تقولي انني اخدت الاذن من عثمان هو من اخبرني بموافقته على ذهابي وساذهله بهته الطريقة
اريد ان الجم لسانه اللاذع ذلك قليلا لانه يجرحني كثيرا وانا التي تحبه فعلا لا تستحق منه ذلك اخاف ان يهجرني ان يتخلى عني ..هو يهددني

قالت عبير بتردد:
- الست خائفة من ردت فعله ان اخبره احد بانه من اعطاك الاذن سيجد انك تخدعينه فعلا

قالت ثريا وعلى ملامحها شيء ن الياس:
- اتوسل لك اختي افعلي فقط ما قلته وتذكريه جيدا ...وارجوك لاتحبطيني فانا في حاجة ماسة الى اضهار الحقيقة والا ضاع من بين يدي وعندها ليس هناك من شك انني سانتهي بالجنون

كانت ثريا تتدمر حصونها القوية شيء فشيء فحبها له يتعدى كل قدر عادي بل يتعدى قلبها الى كون غريب
تتبعثر فيه بين ذراعيه تهواه بكل قواها وتحب ان يهمس في اذنها بشوقه لكن مع حبه ايضا
تشتاق الى حضوره الخاص الذي لم تشهد مثله
عطره وهو يتغلغل في صدرها وحتى شفاهه القاسية المحفورة على شفاهها كل شيء يعذبها ويقلبها في بقعة من نار
لاتستطيع ان تصبر الى سفر الجد لتقوم بما تريد فعله فهي تدري ان شموخ جدها الذي لايقهر قد يكتشف الامور بينهما وتصبح محسوبة على المتعوسين في الحب




*******************




في الاصطبلات



توقفت سيارة سي محمد على مقربة من الاصطبلات
وخرجت هند بعد ان قبلت والدها ليقول لها انه سيعود اليها بعد ساعة
ووافقت على ذلك
لاحظت بعد ابتعاد سيارة والدها ان هنالك سيارة سوداء مركونة اقتربت منها تطل براسها فلم تجد احدا هزت كتفيها ومطت شفتيها بلامبالاة
وتقدمت بفستانها البنفسجي
واقتربت من مكتب زوجها دلفت الى الداخل تطل قائلة :
- مفاجئة ....
بقيت كلمتها تصدح في المكان
تعجبت من ان عبد الصمد لم يكن في انتظارها شعرت ببعض الامتعاض من الامر لانها تريده ان يكون متلهفا لرؤيتها وانتظارها على احر من الجمر وليس الا تجده في مرة واحدة

خرجت من المكتب تنزل الدرجات بتملل تنظر حولها لتنتهي بمنادات احد العمال

فقال هذا الاخير :
- نعم انسة

قالت تنظر اليه وملامحها متكدرة:
- انا زوجة رئيسك الان فنادني بسيدتي

قال الرجل الذي لم يكن لديه علم:
-آسف سيدتي هل تريدين امرا؟

قالت هند تفسح عيونها الخضراء على المنطقة:
- في الحقيقة اريد زوجي الم تر سيدك عبد الصمد ؟

قال الرجل:
- لقد خرج في نزهة مع السيدة التي اتت من مزرعة((فلان))

قالت هند وهي تكاد تسقط واقفة :
- سيدة؟؟ لكن كيف هي هل هي ....اقصد هل نعرفها؟؟

قال الرجل يجيب خائفا من اي تانيب:
- لا سيدتي انها اجنبية لا نعرفها

شعرت انها تكاد تجن في مكانها :
- حسنا اذهب .... تعـــــــــــــال.... الم يخبرك عن الوقت الذي سيعودان فيه؟؟

قال الرجل:
- لا والله ياسيدتي لااعلم

قال بتنهيدة نفاذ صبر:
- اذهب الى عملك ...لايعلم لايعلم اوفـــــــــــــ منك

ذخلت هي الى مكتب زوجها تذرعه كالمجنونة في حالها
من تلك المرأة التي يخصها بمثل هذا القدر من العناية
يا الهي اكاد افقد صوابي لن اعيش هانئة مادام زوجي يرحب بالنساء في هته المزرعة
قد اقطعه اربا
وارتــــــــــاح
اقتربت من مكتبه ولاول مرة يحصل معها هذا شعرت بحميمية قاتلة لوجدانها
تنعمت للحظات بملمس الجلد الذي يحمل رائحته النفاذة
والاوراق التي تلمسها اصابعه الذهبية
وحتى السماعة التي اوصلت اليها تلك الكلمات المجنونة تكاد تقبلها على عملها ذاك
تراجعت تخرج من المكتب
لترى اتنين قادمين على احصنتهما زوجها بملابس الركوب التي تتثير في نفسها شتى المشاعر
ولاحظت انه يبتسم منحنيا على حصانه يربت عليه بينما انتقلت نظرتها الى صاحبة الطول الذي يقارب طول زوجها
وكيف كانت تحرك شعرها وتدلل على هواها
شعرت هند انها تغلي وتكاد تنقض على تلك المرأة من هذا المكان ان امكنها
طويلة ممتلأت الجسد غريبة الاطوار لكنها قد ترضي الكثيرين واغضبها هند ان ترى ان زوجها نسي موعد حضورها واعطى وقته لتلك وقد امضت معه وقتا طويلا ووحدهما
كادت ان تبكي من فرط غيضها

نظر عبد الصمد الى اسفل نحو مكتبه ورأى
هند بدت له وكانها احلى من ذي قبل بكثير وكما لو ان تلك اللحظات بين ذراعيه احيتها من جديد عروس حلوة الطعم

نزل من على صهوة جواده واقترب من مكانها يقول وهو يراعي لوجود العمال والمرأة وراءه
فمد يده يدعك يدها بخفة ارعشتها
وخلبتها
كانت تلحظ الشوق المترجي في عينيه
وبادلته حنين الحب بينهما في نظرتها

لكن ابطلت السحر اقتراب تلك الافعى
قالت بفرنسية سريعة:
- اهلا ....هلا عرفتني يا ابد الصمد عن الجميلة

قالت هند بعدم صبر ودون ان تتكلم بالفرنسية اصلا :
- ابد الصمد... الاتخجلين لاتعرفها بي يا ابد الصمد فانا فعلا اكره هته الاشكال

انصرفت من امامهم كزوبعة ودخلت المكتب
بقي عبد الصمد مبتسما متوجعا لفتاته الملهبة لاحاسيسه

وبقيت جولييت تائهة فقالت:
- ماذا قالت ؟؟

قال عبد الصمد بجدية ما امكنه:
- انها زوجتي وتتشرف بمعرفتك اعذرينا لدينا ما نناقشه معا

نادى عبد الصمد على احد العمال فاتاه مسرعا:
- ارجوك اوصل الانسة الى القصر سق انت

بقيت جولييت مندهشة لدى سمعها كلمة زوجتي وقالها بافتخار
تكاد تقسم ان زوجته تلك قالت شيء لم يكن" سعدت بمعرفتك" فذخولها الى مكتبه كالعاصفة تدل على انزعاجها
لايبدو ان اليوم من حظي
ذهبت مع السائق
واقترب عبد الصمد من باب المكتب ينظر الى هند مسكرا بنشوة وجودها ومظهرها الراقي
نظر الى المراة التي تكمل وتشبع اللهفة في اعماقه
والتي جلست في الجلسة المغربية امامه تضع رجلا على رجل وتهزها بعنف وغضب
اقفل الباب وراءه واقترب من المكان الذي جلست فيه يزيل سترته ويفك ازرار قميصه ببطئ ولاتزال نظرته القاتمة عليها ثملة بدون نهاية
كانت رجولته طاغية على المكان ولاتدري لثقل تنفسها امرا فلربما اخذ كل الاكسجين الموجود في المكتب
اندس بقامته القوية النحيلة قربها يضم كتفيها اليه
قالت تنفجر بغثة:
- انت من طلب حضوري واتيت لاجدك مع تلك المعوجة من راسها حتى قدميها ....قلدتها وهي جالسة تتمايل....تمشي هكذا وكما لو ان الارض تحتها مصنوعة من البيض
قال عبد الصمد يهمس بفرط الوجع الذي يسببه جمالها:
- لقد ارسلتها... الى القصر فلا تفتعلي ....
قالت بحدة :
- الى القصر ....ستضل في القصر تلك المتمايلة عبد الصمد تمزح؟؟؟

قال عبد الصمد متنهدا :
-تجدينني افكر في الامر... اعطيتها شروطنا في البقاء لدينا لتحضى ببعض المتعة عليها ان تبقى منحصرة مع النساء فقط

قالت هند تشعر ببعض الراحة :
- هذا افضل لكن ما الذي تريده اجنبية بحضورها الى هنا ؟

قال عبد الصمد وصوتها وعطرها الخفيف على انفاسه يكوي جسده ويهيج لوعته اليها:
- حبيبتي لنبقى في مابيننا اليس افضل ؟...
نظرتها الغاضبة جعلته يقول:
- حسنا لقد خدعني عجوز اعرفه بحكم عملي المتشارك معه في الاحصنة اتفقت معه في ان يرسل الي حصانين من نوع رفيع القدر....وبعدها اخبرني ان من تملكهم في الاصل تلك التي رايت جولييت ...وهي تريد البقاء قربهم في فترة نقاهتهما

قالت هند ونار خضراء تتاجج في عيونها :
- عبد الصمد لاتذكر اسم امرأة اخرى على لسانك احذرك لا...اريد سوى اسمي عليه

قال يميل راسه على وجهها الناعم يلمسه بانفه الذي احمر من مشاعرها المتبادلة:
- اشتقت لك كثيـــــــرا حتى الـألم

قالت تمرر اصبعها على وجهه وحواف فمه
- وانا ايضا اشتقت لك كثـــــــــــــيرا ....لكن لو كنت اشتقت الي فعلا ما كنت تركتني انتظرك هنا

قرب شفاهه منهايهمس ممررا اصابعه على فمها الصغير:
- شـــــوت لاتعذبيني اكثر
قبلها بلطف على شفتها شعر ان قلبه سينفجر بدون اية حدود
وشعرت وكان صدرها تسحب منه كل انفاسها دفعة واحدة
ويغيبا في لذة وجع لايوصف

قالت تضم نفسها اليه:
- عبدو ....

قال مغمض العيون:
- مــــم...
قالت :
- اليس من المفروض ان نتحدث في مستقبلنا مع بعض

قال يبتعد عنها ينظر الى جمال وجهها وهي لاتزال بين ذراعيه:
- حسنا ابدئي انت ما الذي تريدين؟

قالت تعبث بازراره :
- اين سنسكن ؟

قال عبد الصمد بنبرة اجشة تحت تاتيرها عليه:
- في القصر

قالت ترفع طرف فمها:
- الا تريد ان نسكن وحدنا؟

قال بابتسامة ذات معنى:
- سنكون وحدنا ماشئنا حتى اننا في جناحنا الذي يجهز لن يقوم احد بتكدير وقتنا الحلو

قالت تشعر انها من اجل ان تكون معه تفعل المستحيل:
- حسنا موافقة اعلم ان القصر كبير المهم ان نكون مع بعض

ضحك يملا اصابعه بتفاصيل ظهرها:
- هذا مااريد سماعه اعترافك غزالتي

قالت تنظر اليه بحب:
- وبالنسبة للعرس؟

قال يمرر اصابعه على دقنها وفمها الذي يبهره:
- لاتحملي هما مشكلتي انني لاصابرلي... حتى تكونين بين ذراعي هذا هو الامر سيتم العرس بعد مرور هذا الشهر وسوف ي جهزون له جيدا وان كانت هنالك اية امور اخرى تتعلق بالتبضع وهكذا ...سوف تاتي والدتي وعمتي ليصطحبنك معهن

قالت تبتسم :
- وتلك الجولييت هل ستضل هنا كثيرا لانني لااريد ان اتخيل حتى انك تكلمها

قال يعاتبها:
- لاتكوني هكذا غيورة اريتها حدودها تاكدي ان علمت بانها تفعل اي شيء سيء ستخرج على الفور لتعود الى العجوز ذاك طبعنا اننا مضيافون ولانريد ان نترك انطباعا سيء لدى اصدقاءنا

قالت :
- سياتي والدي ليقلني بعد ربع ساعة من الان

قال عبد الصمد يغضن جبينه
- بهذه السرعة ...اذن تعالي و نامي على صدري

نظرت في عمق عيونه النعسانة ووضعت راسها تحت عنقه
وبقيا في صمت ملأه خدر وسحر لفهما الى عالم آخر




*******************





في الدار البيضاء


عصام بعد ان اتخد لنفسه غرفة جميلة في فندق فخم
ارتاح فيه قليلا
لم تكن لديه رغبة في استكشاف الدار البيضاء ابدا
فالالم المتجدر في روحه
والمتشعب في كيانه
لايستطيع لحد الان ارتقاء سلم التقدم الى الامام وترك الاحزان وراء ظهره
لكنه يجاهد في النسيان رغم صعوبة نسيان سنين مضت تعلقت في كل ذكرياته طيف اخته فيها
صعب للغاية ضحد شخص عزيز عليك بهذه السهولة
كان الجو في المساء قليل الحرارة وقد بدأت الشمس في الغروب اي لم يبقى شيء على صلاة المغرب
كان يجلس في غرفته على حافة السرير
مرتديا روبا اسود على سروال اسود
امسك الهاتف في الغرفة وطلب الرقم الخاص بعائلته في مدريد
انتظر قليلا واجاب بعد ذلك على الخط ميغيل:

- السلام عليكم

ابتسم مرة اخرى عصام لدرايته بان ميغيل يحاول ان يبدل ما في استطاعته لكي يتاقلم مع العادات الحميدة في الاسلام:
- وعليكم السلام ميغيل كيف الاحوال

قال ميغيل :
- جيد كلنا بافضل حال رغم ان امك قلقة عليك تقول انك لم تتصل لاخبارهم بما فعلته هناك هل تم الدفن على خير ؟

قال عصام يكتم تنهيدة ملآنة بالحزن والغم الذي يستعيذ منه :
- الحمد لله تم كل شيء على خير وانا هنا في فندق ...اخبرها بان لاتحزن فلاشيء يدعوها لذلك بعد الان

قال ميغيل :
- لا اظن ياصاحبي انها ولاول مرة تضهر القوة بدل الانهيار
ليتك تراها فقد تصدم لاجلها لااستطيع ان اقول لها الا تحزن لشيء فموت اختك ياثر فيها

قال عصام يتقدم من الشرفة :
- ما ساقوله هو ان تهتم بهم جيدا يا ميغيل ليس من رجل هناك سواك اعتمد عليك

رد ميغيل بثقة وجدية:
- لاتهتم صديقي انهن في عيناي بالمناسبة متى ستعود؟

قال عصام ينظر الى السيارات في الشارع ويعود الى الغرفة:
- قريبا فقط اهتم بهن اتفقنا

- حسنا

قال عصام :
- هل نسرين قريبة منك لاحدثها؟؟

قال ميغيل وقد كان في غرفة الجلوس وحده:
- لا انها نائمة من تعبها وكذا امك

قال عصام يهز راسه :
- حسنا اذن ساعيد الاتصال بكم في الصباح لاتكلم معهن

اقفل عصام متنهدا وهو يسمع الاذان القريب من هنا هذا مايحبه في بلاده ان يسمع الاذان قريبا منه
استعد ليذهب الى الصلاة مرتديا جاكيت من الجلد الاسود وسروالا من الجينز اسود مناسبا
اخذ مفاتيحه ومحفظته وخرج من الغرفة



يتبع...........




ان شاء الله

جزء بسيط من الجزء
الثامن عشر



بعد وصول عصام الى المسجد الذي اعجب بنضافته وامتلائه
صلى صلاته
بقي هناك فقد احب ان يستمع الى بعض الدروس التي يبقى المسجد لها مفتوحا حتى صلاة العشاء
كان المسجد جميلا بزربياته الحمراء الناعمة والرفوف التي صفت فيها المصاحيف الراقية الجميلة
كذا وضعت سلل صغيرة في عدة اركان من المسجد تحتوي على سبحات يتخدها المصلون منهم اذا ما ارادوا الذكر المتواصل
شعر عصام بهدنة تعم على نفسه تهدئ روحه تجعله قادرا على الصبر اكثر واكثر
لان الله سبحانه اذا ما اراد شيء يقول له كن فيكن
كان يجلس عدد قليل من الناس بعد خروج المصلين
وبقي هو في مكانه يطالع الاسقف والسبحة في يده
كان الدرس الذي اطلق صوته يعم المسجد عن صبر ايوب عليه السلام
وقصصه ومعاناته
رآى عصام يد شخص امامه
تمد له المصحف الذي زين بزخرفات ذهبية
وقد كان عثمان من مده له اخده عصام يشكره رغم ان لهجته المغربية كانت ثقيلة بعض الشيء الا انه كان يوحي بالتبات
- شكرا لك اخي
قال عثمان بابتسامة :
- العفو اخي
جلس عثمان وسبحة في يده يسبح دون ان ينظر الى عصام الذي بعد شكره
فتح المصحف وبدأ في القرائة من حيث يذكر انه توقف في الفجر
كان جلوسهما مع بعض يظهر للعيان اقتراب الشخصيتان من بعضهما البعض
نفس الطول الفارع غير ان عثمان وسيم اكثر من وسامة عصام وعصام جذاب كما يقال
اكتافهما قوية وشخصيتهما تضاربت من مضهرهما بين الابيض والاسود وكل يرمز الى شيء حساس في شخصيته

لاحظ عثمان ان الرجل يبدو عليه انه اجنبي من سمرته المختلفة عن سمرة المغاربة بل يكاد يكون متاكدا من انه ايطالي او من النواحي هناك وزاد تاكده من لكنته المائلة الى الاسبانية رغم انها واضحة
اعطاه المصحف لانه كان قد انتهى منه فقد ختمه وسيقوم ببدأه في الفجر

بعد مدة اغلق عصام المصحف وقال لعثمان:
- مشكور اخي هل تريده ؟

قال عثمان :
- لا شكرا

نهض عصام تظهر طول قامته في المسجد ليضع المصحف على الرفوف ويعود الى المكان الذي كان يجلس فيه عثمان

قال عثمان وراء نظاراته:
- حضرتك اسلمت ؟

قال عصام بجدية:
- لا انا مسلم ابي مغربي وامي اسبانية

اومئ عثمان :
- سعدت بمعرفتك اخي اسمي عثمان

صافحه وامسك يده القوية:
- وانا عصام

قال عصام يشعر انه فعلا محتاج الى ان يتحدث قليلا
كان كلما تكلم احدهما عاد ليسبح لله
قال عصام
- اتيت من مدريد الى هنا لدفن اختي في مقبرة الغفران

قال عثمان يشعر بنبرة الاسى في صوته:
- عضم الله اجرك

قال عصام يدفن نظرته الحزينة غصبا عنه في سبحته

قال عثمان ينظر اليه :
- الله اخذ والله يعطي اتمنى من الله ان يعوضك

رد عصام بتبات:
- آمين


بعد صلاة العشاء تفرقت الجموع من المصلين واتخذ كل منهم طريقه
ووجد عثمان نفسه يدخل الى فندقه ويدخل الى المصعد ليجد ان عصام يدخله ايضا
قال عصام :
- السلام عليكم اخ عثمان تنزل هنا؟

رد عثمان :
-وعليكم السلام يا للمصادفة اجل

قال عصام :
- جيد وانا كذلك

خرج عثمان يلقي السلام على عصام واتخذ طريقه الى غرفته
ذخلها ينير الضوء وازال عن اكتافه العريضة
سترته الرمادية ليبقى بصدريته وقميصه الابيض تحتها ووضع بطاقة الغرفة ونظارتيه وما يحتويه جيبه على المنضدة وتوجه الى الحمام ليستحم ويغير ثيابه

خرج وقد تغير مضهره ليضهر اكثر قوة بروبه الابيض
وفتنة شعره المنتعش تحت الماء
اقترب من المنضدة وامسك هاتفه للحظة اراد ان يتصل بها
هي ثريا من تجعله قمة في الهوس بفتنتها العجيبة
تستطيع من كيلومترات ان تحرك فيه اللوعة والرغبة الهوجاء في ضمها
تعصف كالنار المحرقة باوردته التي تتوجع لذكرياته وهي في قمة الدلال بين ذراعيه
حرك هاتفه تلقائيا لتظهر صورتها الرائعة والتي اتخذها لها في الصباح
شعر انه يزيد من احتياجه لدفئها قربه ابعد الصورة عن الشاشة وارادان يتصل بها
انتظر لحظت عديدة لكن الهاتف يبدو خارج الخدمة او غير مشغل
لعنها في نفسها واستغفر الله مرة اخرى
يعرف انه لن يعرف الراحة الان غير في حضنها ليس هو من يضعف ابدا
رمى هاتفه بعيدا عنه ونهض ليضطجع على سريره غاضبا والغضب يعصف بروحه نحوها



في القصر

كانت ثريا قد ارتدت بيجامة حريرية تتكون من فوق ساتر باكمام طويلة وسروال بما ان زوجها غير موجود فلا داعي بها لارتداء الغلالة تلك
ازاحت الازار عن السرير وجلست عليه لتدثر جسدها وتقوم باخد الهاتف الذي كسرته اشلاء قربها تحت الاضاءة الخافتة
تلعن نفسها كم هي مجنونة لحد كسر هاتفها تستطيع ان تحضر آخر لكن المشكلة انها الان تريد ان تسمع صوته حتى ولو ان دلت نفسها واتصلت به
لكن الهاتف ابى ان يصلح لذلك تركته واطفئت النور اقتربت من مكان زوجها لتضم اليها المخدة التي تفوح بعطره الرجولي علها تواسيها وتأنس وحدتها
لكن الوجع في عدم احتوائه لها يفسد عليها لحظات الهدنة فبدل ان تشعر بالراحة تشعر ان النار في جوفها تزمجر باسمه وتحرق كل خلاياها باسمه هو عثمان



كان في غرفته الذي اظلمها بعد ان اطفئ الضوء
وقد كان يحاول النوم بجهد وكلما اغمض جفونه عذبته اكثر واكثر بخيالها ليته ماتزوجها ليته
استغفر الله مرة اخرى وحمده على النعمة التي في عقله نقمة
بينما في قلبه هي نعمة لاتعوض
اين له ان يجد مثل ثريا اين؟
اين له ان يجد مثل عيونها الساحرة عندما تتاجج باللوعة له وحده
اين يمكن ان يجد ثغرا غريبا زهريا على الدوام يثير جنونه دوما
اين له ان يجد شعر احمر يعشق لونه وتموجه والاحساس بخصلاته على صدره في وجهه
نهض من السرير
ووضع يديه على وجهه يضغط عليه
تبا لك ولفتنتك تبا

يتبع .......
يابنات ترقبوا ردت فعل عبير مع سعيد
ترقبوا اشياء كثيرة في القادم ان شاء الله يكون الجزء عجبكم لكم مني تحية وسلام

 
 

 

عرض البوم صور Jάωђάrά49  
قديم 23-11-09, 08:31 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب مبدع


البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 147004
المشاركات: 5,481
الجنس أنثى
معدل التقييم: Jάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2060

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Jάωђάrά49 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Jάωђάrά49 المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

التكملة
ان شاء الله



في نفس الليلة


تقدم سعيد الى القصر ليفاجئ بمظهر احداهن ليست من المنطقة ابدا تقف امام القصر وبيدها سيجارة رمتها و خبئتها تحت قدمها وقالت تنظر ممعنة النظر فيه:
- مساء الخير هل تسكن هنا في القصر؟؟

قال ينظر اليها بشيء من الامتعاض الذي ابعده عنها:
- اجل لكن من تكونين؟؟

مدت يدها اليه باظافرها المطلية بعناية:
- ادعى جولييت

اومئ منزعجا وتلفت الى القصر ليدخله بدى عليه فعلا الامتعاض من اين اتت هته الاخرى؟؟
يظن انها ستشكل لهم مشكلة عويصة
دخل ليسأل عنها .. فيعلم ان هته الاشكال لا تاتي وحدها
نادى على عبد الصمد الذي كان يجلس في مجلس الرجال مع جده وابيه
واقترب هذا الاخير من اخيه فقال الاخ الاكبر سعيد بحدة وخفوت:
- من تلك الفتاة ؟؟تعلم انها تدخن؟؟ لانريد للنساء هنا ان تتزعزعن من ذلك المنظر

قال عبد الصمد يغضن جبينه وينظر ناحية الباب حيث كانت:
- يا اخي العمل من فرض علي حضورها ارجوك لاتحمل هما ساتولى الامر

قال سعيد بعصبية :
- اتمنى ايضا ان تشير عليها بان ارتداء الملابس الغير محتشمة يشكل فوضى وانعدام الاخلاق هنا
فتحمل مسؤوليتها عبد الصمد ارجوك لااريد رايتها هنا امامي مرة اخرى بذلك الشكل

كان يعلم عبد الصمد ان غضب اخيه من نوع خاص فإذا قال شيء ما عليه تنفيذه يحترمه كثيرا لانه اكبر منه لذلك قال:
- لاعليك اخي ساخرج لأحدثها حالا


ترك عبد الصمد سعيد وراءه وخرج ليجد الفتاة تمتع نظرها بجمال الليل في الخارج
واقترب منها يقول:
- يا انسة..

ابتسمت تنظر اليه بغنج وتعدل شعرها وراء اذنيها الجميلتان باقراط رائعة تتلألأ
- ابد الصمد تدري انني اعجبت كثيرا بجمال القصر وبهاء الجو؟؟؟

قال يتنهد ويقول:
- انظري انسة ...كاد ان يناديها باسمها لكنه عدل عن الامر....اتمنى ان تحترمي حرمة هذا البيت اولا السيجارة وتدخينها علنا شيء لانحبده ولانفعله حتى نحن الرجال ...ثانيا اتمنى ان اعطتك امي من العبايات الطويلة الخاصة بالبنات فوق فارتديها ولأنهم يشعرون بالنزعاج من مظهرك...

قالت تعني بكلامها شخصا:
- هل تعني اشعرتك واخوك الذي ذخل بالانزعاج ؟؟؟حسنا لم اقصد لو تعطيني والدتك من ملابسكم ال...جميلة سارتديها لاانوي على اي حال خسارة صداقتكم لي ...هل تعدني "ابد" بانك ستاخدني معك الى الاصطبل غذا

قال يبتسم غصبا عنه:
- ان شاء الله والان لو تفضلت بالدخول والالتحاق بجناحك فسارسل امي او الخادمة لكي تعطيك الملابس اما في غرفتك فانت حرة

ابتسمت تقترب منه اكثر:
- شكرا لك على شهامتك

شعر بالفعل بانها افعى تحت ثبن تحرك من امامها لكي يدخل فتبعته لتجد انه تجاهلها داخلا الى المطبخ وبعد ذلك عاد الى مجلس الرجال تجد انها يوما عن يوم تتعلق بهذا الرجل ولاتريد فعلا ان تحبه فلاتحبذ سوى حب المال الدائم والغير مؤلم
وانتظرت فقط لحظة لتشير اليها امه فاطمة الخاجة من المطبخ
باصبعها علامة اتبعيني وصعدتا الى فوق وجولييت تحاول جاهدة استراق النظر على مجلس الرجال لكن فاطمة جذبتها من يدها وصعدتا
وكانت فاطمة تكاد تزمجر غضبا لانها ابدا لاتحب ان ترتبط بعلاقة مع من هم ليسوا من ديننا ليست انانية منها لكنها تكره عاداتهم
وتحاول فقط مجارات عقول اولادها الفاطنة
في الحياة ومسايرتها





***************




بجناح سعيد



بعد ان تعشت بسرعة قبل ان ياتي زوجها وبعد ان اكل هو ما استطاع في السفل بعد عودته

بعد صعود عبير الى جناحها
افكارها تطفوا على قارب يتماوج من رياح المشاعر
الى امواج الخوف والرهبة
تتلفها هواجس تثنيها وترسم بها لوحات
الوانها من ظلال الخوف
نظراتها اقتدت بضباب العشق
فضلت طريق العودة الى الواقع
انعقدت خيوط اعصابها بين الخيالات وتشابكت واثقلت حركاتها
وانستها الوقت ودقات عقرب الساعة المسموع في الغرفة مع صمتها
زيادة على خربشاتها
على الشيء الذي تمسكه وهي غير دارية بما هو في الاصل
غيرت ملابسها بغلالة وردية فاتحة الى تحت الركب وفوقها روب بالمثل
لم تستطع التركيز على ماتفعله فتجد نفسها ان المكحلة الخشبية في يدها لاتجد لها طريقا الى عيونها البنية
او بالاحرى تجد الطريق طويلا غريبا مشوشا
تعوقه عقبات الهوى وضربات تصدح معلنة عن نزول صخور متفرقة على صدرها تألمها وتنزع عنها السوي في التفكير
بلعت ريقها في حنجرتها الجافة
كمياه عذبة سرت بروية تفرش رحيقها لتورق فيه
وادخلت المكحلة في عيونها في خطين جمعا عينيها الاتنتين
الغائمتين بغيوم بيضاء مع اشراقة دافئة منعشة
واعادت وضعه مكانه
لاول مرة بعد ان دخلت الى جناح اختها وجدت نفسها تستعير منها احمر شفاه وردي لامع
لتبسطه على ثغرها الصغير
وماسكارا افرغتها لها اختها لتعطيها من خلطتها العجيبة المقوية للرموش والتي تعطيها لمعانا رقيقا
زيت الخروع وزيت ارغان الحر الاصيل
بعد ان انتهت اخيرا وجدت نفسها في ابهى حلة
لكن تخشى من ان تفسد الامور التي قد تأخد مجراها الطبيعي بفرط خجلها
وعدلت بازدياد الحمرة في خدودها عن البودرة الحمراء
وخوفها مع وساوس تريد ان تستوطن عقلها تزيد من رعبها
اشعرتها بانها تختنق
فخرجت الى باب الشرفة تستنشق من الهواء قليلا
فوجدته حارا يزيد امتقاعها وعدم راحتها مما زاد اختناقها
دخلت الى الداخل لتجلس على سريرها تنتظر زوجها والى ما ستأول اليه هته الليلة
وتتمنى من الله عز وجل ان يريح قلبها وان يبعد عنها
الافكار المَرَضِيَّةََ تلك
والخوف اكثر




سعيد
كان يقف منذ مدة امام باب الجناح لايستطيع ان يدخل بكل سهولة كالايام الماضية
يشعر انه لربما حان الوقت لخرق آخر جدار بينهما
لكن يخاف ان تكون ردة فعلها سيئة
قد تجرحه
قد تطفئ ناره نحوها وتشتري بذلك برودا وصمتا مع تجاهل قد يفلح في وضعه لها كسياج محصن لشخصه
توكل على الله متنهدا ودخل



دخل الى الغرفة ليجدها كاملة الفتنة
مضيئة اكثر من نور الغرفة
تشبه القمر اذا ملأ الكون في سماءه
او الشمس اذا تألقت على سطح مياه دافئ
كانت تضرب بقفصه الصدري من ضلع الى ضلع
من واحد الى الثاني
تلمس اوتاره ..وترا وترا
تلمسها وتمر بها سهوا تاركة عليها احلى نغمات الوله والحب
ذهبت بعقله الى عالمها الصغير ودفنته تحت جنان التيم والهيام



إقترب من المنضدة وأزال ساعته وقلادته والتفت اليها يبحث عن اي كلام يلطف به الجو المتوتر:
- عبير؟

انتفضت عبير بالكاد ترفع عيونها:
- اجـ..... جل


لاياعبير لاتعودي الى سجن الخجل ذاك
اتمنى لو كان حقيقيا ملموسا لانقدتك منه


- ساذخل... لآخذ لي.. حماما

همست :
- حـ..سنا

ذخل سعيد الى الحمام
وبقيت هي تهدئ نفسها بما استطاعت اعتلتها رجفة غريبة
وحاولت فقط ان تاخد شهيق زفير لتريح نفسها وهكذا ركزت على التنفس الى ان خرج زوجها
عندها رفعت راسها اليه بتلقائية لاخوف فيها ولا حرج
تشابكت النظرات خفق قلبها لحظة وارتعشت لرؤيته رائعا
كامل الرجولة بشعره الكثيف الرطب على جبهته
وصدره بشعره الخفيف الاسود
اخفضت نظرتها خجلا وحياء
تجد انها تجردت من مشاعر البرائة التي كانت عليها
تبتعد عن قوسي الغباء
لتدري الان بنفسها انها تحب هذا الرجل فعلا
وانه يعجبها بشكله الخطير
ان كانت هته هي المشاعر التي يكتشفها الزوجين بعد الزواج فهي اذن منهم تحب زوجها اختلافا عن البداية العتمة التي كانت عليها


شعر سعيد انها خجلة فعلا فتحمر وتزيد نفسها جمالا امامه
يريدها هذا امرلا نقاش فيه
لكن ماذا ان اذاها باقترابه ذاك الن تبتعد عنه نهائيا؟
عاد ليقنع نفسه انه رجل دو خبرة وسيعرف كيف يغدق عليها من حبه لها ويجعلها تذوب بين احضانه
لكن اين كانت خبرته ؟؟؟؟ومع اي نوع؟؟؟

قال يقترب من مكان جلوسها:
- عبير ...
انحبس الهواء في حنجرتها
جلس قربها وهي لاتزال في خجلها تغرق
نظر الى وجهها بتعمق وابهر لجمالها الشهي
ثغرها الذي فتنه حتى الثمالة
كان على مبسمها عصفور
وفوق شفاهها بساتين زهور
مروية منتعشة على ارضه الجرداء وقسوته من الصبر
مع مخاوفه الموحشة من الرفض
والتي اختلجت وتمازجت لتغلب عليها الاشواق
والنزعة القوية لها
تنفذ اليه من كل الشروخ في جسده التي كانت سببا هي في شرخها
وتألمها بلطفها وبهائها
مد يده الى يدها وانبعثت حرارة احرقت كلا الزوجين بنار
تحت رماد تقلبت
وترقت الى افضل
من حرارة طفيفة
الى لهيب متأجج

شعرت باقترابه بل وانفاسه الحارة
وقبل ان تخرج انفاسها
اخدت تمر عبر كل العروق في جسدها وتستمد الحرارة منها لتعمر قفصها الصدري بلهيب حاد
واندست ذراعاه على ظهرها بلطف وبطئ
ورفع رأسها بين أصابعه
كانت نظراته ملتهبة على شفتيها
بل يكاد جسده يرشح من مسامه كل العشق ليضهره لها
انحنى وحكى في عيونه قصص الهوى
وتصفت كل خلية بجسده مع امتزاج نفسها به
وقرب رأسه منها
فاحتوى فمها بعنف لطيف وتنهيدة متوجعة
اخيرا روحه عادت الى وطنها الى جسده المهجور من نفسها وعبقها بشراينه
دما يغلي على فوهة بركان يكويه

كان الوقع عليها ساحرا بل وكاد قلبها يصبح بخارا في الهواء من احتراقه بفيض مشاعرها
شعرت انه يكتم على انفاسها برقة كادت تفجر قلبها
فابتعدت عنه قليلا

اللهفة عذبت تنفسه واراد ان تبقى راسية على صدره
لكنها ابعدت نظرتها عنه
هو فهم انه لربما هذا دليل على رفضها له
وهي كانت فقط تستعيد انفاسها الى صدرها مخافة ان تضيع منها

صدمت لانه نهض من قربها وقال بصوت قاس
اراد تدميرها به:
- تصبحين على خير


ابتعد يذهب الى جزءه الاخر وحرك الستائر بينهما
كان يشعر بالثورة في اعماقه
الهذه الدرجة لاتستطيع التجاوب او اظهار الحب له
ما الذي تريده اكثر
ان اركع وابدا في التوسل لها
غير معقول يا عبير
لقد اصبحت متعبا للغاية وهذا الامر لن يوصل بنا الى بر أمان
تخليت عن نفسي وقلبي لإمرأة
هل يعقل ان يكون حبي لها مستحيلا ؟؟
جرحتني ياعبير اظن انني لست بالرجل المناسب لك يا عمري
خرجت التنهيدة متحجرجة مغمورة باليأس من جوفه
اتخد له مكانا فوق السرير واطفئ ضوء الجلسة الصغيرة
ليغيب في السقف يحاول العبور الى مافوق ان يخرقه
و تسبح به جروحه غصبا عنه
ينزف بغزارة وان نشفت عروقه
مات وماتت معه احاسيسه



كانت في مكانها لاتزال النظرة على نسيج الثوب امامها تتمكن من دهنها بينها وبينه بل لقد اخد كل عيونها منها
تغضن جبينها بعدم فهم لما صار واخدت الكرة تضرب
وتعود لنفس المكان في راسها دون نتيجة
كيف كنت ياربي هل لم اكن كما يريد؟؟
عصفت بها زوابع الشك
واندست بين اضلعها طبول الخوف
واختبرت للتو الاحساس بالرفض
الان باتت تشعربالم ان يتركها وهي تريده فعلا
ولاتعرف كيف تتصرف؟؟
الان باتت تشعر به عندما تخلت عنه اول ليلة هو يريد منها ان تدفع ثمن
مافعلته وهاهي الان فعلا تتعذب

نفضت عنها الشبح الاسود الذي اخد يغلف عالمها بتسلسل
لتنهض من مكانها وتتوشح بالقوة وهي ترتجف من اخمص قدميها الى شعرات رأسها المضفور
امالت راسها تفك الضفيرة بارتجاف وقلبها ينبض بعنف وعنفوان
وامالته في كلتا الجهتين ترتبه على كتفيها
وازالت عنها الروب وشعرت انها عارية بدون روب امامه لكنه الحب من يصبرها على هذا
فلاتريد ان تفقده تريد ان تثبت له انها فعلا قادرة على اسعاده
نظرت الى نفسها في المرآة
تراجعت للوراء وشعرت بشيء يضغط بخفوت تحت قدمها
توقفت وعيونها تظهر الرعب الذي سكنها
استدارت لتنظر الى الاسفل فوجدتها عقربا سوداء من اللواتي منتشرة منهن الكثيرات في القرى
نادت بخفوت تسيطر على نفسها

- سعيد.....سعيــــــــد ...ارجوك...سعيـــــــــد...

كان سعيد شبه غائب عندما سمع الصوت يناديه
نهض من مكانه
وغصبا عنه من النبرة المرتعبة في صوت عبير ازاح الستارة
واقترب من المكان الذي تقف فيه شبه بيضاء من الخوف
وتتبع نظرتها الخائفة لحين حطت على العقرب

قال مغضن الجبين
يقترب منها في نفس الوقت يحاول منع الرعب عن صدره لاجلها:
- لاتخافي لا عليك انها ميتة

قالت بشفاه مرتعدة تترجاه ناظرة تمد كلتا يديها اليه لتستند عليه :
- انا خائفة ...لقد دهستها برجلي سعيد يا الله اخاف ان ...ان اكون قد اصبت

كان هادئا لانه لمح ان العقرب نشبت ذيلها في جسدها بسبب قدم عبير
اعجب نوعا ما بشجاعتها للموقف وهدوءها
وما زاد التأثير عليه جمال كتفيها اللذان ولأول مرة يلمح لهما ظهورا ومقدمة صدرها الندية
ابعد نظرته ليجلسها على السرير ليجلس هو القرفصاء
وينظر الى قدمها من اسفل
التي كانت بين اصابعه الذكية
ولاحظ انها سليمة وزاد ارتياحه فقال وهي لاتزال بين يديه:
- لاعليك الحمد لله لم يحصل شيء

كان يبعد نظره عنها بينما هي الان فقط تنعم عينها من مظهره الفاتن
حررتها قبلته تلك من عالم الخجل
لوهلة احس انها تمعن النظر في مظهره لكنه تجاهلها ونهض يقول دون ان يرمق منظرها المعذب لكيانه:
- ساقوم باخذ هذه الى السلة واقفل الشرفة فنامي لاتخافي منها لاتأذي كثيرا الا اذا لمسها احدهم تعوّدنا على عيشها معنا في القرى

قالت بشبه الهمس تتخطى حدودها لكنها اكتسبت من ذلك الشجاعة:
- سعيد مابك ؟ لما نهضت ؟؟...الم ....اكن مرضية لك؟؟...اقصد...انت لربما تعودت نساء ليسوا مثلي ....لكني...

تلقى صدمة على جدار قلبه الذي يفتك به النبض وبقوة
اشتعل الغضب في نفسه من كلامها:
- عبير ...ماهذا الكلام....؟؟؟ لست مثلهن طبعا؟

قالت بتوتر وخجل اكبر لكن بشيء من التحفز:
- كيف تريد مني ان ...اكون ....انا لاعرف في تلك الاشياء؟

قال بصوت رق لكلامها
مافهمه انها تضن نفسها اقل مستوى :
- عبير انت امرأتي تدرين معنى ذلك؟؟... انت احسن من نساء العالم في عيني... ليس لهن دخل في مابيننا لكني شعرت بنفورك اتجاهي وضننت...
نظرة اليه بصدمت تحولت الى
نظرة حالمة تترجى قربه
اقترب يجلس بقربها وطغى بقوة اكتافه على جسمها الرقيق
قبل يدها وراحة يدها بلطف وبطئ عميق
- الم اخبرك ....انا من سيعلمك فنون الحب ..لذى غاليتي لاتعذبيني فانا في بعادك اتألم اكثر مما تتصورين
قربها منه يزرعها في صدره المتوجع ويستمد الطاقة التي تعب من الصبر على افتقادها




*********************




في بيت الياسمين



كانت قد انتهت من وضع حماتها في سريرها
وبقيت لفترة قرب ابنتها على سريرها واخدت تسرد عليها من القصص
قصة ""هاينة ""
"همسة"
"هته القصة خرافية رومنسية"
"قد انتهي بحكيها في بيت القصص القصيرة"

نعود
نامت فدوى ابنت ياسمين في حضنها
وانتظم تنفسها الصغير على المخدة بهدوء
اعتدلت ياسمين جالسة في مكانها تتآكلها الذكريات والاشوق في نفسها اليه
يونس منذ ان اتخد له بيت الحضيرة الصغيرة للدواجن بيتا حاليا له
تبعترت هي اوراقها المليئة بالافكار
ليميد بالحروف الحبر ويتبلل ويطغى التشويش على عقلها الراجح دوما في التفكير
نهضت ببطئ من السرير وعدلت الغطاء على كتف ابنتها بعد ان عودتها من الشيطان واطفئت النور قربها لتقف هي مبتعدة الى النافذة تنظر الى ساحة البيت الصغيرة امامها بشجرتين صغيرتين عند الباب وارض متربة نضيفة ترشها كل صباح بماء ينعشها وينقيها
رفعت شعرها بتنهيدة طويلة بين يديها وضمت ذراعيها حولها
ابتعدت عن النافذة تقترب من الدولاب وتتكئ عليه
معطية وجهها الى الاباجورة الاخرى المضاءة
ما الذي يفعله الان ياترى؟
كيف ياكل وكيف يعتني بملابسه؟
لايجب ان اكون سخيفة فلابد من انه لم يتغير شيء لطالما كان وحيدا في حياته
تذكرت الذكرى المألمة لرجولته ووجدانه
فتألمت لاجله لا تستطيع ان تفكر في انه فعلا عانى كل هته السنين من اجلها لانها رفضته
تتذكر زوجها وموته التي كادت ان تسلخ وجودها من الدنيا لولا فدوى التي صبرتها
لكن لم يعد لذلك الاحساس وجود بل تاسف لان يونس جدد قواها وانعش حياتها ولم تعرف كيف تتعامل معه انه زوجها ورضاه يدخلها الجنة
ولاتشعر انها تستحقه بل يستحقه من هو احسن منها

لكن لماذا يستحقه من هو احسن مني؟؟
انا ايضا احتاجه
افكر فيه اقلق عليه
احسب الثواني في انتهاء المدة التي اعطاها لنفسه ولي من اجل العودة لكن لا استطيع اكاد انفجر على هذا الحال

اخذت لها جلبابا من الدولاب في سواد الليل وظلمته
مع حجاب في نفس اللون
وتوقفت تنظر الى نفسها في المرآة
تبدو غاية في التعب والارهاق
هل يجوز ان تضهر امامه هكذا؟؟
لن ترضى لنفسها ابدا ذلك ...رتبت مظهرها قليلا وارتدت تحت جلبابها بيجامة تتكون من فوق بكمين طويلين وسروال
حمراء تتلئلأ بالنجوم الفضية الصغيرة عليها
اعادت ارتداء جلبابها وانخفضت الى تحت الدولاب تجدب شبشبا جميلا باللون الخشبي
وخرجت من المنزل مقفلة اياه
تدري انه لمن المخاطرة ترك امراة عمياء مع طفلة لوحدهما دون عناية لكنها تتمنى من الله المساعدة والستر والحفظ ايضا

كانت الحضيرة مقفلة وقربها بيت جديد العهد في ابناء صغير جدا
بباب اسود من الحديد كبيتها
كان النور فيه مطفئ فترددت الى انه لمن الممكن ان يكون في سابع نوماته
وستقلقه هكذا...
توكلت على الله وتمنت فعلا ان يكون هنا رغم تأكدها فعندما يرسل لها
يونس المرأة التي تساعدها في البيت تسألها عن احواله فلا تبخل عليها المرأة بإعطائها الجواب

طرقت الباب الحديدي وهي تجفل على صوت الكلاب الصادح في المنطقة
انتظرت واعصابها مشدودة الم يسمع الى الان طرقها اعادت الكرة بصوت اكثر ارتفاع وبقيت تنتظر على عتبة الباب تنتظر الى ان فتح الباب في ظلمة الليل
لم تميز ملامحه في الظلمة التي اسفرت عن ضوء خافت من الداخل
لكنه هو رآها
وتعالات الآهات في صدره من الاشتياق
والسماءات في عيونه تحكي لها عن عذاباته بخفاء
لكنها لم ترى ملامحه تلك التي حكت لها رغم الصمت

تكلمت تمعن النظر في قامته المديدة:
- هل ادخل ؟ يونس..

قال بشيء من التكدر:
- تفضلي

دخلت وانتظرت الى ان اقفل الباب وراءه
وتوجه رأسا امامها الى الداخل
كان تشتاق اليه بقوة والى حضوره الرجولي في حياتها
تبعته بثقل الى الغرفة
كان قد عاد الى مكانه يحمل احدى الكتب التي يستفيد منها في
العناية بالدواجن الذي يعمل فيه وعن كل مستجداته
وابعده عنه في النهاية تحت نظرتها الثاقبة

قال بصوت هادئ:
- ما الذي اتى بك اريد ان اعرف باي حق خرجت من البيت هناك؟

قالت مرتاحة الى انه واخيرا تكلم:
- اردت التحدث معك

قال وجبينه متضرم:
- كيف تركت حماتك وفدوى وحدهما ؟

ازالت الحجاب لتفرد شعرها وتضعه على المنضدة وجلبابها ايضا
وقالت:
- انهما نائمتان والبيت آمن من كل شيء بمشيئة الله

احتدم عليه الحال معها لما تراها تنازلت لتأتي الي
هل حصل مادعاها لذلك ايمكن ان تكون حاملا
شعر بانقباض قوي من الفكرة واستدار ينظر اليها
فوجد نفسه تميل الى مظهرها الانوثي الرشيق
تطورت على ما كانت عليه اصبحت اكثر رقة وزادت من جمالها تحت هذا الثوب الاحمر الجميل

لم يفتها انه قص بعضا من شعره الكث البني الغامق
وترك طبعا فيه من الخصلات الكثير لكنه كان اكثر من هكذا طولا
واعجبت بطول شاربه الى تحت دقنه ورقته على فمه المائل بسخرية

قالت متنهدة:
- عد الى بيتك يا يونس لا ينفعنا البقاء على هذا الحال

قال بتشدق:
- في نظرك هل انا من يجب عليه فعل ذلك؟

قالت بدون فهم تجلس ناظرة اليه:
- لاافهم ؟

قال بالتفاتة الى الامام بتكبر مزيف:
- الا تفهمين ان بيتك هو زوجك وان تعودي له كاملة هي ان تعودي من ماضيك وخرافاته ...هذا ما اعنيه اردت ذلك ستجدينني راضيا عنك ... لكن ان داومت على هذا الحال فلن اريحك بالمثل وقد اتزوج مرة اخرى لأحضى بما اريده وبالمثل احضى بمرادي الاخر منك ...اي الانتقام

قالت وعيونها تتحجر على فمه الذي اخرج مثل هذا الكلام القاسي :
- يا يونس لما انت هكذا عنيد؟؟ انا آسفة لذكري الرجل الذي مات في حياتي سابقا آسفة لاتعاقبني

نظر اليها بلوعة تهدر في عيونه
وتصهل بقوة في صدره:
- هل لي ان افهم انني عندما ....
قربها منه بقوة موجعة
- المسك هكذا لا تتخيلين شخصا آخر في مكاني
قالت بعجب ودوخة :
- لما سافعل؟
تنفس بصعوبة مرهقة من صبره على بعادها
دفن راسه في عنقها يرسل اليها بقبلات صغيرة على اطراف اذنها
حبه لها بل واشتياقه الى كل ذرة من كيانها
يريد ان يلحم روحه التي اصبحت شذرات متفرقة بروحها
التي تنحره بنفورها السابق
همست ترفع ذراعيها وتزيد في ضمها اليها :
- اشتقت لك يونس...لاتتكني عزيزي






***************



الدار البيضاء



بعد يومين



عثمان كان حريصا على تتبع كل الخطوات التي اخدت تمر منها الهام
من تخطيط للقلب وقياسات له
وايضا تم اعادة كل التحاليل التي ستضهر لهم المرض بشكل افضل
كان يحاول ان يفعل كل جهده في ملأ وقتها والتحدث معها في الحدود طبعا
بدى في بعض الاحيان يعم الصمت عليهما في الكافيتيريا وكل في افكاره يعوم
لكنهما يتجاذبان اطراف احاديث تسليهما في الوقت الذي يشعر هو بالشوق يدب في كل اوصاله لذكرياته الدافئة مع زوجته
والهام التي يبدو عليها انها مرهقة بعض الشيء تسترجع نشاطها بالحوارات المفيدة معه ووجدت انهما منسجمان اكثر من ذي قبل وان كل واحد منهما استبعد انه كان في الاصل طلب زواج من طرفه ورفض منها
لكنهما كاصدقاء افضل


في هذا صباح اليوم التالي

استفاق عثمان متعبا ترهقه الافكار اللامتناهية وتسقيه في فمه من غناءها بالعذاب, ترحلت به شهوب السماء الى القرية بالليلة الماضية مرة اخرى وترسخت به افكاره الى مهجته الضاوية
تراها بعد آخر حديث بينهما كيف تواجه الالم المستعصي عليه في آن واحد
يركز على اليوم فحسب يحاول بقدر مايستطيع
عاري الصدر ينظر الى نفسه في المرآة هل يهدي ام يهلوس ام تراه مايزال في احدى احلامه المجنونة
بل هي ذكرى اخرى تغتاله يدها وهي على كتفه القوية الصلبة و وتزرع نفسها بينه وبين المنضدة لتترسى يدها الدافئة
على جبينه من ثم خده وشفته
وتبخر الهوس ليترك سم العذاب يسري في عروقه مبحرا بدون شراع يكاد يجن
يضرب بكل قوته على المنضدة يضرب ويفجر كذا كربه ومحنته فيه
ولايكاد ابدا يخضع لرقابة الضعف من بعيد ابدا
يسدل عليه الستائر الشامخة ويبتره من اساسه ليرفع انفه ويبدأ في جر شعره بين انامله الى الوراء مستعدا في الذهاب الى محطة القطار حيث سيستقبل عائلة الهام

نزل بملابسه كاملة شعر اسود مسترسل الى مأخرة عنقه بنظام سالب
قميص ابيض مريح طويل الى الكعبين وشربيل في الابيض
ونظارات سوداء تظلم عيونه الساحرة عن كل اللواتي الهبتهن القامة والمنكبين
اصالة تريحه من ترفله بالدنياويات


استطاع ان يحجز جناحا كاملا للعائلة
بحيث تنزل فيه اخوت الهام الاربعة
والاخ الاصغر لديها وامها وابوها الكبير في السن المتعب على قولها وهي الوحيدة بذلك من تستطيع تأمين العيش لهم
فمدينة فاس كما سبق واشرت مدينة تخدع الناظر اليها دروب ديقة تعشقها الاعين والجيوب الدافئة ولكن الفقراء فيها يعانون
اما الابواب فان لم تطرقها لن تعرف لها عمقا ابدا

توجه الى سيارته وركبها ليقوم بلف المقبض راجعا الى الوراء ومن ثم يحركها لتجد لنفسها مكانا في الطريق المزدحمة

ركب البلوتوت على اذنه وباشر
ضغط استرجاع الرقم والضوء على الطريق أحمر
ينتظر واصابعه القوية الرجولية تطرق على المقود الذي الف سيده في حكمه وطغيانه المستبد
اجاب شخص على الخط كانت مليكة :
- السلام عليكم بني

اجاب مبتسما ينحني لينظر الى الضوء مجددا

- وعليكم السلام يا احلى عمة كيف الاحوال ؟

قالت تحمر خجلا :
- يابني نحن بخير اشتقنا لوجودك بيننا

قال بابتسامة واسعة:
- عمتي ان شاء الله ساعود قريبا انت بخير وامي والكل ؟

قالت مليكة :
- طبعا بني الحمد لله بخير سيسافر جدك في آخر الاسبوع الن تكون هنا لتودعه

قال عثمان يحرك السيارة على اشارة المرور ليلتفت على اليمين في طريق مباشرة:
- لا أأسف لذلك لدي اجتماع للاساتذة مهم حضوري فيه بالنيابة للمدرسين ولن استطيع العودة الا بعد مرور الاسبوع المقبل ...عمتي اسالك... هل زوجتي هناك قربك؟

قالت مليكة تقترب من المطبخ وتنظر الى الفتاة الجالسة بحجابها البني منحنية على افطارها بتعب وعدم شهية ولم تشعر بان عيون امها عليها او حتى تحدثه فقالت:
- اجل انها هنا.... ثريا ...تعالي زوجك يريدك

سقطت الملعقة في الكاس من يدها المرتجفة
عبرت الخطوات الفاصلة بينها وبين الهاتف في يد امها واخدته وابتعدت قليلا فتركتها امها لتدخل الى المطبخ

كان هناك على اشارة الطريق الحمراء قد توقف
توقفت الاصوات حوله وعلى اذنيه واراد استعادة الحياة فيهما
وما اعادها غير صوتها
قالت بارتجاف وانفاس متقطعة مختنقة في العبر:
- الـ..سلام ...عليكم..
اختفت جرأتها وغضبها وتبدد العرق النابض بالعصبية في راسها
وزحفت ارجل النمل على خيوط في دماغها ترسل تفكيرها في عدة لحظات كانت فيها له وحده عن غير مرأى للجميع

رد والهواء لايكفيه وبصوت واثق خالي من اي خمول في القوى بتخديرها له كاملا وتحت تاتير النشوة التي لايدري منها خلاصا فقال بقسوة:
- وعليكم السلام....اين كنت عندما اردت مكالمتك ؟؟اجد هاتفك خارج الخدمة هل فصلته؟

قالت تسترجي من الله ان يفعم قلبها بالهدوء فقد بات يهدر ويرتعد تحت سعقات مذبلة :
- دمرته...تكسر في اخر مكالمة لي معك ..تقول لست مهمة انا بالنسبة لك لما تتصل اذن؟
فإذن توصلت انا الى ..الى استنتاج انه غير نافع بـ...بعد اليوم

قال يشعر بالم ينخر اوطان عروقه وينسف شعاراته
التي ترسخت عليها تحت همساتها المتددللة في العشق:
- دمرته ؟؟؟...اجل لست مهمة فما من شأن لك هنا لكن بما انك ملكي يجب ان اعرف ان املاكي لم يصلها اي مكروه في غيبتي...غبية بفعلتك تلك

جرافة اخدت تجر مافي داخلها وتدميه :
- عثمان دعني وشاني يا اخي...ما... ما بالك دائما على هذا الحال معي؟

قال يذكرها بقسوة وغضب:
- اتراك نسيتي انني تزوجت بامرأة لم تكن عذراء ...كيف لي ان اثق بك ؟

سمع صوت بوق للسيارة وراءه فنظر الى الضوء الذي تغير لونه وانطلق ليركن السيارة امام المحطة

بقيت على الخط تحاول ان تحبس دموعها في مقلتيها المتوجعتين اللتان تحمران تنذران بالتفجر
ولانه الشوق
ولانها عظمة الحب
ولانه عثمان حبيبها وخليلها في هته الحياة
وعشيقها الوحيد الوفية له بدمها العزيز
والذي يتشعب في كل خلاياه الحمراء وفي كل انسجته المعقدة
حتى اصاب في فكها والشد عليها بكل الالم
ولانه هو عاشقها الخفي في ظلمات اللاوعي صنفها كفلقة تتناثر من جسم صلب بات دون حياة بدونه قالت:
- عثمان ...
هواء الكلمة ادفئ طبل اذنه يعرف نبرة الشوق في صوتها هذا هو مايريده ان يشعر بنفس اللهفة التي تميته
قال بصوة ثابت:
- نعم
قالت تمسح دمعة خانتها بكل القوى التي بذلتها :
- احبك.... بكل.. كياني ...احبك

ريح عصفت بروحه
هي القلب النابض في صدره التي تمنحه الهواء العليل عند قربها منه هي من تعبث بشعر صدره
تجعل من مسامه ممطر الهوى لاغير
ولاتلويه الا لها وعليها
هي من تتشبع في غنج يتلذذ به وبهمساتها المشتعلة
اخد يركن السيارة ومنذ فترة والصمت يعم على السيارة ينظر الى المارة الى هذا وذاك وكأن العالم لايتحرك بل هو جامد في عيونه
غير صوت روحها وعبث انفاسها الشقية في الهاتف من تصدح بعقر عواطفه
بل وكانه المتروبص في نهاره"النائم الصاحي"

قال يزيح الكم المتلف من المشاعر وراء ظهره وقال وكان شيء لم يكن :
- علي ان اذهب قد اعيد اتصالي بك في مابعد ...لكن بحق الله ان تقومي باخد هاتف ما... لااستطيع التكلم في هاتف المنزل وطلبك عليه كل مرة

شعرت انه غير مجد ابدا الكلام معه ملت من هذا الحال ان تقوم بفعل المستحيل لجذبه لكي تلينه وترطب الجو عله يلين نحوها بكلمة
لكن لاتحصل منه على كلام في الحب سوى في لحظات ...
غبية هي ان اعتقدت ان سيادته بهامة شخصه سيتنازل في يوم
عن شموخه الا اذا قامت هي ومرة اخرى بالتنازل
وهذا ماسيحصل

قالت تسأله بما يعصر قلبها عصرا ويذرفها الدموع السوداء :
- اراك مسترخيا.. هل الانسة هناك تمتعك كما لم افعل؟

قال يغضب من كلامها حتى انه لو وجد وجهها الجميل امامه لأدمى شفتها التي اطلقت ذلك الكلام الجارح لرجولته وشهامته:
-ثريا اقسم ان لم تبلعي لسانك ل.....اتدرين انها رفقة لذيذة في الكلام لكن طبعا انا انسان شريف يا سيدة ...لست من أولائك ولا انتمي لاي صنف الا الذي خيرني الله في سلكه لاكون بقربه...عساك تفهمين ...وكما قلت انها محترمة وقمة الشرف...فماذا عنك يا سيدة ؟؟؟

قالت تحكم نفسها من طوقها مانعة ماقد يصدر من كلام تزيد جرحه به وتوصل بذلك حزنها له:
- كرامتك اتزين بها ياعثمان لاتنزل هي ابدا عن المستوى المعهود تدري اشعر بالقلق حيال نفسي فحسب...
انا العفيفة فعلا اتلقى منك هكذا عقاب يألمني

قال يضحك باستهزاء لا يمة لشعوره بصلة :
- انظري ياثريا ساذهب الان لااستطيع الكلام اكثر لدي ما افعله مهم

قالت تشرك الخيط بالخيط:
- يخص الانسفة الشريفة العفيفة؟ هنيئا لك فقط على تمتعك بينما انا هنا يقتلني الضجر

قال يعدل عن الخروج من السيارة ليريح بدل ذلك اكثر كتفيه القويتين على المقعد والاثارة تشده الى التمتع بتغيرات صوتها الشاعري عند الكلام:
- انت تغارين وانا متأكد.. لم اعرف انك لم تكوني في اسرة الضجر عند قربي منك...همس بشيء من الدفئ في الكلمة... اتذكرين

ارتعشت وتضاعف الشوق في صدرها تريد ان يضمها لااكثر تحبه وتهاب تركه اياها على حين غرة فلايعيش الجسد بلاروح
ولن تعيش ارض حياتها بدون مطر قربه:
- عثمان ...
قال يريد زيادة ارتباكها:
- لا ...هه وايضا ..ما اخبار شفاهك المحتاجة دوما الى من يرعاها مني لا من احد سواي؟

تبعثرت وارتبكت وتعمق بها الحال الى الانهيار لكنها لم تتكلم
- اعرف نقط ضعفك السخيفة تلك ..ضعيفة انت وملكي متى شئت
لاتنسي وطدي العلاقة بين الاتنين الى حين حضوري الى المزرعة
السلام عليكم

اقفل الهاتف وماتت الابتسامة على فمه القاسي
وانغرست ثريا بين عضامه في كل عضم ترقص عليه
تعذبه عن غير عادة

انزلت ثريا الهاتف من يدها وابتلعت غصات الم وانهيارات في الخيال تنهارها فتتبت بذلك حصونها في الواقع
وتتبع خطاها الى الطريق المرسوم امامها لن تنسى ابدا وليس في يدها ان تغفو عن عشقها له
لكن متى فرج الرحمان سيحين


ابتعد عن السيارة برشاقته الرائعة
ونفس الارق في نفوس البعض اتجاه الجمال الفتان
دخل الى المحطة وعيون البعض منهن تتمايلن بلباس مسخرة للاعين عليه
لكن الحمد لله على نفوس هداها الله
اقترب ينظر الى شاشة وصول القطارات ووجد نفسه وصل قبل وصوله بخمس دقائق لكنه سيتاخر بعض الشيء
ذهب بنظارتيه السوداوين وطوله الفارع
الى الكشك الصغير ليأخذ منه من الجرائد ما سيقرئه وتحرك الى مكان ليجلس الى حين وصول القطار
لكن لسبب واحد يترك عيونه
تسبح اليها فتعذبها هي بشبحها الرقيق
كفراشات تحلق ترفرف بروحه عاليا ونوارس تعود في المساء لتترسى على مخدته تخترق افكاره بهوس
يخاف على نفسه ومهما صار لن يرى نفسه تهزم بل قلبه الاحمق سيدوسه وسيعمق تبات قدمه في الارض ليجبر نفسه على عيش الحياة بتلقائية بحتة


بعد ان استقبل عثمان عائلة الهام
واخدهم بسيارته الكبيرة الى الفندق
كان يبدو الذهول البريئ في عيون الصغار
والعجب والشعور بانها لحظات في نعيم الحياة على اقسى لحظات في الحياة
فالوالدان رغم هذا يشعران بالاسى على ابنتهما التي هي من تشق المحن في النصف لتعبرها الى النهاية
وتفرش لهم الحياة برفق على بساط سميك ليمشوا دون ان يتأذى احدهم من احد
تتحمل التعب من اجلهم ويتحملون كل شيء من اجلها
توطد وتعمق جذور شجرة لاتذبل هم يحبون بعضهم ويكونون السند لبعضهم وهكذا تسير الحياة بما قسم رب العالمين


كانت الهام في المستشفى


تقف مرة اخرى امام حضور الممرضة وخروجها مرتعبة من الوضع ورود اخرى ومن نفس الشخص هذه المرة محصت في الممرضة جيدا لتفهم منها عن مورد حضورها لكن تقول ان عاملا بأحد المتاجر للورد من يحضرها ويطلب السرية

جلست على السرير
تفكر علها تصل الى شخص تعرفه منذ مدة مثلا
لكن ابدا رأسها يؤلمها كما لو انها انسان محيت ذاكرته
انه غير موجود في ذاكرتها لكنه كائن من يكون لابد انه يحمله لها المستقبل على بساط السرعة
ياترى الى اي مسار سأقاد وراء هذا اللهم استرني







***************




ومر السبوع



بسرعة البرق عند البعض بالغرق في الحب والدلال
وبالمآسي التي تجفي القلوب بالهجران الكئيب عند الاخرين
ودع الجد الذي سافر
وقد اقيمت له حفلة بسيطة تعَوََّد عليها من طبخ الاكل بكثرة
ودعوة المساكين والمحتاجين واعطاء الصدقات للدين يحتاجونها
فمؤمن هو بمهية ان للفقراء حقا في ماله عليهم
ويعتبر ذلك من فضل الله تعالى فما خلق الله هذا هباء إلا لينفع به المسلمين ويبعد عنهم الاذية ويرحمهم



في مساء نفس ذلك اليوم


في جناح عثمان بالقصر


كانت تنتهي من ارتداء عبايتها واسرعت في وضع نقابها على وجهها
وآثار التعب لاتفرغ من التشبت بملامحها التعبة اصلا
اخدت حقيبة صغيرة بما انه الصيف لم يكن عليها ان تأخذ سوى بيجامات رقيقة وملابسها الداخلية وبعض الحوائج الضرورية لها
وبعد تحضيرها للحقيبة
امسكت هاتفها الجديد الذي لايعلم بوجوده عثمان لترسل الى اختها رسالة سريعة
وتقوم بالتاكد من ان الكل غير موجود في الاسفل لتخرج هي من المزرعة مستغلة ان لديها مفاتيح احدى الجيب بالمزرعة لتركبها وتنصرف بعد ذلك

نزلت الدرج لتجد اختها عند الباب تتنتظرها واخدت تحرك عبير يدها لها
لتسرع:
قالت عبير تمشي مع اختها الى مكان السيارة:
- هيا اختي لا نضمن ان لا ياتي احدهم على غفلة منا اسرعي

قالت ثريا منزعجة للوضع لكن تصبر حالها:
- اوف اللهم استر فحسب لااريد سوى فعل الصواب

قالت عبير تركب معها السيارة :
- هيا فلنتورى عن الانظار قليلا

ابتعدت ثريا بالسيارة عن القصر الى وسط الطريق القريبة منه
وأوقفته لتكلم اختها وتنزلها من السيارة بعد ذلك
قالت ثريا بنقابها:
- عفوا منك اختي لا انوي ادخالك في المشاكل لكن على الاقل ساضمن عدم ذلك بان تخبريهم بما قلته لك ولاتهتمي بعد ذلك ان كان اي شيء سيحصل ساتحمل المسؤولية فيه كاملة

قالت عبير تضم اختها:
- اختي بالتوفيق.. ساخبرهم بذلك لاتخافي وانا اصلا لا اخاف مادمت بريئة... ومتاكدة انا من ان عثمان سيتفهم الوضع

قالت ثريا:
- ان حصل واتصل في اي وقت وصادفته انت فقولي له انني اخبرتك بانه سمح لي باحضار الشهادة من الجامعة لن يستطيع فعل شيء امامكم ادري اشعر بذلك من حرصه منذ البداية على اخفاء الامر
لكن ادعيلي في صلواتك ان تفرج فقط فان حصلت على الاوراق ساكون في قمة سعادتي اختي قد يحبني بعد ذلك

ابتسمت للفكرة التي بعثت بقلبها دفئا يلفه :
- اتمنى من الله ذلك بات قلبي يوجعني كثيرا فالالم مبرح لااستطيع ان ا تحمله بعد اليوم سابحث عن الاوراق وساعود في اسرع وقت واتمنى فقط الا يتصل في هته المدة

قالت عبير تسالها:
- ولكن كم من الوقت ستمكثين هناك ...

قاطعتها:
- لست ادري بالتحديد على الارجح يومان او ثلاث لست ادري ما هو الوقت الكافي لكي يبحثولي عنها

قال عبير تنهي الكلام لكي لاتاخرها:
- اهتمي بنفسك حبيبتي ارجوك ..
ضمتها بحرارة ونزلت تلوح لها بيدها لتنطلق ثريا بالسيارة بعيدا فتعود عبير ادراجها تداعبها الرياح



في السيارة



ثريا والهموم تريد ان تنخر في راسها
وتحفزها على الجنون الذي لابديل له
تنقهر في كل دقيقة لانه هناك لاتدري ماهية الوضع الذي هو عليه تكاد تموت بالشك والهلوسة عن امكانية ان يكون قد تزوج الاخرى ويقضي معها شهر العسل بعيدا
ترتعش للوضع وتدمع عيونها لذلك لكن ليس بعد الان ستذهب الى
" افران مدينة بالمغرب "
وستبحث لتجد دليل برائتها علها تعلي من شأنها في عينيها وبذل المدلة يسكنها في قصر عيونه الحمراء الفاتنة






****************




في جناح عبير


مختبئة هي الى ان تصبح اختها في نصف الطريق لتخبرهم برحيلها في وقت العشاء
خائفة حتى مما قد تكون عليه النتيجة للعمل الاحمق والجريئ الذي اقدمت عليه اختها
الا تخبر احدا بسفرها وان تتخد السيارة كوسيلة للسفر ووحيدة
قد يكون له تأتيرات سلبية على افكار والدتها وعمها
وكذا زوجته اي حماتها لكن تتمنى فقط ان توصل الرسالة الخادعة اليهم وان يتقبلوها بدون اثارة جدل واسع حول الموضوع والا يتصل زوجها
ويقلب المائدة في وجهها ليريها حمق عملها تتمنى فقط ان يجاريها عثمان وان يحاول تفهم وضعها

انهمكت عبير في طي الملابس التي انتهت من اصلاحها
ولم تلحظ الهاوي العاشق لدلالها ورقتها
يدخل و أرجأ تفكيره في العمل الى ساعة اخرى
لانه بات يتنفس عبير
في الشهيق عبير
في الزفير عبير
وقال قرب اذنها :
- ما الذي تفعله الاميرة الاتزال نائمة وتحتاجني لاوقضها؟

قالت تضحك على جنونه
- لا والله سعيد.. ابدو لك نائمة؟

قال يطعم نفسه من منظرها:
- ياريتني مستحم فقط لأمسكتك ...

قالت تضرب على كتفه مبتسمة:
- هيا اذهب فعلا لتستحم وبعدها تعال

قال بصوت مليئ بالعواطف الجياشة يغمز:
- حسنا ...على السريع

دخل سعيد الى الحمام ليستحم
بينما هي تأكدت من نضارتها في المرآة لاتتخلى عن ضفيرتها ابدا لكن لاجله وكطلب منه تفكها وتترك شعرها على جهة من كتفها لان الحر يخنقها به
تعطرت قليلا ونفثت من عطرها في الغرفة وعلى شعرها ايضا تنوي اذابته
وان تجعل العطر مركز ذكراه ان صادفه في اي مكان
جلست على السرير تنتظره

خرج من الحمام بعد ان انتهى من الإستحمام والفوطة على رأسه
بروبه طلبت منه الإقتراب
كانت في روبها الأبيض الطويل وغلالتها الطويلة ايضا
لتقول:
- اجلس امامي على الارض

قال بامتعاض :
- عبير ...ماذا؟؟؟.. اريد ان...

قالت تبتسم مظهرة الحزم في كلامها:
- سعيد ارجوك عزيزي اسمع الكلام

جلس امامها ولايزال يضهر اكثر صلابة ونظرته تظهر عتابا لها من تغضن جبينه
تعرف انه يشعر بالتعب ويحب اظهار القوة
فاحنت رأسه الى اسفل واخدت المنشفة الصغيرة على رأسه تنشفه له بتدليك سريع خفيف
لاحظت انه يسترخي وهمست:
- والان؟
قال مرتاحا:
- لديك يدين من ذهب يا ..عبير اتمنى.. من الله ان يحفظك لي

قالت ترفع راسه تمعن في وجهه:
- تعالى الى حضني لننم قليلا قبل ساعة العشاء
ابتسم ونهض يسبقها يستلقي بتنهيدة طويلة لتزرع نفسها قربه وتمرر اصابعها على شعره الاسود
قال لايخفى عنه تبدل حالها قليلا ناظرا الى ملامحها الشهية:
- هل انت ..بخير غزالتي ...
قالت سارحة بعيونها بعيدا:
- بخير ...اجل مادمت انت حبيبي معي فانا بخير حال

قال سعيد بسعادة:
- سأصبح مغرورا من كلامك هذا

اندست على صدره متكأة تسرح بنظرها بعيدا فقالت:
- سعيد ...اريد اخبارك بشيء فعلته اختي كما قالت تحت طلب من عثمان

شعر سعيد بشيء غامض في الموضوع فسأل:
- مادامت اخبرها زوجها بذلك فلاداعي لاخباري ..إنها امورهم الخاصة

قالت عبير :
- انها ليست خاصة بالفعل لكن ....لقد سافرت ثريا اليوم وحدها الى افران لاحضار شهادتها من الجامعة
تقول انها اخبرت عثمان فاعطاها موافقته

رفع وجه عبير بين يديه ينظر اليها بتمعن وتعجب:
- هذا غير معقول ...فعلا سافرت؟؟ لكن وحدها فعلت ذلك؟

حركت عبير راسها الى اعلى واسفل بخفة
قال سعيد يميل راسه وكانه يقيم الامر:
- على اي حال هما حران يعرف عثمان جيدا ما يفعله لااستطيع ان اقول شيء لكن لو كنت انت طبعا ماكنت تركتك ذهبت وحيدة

قالت تهز حاجبها مبتسمة :
- حقا؟

قال سعيد مأكدا:
- وهل تضنينني امزح؟؟

قالت تهمس في اذنه:
- اعلم انك مجنون فيَّ.. فقط اريد ان اسمعها منك

نظر اليها رافعا حاجبيه ليدفعها على السرير قربه وضحكتها الخفيفة تملأ الجو:
- ماذا قلت تريدين سماع الكلام مني؟؟؟...حسنا
قال وحواجبه تتحرك
ستلقين الان ما تشتهين من الكلام...ههههه


دفن راسه في عنقها واخذ يدغدغها بلذة
وانفجرت ضحكاتها وشهقاتها على افعاله الشيطانية
تناشده بقولها شرير وغيبا في عالم حبهما الخاص




في ساعة العشاء




كانت مليكة وفاطمة وعبير في الصالة الخاصة بالنساء
وقد وضعت الخادمة الجديدة الطعام على المائدة
وبعد ان اعطت فاطمة التعليمات عن الاكل الذي ستقوم باصعاده لجولييت التي فضلت ان تبقى في غرفتها لانها طبعا مع المرأتان لاتستطيع التاقلم

كانت كل من مليكة وفاطمة تتكلمان وعبير تنصت
والخوف يبني في قلبها مدنا ويشيد عليها قصورا
تكاد تجن من فرط القلق ففي الوقت الذي تستمتع هي فيه مع زوجها اختها تعاني الامرين في حياتها الزوجية
وتخاف ان تهدم كل مابنياه في اليومين المنصرمين
حمحت لتتشجع والرهبة في قلبها تنفخ

قالت تكاد تشهق:
- احم... امي .....

قالت فاطمة تقاطعها او لتزيد من خوفها وارتباكها المتعاظم:
- اين هي ثريا الن تنزل للتتعشى؟

قالت مليكة تلح على ابنتها:
- اصعدي لها بنيتي لربما تكون مريضة او شيء ما؟

قالت عبير تضع حدا للسخافة القائمة على اربعة ارجل:
- ان ثريا امي قد ارسلت لي رسالة تخبرني فيها ان عثمان اعطاها موافقته على سفرها الى افران لتجلب من هناك شهادتها
ولربما هي الان قد وصلت الى افران في هته اللحظة

رمت القنبلة في حضنهم بسرعة ولتنفجر بعد ذلك ان ارادت

ظهرت الصدمة جلية على وجه المرأتين
ولافاطمة ارادت ان تظهر غضبها
ولا مليكة ارادت اظهار امتعاضها من عدم اخبارها كذلك
قالت مليكة:
- لكن يا ابنتي هل سافرت ولم تستطع ان تتنتظر الى ان تخبرنا على الاقل

قالت عبير :
- كانت مشوشة قليلا من اجل الشهادة تدرين امي انها من جامعة مهمة

قالت فاطمة لاتريد ان تضخم الموضوع:
- هل قلت عثمان تركها تذهب لوحدها الى هناك؟؟

قالت عبير تاكد:
- اجل هكذا تقول في رسالتها لي واظن انها تعرف ما تفعله مادام عثمان موافق

قالت فاطمة تنزل راسها الى المائدة تخفي عصبيتها التي اثيرت بهته الطريقة:
- طبعا مادام بني اعطاها الموافقة فليس علينا الا ان نقبل المهم اتصلي بها لتعرفي ان هي وصلت على خير
الامر وما فيه ان سفرها وحيدة على الطريق ليس بالامر الجيد ابدا نخاف ان يحصل لها امر سيء

قالت مليكة وقلبها ينغزها على ابنتها ومن كلام فاطمة:
- لايافاطمة ارجوك لاتقولي ذلك سنتصل بها احضري الهاتف من الردهة يا عبير اسرعي بنيتي

ارتاحت قليلا عبير
لتقبُّلِهم وانشغالهم بموضوع وصولها على خير
خرجت الى الردهة ووجدت سعيد خارجا من القصر
نادته لكنه لم يسمعها وبقيت لحظة تنظر لكنها جزمت بانه يمكن ان يكون لديه امر يريد فعله
اخدت الهاتف الى امها واعطته لها لكن بما انها لاتعلم برقم ثريا الجديد
قامت بتركيب الرقم من هاتفها
واعطتها السماعة لتنتظر بعد ذلك الاجابة


في السيارة على الطريق
وبالتحديد في محطة للبنزين

كانت تنتظر ثريا ان يفرغ العامل من ملأ البنزين في السيارة ليرن هاتفها
ويقطع عنها سيل الافكار والانتظار
صعدت الى سيارتها تحت ضوء الشارع في الليل
لكنها اشعلت الضوء في سيارتها واجابت من تحت نقابها
وعرفت انه رقم البيت

- السلام عليكم

قالت مليكة بعتاب :
- وعليكم السلام ابنتي ...كيف ياابنتي تسافرين من دون اخبارنا وفي هذا الوقت اين انت؟؟

قالت ثريا تمد المال للعامل وتتحرك قليلا لتفرغ المكان لسيارة وراءها
- انا يا امي قريبة من افران لم يبقى سوى القليل
وقد اتصلت بالفندق وحجزت لي فيه فلاتخافي ساكون بخير ...هل..هل عبير اخبرتكم بكل شيء؟

قالت مليكة امها تومئ برأسها:
- اجل وعندما تصِلين ابنتي أخبرينا بالامر

قالت ثريا تنظر الى الوراء في المرآة وتقفل عليها زجاج الجيب وتطفئ الضوء غير ضوء المصابيح الامامية فلاتريد ان يرى احد انها امرأة وحيدة على الطريق لاتنكر الخوف في قلبها لكنها تؤمن انها في حمى الله

- اجل امي ساتصل من الفندق لا تهتمي انت فقط ارتاحي

قالت مليكة بقلق :
- يا بنيتي كيف لي ان ارتاح الا بوصولك اتمنى لك على الطريق السلامة

ردت ثريا تطمئنها:
- يا امي ماهو مكتوب على الجبين تراه العين يا حبيبتي فلا تخافي انا بخير هيا امي علي ان اقفل الهاتف ساتحرك بالسيارة لا اريد ان اقوم باية مخالفة

قالت مليكة :
- حسنا بنيتي احذري السياقة السريعة عزيزتي رافقتك السلامة

كانت فاطمة تريد التكلم معها لكنها عدلت على الامر فلابد انها في الطريق
واصلا ما الذي ستقوله؟؟
تخاف ان تقوم بقول شيء يوصل بهم الى مشاجرة لان فكرة ان تسافر إمرأة ابنها دون محرم شيء جنوني ولاتوافق على الفكرة من الاساس لكنها تراعي للاصول فقط


سألت عبير:
- كيف هي امي؟

قالت مليكة بتنهيدة:
- الحمد لله بخير تقول انها بعد وقت قصير ستتصل بنا من الفندق الذي ستنزل فيه لتطمئننا على وصولها اللهم استرها يارب

قالت فاطمة :
- المهم ان تكون سالمة هيا لنسمي الله ونأكل

حمدت عبير الله كثيرا في نفسها لان حماتها لم تطلب ان تكلم عثمان لكانت الصاعقة الكبرى هذا المساء لكن تدري انه مهما ارادوا ان يواروا عنه فهو سيعلم في اية لحظة بسفرها






*****************



في بيت هود



بعد انتهائها وزوجها من اكل طعام العشاء
فرشت لهما زربية سميكة في الخارج
وجلست تنتظر الى ان اتى قربها ليجلس بدوره
كانت اسعد النساء فيحبها ويغدق عليها من العطف والحنان الذي افتقدته من والدها ولايبخل عليها فقد بات يحضر لها ملابس جديدة واشياء رائعة لم تحلم بان تكون لديها مثلها
اتكأ وضمها اليه بحيث وجهها مدفون في عنقه
قالت له تسأله:
- هود لما لحد الان ترفض اخباري بصاحب المال وايضا بما اشعر انك تخفيه عني؟؟
قال هود وترسبات الخوف تنتشر في جسده فترعشه:
- لا ياعزيزتي ليس الان عندما ستحين اللحظة المناسبة تعلمين ان المال هو لنا الاتنان لك حق اكبر من حقي فيه

نظرت اليه وتحاول سبر فكره المتواري عليها لكن من دون اية فائدة :
- يبدو لي انك دخلت حياتي بسبق تحضير

قال بجدية ينظر الى مدى البعيد في الأرض بهته الليلة المقمرة:
- لا والله ما كنت ابدا ناويا على هذا الامر الا عندما رأيتك تفتحت كزهرة حب ندية.. تدرين ؟ جذبتني بعصبيتك في ذلك اليوم عرفت ان سهم الحب انغرس بين اضلعي فلا يريد ان يرفع منه دون ترك اثر قوي على دخوله
وترك حبي لك

صرفتها كلماته الجميلة على الموضوع وعادت الى صدره
تحاول النفوذ الى دخائله وتدرك كنه حزنه لكنها تنسى الهم الذي يحيط
مظللا عليه عالمه وتمنح نفسها من دفئه الكثير


يتبع.................

 
 

 

عرض البوم صور Jάωђάrά49  
قديم 26-11-09, 10:44 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب مبدع


البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 147004
المشاركات: 5,481
الجنس أنثى
معدل التقييم: Jάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2060

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Jάωђάrά49 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Jάωђάrά49 المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 


الجزء التاسع عشر


جزء مختلف بقوة الله اتمنى ان ينال اعجابكم
والله يابنات كتبت بس على شان خاطر عيونكم ان شاء الله اذا استطعت من تعب العيد وما سفرت اصلا راح اكتب يوم الاتنين من اجل عيونكم
واذا ما كتب الله ان شاء الله بيكون الخميس الجاي
عيدكم سعيد



في يوم ما قبل عملية الهام
اي بعد ازيد من يومين



كانت الهام فرحة سعيدة بل منشرحة وتتناسى كليا ان هنالك عملية ستقوم بها ولاتدري ان كانت ستقوم منها سالمة ام قد يفقدها من يحبونها فيها
تشبتت بحبل الله المتين تدعوه ان تشفى
وتعود لاهلها سالمة
كانت في غرفتها جالسة على سريرها الذي جلست عليه اخواتها واخوها الصغير ايضا الذي رفض ان يجلس في حضن احد غيرها
وامها ووالدها اللذين اخذا لهما كرسيين ليجلسان عليهما
كان الحديث نشيطا بروح الخفة عند اخواتها ضحك وفرفشة وتعظيم الجو في الفندق والاكل على اساس انهم ابدا لم يرو امورا كتلك من قبل

قال الوالد لابنته التي كانت تمرر اصبعها على شعر اخيها وهو ملهي في هاتف ابيه يلعب:
- الهام ياابنتي عثمان رجل طيب والله لا اعرف فقط كيف ساعيد له ما صرفه علينا وعلى العملية عندما افكر في ذلك اجدني اشعر بالغزي من نفسي لانني لا استطيع فعل شيء

قال الهام لابيها:
- لا ابي اصلا انا اعرف بان عثمان حتى ولو حضرنا له المال الان لن يقبله وزيادة على ذلك انت يا ابي تعاني تشنجات عضلية على الدوام كيف لك بالعمل حبيبي لا تفكر في ذلك واترك امرنا لله

قال الاب:
- ونعم بالله

قالت احدى اخواتها بخفوت:
- استتزوجين منه اختي انه رائع

قالت الهام تخرج عيونها من مكانها:
- مجنونة انت الرجل متزوج كفي عن ذلك

قالت الاخت الاخرى :
- اتمنى فقط لو كنت انا من ستقوم بالعملية ااااااااه

قالت الهام :
- امي بناتك تلزمهن السنة

ضحكت الام فهي تعرف انها تعني بذلك ضربهن على مأخرتهن
فقالت الام:
- طلبك رخيص ابنتي ستجدينهن غذا بعد العملية في اكمل وجه ولن يقلقنك

قالت احدى اخواتها تنظر الى الهام:
- اهذه هي الاخوة و...يا لك يا الهام من ناكرة تحرضين امي علينا

قالت الهام تضحك :
- لو لم يكن ابي حبيبي هنا لفعلتها والله ههههه

قالت الام :
- حبيبتي لا تجهدي نفسك ارجوك

قال الاب السعيد بسعادة اِلْتمام الشمل:
- يا ابنتي لانستطيع البقاء اكثر فقد انتهى وقت الزيارات الان سنذهب باذن الله وفي الغذ سنعود ان شاء الله تشفين صغيرتي

نهض يقبل راسها فقبلت يده المتشنجة
وكذا قبلتها وادفئتها اخوتها بضحكاتهن الرنانة
ووالدتها غمرتها بشتى الدعوات الراقية
ليخلى عليها المكان في الغرفة كليا وتنفرد بنفسها وبدعائاتها لله




***************************




في القصر



بطلب من سعيد كانت عبير قد غيرت ملابسها في هذه الليلة
وارتدت تنورة واسعة من موديل اسباني بعدة طيات في اللون الاخضر الفاتح مع قميص حريري في اللون الاصفر المائل الى الخضرة وحجاب يتمايل في اللون الاخضر من الفاتح الى الغامق
كانت قد انتهت من تحضير نفسها وارتدت حذاءا خفيفا في اللون الابيض
كان سعيد قد ارتدى سروالا من الجينز الازرق الغامق ووقف قربها
ابتعدت لتعطيه احدى القمصان الصيفية الزرقاء الغامقة وارتداه بعد ان اهداها قبلة دافئة
بدأت تستشعر لذة العيش مع هذا الرجل فهي الان تتنعم به ويتنعم بها
والحب يزداد يوما عن يوم

قالت تنظر اليه وهو يغلق ازراره:
- الى اين نحن ذاهبان لم تخبرني؟

قال يبتسم :
- الى مكان ساحر هادئ بعيد عن الجميع لن نكون فيه سوى نحن الاتنين

ابتسمت له تقترب منه ومدت يدها على السنسلة الفضية تعبث بها فوجدت عليها اسمه منقوشا وقلبتها لتجد آية الكرسي العظيمة الكريمة
نظرت اليه وقالت:
- هيا سعيد اعطني عنقك اضعها لك

نظر اليها منحنيا على ملامحها
وكما يقولون في بعض الاحيان لغة العيون تواصل للارواح واعماق الافكار
وضعت له القلادة وكل الحب يتبادلانه في نظرات عميقة صافية من اية مشاكل
قال بصوت ملأه المشاعر :
- لما تبدين اجمل من اليوم المنصرم ؟كل يوم تحلوين فيه اكثر

قالت بابتسامت سعيدة مرحة:
- أتمنى ان ابقى دائما في عيونك جميلة حبيبي

قال يغضن جبينه:
- لما هذا القول ؟؟حبي لك ليس لجمالك فحسب اشياء كثيرة فيك اعشقها
ودائما تذكري دائما وابدا

قبل جبينها بدفئ وضمها يمنحها قبلة على فمها وقال :
- اتصدقينني الان

قالت ولاتزال تلك المشاعر والعواطف العاصفة بينهما جديدة:
- أجل اثق بك طبعا

كانت تشعر بالسقم لانها تكذب على زوجها بخصوص اختها
فتخاف ان يغضب وهي لاتريد سوى ان تعيش معه حياة هانئة دون مشاكل
مفعمة بالحنان والامان

قال يبتعد عنها:
- هيا نذهب فلا اريد التاخر

قالت تاخذ هاتفها من المنضدة:
- حسنا ...انتظرني احمل هاتفي

امسكت ذراعه ونزلا الى اسفل
كانت كل من مليكة وفاطمة تحضران طعام العشاء
فذخل سعيد الى المطبخ يقول:
- امي ساخرج انا وعبير قليلا وسنعود متاخرين

قالت فاطمة:
- الى اين؟

قال سعيد ينظر الى زوجته التي كانت تنتظر ان يتكلم وابتسم عاقدا حواجبه ينظر الى امه:
- امي انها مفاجئة لعبير فان تكلمت حصلت على ما تريد

قالت عبير خجلة من الموقف:
- انا لا ...همست مأنبة ....يا لك من رجل

ضحك على خجلها فقالت فاطمة:
- اسعدكما الله بني

قالت مليكة التي كانت تنشف الاواني التي تقوم الخادمة بغسلها:
- عبير زوجك يحضر لك مفاجئة ها استمتعا فقط لاعليكما منا

قال سعيد يسأل بفضول لامه:
- ما الذي تحضرينه للعشاء؟؟

قالت فاطمة :
- اخبرني فقط ان كنتما جائعان ماذا ستأكلا ابقيا حتى تتعشيا واخرجا

قال سعيد يغمز لامه:
- لا امي...فانا انوي تجويع عبير

فغرت عبير تضحك من قلبها على كلامه

فقالت لامها:
- امي اترين ما ارى ينوي تجويعي امي ...

قال يقترب منها :
- لا ايتها الصغيرة امزح فقط هيا امي عمتي تركناكما على خير سنذهب

قالت كل من مليكة وفاطمة:
- رافقتكما السلامة

عند خرجهما قالت عبير تستفسر بابتسامة مفعمة بالمرح:
- هل تحضر لي طعام العشاء في مكان ما سعيد اخبرني بالله عليك

قال سعيد يستمتع بسؤالاتها:
- ابدا ستعرفين بعد ان نصل هيا

امسكت يده وخرجا معا من القصر
كان الجو في الخارج دافئ عن الليالي الماضية فقد كانت حارة
اخذها الى السيارة الصغيرة السوداء فتح لها الباب وركبت تتوعده بعيونها البنية المكحلة وابتسم لها على حركات وجهها الطفولية
ابتعد يركب وراء المقود فاقتربت منه تقبل وجنته وتربط ذراعها حول ذراعه القوي وتتكئ على كتفه
كان الان في هذا الوقت سعيدا للغاية للتغير الذي هز حياته
لايريد لهته السعادة ان تنتهي في اي يوم
ان يبقيا في انسجام طول الوقت يحبها وقربها يذيبه كالثلج
ولايسعى سوى الى توسيع هذا الحب اكثر فاكثر

قال لها وهو يحرك السيارة:
- محبوبتي اتمنى الا تنامي اريد ان تتفاعلي مع الموقف

قالت عبير تنظر الى عيونه السوداء في الظلام :
- لا عليك حبيبي لا اشعر بالنعاس ابدا

وتحركت السيارة بهما في الطريق لكي يصلا الى .....




*****************



في الدار البيضاء




خرج عثمان من سيارته في بذلته السوداء وقميصه الابيض تحت صدرية
جميلة في الاسود ونظارتيه الطبيتين كان قد انتهى من الاجتماع الذي نوقشت فيه العديد من النقاط المهمة حول ظروف التعليم والمناهج المتبعة عليه
و"الاصلاحات"التي سيحاولون بجهد كبير ان يقوموا بها في المدارس التي تحتاج الى اساتذة جدد

توجه الى الاستقبال في الفندق يسال:
- السلام عليكم الم يصلني شيء ؟

قال مضيف الاستقبال:
- لاسيدي لاشيء

قال عثمان :
- مشكور اخي

تحرك عثمان بسرعة الى المصعد الذي صعد فيه الى الطابق الخاص به لكنه تذكر عائلة الهام وقرر ان لاينزل اولا في غرفته بل ان يتاكد من ان جناح العائلة لايحتاجون فيه الى شيء
ضغط الزر مرة اخرى وصعد المصعد الى فوق ليخرج منه ويتوجه الى جناحهم الكبير
طرق الباب وبقي في الجانب متواريا عن النظر الى من يفتح الباب
فتح باب الجناح من قبل الاب الذي قال مبتسما لعثمان:
- اهلا اهلا بني

قال عثمان :
- السلام عليكم عمي كنت مارا الى غرفتي ففضلت المرور عليكم هل تعشيتم ؟

قال الاب محرجا:
- اجل لقد اقتصرنا على بعض السندويتشات و...

قال عثمان متكدرا من نفسه لانه نسي ان يوصي المطعم في الفندق عليهم
- حسنا عمي انت اذا سمحت انزل الى المطعم في الاسفل اطلب منهم من الاكل ما يشتهي اولادك وانتظرني حضرتك في الاسفل حتى انزل لك ساغير فقط

قال اب الهام محرجا:
- مشكور بني والله هذا كثير خيرك علينا كثير

قال عثمان يبتسم ليزيل الحرج بينهما:
- انت في مرتبة الوالد اتمنى ان احتجت لاي شيء ان تطلبه وتترك الفاتورة في اسمي حتى ادفعها ساذهب الان وسانزل لك بعد ربع ساعة

- حسنا بني
هكذا قال الاب المسكين الذي لايعرف كيف سيستطيع في حياته ان يعوض على هذا الرجل ما يفعله من اجلهم
يشكر الله في صلاته كثيرا لانه فعلا صادفهم مع رجل شهم جدا



في غرفة عثمان



كان فعلا متعبا من العمل
وضع السترة على السرير باهمال واتكأ للحظة على ظهره
انه من جهة متعب من العمل لكن في الاصل تعب الروح تعب المشاعر من التفكير والاشوق اليها من يعذبه فعلا هي
كيف لها هذا التاتير على حياته
انه شبيه بالبئر الذي بدون ماء ليس بئرا بل حفرة عديمة الجدوى
يبقى هو وافكاره انسان غائر في افعاله لايستطيع احد توقع افعاله مهما كان

نهض يفك الازرار الجانبية لصدريته السوداء
وقميصه وانتهى بارتداء جلباب انيق من ثوب يسمى
"الْمْلِيفًَة الحرة للرجال"
في اللون الابيض وسروال في الابيض مع شربيل في نفس اللون كان يحتاج الى الراحة في جميع جسده ويدري انه يرتاح هكذا عندما يحتاج الى الراحة فعلا شيء من اصالة تجدرت في الاعماق دون قياس
بل وزرعت منذ زمن بذرة اعطت جذورا لاتقلع البتة
اصالة مثل هذه في الدماء مع الذكريات تجري

نزل الى الاسفل في بهو الفندق
ليتوجه بعد ذلك الى المطعم الصغير الانيق فيه
وجد ان الرجل الكهل قد اتخذ لنفسه مكانا في المطعم وعندما شاهده حياه من بعيد بحرارة اقترب منه عثمان وانحنى يقبل يده

شعر الرجل انه فعلا لو كان له ابن كبير شديد التواضاع والحكمة والعناية هكذا لكان يفتخر به يوميا
لكن عثمان كان يحب ان يحترم الناس الكبيرين في السن
لانه يعرف ان الانسان يزداد ضعيفا وينتهي ضعيفا



"بنات البارح بالصبح حضرت درس في اداعة الناس والصراحة انصدمت بل فجعت عندما سمعت اللي بيعطي الدرس قال انوا لما كان في الحج حلف انوا سمع احد الرجال يدعي على ابنوا بان تقطع اطرافه ان يحصل له من الامور الشنيعة ما لاتتصورون بهتت
عندما سأله الرجل لما يا فلان تدعي حرام عليك فعل ذلك بهته الطريقة لابنك
قال الرجل الكهل المسكين ان ابنه يلعب الكاراتيه وانه يربطه يكبله وياخذ في ضربه امام جميع اخوته بتلك القوة الشبابية والتجبر وانه يعاني من ضربه حتى الالم
كادت عيوني تفر دمعا
الرفق بالوالدين فإن فقدهما احدنا ماتت روحه ولن ينفع الندم بعد ذلك فلا جنة بلا رضى الوالدين "



قال عثمان ياخذ قائمة الطعام مبتسما ليلطف الجو بينهما:
- سنطلب شيء يشبع جوعنا ...على فكرة هل طلبت لابنائك شيء؟

قال ابوا الهام:
- طبعا بني اخدت لهم العشاء بفضلك والله يا بني لست ادري كيف لي ان اشكرك

قال عثمان فهو لايحب الشكر كيفما كان ابتسم:
- لا ياعمي ولو الامر عادي جدا ليس الا طعاما المهم ان تكونوا جميعكم بخير

نظر عثمان الى القائمة بنظراته الطبية:
- حسنا سآخد لي كبد العجل وسلطة من الخس والطماطم وبعض السمك المشوي ما رايك ؟

قال أبو الهام مبتسما:
- والله يابني افعل ما تراه مناسبا ...اعطني مثلك ان اردت

اومئ عثمان للنادل الذي اخذ طلبهم لياتي به بعد لحظات
وبقي الاثنان في المطعم يتجاذبان اطراف الحديث الذي بعض منها كان عن التمريض وعن مستواه والتطبيب ايضا ودوره في البلاد
وايضا عن التعليم وقطاعه الواسع
وكان الرجل الكهل انسان علمته الخبرة في الحياة من الكثير بينما عثمان علمته دراساته المتعمقة وتعليمه وايضا خبرته في سنوات حياته الشابة الامور الكثيرة ايضا
عند انتهائهم من طعام العشاء:
قال عثمان
- انا ساخرج ان شاء الله

قال الرجل الكهل الذي شعر ببعض التعب في مفاصله وتشنجات في رقبته
- ان شاء الله بني انا ساصعد

عندما نهض كان يظهر عليه التعب بالفعل فنهض عثمان يلتف على المائدة ليساعده

- ساساعدك عمي على الصعود الى غرفتك

ابتسم الرجل في وجه عثمان رغم تعبه
- جزاك يا بني الله خيرا على عملك


عندما اوصله الى جناحه ليتركه في رعاية زوجته طلب منها
إن تعب او اي شيء ان تقوم بالاتصال عليه في رقم جواله فردت بالايجاب اجل
خرج عثمان من الفندق لكي يستقل سيارته رغم قرب المستشفى الا انه يفضل ان يستقلها فهي تشعره بالراحة اكثر من التعب مشيا



كانت الهام قد اتخدت مكانا فوق كنبة بالغرفة
وجلست بحجابها وكامل ملابس الصلاة تتلوا آيات قرآنية تريح بها نفسها من وسوسات الشيطان
كان فوق كل هذا الارباك من العملية في الغذ شبح ذلك الشخص الذي اقتحم حياتها عبر الورود التي تحاول جاهدة ان تخفيها قبل حضور عثمان لكنها تحتفض بالبطاقات كان يبدو لها انه من غير المناسب القائها في القمامة فهي تشعرها بدفئ خاص شيء رومنسي غني بالمشاعر الحساسة التي تشعر المرأة بالزهو لهته العناية السرية وراء الخفاء

قبل ان يدخل عثمان الى غرفتها طرق الباب عليها ثلاث وبعد اذنها تركه مفتوحا ليدخل:
- السلام عليكم

قالت تبتسم :
- وعليكم السلام كيف الاحوال في العمل؟؟ وما اخباره؟

قال يجلس على حافة السرير بعيدا عن مكانها هي:
- انا من يجب ان يسالك عن حالك فغذا العملية؟

قالت تبتسم بتفاؤل:
- الحمد لله على ما كتب لله الحمد لم اشعر بسعادة غامرة كهذه من قبل على الاقل هناك امل في حياتي

قال يجيبها عن سؤالها الاول:
- أنا عن نفسي بخير والحمد لله العمل لم يكن مفرحا كثيرا هناك تعديلات شتى في القطاع قد تكون بالنسبة لي تفوق المقدرة

قالت باهتمام :
- ماذا بالظبط؟

قال بتنهيدة باردة وعلى ملامح ادنى تغير:
- ينوون تغيير المقررات للعام المقبل انا لست ضد الفكرة بل افكر في المساكين الذين تعودوا على تبادل المقرارات بين اولادهم ستكون هذه بداية لمعانات اخرى تسفر عن معانات البنات
على اي حال لايجب ان استبق الامور حتى يحين وقت ذلك...المهم اطمئنيت عليك اتمنى لك الشفاء سوف آتي بعائلتك غذا الى هنا تصبحين على خير

قالت تومئ :
- وانت كذلك

على اي حال لربما هي وهو ماكانا مكتبين لبعضهما
اشياء واختلافات موجودة رغم توافق الافكار الا انها تشعر ان الله فعلا اراد لهما الخير
يبدو لها انسانا بارد قليلا لربما هذا ما جعله لا يحضر معه زوجته
هي لايهمها اصلا وضعه لكن تفضل ان يحبها زوجها حبا حقيقيا لا فقط تعاملا




******************




في الاراضي



بعد ان وصل سعيد وعبير بالسيارة الى احدى الاراضي الخالية التي تم الانتهاء من حصادها
نزل من سيارته وفي ظلام الليل الحالك خرجت عبير من السيارة
اقترب منها يمسك بوجهها بين يديه:

- انظري غاليتي المفاجئة مفاجئة ساربط عيونك وساقوم بتسييرك الى المكان المطلوب حسنا

قالت تبستم والفضول على وجهها وتتملص من يديه لترى وراءه :
- لكن لما ما الذي تخبئه؟

قال بشكل جدي:
- عبير ...

قال تتنهد بهيام في وجهه :
- لا اقدر على زعلك اربطهما وامري لله

جذب شريطا اسود من جيبه وربط لها عيونها واخذ يمشي بها الى وسط الارض المحصودة بتبات وهي تكاد تقع بين الفينة والاخرى لكنه وراءها يركزها لكي لاتقع

قالت عبير بضجر مزيف:
- آآآه عيوني يا سعيد الم نصل بعد اكاد اجن من الصبر

قال يمشي مبتسما لكلامها :
- يا ذكية ابدا لن ازيل الشريط الى ان نصل

وصلا الى مكان وضعت فيه صفوف عالية الى فوق من مستطيلات التبن الرائعة وسلم يرفع الى فوق
قال :
- الان وصلنا ساصعد اولا وعندها ازيلي الشريط واتبعيني

صعد الى فوق على السلم العالي
وترك عبير في الاسفل تحاول فك الشريط وعندما انتهت وجدت الرؤية بعد لحظات فذهلت لطول السلم امامها وجمال الصفوف العالية وابتسمت تتوكل على الله لانها لاتحب ابدا ان ترفع نفسها على سلم ابدا
صعدت بصعوبة وهي ترتجف خوفا ويتظاهر لها انها تفقد التوازن لكنها تغمض عيونها وتكمل الى ان استقبلتها يد قوية منحتها الامل والشعور بالطمئنينة
كانت المساحة كبيرة فقد قام بوضعها العمال بطلب من سعيد في الصباح وهو في العمل في الاراضي الاخرى
شعرت انها تحلم لان شموعا وضعت في كؤوس كبيرة لكي تتجنب اشتعال النار على التبن رائعة ووضعت مخدتان وازار كبير وسطها كان المكان رومنسيا للغاية
ترقرقت الدموع في عيونها لشدة تاترها
وكانت عيون حبيبها عليها طيلة الوقت لايشبع ابدا من ملامحها الجذابة الفاتنة له وحده فهو يراها ليست دات جمال عادي بل خارق لروحه ووجدانه وموجع لاوصاله التي تخفق بنبض قلبه المرتعش

كانت لاتزال تتأمل سلة مليئة بالفواكه المختلفة وصحنين مع ادوات الاكل الخاصة
ظنت مع جمال السماء المترصعة نجوما تتلألأ بجمال رباني خيالي مليئة هي سماء القرى عن سماء المدن بالنجوم
وظنت انها تسبح في الفضاء ولايوجد فيه غيرهما

همس قرب اذنها المغطات:
- جلبتك الى هنا حبيبتي لكي احضى بك بعيدا عن اعين الخلق واجدك سرحت

قالت تنظر اليه بعيون متاترة:
- ما كنت لاسرح لو احد غيرك فعل هذا

ضمت نفسها اليه تقبل كتفه لانه رجلها ووحده من يتوجها ملكة في سماء خاصة بهما فقط
جذبها من يدها واجلسها على الازار الابيض
وهو يقول وقد وضع راسه على المخدة ينظر اليها وهي تتامله:
- افردي شعرك وتعالي قربي فلننعم بهذا لوحدنا

قالت تفك حجابها وتسدل شعرها لتتكئ قربه على صدره:
- ماظننت ولاتخيلت انكم في القرية ممكن ان تكونوا رومنسين الى هته الدرجة

قال يبرهن :
- اولا انا وحدي اعتبريني رومنسيا...ثانيا نحن لسنا قرويين مئة بالمئة لاتنسي حياتي اننا درسنا وتعلمنا واشياء اخرى كثيرة تخول لنا الخروج من القرية والتأقلم مع جو المدينة واهلها

قالت تزيد من ضمه :
- لا والله اريد البقاء هنا ..في المدينة يمكنك ان تحسب النجوم من نافذتك وفي دقيقة وهنا سبحان الله امر جميل حقا اكنت هكذا دائما تاتي الى هنا؟

- لا ....اجل لن انكر في بادئ الامر ما كنت ابدا منسجما مع فكرة الزواج بك ضننتك صغيرة ولاتزال اسنانك مفسودة بالشوكولا و.....كشر...هكذا ضننت انني ساسجن في هذا الزواج بحكم ماضيَّ

قالت وقد شعرت بوخزة الم لانه فكر هكذا في يوم ما فيها ونظرت اليه بعمق :
- افعلا كنت هكذا ؟ اه نسيت اجل كنت هكذا لكن لما فكرت انني سانكد عليك حياتك

قال يلمس شفتها السفلى:
- والله ما ضننت انك ستنضجين الى هذا الحد اصبحتي منذ رايتك هوسي في الليالي وفي الايام كلها

ابتسمت لمديحه فسمعت بطنها تزقزق وضحكت:
- سعيد كنت محقا بانك ستجوعني انهض لناكل

قال يتظاهر بالكسل :
- هيا ...قطعي الفاكهة واعطيني منها بيدك انا متعب انظري الى حالي
اليوم كله وانا اعمل والان احضر جميلتي الى ابعد مكان عن القصر وافعل المستحيل لارضاءها وهي لاترضيني حتى....

قالت تضحك على كلامه:
- هههه حسنا حسنا سافعل تبدو كالطفل الصغير مسكين اشعر فعلا بالحزن على حالك

- الاجدر ان تبكي

قالت تقشر من التفاح والموز وتضع في الصحن :
- لا والله ...ابكي هذا ما ينقصني
مدت له مما حضرت:
- خذ يا مولاي اتنتظر مني ان اقوم باحضار سعف النخل لاريحك من الحر

قال :
- اجل لو سمحتي

ضحكت عليه:
- والله انك مجنون

هز حواجبه وقال:
- بك
فضحكت مرة اخرى فاردفت تبتسم بسعادتها :
- كل حبيبي ...قبلته على خده ....اشكرك عزيزي على كل ماتفعله من اجلي






*******************



في منزل السي محمد




كانت هند مع امها تجلس في غرفة النوم وهما هائمتان في التخطيط للعرس بشكل قوي
كانت هند في هته المدة التي مضت عن اخر مرة رأت فيها زوجها تتصل به فقط
تشعر انه في خطر او بالاحرى هي في خطر ان تلوت عليه تلك الاجنبية الفاسدة لايعجبها ابدا فكرة ان تكون تلك الخرقاء هناك وهو في نفس البيت تكاد تجن لكن فقط بعد الاتصال به تشعر بالهدوء من كلامه معها

بعد ان انتهت من الحديث مع امها قالت:
- ماما ساتصل بعبد الصمد ساخبره بما علينا فعله والى اين يجب ان نذهب لننهي الترتيبات اوف اشعر بالتوتر

قالت الام رشيدة:
- لا ياابنتي لا تشعري بالتوتر الان لايزال الوقت مبكرا على زواجكما فالافضل ان تتريتي وترتبي على مهل لن يهرب فهو زوجك

رفعت هند نظرها الى امها وكانما الكلمات هته افاقتها من موجة الضباب العاتمة التي كانت تغرق فيها :
- انت محقة انه زوجي وليس علي التوتر فلن يهرب ...احبك ماما

ضمتها وتغيرت نظرة رشيدة الى الحزن الذي يملأ نفسها دائما وابدا
- اذهبي الى النوم الان وغذا اتصلي به او في اي وقت اخر الا الان عليك بالراحة

قالت هند مبتسمة:
- محقة امي ....نهضت من مكانها الى الباب واستدارت....تصبحين على خير الخيرات يا احلى الامهات

خرجت هند من غرفة امها فتفاجئت عند استدارتها بصرخة رجولية افزعتها

- واااااا ههههههه

قالت هند الشبه مصدومة:
- من ؟؟؟ ايوب او يا لك من حقير لما اخفتني وثم منذ متى وانت هنا؟؟؟

قال بصوته ذاك مبتسما :
- منذ اكثر من نصف ساعة ومنذ برهة قلت لعمي بعد ان سلمت عليه اين هند ؟؟واعلمني بمكانك وقررت ان اخيفك كما صدمتني بخبر زواجك

قالت هند تنظر اليه بتعجب:
- ومن اخبرك اخاف عينك يا اخي؟

قال يضحك:
- هههه ليست هند من تآمن بالخرافات وعلى اي صلاة النبي على وجهك وحجابك

لمست راسها وابتسمت بافتخار :
- ارأيت يلائمني سبحان الله على اي لا تحزن لانك لم تحضر زواجي فالعرس لم يقم بعد في اواخر الصيف سيقام

قال يمشي معها الى ان وقفا امام غرفتها:
- اذن سابقى وهناك الكثير مما اريد ان احكيه لك على اي تصبحين على خير يا عصفورة الحب لاتنسي ان تسبحي في عالم الاحلام يا سندريلا

امسكت شبشبها واخذ ايوب يجري في الرواق الى ان اختفى تماما
وتركها وراءه تضحك
ومن ثم دخلت غرفتها مبتسمة لانها فعلا تجد انها لا عالم تنتمي له من دون حلمها الابدي
عبد الصمد
عبدوو


*********************


في الدار البيضاء المدينة الاقتصادية للمغرب
وبعد صلاة العشاء



كانت الهام قد طوت سجادتها ووضعت مصحفها على المنضددة الصغيرة لتبدأ في ذكر الله في نفسها وهي تنظر الى منظر الحديقة في الاسفل
كان منظرا جميلا بحيث انيرت ببعض المصابيح اللطيفة الاضاءة وبما انها لم تكن تستخدم كثيرا الا في النهار يبقى في المساء منظرا جميلا فقط

ابتعدت عن النافذة واقتربت من الكنبة الصغيرة لتجلس عليها تنتظر عشاءها
والذي بعد عدة دقائق قامت احدى الممرضات بجلبه لها الى الغرفة
كان عبارة عن حساء بالخضار وبعض الجبن والخبز الطازج
لم تفتح شهيتها ابدا لاتريد ان تعترف بان الخوف يبعثر تفكيرها ويزيد من توترها الكبير حيال ما هو قادم

بدأت في ادخال لقمة من الخبز مرفوقة بالجبن وملعقة لذيذة من الحساء الى فمها لكنها ما فتئت ان تركت المائدة لتجلس على سريرها تضبط المنبه الذي كان مضبوطا على صلاة العصر الى صلاة الفجر
خرجت التنهيدة متحشرجة واتبعتها باستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم لتحرك الازار وتدخل في فراشها وهمت تزيل حجابها لكن الطرق على الباب اوقفها

قالت تتعجب من قد ياتيها في هذا الوقت:
- ادخل

انتظرت لحظة لتظهر لها الممرضة وهي تقول:
- يا انسة هناك من يريد رؤيتك

قالت الهام:
- ولكن الم ينتهي وقت الزيارة واعلم ان عثمان وحده من يستطيع زيارتي في اي وقت؟؟

قالت الممرضة :
- لقد سمح له الدكتور بعيادتك انسة فهل ادخله؟؟

قالت الهام ترفع اكتافها
- ادخليه لكن ارجوك دعي الباب مفتوحا

قالت الممرضة للرجل تفضل سيدي
دخل الرجل الذي كان يحمل باقة ورد واقترب من المنضدة ليضعه
وهنا انسعقت هل هذا هو الرجل الغامض الذي ياتيها بالورود دوما
يا الهي كان رجلا جذابا ومرتديا لجاكيت اسود وسروال جينز ازرق مع قميص ابيض من تحت الجاكيت
بقيت تنظر اليه وقال هو يقترب من كرسي قريب ليقربه من السرير ويجلس:

- السلام عليكم ... ادعى عصام




******************





في وسط الاراضي بنفس الليلة





بعد ان اطفئ الزوجان الشموع حولهما وسبحا في صمت ليلة رومنسية بيضاء
اختلجتها العديد من مشاعر الحب والوله والعشق والتيم
كانت عبير متكئة على المخدة وسعيد ينظر اليها بعمق
ويعبث بشعرها تارة وباكتافها تارة وحتى انه نحتها تحت اصابعه وفصل كل ملامحها بدقة فنان
نهض من سباته ولاتزال المشاعر الاولى في حياتهم الزوجية تفتك به:
- هيا فلنذهب الى البيت صغيرتي

قالت عبير بكسل وجفونها تحت لمساته كانت تنسدل بنعاس لذيذ
- لما دعنا هنا سعيد

قال سعيد محتجا برفق:
- غزالتي رغم انها ارضنا لكن لايجوز النوم هنا ماذا سيقول عنا العمال لن نبدو في شكل جيد ومن ثم انا مشتاق لك جميلتي فلا تحرمينا هذه السعادة

قالت عبير تنهض وتجمع شعرها لتخفيه في حجابها
- حسنا فلنذهب على اي حال من يغلبك

قال مقبلا اياها برفق:
- انت من تغلبينني بدلالك والان ساسبقك لاتلقاك بين ذراعي في الاسفل وانت انزلي بحذر تبدين نعسانة

قالت له تمرر يدها على ذراعه:
- لاحبيبي كنت اتمتع بقربك فقط سانزل بروية لاتشغل بالك ...حسنا اشعر بالدوار لذا تلقاني لن اضمن لك انني لن اسقط اللهم استر

قال سعيد يفكر :
- تعالي ساريك طريقة سهلة ننزل فيها معا بهذا تبقين تحت يدي ولن تسقطي

وهذا ما فعلاه نزل الاتنين وكما لو انهما في شهر عسل في احدى الجزر الاستوائية لكنه فقط عالم جميل يبنيه الحب بعواصفه وبسرعة وجمالية مربكة
دخلا الى السيارة وركباها ليعودا الى القصر في نفس الوضعية الاولى لاتستطيع ان تبعد راسها عن كتفه القوية ابدا




*******************




في الدار البيضاء



بغرفة عثمان


كان عثمان في قمة القلق على نفسه من المشاعر التي بدأت تداهمه من جهة ثريا
فهذا الشوق الذي يكتسح وجدانه ويعصر عروقه ويكويه حتى بات لايفكر في شيء غيرها هي وغير انفاسها وعطرها وصورتها
على ذكر صورتها هو لم يستطع ان يمسح الصورة من هاتفه
فهو كلما اشتاق لرؤيتها اكثر نظر لصورتها فتزيده لوعة واشتياقا
اما من حل لهوسه بها الن ينتهي هذا الاحساس قربها بهذا الشكل؟
لكنه يوما عن يوم يظهر له ان بها شيء ما لايفهمه شيء مبهم للفهم اصلا
يبحث في اثارها ويحفر في اعماقها عبر ما كانت معه وعليه في زواجهما ما هو ذلك الشيء الذي يحيط بها
اهي الصراحة ؟هل يمكن ان تكون صريحة معه؟
لا يا عثمان انها امراة تزوجتها وخدعتك لتحصل على شهادة زواج تخول لها بعد الطلاق التحرر والحياة بحرية وكانها كانت في الاصل شريفة
هو الرجل الصبور القنوع الذي يتفهم المرئ قبل نفسه وهادئ حتى الموت
يجد انها منذ اول ليلة معه غيرته كليا بل اشعلت فيه نيرانا
لاتنطفئ
ايمكن ان اكون في صدد حب مجنون لها ؟
هذا غير معقول انا لست من يضعف لست من يخنع لامراة مهما كانت فلتبقى كما هي لن اطلقها ولن اطلق صراحها فلتتعذب هذا سيكون في مكان السلوى بالنسبة لي

بعد لحظات دخل الحمام ليستحم وبعد خروجه منه يلف على خصره فوطة سوداء
جلس على السرير ليحمل الهاتف كالاحمق مرة اخرى
نظر الى صورتها بامعان يحب منظرها كالبريئة النائمة لكنه يكره كذبها يكره ان تكون خائنة وهو المصاب بالعمى يسامحها منذ متى وهي فاقدة لعذريتها من يتبت له انها لم تقم علاقة مع احد
اضطرب فكه وصر على اسنانه بصرخة قوية يدفن على اثرها الهاتف في الفراش ولكنه بعد ان هدئ واستعاذ بالله من الشيطان الرجيم
اخذ الهاتف مرة اخرى لكن هذه المرة
فقط لانه تذكر بانها لم تعطه رقم هاتفها الجديد الدافع لجرحها يدفعه لسماع صوتها لخلق الاضطرابات في نفسها مادام هو في محل التاتير القوي عليها

رفع الهاتف في اذنه نظر الى نفسه في المرآة سهوا ومن ثم غير نظرته الى مكان بعيد وانتظر يسمع صوت الهاتف يرن




في القصر وبعد ان دخل كل من عبير وسعيد الى الردهة ووصلا الى نصف الدرج رن الهاتف وهو يلح عليهما قالت مليكة متأففة من الاسفل ليرد احد
تركت عبير يد زوجها الذي قال بنفاذ صبر:
- عبير دعيه ليس الوقت ....

غمزت له :
- اذهب لن اطيل الكلام ساعرف من يكون فقط وآتي حالا

نظر اليها سعيد متوعدا فابتسمت له وهي تقول حاملة الهاتف:
- الو قصر عائلة المنصور من معي؟

رد عثمان بشيء من التحفظ:
- اهلا كيف الاحوال انا عثمان

قالت عبير في نفسها الحمد لله انني من رد:
- اهلا اخي كيف الاحوال هناك هل انت بخير؟؟ الكل بخير هنا

قال وقد عرفها من صوتها :
- مشكور يا زوجة اخي اجل انا بخير الحمد لله مادمتم بخير المهم كنت اتصل لتصلوني بثريا

قالت عبير بغباء:
- اختي؟؟؟

قال عثمان:
- اجل هلا اخبرته باني اريدها على الهاتف لو سمحت

الان جاء دورك ياعبير يالله ما العمل اعرف انني لن اتورط مادمت اهيء لهم انني لا اعرف شيء لكن ان كشفني من صوتي
قالت بهدوء قدر ما استطاعت:
- اااه ثريا ...لقد سافرت الى افران وقالت بانك انت من اعطيتها الاذن بذلك لقد ذهبت كما قالت لتجلب شهادتها من الجامعة هناك

امتقع وجه عثمان غضبا عاصفا لو كان بردا لاصبح اعصارا ولو كان بحرا لاصبح طوفانا لو كان سحابا لانقض عليها سواعقا تنسفها من الوجود
ولو اصبح جبلا لانفجر بركانا وحمما تكوي حرارة

كان الصمت يعم على الارجاء قبل ان يقول عثمان اي شيء قالت عبير:
- عثمان انت معي انت تعلم اليس كذلك؟؟

اضطرت لتعرف جوابه هي الاولى في حالة كانت هناك اية مشاكل ستحصل قد تتلقى لها قبل اي شخص لانها اختها وستدافع عنها بكل كيانها

سمعت صوته متهدج من الغضب وهو يحاول ان يمسك نفسه على رمي العالم بقنابل ذرية فيشعره بالدمار في قلبه
- انا هنا ....بالطبع اعلم والا لما اعطيتها موافقتي كنت اسال لربما كانت لم تسافر بعد...مادامت سافرت اعطني عنوانها اذا عرفته؟

قالت تفتي عليه العنوان بصوت خلته من الارتجاف الذي هز قلبها فقال بسرعة :
- اشكرك عبير المهم ان سالك احد عني فاخبريهم انني بخير


اقفلت الهاتف وقلبها بين اضلعها ينبض بقوة ما الذي فعلته بتنفيذها لكلام اختها كانها حكمت عليها بالحكم شنقا او بالاعدام
ياربي مادام وافق كلامها كما قالت لربما لكي يستر لانها ابنة عمته لكن
ما سبب قبوله على تستره عليها لربما ياعبير يحبها ؟؟
لا لا لا تذكري كلام ثريا لقد كان تصرفه معها سيء هذا يعني انه قد ينتهي بقتلها يا ربي هو لايصدقها وما فعلته سيثبت عليها تهمة الخيانة حتى ولو لم تكن بالجرم المشهود

صعدت الى جناحها وازالت حجابها وهي تفكر وتفكر لكن هذا لم يجعلها تغفل عن زوجها المنتظر على احر من الجمر يجلس وقد كان نازعا لقميصه فاقتربت منه تجلس في حضنه وتضم نفسها اليه لتجد بعض العزاء والدموع تكاد تخرج مهددة الوضع بالانهيار تحت ضمة سعيد الحانية دفنت راسها في كتفه القوية وانستر جسدها الغض في ضخامة جسده وكانها تحاول التملص من عيون الذئب الحمراوتان اللتان تتربصان بها بين الظلال وهما في الاصل لضميرها المعذب



كان عثمان في احدى قمم افكاره المجنونة
لايستطيع ان يتحرك ولا التفكير في شيء غير نوع العقاب الذي سيلحقه بها ان ذهب اليها بقي هكذا وعلى هذا الحال لايدري الى متى؟؟



**********************



في احدى الفنادق الفخمة
بمدينة افران المغربية



كانت ثريا مرتدية لبيجامة بسروال وردية وتحقق النظر الى مرآة الحمام في ملامحها البيضاء المريضة
هالات حول العيون وقيء على الدوام
ودوامات دوار تداهمها في الصباح وبعض الاوقات الاخرى
شعرت بالياس من هذا الوضع
ذخلت الى داخل الغرفة التي تحتوي على شرفة كبيرة
شعرت بالبرد ""رغم انه الصيف لكن البرد في اوصاله فقط"" فذهبت اليها لتغلقها وتسدل الستائر فهي تنوي النوم طويلا ولاتحب ابدا الضوء في الصباح والذي يجعلها تنهض بسرعة وتكدر من النوم
اقتربت مع تضارب الزهري على جسدها والاحمر في شعرها الى السرير الذي يحتوي على شرشف اسود وابيض راقي في صنعه وخفيف
لكنها شعرت بالبرد يسري في اوصالها منه
لدى نهضت متأففة وتعبة بالفعل الى الخزانة التي تحتوي على اغطية اضافية للمساعدة في حالة احتاجها البعض
واخدت واحدة منها فسقطت من يدها التي تشعر بها اصبحت كالرغوة لاتستطيع امساك كأس حتى دون ان تكسره
فرشت الغطاء باهمال واندست تحته ولم تستطع النوم والضوء الخافة في الغرفة مطفئ فتركته مضاءا
تنعم بهته الراحة الان التي فعلا لاتريد لاحد بان يكدرها

بعد ان زارت المستشفى بعد وصولها الى هنا وجدت صعوبة في التعامل معهم فمظهرها الجديد جعلهم يتحرون عنها بشكل محرج لكن الدكتورة المعالجة الخاصة التي عالجتها من قبل هي من اثبتت انها هي ثريا فقد رأت بطاقتها الشخصية والتي رفضت ثريا ان تريها الى الدكتور فصورتها فيها لاتزال بدون حجاب لدى تفكر في تغييرها بسرعة
بعد ان تحدثت الى الدكتور اي المدير في المستشفى
اكد لها انهم سيحاولون البحث بشكل اعمق وسيتم ابلاغها وارسال الملف اليها في الفندق تحت طلب منها
وبعد ذلك بمدة ارسلوا لها الاوراق التي ما ان راتها حتى ضمتها اليها
وبفرط مشاعرها المظلومة اخدت تجهش في بكاء مرير ولم تكن من عادتها هي القوية ابدا الخضوع لهته الحساسية
تعبها ما ترك لها القدرة على المشي مطولا او حتى السياقة بشكل جيد
التعب لفها كلها وهي تفكر في زيارة الطبيبة في اقرب وقت من يعلم ما بها؟؟؟
تخاف من ان تكون تعاني من مرض ما تتمنى من الله ان يشفيها من تعبها هذا دون حاجة الى الطبيبة



*********************



في الدار البيضاء




في غرفة المستشفى التي تقطنها الهام
بعد ان ذكر اسمه لم تعرفه على اي حال انه غريب فما باله يحدق بها هكذا وماباله يهديها الزهور على الدوام وهته الليلة انها الليلة التي تليها العملية لما بالضبط هو هنا لما ؟؟؟ ما الذي يريده منها بحضوره؟
ويريدها ان تعتبره صديقا لكن ما هي المناسبة؟
اسألتها اخدت ترج في راسها كالرجاج وتحرك راسها يمينا وشمالا لتزيلها وتقول:

- من تكون حضرتك انا لا اعرفك ابدا وانا متاكدة واصلا ماهمي في اسمك اسفة ان كنت ابدو فضة لكني اتمنى ان تخبرني سبب وجودك في غرفتي؟

قال عصام بصوته الواثق وهمته الشامخة:
- انا المتبرع بالقلب

نظرت اليه بدهشة ومن ثم انحدرت عيونها الى اسفل حرجا لانه هو من سيهديها قلبا لكن هو كيف سيعيش؟
قالت بحرج:
- انت سيدي ستعطيني قلبك لماذا ان كان قلبك سالما لما تريد الموت؟

ضحك لانها فهمته خطا رغم انها اول مرة يضحك هكذا بعد وفات اخته:
- لا يا انسة الهام انا كانت لدي اخت توفيت ودفنتها منذ ازيد من اسبوع
ولذلك اتيتك لاخبرك بكامل القصة

قالت تسترجيه المتابعة:
- تفضل سيدي

قال ينظر الى الفراغ بدل ان ينظر اليها:
- ما هنالك انني السبب في موت اختي من احدى النواحي هذا موضوع لا اريد التطرق اليه لكن ما سبب حضوري والتفكير في التبرع لاحدهم به
فقط سعيا في سعادة امي

قالت الهام لا تفهم ما يعنيه:
- هلا شرحت اكثر

قال يمرر يده على وجهه من التعب:
- يا انسة انا الان اتبرع لك بقلب اختي قلب اغلى النساء على قلبي وارقاهن درجة رحمها الله ....اريد منك ان تقبلي دعوة على حسابي للذهاب الى مدريد في فترة نقاهة لا لشيء غير ان تشعر امي ببعض العزاء وان تتوازن نفسيتها وبعد ذلك عودي الى بلدك بامان ....قبل ان تقاطعيني ...اعلم انك استاذة في قرية اعلم عنك الكثير ولولم احقق في اي مكان سيقع قلب اختي لما وافقت ...ادري ان لديك التزامات مع عائلتك المحتاجة لكن صديقيني لن يعدوا ان يكون الامر سوى عطلة تقضين فيها فترة نقاهة راقية تليق بك ....سيشرف على حالتك فيها احد الاطباء المختصون وهو تونسي الاصلية اتمنى ان تقبلي...لكن فكري في كل كلمة قلتها انا بعد موافقتك سارتب امور السفر على حسابي فانا اسباني الجنسية ويخولني ذلك الكثير من الميزات

في البادئ صدمت لرؤية صاحب الورود والان تعرفت على صاحب الورود لكن لم تكن تدري انها ستصدم اكثر من هذا هو من يتبرع بقلب اخته لها وهو ايضا من يهديها رحلة نقاهة في اسبانية
لكن لما؟؟؟ فقط لانه يريد اسعاد امه غير معقول الهذه الدرجة اصحاب المال يشترون السعادة لاهلهم
الان هي توغلت لايمكنها ان ترفض العملية فهي فضل من الله وايضا لايمكنها ان تنكر الجميل الذي قدمه لها عثمان
لا وايضا لايمكنها سوى ان تشفق عليه على عصام فلو ماتت لها اختها لاسامح الله لكانت جنت اما هو فقد تبرع بقلبها لها هي لتعيش
مشاعر مختلطة ومتنافرة جعلت طابع الخير فيها يغلب على طابع الحذر
وقالت بهدوء وتفهم:

- اتفهمك سيد عصام يمكنني ان اقبل عرضك مادام ليست البلاد بعيدة ومادام من اجل امك لكن ان انا وافقت مبدئيا فهناك والدي وامي وان وافقا فساذهب معك

- مشكورة يا انسة الهام اعرف انك لن تندمي على اختيارك هذا

عندما رمى عليها السلام خرج وبقيت هي للحظة تخرج من قوقعة سداجتها لتقول :
- لكن كيف لي ان اتق به
نهضت من مكانها واتجهت الى مكتب المدير في هته الساعة لتساله
وحمدت الله لانها وجدته وطرحت عليه ما حصل معها واكد لها كلامه وانه فعلا انسان جيد ونبيل ومتاكد هو من هويته ومن عمق مشكلته

حسنا الان عادت الى غرفتها واقفلت الباب واستلقت تطفئ الضوء في الغرفة لتسبح في افكار مأرقة لنفسيتها التي من المفروض ان تكون مرتاحة





******************


في اليوم التالي


في منزل هود




كانت في هذا الصباح الجميل قد استفاقت باكرا اخدت الشراشف في البيت والزربية التي ينامان عليها وبدات في ضربها بعصى خشبية لتنفت عنها الغبار
وهي تحت نظرات هود
هذا الاخير الذي لم يستطع ان ينام بسهولة اجل هي بين ذراعيه والحياة في قمة الحلاوة لكن ماذا بعد افشاء السر الذي يخنقه ويعذبه انواع العذابات التي لم يسمع بها من قبل ؟؟؟
هو ضميره الصاحي لهذ الوضع ما يدفعه الى ان يفشي السر ومهما كان رد الفعل سيتقبله سيحارب سيفعل المستحيل وسيستعيدها من ضياعها
كانت حالمة وهي تنفث الغبار وهي تشعر بالسعادة تكتسحها مع زوجها الذي يضفي الان على حياتها شتى الاحاسيس التي لطالما افتقدتها

ابتعدت من مكان حبال واقتربت من المنزل ومرت قربه حيث يجلس على العتبة فامسك يدها بلطف يغمرها بقبلات دافئة وقال:
- اريد ان اكلمك

كانت ابتسامتها بريئة جميلة صافية

فقالت تانبه:
- هود لا يوجد كلام قبل الافطار هيا تعال ساضعه الان

على مائدة الافطار لاحظت انه يتاملها
ولم تكن شاعرة كم الوجع في صدره لانه للان لايدري تقبلها لما سيقوله
قالت باهتمام:
- ماذا بك هود؟ ما الامر لما لاتاكل؟

قال يريد ان ينهي هذا الموضوع بسرعة:
- اعرف قصتك عندما كنت صغيرة

قالت تنظر اليه بصدمة:
- ما..ما ذكرك في هذا ؟...

قال يبعد نظره :
- لانني اعرف كل شيء بالتفصيل ...اعرف انه كانت لك اخت صغيرة في سن الثالثة وفقدت وظننتم انها لربما ماتت

قلبها يركض بل النبض فيه اصبح شبيها بقطعان ثيران حامية:
- انا لا اعرف لما تذكر الامر يا هود؟

- كنت مراهقا في ذلك الوقت ...لي ام واحدة وانا وحدي من يعيلها كنت اعمل عند احدهم ...
((كان يِعصر مع كل كلمة يخرجها لانه يدري انها ستكون النهاية قبل البداية))
...كان رجلا ثريا شجاعا على الفقراء يهب وينهب كان يستغل ضعفي و...في الحقيقة والدك عندما قال انها ماتت كذب عليك فلقد كلفني بخطفها وانتم في السوق ووالدك العربي كان موافقا على ذلك تقاضى المال عليها وذهب ...بعد ذلك بمدة البسني تهمة ادخلتني السجن دفعت الثمن دون ان ادري.... لقد دفعته

نهضت من مكانها تترنح واستندت على الحائط عندما رآها هكذا في هذا الحال يعتليها ارتجاف مهين والجرح غائر ويغور ثقب اسود يزداد سوادا والالم ينهش وينهش حتى ضنت ان قلبها بجرح الحبيب سيقتلها في مكانها لكنها لم تمت وهو يحاول ان يهدئها وقد اخدها بين ذراعيه
لكنها في انتفاضاتها ابعدته عنها كما لو انها تراه لاول مرة ترنحت في خطواتها امام عيونه الجريحة
اقتربت من مكان جلبابها وحجابها ارتدتهما بايد مرتجفة لكنه قبض على ذراعها يديرها اليه

- لاتذهبي ارجوك انا لم اكن في وعيي ..يا الهي كنت مراهقا فحسب..
لقد استغلوني وسجنت دفعت الثمن مضاعفا لو تدرين

صرخت فيه بحدة:
- ابتعد عني ....ابتعد عني كنت اعاشرك انت وغد حقير ...اختي حية وانا لا اعرف كنت تعاشرني وانا من ..من كنت وفية لك بينما انت خنتني ...انت السبب في بعادي عن اختي كل هته السنين واعيش معك اخونها وتخونني ....اكرهك.... اكرهك ....

خرجت من البيت تجري وتبعها بكل قوته استدارت اليه :
- لماذ تتبعني هود دعني وشاني؟؟؟

كان صراخها يطعنه في قلبه ويجرحه بعمق لكنه بقي تابتا لا يشعرها بادنى احساس فقال:
- انت زوجتي ولي الحق في معرفة مكانك

قالت تكاد عيونها تدمع وتخونها هي الاخرى وهي تنظر الى الرجل الذي احبته بكل كيانها يدمرها ولايعرف شيء الان سوى ملكيته:
- دعني

ابتعدت عنه تشق طريقها وسط الارض ولايزال هو وراءها
وهكذا بقيت هي تمشي بكل سرعتها وهو يتبعها الى ان وصلت الى بيتها حيث العربي
ما كان يستطيع هود ان يتكلم او يقول اي شيء الا ان ينظر اليها وهي تبتعد عنه ولاحظ اخيرا انها عادت الى بيتها لكنه عندما تبعها وجدها تدخل الى بيت الياسمين وطرقت عليه بخفة لكن لم يجبها احد استدارت وعيونها سبحت في فوق وكل الالام تجرفها الى نهر الجنون لكنها خرجت وهي تنظر اليه بكره :
- ماذا الان ؟؟الا تسمع ابتعد عن طريقي يا هود

ابتعد منخور القوى مجروحا مئات الجروح البليغة عن طريقها لكن رغم ذلك تبعها
وتوجهت الى السوق حيث يعرف الياسمين هناك العديد من النساء والرجال واخدت تسال لها عن عنوانها الى ان تمكنت من معرفته
اتخدت لها طريقا الى بيت الياسمين ولكنها توقفت لتستدير وتطالعه باحتقار:
- هود ...توقف عن متابعتي ..فآخر المطاف هنا ..ساذهب الى الياسمين وسأطالبها راجية ان تساعدني في معاملاتي... طلاقي منك نلتقي عند العادل

ماهذا الذي تقوله كاد ان ينحر اليوم من نظراتها لكن طلاق لا ...لا يجب ان تتركه وهو يذوب في هواها

وابتعدت تكمل طريقها بين البيوت المتراصة وسمعته يقترب بسرعة الى ان اوقفها وهو يمسك اكتافها يألمها والالم في روحه اكبر من ذلك:
- انا ابدا لن اتخلى عنك انت الوحيدة التي اعادتني الى الحياة واعادتلي عقلي ارجوك انا احبك.... حياتي

ابتعدت عنه لتقف امام البيت
الذي كان حوشه مزين بشجرتين جميلتين وارض متربة
واقتربت منه تطرق الباب وتبعها هود ببطء الى ان وقف وراءها
- جميلة ايهون عليك كل الحب الذي تشاركناه

ارتجفت لكلمته لكنها غير قادرة على مسامحته
سالت الياسمين من الداخل :
- من ؟

قالت جميلة بصوت مخنوق بحيث ابتعد هود الى الوراء ونظراته على ظهرها المتشنج :
_ هذه انا ياسمين... انا جميلة

فرحت الياسمين بسماع صوت من صديقتها التي تحبها وتعزها كثيرا وارتدت حجابها لتفتح الباب وتصدمها جميلة بدخول عاصف واقفال للباب بقوة
وعندها انهارت من كل تلك القوة التي كلفتها الكثير بين ذراعي صديقتها
على الارض

هود كان يشعر ان الدنيا باتت تنهار من حوله لذا فضل ان يعود الى بيته حاليا الى ان تهدئ عسى ذلك ان يعيد المياه بينهما الى مجاريها






***********************





في هذا الصباح العليل ايضا

في افران





بدات تستعيد ثريا عافيتها عن البارحة فاذا بها اخدت لها حماما دافئا يريح جسمها من الحمى اللتي بطشت بها الليلة الماضية
وارتدت لها عباية من عباياتها وجلست قرب المرآة تحاول ان تخفي امام نفسها ظلال عيونها بالماكياج
ولترفع لنفسها المعناويات ايضا
فالآتي صعب رغم سهولته ان تعطيه العذر وان تريه الاوراق يبدو لها حملا ثقيلا ايضا رغم انه سيريحها لكن لاتدري لما لديها شعور غريب ....
وضعت يدها على فمها ونهضت بسرعة الى الحمام لتفرغ ما في بطنها الفارغة من مرار
وشعرت بهوان في جسمها مرة اخرى واستغربت انها استفاقت حتى التاسعة رغم انها لا تتعدى الثامنة وايضا فوتت صلاة الفجر وهذا ليس من مراسها ولا عاداتها
كانت تشعر بالم في ظهرها نهضت لتنظر الى نفسها في المرآة بعد ان غسلت وجهها ووجدت ان عليها اعادة الماكياج الساتر للعيوب مرة اخرى
عند انتهائها من ذلك
اقتربت من الشرفة المطلة على مجموعة جبال جميلة هذه هي افران موضع ثقة اذا مااردت زيارتها والتمتع بمناظرها
لاحظت ان هناك شتلة جميلة في الشرفة ذهبت الى المنضدة حيث قنينة الماء وقامت بسقيها وفتنها رائحة التراب الذي جلست على ركبها لمدة لاتدري مهيتها واخدت منه في يدها تشمه وكما لو انه يعيد الى عروقها الدم من جديد

بعد لحظات نهضت من المكان ونفضت التراب من يدها ودخلت الى الغرفة وامسكت بسماعة الهاتف لتقول:
- السلام عليكم من فضلك هلا اصعدتم اكلي الى هنا لااستطيع النزول فانا متعبة قليلا ...احضرولي بعض البيض اريد ان يكون نصفه نيئ ...اجل وبعض اللحم المقدد .... هل انقضت الكمية لديكم؟؟؟... لا ارجوك من الضروري جدا جدا ان يكون ....يمكنكم تدبر الامر حسنا وبعض الشاي اريده مرا بدون سكر لااريد سكرا في اي شيء ترسلونه ....ارسلولي امرأة من فضلك زوجي لايحبد ان تخدمني غير النساء...مشكور

تنهدت وجلست بعد اقفالها للسماعة
وبعد لحظات نهضت في انتظارها للخادمة التي ستحضر الطعام كانت متلهفة له بشدة لاتدري متى كانت لها هته الشهية الغريبة
امسكت شعرها الاحمر الكث وجمعته على شكل كعكة كبيرة في الخلف وسمعت طرقا على الباب ففتحته لتدخل المرأة فقالت ثريا:
- اتبعيني من فضلك هنا في الشرفة شكرا لك... اقفلي الباب وراءك

بعد خروج المرأة جلست ثريا مبتسمة لهذا الاكل الذي لاتدري لما اشتهته بهته الطريقة ولاول مرة في حياتها تحب الشاي مرا منعدم السكر تلذذت لفترة بطعامها الا في لحظة توقفت بعد ان مرت اللقمة من حنجرتها بسلام ولاتدري حدس سيئ اشعرها بشيء غريب التفتت الى الباب
وكانت صعقتها قوية بحيث نظرت الى عثمان يقف رابطا ذراعيه ومتكئ على الحائط بتراخ حتى نظرته التي رمقتها حمراء كانت مختلفة عن العادة لانظارات
قميص على اكتافه مهمل
وسروال كلاس رمادي وشعر يمكن ان نقول عليه اشعث
همست في مكانها وضغطها في ارتفاع دائم:

- عثمان...



يتبع............

 
 

 

عرض البوم صور Jάωђάrά49  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
جوهرة, رجال في مزرعة العشق والهيام دمر شموخهم الغرام, قصص من وحي الاعضاء
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t136361.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ظƒظ… طھظپط¹ظ„ ظƒط³ط§ط±ط© ط§ظ„ط­ط¬ط± ط§ظ„ط±ظ…ط§ط¯ظٹ - ظƒط³ط§ط±ط© ظ…طھظ†ظ‚ظ„ط© This thread Refback 06-01-15 02:08 AM
ط±ط¬ط§ظ„ ظپظٹ ظ…ط²ط±ط¹ط© ط§ظ„ط¹ط´ظ‚ ظˆط§ظ„ظ‡ظٹط§ظ… ط¯ظ…ط± ط´ظ…ظˆط®ظ‡ظ… ط§ظ„ط؛ط±ط§ظ… ط§ظ„طµظپط­ط© ط§ظ„ظ‚طµطµ This thread Refback 28-08-14 03:58 PM
ط±ط¬ط§ظ„ ظپظٹ ظ…ط²ط±ط¹ط© ط§ظ„ط¹ط´ظ‚ ظˆط§ظ„ظ‡ظٹط§ظ… ط¯ظ…ط± ط´ظ…ظˆط®ظ‡ظ… ط§ظ„ط؛ط±ط§ظ… ط§ظ„طµظپط­ط© ط§ظ„ظ‚طµطµ This thread Refback 08-08-14 06:23 AM


الساعة الآن 08:59 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية