لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (3) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-10-09, 01:38 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب مبدع


البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 147004
المشاركات: 5,481
الجنس أنثى
معدل التقييم: Jάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2060

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Jάωђάrά49 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Jάωђάrά49 المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
Flowers

 

بنات آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآسفة على التأخير
الجزء العاشر
اهديه لأم هنا
ان شاء الرحمان
مرت ليلة على
الحدث الاخير
وقد تم فيها تحميم العروستين والذي بدى لهما غريبا لكن ساحرا
كم سحرتا بالبخار في الحمام و شدو النسوة الذي اضحكهما واشعرهما انهما تحولتا لاميرتين ..... وكذلك رائحة البخور والعطور وكم كانت ليلة لإراحة الاعصاب بشكل كبير جعل كلا منهما تهيم في الراحة بعيدا عن الهم
التحضيرات على قدم وساق الكل مشغول ولا مليكة ولافاطمة تجدان الوقت لحك رأسيهما من الاشغال
لم تجد لاثريا ولا عبير الوقت للتفكير بما حدث معهما وما ان تضع احداهما رأسها على المخدة حتى يميد بها التعب ليشتت كل الافكار ويجدبهما الى عالم الاحلام عالم الراحة
رغم ان ثريا منقهرة من نفسها لاتدري لما انتابتها تلك النوبة في ذلك الوقت لتقوم بإحراق كل ما مر عليها حتى اوراق الفحوصات من شدة انفعالها في ذاك الوقت بالذات ما كانت تشعر بما تقوم بفعله
وكم ساور لها الشيطان ان تنتحر لكن وبما انها تتشبت بحبل الله خوفا منه حمدته لانها لم تتهور لتلقي بجلدها في جهنم
ولاتعرف ان كان عثمان سيقتنع بشهادة اختها لها وهل ياترى سيصدقها ام سيقوم بتكذيبها فقط لانها اختها؟
فكرت ان من الافضل لها الا تترك اختها عرضة للاهانات التي تعلم جيدا انها ستتلقاه منه وتنتظر الى ان يجتمعا في زواجهما الفعلي لكي تقوم بمحاولة ترطيب الجو قليلا عله يرضى عنها
اما بالنسبة لكل من سعيد وعثمان
فالاول منهما هائم حتى الانهاية في الحب العاصف الذي يقتله ويحيه مع نظرة منها
اما عثمان
فالجرح في صدره لا يستطيع ان يلتإم وكلما تذكر ما جال بينهما من حوار تذبحه الخناجر ويغرق في آبار الحزن على حاله
من جهة تقبل انها من نصيبه مهما فعل ويعلم ان الله لايريد له سوى الخير بما انه استخار عدة مرات
او يظن ان الله وضعها في طريقه لكي يعذبها على فعلتها
هل هي شريفة كما تدعي ام انها تكذب وتلفق القصص؟
لايدري لهذا الالم امرا لكنه سيكتم احاسيسه ولن ترى منه سوى العذاب هذا الوعد قطعه على نفسه
عبد الصمد
لايزال على حالته التي تعزز من شعوره بافتقاد هند كثيرا وكم يتمنى ان ينتهي هذا الاسبوع كما سمع ليعود اخواه من السفر
فالحب الاهوج بات متغلغلا في روحه يقيد تفكيره ويسحب انفاسه
وفي ظلال الليل العتمة يسرق النوم من عيونه السوداء الجذابة
الجد الحسين
لايفارق مكتبه عادة الا في ساعات الاكل مع العائلة او الصلاة ودائم هو على رعاية ممتلكاته والحفاظ عليها بمساعدة سليمان الذي بعد ان انشغل مساعده القوي وابنه الاكبر سعيد بتحضيرات الزواج بات يجد صعوبة في التنقل طيلة النهار لجمع المعلومات الضرورية التي تظهر تقدم الاعمال لديهم
في مزرعة السي محمد
هند تتمسك بوعد حبيبها كزهرة تخاف عليها من الدبول او كشمس تحاول جاهدة ان تحبسها بين يديها لكي لا تغرب عن ناظريها ويختفي عنها دفئها
والدتها
تحسن حالها وعادت لطبيعتها بسرعة الدواء الذي ساعدها في الشفاء
ووالدها لازال على حاله يراقب شؤون مزرعته الصغيرة ويحاول قدر المستطاع ان يطورها
على حدود الاراضي
لاتزال سميرة غير قادرة ابدا على ضحد الزوجة المستقبلية لسعيد من دماغها اصبحت اكثر دبولا بسببه وحمقاء الى ابعد حد وتسعى في افكارها الى كيفية الوصول الى ذلك القصر المحصن لرؤية صاحبته الجديدة التي كانت لتكونها هي
الاستاذة الهام
عدلت عن السفر الى فاس حيث تقطن عائلتها وتركت السفر كما طلب منها عثمان في الرسالة الى ان يعود من سفره اي من شهر العسل ليقوما بالسفر الى الدار البيضاء ....ولتقوم بتجديد الفحوصات التي بعدها بأسبوع وبتحضير القلب الجديد ستخضع للعملية لتشرق في حياتها شمس جديدة مليئة بالامل
وان تستبعد الموت على حين غرة رغم ان الموت والحياة بيد الله لكن ما يألمها في الامر ان تباغتها اية نوبة قد تأدي بحياتها الى الموت دون ان تكون وسط اهلها
وهي الان عاجزة كل العجز عن شكر عثمان وجهوده التي يبدلها في حقها
وحتى انها تشعر بالخجل منه لانها قد تحرم عليه اوائل ايام زواجه الحلوة مع زوجته لكنه اصر على كلامه و
يعرف جيدا انها انسانة تستحق اكثر من هذا وايضا في سفرته هذه التي سيقضيها كشهر عسل قرر ان يفاجئها بمفاجئة ستسرها كثيرا
في القرية المجاورة لهم
اليوم الجمعة
في منزل ياسمين
تخرج من العمل مبكرا مع حوالي الحادية عشر كالعادة هنا
هي الان في منزلها تحضر الكسكس والذي هو عادة المغاربة في هذا اليوم المبارك
كانت تقوم بفتله في القصعة بين اصابعها وبعد ذلك قامت بقلبه في الاناء الخاص به لتضعه على النار
اقتربت من المغسلة الضيقة لتغسل ايديها وسمعت عندها طرقتان وراءها طرقتان
التفتت على يمينها لتنظر الى النافدة ولمحت يدا صغيرة وقد طرقت بحجر لتتركه على النافذة
اقتربت ياسمين بسرعة وهي تنشف يديها لترى الصبي
- ايها الطفل والله لو امسكتك لقلت لامك عما تفعله ....هرب ....لو كنت خارجا لأمسكته من اذنه الطويلة تلك وجذبته في الحي الى امه لتربيه من جديد
نظرت الى الحجر الذي امسكته في يدها وكانت لترمي به من النافذة لكنها ظلت تنظر اليه بأستغراب
كان الحجر ملفوفا بورقة بيضاء جدا ناصعة وخالية من الخارج من اية كتابة لذى تبعت حدسها الانثوي وفتحتها من كل جانب لتقلبها وتجد ماهو مكتوب عليها
بدأت تقرا بصوت منخفض
- الساعة الرملية التي قلبتها قد نفذ رملها وانا بعد صلاة الجمعة بجانب الوادي انتظرك فلا تتأخري علي بجوابك
((يونس))
دخلت في تلك اللحظة حماتها العمياء تتلمس في الحائط وتشق لها الطريق بعصاها القديمة المعوجة
- بنيتي ياسمين مع من تتحدثين سمعتك... تصرخين؟
شعرت ياسمين وكانها تخون حماتها وهي تخبئ الرسالة في ملابسها وتقول
- انه ابن الجيران يطرق ويهرب لا تقلقي غذا سأحدث امه ان التقيتها
قالت يامنة حماتها وهي تشم:
- مممم رائحة طيبة
- اتمنى ان يعجبك وضعت فيه من السمن الذي اعطتني منه رقية الممزوج ببعض الاعشاب ولست ادري ان كان سيعجبك؟
- من رائحته اعتبريني اكلت منه واعجبني
اقتربت منها ياسمين تنظر الى عيونها التي تخاف من ان تكون ترى شيء
- امي هات يدك لاعيدك الى الصالة
خرجتا الى الصالة حيث كانت ابنتها فدوى جالسة مراقبة حركات الرسوم المتحركة في التلفاز
- فدوى شغلي التلفاز على الصلاة فجدتك تريد ان تسمع الخطبة
فدوى وهي تزم شفاهها بعناد وتهمهم بعدم رضى لكنها قالت
- حسنا
ياسمين سرحت في افكارها حقا لايمكنها ان تنكر ان اعجابها بذلك اليونس متواصل ولاتدري الى اين سيوصلها
وثانيا عليها اخذ الموافقة من حماتها فحتى وان ارادته فتبقى من عاشت معها هته السنين كلها تاج راسها وعليها ان تتبرك منها
كانت جدا مترددة فسمعت الجدة تقول لها وهي جالسة بجانبها:
- ياسمين يا بنيتي العزيزة هلا اخبرتي امك بما يشغل تفكيرك فلم تكوني قليلة الكلام هكذا واحس بنبرتك احساسا بالاضطراب او الانزعاج ....وقبل ان تقولي لاشيء... اعلمي انني لن اسامحك ان انت كذبت وخبئت الموضوع لنفسك
سمعت يامنة تنهيدة من ياسمين تخرج حارة
نطقت ياسمين بهدوء مصطنع تغلف به ما تشعر به من توتر:
- امي انا فعلا احمل لك معي خبرا والحمد لله ليس سيء لكن يمكن ان يكون كذلك على حسب نظرتك له
- اللهم اسمعنا خيرا... تكلمي بنيتي وسيكون بإذن الله كل خير في جوابي
نظرت ياسمين الى ابنتها التي كانت تلاعب احدى عرائسها
- فدوى صغيرتي اذهبي الى غرفتي ونامي لك قليلا او العبي هناك فانا اريد التكلم مع جدتك
- حسنا ماما
عندما ذهبت الصغيرة مقفلة الباب ورائها
التفتت ياسمين الى حماتها تضع راسها على كتفها كما لو انها تسبق لها تعبها قبل الامر الذي سيكون فيه كل الراحة لها
- امي العزيزة تعلمين معزتك عندي ولم ارى امرأة حنونة مثلك ولاصبورة على المكاره مثلك ...انت تستحقين حياة افضل من هذه
- الحمد لله على فضله لاأبحث سوى على ستر الله ونحن فيه ولاينقصنا شيء ....وانت بدون ان تحاولي التمهيد الى الموضوع فأنا اشعر واعرف لربما ما هو لكن سأنتظر ان تتكلمي؟
- امي لقد ..تقدم لي احد واسمه يونس هو ابكم لايتكلم لكن هذا لايمنعه من السمع الشيء الذي يظهر لي فيه الغرابة ...آسفة والله آسفة(قبلة كتفها ويدهاالتي ازاحتها يامنة ووضعتها على رأسها بابتسامة مشرقة رغم الخطوط التي رسمتها السنين على محياها)
- غاليتي ...ان انت تاكدت من انه رجل صالح فليأتي الي رغم انني عمياء الا انني اسمع ورغم انه ابكم الا انه توجدين انت من ستخبرني بما يقوله وعندها لن اقف في طريقك بل انا من سيوصيه عليك
دمعت عيون الياسمين على كل شيء على معاناتها التي مضت على الايام الحلو والمرة وعلى لطف هذه المرأة معها الذي يعوض عليها بعاد امها لذلك اخفت وجهها تنتحب على كتفها بينما يامنة تطبطب عليها بحنان
بعد ساعة الغذاء
ارتدت ياسمين حجابها وجلبابها البني وتركت حماتها تقوم بأخذ ساعة تريح فيها عضامها في النوم وكذلك ابنتها التي لاتفتا ان تذخل بجانبها لتحضى بدفئ هذه الحمات الحنونة عليهم
خرجت من المنزل والتقت بالعربي الذي كان ينزل من منزله وبما انها تكرهه اشد الكره وتكره حتى تصرفاته الكريهة معها لم تعره اهتماما ومشت لكي تصل في موعدها
بعد بعض الوقت عن ابتعادها من مكان المنزل شعرت بيده تطبق على ذراعها بقوة والتفتت لترى انه لم يكن سوى العربي
- ما الذي تريده مني دعني؟
- ما انا بتاركك تذهبين الى ان تخبريني الى اين؟
حاولت جاهدة ان ترجع منه يدها لكن دون فائدة
- العربي والله ان لم تتركني لأ جعل منك مهزلة بين الناس الا تخجل على شيبك ايها الرجل اليس عيبا ما تفعله وراء اهلك بينما ابنتك تحاول جاهدا ان تجبرها على ما لا تريده
- انت لن تذهبي الى مكان وستكونين لي
حاولت ان تضربه لكن قوتها لم تكن لتضاهيه
يحاول ان يتحرش بها
سمع فجأة الاثنان صوت رجل يخرج حادا كالسيف
- العربي اتركها
في مدريد
بتوقيت آخر وفي مكان آخر
تلك الغرفة التي تنام فيها تلك الفتاة والتي يضهر من وجهها الصغير انها لاتبلغ من العمر اكثر من 18 عشر سنة
دخلت في غيبوبة ولم تفق منذ ان ادخلت الى المستشفى
كان هناك شاب يقف امام الزجاج مراقبا اياها في لباس متكون من جينز ازرق وتيشورت ابيض عليه كتابة سوداء
شاب يبدو من هيئته لمراهق بالفطرة
صديقها الحميم والحب الاول الذي تربع على قلبها
في هذه البلاد المتحررة
في الرواق انفتح المصعد الذي خرج منه عصام بهيبته الاسبانية العربية المتوحشة بالنسبة للبعض والمثيرة للاخر كان يرتدي معطفا اسود تحته بدلة عمل رمادية وموشحا بوشاح رمادي قان يلائم مظهره الانيق ببشرته السمراء وشعره الاسود
وقف لحظة يعتصره الغضب لرؤيته لذلك الابله الحقير كما يسميه امامه
اسرع الخطى ليصل اليه وانصدم هذا الاخير من السرعة التي بوغت بها من طرف عصام حيث ان عصام يكاد يخنقه وهو يعصر اصابعه على طوق تيشورته بالغضب الذي يحرقه من الداخل
- ايها الحقير ...الم احذرك من رؤية وجهك هنا او اي مكان تتواجد فيه عائلتي ...( اعطاه عصام ضربة قوية على فكه والذي كاد ان ينكسر تحت ضربته ..لاحظت الممرضات المنظر فانتهى احد الدكاترة بالاقتراب من مكان الشجار
قال الدكتور البريطاني الاصل
- سيد عصام من فضلك هذا المكان ليس للشجار المرضى يحتاجون الى الراحة ان كانت هنالك من اشياء عالقة بينكما فقوما بفكها خارجا
قال عصام يلهث من الغضب
- الم اطلب منكم الايقترب هذا الاخرق من اختي
نهض الفتى وهو يدعك فكه
- ما الذي فعلته يا سيد عصام لم اقم بفعل مشين اريد رؤيتها كباقي الناس
قال عصام يشير له باصبعه وذراعه تنتفض من الغضب
- ستخرج اتفهم ولااريد منك ان تعيد مرورك على هذا المستشفى والا بثرت اقدامك
قال الدكتور البريطاني محذرا:
- عصام لا.... تهديد ..والا ناديت السيكوريتي ليقوم برميكما خارجا
هدئ عصام وهو يلتفت لينظر من الزجاج الى اخته محاولا ان يكبت قدر المستطاع غضبه فلم ياتي اليها ليخرج ...و انصرف حبيب اخته المزعوم خائبا مهزوما
قال الدكتور :
- عصام نعرف جيدا انك تعاني لكن المستشفى مليئة بأمثالها وهم يعانون ايضا عليك بالصبر والهدوء
- كيف حالها؟... هل من جديد؟
-لا....و اتمنى الا تكثر من عنادك ياعصام وتوافق على نزع الاسلاك لترتاح فلن ينفعك ابدا ان تديم تعذيبها بالجهاز.... فكر جيدا
تركه يتخبط بين الغضب... الالم الذي يفتك بروحه بالذكريات التي يريد ان ويمحيها وان يعيد الزمن ليصلحها يريد ان يبكي بشدة رغم انه رجل الا ان الم فراقها يضعف قواه الى آخر حد
جذب هاتفه من جيبه ليتصل
- الو ....هلا اتيت الى المستشفى اريد ان اتحدث معك .....ومتى ستنتهي؟ .....اذا لاتتأخر
فضل ان يذهب الى الكافيتيريا بالمستشفى لينتظر حضور صهره فهو ينوي ان يصفي القلوب فلم يعد يحتمل ما يثقل على قلبه من مشاعر مهلكة
اقترب من احدى الطاولات الصغيرة
رفع اسفل معطفه بخفة ليجلس واضعا امامه قهوته التي تساعده على الاسترخاء قليلا
عادت به ذكراه الى اكثر من شهرين
كانت اخته تلك فتاة مراهقة صعبة المراس وهو كلما وضع لها خطوطا حمراء لتحترمها
ساعدتها امهم مريم الاسبانية على ضربها عرض الحائط وفعل ماتشاء لكي تشعره انه ابدا لن يتغلب عليها
فمنذ ان تخلى والدهم عليها منذ اكثر من 16 عشر سنة وهو يذكر جيدا انه كان مراهقا يفهم ما يجري من حوله بالتفصيل
تركهم والدهم لكي يعود الى احدى نسائه المفضلات في ذلك الوقت تزوجها وذهب تاركا مريم وحدها تصارع مع اولادها الثلاث
شعرت انها تريد ان تنفجر فقد كانت تعشقه لابعد الحدود
اولا لكي تنتقم خرجت من الاسلام لتعود الى المسيحية
ولكنها لم تستطع ان تزحزح اولادها من اسلامهم لانهم سجلوا بانهم مسلمون
الان عصام يحاول جاهدا ان يعيدها الى صوابها لكنها اصبحت متوحشة
ضارية ولايستطيع ان يحكم عليها السيطرة
لنعد الى اخته
اخته تلك اغرمت بذلك الشاب بشدة ورفضت ان تتخلى عنه وبما انها تكره عصام لانه يفرض عليها بعض القيود بحسب دينهم
تقوم امها بهدم كل شيء وتقوم بتحريضها لتفعل ماتشاء مع صديقها ذاك وهنا بدأت المشكلة ابدا في حياة عصام رغم انه حضي وبسبب المغريات بحياة فالتة بعض الشيء لكنه الان ما بقي يجد فيها طعما وتخلى عنها كليا
كان يعود في ذلك المساء وفوجئ بان اخته الصغرى المدللة تدخل صديقها الى غرفتها
ماحصل في تلك الليلة لاينسى
اول ما بادر بفعله وهو انه قام بتهشيم وجه الشاب وكاد ان يتسبب له في اعاقة دائمة
وقام بطرده خارجا تحت صرخات اخته الاحتجاجية والتي قام باسكاتها بسجنها في غرفتها
وبما انهم في الطابق الثالث لم تخطر في باله ابدا ان اخته المجنونة قد تفكر بالقفز لتهرب وكيف واتتها القدرة على رمي نفسها
واستبعد بعد ذلك انها حاولت ان تهرب بل كانت تفكر في الموت
لكن لم تفلح فقد بقيت على قيد الحياة وادخلت المستشفى
والان لم يعد لها فعلا اي امل في الحياة لذى سيقومون بنزع الاسلكة بامر منه.... وكم هذا صعب عليه فعلا لايستطيع ان يفكر بهذا.... ويعلم انه لم يفعل سوى ما هو في مصلحتها الا انه كان السبب ايضا في انتحارها وهاهو تملأه الان كل انواع الندامة على فعلته لو كان فقط يستطيع ان يكتم غضبه ويتحلى بالهدوء لكان استطاع ان يربح عقلها بهدوء كما استطاعت امه ان تفعل
ويفكر انه ايضا ما كان سيسمح لاخته نسرين بالزواج على الورق بمغيل
ولم يوافق الا من خوفه ان تقوم بقتل نفسها هي الاخرى رغم انها اكثر تعقل الا انها طلبته كثيرا واستجدت موافقته وحصلت عليها لكنه اظهر انه غير راض فزواجهما بالنسبة للاسلام باطل الى ان يقوم ميغيل باعتناق الاسلام وهذا ما يتمناه
يحس ان دوامة الحياة من جهته تجري بسرعة بحيث لم يستطع ان يسترجع انفاسه منها ومن مصائبها المتتالية والتي تنزل كلها على رأسه
يحتاج ان يستند على احد لكن من ...من ؟
قطع سيل افكاره وصول ميغيل الذي قال
- السلام عليكم
نظر اليه عصام بذهول وابتسم
- ارى انك بدأت تستوعب دروسي ....وعليكم السلام
قال مغيل ولايبدو على ملامح سوى الجدية:
- لما طلبتني؟
- كنت اريد ان تسامح فظاظتي البارحة لم اكن بوعيي وترى الكم الهائل من الضغوطات التي اعاني منها فارجوك لاتتحامل علي
- مهما كان نحن اصدقاء يا عصام ...وانا مغرم بأختك واريد لها الخير فقط ولا اريد من شيء حتى ولو قشة مأذية ان تأذيها ....لكن ان انت صبرت علي فسأدخل الاسلام بسرعة لن تتوقعها لكن اعلم انه لمن الصعب التخلي عن دينك ما دمت متشبتا به
- ديننا حق يا ميغيل واليوم بالذات قمت بزيارة المسجد والذي اهدوني فيه بعض الكتب الاسلامية المترجمة واتمنى ان تقرأها وان تتمعن فيها
- حسنا ...الهذا اتصلت بي؟
- ولاجل امر آخر اريد منك ان تعطيني رأيك فوالله الامر صعب علي ...لكن ان كان لراحة اختي فسأقوم به
- وما هو ؟
قال عصام بتعب واضح وبصعوبة
- سنريحها من الاسلاك لأقوم....باخذ جثمانها.....الى ..الى المغرب





في القرية

سمع العربي ذلك الصوت وشعر بالرعشة تسري في كامل جسده باردة اشد البرد الذي يمنع من دفئ الصيف من ان يتسلل لعضامه نهائيا
ترك العربي يد الياسمين التي كانت شاكرة فعلا لمنقدها
لكنها ما ان نظرت اليه ما فتئت ان انحنت تقول بالكاد:
- اخي... شكرا لك
وانصرفت بينما منقدها ذاك لم تكن عيونه مسلطت سوى على العربي بكره اراد هذا الاخير ان يعود لبيته جريا او ان تنشق الارض وتبلعه
انه هو لقد عاد يا للكارثة
قال هود والذي كان يربط على خصره السترة العسكرية على السروال العسكري ايضا ويبقى بقميصه الابيض بحمالاته يضهر مثانة جسده الرياضي بشقاء السجن
- قال باسما يقترب من العربي ....اهلا هههه
ضمه يربت على ظهره بينما العربي ما كان ابدا متجاوبا مع رؤيته

قال هود يبتعد عنه لينظر اليه وملامحه تتحول من الابتسام الى القسوة :
- ماذا الهذه الدرجة انا عزيز عليك؟....هل سنبقى هنا ام انك ستعزمني الى بيتك ؟ اتراه كما هو لكن؟؟؟ يا صاحبي تغيرت واصبحت اكثر هرما حتى من تصرفاتك اصبحت اكثر حقارة
قال العربي بعد هته اللحظات التي اقتصرها على النظر والصمت :
- هود....ما الذي جاء بك الم تكن في السجن ؟
وضع هود ذراعا قوية على كتف العربي وجره الى طريق بيت العربي
- اجل ..كنت في السجن يا العربي والحمد لله بفضل الله عدت ولن تفرقنا الايام بعد الان الا بالمفاجئات
قال العربي وهو يحاول ان لا يسايرهذا الشاب الى بيته فقد كان الخوف يرعد جسده حتى ظن انه سيسقط
- هود ....ارجوك لاتفضحني انا اتوسل اليك
- فلنذهب الى بيتك ولنتحدث على راحتنا حسنا ....هيا


في الوادي قرب شجرة الزيتون الكبرى بالمنطقة
كان يتكئ يونس وعود من السواك بين اسنانه البيضاء مرتديا سروالا فضفاضا في الاسود مع صدرية مطرزة كذالك في نفس اللون مع شربيل ابيض مختلف التطريز
ينتظرها على احر من الجمر ومتشوق وكل الاشواق في روحه اليها تدفعه
يتمنى بفارغ الصبر ان تقوم بقبول الزواج منه فعندها سيكون من اكثر الناس سعادة
سمع وقع اقدام ناعم على التراب فشعر انها هي لذى استدار لتقابل نظرته تلك بشتى المعاني
لم تكن تريد ان تخبره بما كاد يحصل معها رغم ان ذلك الاحساس انه اليوم سيكون لديها من يدافع عنها يملأ روحها فرحا قالت بخجل:
- لقد وافقت ...وارجوك ألا تنظر الي هكذا فانا اخجل
نظر اليها مبتسما واومئ بالايجاب اقترب منها واعطاها شيء كان قد سبق وكتب فيه ما يريد منها فعله وما سيفعله
- سآتي الى منزلكم في المساء لانه ليس هنالك ما يدفعنا الى الانتظار سآتي بالكاتب وفي الغذ ستنتقلين مع اهلك لبيتي
- بهته السرعة يا يونس ....عليك ان تقابل حماتي
عقد حواجبه ومرر اصابعه على شاربه الرفيع واعجبت ياسمين بحركته فابتسمت وانتهى بالابتسام بدوره ليمسك الورقة من يدها ليكتب
- أجل سألتقي بها والكاتب سيكون معنا فاذهبي لتجهزي نفسك
نظرت اليه بغرابة
- ما دمت يا يونس تنوي الخير معي فلن ارفض السلام عليكم
رد عليها السلام في قلبه
تبدو له مختلفة عن الباقين
جميلة بعيونها ونظراتها
وعندما تبتسم تخترق فؤاده بلذة ويعلم انه فعل الصواب بعرضه الزواج عليها


في منزل العربي
صعد العربي وهو يلتفت وراءه مرتجيا في نفسه ان يكون هود قد تاه عنه لكن صدمته نظرته الحادة وشبح ابتسامة كادت تشله
قال هود يصعد الدرج وراءه
- لا تخف علي يا العربي اعلم الطريق جيدا فلن اتوه
اكملا الصعود الى ان وصلا امام الباب ليدفعه العربي ويسمع جميلة التي كانت منكبة على الاواني في المطبخ
- ابي هذا انت؟
رد بصوت عالي يشوبه من الرعب الكثير
- اجل انه انا و...لدي ضيف
كانت رقية توضب الصالة الصغيرة وعندما لاحظت اقتراب زوجها وضيفه الغريب انسحبت لتتركهما معا على راحتهما
دخلت الى المطبخ وجميلة لاتزال منهمكة في غسل الاواني
- من اتى هته المرة يا امي؟
قالت رقية تشعر بالقشعريرة مما لاحظته على وجه الغريب
- لا اعرف لابد انه من معارفه يبدوا عليه انه شاب خشن من مظهره
....وقد لاحظت ان في اعلى جبهته من اليمين تشوها غريبا كما لو انه حرق او شيء كهذا
قالت جميلة بسخرية :
- اتريدين مني يا امي ان اشفق عليه انه من معارف والدي فلا يخفاك ياعزيزتي انهم من نفس الثوب يرتدون ثوب الحقارة بذكاء لا يقهر
قالت رقية تنظر الى ابنتها التي اصبحت مختلفة منذ ان علمت بالزواج الغريب الذي فرضه عليها والدها في الاسبوع المقبل :
- كفي يا ابنتي عن هذه القسوة ليس من الجدي التعامل هكذا لاتحكمي على الجميع من منظار ابيك
غيرت جميلة الموضوع :
- هل اخبرك بما يريدانه ...اعني هل نبدأ في تحضير الشاي ام الشراب ؟
قالت رقية مقطبة :
- متى ستتأدبين يا فتاة الى اين تريدين الوصول بهذا التصرف المخجل
قالت جميلة :
- انا المخجلة يا امي ام هو زوجك المتعجرف الطاغي الذي لم يجد من يدمر طغيانه عنا وكلت فيه الله سبحانه هو من سيأتي بحقي منه
تركت المطبخ وتوجهت الى حيث يجلس الاتنين في الصالة
ولم تلاحظ والدها المنكفئ الظهر من الاحباط الذي الم به فجأة ولا النظرات المتمكنة لهود على والدها
دخلت كالعاصفة لا تلمح من غضبها الجالس حتى
- ابي لقد طفح الكيل معك الى متى سنضل لديك كالعبيد وتحت سيطرتك متى ستترك لنا متنفسا منك يا اخي....صرخت.... خنقتنا
كاد والدها ان ينهض ليقوم بضربها كما العادة فهو كلما تمردت ردعها بالضرب المبرح لكن الخوف المستبد به جعله يتراجع فيعرف جيدا إن هو نهض لضربها فلن تستطيع ان تستفيق في الغذ من الالم وفي نفس الوقت يخاف من هود الذي يستطيع ان يجعله يتجرع من الندم على اية فعلة قد يرتكبها
كان هود يمدد ذراعيه على المخذات وراءه مستويا اكثر في جلسته .... ينظر اليها بتمعن حيث كانت مرتدية احدى مناماتها الواسعة الخفيفة البيضاء بورود صغيرة في الازرق
وكم بدت له شهية لابعد حد
او لحد الوجع والالم المتلوي في عروقه في هته العروق التي ظنها ميتة لاتشعر بشيء سوى الغضب الذي لاينطفئ
لكنها الان يشعر بها تغلي بشكل غريب لدرجة هوجاء تلهب القلب القاسي الذي يملكه
يريد ان يعلم فقط كيف لهته الجميلة ان تفعل به هذا تجدبه وتستميله بوجهها الصغير وفمها الشهي
لم يستطع ان يمنع نفسه من التلذذ بمظهرها الغاضب والذي شعر بانه يثيره بشدة لايخفى عنه بياضها ولا شقر شعرها كلها جميلة كاسمها
لاحظ العربي نظرات هود الى ابنته فسارع بالقول بحدة:
- اذهبي جميلة الى غرفتك وسيكون لنا كلام لاحقا
التفت عليه هود بحدة كالسيف كاد ان يقسمه بنظرته
فقالت جميلة :
- لا ابي علينا ان نضايف الضيف فإكرامه واجب
انحنت قليلا على هود والتقت نظرتها مع صاحب اللحية الخفيفة جدا ولم تمنع نفسها من ان تنتقل نظرتها الى الجهة اليمنى من جبهته المشوهة قليلا ولاتدري سببا لارتباكها فهذا الرجل جذاب ولاول مرة ترى شخصا غريبا من اختيار والدها لاصدقاءه
قالت بارتباك لم تدري له معنى:
- سيدي اتريد ان احضر لحضرتك بعض الشراب ؟
قابلتها نظرت منه تفصل كل جزء من ملامحها على حدى
شعرت ان نبض قلبها تغير ولاول مرة رغم نظرات اصدقاءه الاخرين اليها الا ان هذا الرجل لاتعرف لما نظرته تلك هزتها بمشاعر خاصة لم تعهدها في حياتها
قالت مرة اخرى :
- سيدي ...لما تنظر الي هكذا؟ هل ابدو لك احمل في جسدي وشوما ما
ابتسم هود لها ونظر الى والدها الذي يكاد ان يقفز لينقض عليها في اية لحظة
- العربي ابنتك تسأل ان كنت اريد الشراب هل ابدو لها كأصحابك؟
قال العربي موجها كلامه الى ابنته
- اذهبي ..هيا انصرفي يا جميلة
نظرت الى الاتنين ولاتعلم لما نظرت ذلك الرجل لاتزال تشعرها بشعور رقيق يأخذ مأخذ الانفاس
دلفت الى غرفتها متجاهلة نظرة امها الجزعة المتعجبة لما العربي لم ينهض هذه المرة ليضربها؟
اقفلت باب غرفتها وجلست على السرير تشعر ولاول مرة انها تريد ان تتشبت باي قشة قد تنقدها من الزواج الذي يريد والدها ان يجبرها عليه وبدون عقد
زغاريد دون اوراق تتبت حقها كزوجة الى اين يريد الوصول؟
في الصالة
تنهد هود يتذكرها واقفة امامه وقال يمرر يديه على ذقنه الملتحي قليلا:
- ابنتك كبرت ما شاء الله ...اتذكر كانت في السادسة في ذلك الوقت الان على ما اظن لديها 23 سنة الفرق بيننا 12 سنة ليس بالكثير
قال العربي تكاد عيونه تنفجر من مكانها :
- ماذا تعني بتقييمك لسنها؟
- هههه... العربي انت في يدي... وسي محمد في يدي... جميلة في يدي وسوف ترى ما الذي انا قادر على فعله
نهض من مكانه ولايدري لهته الرغبة تفسيرا كم يتمنى ان يراها مرة اخرى نضجت واشرقت وازهرت ولاتدري انها بجمالها ذاك قد اشعلت البركان الثائر فيه وليتها لم تفعل
التفت الى العربي الذي كان في قمة الشحوب والذي ان رآه احدهم سيضن انه سيموت في هته اللحظة لا محال لكن هود رفض ان يقع في فخه مرة اخرى
- انظر الي العربي ...انت لم تعاني بعد ولن ارتاح الا وانت ومن تعاونت معه تغرقان في الاسى وتدفعان الثمن على ما اقترفتماه في حقي
قال العربي يقفز من مكانه بصوت يحاول ان يجعله منخفضا:
- أأأنت...هود ...انت ايضا كنت مذنبا في الامر... فلا تقم بشيء قد نجعلك تندم عليه
ضحك هود بعجرفة:
- تهددني ايها القزم ....في الحقيقة سأقوم بشيء هي فكرة طرأت في بالي وسأصدمك بها ان شاء الله انتظرني....آه على فكرة جميلة لااريد من يدك الوسخة ان تلمسها او ان تأتي بأولائك الوسخين لتقوم هي بضيافتهم فإن علمت على انك تستغل جمالها في شيء من هذا القبيل لأقتلنك وارمينك في بئر جافة
خرج ليترك العربي في حالة لايرتى لها كانت الحالة تشتد عليه شعر انه يلفض انفاسه الاخيرة لكنه ما فتئ ان استرجعها ليسبح في تفكير محبط يجعل من بطنه تلك تدخ الاطنان من الاوجاع


في المساء
اعلمت ياسمين حماتها بما قاله لها يونس وتعجبت هذه الاخيرة لكنها اعجبت بالرجل لانه لاينوي شيء سيئ لذلك وافقت على حضوره
اضطرت ان تصعد الى جارتها رقية رغم ما فعله زوجها الخسيس وتخبرهما بالخبر السريع الذي اسعدهما وصدمهما وكذلك طلبت منهما المساعدة لذلك نزلتا عندها وساعدتاها في التحضيرات البسيطة
من تحضير ما استطعن من حلوى رغم ان المدعوين لم يكن سوى رقية وجميلة فهي لاتتعامل مع الجارات الاخريات لانها تجدهن منافقات
وقد اتخمنها بالزغاريد فقط للاشهار باها ستتزوج
في غرفتها كانت تقف امام مرآتها التي لمعتها لتعيد اليها صورتها بشكل واضح وجميل
ارتدت قميصا بلون زهري رائع بفتحة عند اول الصدر كانت تخبئه فقط للمفاجئات
ساعدتها جميلة في رفع شعرها ككعكة مرتبة ووضعت قرطين جميلين من الذهب و ارتدت جلبابها وحجابها من اجل الكاتب الذي سيأتي ليكتب عليهما
بعد بعض الوقت اتى الكاتب مرفوقا بيونس وشاهدين ...والذي طلب موافقة الحماة عن طريق الكاتب وطبعا حددت الحماة بعض الشروط التي ستضمن لياسمين حقوقها... واعطي المهر.... وهكذا تم الإمضاء على العقد ...ووضع الخواتم ومر كل شيء على خيرما يرام
حتى ان فدوى الصغرى كانت سعيدة لما علمت بطريقة ذكية من امها عن انه الان سيكون لها اب جديد
لكن ياسمين لاتدري لما تشعر ان الوضع مر مرور البرق فلا تدري كيف تزوجت بسرعة في يوم واحد؟ تكاد تجن قلقا من هذه السرعة وما قد يترتب عليها من نتيجة
دخلت الغرفة بعد ان تركت الشهود والكاتب مع حماتها على ضيافة كل من رقية وجميلة اللتان تكلفتا بكل الامور تقريبا
واقتربت من السرير لتجلس عليه تلف الخاتم على اصبعها
كان في قمة الجمال وكذلك مهرها الذي كان يتكون من الذهب والمال اللذان خبئتهما في الخزانة
كيف ستتعامل مع يونس الان وهو لايتكلم ؟تدري ان الامر لن يكون صعبا لكن سيكون هنالك نقص في الامر لذى تتمنى من الله ان يسهل عليها الموضوع
طرق الباب
لتدخل منه رقية وتقفله وراءها تقول :
- حبيبتي والله تشبهين فلق القمر المضيء في ليالينا لم اظن يوما انك جميلة هكذا اسعدك الله
- وانت ايضا رقية اشكرك آسف ان اتعبتك معي
- لاتأسفي اولا لقد وضبت غرفة يامنة ووضعت فيها الصغيرة لتنام فيها مع جدتها وان احتجت الى الراحة فاستطيع ان آخدهما عندي لتناما وسأسهر على راحتهما؟
- لا لا ....ليس عليك فعل ذلك مشكورة يا رقية والله
- لاتشكريني هذا واجبي ...تركت جميلة تتحدث مع يامنة ويونس ...آه لأنصحك..... فقط افردي شعرك قليلا ستبدين جميلة... تصبحين على خير سأضع يامنة في سريرها وسأصعد انا وجميلة لترككما على الراحة
اومئت ياسمين بنعم
بقيت لحظة تنتظر
ووقفت تقترب من المرآة تتأكد من انها مرتبة جيدا لكنها بدل ان تفرد شعرها فضلت تركه مرفوعا افضل
سمعت الباب على يمينها يفتح ليدخل يونس منه
بدت له عروسا بحرية بدل عروس عادية كانت ثثقل صدره بالوجع فيتمنى ان تضع رأسها الجميل على صدرها لتدفئه وتشفي غليله
- مبروك يا عروس
لم تنتبه في البادئ لكنها ما ان سمعت صوته حتى تملكها رعب غريب
- لللللقد...تتكل..لمت ...
اقترب منها يزيل صدريته ويرميها بعيدا مع كل اقتراب منها كانت تبتعد الى ان سقطت على السرير
نظرته جالت على كامل جسدها وقد طال به كتمان كل هذا الشوق لها فقال:
- الا تذكرينني يا حبي ام انك تحتاجين دفعة للذكرى
جذبها بقوة اليه يضغط جسدها ويده تضغط على موطن كليتيها ومرر شفاهه على كامل وجهها
اما هي فقد كانت بين نارين الاولى من يكون بالتحديد؟ ولما الكذب؟
والتانية انها تريده بوجع حقيقي
شعرت بانفاسه حارة على اذنها وشفاهه التي اخذت منها عدة قبلات أذابت روحها وانستها تقريبا من تكون
همس لها رغم انه مثقل بالرغبة الى ابعد حد:
- انت يا ياسمين لاتذكريني لكنني اذكرك كما لو انها البارحة
قرب شفاهه من فمها وقبلها يستشعر شفاهها الرطبة ورحيقها الذي يتمناه حتى الفناء
بعثرها بشدة مع ما سمعته من كلام منه
ابتعد عنها مكرها ليتركها تسقط على السرير مرتجفة من ابتعاده المفجع
- اتذكرين ....عندما جئت لاخطبك... قبل ازيد من احدى عشر سنة ورفضتني حتى قبل ان تريني
تحاول جاهدة ان تتذكره اين هو في ذكراها اين ؟
اصبحت كما لو انها تتصفح الماضي بسرعة علها تجده في احدى الصفحات
- انا اكون من اقارب اخت امك من الاب الاخر
صعقها ما سمعته انه هو تتذكره الان
وتتذكرذلك اليوم الذي تحججت فيه بمئة حجة لكي لاتراه رافضة بشدة ذلك الزواج
وفي الاخير اسمعتهم صوتها من غرفتها وهي تصرخ بأنها ابدا لن تتزوج من العائلة
قال يتنهد مواجها إليها نظرة عميقة
- انه انا يا ياسمين ...وكم كنت قاسية علي.. رأيتك مرة واحدة حيث لم تنتبهي الي ....رأيت تلك المرأة التي رفضتني فقط لانني من العائلة .....من اجل من ؟ من اجل رجل آخر كنت تذوبين حبا فيه... ولو كنت انسانا شريرا لقمت بتدفيعك الثمن على لقائك به في الخفاء كالمجرمين... ولو لم اعلم انك شريفة لكنت الان بين الاموات
- ...انا ....لست ...
اقترب منها وجذبها مرة اخرى لتقف اقترب منها اكثر وفك شعرها من مشبكه ورماه بعيدا ليخلل اصابعه فيه ويزرع رأسه في عنقها تحت لهثاثها ولهتاثه فهمس مع قبلاته الرقيقة على عنقها
:
- ستروين ...عطشي... الذي صبر عليك... سنين مضت
لم تستطع مقاومته ولا تدري لما خانها جسدها تحت قوته الطاغية ولكنها تدري انها في ذلك الوقت فعلا جرحته من اجل حبها الاول
لكنها تعرف انها حتى لو اعطته ما يريد فلن تسامحه على كذبه المتقن وسرقة حريتها بهته الطريقة
لكن مع هذا الرجل هل سيترك لذكرى الحب الاول في قلبها بالبقاء ؟
يتبع ..............
ان شاء الله في الجزء القادم سيكون حافلا بالمشاعر لابطالنا في القصر فلتتابعوني ولاتبخلوا علي بآراءكم

 
 

 

عرض البوم صور Jάωђάrά49  
قديم 26-10-09, 01:54 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب مبدع


البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 147004
المشاركات: 5,481
الجنس أنثى
معدل التقييم: Jάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2060

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Jάωђάrά49 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Jάωђάrά49 المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

الجزء الحادي عشر

ان شاء الله
آآآسفة يا بنات منسق النص عندي خربان ومو راضي يتصلح اتمنى
اذا مرت ارادت الحياة ان تكبر لي الكتابة على رقم 5 مع شكري الخالص لها واتمنى ان تقبلو هذا الجزء وان ينال رضاكم

{{ السلام عليكم}}

{{ كيشرفني انني نعرض على البنات كلهم لي متابعيني}}

انكم تحضروا معايا عرس كل من

لالة عبير لمولاي سعيد

ولالة ثريا لمولاي عثمان

{{ وكنتمنى ان الجزء يعجبكم }}


{{السلام عليكم}}


{{ يشرفني أن أقوم بدعوة حضرات العضوات المتتبعات}}

اعني فراشاتي المبجلات

اليوم على اجمل حدث في مزرعة الحاج المنصور

وهو حضور حفل زفاف

عبير عقيلة سعيد المنصور

وثريا عقيلة عثمان المنصور

{{ واتمنى ان يروقكم الجزء}}


في منزل السي محمد

خرجت رشيدة من غرفتها تاركة زوجها وراءها يكمل تجهيز نفسه للذهاب الى القصر ...وقد ارتدت احدى قفاطينها باللون الذهبي اللامع ..وأكملت تزين نفسها باساور من ذهب مع بعض الخواتم وسلسلة ذهبية مكتوب عليها اسم الله

توجهت الى غرفة ابنتها هند وطرقت لتدخل بعد ذلك وفوجئت بما رأته
قالت مقطبة وبانزعاج:
- هند.... ما الذي تفعلينه؟

قالت هند المرتدية لاحدى مناماتها الوردية مضطجعة على سريرها تقرأ
ومن يراها يظن ان الكتاب الذي تمسكه مثير الى ابعد الحدود
- الا ترين امي ؟انا أقرأ....
قالت رشيدة التي القت نظرة على ساعتها بتعجب
- كيف ؟لكن لما لم تحضري نفسك بعد ؟العرس بدأ منذ ساعة ونحن لم نذهب هذا غير معقول انهضي لتحضري نفسك
قالت هند التي تفعل المستحيل لتضل عيونها على الكتاب باهتمام زائف
- اذهبي انت امي انا مرهقة جدا واحتاج للراحة فقط

قالت رشيدة بعصبية:
- لكن يا ابنتي ماذا سأقول لفاطمة ومليكة هذا ليس تصرفا صائبا والحدث هذا لايتكرر عند عائلة مثلهم كل يوم ...غير معقول ..الن تنهضي الان ؟

قالت هند بنفس نبرتها التي تواري كل مشاعرها
- آسفة ماما ...لكن ان رايت ان الامر سينقص من صورتنا فالافضل الا تكذبي وتخبريهم انني متوعكة قليلا وابعثي لهم بتمنياتي لهم ان يعود عليهم هذا الزواج بالمسرات

قالت رشيدة متأففة :
- اووووف منك عندما تعاندين لايستطيع احد ان يغلبك سافعل ما قلته وامري لله ...هاهي صفية ستبقى معك الى ان نأتي

-حسنا ماما سهرة سعيدة

- ليلة سعيدة ابنتي ...متاكدة لا تغيير في الرأي

- ابدا ماميتا اذهبي انت

عندما خرجت رشيدة ارتاحت هند ولمعت عيونها بنصر ضئيل رغم انه يغمم على قلبها الصغير كثيرا لكنها تترك للنذر ان يأخد المرتبة الاولى الى ان يأتي ويطلب يدها
لكن الايام بدت لها كالاعوام
واحتد عليها الحال في الحب
شعرت ان الهواء العليل تلك النسائم الدافئة التي تنسل من بين الستائر في الغرفة تشعرها انها ابدا لن تشبه
تلك النيران المتقدة في قلبها
تحبه وباتت تشعر انها قد تموت حزنا ان ابتعدت تلك الصورة التي حفرتها له في خيالها انه فارسها هي
ابتسمت
خيَّالي ولا في حكايات الصحاري العربية
ولا في اي رواية في لعالم

في القصر

العرس اقيم للنساء في الهواء الطلق بينما الرجال اقتصروا على تركهم في داخل القصر
وبما انها التاسعة ليلا فقد انيرة الانوار والتي اضفت جمالا خاصا على الطاولات والكراسي التي غلفت باللون الابيض حيث وضعت عليها الصحون والمناديل في نفس اللون

كان استقبال المدعوين من طرف كل من عبد الصمد في حلته السوداء الرائعة التي تزيد من اعطائه رشاقة خلابة وحضور مهيب مع ابيه سليمان في جلبابه الابيض

اما عن كل من مليكة المرتدية لقفطان اسود جميل بسفيفة فضية و فاطمة المرتدية لقفطان بألوان زاهية كانتا تسهران على راحة الضيوف في موائدهم والحرص على ان تقوم بعض الخادمات بخدمتهم على اكمل وجه
قالت مليكة لفاطمة حيث كانتا واقفتان بين الموائد:
- الم تحضر رشيدة بعد؟
قالت فاطمة بتبرم:
- لا... ولست أدري ان كانت ستاتي فقد اتصلت البارحة متعذرة ببعض التعب لذلك لست متيقنة من حضورها
- سأصعد انا لأرى الى اين وصلت النكافة مع العرايس

ابتسمت فاطمة وذهبت مليكة تشق لها طريقا بين الضيوف محيية اياهم بلباقة

كانت تشعر بسعادة لاتوصف فهاهما ابنتاها الوحيدتان ستتزوجن... وتسير كل الامور على هدى من الله وكل السحب في السماء منقشعة لتفضي بنجوم تلمع بصفاء.. لكن هل يكون هذا هو شعور كل عروس الصفاء الذهني والراحة والطمئنينة لما هو قادم؟
ام فقط بعض الاضطراب الذي تعاني منه كل عروس بعد زواجها
او هو الخوف المرعب بصورة وحشية فليستا هما بزوجتين عاديتين ولا الازواج بأزواج عاديين

عندما صعدت مليكة الى الجناح الذي تقطن فيه حيث افضي للنكافة ومرافقاتها واللاتي تملأن الغرفة بالزغاريد والصلاة على النبي العدنان المجال لوضع المعدات الخاصة بهم
دخلت وكادت عيونها ان تفيض من الدمع فتضن انها لاتكاد تعرف كل منهما رغم انهما هما ولم يتغير شيء سوى المظهر
كانت ثريا قد رفضت بشدة كثرة القفاطين التي عرضت عليها ولم تختر سوى اثنين والفستان الابيض
وعندما سمعتها عبير فضلت ان تفعل مثلها لتكونا متساويتان

قالت مليكة التي كانت تنظر اليهما بكل حب :
- ماشاء الله في غاية الروعة تبدوان شبه توائم في هذا الثوب

كانت ثريا تقف بشعرها المرفوع بلويات متقنة تسريحة خاصة بالعرائس كانت قد قامت بها احدى الكوافيرات
وبقفطان بنفسجي مزين بخطوط ذهبية رائعة
وكانت عبير تشابهها في القفطان والتسريحة مختلفة قليلا لكن طبعا تستطيع التفريق بين الاختين لان لكل واحدة منهما لها جمالها وحسنها

اما عن العرسان الذين تكفلوا باستقبال المدعوين كذلك في الباب بعد تحضيرهم لأنفسهم .... كان عثمان مرتديا لجابادور يصل الى ماتحت الركبة مع سروال في نفس اللون الرمادي
وسعيد مرتديا طقما اسود متكونا من سترة وربطة عنق انيقة مع سروال في نفس اللون كما يعشق لون كله رجولة وهيبة بالنسبة لرجل مثله يحب ان يميز شخصيته على الاخرين بتواضع طبعا ليس في الامر ذرة تكبر

عرس كباقي الأعراس
روتين سنوي مشبع بالاحاسيس المختلفة وليس هذا الاختلاف بعيدا عن السعادة بل هو متجل في كل ما قد يحيطها
إنها دوامة الحياة التي يحاول البعض ان يسبقها قبل اوانها ومنهم من تجدبه اليها بإرادتها وغصباعنه

كل شيء مثالي الى ابعد حد يبدو الكمال مغلفا الجو بإحكام
جمال العروستين وجاذبية الرجال
والغيرة في قلوب تنهش فيها كما ينهش الكلب بانيابه
عيون مدورة في كل مكان والحسد يطغى على البعض

والكلام لاينتهي مهما كان الامر كاملا فلابد ان يجدو شيء ما ليركزوا عليه فيجعلوه نقطة نقص

من كل هذا
هذا العرس
كما باقي الاعراس
كانت قبله ليلة حناء نقشت فيها الايدي والارجل
للعروستين ولبعض النساء والفتيات اللواتي رغبن في ذلك ايضا

الان مع مرور الساعات كانت العروستين تحت ضغط رهيب في نفسيتهما فكل واحدة تحملها اثقال الافكار رغم امتلاء المكان بالناس والكلام والزغاريد وموسيقى (الجوق ) اي الفرقة الموسيقية الا ان

عبير ما ثلبت ان تمسك يده يدها حتى تشعر ان دارة كهربائية لسعت حياتها كلها ووضعتها على حافة الانهيار
وهي في حياتها ما كانت تشك انها يمكنها في يوم من الايام ان يشتد اضطرابها من زوجها المستقبلي هكذا

ما ان تصل معه المنصة ووراءهن النكافات اللاتي ترافقهن كظلهن
تصدح اصواتهن العالية بالتجربة في المجال من الصلاة على النبي
وتساعدنها في تعديل الجلسة جيدا

ولكن رغما عنها ولكي لاتحرج سعيد كانت تترك يدها الميتة
بين يديه

يصقه هذا الارتعاش
وتقتله هته البرودة التي يستشعرها تصعد تدريجيا الى يدها والتي في هذا الجو الدافئ اصبحت كالصقيع تلسع
اراد ان يضغط عليها ان يأخدها الى شفاهه علها تذيب هذا البرود وتعوضه بمشاعر يعلمها جيدا في عالم النساء
لكن لم يكن ابدا ذلك من الصواب فعله امام الناس


ثريا وهي تقترب بدورها من المنصة تحت تلك الاهازيج التي تفرح القلب
تفرح قلبها وتشعرها بانها نجمة في حدث مهم
وتبعث في نفسها احساس بالزهو
غريب على حالها هي من تعاني من جلافة هذا العثمان الذي في نظراته القاسية السوداء لم تلحظ لينا
كيف سيسهل عليها مأمورية التعامل معه ؟

خلافا على سعيد ابعد يده عنها ليتركها ترتاح بفخر على الكرسي بينما هي بعنادها ادخلت يدها تحت يده ولم تترك له الفرصة في دفعها بعيدا غير انه
شد القبضة عليها من عصبيته التي لاتضهر للعيان
غير انه يرسلها لها شراراة مكهربة
تفهمها على السريع

الى اي عالم ستقودني يا ذا القلب المتحجر
الن يرأف بحبي
اجل انا وقعت كما يقع الطائر من السماء اذا ما اصيب
اصيب جناح القوة في صدري
واستوطنة مكان الالم ورفعت راية الحرب ودفقت الدم وبت انا بينها
كبقايا اشلاء
احبك واكاد ابكي
وإذا ما سقط دمعي على جرحي قبل ان تلحقه
والله سيزيد عذابي ولن تفلح سوى في تغذية نفسك بالغرور
وذبحي انا من الوريد الى الوريد
ثق بي علك تثق بي يا سلطان غرامي فليس بي سواك

نظر عثمان بكل القسوة القسوى اليها
انت فتاة عاشت مدللة طول العمر لتاتي
انت من تحمل اسما ثمينا عليها
جئت الى هنا تلفين الخيوط على اصابعك بدقة وخيوط قاسية
ابدا لا تفقد متانتها
اردت ان تلفيها على اطرافي لتلعبي بي كالكركوز الابله ذاك الذي ما ان يملون منه حتى يرمى في زاوية من الزوايا المظلمة
اردت منشفة بيضاء تمسحين فيها سواد اخطاءك
لست انا عثمان المنصور من يضحك عليه
استعدي
يا من تحملين اسما عن غير مسمى
سابدا معك مشوار الاسى الذي مزجته بألمي وما بثرته مني من فرحة كباقي الرجال ...فلن تذهبي من هذا القصر الا وانت تتذوقين كل يوم من وصفاتي فهي عديدة
لاتعد ولاتحصى
استعدي قدر الامكان فبعد الليلة لن يستطيع ايهم ان يتحكم في تصرفاتي عليك لا أحد


اخذت الصور لهم مع بعض الاصدقاء وايضا والجد الذي بدى بحضوره مهيبا بجلبابه الاسود وتلك الطاقية فوق رأسه سوداء تجعل منه ذا حضور مهيب رغم سنه
الغريبة
اجل غريبة تلك التي ستحتفض لهم بذكريات اللحظة ومشاعرها التي لن تتغير الا مع الزمن فالصورة تقدم لكن الزمن يتقدم وما يحمله كثير


في جناح البنات

ارتدت ثريا الفستان الاوروبي التفصيلة بدون حمالات عراي الى منتصف الظهر ولايقفل بسحاب...تتلوى عليه من الصدر من الجهة اليمنى خطوط فضية راقية ممتزجة((بالصقلي الحر)) اي تلك المادة اللامعة الفتانة للعين ....وتنزل تدور على الفستان ببراعة فصال ذو ذوق مرهف شفاف
ينزل على خصرها بنعومة فائقة الى اخمص قدميها المنتعلة لحذاء ابيض بالمثل مثلث من الامام وذا كعب عالي يضهرها في قمة الفتنة والرشاقة ....فردت هته المرة شعرها ووضع عليه تاج رقيق كما تمنت في احلامها هاهو يتحقق
كسندريلا لكن بحذائين
لم تكن وحيدة بل تخيلت نفسها وحيدة فالنكافات ترافقنها في تحضير نفسها باحترافية

وجاء عثمان وانسحبت النكافات وتركت الاميرة التي ستقابل الوحش ليأخذا آخر صور لهما من قبل مليكة وفاطمة التي لاتسعهما فرحة
في رؤية ابنيهما

في غرفة الام مليكة

كانت تقف عبير تلف جسدها في روب قصير وقد تركت شعرها مرفوعا فلم تكن لها القدرة لفعل اي شيء... وهي تنظر الى النكافة تقترب وتراقب مظهرها وتعطي للنكافات بعض الارشادات في ما ستفعلنه لاكمال مظهرها الجميل الفائق الوصف

كانت تترك لهن الفرصة في تلبيسها ... تائهة هي و بعيدة كل البعد في افكارها عن الواقع تحاول التعلق بالخيال لكن اي خيال هذا الذي سيساعدها في منع دموعها من الانهمارمن الهرب من ساعة الحقيقة التي حانت فرصتها في المثول ايضا كما لو انها سترتمي في فم الاسد للاختباء

البستها النكافة قفطانا صيفيا رقيقا بتفصيلة جميلة جدا

ابيض فوقه ثوب خفيف مطرز باللون اللامع الذهبي مع سفيفة رقيقة كذلك
فضلت قفطان على ان ترتدي فستان ابيض كاختها فقد اعجبت رغما عنها بجمالية تفصيلته ...عاري الكتفين تحيط به سفيفة ذهبية تنزل في وسط القفطان الى الاقدام ويترك فتحة ضئيلة تري جمال صدرها التابع لجدعها الابيض الرقيق بفجواته الرشيقة الناعمة

وهكذا حضرتها النكافة
وجعلت منها اعذب مخلوقة دون ان تدري وبتلك اللمسات زادتها جاذبية وبهاء
ذخلت امها ولم تستطع سوى ان تبتسم بضعف وبصعوبة لكن ما ان دخل سعيد حتى اخفضت نظرتها كليا عنه

ما ان رآها حتى بهت تماما بدت له في غاية الرقة والعذوبة والنقاء
شفافة لابعد حد موجعة لحواسه الملهمة

اخدت مليكة الصور وهما يركبان الخواتم لبعضهما البعض وكذا اكل التمرة وشرب الحليب تلك العادات المتجذرة والمترسخة حافرة نفسها عبر السنين

خرج كل من عثمان يتابط يد زوجته والتي لايدري لما بدت له هكذا فاتنة الى ابعد حد حتى انه اغتاظ بشدة ولايدري لما اراد ان يمسح عن وجهها مساحيق الزينة تلك التي تخفي وجهها الحقيقي فيها ببراعة تدعي بها انها بريئة

بعد ذلك خرج سعيد يتأبط يدها في ذراعه القوي تتبعهما النكافات بالزغاريد التي اخدت تعلو وتعلوا دونما ان تترك لعبير الفرصة في استرجاع انفاسه التي بدأت تضيق تكاد تشعر بأنها سيغمى عليها بينما هي ليست في وضع يخول لها ذلك

صعدا الى جناح خصص لهما جناح كبير
توأم لجناح عثمان هذا الاخير الذي سبقه اليه دون ان يترك لامه او للنكافات بإتراض طريقه لايريد من أحد رغم ما فعلته به ان يراها غيره اكثر من هذا

في الجناح الذي خصص
لمولاي السلطان سعيد
ولالة عبير

دخلت تسمي الله بقدمها اليمنى في حذائها العالي الكعب وفعل هو بالمثل بينما بقيت كل من مليكة وفاطمة في الخارج لتنتهيا بالنزول للطابق السفلي

كان اول ما واجههما غرفة جلوس راقية بسدادر في اللون الاخضر المخطط بالذهبي ومائدة زجاجية خلابة وضعت فوقها مزهرية كبيرة تحوي ورودا بيضاء نقية رائحتها الزكية تعبق بالمكان

كانت عبير تتأمل المكان متناسية للحظة سعيد الذي كان يتأمل منظرها السالب للب الخالب للعقول السوية
تجعله ببراءتها التي لم يعهدها في احداهن تفتنه وتجذبه اليها بقوة لايستطيع عليها امرا
يريد فقط ان يعرف السر في هته الهالة المحيطة بها
كيف قدرت هي على تحويل كل الخطط التي كان يمشي عليها ولايكاد تخيل نفسه بلاها
فهاهو اليوم بات لايتخيل احد في حياته سوى معشوقته الصافية من كل شائبة رآها في حياته

اقترب من مكان وقوفها المتصلب والذي بالنسبة له يزيد اكتافها جمالا
- عبير

شهقت
- ااه ...

قال سعيد ينظر اليها وهو يمرر يده في شعره

- هيا لأريك غرفة النوم

مد لها يده ووضعت يدها فيها تشعر بارتباك لايصدق

اقترب الاتنان من باب مقوس بشكل مزخرف جميل وخشبه يلمع لمعانا
فتحه ...اراد كعادة يعرفها ان يحملها لكن قالت
- ليس عليك ....استطيع ان امشي

شعر ببعض القلق الذي بدأ ينسل الى روحه لكنه بادره بالقول

- حسنا ....
امعن النظر اليها وهي تدخل وبقي للحظات على هذا الحال شخص قوي مثله ودو طول فارع ولايستطيع ان يفهم امراة وليست بغريبة عنه ومع كل التجارب في حياته هته بالذات زعزعت كيانه الصلب القاسي

ذخلت عبير تمسك اطراف قفطانها لكي لاتتعثر فيه وبهرت بجمال الغرفة كانت الغرفة واسعة في العرض بالجهة اليسرى يوجد سرير عالي بفراش في الازرق الفاتح بأعمدة عالية تصل الى السقف مزغرفة بالفضة الممزوجة باللون الاسود ومن هته الاعمدة تنسدل ستائر على السرير في غاية الشفافية والرقة ...بجوانب السرير وضعت اعمدة تحمل (فنيارين وهو يشبه القنديل لكن بشكل مثلث قوي في تصميمه) ازرق اللون غامق واضاءته الفوق الخيال في الغرفة تبعت على الراحة والشعور بالرضى

امام السرير مباشرة تواجدت تسريحة من خشب الصنوبر المزخرف بقوة تضهر التسريحة بشكل ملفت ومرآتها كبيرة عالية على جنباتها رشمت رسومات بالازرق القاتم الذي اعجبها حقا

التفت الى يمينها ووجدت ان هناك يوجد تلفاز رائع مسطح مع سدادر في الازرق القاتم وزربية في الازرق الفاتح وتفرق الجهتين ستارة كبيرة يمكن للمرأ ان تشعره بالراحة اذا ما اراد الاخر ان يتفرج على التلفاز

سبحت في الغرفة واتاتها ونسيت صاحبها الذي يسشاركها كان يقف مستمتعا بكل تلك الدهشات على وجهها البريئ
اقترب منها وانسلت يداه على خصرها وطبع قبلة على اكتافها صعودا الى اذنها وهمس
- مبروك عبيرتي الغالية ...هل اعجبك الاثاث انا من اختاره لعلمي بحبك للأسرة العالية والراقية

تصلبت كليا

شعر بتنفسها يعلو ويهبط

الخوف اخذ مكان الشعور بلذة الزواج
فابتعدت عنه تقول:
- اذا انت من ...جميل

اقترب منها هته المرة يعلم انه سيخترق عوالمها لكن لايستطيع اكثر من هكذا فقد تعب بالفعل من طول الانتظار
لثم جبينها بلطف وكم شعر انه يذوب يذوب من هذا الاحتراق المفاجئ الذي يتغلغل ولايترك له متسعا للنفس ان الولع يولعه الى انفاسها يريد ان يشعر بانفاسها فهل يطلب الكثير


في جناح عثمان

بعد ان دخلا الى الجناح المختلف في أثاثه عن الجناح الاخر كان هذا الاخير روعة حقيقية للعين
له نفس التفصيلة غرفة جلوس لكن بسدادر حمراء قانية ممزوجة بخطوط ذهبية تظهر كما لو انها محفورة على الثوب بتقنية فنية

دخل عثمان وكأن ثريا غير موجودة صدمت من بروده الذي لم تكن تتصوره حتى مظهرها لم يهزه كيف يثار هذا الرجل الى اي بعد يريد ان ينهيني فيه

دخل عثمان الى غرفتهما التي لم تكن سوى غرفة نوم غير مشركة بصالة لصغر حجم الغرفة قليلا عن غرفة سعيد
كان السرير واسعا بأباجورات في الاورنج
والسرير في البيج المائل للاورنج كذلك لكن ذلك اللون الذي يبعث على الهدوء
يلتصق بمقدمته كنبة طويلة تحتوي على ذراع من جهتها اليسرى والتسريحة والخزانة كان كل شيء متناسق في الالوان

قال عثمان الذي بدى في قمة الانزعاج

-اذهبي وغيري ملابسك
نظرت اليه بخوف فهي لحد الان لاتدري لنواياه شيء
رفعت اطراف ثوبها الابيض واقتربت وكل هذا من عنادها
وصلت الى حيث كان يزيل تلك العمامة عن راسه ورفعت نفسها قليلا
ووضعت يديها على صدره وقبلته قبلة لطيفة على فمه فهي ليست فتاة منفلتة ولاتدري في فنون التقبيل شيء غير انها جعلتها امرا تلقائيا فقط

شعر بألم ما يوجع صدره
لما عليه ان يتأثر انها فتاة بل امراة غدارة فلايجب ان يتيح لها الفرصة في الحصول على مرادها بل ان يحصل عليه هو متى اراد
اصبحت قبلتها تلك امرا يبعث على الارتباك والحرج تحت نظراته النصف مغمضة تحت جبينه المغضن
شعرت ان الحمرة زحفت الى وجنتيها وابتعدت من امامه لم تكن تريد سوى ان تتأكد من انه يذوب لكن تكاد تحلف انها شعرت به في طور ان يمسكها قريبة منه لكنه عدل عن رايه فهل جزمها هذا صواب؟

ضحك مستهزئا منها في نفسه واقترب من الدولاب حيث افسحت له المجال بعد ان اخدت ما سترتديه
سنرى من الرابح فينا ايها المغرور


في غرفة سعيد

ما ان قبل جبينها حتى ابتعدت عنه قليلا تقول بارتباك وكأنها ستهرب بهذا البعد القريب من هيبته الى المريخ

- لم... ارى الحمام بعد؟
قال سعيد ونظراته التي لايستطيع عليها حكما تصرخ في وجهها بشتى الكلمات التي تعذبه
- انه وراء ذلك الباب

تحركت بعيدة عنه لتدخل الحمام المضاء بمصابيح على الجدران تزيد من حميميته
لما ياربي اشعر بالاختناق اريد التنازل عن موافقتي الان فقط انقدني مما وضعت نفسي فيه

كان الحمام رائعا فعلا برخام مميز بالازرق الذي يبدو انه ممزوج ببعض الازرق الغامق وقد ثم نتر الورود البيضاء فيه في كل مكان اعجبت كثيرا بحوافه الفضية في المغسل والحنفيات الراقية المتماشية مع اثاث الغرفة

استدارت لتعود الى الغرفة حيث نسيت ان تاخد شيء لتغير ملابسها فاصطدمت بسعيد
كان الانحناء منه عليها يغلب عليه فنظرتها تلك ورموشها وشفتاها التي تعذبانه كما تشتاق الارض للمطر انحنى بوله يريد ان يقبلها
لكنها انبثرت من ذراعيه
- اريد ..ان اغير ملابسي .هل يمكنني؟

قال بصعوبة
- ...طبعا... تفضلي ...
افسح لها الطريق والحيرة تعمي له التفكير كيف له ان يفهمها كيف له ان يستطيع ان يجعل منها انسانة تعشقه للفناء يريدها ان تتجاوب معه ان تغدق عليه من رقتها فهو يشعر انها وحدها من تستطيع ان تروي قلبه الضمآن

اقتربت من الدولاب ...وبحثت عن شيء ترتديه فلم تجد سوى ماهو قصير يا الهي من ياترى اشترى كل هذه الاشياء التي تشعرها قبل ان تلبسها بالحرج

اقترب سعيد مبعدا نظره عنها فالامر يصعب عليه مع مرور الثواني
ازال عنه السترة التي وضعها على احد الكراسي التي تبدو ملكية في صنعها بحوافها الفضية الرائعة
وفك ربطة عنقه التي تخنقه والتي يعد نفسه انه لن يرتديها بعد اليوم

عندما التفت وجدها تقف في مكانها امام الدولاب تعض شفتها السلفى من التوتر وفتنته حركتها الى ابعد حد
- الم تجدي شيء ما؟
- لا
- الم يعجبك ما هو هنا ؟
قالت محرجة
- ليس كذلك غير ...انني لا ارتدي مثلها
ابتسم
- اذا لاعليك ابحثي مرة اخرى لربما وجدت شيء

فعلت كما قال بينما اراحها هو من وجوده بتوجهه الى الحمام
وبقيت هي تفتش الى ان وجدت شيء غلالة نوم تصل الى الركب مع روب خاص بها وتحمد الله لانه ليس شفافا

ذهبت الى الطرف الاخر وجرت الستارة الكبيرة بين الجهتين لتترك الحمام وراءها وتغير هي على راحتها


في غرفة عثمان

بعد ان غير ثيابه ولف على نفسه روبا ازرق قاتم وانتظرها جالسا فوق السرير الى ان تخرج
فتحت الباب وخرجت لتقابله بجسدها الرشيق الذي لفته في روب قصير احمر يضهر تناسق ساقيها وقدميها المطليتين بعناية ولم تكن ابدا تريد الظهور أمامه هكذا لكنه اضطرها لتظهر له انه مهما يكن فهو رجل سيضعف وقوته تلك ستطيح بها الى الارض
هي مهما كان شريفة وعفيفة بكر اي لم يلمسها احد والعذرية تبقى رمزا
لا اقل ولا اكثر دليلا ليس بدليل فعلي

اقتربت من التسريحة وقد توردت خدودها خجلا هي التي لم تكن تخجل لشيء ولم تستطع ان تلاقي نظرته في المرآة
انحنت تأخد من كريم الترطيب الذي بعد ان مسحت المساحيق ارادت ان تقوم بوضعه على وجهها لكن ما ان رفعت نظرها حتى شهدته قريبا منها بعيونه التي افزعتها بدت كعيون صقر يتهيئ للانقضاض على فريسته لكن فريسته قوية ومستعدة للمجابهة
وضع يده القويتان على خصرها ومررهما على بطنها الى ان وصلت انامله الى الحزام ليفكه ويزيل الروب الذي كان يستر جزئا كبيرا من كتفيها وصدرها
- لاتلعبي معي دور العذراء.. فلن ينجح
استدارت تجابه نظرته الغريبة التي لاتدري كيف لها ان تفسرها وتفسر هذه الالوان التي تجعل من قلبها يطير سعادة لرؤيته هكذا لها وحدها
- انا فعلا عذراء ...تحاول جرحي لكن ضميري مرتاح
- ههه اجل ستعضينني بما اجهله...تدرين امرا تجاوبك وحده معي يجعلني اشعر اك ذات تجربة من جرأتك
- انا لست جريئة هذه طبيعتي..لطالما كنت مندفعة
لكن في الحدود
- كلامك وهته الحركات المضطربة تجعل شكي يقينا

استدارت متجاهلة اياه
يا له من وقح اكملت وضع الكريم بأيد واتقة على وجهها ويديها

كانت تبعث في نفس عثمان مشاعر ضبطها جيدا
فتخرجه من جامعة القرويين بفاس او بالاحرى ما تلقاه فيها من قسوة من سن الاحتلام كاد ان يجعل منه اماما في مسجد لكنه تخلى عن ذلك من اجل اطفال القرية الذين يعانون من نقص في حنكة التعليم

- تبدين جميلة وانت غاضبة... بل تثيرين المرأ الى الجنون ...شفاهك تحتاج الى تمرين اكثر فليست قبلتك تلك كما اشتهي

صدمتها كلماته واستدارت ببطئ تقابل نظرته التي التهبت برغبة رجل غريزة انسان لايمكن لكل انواع القسوة من ان تمنعها من الا تنصاع لجمال امراة كزوجته وحلاله
لم يبتسم او يظهر عليه شيء سوى انه راغب في سحقها بين اضلعه التي اصيبت بهذا الوجع الذي يريد منه ان ينتهي فليس ابدا بشخص قادر على ترك نفسه لعبة لامراة
قال
- اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا
مد يده اليها وجذبها قريبامنه
وقد اثرت بها كلماته والان صار الثأتير اعمق مع قبلاته التي حملتها على بساط لطالما كانت جاهلة اياه

لكن هل هته قد ندعوها بداية جيدة ام امر عادي وبعده ابدا لن تأجل الخطط التي ستدمرها
سنرى


في غرفة سعيد

بعد ان خرج من الحمام ووجد الستار بينهما فضل ان يغير ملابسه بروب مع سروال في الرمادي
رغم انه يفضل ان يبقى بدونه لكنه فقط اراد ان يبدو مختلفا الليلة
اقترب من الستارة ليقول بصوته الرجولي
- عبير.. احم...هل انتهيت ؟
جرت الستارة بخجل بدت له تحت الإنارة الخفيفة الشبه زرقاء في الغرفة في قمة الجمال
اوجع صدره وحرارة قلبه في تصاعد
وجسده بات يعصف هادرا باسمها يعصف عواصف هوجاء مألمة موجعة لكيانه
كان وقعها عليه حسن وذا عذوبة لاتوصف

في غلالتها المربوط عليها روب احكمته حولها بشدة
شعرت بالخوف يجتاحها من نظرته تلك
ارتجفت وكادت بذلك ان تنهار
مرت من قربه لتصل الى سريرها
جلست على الحافة وتبعها سعيد يجلس كذلك لكن ما ان اقترب حتى ابتعدت عنه قليلا
قال
- عبير ..لاتخافي مني فلن أأذيك... كوني واتقة
التفت يده على عنقها تجذب وجهها برفق اليه مع طول الصبر الذي يختبره لكنه شهم ويعرف كيف يتصرف الا انها ماإن شعرت بانفاسه تلفح وجهها وتكاد تلمس شفاهها حتى قفزت من مكانها
قالت بين دموعها وارتجافها المتواصل تحت نظرات سعيد المصعوقة من تصرفها
- آسفة سعيد لكن اتمنى الا تغصبني على شيء... انا غير مستعدة من اجله
وأكملت تبكي
- آسفة فانا لا استطيع تقبلك

شعر بصاعقة صعقته بقوة دونما رحمة
كانت الكلمة مع دموعها في حدود القساوة عليه كما لو انها رجمته بجمرات مشتعلة
حطمته الى ابعد حد لكنه لم يظهر ضعفه
نهض ومع صوت نحيبها اقترب منها
- هل تعانين من البرود؟

نظرت اليه بذهول تفهم معنى الكلمة لكن غير متاكدة منها
- لا...لست ..لا ادري..لكن سعيد انا غير مستعدة والله حاحاحاولت ان ..اتأقلم لكن بدون فائدة..آسفة فانا لااستطيع الان

اقترب منها ينظر الى وجهها الصغير المحمر خجلا وبكاء
وهمس يضع يديه على اكتافها بطريقة تبعد عنها اي شك ناحيته
- شوت شوت شوت...إلا دموعك عبير... ادري انك مرتبكة الان وانا ياعمري لن اجبرك على شيء ....تعالي... فانت تعبة

تحرك معها واصعدها على سريرهما الذي يدري جيدا انه حاليا سيكون سريرا لها بدون ضغوط
بعدما انسلت في فراشها وبعد ان وضع على جسدها الازار شعرت لربما بان سعيد الذي احبته في صغرها لايزال حاضرا لكن الى متى سيصبر عليها

تفادى الإقتراب منها اكثر لانه يدري انها اصبحت من نقاط ضعفه يريدها ان تلتحم مع روحه ان تملأها برائحتها الفاتنة له والمثيرة لكل حواسه ان تملأ الاكسجين الذي يستنشق ان تكون بقربه وتدفئ حياته بدفئها الذي يدري جيدا انه موجود
فقال:

- عبير ..هل تريدين مني ان ابقى بجانبك ام تفضلين النوم وحيدة؟

كان يتمنى فعلا ان يبقى قربها ان يشعر بها ان لايستفيق ولا يجدها ليشعر بانه حلم جميل تبدد

لكن امنيته تفككت

- اتمنى ان ابقى وحدي

تنهد بثقل يا لحظي يا الله مابي الم اثب لما هكذا عقاب؟ لماذا؟

وقف غصبا عنه لكن لاتفقد وقفته هالة الهيبة والقوة التي تميزه عن اخوته بكثافة شعره الفحمي وقوة عضلاته

انها نجمته الصغير انها له تحتاج لعناية فائقة يدري انه لربما هذا تحدي او تجربة من الله لكنه سيربحها
اطلق سراح الستائر التي تحمي فراشته الجميلة من الباعوض الليلي
فرد الستائر في اليمين وامام السرير وفي الجهة اليسرى التي اتاحت له ان يرى وجهها الذي كان مغمض العيون لكنه ابتعد لكي لا يثقل عليها اكثر اقترب من الستارة الفاصلة للجهتين وأزاحها لكي اذا ما نام على السدادر
استطاع ان ينظر اليها الليل بطوله
يعلم جيدا ان النوم لن يجافيه مهما فعل
فمن يستطيع ان يرتاح وقلبه معلق على شفير الهاوية

في الاسفل
بعد ان انصرف المدعوون ولم يبقى منهم غير القربين جدا مثل رشيدة وزوجها وبعض الاصدقاء ليحضروا الصباحية التي بعدها سيسافر العرسان لمدة اسبوع

قالت رشيدة وهي تجلس في الصالة التي تجتمع فيها النساء ولم يكن سواها ومليكة وفاطمة

- اصابتني حمى مفاجئة هذه هي سبب عدم حضوري للحمام وليلة الحناء

قالت مليكة مبتسمة :
فوت عليك احدى اجمل المناسبات والله لو اتيت للحمام معنا لاستمتعت كثيرا
- اعلم تمنيت ذلك فعلا لكن ما باليد حيلة امر الله

قالت فاطمة وهي ساهمة في افكارها منذ ان راتها:
- رشيدة ابنتك هند لما لم تأتي؟
- كانت متوعكة هي الاخرى فقد تعبت وهي تسهر علي ارادت فعلا المجيئ لكن لم تستطع فبعثت لكما بتمنياتها لأبنائكم بالسعادة

- آمين ...ماشاء الله عليها اصبحت قمة في الجمال في آخر مرة رأيتها

قالت رشيدة مبتسمة:
- هذا من لطفك

- بعد انتهاء الاسبوع الذي اخذه العرسان للسفر ان شاء الله ننوي زيارتكم
بصراحة ننوي ان نجمع نسبكم بنسبنا

ضحكت رشيدة بخجل :
- مرحبا بكم في اي وقت

قالت مليكة :
- علي ان اذهب للنوم فقد تأخر الوقت ولابد لنا ان نستفيق باكرا تصبحان على خير

ردت الاتنان
- وانت من اهله

قالت فاطمة لرشيدة
- لقد حضرت لك غرفة الضيوف مع الباقين تعرفينها ...لتنامي فيها مع زوجك

- شكرا لك ان شاء الله ...



عبد الصمد

لمح سي محمد وزوجته ولايدري لما شعر بذلك المرض الخبيث الاوهو القلق عندما لم يرى هند التي تمناها ان تأتي
قلق كثيرا عليها واراد ان يسالهم لكن دون فائدة لم يستطع
فقد يلفت الانتباه اليه وهذا ليس في مصلحته

لذلك بقي في غرفته واقترب من الشرفة الواسعة حيث جذب هاتفه وركب الرقم ليتصل
انه لمن غير المعقول ان تجيبني في هذا الوقت
رن الهاتف ورن وبعد مدة اجاب صوت نسائي نعسان حيث كانت تنام صفية قريبة من مكان الهاتف في صالة مجاورة
قالت تحك شعرها المشعت
- الو من؟
- احم ...هل الانسة هند موجودة؟
- طبعا..لكن من انت ...لتتصل في وقت كهذا ؟
- اخبيريها صديق قديم ؟
- حسنا لاتقطع الخط سأصعد لأوقظها

وضعت السماعة وصعدت تتخاوى في مشيتها من النعاس الذي يفتك بها من الانهاك في العمل
ذخلت الى غرفة هند التي كانت تضع عدة كتب حولها ما ان تفرغ من واحد حتى تبدأ في الثاني

- صفية ما بالك ؟
- اتصل شخص يقول انه صديق قديم لك هلا نزلت انستي وكلمته يصيبني النوم بالدوار

ضحكت هند
- انا ساسبقك
نزلت هند بسرعة لتمسك السماعة وتقول بصوت طفولي
- من ؟
سمعت نفسا مديدا جعلها تبتسم فاشارت لصفية بان تنام عندما ذهبت هته الاخير قالت بصوت منخفض
- الان تتصل ايها المغرور المعتد بنفسك
قال
- لما لم تحضري العرس كوالديك؟
- متوعكة انا (قالت تمط شفتيها)
- كاذبة صغيرة تحاولين فقط المراوغة ...هل تهربين مني(همس)
قالت بخجل وتعرف انها لن تستطيع ذكر السبب فهو رغم انه متعلق به الا انه شخصي
- لست كاذبة انا فعلا متعبة
- ولما لست في الفراش
- انا؟
- اجل قالت الخادمة انها ستصعد اليك وهذا يعني انك نزلت اذن اين هو التوعك في كل هذاظ
-ذكي.... ليس من الجيد لنا نحن الاتنين ان نلتقي
- اذن سأنتقم لفعلاتك بي عبر الزواج هل انت راضية ...ان كان عني انا فانا راض ساعتها ستكونين بقبضتي ولن يتسنى لك الوقت للكذب
ابتسمت :
- عبد الصمد تصبح على خير
- بهته السرعة لم نشبع من الحديث مع الانسة المبجلة
- ستشبع مني بعد الزواج فلا تخسر تلك المتعة باتصالاتك ارجوك
ابتسم بدوره :
- حسنا غلبتني تصبحين على احلى من الخير واجمل من صباح مشرق
- شكرا وانت ايضا
اقفلت السماعة بسرعة خائفة هي من ان تسقط من يدها المرتجفة باوصالها المرتعشة لصوته اشتاقت لرؤيته لكنها ستصبر وترى ما الذي ستجلبه لها الايام تتمنى الا ينكد عليها شيء فرحتها

يتبع..........

 
 

 

عرض البوم صور Jάωђάrά49  
قديم 29-10-09, 10:48 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب مبدع


البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 147004
المشاركات: 5,481
الجنس أنثى
معدل التقييم: Jάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2060

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Jάωђάrά49 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Jάωђάrά49 المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

بحول الله وقوته

وان شاء الله

الجزء الثاني عشر


قبل ان تصبح خيوط الفجر في الافق.... وحيث لايسمع بإذن الله سوى صوت الديك الذي يصدح من مكان بعيد ...
بين همسات الهواء الذي يشتهي المرئ ان يستنشقه حتى الفناء
وحيث ليس بالدافئ ولابالبارد
في سكنات الليل الهادئة الحالمة
كانت نائمة على جنب الراحة كما يقولون....تراودها اجمل الاحلام الوردية وتضن ان العيش بعد هذه الليلة الهادئة سيكون بأتم الكمال كما لو انه لاتوجد اية سحابة تحاول ان تخفي ... عين الشمس
تململت قليلا واستدارت في سريرها تنظر الى مكان نومه فلم تجده وظنت لربما انه في الحمام ...ما ان استدارت لتنظر الى جهته... حتى اصطدمت بنظرات من فوقها واقفا بشموخ ينظر اليها بطريقة جعلتها تقشعر
فاجأها بان سكب على وجهها محتوى كأس بارد مثلج
شهقت بقوة وارتعاش وصدمة قوية
جحضت عيونها من الدهشة فلم تعد قادرة على فهم شيء
امسكت بيد مرتعشة جانب الغلالة بجانب صدرها دون ان تنظر اليه من ارتجافها

اقترب من مكان الاباجورة التي اضائها ..لتتاح له الفرصة في رؤيتها بشكل جيد... وضع الكأس بهدوء مميت
قال باستهزاء ينظر اليها

- هه...مظهرك يبدو مثيرا للشفقة يا ثريا... لذا بعد اليوم لن يفيدك ان تظهري.. ماذا كنت تقولينها ؟(صفق اصابعيه) تذكرت... مندفعة... هذه الطريقة المثلى لايقاضك من النوم من الان فصاعدا اريد منك ان تستفيقي قبل الفجر بساعة لتحضري لي ما سأحتاجه ....فكرت ووجدت انه لمن المستحيل إيجاد طريقة رائعة مريحة لقول... صباحية مباركة ياعروس أفضل من هذه...لذى لاتلوميني فبسببك انا الان محروم من حقي في حصولي على امراة شريفة

امسك ذراعها بالقوة الى ان وقفت على ركبها فوق السرير بقسوة لم تستطع فيها ان تقابل نظرته
- لست هنا سوى في مثابة الاقل من عبدة بالنسبة الي....فانهضي لتستحمي وابدئي في جمع الحاجيات التي سأحتاجها في سفرتنا هته
صرخ فيها بحدة اوجعتها لحد البكاء
- هيا...
دفعها من السرير الى ان سقطت رغما عنها في الارض
انكسرت الى اجزاء لاتعد ولاتحصى
وبقوة صوته الجارح فيها كدبحات سكينة غير حادة تنخر فيها بعذاب
ساحق
نهضت غصبا عنها تحت نظراته القاتلة لروحها
تبتلع غصات الالم المبرح الالم المعنوي الذي اصابها منه
نظرت اليه بطبيعتها القوية
قالت بصوت يكسره الجرح الذي احدثه فيها:
اخبرني ..لما تعاملني هكذا الم نكن...؟

-لحظة ارجوك ....نحن؟...نحن لم نكن ابدا.. فلا تجمعيني بك في الكلام ...في الليل سأحصل منك على ما اريده حتى ولو بالغصب ...مشاعرك وتلك الاشياء لاتهمني البتة ....وان حصل ومللت منك عندها سأحررك من عبوديتك ...او اقتصر على تدميرك بشكل او بآخر.. اتمنى ان تكوني قد استوعبت فحوى كلامي
قالت بين دموعها
- لكن لماذا ؟.... ماذنبي..؟ لقد اخبرتك بالحقيقية لما لاتريد تصديقني؟...لماذا؟

اقترب منها يمسك وجهها بين اصابعه حتى شعرت ان وجنتاها ستمزقان تحت اسنانها
- لاتردي الكلام .... عندما اقول شيء فقد انتهى الموضوع...كذبك ماعاد ينفع... اريد ان اعرف فقط شيء ...كيف لك ان تكذبي وانت بدوت في قمة....ماذا تسمين ذلك التجاوب؟...(نفض وجهها بقوة آلمتها) تبا ...بدوت كامرأة حضت بتجربة حقيرة.. مارأيت جرئة مثل جرئتك ...(قال بهمس كفحيح افعى) لكن لاتخافي ستدفعين الثمن شيء فشيء

- لما لاتتركني وشئني ؟دعني اذهب في حال سبيلي

قال عاقدا حاجبيه يصر على اسنانه
- وهل انا من طلب منك القبول؟ ...او هل انا من قال لك ان تقومي بخداعي واستغلالي...عليك الرضاء بالقدر فعقابك لن يكون هينا

قالت تغالب دموعها وهي تحاول ان تشعره من نظرتها المتوسلة بانها تحبه فقد احبته من اول نظرة وكرهته بقدر ذلك لشدة تصرفه الأرعن معها
- ما الذي تريده مني؟

قال مشيرا الى قدميه المنتعلتين لحذاء اسود:
- لمعيه...
نظرت اليه والى حذاءه
- ماذا؟
امسكها من اكتافها وادارها دافعا اياها بدون رحمة
- ان الادوات الخاصة ....هناك في ذلك المجر
...هيا اسرعي انهم ينتظرونني لنذهب الى المسجد

اقترب من السرير ليجلس عليه متأملا حالها وهي تبدو كالتائهة بغلالة نومها رغما عنها
اقتربت من المكان الذي اشار اليه وقلبها ينبض بألم فالجرح فيه طري لا يبخل بأن يبعث فيها رغبة في الاجهاش بالبكاء رغم تباهيها الدائم بالقوة الا انها الان لاتجد اي سلاح تدافع به على نفسها
تشعر بالضعف ما ان تنظر اليه لاتدري لما اصبح يتغلغل في خلاياها بهذه السرعة
تشعر انها تخضع فقط لان تلك المشاعر تطغى عليها
والان بالذات بدأت تشعر بانها هي السخيفة لكلامها مع بعض الصديقات اللواتي تتدللن في الحب رغما عنهن فالقلوب ما ان تنبض حتى تكاد تفقد كل شيء من اجل الحبيب
وتتمنى لو لم تفقد عذريتها ولو لم تكن مندفعة لو فقط استطاعت ان تكسبه....باية طريقة

استدارت الى حيث يجلس بعجرفة وارتجف قلبها راعدا... ومابعد الرعد الا المطر... والذي يريد ان يختصر الطريق الى عيونها بشتى الطرق...
انحنت امامه وشرعت في تلميع حذاءه والدموع تفلت من عيونها
الرمادية التي اصبحت في غاية الاحمرار والتي كانت تمسحها بظاهر يدها
من حزنها والمها إمتلأت جسور نبضها حتى الفيضان
تغممت انوار كانت بالبهاء تفرح قلبها
وبالفرح والزهو تملأ نفسها
لتصبح
انسانة فتح لها ابواب كانت تجهل وجودها في نفسها احباط يأس تملكها
باتت خائفة من ان تفقد الامل فيه نهائيا
خائفة هي فحبها له يتعدى كل حد
قد يبدو غريبا لكنها تشعر بهذا الحب منذ الازل

اما عنه هو فقلبه للحظة غير مجرى نظرته التابتة امامه لتستقر على حنايا وجهها ...للحظات رق لدموعها التي تجمعها بكفها المنقوشة حناء دمعات ...دمعات
شعر بشيء غريب وكأنه تأنيب الضمير في ما يبالغ في فعله ...لكن ما لبت ان اختفى ذلك الشعور بسبب عدم انصياعه له وبقوة
مستمعا الى عقله
- ثريا..احذري ان تملأ دموعك حذائي فأنا لااريد ان اتاخر

اهتزت لطريقته الفضة في تعامله وقالت :
- لقد انتهيت(خرجت منها تنهيدة)
دون ان تنظر اليه ابتعدت لتعيد ما كانت تحمله الى مكانه وتوجهت الى الخزانة لتقوم بجذب الحقيبة...

- ما الذي تفعلينه؟
- سأحضر... ما طلبته
قال منزعجا منها
- الان...؟لاتكوني غبية ...اذهبي لتستحمي وتصلي وبعد ذلك اسرعي في التحضير ...اريد لدى عودتي ان اجدك قد حضرت نفسك للافطار فبعد ستة ساعات من الان سنسافر

ارادت سؤاله الى اين لكنه كان قد خرج تاركا اياها وحدها في عالم ضيق جدا
تحس فيه انها وحيدة بلا شخص يدافع عنها

لو كان والدي حيا وعلم بمأساتي ما تركني بين يديك يا عثمان
خرجت شهقاتها ...غصبا عنها من هذا الظلم الذي تعاني منه
تريد ان تعلم كيف احبت شخصا قاسيا او لربما كان هذا الحب منذ زمن منذ ان كانت تأتي هنا منذ ان كانت تراه كنجم لايستطيع احد الوصول اليه بسبب تعجرفه ما كان يظهرالا قليلا... شخصيته لطالما جذبتها هل يمكن ان يكون هذا هو سبب حبها له؟
لم تفعل شيء سوى انها اعطته ما اراده وتناست انها ليست كالاخريات واعطته من حبها ما كانت ابدا تحلم ان تعطيه لغيره
لطالما كان متجاهلا وارادت فقط ان تجدب انتباهه اليها
وهذا هو الجزاء
هل هذا جزاء عشقها لزوجها المغرور الذي بطغيانه فات كل قدر واستبد بقلبها يعصره عصرا

لربما انت محق يا عثمان في جمودك وكبرياءك الجارح ذاك
حرمتك من فرحة ليلة لربما كانت تبدو لك انها ستكون عادية لتفاجأ بشيء لم يكن في الحسبان

لملمت نفسها وهي خائفة من ان تضيع الوقت في البكاء رغما عنها ابتلعت الرغبة الجامحة في ذلك الذي كان ليريحها ...واقتربت من الحمام اكرمكم الله لتقوم بما عليها فعله




لازلنا في القصر
بجناح
مولاي السلطان سعيد
هكذا نلقب العريس
في المغرب



خرج من الحمام اكرمكم الله يرتدي روبا ابيض ليس كعادته فهو الان بات يحترم وجود الصغيرة معه في الغرفة
تبدو له طفولية لابعد حد ويكاد يموت خوفا عليها من اي شيء قد يقربها
وهذا لربما هو من الاسباب التي دفعته لاختيار ذلك السرير الحامي من الباعوض في هته الفترة من السنة
اراد ان يأخذ ملابسه ويرتديها بسرعة ليجد طريقة سليمة ليوقظها
ولاول مرة يرتدي قميصا طويلا الى الكعبين جعله مميزا بنصاعة لونه الابيض
بعد ان انتهى من تمشيط شعره اخذ يغلق قميصه من العنق رغم ان مثل تلك الغلقات تكتم انفاسه

كانت مستيقضة في سريرها
لم تستطع ان تنام الليل وهي كلما استيقضت بفرط الارق تتأكد من انها وحيدة في السرير والخوف من ان يكون سعيد قد اخل بكلامه البارحة يباغت افكارها

لكنها تحمد الله لانه يملك من الشهامة ما اعاد لها تلك الطمئنينة التي كانت تشعر بها في تلك الايام
ولاتعرف لهذا الاحراج والخجل من تواجدها معه في نفس المكان حدا لم تستطع ان تتحرك من مكانها وتخاف ان يلاحظ تنفسها الذي تحاول قدر الامكان الاتسمعه اياه حتى لاتلفت انتباهه

امام التسريحة كان يمرر اصابعه بخفة على شعره الكث المرتب
ولاحظ ان لحيته تنمو رغم كل ما يفعله لذلك قرر عدم حلقها هذه المرة يريد ان يغير من مظهره قليلا
بل هذا يعطيه رجولة اكثر
اخذ عطره الذي لاحظ انه بالقرب من عطرها
امه وعمته سهرتا على ادق التفاصيل
ابتسم يضع منه على يده ويمرره على وجهه
ويرش منه على ملابسه

وعندما انتهى قرر ان يقترب من سريرها ليقوم بإيقاظها
كانت الستائر تمنعه من رؤيتها بوضوح رغم ضوء الفنيار بالجهة اليسرى الذي ضل الليل كله مشتعلا
تنهد بحرقة يشعر ان فؤاده ممتلأ حسرة على نفسه المغبونة
وانتهى بأن ابتعد عن السرير قليلا يبعد نظره عنها فلايحق له بنظريته ان ينظر اليها لانه بلا شك ستثيره الى الحد الادنى وما يفوق تلك الخطوط الحمراء التي وعد نفسه بألا يقربها حتى....
وتوجعه ببرائتها
اضافة الى حضورها في الغرفة
وزيادة على عطرها الخفيف الذي يلفه حتى الثمالة
يفعل بعقله الاعاجيب
يتمنى فقط ان ينجح في
التأقلم مع الوضع لانه بالنسبة له هو اكثر من صعب ويفوق طاقته في الصبر هو من لم يتعود على ذلك
وبالنسبة لها هي فكل راحتها تعتمد عليه
كيف له ان يجتاز كل هذا تمنى فقط لو لاتمنعه من ان يحضى بقربها
فقط ان يشبع خياشيمه برائحتها الفاتنة

قال بصوته الخشن الرجولي مبعدا تلك الافكار بضربة قوية في خياله:

- عبير...عبير..استيقظي لتصلي ...لم يبقى شيء عن آذان الفجر

اضطرت لتجيبه وقد حرصت طيلة الليل على تغطية جسدها كله رغم انها ملتفة في روبها الذي لم تزله عنها

- حسنا ...شكرا لك سأنهض حالا
قال في نفس وضعه المبتعد
- انا ساذهب مع الرجال الى المسجد للصلاة سأقوم بطلب من امي ان ترسل اليك احدى النساء لمساعدتك
قالت والخجل يجعلها قمة في الجمال متوردة الخذين يظهر صفاء وجهها
- شكرا لك

احساس راوده انه عليه ان يخرج لانها بدون شك ستشعر بالحرج وهي تخرج من فراشها ....وايضا هذا الشيء الذي يريد تفاديه بشدة فيعرف تأتير مثل ذلك الموقف عليه ويتمنى الى ان يهدم ذلك السور بينهما ان لايراها في اي وضع محرج كيف ما كان

بعد خروجه توجه نازلا في الدرج الذي وجد اخاه عثمان قد سبقه في نزوله ...عندها توجه بسرعة الى جناح امه حيث طرق الباب عليها بادب ففتحت امه وقد كانت مرتدية قميصا يصل الى الكعبين في لون الليمون مع حجابها

ابتسمت بفرحة وهي ترى ابنها يصبح عليها هي الاولى:

- صباح الخير امي...كيف الاحوال (قال مقبلا رأسها)

- بخير بني صباحية مباركة عزيزي ..وليديم الله زواجك بالفرح

قال يبتسم لكي لايشعرها بشيء
- آمين امي ...هل يمكنك ارسال اي امراة لمساعدة عبير في تجهيز نفسها وحقيبة السفر فلاتزال غير دارية بتلك الاشياء

- لاتحمل هما عزيزي سأرسلها لها
قال يقبل جبينها
- اشكرك امي علي ان انزل فهم ينتظرون
- في حفظ الرحمان بني

وكعادة لهم يركبون سياراتهم ليذهبوا الى المسجد جماعة
كان الجد وسليمان وعبد الصمد ورجال آخرون من ازواج الضيفات في القصر ومنهم السي محمد ينتظرون عثمان وسعيد
والذين قامو بتهنئتهم على صباحيتهم وقد عرف الرجلان كيف يخفيان مشاعرهما المختلفة في هته الليلة التي لاتنسى لكل واحد منهما

نزلت فاطمة
الى الغرفة التي خصصوها للنساء من القرية اللواتي تساعدهن حاليا في القصر ..لكي تقوم بإيقاظهن
وبدأت في اعطائهن التعليمات التي طلبت منهن ان يطبقنها بحذافيرها لكي يكون كل شيء في الوقت المحدد له
وقد اعطت تعليماتها لأمراة من اللواتي سبق وساعدنها في ترتيب الاغراض للعروسين ..لتقوم هته الاخيرة بالصعود الى عبير لتساعدها
في جمع ما ستحتاجه


كانت مليكة
التي استعدت هي ايضا تطل من الشرفة على السيارات التي تحركت خارجة من القصر الى مسجد القرية للصلاة
وخرجت من الغرفة بقميصها الطويل ايضا في اللون الاخضر الفاتح
وحجابها الملائم
الى الغرفة التي تشغرها النكافة لتقوم بالتطلع على ما حضرته لكل من عبير وثريا من قفاطين لترتدينها في هذا الصباح


وبعدها قررت ان تصبح على ابنتيها



ذهبت الى جناح عبير الذي كان مفتوحا
حيث سمعت حديثها مع المرأة التي كانت تساعدها
نظرت اليها مبتسمة بفرح يكاد يعمي عيونها من ضباب الدموع

عبيرالتي كانت مرتدية لبيجامة حريرية في اللون البني الفاتح تاركة شعرها رطبا منسدلا على كتفيها .. منحنية هي على ملابسها الخاصة وهي تقوم باختيار ما ستقوم بارتداءه منها
لاحظت وقوف امها هناك
والتي كانت تشهد نضوج فتاة بريئة وهي تعطي الاوامر للمرأة على اساس انها سيدة
قالت عبير مبتسمة كما لو انها لم ترى امها قرونا مضت قفزت تجري الى حضنها تقبلها

- ماما اشتقت اليك

شعرت مليكة بالاحراج وخاصة من المرأة التي كانت ترتب ملابس الزوجين في الحقيبة ..فهي تدري ان هؤلاء النسوة تحبن الثرثرة كثيرا
همست في اذن ابنتها التي كانت تضمها بحب مبتسمة
- صباحية مباركة يا احلى العرائس ....تعالي لنخرج الى غرفة الجلوس ولنترك المرأة تقوم بعملها....
بعد ان خرجتا لتجلسا فوق السدادر وراءهما منظر خلاب وخيوط الصبح في الافق تخطف الانفاس
قالت عبير بحماس وقطرات من الدموع في جنبات عيونها تهدد بالانهمار:

- ماما احبك ....
قالت تضع رأسها في حضن امها
قالت مليكة
- صغيرتي هههه الهذه الدرجة كنت بعيدة عنك الم ترين البارحة

قالت عبير :
-البارحة غير اليوم امي

قالت مليكة وتفكيرها يمشي بها بعيدا
- طبعا فها انت اصبحت امراة متزوجة وستختبرين مشاعر جديدة واشكالا والوانا في الحياة غير التي عشتها

- تدرين حبيبتي امي انا لا اريد.... كم اتمنى لو اعود عبير فقط دون زوجة انا جدا خائفة

نظرت اليها مليكة باستغرب
- لماذا ابنتي الم يعاملك سعيد ...اعني بلطف؟

قالت عبير تلحق الموضوع قبل ان تكشف نفسها

- لا امي غير اني لست متعودة فقط

قالت مليكة مبتسمة:
- اصبري عزيزتي هكذا هو الزواج في الايام الاولى لكن يا خوفي بعد ان تألفيه ان تنسي امك

قالت عبير تنفي الامر كطفلة:
- لالا ابدا ماما بالعكس ستضلين الشمعة في حياتي التي اتمناها دائما بجانبي تضيء دربي

- حسنا عزيزتي ستأتي النكافة لتجهزك لتكوني في اجمل حلة امام الضيوف ....ولاتنسي ان تسرحي شعرك

- اوه تريدين تركي بهته السرعة
قالت تنهض معدلة حزامها على القميص
- ما باليد حيلة فاطمة تنتظرني وعلينا ان نجهز الجو الذي يليق بضيوفنا

قالت عبير باحباط :
- حسنا ماما شكرا لانك اتيتي
قبلت يدها

بعد لحظات دخلت عليها النكافة التي شرعت في تحضيرها بعد ان حضرت ثريا من قبل



في جناح عثمان


نظرت في نفسها الى المرآت وهي مرتدية قفطان خاص بالعرائس في الابيض بحليها الجميلة وقد كان تصفيفها المسرع لشعرها في لوياته ناجحا غير انها
لم تكن في هذا العالم ابدا
تشعر بالضيق وتنهيداتها تعدت المئة منذ ان خرج عثمان للصلاة
قلبها منقبض ومتوجع وكلما تذكرت ما قاله شعرت انها متسخة كما لو انها فعلا خائنة وذات تجربة كما قال

لماذا يا ربي اللهم عفوك عني فلست مذنبة في امر

وهي ساهمة في المرآة بمنظر وجه مأساوي

لم تسمع نداء امها الا بعد برهة
استدارت تقابل امها التي كانت تبتسم لها والتي اشعرتها بان الامل رغم ماتقاسيه لم ينقض من الدنيا
- حبيبتي ...هل مولاي السلطان من يأخذ عقلك

قالت ثريا تبتسم لامها بصعوبة :
- ومن غيره؟

- تبدين بنيتي فاتنة ماشاء الله تعالى عليك اتمنى من الله ان يحجبكما من العيون الضارة

أجابت ثريا:
- آمين امي ...هل ابدوا فعلا جميلة خائفة انا من ان لايعجب عثمان لباسي

- ثريا ...ابنتي مهما يكن في عائلتنا تخنع المرأة لزوجها لكن ايضا لايمكن ان يفرض الزوج عليها اشياء ترهقها لذى كوني ذي شخصية قوية ايضا ....وتعلمي ان تظهري له حبك وخذي منه ما شئت لكن طبعا لاتتخطي الحدود

قالت في نفسها
آآآه يا امي لو تعلمي مايستره عني وما اعانيه بسبب ذلك
حرمته من شيء لايتعدى حبة فأصبح الان ذلك الشيء قبة
حرمته منها غصبا عني والله لو كنت عذراء الان لكان لحبي الذي هو من طرف واحد لقى منه دفئا متدفقا وحنانا
لكنت بمثابة الثاج على رأسه بدل ان ادل الى ادنى المستويات في عينيه

قالت مليكة:
-الى اين سبحت في تفكيرك؟

- آه... لا شيء بالتحديد افكر في ما سأقوم بجمعه من حاجيات له فلا اعرف ما علي فعله

- سانزل انا الان وسأرسل اليك امراة تساعدك حسنا

أومئت ثريا بحسنا

بعد لحظات كانت فيها الغرفة قد بدأت تسبح في شروق مبهر للشمس
التي بدت خجولة في طلتها

- سيدتي دعيني اساعدك لقد اخبرتيني السيدة فاطمة بما علي فعله

قاطعت المراة التي دخلت الى الجناح عن ثريا افكارها التي لا تدري كيف لها ان تخرج منها
ردت ثريا التي كانت تائهة تنظر الى الدولاب او بالاحرى الى قميص زوجها الذي بين يديها

- ها ...اجل من فضلك ...ساعديني فانا فعلا لم اعرف ما علي جمعه

وساعدتها المرأة في جذب الملابس التي يحتاجها زوجها والحاجيات الضرورية لهما رغم انها تمنت الا يلمس احد حاجياته الخاصة غيرها الا انها قررت ان تكون هته الاولى والاخيرة فقط لتتعلم ماعليها فعله

في تلك اللحظة حيث كانت تتساعد مع الخادمة دخل عثمان الجناح بقميصه الطويل الى الكعبين في اللون الاسود وليس ثوبه من الاثواب الماصة للحرارة
ذخل الغرفة التي لم يظن انها ستكون مشغولة بشخص غير زوجته ((المصونة))بالنسبة اليه
اصطدمت نظرته بشعرها الوهاج مع اشعة الشمس الاورونجية الساحرة في هذا الوقت وجذبه اكثر تناسق الالوان في ثيابها قفطانها الابيض كان يجعلها في قمة الحسن
تجاهل مرة اخرى هذه الاحاسيس المزعجة وقال بصوت هادئ :
- حسنا هل انتهيتما ؟

الان فقط انتبهت المرأتان الى عثمان بشعره الفحمي القصير بخصلاته المتناثرة على جبهته والمتناقضة مع قميصه
- اجل سيدي
وانسحبت الخادمة مغلقة باب الجناح وراءها
اخذ عثمان في الاقتراب حيث كانت عيونه السوداء الحامية متبتة عليها
اقترب من مكان وقوفها ومد يده الى وجهها لكنها انتفضت بعنف من خوفها الذي ولده فيها منذ الصبح
قال وقد تغضن جبينه:
- خائفة..هه...طبعا لو كان ضميرك مرتاحا لما انفزعت هكذا ...

- انا لست خائفة
نظر الى الحقيبة الموضوعة فوق السرير
- لما لم تحضري الملابس في الشنط وحدك؟

-....
- منذ اليوم لااريد ان يذخل احدهم غرفتي او ان يلمس ثيابي ..حتى التنضيف لن يقوم به غيرك ....المهم عندي ان تكوني الخادمة وانا السيد مفهوم؟

حركت رأسها بنعم يائسة

- ثم اخبريني ..الم تجدي غير اللون الابيض لتلبسيه تظنين نفسك تستحقينه

نظرت اليه تجابه خوفها وعندما لم تستطع ان تنظر الى عينيه تلك اخفضت نظرتها تقول
- اجل انا استحقه ...ومن جهة اخرى لايمكن لي ان ارتدي غيره

زاد من اقترابه منها شعرت بانفاسه على شعرها
فمن جهة كان الخوف منه في ان يرفضها بعد اليوم يقتلها او ان يعنفها مرة اخرى يألمها
ومن جهة اخرى ترى ان الشوق له في عروقها يصدح باسمه تريد ان يضمها اليه ان يحن اليها ان يعطف على حالتها
لكنه ابتعد عنها وخاب املها كليا لابد انه كان متأكدا من عقابه الذي وعدني به وها أنا الان اتجرع منذ اولى ساعاتي معه طعم العلقم المر



في مدريد


خرج عصام من المطبخ بملابسه المتكونة من قميص قطني رمادي وسروال عمل رمادي كلاس ايضا حاملا في كلتا يديه فنجانين من القهوة ومتوجها بهما الى غرفة مريم امه

دخل على هذه الاخيرة التي بدات تهدأ فرط انهياراتها
اقترب من المكان الذي كانت تقف فيه امام النافذة متأملة الشارع في الأسفل
سمعته يقول بصوته الهادئ
- امي خذي... اشربي بعض القهوة سوف تهدأ من أعصابك المشدودة قليلا
مد لها الفنجان الكبير

كان عصام قد اتخذ قراره بنزع الاسلاك عن اخته الميتة
وقد اخبر مريم بذلك وكم عانى من اتخاذه لهذا القرار ولازال يعاني لكنه يتحلى بالصبر فلا يود ان ينهار يعرف جيدا ان الله ارادها فما عليه سوى تقبل الواقع

نظرت مطولا للفنجان الذي كان يمده لها منتظرا منها ان تمسكه لكنها ضربته من يده لينسكب على الارض كل السائل
نظر عصام الى المحتوى في الارض الذي بدأت الزربية تمتصه تدريجيا
وابعد نظرته الى الشارع يقول بهدوء وهو يرتشف من فنجانه واضعا يده اليمنى في جيبه دون تأتر

- الصباح جميل امي... اليس كذلك؟

قالت مريم تنظر الى الشارع
- كان جميلا ولم يعد كذلك...أتسائل يا عصام ان كانت في قلبك رحمة يا بني

لم يتحرك ولم يظهر ما يجول في خاطره بل قال:
- كيف امي؟ لم افهم؟

نظرت اليه وتأملته وكم كان يشبه اباه الذي تركها وهذا يحفزها على ان تكرهه رغم ان شيء ما يحثها على حبه
قالت بارتجاف في شفتيها وهي تضع اصابعها عليهما
- عصام اعد لي ابنتي ...انا..انا لا اريد سوى ابنتي

قال بعصبية:
- استغفر الله امي ماهذا الكلام؟ استغفر الله... ابنتك ماتت امي انها ميتة وانت السبب في ذلك لست انا... لو تركتني أربي اخواتي على دينهما الحقيقي لما وقع ما وقع

- تشبه اباك الخبيث... ورثت عنه كل الخصال ...عوضت حضوره المر في حياتي ...انت انسان معقد معقد....ليكن في علمك انا ابدا لن اسامحك على فعلتك تلك ...لولاك انت لما رمت نفسها ...ايها النذل ...ايها الجبان

اعطته ضربات ضعيفة بسبب ثقل المهدئات التي كانت تأخذها منذ مدة حتى ملتها... وضع الفنجان جانبا يتلقى ضربها وامسكها يشدها اليه ..يمنع ضرباتها من الاستمرار

_ اتر..كني عصام.. انا..اكرهك

- امي كفي عن هذا فانت لاتجرحين سوى نفسك بالله عليك عودي لصوابك
- ارجوك يا عصام ..لاتسمح لهم بقتل ابنتي.... اتوسل اليك انها من دمي سهرت عليها الليالي والايام و.....ارجووووووك
كان نحيبها يخرق اضلعه الما كانت ضعيفة جدا تكاد تختفي بين ذراعيه ضم امه بشدة لكن بلطف اراد ان يمنحها بعض الاحساس بالسلوى لكي ترتاح وفعلا كان تأثير ضمه لها كافيا بأن ترتاح وتجهش في بكاء عادي بدون انهيارات ولاشيء ....انها امه ويعلم ان أباه المخطئ في كل ما يحصل معهم لكنه رغم ذلك يحاول جاهدا الا يتحامل عليها ان يسامحها لكن في بعض الاحيان يعميه الكره نحوها حتى يكاد يملأ قلبها جروحا لاتندمل ...الان يشعر انه مسؤول عنها وعن الباقين وان ذهبت اخته فليعوضهم الله على صبرهم


كانت نسرين اخت عصام تسترق النظر بعيون مدمعة من القهر

ولاول مرة لمدة طويلة تلحظ هذا التلاحم بين امها واخيها وقد شهدت لهما معارك ضارية لاتنسى حتى يتسبب كل للاخر في ذبحات من الالم صعب نسيانها
استدارت بلباسها المتكون من قميص ابيض بدون اكمام وشورط قصير مع بروطيل خاص في لون احمر قاتم جسدها الصغير كأمها رشيق جدا بسبب الحمية التي تهوس الغربيين
دخلت لغرفتها حيث كان زوجها يرتدي ربطة عنقه ويلتفت على المرآة ليحمل هاتفه النقال
ليفاجئ بنسرين تجلس على السرير والدموع لاتفارق خداها ويعرف جيدا ان هو لم ينتبه لها فلن يسمع لها همسا حيث انها تبكي بدون صوت

- ....ما الذي يحصل ؟لماذا تبكين؟

زاد نحيبها كالاطفال واخد يحك راسه لينتهي بالجلوس على ركبه
ينظر اليها حائرا
- اخبريني ارجوك لاتجعليني اتوسوس

- انا....حزييييييينة .....اها اها...اشعر بالحزن ...اها ميغيييييييييل ضمت نفسها اليه
شهقت بطريقة طفولية فشعر ميغيل انه يريد ان يفعل المستحيل فلايتحمل صوت بكائها الذي يمزقه ان تتألم صغيرته هذا ما لايحبذه على الاطلاق

- اخبريني فقط ما يألمك الان فانا لااريد لدموعك ان تذرف

- اواواولا اختي ..اها ..اختي والان ...اشعر بالحزن على اخي وامي لاول مرمرمرة اراهما ...اها... يضمان بعضهما

ابتسم ميغيل بلطف
- حبيبتي ليس علينا ان نحزن لشيء بل بالعكس عليك ان تفرحي فهذه بداية جيدة بينهما

سمعا طرقا على الغرفة فاسرعت نسرين باخفاء نفسها في الحمام لانها تدري ان اخاها ما ان تبكي حتى يبدأ بلوم زوجها وهذا يغضبها وتبدأ المشاحنات

قال عصام الذي كان قد ساعد امه على النوم في سريرها
بعد ان شعر بانها بدأت تسترخي بين ذراعيه
واخذ سترته لكي يرتديها

موجها كلامه الى صهره:

- هيا يا ميغيل ان كنت تريد مني ايصالك الى العمل

_ حسنا قادم

كان عصام فعلا مثقلا على الاخر ولايستطيع ان يفعل شيء سوى الرضاء بحكم الله في ماكتب
ينوي ان يأخذ اخته الى المغرب في اقرب وقت لدى انتهائه من الاجراءات المهمة واقامة عزاء هنا قبل الذهاب هناك
لكن ما ان يفكر في هته التفاصيل حتى يشعر بانه يريد ان يبكي في حضن شخص ما ان يحمل معه هذا الحزن الاليم
فهو لايستطيع ان يعتمد على امه بل هي من تستطيع ان تعتمد عليه




في القرية

في مسكن الاساتذة

في المطبخ وضعت المقادير في القدر الذي تطبخ فيه اكلة اليوم
وكانت على وشك ان تضع من السكر لولا ان صديقتها في المسكن امسكت الملعقة في يدها قبل ان تسكب مافيها في القدر

قالت الهام تنظر الى رفيقتها باستغراب:
- لماذا امسكت يدي؟

-ماكنت للأمسكها لو لم اراك على وشك ان تميتينا جوعا هذا اليوم... نريد اكلا طيبا

نظرت الهام الى العلبة التي كانت تحوي سكرا
فاحمر وجهها غصبا عنها

- يا لي من خرقاء كدت افسد الطعام

قالت صديقتها تتكئ على المغسل القريب
- ولو لم تكن كلمة سكر مكتوبة عليه لما اضطررت لاطرح عليك من اسألتي....هل السبب زواج عثمان؟

قالت الهام تبعد نظرها وهي تأخذ من علبة الملح
- لاتكوني سخيفة انا لا اكن له اي شعور

- متأكدة فمن يراك وانت تتقلبين الليل بطوله وايضا تكادين تفسدين الوان الملابس بماء جافيل وايضا.....

- حسنا كفي عن انتقاداتك ارجوك دعيني بسلام

- لما؟ ما الذي قلته غير الحقيقة؟ انت حمقاء فعلا لو كنت مريضة ان شاء الله بالسرطان ما كنت فرطت في ذالك الوسيم الغني

- تدرين بدأت بالفعل امل منك انت والاخرى بالله اتركيني في حالي ففي ما يكفيني

تركت مابيدها وانصرفت الى الغرفة التي تمقت نفسها لانها تشاركها مع هاتين الفضوليتين
كان شعورها شعور من ضاع منه شيء يحبه كثيرا شعور سيء للغاية يبعث في النفس حزنا عميقا
تحس انه ماصدق ان قالت لا
يعني لما لم ينتظر على الاقل
لكن ما الذي تقولينه يا الهام كفاك من هذا التفكير


في منزل هود الصغير


كان امام بيته الصغير يجلس على احدى الكراسي ويضع اقدامه امامه فوق كرسي آخر يتصفح جريدة استطاع تدبيرها من احدهم
كانت الطاولة قربه تحوي بعض السندويتشات مع ابريق شاي بما انها الساعة الحادية عشر قرر ان يأكل طعام الغذاء في هذا الجو
بل ويفتح له التفكير بطريقة اوسع لكي يقوم بترتيب الافكار التي يدري جيدا انها ستنفعه مستقبلا
ومن بينها
تلك التي تخللت صدره بآهات ما كان يحلم يوما انها ستخرج تنهيدات عشق لمرأة قد تنتهي بقتله في آخر القصة ان علمت بمن يكون في الحقيقة

تنهد قائلا يضع الصحيفة على صدره ويربط ذراعيه وراء عنقه متأملا السماء الصافية بتموجات السحاب الابيض فيها

- آآخ يا جميلة لو تعلمين....



في القرية المجاورة



طيف حل على هذا البيت
جميلة لاتدري لما يخترق احلامها وساعات راحتها بظله الكبير لما هو مختلف ؟
الكآبة تحل عليها جراء تذكر الزواج الذي سيقوم والدها بتحضيره لها هذا الاسبوع من ذلك الحقير الوسخ من اصحابه
وتهرب من ظلمات افكارها الموحشة لتضيئها بطيف الغريب الذي حل عليهم ضيفا
من يكون ياترى ما الامر الذي تخبئه يا صاحب التشوه في جبهتك وما سبب ذلك التشوه....منايا ان اعرف
فضولي نحوه قاتل
فلترحمني يا الله


العربي
في غرفته حيث اراح ظهره كان طيف الغريب الذي هو هود
يملأ نفسه خوفا ويريد ان يجد لنفسه مخرجا من هته الورطة فان اكتشف ما كان قد صار منذ سنوات فحياته ستخرب كليا
وان خربت فعليها ان تخرب على الجميع

رقية الام
تائهة وحائرة بين الاتنين لما الاب يتجاهل ابنته الم تكن تعاني من قسوته اليومية عليها
ليتها تعلم فقط ما في جعبة زوجها الغريب الاطوار



في الطابق الارضي


قالت ياسمين التي كانت في قمة العصبية فقد كانت تشعر بالقهر من يونس ذاك كيف استطاع ان يخدعها كيف ؟لم تخطر ببالها انها ستقع في يوم من الايام فريسة له

- يونس لما تريد ان ننتقل من هنا؟

قال يونس الذي كان مستمتعا بمنظرها الغاضب وهو مضطجع على السرير مبتسما مسكرا بهوسه القديم

- تعالي الى هنا... وسأخبرك

قالت بارتباك من معنى كلامه

- انا هنا بخير... اخبرني فانا سمعي جيد ولا اعاني من اي نقص

قال مبتسما:
- اعلم انك....في قمة الكمال حلوتي فلا تفسدي علينا فرحتنا باجتماع الشمل

- عن اي شمل تتحدث ؟ ارجوك يونس اجبني فقط

قال بجدية :
- اريدك ان تحضي بمكان يليق بجمالك وان تحضي ايضا بالراحة مع عائلتك

قالت تريد ان تقنعه:
- ارجوك لما كل هذا لما لاتتركني في عملي فانا مرتاحة

قفز من السرير
- ماذا لتظهري للملأ جمال عيونك وسحر ثغرك ابدا... انت لي وحدي وستحصلين على ماتتمنينه ...اريد منك ان تعلمي ان الزواج الذي رفضته كان ليكون احسن الف مرة من زواجك الفائت

- انت ..لاتفهم ...انا احببته ...هل تعرف معنى الحب ...الحب هو ان تشعر كما لو ان قلبك يركض تسمع دقاته تماما كدقات طبول تهلوس...كان نفسي فكيف بالله عليك تقول في حقه هكذا كلام

كان ينظر اليها مشبعا متخما بالالم
عواطفه لها تجري يوما بعد يوم كالنار في عروقه بدل الدم
تشعب حبها في قلبه الملهم
اكتناه من بين البشر
تجرعه كوحش مسكين يعاني من قسوة الزمن
كما لو انها لاتعلم ان ما تقوله يكاد ان يفجره
الى جزيئات صغيرة
ابتعد عنها بالم مبرح يعاني منه فؤاده المهموم واقترب من نافذة ضيقة في الغرفة رغم ضيقها الا انه شعر بان شيء من الهواء سيعيد له التفكير السليم

نظرت اليه وهو يبتعد ولاتدري انها قد جرحته ولاتدري ايضا لما بقي صامتا حتى انها لم تحضى منه عن ولاكلمة ولاضمة ولاقبلة كما كان هذين اليومين يفعل

الجرح في صدره رغم محاولاته في انكار وجوده طول هته السنوات وجد انها بكلمات بسيطة لم تأخذ من الخروج لارض الواقع سوى ثوان عذبته في تلك اللحظة كما لو انها قرون مضت مرت عليه فيها حروب حفرت اسمها عبر التاريخ
لايدري كم الجهل الذي هي فيه
لكنها آلمته ولايستطيع ان يداري جرحه فقد وصل الحد الاقصى من صبره
لذى قرر ان ياخدها ويتجاهلها فليس بيده شيء مادامت لاتحبه على الاقل سيضمن ان هي شاركته حياته الحميمة الاتتخيل زوجها فيه
لذى فهو ابدا لن يقربها



في القصر


كانت الحقائب عند الباب فقد انتهى احتفالهم بصباحية العروسة
وكل راح الى حال سبيله عدا الصديق الوفي للعائلة سي محمد وزوجته اللذان قررا بعد ان ذهب الكل ان يبقيا لتوديع العرسان وان يتمنوا لهم اسبوع عسل مفرحا

سلمت كل من ثريا التي ارتدت نقابها والذي ذهل له البعض كسليمان والباقين من العائلة
وعبير التي ارتدت جلبابا في الاخضر الفاتح تتخلله الخيوط الذهبية التي هي بالنسبة للعروس تميزها عن الغير وحجاب في نفس اللون مع خاتم الزواج على نقش الحناء في يدها
سلموا على كل العائلة وكذلك فعل عثمان المرتدي لقميص ابيض وسروال اسود وسعيد الذي ارتدى جابادور في الأبيض واضعا على صدره قلادته التي تحمل اسمه مع سروال جينز ازرق قاتم و حذاء جلدي في البني واظهره منظره هذا في قمة الوسامة
واتخذ الاربعة طريقهم الى الجيب البيضاء لعثمان والذي قرر ان يسوقها هو
امسك سعيد يد عبير دون اي قصد منه في ازعاجها فقط ليشعر المراقبين ورائهم بانهما مرتاحان
رغم ان عبير انتفضت الا انها فهمت من نظرة الى سعيد ما كان يقصده بتلك الحركة حتى انها شعرت بانها هي من تتعلق الان بيده وليس هو
ساعدها في دخول السيارة واغلق الباب وراءها ليتخد مكانه قربها
وكم يألمه الا يمسك يدها كما يحضى باقي العرسان
قال بعد فترة من تحرك السيارة :

- ستكون فاس دافئة اكثر من هنا

نظرت اليه عبير بالكاد
واجابت:
- محق

امعن النظر في ملامحها البعيدة نحو النافذة
يا الله حتى كلماتها كيف ما كانت تزعزع كياني
يا الله ارفق بقلبي انزرعت في وتفرعت اصبر على ألمي مادات ستبقى بجانبي فلا يهمني سوى ان احبها حتى ولو في الظل

استدارت فابعد النظر الى الطريق امامه لينتهي باخد احدى المجلات الاقتصادية امامه ليسرح في افكاره دون ان يشعر بالحرج
تثمله نشوة قربها وهو الان بات كالذي تريد ان تطير روحه عاليا دون قيود

لاتدري عبير لما الخوف والرعب بدأ ينقشع كالضباب
والان تشعربالامان مع شخصه الهادئ الذي لم يقوم باي خرق لوعده لها
تنهدت ...واتكأت متعبة
وبعد دقائق فقط سبحت في عالم الاحلام

سعيد ما ان لاحظ استرخائها حتى اقترب منها ليحرك الستارة الصغير ليحمي وجهها الملائكي من اي ضربة شمس ابتسم كالمسحور لم يرى في حياته لهته البرائة وجود حتى انه ما كان يصدق ان في الكون امرأة وفية
حتى الغت بحضورها الخالب للانفاس كل شكوكه ابتعد عنها لكي يلزم الحدود التي يحاول جاهدا الا يفوتها


امام مولاي السلطان سعيد العاشق

كان هناك من يؤمن اشد الايمان بان الخيانة موجودة وقد رآها بأم عينيه
وهاهي تجلس قربه ازاحت عن وجهها النقاب فقد رفع عنها الحضر امام العائلة الا في الخارج

تتوجع وتبكي في قلبها ثريا معاناتها تكبر ساعة بعد ساعة
تعاني من بروده تلاحظ ابسط الامور كيف ان سعيد يحافض على عبير وكيف امسك يدها
وكيف هي الان تعاني من هذا التعاقب في تصرفاته المسيئة لها

ارضى ان اكون عبدة ...خادمة... ماشئت... فقط احبني
حتى لو ستمل مني لن يكون لي منك سلوى سوى الذكريات
يا الله لما لايضمني لما لم تختره ليكون السند الذي ارمي بهمومي عليه بدل ان يضاعفها لي
هذا قلبي يا عثمان يا حبيبي ...يتألم منك منذ سنوات والله ولم اكتشف الامر سوى اليوم ...كيف؟
كيف بقلبي الذي كان قد يبس وتقشفت فيه عروقي ان يعود ليضج بالحيات فيجد ان الجروح فيه شرخات شرخات
نفذت اليها كالملح عليها ... وانا الان اعاني
وبحرقة
لما لاامنعه عني؟
لكن اجد انني اشتاق فقط الى ان اكون بين ذراعيه ان يضمني حتى ولو لاجل ما يريد فقط ان اشعر بقربه الذي يشفي قلبي
يا الله اصبحت مدلولة اعتقني يارب انت من كتبت علي هذه المعناة احمدك يا رحيم عليها فقط اجعلني افتك من هته المشاعر الفاتكة بروحي

مسحت دمعة سقطت غصبا عنها فما تريده هو البكاء هي التي لم تضعف ابدا
التفتت تنظر الى عثمان وشعرت ان قلبها يسعد لقربه يفرح يكاد يطير وتريد ان تجد حلا كيف ما كان فقط ان يحبها وان يسامح فعلتها التي لم تملك عليها حكما فالحكم حكم الله

التفت اليها ونظر اليها بكره مازاد الطين بلة
رفعت نقابها واغمضت عيونها وكتمت انفاسها وكل الدموع خرجت متفجرة وقد حرصت على ان يبق وجهها بعيدا عن مرآى عينه
وانفاسه مكتومة على حزنها

يتبع .....

لاتنسوني بدعواتكم لي بان افتك من احباطي يابنات والله بكتب بصعوووووووبة الله يحفظكم
لاتحرموني من آراءكم
لكم مني قبلة مفرقة لكل الغاليت

 
 

 

عرض البوم صور Jάωђάrά49  
قديم 02-11-09, 10:20 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب مبدع


البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 147004
المشاركات: 5,481
الجنس أنثى
معدل التقييم: Jάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2060

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Jάωђάrά49 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Jάωђάrά49 المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 


بحول الله وقوته

ان شاء الرحمان

الجزء الثالث عشر





بعد الزوال

حيث مع كل اقتراب لهم من فاس العتيقة
العاصمة العلمية والثقافية للمغرب
كانت الحرارة تشتد ....تلهب الجو
وسط طريق ديقة تسير السيارة البيضاء الضخمة على سرعة متوسطة من خطورة الالتفافات في الطريق
تحد الطريق من الجهة اليسرى سفوح خضراء رائعة
ويحد الطريق من الجهة اليمنى سياج حديدي يعطي على مدى النظر اجمل المناظر الجبلية الرائعة الخاطفة للانفاس
فاس من البلدان التي تحضى بجمالية الطبيعة بشكل ملفت
وبالخصوص في ساعات الغروب حيث تلمح غروب الشمس امامك وهو يختفي وراء روعة الجبال الشامخة
لكنها من البلدان التي ناذرا ما يثلج فيها

اراد سعيد منذ ازيد من ساعة على وصولهم الى هته الطريق ان يأخد القيادة عن اخيه الا ان عثمان رفض ذلك
كان يشغل المبرد في السيارة الذي اراحهم من التعرق في سفرتهم تلك
للاسف كان الحديث بينهم قليلا جدا ...فكل واحد منهم يحتاج للتفكير للارتياح قليلا من ضغط التركيز على الحديث الذي لربما حمل عنهم همومهم

كان عثمان في مكانه وراء المقود بشعره الاسود القصير الذي فقد البعض من ترتيبه وقد رفع اكمامه الى النصف ليظهر ساعداه القوييان متحكمان بقوتهما في القيادة
كان بعد ان توقف قبل ساعة... قد نزل في محطة للبنزين على الطريق حيث اخد ما سيحتاجه من مشروبات باردة
والأن بعد ان شغل في السيارة بعض الامداح النبوية
ولايضهر عليه سوى انه مستمع جيد لتك الامداح الشريفة ومتناسيا لمن حوله او بالاخص جانبه

ثريا بعد ان حررت اصابعها من القفازين اخدت تلعب بالخاتم في يدها
بطريقة ما تريد مع الشد عليه ان تبعث في نفس عثمان ألما مما تعانيه لكنه يبدو متيقنا من نفسه
كما لو انها لم تخلق ابدا في الوجود
يا رب ما الذي يخبئه لي القدر
لاتدري الى اين هم ذاهبون لكن دائما حدسها يسبق وتشعر بعدم الارتياح البتة وتتمنى ان تكون هذه العطلة القصيرة كافية للم القلوب على بعضها البعض بالمحبة
نظرت سارحة في تلك الجبال الشامخة ولاتدري لما ساورها خاطر ان من هو بجانبها يشبه احد الجبال اللذي لاحظت ان قمته هي العالية

يا لسخرية القدر كيف حكم عليها واختها بهذا الزواج الغريب وكيف انها جارته وكيف ايضا خدعت زوجها لتجد في الاخير انها فعلت ذلك فقط لكي لاتفقده ودون اي شعور منها وصلت الى نقطة النهاية منومة كليا عن اخطائها لتجدها في الاخير تلومها على سداجتها ..وغبائها الارعن

كان عثمان يغالب الرغبة في النظر اليها ...اشياء بمشاعره بدأت توتره حقا لايريد ان يرأف بها فلتكتفي بانها حصلت عليه وهذا ما لم يحصل مع من هم احسن منها مستوى في الاخلاق....وايضا يظن ان عليها ان تحمد ربها لانه احترم عمته ولم يفضحها لو لم يكن متعلما لقام بذبحها على فعلتها لكن ابدا لن ينزل الى تلك المستويات والحيل في العذاب موجودة

في الخلف
منذ مدة بعد استيقاظها عادت للنوم من تعبها وهروبا من الاحراج في الكلام مع زوجها لكنها لم تدري لحد الان ان رأسها على كتفه
اشعره كانه مع حرارة الجو والالم في اوصاله سينتهي الى الجنون
كان منحنيا عليها يمعن النظرالى تفاصيل وجهها القريبة على كتفه القوي
انها في قمة الروعة سبرت اغواره الى حد يجد انها الان تحاول ان تعبر ذلك الحد وهذا ما يعذبه
تنهد بعمق وحاول ان يتناساها وهي قربه رغم انه امر يفوق الخيال لكن يجب عليه ان يصبر


بعد مدة قصيرة

وصلوا الى فاس القديمة ببناياتها العتيقة التي شيدة البعض منها قبل المئة سنة الخ
بيوت قديمة عريقة رائعة
بعد وصولهم وبعد ان ايقظ سعيد عبير التي اصبحت محمرة بالخجل المربك الذي كان هو يهوسه الى ابعد حد...من موقفها على كتفه

لحظات مرت عليهما التقت فيها عيونهما وحكت ولم ينطق احدهما فخجلت عبير كثيرا والتفتت تخرج من السيارة

خرج الازواج من السيارة التي رصفوها على مكان يدعى (الرصيف)
وبعدها اخدوا لهم طريقا عبر الازقة الديقة والتي منها سيصلون الى المكان الذي سيستقرون فيه
كان كل من عثمان وسعيد امامهما وبقيت ثريا هي واختها عبير في الخلف سألتها هته الاخيرة
- اخبيريني ثريا كيف تجري الامور معك ؟
تحمد الله لان النقاب يختصر عليها تغليف ملامحها بالهدوء
- تقبلني...اتصدقين هه انه فعلا انسان متفهم ونبيل
قالت عبير بصراحة:
- اوف كنت خائفة عليك وجلبتك لي افكاري في ساعات متتالية ولم استطع ان اكلمك الا لاني لم اجد الفرصة المناسبة....انا جد سعيدة لاجلك

قالت ثريا تغير الدفة للجهة الاخرى:
- وانت ؟كيف الاحوال مع العاشق
نظرت اليها عبير بصدمة وخجل فابعدت وجهها عنها:
- الحمد لله جيد انه جدا لطيف

قالت ثريا تبتسم:
- بدوتما لي في غاية الانسجام من تصرفاته الرومنسية معك بت احسدك....
كادت ان تبلع ثريا لسانها هي تتمنى ان لا تلاحظ اختها الجملة
- ثريا هل يعاملك عثمان كما هو مطلوب اعني انه ان لم يفعل فعليك...
قالت ثريا تدافع عن الحب الذي يزين عروش احلامها الوردية...و الذي به تعيش فهو يدخ في جسدها وشرايينها كالدم وبدونه ستعيش بدون روح
- بالعكس رومنسي الى اقصى الدرجات ومتقبل هو لمعضلتي

امام العروستين كان كل من سعيد وعثمان يتحدثان

قال سعيد مبتسما:
- اتذكر كثيرا ما كنا نهجم على ذلك العجوز في سنوات دراستنا المجنونة

ضحك عثمان:
- الرجل العجوز يا سعيد لديه اسم رجل فعلا شهم دعوته لنا ستكون مفيدة لي ولك ايضا لتفسح المدام
قال سعيد متنهدا:
- طبعا فاس خالبة ساحرة وبالخصوص في الليل كما لو انك في مدينة خرافية

وصل الرباعي الى درب ديق اسواره الاتنان مصبوغان بالابيض الناصع وتقابلهما باب خشبي كبير بدوائر منتفخة وقبضة يد من الفضة الرائعة على شكل يد قوية
طرق عثمان الباب من اليد الفضية وانتظر قليلا

كانت عبير قد علمت من سعيد من قبل انهم سيذهبون الى فاس وقد كان احد المقربين من اصدقاء والدهم هو من منحهم شرف الاقامة عنده
لكن طبعا عثمان المعني بالامر اكثر لم يحدث ثريا في الموضوع ابدا كما لو انه يخفي امرا ما باتت تخاف منه ومن هدوئه الذي يباغثها منه بامور جارحة

وفتح الباب الكبير من طرف احدى الخادمات التي
رحبت بهم بحرارة
في هته اللحظات توفرت للزائرات الجديدات الفرصة للرؤية
الرياض كان يتكون من طابق واحد فيه فسحة واااااسعة منها للسماء تحوي اشجار من الليمون متناقض تماما مع الزليج البلدي في الارض ونافورة
كبيرة تعمل نهار ليل وفي الاخص بالليل تعطي الوانا زاهية مختلفة على الرياض بجوانبه الفسيحة الواسعة الاربعة
كانت الاسقف المرتكزة على اعمدة رائعة منقوشة بتقنية ساحرة وما يثير المرأ ان الثريات تملأ المكان بسحر تلك الاضائة الرائع
الافرشة التقليدية البحتة والاثاث التقليدي الصنع يملأ المكان فلاتظن نفسك الا في احدى القصور من الف ليلة وليلة

كانت سيدة تتقدم اليهم مبتسمت ملأ فمها مستعدة بقفطانها الازرق وشعرها الاصهب وعيونها العسلية ان تقوم باستضافة العرسان

قالت المراة تسلم على عثمان في يده وعلى سعيد وتناظر عثمان بعيون جذابة:
- مبروك لكم يا العرسان ومرحبا بكم في رياضنا الفاسي واضن انه لايخفى عنك عثمان ولا انت سعيد... فقد سبق وان اتيتما اليه

قال عثمان يبتسم :
- يبدو لي انك اصبحت اكثر تعقلا من اخر مرة كنت فيها هنا هههه

قالت زهرة بعجرفة:
- طبعا ما انا ام الان رغم اني مطلقة ... او تريد ان اظل مراهقة هه

قال عثمان متعمدا تجاهل ثريا التي تنظر الى الاتنين اللذان يبدوان في قمة الالفة:
- كيف حال الصغيرة

قالت زهرة تبتسم له بغنج :
- بخير انها نائمة اكملت السنة تدري....لابد من انكم متعبون

قال سعيد مبتسما يدخل اصابعه في يد زوجته مستغلا الوضع:
- زهرة هذه زوجتي عبير...عبير هذه احدى معارفنا الوطيدة اعتبريها كأخت لنا... زهرة

شعرت عبير بالارتباك من لمسته وهي تبتسم مادتا يدها لزهرة التي تفحصتها بعيون عسلية فضولية
- مرحبا بك يا عروس اتمنى ان يكون سعيد مهتما بك جيدا فوالله لأريه عقابي هه

ضحكت عبير وقالت مدافعة بحرج:
- لا بل هو يضعني في عينيه لا تشغلي بالك

سعيد كانت وطئت جوابها عليه في قمة العذوبة ان تقول في حقه كلمة حتى لو لم تكن عن الحب المجنون الذي يعصف بدواخله فهو النعمة من الجنة عينها ابتسم من كل قلبه:
_ زهرة دائما هكذا...تحب فرض السيطرة في رياضها
على فكرة اين العجوز لم اراه ؟
- ابي اسمه الحاج حسن فلا تقل له عجوز يا سعيد
ضحك هذا الاخير عليها
وعندها عمدا توجهت زهرة مندفعة وقد كادت ان تأكل عثمان بعيونها زرعت يدها في ذراعه وهي تقول :
- اتبعوني من فضلكم سآخذكم الى القاعة الكبيرة
قال عثمان يلتفت الى ثريا وينظر الى زهرة بعتب:

- انك جنية... نسيت ان اقدم لك عروسي

كان الشعور في قلبها كالبركان الثائر اولا يعاملها كما لو انها لاشيء وثانيا يترك لتك الفاتنة الحرية في التمسك به بينما هي زوجته هي من تملك ذلك الحق لاتحضى به حتى
الموقف هذا كاد ان يكون صعبا لو لم يتكلم عثمان

قال عثمان :
- تقدمي ثريا انزعي النقاب لتراك زهرة

كانت زهرة متخوفة فعلا من ما يتخفى وراء ذلك النقاب فقد كانت تكفيها ان تنغص عليها الغيرة من عيونها الرمادية هدوءها
وعندما نزعته ثريا تحول نظرته الى الجليد بعينه
تجمدت زهرة وشعرت انها تفقد شيء من امل الارتباط من هته العائلة وبالخصوص من عثمان لكنها باتت تشعر بالاستفزاز في نظرت الزوجة التي اقتربت منها مبتسمة
- تشرفت بمعرفتك زهرة

قالت زهرة تحاول الا تخرج اية كلمة سيئة بدل الاكلام المنمق الذي تعودت التعامل به:
- نورتينا ياثريا واتمنى من صميم قلبي ان تقضوا وقتا ممتعا

اقتربت ثريا من عثمان الذي كان يتأبط ذراع زهرة وتأبطت ذراعه بالمثل لتتحرك مع الباقين الى الصالة الكبرى

كان اثاثها مرهفا بالفعل سدادر في اللون الوردي القاتم المزين ببعض الورود المطروزة عليه بالوردي الفاتح ومخدات زينت حوافها بعقيق لامع مذهل
والسقف احتوى احدى الثريات الكبيرة الكريستالية في اللون الشفاف الابيض
كل شيء كان ساحرا واعجب الضيوف فعلا بذوقهم
تعرفت الفتاتان على الحاج حسن بن شقرون
الذي فعلا كان مضيافا معهم الى ابعد حد وقد ذهلت ثريا الى طلب زوجها ان ترفع عن وجهها النقاب وتقتصر على الحجاب بحجة انهم مثل عائلته والحاج مثل جده

في الليل

كانت الانوار تأخد طابعها في كل المدينة لكن في الرياض كانت انوار السهرة خافتة تطغى عليها اجواء حميمية عائلية رائعة جو بهي لامثيل له
وازدادت النافورة جمالا مع نزول الليل وقد اضيئت فيها لالوان المختلفة التي اثارت اعجاب عبير

حيث كانوا يجلسون في القاعة المريحة كانت زهرة تاخذ عثمان في دوامة من الحديث لاتنقضي
ثريا من جهتها على يمينه لاتدري ما الذي عليها فعله لتجادبه الحديث او لتبعد تلك الشمطاء عنه وهي تعلم ان زوجها يكرهها اصلا
سمعت زهرة تقول:
- هيا عثمان لاترفض ارجوك والله سترى انها اجمل وهي نائمة
- لكن...
- هيا
قالتها وهي تجره من يده واكملت توجه كلامها الى ثريا بنظرة مستفزة وكانها انتصرت كليا عليها
- لا تقلقي ساعيده سالما

وهذا ما قضى نهائيا على ثريا شعرت انها تحطمت وتتحطم
انها زهرة تدوسها الأقدام دونما رحمة
انها عقد يجمع وينثر بكل قسوة
انها كشمس بدون نور
انها غيوم بدون مطر
انها هي بدون ان تكون هي

دمرتها قسوته وارادت ان تبكي بدأت تلعن ضعفها وسرعة البكاء المتجدد بقوة مع جراحها
بما انها تعرف جناحها الذي قبل ساعة كانت قد وضبت فيه حقيبتها
اعتذرت لعبير وسعيد وكذا الحاج حسن وانصرفت الى جناحها وهي الوحيدة من تعاني فلا يوجد اي احد يشعر بالنار في قلبها

دخلت الى جناحها المضاء الذي كان يحوي سريرا على الارض مغلفا بازار انيق في اللون الابيض
وزربية حمراء تقليدية بالوان ممزوجة بالاسود والابيض منتشرة عليها عدة مخدات جميلة الالوان
لم تستطع ابدا ان تهتم لما حولها وقلبها النابض يوجعها بشدة من المها المبرح
ظلت على حالتها متكأتا على الحائط مرتعدة تضم نفسها بشدة ....عيونها تدمع بسخونة
شعرت انها ستعاني كل حياتها معه ولن ينجدها احد لانه ان حصل واراد ايهم ان ينقدها فهي سترفض وترضى به حتى بعذابه

اقتربت من السرير واستلقت عليه ومن شدة تعبها المعنوي اكثر من الجسدي نامت ودموعها على خدها


في المجلس

كان سعيد مستغرق في الكلام مع الحاج حسن وعبير تنصت اليهما ولاتخفي اعجابها المفاجئ بنباهة زوجها رغم انه الان لايهتم سوى بعالم الفلاحة الا انه يظهر انه انسان متعلم وسريع التاقلم مع العديد من الاجواء
نظر اليها ولاحظ انها متعبة فقال للحاج حسن معتذرا:
- آسف الحاج عبير تبدو متعبة من السفر نستاذنك بالذهاب للراحة

- طبعا لامانع لدي لقد كنتم متعبين حقا تصبحان على خير

نظر سعيد الى عبير التي تلقائيا امسكت يده فهي معه هنا تشعر اها بأمان وانه يبعد عنها الشعور بالغربة
عندما ذخلا الى جناحهما اقترب سعيد من الدولاب بينما عبير ارتاعت من وجودها معه في نفس الغرفة لذلك جلست على السرير تنتظر ان يسبقها الى الحمام لكن بدل ذلك شعرت به يجلس قربها
وقد بدى عليه انه يسرح في افكاره فقال:

- عبير ...علي ان اعترف لك ما دمنا في اول زواجنا

شعرت ان قلبها مع الكلمة قد سقط بين احشائها

- انا لم اكن انسانا سويا ابدا...ما عدا انني كنت اصلي وهذا ما كان يفرضه جدي علينا
كان يتحدث وكل مخاوف الدنيا ترسم ظلالا مخيفة على وجهه

كانت تستمع وهي مندهشة من اعترافاته

- كنت اسهر الليالي واشرب الخمر ايضا ...كنت ولم اعد كذلك فبعد ان تزوجتك عبير اقررت انك تستحقين رجلا كاملا...لكني لست كاملا
نظر اليها وحمرة الخجل تعتريها
- لربما قد تكرهينني لما قلته لكني فعلا ثبت ولم يعد لذلك العالم صلة بي فانا انوي ان اكون زوجا صالحا لك انت تستحقين اكثرمن ذلك ....منحتني الثقة بنفسي ولااريد من هذا ان يخيفك فانا آخر مخلوق في الكون قد يستطيع اذيتك ...لذا ولأكون اكثر صراحة معك انا أعشقك حتى النخاع ولااستطيع على هذه المشاعر امرا ...لذى كبداية بيننا ...ولنزيل كل العوائق التي قد تكبر مع الزمن ...اتمنى ان نصبح اصدقاء رغم انه لشيء غريب علي الا انها ستكون بداية بيننا نتعرف فيها على بعضنا اكثر

امعن النظر فيها ووجد انها مغمضة الاعين لا ليست نائمة يعرف انها تفكر ومشوشة لذى نهض من مكانه ليتركها على حالها

عند اقترابه من الحمام حاملا ملابس نومه معه شعر باصبع رقيق يطرق على كتفه شعر بخوف لايصدق من ان تعامله بفضاضة لانه فعلا لايتمنى اكثر منها في هته الحياة لكن ما ان التفت ووجد عيونها لاول مرة تنظر اليه بثقة رغم الخجل الا انها ولابد بدأت تشعر بالراحة من كلامه معها
قالت بجدية وبصوت غاية في الرقة من الخجل:

- سعيد ...انا ادري كم التضحيات التي قمت بها من اجلي و اعلم ايضا انك شهم ونبيل لعدم فرض شيء علي لذى اعدك ان احاول ان اكون بمثابة صديقة لك كما قلت لكن اتمنى الا تنتظر مني اكثر

كلماتها بقدر ما اسعدته بقدر ما اتعسته فهو يتمناها بشوق يكتمه في انفاسه ويبلع كلمات يريد ان يهمسها لها ...ابعد تلك الاشواق المجنونة بعيدا لكي لايفقد صورة الشهم في عينيها ربت على رأسها المحجب بلطف

- بوركتي ياعبير ...سانتهي في لحظات وساخرج (اشار)سانام هناك على الزربية بعيدا عنك لكي تنعمي بالراحة ..
(قال بمرح ليخفف من وطئة الحال)اخاف ان اركلك في الليل كالاطفال

دهشت عبير من كلامه ولاتدري كم تبدو له فاتنة لابعد حد وابتسمت لعلمها انه يمزح

- انت لاتفعل ذلك... تمزح

غضن جبينه ودخل الحمام تاركا اياها مبتسمة وتشعر براحة اكبر حتى ان كان كما قال فلاتدري لما تغيرت نظرتها اليه حتى انها باتت الان تراه بحسناته لابعيوبه
حقا انسان رائع تعرف فعلا انه في الارض يوجد سعيد واحد تحبه بطريقتها ولاتكرهه البتة بل وتشعر انها بالف خير معه
لكنها مع كلمة اعشقك التي صدت في باطن دماغها لاتدري ما الذي يعنيه
باعشقك ...وتتساؤل ياترى ماهو العشق وكيف يكون وهل يجعل المرا يحب من اول نظر رغم الفوارق
تعجبت في الامر كثيرا بريئة تلزمها دروس حب مكثفة لتدري معنى المشاعر التي يكنها الولهان تحت شلال الماء البارد في الحمام
والذي يشعره انه يحب الوان قوز قزح لاتلمسها الايدي


في جناح عثمان

هذا الاخير بعد ان اشبعته رفيقة الدراسة والتي يراها بمتابة الاخت
وليست كثريا التي غابت عنه اكثر من عشر سنوات بل هذه الزهرة قد درست معه وقد كانت اصغر منه لكنها طبعا اكبر من ثريا غير انها مراهقة بحتة في تصرفاتها....متعجرفة
بعد ان تمنى عثمان للذين اضافوه ليلة سعيدة
توجه الى جناحه الذي كان مضاء والذي لم تجد ثريا القدرة حتى لاطفاء النور فيه

اقترب من المكان الذي كانت نائمة فيه بقميصها الرمادي وقد نزعت عنها حجابها وتناثرت خصلات شعرها على المخدة التي ابهتها بجمالها
جلس قربها من الجهة التي كانت نائمة في وحاصرها تحته بكلتا يديه القويتين
لايدري لما يراها وتبدو له بهذا الوجع الذي لاينطفئ رغم ما فعلته به وما يفعله بها الا انه لاينكر اللذة في تواجدها برقتها قربه
انخفض الى مستوى جبهتها ولثمها وحرك كلتا يديه الى وجهها يمسكه برفق بين تنهيداته التي لايجد لها مبررا غير انها الرغبة في هته المراة الى حد الذوبان كحبة سكر تابى ان تذوب الا في فنجان قهوة مهدئ للاعصاب
لثم عيونها وما ان لثم خدودها حتى شعر بانفاسها تتهدج بقربه وتمتزج بعبقه وعطره وكذا انفاسه المتشوقة لانفاسها الدافئة
فتحت عيونها بثقل
وقالت بهمس وعيونها تتخللها الالام في فؤادها المجروح
- م..ما الذي تريده مني ...اتوسل اليك دعني
كان الوجع في صدرها وحبها ورغبتها في الا تفقد هته اللحظة الابدية تخترق دماغها منومات وهلوسات لكنها تريد ان تحتفظ ببعض كرامتها
همس بصوت مثقل مخمر:
- اريدك ...انت من ترضين حواسي.... لست ادري.. ما الذي تفعلينه بي ...لكني اريدك ..وهذا ما اعرفه
قبلها بلطف على ثغرها وانتعشت اوصاله تحت ارتعاشتها
- ارجوك دعني ...انت تؤلمني
نظر اليها باعين محمرة وقال بين انفاسه:
- أؤلمك لااظن فلاداعي للكذب ...
ما ان انحنى عليها مرة اخرى بوله حتى رن الهاتف المحمول خاصتها
تحول عنها بغضب ساحق ..اما هي فلربما تقنع نفسها مع كل هته الاوجاع في حضوره ان الهاتف كان لها منقدا وفيا
_ اللعنة ...من يكون؟
حاولت التملص من ذراعيه لكنه قال:
- دعيه... لن تجيبي
قالت بارتجاف:
-لابد من انها امي من المزرعة او...

نظر اليها ونهض ليأخد هاتفها ويجيب دون ان يخفض نظره عنها:
- ....وعليكم السلام من معي؟....أه عمتي كيف الاحوال هناك؟.....الحمد لله.....بخير وصلنا على اتم الصحة الحمد لله.......ابنتك (ابتسم ) انها في الحفظ والصون بمامن دون شك....حسنا ..خدي عمتي تريد ان تطمئن عليك

امسكت ثريا السماعة من يده بيد مرتعشة واخفضت نظرها من عثمان الذي اقترب من الدولاب لياخد له روبا بعد ما علم انه ولابد من ان الأم ستطيل في السؤال عن حال ابنتها


في جناح سعيد

بعد ان خرج واتخد له مكانا فوق الزربية قرب فراشها المنحدر على الارض حوط به المخدات وتحت رأسه ليرتاح اكثر انتظر الى ان خرجت عبير من الحمام في غلالة نوم طويلة الى ما تحت الركبة في اللون الصافي الابيض وقد مشطت شعرها بعناية ووضعت ايضا على اكتافها العارية روبا مناسبا للغلالة والكل ساتر

لكن غصبا عنها عاشقها والمشبع حتى اذنيه في حبها
انتفض قلبه بروعة حسنها وكاد ان يخرج كاسرا الاضلع مطلا على عبير وظنه انه سيتحدث بالنيابة عنه من شدة ضرباته التي خاف هو من ان تكشفه

اخفض عيونه مبتسما على صفائها وشفافيتها وسعيد هو لانها من نصيبه حتى وان كانت تشكل امتحانا صعبا لصبره
قال ملتفتا عنها لكي لايحرجها اكثر:
- تصبحين على خير

قالت بارتباك مفعم بالاهتمام:

- سعيد انت..متأكد من انك ..ستشعر بالراحة هناك..اقصد انه انا صغيرة اقدر ان افرد المخدات وانام عليها...وانت نام هنا

قلبه ينبض حبا
يهلوس عشقا
ترمي بكلماتها فتزيد حبه لها دون ان تشعر بما تفعله رغم انه امر عادي الا انه مأثر بالنسبة لعاشق مجنون

تحامل على قلبه وقال يبلع ما امكن الكلمات التي تجعلها من املاكه ياعمري ياحياتي ...او ياحبي

- لا عبير انا بخير انت نامي فقط ولاتشغلي بالك بي يا...اقصد نامي فقط

قالت مبتسمة من نبالته التي لم تتخيلها موجودة في رجل :
- تصبح على خير اذن

لاتصدق وهي تطفئ النور انها بسبب بسيط الصراحة والتضحيات التي اقدم عليها من اجلها ...انها تقريبا باتت تفقد الخجل في الكلام معه
وهذا مؤشر ببداية جيدة



في جناح عثمان


خرج عثمان من الحمام مرتديا روبه الازرق الليلي.... ليجدها واقفة بجانب نافذة من النوافذ التي تخفي بالليل ما بالداخل والعكس في النهار
كانت تنظر الى النافورة الرائعة في الباحة الجميلة التي تنور المكان تحت ظلال اشجار الليمون المتحركة اوراقها مع نسائم الليل الجبلية الدافئة

كانت تفكر في مايفعله بها
يعذبها عذابا حلوا الى ابعد حد
وعذابا مرا الى اقصى اقصى الدرجات
ومع هذاو ذاك تعيش برضى يخفي نفسه عنها
تكره ما يتعمده في تصرفاته من احتقار
وايضا تريد اكتشافه اكتشاف ما يكن فيه من الداخل من اسرار يخفيها عنها
تريد ان تشاركه حياته
لكن هيهات ليس بعد خداعك يا ثريا له ان تتمني ما تتمني ابدا لن يراف بك فالاجدر ان تحذري

اقترب منها عثمان ببطئ وعيونه السوداء تظهر كم هو معجب بها
رغم ما يحول بينهما لكنه يعترف انها مرضية ...ولن يترك تلك المشاعر تخلط بعضها فلايريد ان يحبها ويلعن نفسه على ذلك

جذبها من بطنها اليه متأملا شعرها و يستنشقه بهدوء
ابتعدت عنه تنظر اليه بعيون مغرورقة
- افهمني يا عثمان من تكون؟
لم تجابه نظرته
مالذي تنوي فعله بي ...تألمني ...لانني فعلا بريئة ...ما بت افهمك انت الان شكل وفي الصباح شكل آخر...ارتعشت شفاهها بشهقة...ما الذي ستفعله غذا ؟...اأأأظن انني ساجد نفسي ملقاتا في تلك النا..فورة

ابعد نظره عنها وهو يصر على اسنانه:
- لاتخلطي الامور ثريا...تعلمين انك خدعتني وكذبة لاجل مصلحتك والان تلومينني لانني اريد مصلحتي

- تعرف امرا انا اكرهك...اكرهك

امسكها من خصرها وتبتها على الجدار وقبلها يصب جام غضبه في تلك القبلة ورغم ذلك شهد لها ضعفا حقيقيا
وهو لايزال في نفس الالتصاق قال يهمس :
- والان...هل تسمين هذا ك..رها

بكت بحرقة متوجعة من هذا الحب المؤلم لاوصالها ولقلبها المسكين
قبل جبهتها

ولايعرف لما امسكها يدفن وجهها في صدره تفرغ كل معاناتها عليه
رغم قسوته الا انها لن تفهمه ما عاشت
صدره وهي تغرس رأسها فيه
يشبه تلك الخرخرات في النافورة التي تلتحم مع سقوط المياه فيها
كما تقبع الجبال قرب بعضها تعشش فيها حيوانات تألف بعضها وتدفء ترابها
كالسماء والنجوم التي لابد من انها ستبكي ان هي ابتعدت عنها
بالنسبة لثريا صدره لايغني عنه كل العالم باسره


يتبع..... اعرف انه بارت قصير لكن اتمنى الا تعاتبوني ان شاء الله را ح احاول اطول في الجاي وكذا اظهار الابطال الاخرين حين تحين اللحظة المناسبة فلا تزعلوا

 
 

 

عرض البوم صور Jάωђάrά49  
قديم 09-11-09, 08:37 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب مبدع


البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 147004
المشاركات: 5,481
الجنس أنثى
معدل التقييم: Jάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2060

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Jάωђάrά49 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Jάωђάrά49 المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 


ان شاء الله

الجزء الرابع عشر


مر الاسبوع بسرعة
لكن رغم ذلك كان اسبوعا تصافت فيه النفوس
وتعالت فيها نغمات بعض الارواح سعادة
فرحا وحبا

سعيد
تسافر به الاحلام مع وردته الندية
تضم عليها نقيطات ماء مصفات مكثفة تتدحرج وتذيب بذلك روحه
تضم اليها الاشعاع الرقيق الليلي وتتندى به حتى الخضل
ابتسامتها ورنت ضحكاتها مابين السماء والارض
في جو حياته
ملامحها الصافية وهي منشرحة له لالغيره
يدري فقط انها تعيد دفعات الهواء النقي في رأتيه
وتجدد بذلك الدم في عروقه
ويختزل العشق في قلبه الى ضربات ملتهبة متحرقة الى حب متبادل نبضات بعيدة عن اذنيها
يتمنى ان يجد يوما ما رأسها الجميل على صدره
ليسمعها نبضاته
ويسمح لها بالتطفل على خزائنه
التي لايصلها الا من هم اغلى مثلها
خروجهما الى فاس وزيارة معالمها التاريخية اثر بهما كثيرا
وخلق من ذلك التاثير انشراح غريب وتراجعت مشاعر النفور لتحل معها سعادة من الحنين عادت

جعل عبير
تشعر انه رجل نبيل بكل المعايير
رجل من ملكته ذات حظ لايعوض لكن لاتدري لما بدأت تتأقلم مع فكرة انها زوجته
ولاتتخيل غيرها في ذلك المحل
لربما لانها تدري انها عبير وهو سعيد
وتبقى ذكريات قوية بينهما تراها بمنظار طفلة لاخ أكبر
ولاتريد ان تفكر بعد الان بسلبية مادام كتب لها في قسمتها
وسعيد شعر بالزهو لانه استطاع ان يخرق احد الاسوار التي كانت تحجب عنه شخصيتها الرقيقة المفعمة بالحياة
المنعشة لصدره زفرات
كانت السعادة التي تنير حياته كشمس دافئة بعيدة عن ملمس يده تفرحه لهذا الوضع الذي بدأ يتعود عليه
ويحاول ان يبعد عنه افكارا
تكاد ترمي جسده بنيارن محرقة
او لربما يشعر بجميرات لهب تتدحرج في شريانيه
من انصهارات بركان ثائر يلجم جماحه بقسوة
وهو ليس مستعدا ليفقدها
وهي بدأت تحس انه سعيد الذي احبته دائما بطريقتها قد عاد
ليملأ حياتها سرورا ومرحا
وتحمد الله على ذلك



عثمان

أشعر تلك الزهرة بان ثريا فعلا زوجته
يبتسم لها
فيغور قلبها لرأيته هكذا
تسرح في ابتسامته وتكاد تبكي لانها
غير مصدقة انه يرفع من مستواها امام الاخرى
يظهر انه اكثر اتفاق معها امامهم
رغم ان الواقع مختلف
يجعلها تتشارك معهم مختلف المواضيع
وما يأرق احلامها
ويفقدها النوم بين ذراعيه هو
هل همساته لها في تلك اللحظات المجنونة
حقيقية ؟ام هي الرغبة فقط
تتمنى ان تصل قلبه
تريد ان تخرج من هته المتاهة الضيقة الخانقة وتصل الى مرسى قلبه عله يقبلها في قفصه حتى ولو سجنت كعصفورة صغيرة فسترضى بحبه لها كما هو بدون كمال
فهو لايظهر لها في وحدتهما سوى الهدوء الغريب عنه في حالته
ومعاملتها كزوجة طبيعية
يشعرها بالاطمئنان من تغير طريقته معها وهي ترضى به و بفرح
كان يفسحها ايضا بحيث يخرجان مع عبير وسعيد
لزيارة المتاحف والمساجد
وايضا المولى ادريس
وكم اشتروا من تلك الحلويات اللتي تفوح منها رائحة الزهر العطرة الشهيرة
وهي في جميع الالوان والاذواق من صنعهم الخاص
وايضا زيارة بقعة خارج فاس قليلا تقع شامخة بين مدينتين فاس ومكناس
وهي وليلي ماتبقى من حضارة عظيمة
حضارة بصمت وجودها في التاريخ ما قبل المرحلة الرومانية
وقد بقيت في وقوفها هذا طوال قرون طويلة مضت
اقواس عالية تدمع عيناك من اشعة الشمس اذا ما رفعتهما الى علوها
واعمدة نقشت عليها حروف رومانية ترسخت في اماكنها بعناد
ساحرة هي ينابيع السعادة التي انسكبت على الصدور المعششة فيها صرخات الحب الملهتة
كان اسبوعا لاينسى
عاشوا فيه ساعات سعادة لاتعوض
لكن هل سينتهي الحب بطرق جميع الابواب دفعة واحدة فتفتح ويجد كل منهم ظالته وتوئم روحه؟
ام ستخدش الجفون الى الخدود دماء فتزعجها دموع مالحة تتير الالم اكثر فاكثر؟
من يدري فما دام هناك مكان للحب فهناك سعادة ومعاناة





بعد اسبوع


في مدريد يوم الاتنين الساعة الثانية زوالا

احدى اللحظات الصعبة التي تفوق الاحتمال الحزن الذي تشبت باطراف الملامح وجعدها وهممها
قوة خفية مألمة
وحش ينشر ظلمة حالكة بسم الألم متجردا من الرحمة
يسحق الشرايين حتى الانين الذي يريد ان يفيض باصحابه الى النهاية
مريم في العزاء ما استطاعت ان تمنع دموعها
حاقدة هي على ابنها
تشعر انها بدون قيمة فطلبها كان رخيصا عنده
ارادت ابنتها وهاهي الان تراها ميتة
جثة خامدة ...جسدا خاليا من اي تعبير ....لاحياة فيه ولانفس
شبهتها تنعم براحة النوم
والله اعلم بموتانا اجمعين
احساس رهيب بان قلبك ياخد منك
تقطع منه قطعة
ويرد الى مكانه لتعيش انت وربع نبضك ممزوج برياح الم هوجاه
مدى الحياة تتصاعد الى قلبك مرارة الذكريات
تريد الانسحاب من مشاعر الاشتياق للاحبة
فلاتجد نفسك سوى وفيا لصور لهم من الذاكرة
متشبتتة هي بحضن ابنتها الباقية
رائحة الغالية
صدر قسم دفئه بين ابنتين النصف للميتة والنصف للحية
التي
وضعت راسها على رأس امها المغطى بشبكة سوداء عادة لدى الاسبان ارتداءها لتنتهي هي الثانية بتبليلها بالدموع
اللون الاسود طغى على الكل واستقبلت التعازي
من الاصدقاء و اساتذتها في الجامعة و اصدقاء عصام في ميدان عمله في القانون
عصام....
يداري احزانه متوشحا على معطفه الاسود غلاف التبات
القوة في التحامل على جرعات المر التي يلعقها بالغصب فلا يوجد بيده وسيلة يخفف به انفجارات القلوب حوله
ملامح متعبة جامدة من الاسى
جسد رياضي قوي تهوى ركائزه من الداخل
ليمسى جسدا فارغا من الامل بعد فقدانها
هي من احدى النجمات التي وضعها على سقف غرفته
يتأمل ويتخيل كيف سيقوم ببناء مستقبل لها اكبر من حياتها ومن سعادته
لاعبها وفضل تقاسم السهر على مرضها مع امها
داعب خدودها وحكى لها وسمع ضحكاتها على طريقته السيئة في الحكي

يريد ان يبكي ومن يواسيه؟؟؟

بعد ان انصرف الجميع
مريم شبه غائبة عن هذا العالم تسترجع لمحات من الماضي تريد ان تحيها بلملمت اجزاء منه
جرعة دمع مع ابتسامة مع فرح
تعطيها روحا خيالية لترتاح
لكن ابدا ما كانت لتحضى اكثر مما تلمح

نسرين ما تحركت من مكانها رغم تعب كتفها الا انها فضلت الا تستخسر في امها كتفها فهي تعاني الف مرة اكثر منها
ومهما تخيلت الم الام تدري انها لن تستطيع ان تشعره كما تشعره في هذا الوقت مريم
فالأم هي الوحيدة المقهورة من فقدان فلدة كبدها وبقوة كبيرة
عاشت في بطنها وتربعت فيه بكل الدقائق الحلوة والثواني المرة
بركلات افرحتها الى ابعد حد اينما ذهبت كانت حملها الوحيد
عاشت معها تسعة اشهر قبل ان تعيشها مع احدهم

هي
امها....
ومهما وصفنا في حرقتها فستبقى عميقة في القلب
كمن حفر سيجارته بقسوة في زربية ثمينة فمهما حاولت لن تعوض مكانها


بعد ان فرغت الشقة
توجه عصام الى غرفته واقفل الباب وراءه
ليس مصنوعا من حجر ولابد من ان تذرف دموعه مهما حبسها
اقترب من منضدته
يصر اسنانه على شفته السفلى والقهر يظهر من عيونه الحمراء حزنا
امسك قارورة العطر واراد ان يرمي بها على وجهه في المرآة لكنه عاد متنهدا بقوة وضعف ليرجعها الى مكانها
يكره نفسه في هته اللحظة بقوة
يشعربتانيب ضمير قاتل
هو من اراد ان يفخر بتربيتها
اراد ان يجعلها فتاة متخلقة في بلد متوحش بعادته على حياتهم الصغيرة
هل فعل الصواب ؟
انه السبب في موتها
لكن كيف كان ليتصرف غيره في مثل ذلك الموقف؟
كان ليتفاهم بالعقل
من يملك دما حار وقد ورثه عن اجداده المسلمين كيف كان ليتصرف غير ان يقوم بدبحها
بينما هو لم يفعل اراد ان يربيها ولم يعلم انه لم يفلح
حتى بات الخوف حليفا له في نظرته للباقيات
امه واخته

قال بحسرة:
-استغفرك يا ربي اللهم اعني على حالي فانت المعين

حمل حقيبته التي كان قد اعدها وخرج جارا اياها وراءه اوقفها واستدار ليقوم بتوديع اسرته المتبقية في الصالة الصغيرة
اراد الدنو من امه لكنها حاولت ما امكنها بوجهها المحمر ان تصب كل ما لها من كره في نظرتها اليه
ونفضت يده التي ارادت ان تحط على رأسها
فنهضت لتتركه واقفا فتزيده كربا بتصرفها الجارح معه

قالت نسرين تقف من مكانها لتقترب من اخيها
- ارجوك اخي لا تغضب منها من اجل ...اختي المتوفات
ضمت نفسها اليه تتدحرج دموعها هي الاخرى بصمت وراسها يصل الى تحت ذقنه وضمها بشدة ليتنهي بالقول
- ارجوك يا نسرين انها امانة في رقبتك لن اكون هنا في هذه المدة الصعبة بالنسبة لها... لذا لا تتركيها لا انت ولا ميغيل اعتمادي وكل اعتمادي عليكما
قالت تقبله على خده وترفع نفسها اليه
- لا تخف اخي ثق بي سأعتني بها عد لنا فقط انت سالما

قال مبتعدا :
- ان شاء الله

خرج من الشقة يشق له طريقا الى المصعد وبعدها يضغط الزر لينزل به

في الاسفل كان ميغيل مع بعض الاصدقاء المسلمين الذين ساعدو في انزال الجثة التي سيقوم عصام باخدها في صندوق عادي من الخشب في سيارته الكبيرة ويحمد الله لانها واسعة كفاية
كانت تريد مريم هي و نسرين ان تذهبا معه من قبل بساعات لكنه رفض متحججا بقسوة الطريق عليهما وطولها والامر ليس هينا فحمل جثة كمن يحمل جبلا على قلبه ويتمنى من الله ان يتحمل هذا القلب الى النهاية فالباقي كثير


بعد ان سلم على اصدقاءه الذين وقفوا معه في محنته
ركب سيارته وانطلق مع الاوراق اللازمة التي تصرح له المرور من الحدود بها دون عراقيل

وهو يعلم انه قد اتخذ ذلك القرار في المستشفى قبل يوم بالتحديد ولايدري ان كان في محله او لا
قرار مصيري





في المغرب
بالقرية المجاورة
ببيت العربي


جميلة
تقف امام النافذة التي تتوسط غرفتها تظلل عيونها من وهج الشمس لترفع نظرها الى طائر في السماء
يحلق بحرية منحه اياها الرحمان
تكاد تحسده عليها
بعد دقائق من الان سوف تحرم هي من حريتها
خناجر مغموسة في سم مميت تغرز في قلبها تتفرع منها انصال حادة تقطع تنفسها كانسان
بقوة وبدون اية رحمة
مسحت دمعة فارت من عينها
ابتعدت من النافذة
وكل المآسي في حياتها تذبحها آلاف المرات تعيد نفسها امامها بعناد لاتحاول ان ترأف بها حتى
و لملمت اطراف قفطانها الاصفر الناعم المتناغم مع وجهها الابيض وشقورة شعرها
رغم ماهو معروف على الناس في القرى
وجوه لفحتها الشمس من سعيهم وراء لقمة العيش
خلافا عليها هي التي لم ترى الشمس كثيرا الا من السطح او من النافذة لسبب واحد وهو ان والدها يكبتها دونما سبب

تتجنب ذكريات زحفت على جسدها
كل مرة تعيد نفسها عليها
تترك وراءها قلبا اهترت عروقه من الحزن
بعد معضلة المت بهم وهي في سن صغيرة

ابدا لن تذكرها
لكنها تعود

الان تريد النسيان
لاتدري لما تشعر انهابدون قيمة
لما فكرت ان رجلا اتر طيفه في حياتها
كم هو مثير مرور البعض من امامنا فقط لفترة وجيزة فتجد صورته اقرب اليك من نفسك
زادت من امساكها لنفسها من ذرف دموعها
فلايجب ابدا ان تشعر انها فريدة من نوعها
لكي تنقد من فخ كهذا


وتستحضر الان المعاناة المستقبلية التي تتنتظرها

سمعت مفتاح يتحرك في باب غرفتها نهضت من مكانها
لتجد انها امها مرتدية احدى قمصانها للمناسبات في لون كحلي ممزوج بورود برتقالية قانية

نظرت الى امها بحزن وهي غير مصدقة انها بعد لحظات ستبتعد كليا عن هذا المكان

قالت بأسى:
- لما يا امي ؟ابحث عن تفسير غير الذي في رأسي فلا اجد سواه ...

قالت رقية مقتربة منها وقد كست ملامحها علامات ضعف وتعب
- آسفة بنيتي لكن ان لم تفعلي ذلك فلابد من انني وحدي من سيدفع الثمن

قالت جميلة بقهر:
- لما يا امي؟ دعيني اهرب ان فقط شعرت... ان ذلك سيأثر فيك

قالت رقية برهبة:
-ماذا ؟ تريدين تسويد وجهي بنيتي... الست امك ؟الا ترأفين يا ابنتي؟ انا من كسر ظهري وانا احمل ظربه عنك

اسرعت جميلة في ضم امها بقوة تخفي دموعها وقالت:
- حاشاك اماه ابدا لن اسود وجهك ....الكل سيراني وانا ازف له ...ما يخنقني فقط... اننا للحين لم يكتب كتابنا ....اليس في ابي قطرة دم

قالت الام تبتعد عنها وتطبطب على وجنتاي ابنتها :
- اصبري سيجازيك الله على صبرك وسوف يتزوجك تعرفا على بعضكما كما قال ابوك وسيكون خيرا ان شاء الله

- ابي يا امي العزيزة لايعرف الله لو يعرفه حقا لكان .. ...آآآآآآه اريد قتله ...تحطيييمه خنقه

قالت امها تسكتها بيدها
- اسكتي ارجوك بنيتي بحق مارضعتي من امك من حليب.... لاتفعلي شيء تندمين عليه... ارجوك وانا ساسعى جهدي ليكتب عليك العقد

ذخل العربي عليهما ونظر اليهما كل على حذى بعيون كالصقر الكاسر:
- هل فاتني شيء ؟هل تعانين من مشكلة رقية؟

قالت الام بسرعة تربت على كتف ابنتها وتبتسم:
- لا سننزل حالا

وكانت عيون جميلة تضخ لوالدها حقدا وكرها خاصا
لم تعرفه في نفسها ابدا


في الاسفل
وجه قد يظنه البعض قدرا متسخا لكنه فقط يكاد لونه يكون ازرق قاتم او لونا قريبا له
سيماهم في وجوههم
رجل قبيح في الخلقة يا سبحان الله ولايحمل ذرة رحمة لديه اربعة اخوات اتنان عن يمينه بقفطانيهما واتنين عن يساره
تغنين وتطبلن على الدف بايديهن
فرحات لان اخاهن الوحيد وجد له هذه المرة ضحية اخرى بفضل ماله
اعطى للعربي ما اراده فوجد انه سيحصل بسهولة على مايريد

عند نزول جميلة واول ما وصلت نصف الدرج
توقفت
و توقفت امها وراءها ايضا
سرحت نظرة جميلة في الباب امامها ووجدت انها لربما لو ان صديقتها الوحيدة في هذا العالم هنا الان لكانت اعتقتها بطريقة ما لكن اين هي لما لم تحضر ؟
شعرت بالوحدة ببرد يجمد اطرافها رغم ان فصل الصيف حار في المنطقة
الا انه شيء من الرعب على بداية لها في فقدان الامل من الحياة

- هيا عزيزتي انهم ينتظرون

- لن اهرب امي

نزلت الدرج في رأسها الف حساب للذين يظنون انهم قد نشبو كامل انيابهم فيها فشلوها وحطموها
لديها اسلحة ستستعملها ان اضطروها
نزلت تحت زغردات وابتسامات حقودة من الجارات ومن تحسدها الان على وضعها
فتتمنى هي من القلب ان تاتي لمكانها فقط لتعيش هي حرة بدل هذا الدل





في منزل السي محمد

بعد ان علمت هند من امها عن التلميح حول حضورهم بعد اسبوع
كادت الصعقة ان تفني قلبها كليا فما بال اذا ما راته بعد ان غابت عن ناظريه
كانت تشعر انها تطير
وفوق السحاب تسير
شعرت بان قلبها يدفع نبضاتها خارجا كفقاعات نظِرة

لم يتصل بها ابدا
لاتنكر انها لربما تحتاج سماع صوته كل يوم
لكن قوانين في الحياة تفرض سيطرتها على الواقع
لتجعله ذا قيمة
لذي جعلها تشعر انه فعلا جونتلمان ويحترم كلامها

نزلت من غرفتها متوجهة الى الدرج لتجد امها تدخل في تلك اللحظة الى المطبخ
نزلت برشاقة هرة لتلتحق بها
وضمتها من كتفيها فشهقت رشيدة
لتبتسم بعد ذلك

قالت رشيدة:
- كل هذا اشتياق؟

قالت هند بفرح:
- وان لم اشتق لماما لمن ساشتاق اذا؟

قالت رشيدة تقترب من صفية التي كانت منهمكة في تحضير طعام الغذاء

- لست ادري... فبعد حكاياتك المطولة عن زوج المستقبل بت اشك

- اوه امي لما هذا القول الان؟ انا فعلا احبك لاتشعريني بالسقم

قالت رشيدة تقرص وجنتها:
- لن افعل ولكن اعلمي فقط انه... ينتظرك كيلوغرام كامل من التمر لتقومي بحشوه بكل الانواع التي علمتك غزالتي فلا تتهاوني

- حسنا ماما ....تريدين ان تذيقيهم من تصاميمي؟

قالت رشيدة تغضن جبينها بمرح
- تصاميمك؟ خبيثة...اليست من اختراع الكتب

قالت هند بابتسامة مشرقة:
- انها من اختراع الكتب لكنني اضيف عليها من غبار اصابعي السحري

قالت رشيدة تضحك وهي تخرج من المطبخ:
-هههه.... سنرى ما سيخلفه غبارك ذاك على الله الا يخلف زوبعة

اقتربت هند من مكان عمل صفية مبتسمة باشراق وقالت تحمل السلة التي تحوي التمر
:
- صفية كيف اصبحت الان بعد ذلك التعب؟

قالت صفية تتهرب قدر الامكان من الاجابة:
- بخير..و الحمد لله

- الم تذهبي الى الطبيب؟ ام تريدين ان استدعي طبيب العائلة؟

قالت صفية بعيون مدمعة:
- لاتفعلي سيدتي ..ارجوك

قالت هند مندهشة من تقلبها المفاجئ :
- ما الامر صفية؟؟... لاتخيفيني بدموعك...ما الذي يحدث؟

قالت صفية مرتبكة
- سيدتي....انا..انا... حامل

قالت هند مبتسمة بكامل فمها
تصرخ جارية الى امها تلحقها قبل ان تصعد الى فوق:
- امي ...امي
حاولت ان تمنعها صفية لكن دون فائدة
فقد كانت هند رشيقة بشدة ولم تستطع ان تلحقها

قالت رشيدة وهي تقف في اعلى الدرج

- امي... صفية حامل...حامل

ظهرت على ملامح رشيدة شيء من الامتعاض والضيق وقالت بعد ذلك
- مبارك لها
وانصرفت بسرعة وكأنها لم تفرح للخبر
لتبقى هند تحك رأسها غير فاهمة لما يحدث كان على امها ان تفرح لصفية اكثر منها
لكنها تناست الامر سريعا لتدخل وتساعد صفية قدر الامكان

قالت صفية مرتبكة:
- سيدتي ما كان عليك اخبارها

قالت هند بارتياب:
- لماذا؟ هل لاني الوحيدة لديها امي انسانة مثقفة ليست كالاخريات

زاد ارتباك صفية ففضلت الانهمك في ما تحضره وكذا فعلت هند




في القصر

بعد ان استقبل افراد العائلة الازواج المتعبين من السفر
قرر سعيد ان يذهب الى الاراضي فهو يضن انه ترك الشغل بما يكفي وعليه الاطمئنان وكذا اراحة والده من تعب التجوال المرهق له
لذى صعد الى جناحه حيث كانت عبير قد غيرت ببيجامة واسعة طويلة بقلوب بيضاء على لون سماوي جميل
وربطت شعرها شكل كعكة وحاولت ان تجاهد التعب وترتب ملابس كل واحد منهما
رغم انها شعرت ببعض الارتباك من لمس ملابسه الا انها وجدت ان شعورها ليس في محله
لكنها فقط تتعجب من حضور روحه القوية في ملابسه
وهذا هو المحرج
عندما ذخل عليها الغرفة
ووجدها تجلس على سريرها تحجبها الستائر المرفوعة قليلا
وقف للحظة
معجبا بوضعها حيث كانت تجلس والحقيبة عند قدميها
وكيف تضع اصابع قدمها على الاخرى كطفلة صغيرة
اثاره ذلك الانهماك والعناية التي تمسك بها ملابسه وتطويها بطريقة فنية
اعجب باصابعها التي تمررها على القميص المخطط بخطوط زرقاء
وشعر انها كما لو انها تمرر اصابعها الرقيقة البديعة على صدره القوي وباغثه الم العشق لهته المرأة

لذلك قال محمحما:
- احم احم....عبير اتمنى الا اكون قد ازعجتك

امالت راسها بابتسامة مشرقة من مكانها مطلة عليه:

- سعيد لا بالعكس كنت فقط ارتب ملابس..ملابسنا

قال يقترب من السرير يتكئ على العمود المزخرف للسرير ضاما ذراعيه على صدره :

- هل يتعبك ذلك؟... تعودت ان اهتم بتلك التفاصيل... فقط الامر انني مضطر للذهاب الى العمل الان..يمكنك ان شعرت بالتعب ان تتركيها هناك على السدادر وساقوم بطويها لاحقا

نهضت حاملة قمصانه
- ابدا هذا عملي وافتخر به لاتقل هذا... احب الاعتناء بهته الامور لطالما كنت هكذا

قال سعيد مبتسما بوسامته فضهرت غمازاته بقوة تعزز رجولته:
- ماذا ان تناوبنا؟
قالت مبتسمة بخجل تخفض نظرها
- لا سعيد ابدا ؟
قال يشاكسها :
- ابدا ابدا؟

التفتت تنظر اليه :
- الا اذا ما حكمت عليك في لعبة الورق اليوم
ما رأيك ؟

قال يفسح عيونه بقلب مفعم بالحب
خذر لذيذ من قربها و في ما منحها الله من صفاء :
- تتحدينني انا شاطر في لعبة الورق رغم اني لا احبذها

قالت عبير ببراءة:
- لما؟

شعر انه سيتورط مع اسألتها فقال ينقد نفسه مبتعدا الى الحمام:
- نسيت عبير علي ان استحم سريعا فالعمل ينتظرني

قالت عبير تلصق يديها على عضديها:
- وانا الن تعدني ان نلعب الورق للتسلية فقط

قال وكأنه يفكر:
- حسنا سنفعل

فابتسمت له حتى انه نسي نفسه وهو يقف في مكانه ينظر اليها بعشق الا انها باحراجها حمحمت فاستدار ليدخل الحمام ويتركها تستعيد وجهها المشرق من الخجل





في جناح عثمان

تركته بالاسفل منسجما في الحديث مع جدهما ووالده
وصعدت هي الى جناحها
رمت بحقيبة يدها على السرير
لاتدري لما تشعر انها عادت الى حصن حصين بين اسوار سجن عتمة
تشعر ان شيء يكتم على انفاسها ولاتدري ماهو
انه حدسها مرة اخرى وتخاف من تلك المشاعر التي تسبق حصول امور ما
خائفة هي من ان يكون وراء هدوء زوجها شيء مخفي
حتى نظراته لاتستطيع ان تفسرها هل هي نظرات توعد
ام نظرات حب
جلست على السرير واضعة يديها على خديها تفكر في مئات الافكار فزوجها بالنسبة لها لغز لايفك ولايوجد له حل
وتريد ان تصدق انه فعلا مع تغيره قد نسي الامر الذي اتعبها في البداية

نهضت من على السرير واقتربت من حقيبتهما تفتحها لتقوم باخد الملابس التي ستغسل والملابس التي لم تستعمل اصلا
واعادت الى الخزانة البعض والبعض الاخر وضعته في السلة الى ان تقوم بانزاله للغسل

اقتربت من الخزانة لتأخذ ما سيلزمها للاستحمام
واثارها فضول
ان تقوم بالاطلاع على محتويات خزانة زوجها
فضول قد تذفع ثمنه دون ان تدري





في جناح سعيد


خرج سعيد من الحمام اكرمكم الله
وكان قد ارتدى سروال تجينز وقميصا بنيا
وقد حلق دقنه بعد ان نمى شعره كثيرا
كان قد مشط شعره المبتل الكث وانتشرت خصلات حول وجهه مما زادته جاذبية
تنهد وهو ينظر الى من توليه ظهرها
كيف بالله يستطيع ان يبعثر مشاعرها
هو من كان فعلا بارعا في ذلك مع الباقين
تنهد بعمق وغالب رغبة في ضمها وتقبيلها على جبينها او وجنتها فقط لاغير
ان يحصل بذلك على دفعت رافعة للمعنويات قبل العمل
تجعله يعمل بنشاط اكثر متاكد هو من انها قادرة على ان تذيبه شريانا شريانا
واقترب من الباب عندها التفتت اليه عبير وهي تقول :
- سعيد...
التفت اليها
- اردتني
قالت تنظر اليه معجبة بوسامته الضاهرة التي لاتنكرها غير ان اي مشاعر من اي نوع لا تباغت نفسها
- تبدو وسيما هل كل هذا من اجل العمل؟

ابتسم فرحا من كلمتها مجيبا:
- اجل اعرف انني مفرط في الامر ....لكن عادتي ان اكون كامل الاناقة رغم ان الشغل الذي اقوم به يجعلني افقدها في دقيقة...لكن هل من اجل هذا ناديتني؟

قالت بخجل تغير الموضوع:
- في الحقيقة اريد ان أذهب الى ماما لكي انام عندها قليلا بعد الغذاء انت لاتمانع؟

قال يمعن فيها النظر وهو يشعر انه عليه ان ينفذ للجميلة طلباتها
فهي نفسها كثيرة عليه:
_ طبعا واذيقيها من الحلوى الفاسية ...ام تراك لم تتركي منها شيء ؟

زاد خجلها مع ابتسامة محتشمة:
- طبعا لا ...انت تظلمني.. احب الحلوى لكن لست شرهة

قال يبتسم بالمثل وعيونه الناعسة برموشها الكثيفة
تخفي عجائب الهوى في قلبه:

- اه ...لا حاشا ان تكوني كذالك انت كل شيء جميل في الحياة ...احم... سأذهب

كانت عبير في تلك اللحظة من حرجها من كلامه المعسول قد انتهت من توضيب كل شيء دون ان تشعر
فاقتربت منه تسال باهتمام:
- هل ستأتي للغذاء؟

تعجب لسؤالها لكن زاد ذلك من دفئ غريب بين اوصاله
وهو انه الان يشعر انه انسان يعيش في الحلال ويتمتع
بمحاسنه باهتمامها كغريزة انثى بحتة :

- لا لن استطيع ذلك ...مرر اصابعه في شعره مبعدا نظره مفكرا....اظن ان وجدت شيء في الاسفل فسآخذه معي وان لم اجد.. فساتناوله مع العمال

التقت نظرته بها وقال:
- لما السؤال ؟

ارادت ان تتكلم لكنها ابتلعت كلماتها خجلا منها كمن يريد ان يفرض على شخص شيء ما
- لا لالشيء ...رافقتك السلامة

- آمين

نظرت اليه وهو يخرج من الجناح بطوله وهيبته الطاغية
وهي تشعر انه فعلا لابد من انه لايشعر بالراحة في العمل في الاراضي
وكيف يا ترى ضروف الاكل هناك
تنهدت لتأخد حجابا من غرفتها وخرجت بدورها لتنزل الى اسفل حيث كان الرجال قد خرجوا الى الصلاة باكرا
وفاطمة ومليكة تحضران طعام الغذاء في المطبخ

ذخلت عليهما لتجد ان هناك امرأة اخرى معهما ولابد ان الشغل في القصر يتعبهما لذى وضفتا خادمة جديدة للمساعدة

قالت مبتسمة بخدود متوردة وقد تعود عليها الجميع خجلة على الدوام وهذا ما يسحرهم في شخصيتها
أعلنت حضورها:
- السلام عليكم...
التفتت فاطمة منشرحة الملامح وهي تنظر الى زوجة ابنها بحب

- اهلا بالغالية

اقتربت منها عبير تقبل يدها قائلة :
- كيف حالك امي
-بخير حفظك لي الله
اقتربت من مليكة بدورها مبتسمة لتقبل يدها ورأسها
- وانتي ماما؟
قالت مليكة التي كانت تقشر الجزر
- ظننت ان ابنتي نسيتني

- امي لا ...تدرين انني طلبت من سعيد السماح لي بالبقاء معك وراء الغذاء

قالت مليكة التي كانت تحضر السلطة
على المائدة وراءهم
- لديك بنات يا مليكة ماشاء البارئ متخلقات بارك الله فيهما

قالت مليكة تبتسم وهي تنظر الى عبير:
- الحمد لله
قالت عبير السؤال الذي كاد ان يفحم شفاهها من الاحتراق:
- امي فاطمة ...سعيد مر عليكما هنا؟

قالت فاطمة:
- لا لماذا؟

- لانه ذهب الى الاراضي ليتفقد العمل

قالت فاطمة بعتب:
- الله يهديه لما فعل ذلك ...لابد انه سيتغذى الان هناك كان عليه على الاقل ان يترك لنفسه اليوم للراحة ويستأنف عمله غذا

قالت عبير ساهمة :
- اذا هو لم يمر هنا؟

قالت فاطمة ترتب المعدنوس على القطعة الخشبية الخاصة لتقطعه:
- لا لابد انه نسي ...اعرف بني جيدا لايحتمل ان يحمل والده اعباء العمل

قالت مليكة:
- سعيد رجل قوي يا فاطمة مادام يحتمل مشقة العمل فدعيه يفعل مايراه مناسبا...لابد من انه يرى ان الوقت لايرحم

قالت فاطمة تمط شفاهها:
- كما تقولين ..رضي الله عنه ابني ذاك من بين اخوته الاكبر والذي يمتلك هيبة من جده مباشرة


كانت عبير تستمع باهتمام الى الحديث الدائر بين المرأتين ووجدت انها كما ترى زوجها فهو من كلام امها وفاطمة احسن من ذلك


قالت مليكة تسأل عبير:
- الم تتفقدي اختك لم ارها منذ صعدت

قالت عبير :
- لابد من ان السفر انهكها ونامت الان






في جناح عثمان

كانت ثريا تجلس على الارض
تمسك كومة اوراق ونفس الاسم يتكرر فيها
تكاد تنفجر لو انه اسم رجل لما فكرت بسلبية
لكنه اسم امرأة في كل الاوراق الطبية والتي تضهر ايضا انه عثمان من دفع مصاريف عمليتها مسبقا
من تكون هته المراة لتحتل ملابسه
اوراق تخبأت بين ملابسه بدقة لما؟
من تكون هته المختبأة
هته التي خرجت الان تضهر في ضوء الحقيقة وليس الخيال المرعب من ان تفني احداهن نبضها من الغيرة
من تكون تلك المراة؟ وهل تربعها بين قمصانه تعني تربعها في مكان غير ذلك
كانت تتحرك الى الامام والوراء وتشد يدها على الاوراق
التي تضهر ان العميلية بعد اسبوع
ذرفت دموع القهر بشدة رغم انها لحد الان لم تتاكد من صحة شكوكها
لكن قلبها على الهاوية
ولاتستطيع ان تبقى جامدة دون احساس وهي ترى من ستقوم بدفعه لينتهي قطع لاتجمع مهما خيطت

- اريد ان اعرف من هي هته الهام ....ارجوك ربي لاتجعلها شخصا انتهي بسببه في مستشفى المجانين فقلبي لايحتمل ارحمني ربي
ارجوك ارحمني

سمعت باب الجناح يقفل معلنا عن دخول شخص
تعرفه حتى من خطواته الواثقة على الارض
ابدا لايمكنها ان تحفظ شخصا كما تعلمت مع كل دقيقة ان تحفظ فيه كل شيء
مشيته التي تهز قلبها مع كل اقتراب منها
رائحته الرجولية التي تجعلها تنام على جنبات طرقات الضائعين في الحب
تريد لها سبيلا فلاتجد في ابواب سوى ظله الكبير

وقف ينظر الى الغرفة لتسقط نظرته السوداء عليها في الارض تجلس منكمشة بطريقة تقطع القلوب من الشفقة
اقترب منها ليقول بقسوة وعد نفسه ان يسترجعها لدى عودته الى هنا
الى القصر:

- ثريا...ما الذي تفعلينه جالسة هكذا؟...وماذا تحملين في يدك؟

نظرت اليه بالكاد تمدها له ليمسكها ويقرأها
وعندها علم جيدا ان وضعيتها كان نتيجة حسرة او تاتير ما وبات الان السبب واضحا بل مكتوبا امام عيونه

قالت ثريا بارتجاف :
- من ..الهام؟...من تكون تلك المرأة ؟هل تعرفها؟

قال ببرود رهيب جمد الدم في عروقها:
- والله اظن الامر يخصني ولم اسمح لك بالتطفل على شيء من اوراقي بل اعطيتك التصريح فقط للمس ملابسي ...ما الذي اذخلك في اموري ...
(امسك وجهها بقوة يرفعه اليه وقد اغرقته دموعها بين رموشها الحمراء:
- اخبريني يا ثريا ما الدافع لبحثك في ملابسي

قالت تبرر:
- لم افعل ذلك عمدا...كنت ارتب القمصان ووجدتها
اخبرني الان ارجوك من تكون الهام

جلس قربها يشبك ساقيه امامه وظهرت قوته وصلابته قربها هي التي بدت كقشة تلعب بها الرياح
قال ينظر الى الاوراق دون رحمة:
- كانت ستكون امرأتي قبل ان تأتي انت

صعق قلبها بدون رحمة
تبعترت شرايينها الما
شعرت انها كالمجانين في المروج الوحشية دون مخرج
ابعدت وجهها عنه واخفت دموعها
التي نتجت عن انفاعلها ونبضاتها التي تريد قتلها
خوف خافت هي منه
فتكون في دقائق الى اسد ضار
تلتهمها الوحشة والشعور المر

اكمل وهو يمعن النظر في تفاصيل وجهها قرب شعرها اللولبي الاحمر
وشعر بارتعادها واحس انه يصيبها في الهدف المباشر وانه يفوز لا محالة:
- كانت امرأة خلوقة جدا ذات جمال ذاخلي وخارجي ايضا
وفقط لانها مريضة لم ترضى ان تبقى قربي لانها خافت من ان تصبح عالة علي ...شريفة فعلا

نهضت ثريا من مكانها بسرعة مبتعدة عنه:
- اسكت...اسكت ارجوك اسكت...كف عن ذلك لما تصر على تعذيبي الست بشرا؟

قال بقسوة في ملامحه اكثر من نفسه:
- اصمتي ولاترفعي صوتك ....اخبرتك لتعلمي بانك صاحبة حظ ايتها المخادعة الكاذبة لدى لاتنتظري ان تدوم هدنة اسبوع العسل لانني ساعود بقوة كريهة لم تريها في حياتك

نهض برشاقة الى مكانها حيث وقفت مشعتة الشعر من كثرة تمرير اصابعها فيه من القلق وبيجامتها السوداء التي تصل الى تحت الركب

وقال ينظر اليها من فوق حيث ابعدت عيونها عنه فراقب شعرها الذي يكاد يغطي وجهها:
- انت ومشاعرك لاتهمني ...واكثر ما اتمناه هو ان تكفي عن دموع التماسيح تلك فلن تنفعك معي....ما يهمني حاليا جسدك لما لااستفيد منه مادام حلالي؟؟؟ لكن ..ابشرك انتظري الفرج من هذا الزواج قريبا فما ان اشعر انني عفت جسمك هذا حتى اقوم بترتيب الامر لاسهل الطلاق بيننا

رفعت نظرها اليه لكنه ابتعد عنها ياخد له ملابس مريحة ويبدأ في تغيير ما يرتديه في الحمام
قالت بنبرة مصدومة من وراء باب الحمام تسمعه كلامها:
- انت تمزح معي عثمان ....عثمان لاتقم بفعل كهذا والله اعدك انك ابدا لن تلمسني ان ظللت على هذا الكره لي وانا والله لست مذنبة

صرخت عندما لم تجد منه جوابا
- عثمان تسمعني ان اردت تطليقي فلن تلمسني ...لن تلمسني من الان ايها الكريه...اكرهك... انا اكرهك اكرهك
اجهشت بالبكاء بقوة فسمعت باب الحمام يفتح لبتر الدموع من عيونها
ولإحياء الخوف في جوفها:
اقترب من مكان وقوفها قرب السرير حيث تراجعت
فرأته يقترب منها متكدر الوجه متغضن الجبين
مكفهرا كسحب سوداء تحمل البرق والرعد في آن واح

- ما الذي قلته الان؟

- ما سمعته ولن اتراجع عن كلامي

- لا لااطلب منك التراجع الان عن قرارك بل ان تعتذري منه لانك فعلا تحديت حدودي كلها وطفح الكيل منك...قد اقوم يا ثريا باخذك بعيدا عن هنا وارميك من اعلى سفح يصادفنا وعندها اكون قد غسلت نفسي من عارك

- لا انت غير قادر على ذلك ...لو كنت رجل حقيقيا لما عاملتني هكذا ..لو حالفني الحظ قليلا لكنت الان انعم بحياة سهلة مع احدهم في باريس او اي بلد في فرنسا بدلا منك

شعرت انها كما لو انها مصارع غير محنك في عمله يحمل اللون الاحمر لينتهي بقرون الثور في قلب صدره

حملها ورماها على السرير بقوة من غضبه الاعمى
ليسجنها تحته يمسك كلتا يديها التي تحاربانه

- عث..مان دعني ..دعني

- هل قلت تنعمين بالراحة مع آخر تخونيني... حتى في خيالك يالك من كلبة... اكاد ارأف بك لكنك تظهرين يوما عن يوم ...على حقيقتك وانا فعلا حكمي حق فيك

- انت الرجل الوحيد المريض ....الذي شاهدته في حياتي ...ان لم تتركني ساصرخ

- ان صرخت فلن يكون من مستفيد سوى انا بوضعك في حضن امك ايتها الثريا لتشرحي لها لما خدعتنا عندها سنضحدك من هذه العائلة نهائيا

كانت لاتزال تتخبط تحت قوة يديه
وفي لحظت شعرت ان قواها بدأت تضمحل وتتضائل
ولم تستطع ان تكمل القاومة فضلت ساكنة وهو فوقها ينظر اليها ويشهد انتصاره عليها
:
- تقولين انك ستمنعينني عنك...اولا صفدت يديك بيدي والباقي اعرف انه سيكون سهل

- انت وغد ياعثمان ...صرخت... اكرهك

اقترب يدنو منها ولمح تغيرا في عيونها الرمادية يقترب من شفتاها المتوردتين تحت شفاهه القاسية فهمس
- والان لما لا تظهري لي كرهك الحقيقي

شعرت انها تلتهب من قربه وان نبضها بقوة يخونها
وتنفسهما امتزج بتناغم ساحر
حرر يديها فبدل ان تبعده عنها قربت يديها من عنقه وظلت تشعر بالحب الكبير له في قلبها يصبح مأثرا بها الى حد الجنون لذى انبتر من يديها قبل ان يكمل ما اراد فعله ليقول وهو يقف:
- انت تحت سيطرتي الى ان امل شئت ام ابيت يا ثريا
قلتها من قبل فلابد انك مخادعة وضعها الله في طريقي لاقوم بتلقينها درسا مهما لتثوب من كذبها وتلفيقاتها

وابتعد عنها يخرج بكامل ملابسه من الجناح
ويتركها وحدها تغوص في مستنقع المعانات المليئ بعلق اليأس والحب المستحيل له






في منزل يونس وياسمين



كانت تضع على المائدة صحون الطعام الذي منذ ان اصبحت وهي تقوم بتحضيرها
تحس ان يونس تغير وتدري انه منذ ان قالت ذلك الكلام الذي اقسمت على اخفائه عن الجميع ان زوجها الان غاضب منها دون ان يجعلها تشعر بغضبه
في الحقيقية باتت تشعر انه لربما يحبها فعلا وانها كانت مخطئة في جرحه لكنها ايضا تظن انه هو من اضطرها الى ذلك فلقد كذب عليها وهي لم ترد سوى بناء عائلة
لتجد هذا الشخص يخبئ لها انتقامه منذ زمن
كانت تضع آخر الاطباق على المائدة عندما دخل يونس الى البيت صامتا لعلمه ان لافدوى ابنة ياسمين ولايامنة تعلمان انه
يتحدث
لدى يفكر ان يبتعد لاسبوع او اكثر
ليترك لياسمين الفرصة في ترتيب افكارها من ناحيته
وايضا ليعود على اساس انه قد قام باجراء عملية على حباله الصوتية حيث كان يعاني من المشكل لكي يمارس حياته طبيعية معهم ويكتشفهم اكثر

التقت نظرته بجارحة الفؤاد منذ ان كان شابا يافعا
الى الان
وتعرف جيدا كيف تكون هته المرأة عاشقة بوفاء وتكون من اقسى النساء على كوكب الارض
لايزال منظرها امامه يبعث به براكين لن تنطفئ هذا يعرفه لكنه يصبر عليها
لكن بقدر الحب لها بقدر العتب على هذا الجرح الذي تفرع في باقي اوصاله فما إن يراها يشعر انه يتالم منها بشدة

احنى راسه لها وتلقى في يديه فدوى التي استقبلته تصرخ:
- بابا يونس ..اشتقت لك كنت اقول للجدة انني اشتاق اليك فانت الوحيد هنا الذي يشعرني بالمرح اما الباقون فهم مملون

عاتب الصغيرة باشارة اسكتي من يده ومن عينه ففهمته

قالت ياسمين لفدوى :
-دعي اباك عزيزتي يرتاح انزلي عنه ليذهب ويغسل يديه من اجل طعام الغذاء

انزلها واقترب من يامنة ليقبل رأسها فقالت:
- رضي الله عنك يابني كيف كان يومك

اشر جيد
فقالت ياسمين للجدة:
- يقول جيد امي....نظرت اليه تستجدي اهتمامه بما حضرته

فتلقت منه نظرة احتقار لما حضرت من طعام على المائدة وذخل الى غرفته دون ان يجلس معهم

بهتت من تصرفه ذاك
نهضت لتتبعه الى الغرفة التي هي اجمل من بيتها القديم بفراش تقليدي لكن انيق
عندما ذخلت عليه وجدته عاري الصدر
قالت تسأله:

- يونس الن تأكل؟
فك حزامه ليبقى بشورط قصير تعداها تحت نظراتها الغير فاهمة واخد روبا وتوجه الى داخل الحمام

تبعته الى الحمام تقول :
- لما تقوم بهكذا تصرف يا يونس اخبرني ما خطئي؟

نظر اليها بكره يحاول ان يحرجها
وقف امام المغسلة الصغيرة واخد معجون الحلاقة ليحلق دقنه
فلمست كتفه
ولم يفته ابدا جلده الذي احترق تحت لمستها الا انه التفت اليها ينظر بازدراء والى يدها بقرف
فاحست انها فعلا تائهة لما لايتكلم الان هل كلامه معها من قبل كان حلما؟

- كلمني يايونس اعلم انك تتكلم لست بيامنة او ابنتي لذى ....
قال يحلق دقنه برشاقة:
- محقة انا اتكلم لكن في الوقت المناسب وبما انك مصرة ساقول لك ما سافعله
اولا سادعي باني مسافر امام يامنة وفدوى وستساعدنني في الامر
اما في الحقيقة فسوف اقطن في غرفة مجهزة للعمال في حضيرة الدواجن الخاصة بي لاكثر من اسبوعين على الاقل اريد ان اتركك مع ذكرياتك العتيدة مع زوجك الاول رحمه الله ...لست من يستغل لذى كوني مرتاحة وقد اعود الى هنا على اساس عودتي من السفر بعد اجراء عملية على اوتاري الصوتية ما سيجعلني اتكلم بحرية في حضور يامنة وفدوى

بقيت مندهشة لهذا الرجل الذي يحول حياتها الى زوبعة تبعتر افكارها

- زوجي ليس لاني احب...
- اسكتي ارجوك لا اريد سماع المزيد لن اثقل عليك مايدفعني الى هذا هو انني انسان شهم ولاارضى بان ارغم شيء على احد

لم تستطع ان تقول اي شيء
فقال هو ينظر اليها وقد انهى غسل وجهه الحليق تاركا شاربه الطويل على اطراف دقنه يضهر بوسامة:
- هلا تفضلتي وخرجتي فانا اريد ان اريح عضامي قبل ان انتقل هذا المساء

خرجت وبقيت لحظات تحاول ان تستوعب ما يحصل اذا هو فعلا مجروح منها ومن كلامها
يالي من مجنونة ما الذي فعلته لم اقصد حتى ان...






في القصر



في مكتب الجد يجلس بشموخ فوق كرسيه وراء مكتبه الضخم الفخم ووراءه بالتحديد مجموعات من الكتب الثقافية والطبية التي يستفيد منها في تحضير خلطاته الرائعة من الاعشاب فهو يحاول ان يجعل ما امكن
من في البيت يستعملون الاعشاب التي كانت رفيقة دربه في مشوار حياته اي في بداياته
كان عشابا من الطراز الاول لديه في القصر غرفة شبه مختبر يقوم بتجربة الاعشاب فيها ووضع وصفات جديدة والى الان استطاع ان يدفع كتابين من الاعشاب المفيدة في السوق
يأمن انه الانسان مهما تخلى عن الادوية والعقاقير وتغييرها بالاعشاب فسيحافض الانسان ما امكن على مناعته
وصحته من اللادمان

اليوم يجلس على مكتبه مرتديا قميصه الطويل الابيض الذي يضفي عليه هبة خاصة على كبر سنه ويضع طاقية مشبكة جميلة صنعتها له مليكة من اعمالها في الحياكة والتطريز
وقد كان يضع على عيونه نظارتيه الطبيتين ويطالع كتابا عن معلمة الفقه المالكي

عندما سمع طرقا على الباب رفع نظارته ووضعها على المكتب معطيا الاذن بالدخول
وضع الخيط الى حيث وصل في الصفحة ليقوم بوضعه في الجهة اليسرى من يده
نظر الى الوافد بطلب منه وهو عبد الصمد
الذي كان مرتديا كامل ملابس الفروسية التي في بعض الاحيان
يجدها ملائمة لرشاقة جسده القوي الرشيق اكثر من اخوته من ناحية النحول عكسهم هم الاقوياء بشكل ملفة

قال :
- السلام عليكم جدي
اقترب منه كفارس من الفرسان المغوارين وقبل يده ليقول الجد
- رضي الله عنك بني اجلس ..لاتقف هكذا

- حسنا جدي تحت امرك

قال الحسين مرتاحا اكثر في جلسته يمعن النظر في حفيده:
- تعرف لما ارسلت في طلبك؟
- لا والله جدي لم يخبروني الا بانك تريدني فقط
- ارسلت فيك لاقوم بمناقشة مشروع زواجك

نظر اليه عبد الصمد بوجهه الوسيم دو القسمات الفاتنة:
- هذا كرم منك جدي

- طبعا ...هلا اخبرتني بما تنوي فعله ...من جهة اعرف جيدا العروس تلك الصغيرة تلزمها العناية فتعرف جيدا انك ان تزوجتها يافعة في مثل سنها العشرون فعليك ان تصبر على دلالها الذي تعودته في بيت والديها...ومن جهة عليك ان تعرف كيف تجعلها امرأة واقعية وناضجة التفكير

قال عبد الصمد بطريقة تدل على تمكنه من نفسه في الامر:
- لاتحمل هما جدي انا اعرف جيدا كيف اتعامل معها باذن الله ومساعدته فانا مدرب اصلا ...
ابتسم ليبادله جده نفس البتسامة

- اذا انت واثق؟... طيب باذن الله ستخطبونها هذا الاسبوع كما قال سليمان؟

قال بالايجاب:
- اجل جدي ...في هذا الاسبوع باذن الله لانريد ان نأجل ذلك والزواج سنحدد له في نفس الفترة قبل فصل الخريف

قال الجد :
- اتمنى ان تعلموا سي محمد بانكم ستقومون بعقد الكتاب في نفس ليلة الخطبة .....اصلا نحن اصدقاء وليس من الضروري ان تطولا في ذلك

شعر عبد الصمد بان فعلا صبره سيكون له فوائده
وحلمه الان بات يتحقق بسرعة والحمد لله واخيرا فرج الله اسره من ذلك النذر

- ان شاء الله جدي

يمكنك ان تذهب عبد الصمد واتمنى ان يبارك لكما الله في حياتكما
قال عبد الصمد بعد ان قبل يده مرة اخرى :
- امين جدي ان شاء الله وترى اولاد احفادك في القريب ان شاء الله

- امين بني ...لاتنسى ان تاتيني باوراق البيع والشراء في الاحصنة

- طبعا جدي الا تحتاج الى شيء الان ؟

- لا...يمكنك الانصراف

قال عبد الصمد مبتسما
- السلام عليكم

عند خرجه شعر انه يكاد يثقب السقف من سعادته الغامرة في روحه
ترفرف اطراف ورود تعبق بعطر هنديته الجميلة
وتعشش في انفاسه للان ادفائها السخية بالشوق





في القرية

في طريقه الى بيت العربي مرتديا في هذا الحر قميصا ابيضا بدون اكمام وسروالا من سراويله المميزة التي تزيده رجولة في اللون العسكري

كانت سمرته التي اكتسبها بجلوسه في الشمس ملفة فقد افتقدها كثيرا في ظلمات السجن العفنة
والان بات بحمد الله يطرد برودة الجنبات في ذلك القفص من مسامه الى الخارج لتنعم روحه الخاوية الا من عشق لفتاة ازهرة له
ومن غيض يتآكله لوحوش افترست شبابه اليافع قرب والدته

اقترب من باب المنزل المتكون من طابقين تحت اشعة الشمس الحارة
يقفز على حجر كبير برشاقة
وبعدها
وقف وسط الحي ينظر الى نافدتها الصغيرة وقلبه ينبض بقوة ياتراها سوف تطل لتراه يقف كالابله الولهان هنا لتنتهي بتبريد ناره بسطل ماء في هذا الحر
لكنه لم يحصل على مراده لذلك اقترب من الباب ليصعد الدرجات الفاصلة عن بيتهم
طرق ثم دفع الباب الحديدي المعوج ليدخل
لايدري لما شعر بفراغ غريب في البيت هذا
اولا لم يسمع صوتا في المطبخ يسال من الداخل والذي يكون صوتها طبعا هذا ما افتقده فعلا
لذلك لم يحضى هته المرة الا بطلة من امرأة يعرفها وهي زوجة العربي

قالت :
- أأه السلام عليكم اخي تريد العربي ...انه في الداخل
اشارت الى الصالة الديقة الصغيرة التي يتوسطها التلفاز المهتري والذي يكاد لايظهر الا القليل من الصورة
قبل ان يظهر للعربي نهض هذا الاخير ليبدأ بالسب واللعن وهو يضرب على التلفازلكي تصلح الصورة فيه وعندها عندما شهد لمعانا ما قريبا منه علم انه هود ونظرته الخارقة للعادة بالنسبة له:
- انت؟
- انه انا... جئت كيف الاحوال؟

- سنكون يا اخي بخير ان انت تنحيت عن طريقنا

قال هود يطل عن غرفة جميلة مبتسما بثقة
- اين جميلتي ؟ هل هي نائمة

شعر العربي انه سيفوز عليه هته المرة فقال:
- جميلة ذهبت ..باح.. لم يعد لها وجود هنا

تكهرب الجو اصبح لون هود قرمزيا من الغضب حتى ان عرقا اخد ينبض في جبهته بقوة والندبة في جبينه زاد ضهورها:
- كيف ؟
انقض عليه بسرعة يلصقه على الحائط بقوة يخنقه بيدين قويتين:
- اين هي جميلة ؟..اخبرني ايها النكرة والا طعنتك الى الموت اخبرني
قال يشدد على السؤال ويضرب له راسه مع الحائط بقوة:

العربي مصعوقا لونه احمر قان وانفاسه مكتومة
ذخلت رقية تحاول فك زوجها وهي تقول :
- ارجوك اتركه يا سيدي اتركه اتوسل اليك
- ليس قبل ان يعترف لي هذا النذل
- ساخبرك انا لقد ذهبت مع زوجها الى بيته فلا تفعل له شيء ارجوك... ارجوك

صدم هود والعربي بين يديه
شعر بالم مبرح في شريانيه يتراقص باستهزاء على حاله
انها الوحيدة التي تبقى له في هذا الكون كيف لهذا الكائن ان يحرمه اياها

امسك به بقوة يضعه على الارض ويجلس عليه يحطم له وجهه بقبضات قوية قوية حتى ان وجه العربي تكسر من الضرب
ورقية تحاول ان تعتق زوجها الا ان هود كان كالاعمى حبيبة قلبه هو تذهب بسهولة لغيره

قال يقف بعد ان رآى العربي تحته مفشلا كليا من النفس
- اخبريني انت ...الى اين اخدها؟ ومن اخذها؟ ومنذ متى؟ اخبريني والا قتلته وقطعته اربا ورميته الى الكلاب في الخارج
- انننننها .....

من خوفها اعترفت له بكل شيء عن مكانها ومن اخدها وكيف حصل كل هذا
ويا للعجب لدى خروج هود بقيت هته المرأة المغلوب في امرها تنظف جراح زوجها من حبها فيه الى متى مثل هذا (((((الا....))))))في حياتنا؟



خرج هود كالاعمى تقريبا يشد على يده بقوة تقلبه كان كالطوفان الذي يكون هادئ فلايفتأ ان ينقلب ما في الاسفل الى فوق بقوة
اخد العنوان الذي اضطره الى استعمال عربة بحصان وطلب من سائقها ان يسرع في قيادتها
كان يتحرق يتقلب كالخبز في الفرن تحرقه الافكار من كل الجوانب يكاد يختنق ويفقد صوابه كليا
توقفت العربة التي طلب من سائقها ان ينتظر وسوف يقوم بدفع ثمنه مضاعفا

كان المنزل يلوح له وراء السنابل الكثيفة في ارض صغيرة وتقدم ركضا لايدري كم يفرقه عن البيت لكنه يكاد يجن من فكرة ان يلمسها ذلك الخسيس


في ذاخل المنزل بغرفة نوم عادية جدا كانت جميلة بقفطانها الرقيق الاصفر لاتزال تجلس فقد استطاعت ان تتملص من هذا الخنزير وقد بررت ذلك بانها تريد ان تأكل فهي جائعة
قال .....:
- سوف يحضرون لنا الطعام الان ارتاحي انت ههههههه
نظرت اليه بكره تقريبا تخفيه في ابتسامت تشوبها تغيرات نفسها عن هذا الوضع:
- ان شاء الله

اقترب منها اكثر وابتعدت اكثر
- تعالي لما انت خائفة .؟
- انا جاااائعة ولست خائفة ولاتكن لحوحا

دخلت من الباب احدى اخوات عريس الغفلة كما نقول وهي تزغرد وتصلي على النبي
حتى العقد لم يكتب انهم فعلا حقيرون وابي احقر منهم

قالت اخته:
هاهو الطعام دجاج مشوي بالحامض والزيتون هنيئا مريييئا رووووووي

خرجت لتتركهم فقالت جميلة:
- هلا سبقتني لغسل يديك سانتظرك
قال بغباء ضاهر:
-حسنا
يا الهي لايذكر حتى انه للتو خرج من الحمام
اللهم اعتقني يارب
جذبت من صدرها قارورة ملأتها بسم الفأران الهاري
وسكبت منه في مكانه وتنفست وهي ترتجف بقوة لم تفكر ابدا انها قادرة على قتل احدهم لكن فلتموت على ان تلمس حدود الله بشيء

خرج يضحك وجلس قربها
فقالت بابتسامة :
- ابدئ انت
- ساطعمك
- لالا لا يا زوجي ....هه كل انت اولا وسآكل وراءك فانا اخجل ولاتنسى سمي الله وكل بيمينك وكل من امامك
شعرت انها تريد ان تبكي فليست هي بالقاتلة ولاهي بمن يتمنى بقتل نملة لكن ابدا لن يصل امرئ اليها الا في الحلال حتى لو ادخلت السجن فهو ارحم لها
ما ان شرع في غمس الخبز في المرق حتى سمع صراخ وعويل في الاسفل وتلى ذلك دخول هود
في تلك اللحظة التقت عيونهما ولاتدري لما شعرت انها الان فعلا بامان وشعر ان قلبه الان ارتاح قليلا على عزيزته
اقترب وقلب المائدة وسط ذهول الحاضرين من الاخوة من وراءه ومن زوج الغفلة الذي نال من الضرب ما لم ينله في حياته حتى ان هود كاد ان يقوم برميه من الشرفة لولا دراعه التي ارسلت من تلك اللمسة الى قلبه تيارا ابرد ناره
نظر اليها يقول:
- هل انت بخير؟
- بخير فقط انزله
انزله ليأخذ يدها ويخرج من البيت باكمله الذي تركه في فوضى عارمة حتى من الاخوات فتن كليا بالاخ الذي اكل فعلا مما اراد
في وسط الارض المسنبلة بنعومة توقفت وتوقف لينظر اليها فاخدت يدها منه وقالت:
- اشكرك سيدي على مافعلته لكنني لا استطيع ان اكمل معك

نظر اليها وقد تاتر بجمالها الرائع حتى خشي عليها من الشمس فاعطاها الجاكيت الخاصة به ووضعها لها على شعرها الذي نسيت ان تغطيه

- ما الذي انت خائفة منه انا لست هو؟
- اعرف لكن حياة في الحرام لااريد... وبت فاقدة للثقة مادمت لم اجدها في والدي ...ومن يخبرني انك لست مثل الزوج العتيد فوق ولن تكون نذلا مثله

شعر ان الغضب بدأ يعصف بقلبه لايريد منها ان تشعر هكذا:
- انظري ثقي بي

- لا استطيع... افهمني انا لحد الان كنت على وشك ان اقتل الرجل بالسم الهاري اتدري كدت ان اموت خوفا قبله

اراد ان يخفيها في صدره ان يبرد وجعه ويمسح خوفها
- هل ستعودين الى بيتك؟

- لا ...

- واين ستذهبين الان؟

قالت تضم ذراعيها حولها بارتباك
- ساتدبر حالي

- انظري ساتزوجك الان ان اردت فقط لن اتحمل رؤيتك وحيدة في اي مكان مختفية عن ناظري

بعث في نظرته كل العشق الذي يميله اليها
فنظرت اليه لاول مرة تسمع شيء كهذا ولاتعرف معناه لكنه يشعرها بالفرح هذا ما تعرفه
- اذا ارني انك فعلا ستفعل ذلك...وتستحق ثقتي

سبقته وسط السنابل المتمايلة بنسائم الهواء الصيفي الناعم
تحت نظراته التي التهمها جمال طلعتها وتبعها مبتسما الان فقط ارتاح كليا بعد ان فجج غضبه في من ارادوا ان يلمسو ياقوتته الثمينة
وشعر بالسعادة لانها ستصبح تحت سقفه له وحده في عزلة تامة عن باقي الخلق

يتبع.............




 
 

 

عرض البوم صور Jάωђάrά49  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
جوهرة, رجال في مزرعة العشق والهيام دمر شموخهم الغرام, قصص من وحي الاعضاء
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t136361.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ظƒظ… طھظپط¹ظ„ ظƒط³ط§ط±ط© ط§ظ„ط­ط¬ط± ط§ظ„ط±ظ…ط§ط¯ظٹ - ظƒط³ط§ط±ط© ظ…طھظ†ظ‚ظ„ط© This thread Refback 06-01-15 02:08 AM
ط±ط¬ط§ظ„ ظپظٹ ظ…ط²ط±ط¹ط© ط§ظ„ط¹ط´ظ‚ ظˆط§ظ„ظ‡ظٹط§ظ… ط¯ظ…ط± ط´ظ…ظˆط®ظ‡ظ… ط§ظ„ط؛ط±ط§ظ… ط§ظ„طµظپط­ط© ط§ظ„ظ‚طµطµ This thread Refback 28-08-14 03:58 PM
ط±ط¬ط§ظ„ ظپظٹ ظ…ط²ط±ط¹ط© ط§ظ„ط¹ط´ظ‚ ظˆط§ظ„ظ‡ظٹط§ظ… ط¯ظ…ط± ط´ظ…ظˆط®ظ‡ظ… ط§ظ„ط؛ط±ط§ظ… ط§ظ„طµظپط­ط© ط§ظ„ظ‚طµطµ This thread Refback 08-08-14 06:23 AM


الساعة الآن 05:17 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية