لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (3) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-10-09, 06:52 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب مبدع


البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 147004
المشاركات: 5,481
الجنس أنثى
معدل التقييم: Jάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2060

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Jάωђάrά49 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Jάωђάrά49 المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

الجزء الخامس



اختارت الرضاء بالقدر خيره وشره وتعلم ان الله رحيم ورؤوف بالعباد ولابد انه يضعها تحت اختبار فلن يجديها الهروب نفعا


بعد ان اقتربت ثريا من امها بعناء قالت:


- امي لم يحصل شيء ما داما جيدين وتعرفينهما اكثر منا في هته الاربع سنوات الاخير ومتأكدة من انهما يصلحان لنا فلا شيء يا امي سيغضبك منا ان شاء الله نحن موافقتان ...لكن فقط نحن مصدومتان لما لم تعلمينا من قبل و....لما كل هذا الاسراع؟


- جدك اصدر قراره بعد ان علم مني عن نيتكما في السفر ....لم يرد ان تسافرا دون محرم لذى اراد تزويجكما لهذا السبب ولاسباب اخرى ...


لم ترد الكذب عليهما بل اخبارهما بجزء من الحقيقة



- آسفة يا ابنتي لكن الامر لمصلحتكما ...ابتعدت عنها قليلا تنظر الى عبير لتتأكد من كلام ثريا ...وانت عبير؟


تتغلب على موجة دموع قد تنتهي بفضح ما في نفسها من اكراه في الامر ...اخفت نظرتها وقالت:


- لا احتاج يا امي لاعادة كلام اختي فانا موافقة مادام الامر فيه مصلحتنا ...اصلا انا ما كنت لاتزوج بنفس طريقة البنات اليوم ...


قاطعتها اختها بنظرت وكف على كتفها ..تعلم ان عبير في احدى نوباتها من كثرت الكلام الا فائدة منه


ارتاحت هته الاخيرة قليلا لكن لايغيب عن بالها موضوع اختها ثريا والذي هو في اثقل كفة


- علي ان اخبركما ايضا ان هته الاربعة ايام ستكون حافلة لكما ..غذا باذن الله سنقوم بالذهاب لاخذ الفحوصات وفي المساء سيكتب الكتاب ...وما تبقى تعرفانه ثلاثة ايام سنفرقها على الحمام ليلة الحناء والعرس


شعرت عبير بارتجاف يد اختها ....كانت هته الاخيرة تشعر انها ان لم تقم بشيء يلهي امها على فكرة التأكد من شهادة العذرية فسينتهي العرس بجنازة.....شعرت ان امها تسرد عليها خطواتها الى المجهول



قالت مليكة وهي تشير الى علبة على المنضدة :


-تلك هي خواتم الخطبة لا تنسيا وضعها ...حسنا اسرعا خذا لكما حماما سريعا والتحقا بجدكما قبل حضور الرجال



قالت ثريا بتبات غريب:


-حاضر ماما لن نأخد كثيرا من الوقت


بعد خروج مليكة اقفلت الباب وراءها وانزوت تضع يديها على وجهها ...ابتعدت نحو غرفتها واقفلت الباب وراءها لتنفرد بنفسها قليلا


امرأة في مثل سنها ...وكم تشعر بالوحدة وكم تتمنى لو زوجها كما كان رحمه الله يطبطب على كتفها ياخذها في حضنه ويقوم بنزع الحزن عن عيونها ....كم تحتاج للبكاء ولكن تقوم بكبته حتى ان لوزتيها يبدآن بإيلامها...تشعر بالذنب وهي التي لم تتعود على اجبار بناتها على امر ....


والان ما ستفعله هو الدعاء لهما بحياة سعيدة من الله عله يخفف من وطئت الحال...



في غرفة الفتاتين



ثريا وكأن شيء لم يكن من اساسه اخذت منشفة كبيرة وتوجهت للحمام عندها قالت اختها:


- ما الذي تخططين له ثريا ؟


- لاشيء محدد حاليا ساقتضي بالتفكير


- ما الذي تعنينه ؟


- سافكر ما امكنني بايجابية ما نفع البكاء واليأس... الموت والحياة بيد الله لا احد يهرب من قدره وان ظننا اننا نهرب منه فنحن لا ندري اننا نقاد اليه حتما ...اتشبت بأمل بسيط عله يساعدني... فكرة واتتني


- ماذا بالتحديد... انت لا تفكرين بعصيان امي ؟


- بل افكر بمواجهة الواقع بشجاعة ...مادام ربي اراد ونفذ فانا راضية بحكمه ... وبرحمته سانفذ تلك الفكرة بعد كتب الكتاب... لا انوي ان افعلها قبل ذلك والنتيجة ستعلن مصيري



- تخيفينني اختي ...احبك ولا اريد ان يحصل لك مكروه وان ..ان حدث لك اي شيء فقد اموت


- استغفر الله ... ماهذا الكلام ...هيا سأسرع في اخد حمامي لن اتأخر 5دقائق واخرج



بعد نصف ساعة بدأت صلاة المغرب تأذن من صومعة بعيدة


الانارة الخفيفة على الجدران زادت الغرفة جمالا وعكست هالة جعلت من الفتاتين اجمل ما يكون هذا اليوم


الاحمر اعطى لثريا جمالا اخاذا شعرها تركته منسدلها بلويات خفيفة زادت من لمعان عيونها الرمادية ورفعت رموشها ببعض الماسكارا ووضعت قليلا من احمر الشفاه الذي لايبدو انها تضع منه ما يزيدها عذوبة في حسنها


- عبير تبثي لي المضمة.. ارجوك


ساعدتها عبير في قفل المضمة الذهبية وقد كانت بدورها تضع حجابا حريريا اخضر غامق كلون القفطان... تترك اذنيها ضاهرتين منه وزينتهما بقرطين يتدليان الى عنقها يلمعان خضرة مع قفطانها الذي صيغها وزادها رونقا وبهاء


- لقد انتهيت ...


-جيد... تبدين ...جميلة ...


- وانت ايضا.....لست اعلم كيف يحدث كل هذا بهكذا سرعة مخيفة ....انا لا افقد السيطرة على مشاعر ...لكنني بشر ...( ترقرقت عيونها المسودة بكحل تناقض مع بياضها)


- لا ...لا لا تفعلي ذلك الا الدموع لقد تعبت في وضعه لك لا تفسديه....



قطع كلامهما طرق عل الباب تبعه دخول مليكة


- انتهيتما ...يا الله ما شاء الله... والله ما يؤلمني انني لم ابقى قربكما لألاحظ كل هذا الجمال يتفتح اكثر


ادارت عبير رأسها تحرك يدها على وجهها ليذهب الهواء عن عيونها الاحمرار


قالت ثريا تبتسم :


- امي لا تبكينا ارجوك ...لم ادري ان هذا هو عملي الجديد اليوم


- هناك من يريد رؤيتكما....فاطمة تفضلي لقد جهزتا


راقبت الفتاتان زوجة خالهما وهي تقترب مبتسمة منهما


- ماشاء الخالق... جميلات والله...حقا بارك الله فيكما علينا ان نعودهما من العين


كانت تراقبهما بامعان جعل عبير تخجل من الموقف بينما ثريا لم تشعر سوى بالضيق


قيمتهما وهي تنظر الى جسديهما الملفوف في اللباس وتبتسم كاي ام تريد التاكد من ان الزوجات ستكن مرضيات لابنيها


قالت عبير تكسر حاجز الخجل


- كيف حالك امي ؟


- بخير ابنتي لقد تغيرتما كثيرا حتى لما رأيت صوركما لم تكونا بمثل هذا السحر


قالت ثريا :


- عيناك الجميلتان ...(وجدت صعوبة في قول امي )....أ...أمي... بابتسامة فاترة


- يا للطفكما هيا لننزل لتقوما بالقاء التحية على افراد العائلة لكن فلنعودكما اولا




في مجلس الرجال



حيث كان الجد يجلس بشموخه الظاهر وسط ابنه واحفاده يتحدث بكل راحة وكانه لايدري ما الذي حمله لهته القلوب الغريبة عن بعضها البعض حيث قدر لها ان تلتقي في يوم وتكتشف اكتشافات تهز الابدان من رغبة ونفور وغضب وكل ما قد يختلط عليها من مشاعر تحيي قلوبا باردة لم تعهد مشاعر كتلك



بعد ان انهى الجد الصلاة كإمام لاحفاده وانتهو باتخاذ اماكنهم ليرتاحو في جلستهم


قال الجد موجها كلامه الى كل من سعيد وعثمان:


- غذا ستقومان بالذهاب الى المستشفى بالقرية لاتمام الفحوصات الخاصة اليس كذلك؟


قال سعيد:


- طبعا هذا امر ضروري...


همس عبد الصمد لسعيد حتى لا يسمعه الاخرون


- اتدري شيء قمت باحضار البنات بنفسي


- لكن كيف؟ ...الم نرسل السائق لاحضارهما ما الذي حدث ؟


- انسان غير كفوء البثة ....تعطلت به السيارة في وسط الطريق الى هنا... ولأزيدك فقط ... ليس هذا هو المهم


- وما هو المهم ؟


- ساخبرك لكن الافضل ان ترى بنفسك


- لاتفقدني صبري هل الامر هام الى هته الدرجة


- لو لم اكن....(عض لسانه على الكلمة التي كادت تخرج من فمه )


اعني قد انتهي بالغيرة منكما



قال سليمان لوالده :



-الدواء الذي كنت تحاول ان تصنعه اين وصل ؟


- لم انجح بعد وتعرف ان دواء الاعشاب يتطلب التجريب وانا لحد الان يا بني لم ازل غير متيقن من نفعه


قال عثمان :


- الا تريد منا ان نقوم بتعديل الغرفة تلك جدي فهي تحتاج للتوضيب من جديد


- لا يا بني احب غرفة الاعشاب على ما هي عليه وحفضت كل مكان لكل عشبة هناك وان غيرتها فلست استطيع ان اعيد تدخيل اماكنها في عقلي


قال سليمان:


- ابي اتمنى منك اليوم ان تنتبه من الاكثارفي الطعام الدسم من اجل صحتك


- اعلم جيدا ما افعله يا سليمان فلا تحمل هما لذلك ...الم تتأخر حفيدتي كثيرا؟... اين هما؟


دخلت مليكة في تلك اللحظة تقريبا:


-السلام عليكم


ردوا السلام


- وعليكم السلام ورحمة الله


قال الحاج الحسين


- اين حفيدتاي اريد رؤيتهما قبل ان ننتقل الى الصالة الكبرى للرجال يا مليكة فالضيوف على وشك الوصول


- انهما هنا ويريدان القاء التحية....اذخلا...هيا


وقف الشباب احتراما لهما


- السلام عليكم (قالت كل من عبير وثريا)


قالتها ثريا وهي تنظر الى الواقفين والتقت بنظرة مخفية تحت نظارتين رقيقتين علمت انه ذلك الذي يريدونه لها كزوج ياربي كان الوضع ان يكون افضل لو لم يحصل ذلك الحادث اللعين يبدو عليه شاب مهذب ...الا انها شعرت بان شيء ما في نظرته اثار عدونيتها ما باله ينظر الي هكذا كما لو كنت شخصا ما قطع عليه احلى لحظات في حياته...


عثمان عن نفسه ما كان يترك لجمالها ولا لعيونها القتالة التي يتذكرها منذ زمن بان تهيمن عليه او تشل تفكيره الرزين.. راوده شعور بانها لن تكون كما توقع كيف لها ان تكون بهته الجرأة امام اخوتي وشعرها ذاك لما تتركه مفرودا حتى حركاتها لا تعجبني ....يا لسوء حظي يبدو انني ساتعب للقضاء على تلك الاختراقات المعصرنة لعقلها وتصرفاتها ...لم يعجبه كيف لاتبدو خجولة كأختها وكيف انها لا تخفض نظرها من الرمق ...وماذا عن ابتسامتها التي تبدو وكأنها متعودة على ابتسامها هكذا مظهرة بياض اسنانها للجميع ولا تقتصرفيها على ضم شفاهها الوردية تلك ....تجعد جبينه قليلا وهو يبعد نظره عنها بسبب انفعاله الشديد



عبير باختلاف ثريا استرقت نظرة لم تكررها الى الواقفين غير انها اعادت النظر فقط لسعيد مرة واحدة خاطفة .... لخبطت نظام نبضها خوفا... وعلى اثرها انقبضت معدتها ... وشعرت ان الانسان الذي اعتبرته كأخ لها تغير كثيرا بل واصبح اقوى من ذي قبل في مظهره لكنها لاتدري لما يعسر عليها ان تتقبل فكرة ان يصبح زوجها وان تصبح فجأة حلاله لن تتمكن من ارضاءه وهذا يخيفها ...خائفة من قوته الزائدة ان الرعب الذي الم بنفسها قطع كل امل لها في ان تنظر للمستقبل بمنظار سهل....



سعيد بدى مصعوقا ... مبهورا...اسكرت حواسه فجأة ...صورتها التي احتلت الغرفة كما لو كانت وحدها فيها....ياإلهي ماهذا العقاب ؟... لا اصدق ماتراه عيناي ...هل من الضروري ان يكون التغيير فيها بهكذا شكل كما لو انها حورية خرجت من اعماق الارض ...اصابه الذهول والشرود غصبا ولايدري لماذا ؟....بدت في غاية الصفاء وكم راقته لذة النظر اليها وهي تبدو كملكة وسط عروش الازهار الناعمة ...لايدري لما يشعر ان ميله لها اصبح في دقيقة احساسا يغلي في اوصاله...ما الذي يصيبني بحق الرب


افاق من سباته الفكري بضربة من مرفق عبد الصمد


- كيف كان الوقع ....المسكين.. بدوت ستسقط من وقفتك


نظر الى اخيه ليجلس بغضب مكبوت من اكتشاف اخيه شيء من ما يجول في باله ....لا يبدو لي انني ساتحلى بصبر كثير



قبلت كل من ثريا وعبير يد سليمان وجدهما الضاحك


وجلستا كل بجانب منه


- اهلا بالغاليات .... قال يطبطب على ظهورهما... بارك الله فيكما تبدوان لي في اكمل الصحة والعافية الحمد لله...واصبحتما عروستين تحتلان الانظار


قالت ثريا مبتسمت وتضهر انشراحا غريبا:


- جدي نحن بالف خير اشتقنا لك كثيرا


- أأه لذا كنتما تقومان بالاتصال بي كل يوم؟؟؟


- جدي والله كن نسأل عنكم امي... الدراسة كانت تأخد منا الكثير من الوقت ولا نجد الحيل لرفع السماعة حتى في بعض الاحيان


-ما علينا.... عبير كيف حالك بنيتي؟


قالت بحياء ملفت


-بخير ما دمتم بخير جدي....كيف حال صحتك؟
لم تستطع ان تسأل الرجال عن احوالهم من حدة الخجل الذي اصابها


- كما ترين بنيتي بافضل احوالي


قال سليمان


- ما المعدل الذي نجحتما به ؟



قالت ثريا تهز شعرها الى الوراء


- انا ممتاز واختي جيد لقد كدحنا الى الوصول الى هذا المعدل تعبنا كثيرا


اخذ عثمان يهز ركبته ويضم ذراعيه بحنق ويوجه اليها نظرة تحمل رسالة ...كفي عن القيام بتلك الحركات


رأت ثريا نظرته تلك وتجنبتها بان ابتسمت اكثر وهي تسأل باهتمام :


- وانت عبد الصمد الم تفكر في التخصص في شغل ما ؟


- لا تخصصي حاليا في الاحصنة وهذا ما افضل اكثر من غيره


- مبهر (قالت تهز رموشها وكأنها تتقصد اغاضة زوجها المستقبلي عله يعدل عن فكرة الارتباط تلك ) عثمان كيف حالك


استغرب من سؤالها المفاجئ هكذا دون حياء


- بخير


سعيد المسكين بات لا يدري ما حل بنفسه من جنون غريب لوهلة كان يراقبها عن كثب ...اما هي فقد كانت تحاول اخفاء نفسها من جرءة نظرته التي بعثث في نفسها التوتر لا اقل ولا اكثر بالقرب من جدها


لكن لم تفته رقة اصابعها البيضاء المطلية بعناية يتخللها خاتم الخطوبة الذي يلعن الحظ الذي حرمه من وضعه لها ....ولا جمال القفطان على جسدها الذي زادها فتنة.... ولا تسلسل الاقراط نزولا الى عنقها الذي اشعره انه يتمنى بلهفة استنشاق عطره و..


اقدامها الرائعة التي اثارت ما تبقى من كيانه الملهم ....تسكرت حواسه على الاخر وانبعتت شرارة النشوة الى اعماق عينيه التي اصبحتا حمراوتان من شعور اكثر ما نقول عجيب ولم تساوره افكار كهته ابدا ....ذكر نفسه لكي يحترس ...لكنه وجد ان الوعد الذي اخده بدأ يضمحل الى غير رجعة يارب ...لاتزد عذابي



عبد الصمد ما كان يشعر به هو الغيرة فلو كانت فتاة احلامه محلهما وخير للزواج بها لقبل الارض وطار الى السماء ليقبلها ايضا كم تحرقه براكين الشوق التي تخرج من كل فوهة نارا في نوع احر من الاخرى لتتركه حائرا وهو من لم يكن بحياته على هذا الحال اصبح يعلم انها امسكت بعصمة فؤاده المتلهف لنظرة تميته بدل ان تحييه فقط فهل سيحصل على هته الفرصة ؟؟



قال سليمان :


_هيا علينا ان نذهب لاستقبال الضيوف في الباب ....وانتما يا ابنتي اذهبا الى مجلس النساء ان شاء الله


قالت ثريا


_ سنفعل دلك حالا خالي ....جدي سنجد وقتا نسرد لك فيها احاديثنا التي لا تنتهي


- وستزيدينني فرحة بذلك


قالت عبير بحياء


- جدي تركناك على خير السلام عليكم


خرجت تتهرب من نظرة سعيد الغريبة عنها والتي لا تفهم معناها من عدم تجربتها وكم كانت جاهلة لامور الحب ولم تهتم كثيرا الا لدراستها والاقتصار على حب صديقاتها اختها عائلتها ..لكن رجل لم يكن هذا ابدا من مشاريعها يوما



بدأ الضيوف في الوفود وفي استقبالهم لهم كانوا يقومون بالتهنئة في آن واحد للعرسان الجدد ....اطلقت بعض الموسيقى الاندلسية لكسر الجو العادي


حضرت الى الحفلة عائلة السي محمد


ذخل مع ابن اخته من الباب الامامي وهنأ سليمان


- هنيئا لكم سليمان بهذه المناسبة المفرحة والله ضننا اننا لن نرى أوللإك العزاب ابدا ازواجا..ههه


- الحمد لله... الرب هداهم ..ووجه كلامه الى ايوب....مرحبا بك عندنا ايوب


- شكرا لك عمي المكان مدهش لذيكم الذوق المرهف في كل مكان


- تفضلوا من هناك ستجدون مجلس الرجال بعد ان انتهي سالتحق بكم


- حسنا



بعد ان دخلت النساء الى المجلس المخصص لهن تحت الثرية الاكثر اناقة وابهارا ببريقها


جلست الفتيات قرب العروستين وفعلن المستحيل لجرهن للحديث والتعرف عليهن بينما جلست النساء في الجهة الاخرى ....وهنا تبدأ عيون النساء بالتمعن هل يا ترى هته تكون جيدة لابني ام الاخرى.. عادة لا نهاية لها



عندما ذخلت رشيدة مع ابنتها


وجدت هند صعوبة في الهروب من نظرات النساء الفاقعة كانت لا تبتعد عن امها ابدا وعند اقترابهم من مجلس مليكة سلموا عليهما


-قالت فاطمة:


- ابنتك ما شاء الله غاية في الانوثة....(قالت لهند)اخبريني ابنتي اين كنت تخبئين كل هذا.. صدمة يارشيدة ماكدت اعرفها.. تبدين اكبرسنا عن المرة الاخيرة التي اتيت فيها الى هنا


- ليس شيء كثيرا.. قامت ببعض التغيير فقط ...مليكة كيف حالك اين البنوتات ...لاتخبريني.... هما هناك اليس كذلك؟


- حزرت


- ساذهب لأتعرف عليهما بارك لك فيهما الله ..


اقتربت منهما هي وهند التي شعرت بالضيق حتى من نظرات فاطمة الفاحصة لم تستطع ان تشعر مع هذا التغيير الذي نصح به ابن عمتها بالزهو... بل بالغربة كما لو كانت اشبه ببهلوان يضحك الناس ...رغم ان شعورها لا صحة له من الاساس


تعرفت هند بكل من عبير وثريا وتجادبت البنات بعض الحديث عن جو الجامعة وكم تمنت هند في وقت من الاوقات الذهاب اليها لكن اباها بكثرة ما يحبها ويخاف ان يحصل لها شيء وهي بعيدة عنهم اقنعها بان تذهب اليها وان الشهادة التي تملكها مشرفة وتشهد لها بانها متعلمة


قالت عبير :


- الدراسة هناك جدا صعبة ولاتفلح سوى في زيادة التعب و....نحن الان سنتزوج..مما يعني اننا لن نستطيع توضيف شهاداتنا الا اذا سافرنا من القرية الى وسط المدينة


قالت عبير في نفسها مفكرة ..وهذا ما لا اظنه سيكون


قالت ثريا


- ولكن لايجب ان تقطعي الامل فستضل الشهادة مثل المرسى للنجاة من تقلبات الحياة المفاجئة


هند


- انت محقة ...في الحقيقة اتمنى ان اتزوج الزواج....(تعني حبيب قلبها لا اي احد بعده ولا قبله)... ليس سيء ان تبني حياة صغيرة مع اطفال سيكون الامر مفرحا بالنسبة لي



اقتربت احدى النساء التي تساعدن في تحضير الطعام والمساعدة في اعمال اخرى لتهمس في اذن فاطمة بخبر ما ..


- اوووف...اذهبي انت.... ساتصرف


قالت مليكة التي انهمكت في حديث مع رشيدة


- ما الامر هل حدث مشكل ؟


- لا ..لا مضطرة لترككن لدقيقة فحسب


- حسنا لاعليك فنحن سنهتم بالامور في غيابك


- لاتستغلن الوضع ....ها ساعود ههه



توجهت الى المطبخ متفادية المرور من امام مجلس الرجال وطلبت ان تأخد احد الايزارات التي تعمل به السيدات لتضعه عليها


وتوجهت عنذئذ الى مجلس الرجال تسترق النظر وحاولت ان تستجدي انتباه عبد الصمد لكن دون فائدة الا انها استطاعت ان تجعل سعيد ينتبه لها اشار بحركة من رأسه عن ما تريد فاشارت له باصبعها نحو عبد الصمد فاومئ بحاضر


قال:


- عبد الصمد ...امي تريدك


- لماذا ؟


- لاتسألني اذهب اليها وستخبرك


- حسنا


نهض وقد نزع عنه سترته الرمادية واطلق سراح عنقه قليلا من ربطة العنق بسبب الحر رغم ان لديهم المكيف الطارد للحرارة


عند خروجه ...اقترب من امه التي ابتعدت به قرب مجلس النساء


- اتصل الطبيب البيطري يخبرك ان الفرسة تلد


نظر الى امه بتفكير


- عمن يتكلم ؟


- لست ادري اظن قال شيماء ...او شيما


- لا يا امي لا ...اسمها شامة ..لقد نسيت امرها لم اظن ان يوم ولادتها سيتزامن مع اليوم


- لماذا هل هي تعاني من شيء؟


- ولادتها صعبة عن غيرها لطالما كانت غير عادية سأذهب لا تقلقي


- رافقتك السلامة بني


تحرك بخفة الى حيث يضع سيارته امام القصر مع باقي سيارات المدعوين وشغلها لينطلق بعدها بدقيقة


في مجلس النساء


كانت عيون خضراء بين باقي العيون الحاضرة مشعة تتألق بسعادة غامرة نفسها


فقد لمحت العزيز عن قلبها وهو يكلم امه وينصرف بعدها لذا ولتعرف ما يحدث ذهبت بجانب امها لتسترق السمع وليست من عادتها فعل ذلك وسمعت ما ارضى نفسها


علمت من كلام حماتها المستقبلية ان شاء الله كلاما يدل على سبب خروجه


قالت هند بصوت منخفض لامها


- ماما هلا اعطيتني مفاتيح السيارة


- لست ادري ان كانت معي او مع والدك انتظري لأرى ....هاهي (ارادت ان تعطيها اياها لكنها اشاحتها عنها تقول )


- لما تريدينها؟


- امي اريد ان ارتاح هناك قليلا فالجو هنا خنقني


- حسنا لكن عودي فسيقدم العشاء بعد قليل


- حاضر امي


نهضت هند تخرج من المجلس بسرعة وتجتاز الباب الكبير للقصر وتنزل الدرجات بخفة قفزات قفزات....اقتربت من صفوف السيارات تبحث بعيونها على السيارة لكنها وجدتها في مكان محاصرة بالسيارات ولا تدري الان كيف عليها ان تتصرف لذى.... اخذت الطريق الذي اخذها عبد الصمد بدل الرجوع الى القصر وبما انها تعلم ان الاصطبل يبعد قليلا عن هنا لذا اتخذت الطريق مشيا يقودها الفضول ...الفضول والحب المستبد



في الاسطبل عند وصول عبد الصمد لتفقد الحالة التي عليها الفرس


التقى بالطبيب علي وهو ضاهر عليه فعلا تعب واجهاد لم ينفع كثيرا في افتكاك الفرس التي كانت هادئة شبه غائبة عن الوعي تحت اضاءة بعض القناديل



- كيف حالها ؟...لما لاتتوجع هل...؟


-لا... سيدي لاتزال حية ..لكن بحالة سيئة علي ان اجري لها عملية قيصرية وهذا ناذرا ما يحدث وكنت محتاجا لشخص للمساعدة لكن اليوم بالذات بما انك اعطيتهم اجازة من السهر بقيت وحدي ...وتعلم انهم لا يتوفرون على هواتف في منازلهم


- حسنا اخبرني ما الذي علي فعله ؟


- اولا سيدي ارتدي البلوزة البيضاء الموضوعة هناك وسأذهب الى الغرفة لاحضار الادوات


- حسنا ...علي ..لا تتأخر


- حالا سيدي


كانت مساعدة عبد الصمد مفيدة للطبيب البيطري وقد نفذ بالحرف التعليمات التي عرفه بفعلها علي ....وقد تعاونا من الماء الساخن الى الابرة والخيط وانتهت العملية تقريبا بعد نصف ساعة ...والمهر الصغير كان في صحة جيدة حيث دتره علي بالقرب من امه الى ان تستفيق


- عليك ان تسهر عليهما علي.. تدري الرضيع يحتاج الى الحليب فلتوفره له


- لا تحمل هما سيدي سابيت قربها


- شامة هته الفرس تشبه شخصا ما اعرفه.... قاسية وصعبة المراس وحتى في ولادتها متعبة ...حسنا علي تصبح على خير ..خذ الوزرة


- سيدي خذ ساسكب لك بعض الماء لتغسل يديك


- حسنا هذا افضل من لاشيء ...لا استطيع ان اصبر حتى المكتب



بعد ان انتهى واعطاه الطبيب منشفة نشف بها يديه احتفض باكمامه مرفوعة ....خرج وسط هذا الجو الساحر والاضاءة في الاعمدة المضيئة خافتة تتيح النظر الى الطريق ....صوت البوم يصدح في المكان كما صوت صرصار الحقول فوق الاشجار تناغم الليل اجمل من تناغم النهار في القرى


وهو خارج ليقوم بالصعود الى سيارته توقف للحظة حيث من شعور خفي دفعه الى الاستدارة...وعندها توقف يرمق الواقفة من قدميها المنتعلتين لحذاء بني مريح جميل يلمع بعقيق في نفس لونه وصعدت عيونه السوداء على اللباس الذي هو قفطان من ثوب هندي بني مطرز برقة بخيوط ذهبية وعقد اصيلة ذهبية ... تنزل عند الوسط الى الاسفل وحزام يلف خصرها بدقة تجعل قوامها يبدو ساحرا..... ولم يكن ذا اكمام بل فقط بحمالات ساترة بالطبع للصدر...وسلسلة ذهبية زادت من بروز جدعها الناعم تحت هته الاضائة الخافتة ....لكن ما اطاح بما تبقى له من وجود في هذا العالم نعومة شفاهها الملونة بلون المشمش الشهي وشعرها المصفوف يحيط وجهها ويجعل نفسه تاجا على قوامها الرائع الذي لم يدري كيف كان اعمى لدرجة خروج كلمة مراهقة من فمه ...تبدو مزهرة للناظر اليها ....


تمالك حواسه المنصهرة دون ان يملك عليها سلطانا وقال :


- انت .....ما الذي تفعلينه هنا؟ وكيف وصلت الى هنا؟ ليس هذا مكانك في السهرة


- علمت ان شامة ستلد لذا اتيت


- ذكية.. هيا اصعدي ساعيدك معي الى القصر


- لا... اريد رأيت الفرس اولا


قال بحدة تدل على خوفه من ان يراها غيره وتنفتح عليه ابواب جهنم المسمات بالغيرة:


- قلت سنذهب... والفرس ولدت مهرها وتحتاج للراحة فلا تحمليني حمقك واركبي


تحركت تعرج قليلا :


- اريد ان اغسل اقدامي فقد تعبت من المشي


- ياربي ماهذه العنيدة ...اركبي سنذهب الى مكتبي واغسلي اقدامك كما تشائين


- ابتسمت حسنا هكذا ساشعر بالراحة


وماذا عني انا يا ايتها المعشوقة ..لما هذا الاكتساح الرهيب يريد ان يمحيني من العالم الواقعي كليا ..ويجذبني الى احلام قربي منك ....روحي اشتدت عليها حال المجانين في الحب ..وتفاقم العطش اليك بذاخلي ...ويرتجي ويبتغيك حتى آخر انفاسي ....التوق اليك خرقني من وسط اضلعي الى النصف ....ارئفي بي ياذات العيون الخضراء والتي توغلني في قلب البراري الخضراء التي تشبه المتاهة الغير مرغوب في ترك تحديها ....



عند وصولهم... ما يعرف المسكون فعله هو تفجيج كل احساس يراوده في الغضب وكأنما سيقوم بنفعه لمدة طويلة


- انزلي هيا


نزلت تنتظر خروجه وهذا ما فعله واستدار على السيارة يقول :


- تقدمي


- لا استطيع قدماي تألمانني


- ومن طلب حضورك الى هنا ...هل تنتظرين مني ان احملك مثلا


- لا ...


يالك من هازئ متهكم


تمشت امامه تختال في مشيتها دون ان تفعل ذلك عمدا من المهما ..لست ادري ما الذي يدفعني لافعل ما افعله من اجله انه انسان لا يستحق حبي مهما طال الزمن او قصر


كادت رجلها ان تلتوي وهي تمشي فشعرت بذراعين اقوى مما كانت تتخيل تحيطانها في حضنه... تتبتان ظهرها على صدره ...للحظت اغمضت عيونها وتناست الم اقدامها وروحها وقلبها الذي عانى الامرين في حبها ذاك


لم تدري ان محبها العدواني ذاك اكثر منها ذوبانا في الهوى وصدره المائع بفعل حرارة الشوق المألم في عروقه قد قتله تقريبا وانهى ما به وقد عبق عطرها بانفاسه التي تهدجت هامسة وعيونه المخمرة لا تبرحها من امامه


- هل انت ...بخير؟


همسته ادخلت كنسمة هواء عليل الى مجاري الدماء في عروقها


- بخير


تركها ليقول بصعوبة :


- خذي ذراعي


نظرت خلسة اليه وهي تستند عليه وكم كان قريبا وقويا حبيبها والذي تعشقه بكل ساعة مضت ولم تمض من حياتها



ذخلا المكتب واقترب بها الى باب يفضي الى الحديقة القابعة وراء المكتب والتي تفرش فيها الارض بالحصى الرمادي وتحيط بها بعض الاشجار ونافورة تجري بلا هوادة


تقدم بها الى ان جلست على الحافة للنافورة تحت عينيه لكنه اضطر للابتعاد عنها قبل ان يقوم بشيء قد يندم عليه


لا تنكر ان مشاعرها ولاول مرة نحوه اهتزت بعنف لذيذ لم تختبره من قبل


قالت تبعد تلك الفكار التي لا تريد ان تمل منها بل ان تحتفض بذكراها الى ساعة النوم حيث تكون انيستها


- اوووف.. اووف.. يا الهي قطعت مسافة لابأس بها كدت افقد قدماي ..لقد اصبحتا محمرتان


عبد الصمد كان قد نجح اقترابه منها من توطيد العلاقة بين قلبه والحب ...تغلغلت الرغبة وفرعت جدورها وبات لا يتمنى سوى ان ياخدها بين ذراعيه الحين ....لماذا هذا القلب الذي كان اشلاء متناترة يحب حتى النخاع ....كم تتشوق شفاهه اليها الى كل جزء فيها وهي تجلس كالبريئة جاهلة لمن يتعذب حولها


حتى ان كلامها وصوتها الجميل وهو يسمعه كما لو انها تشدو اغاني الحب المحرمة في احدى الازمنة ...تلى شعوره هذا قول :


- الم تنتهي بعد ليس لدي الوقت كله لاستماع لتفاهاتك


هاقد قتل ما ضنته سيِأنسها يعرف كيف يجعل قلبها المسكين يعود جريحا سامحك الله على قسوتك


نهضت من مكانها فمد يده لها الا انها دفعتها بعيدا عنها ومشت في طريقها وقد خفف الماء عنها الالم العضوي لكن المعنوي لايزال منذ ثانية مفتوحا


شعر عبد الصمد بالقهر من حركتها وتبعها ممسكا بكلتا مرفقيها ناظرا اليها وهي تبادله نظرة كلها كره وقد انتهت بان اشاحتها عنه


تركت يداه سراح مرفقيها بهدوء ليضعهما تحت دقنها ويرفعه في حركة اثارث كلا منهما ونطق بصوت متحشرج


- انت لست غاضبة مني ..اليس كذلك


تفرست في وجهه ومن ضعفها قالت :


لا


كانت تختبر موجات محرقة من المشاعر الفتاكة بها على الاخر


انسلت ذراعاه لتستقرا على خصرها وتجدبها اليه بهدوء وانتهى بضمها بحيث دفن راسه بعنقها وتبدو من عيونه القاتمة انه يموت عشقا فما باليد حيلة


هند جحدت عيونها وتركت الامر بيده دون ان تفعل اي شيء او تفهم ما يحدث ...كانت كالمنوم تحت ثاثير عطره الخاص ودفئ ذراعيه


- هند....


ردت في نفسها نعم يا عمري


تنفس نفسا مديدا من وجعه


- انا اصبحت بسبب وجودك انسان يهلوس بالغرام ليل نهار ...غزالتي ....احبك


ابتعدت عنه قليلا تلاقي النظرة الحارة في عينيه


- غير ممكن ليس انت ....ان هذا غير قابل للتصديق


تغضن جبينه وهو يقول


- ماذا هل هناك غيري ؟


-...انت لا ..تلعب بمشاعري؟


- يا الهي هل يظهر على وجهي لاعب بمشاعر الناس ..حياتي ...الا انت لا اقدر ان افعل ما قلته.. عديني حبيبتي انه لن يسبقني اليك أحد


يا الله ما الذي يحدث لم اظن ان الدعاء ذاك سيستجاب بضرف اربعة ايام ...يا الله هل انا في حلم وان كان كذلك فهو احلى حلم ذاقته عيناي


- لما لاتجيبين ليس لدي صبر معك؟


- لا انا ..لست في حلم....عبد الصمد تفهمني كيف لي ان افهم.... سرعة تغير مشاعرك نحوي انت من..يجرحني... بالكلام...


وضع اصبعه على شفاهها التي الهبت بصمته


- شوووت ....لاتتذكريني بعيوبي فانا مغرم بك ارحميني...ما هو الجواب؟


هزت رأسها علامة اجل فكيف اجمل نعم الحياة ان تبعدها عنها اكثر


امسك يدها وقادها الى السيارة وفتح لها الباب حيث ذخلت ليتخذ مكانا بجانبها وامسك يدها


كل بتلك اللمسة يتأكد من وجود الغالي قربه


عند وصولهم وضع عبد الصمد السيارة في مكان بعيد قليلا عن القصر لكي لا يراه احد معها ويبدأ بإطلاق الاشاعات


خرجت من السيارة بعد ان فتحها لهاوعندما ارادت ان تسبقه منعها جاذبا كتفها الى صدره وهمس على الشعر الذي يغطي اذنيه


- انت لي وامرأتي ...انوي اكتشافك انا الاول والاخير ان تلدي اولادي وان تفرغي كل طاقتك في التفنن في الحب لي وحدي اريدك كما اشتهي في اعمق افكاري لا انوي ان اتركك ...اعلمي انني عن قريب ساطلب من امي ان نأتي لخطبتك وكتب الكتاب في آن واحد مفهوم هنودتي الصغير؟؟


راق لها ان تسمع كلاما منه قويا يدل على انه يريدها حلالا له تركها بعد ان همست نعم ...انصرفت والحمرة تكتسيها من اعلى رأسها حتى اخمص قدميها.... وهي تدري الان انها تحمل معها امل واحدا في حضوره اليها... وكم سيكون الامر رائعا لو اكمل الله ارتباط قلبيهما برباط ابدي... فعندها لن تجد نفسها ابدا تحمل هموم الدنيا وحدها وستكون في الليالي العاتمة على صدره تستشف اذنيها نبض قلبه...



يتبع.........

من جوهرة المغربية

 
 

 

عرض البوم صور Jάωђάrά49  
قديم 08-10-09, 04:47 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب مبدع


البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 147004
المشاركات: 5,481
الجنس أنثى
معدل التقييم: Jάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2060

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Jάωђάrά49 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Jάωђάrά49 المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

بسم الله توكلنا على الله
.
.
.
.
الجزء السادس


مهدى الى rouby177

في القصر



انتهت السهرة وانتهى المدعوون بالذهاب الى منازلهم وانهمكت النساء المساعدات في توضيب القصر والمطبخ رغم تأخر الوقت....وقد قامت مليكة باعطائهم التعليمات التي على اترها ستعدن في الصباح للبدإ بتطبيقها .... صعدت الفتاتان الى الغرفة ....والرجال لم يكن لهم اتر في القصر فقد تكلفوا بتوديع المدعوين وخرجوا ليقوموا بنزهة قبل ساعة النوم عدا الحاج الحسين فقد شعر بالتعب وذهب رأسا الى جناحه



بعد ان صعدت الفتاتان الى غرفتهما


انسدحت عبير على السرير متعبة لا تكاد ترفع اعينها من التعب ووشعرت بالارتخاء بدأ يزحف الى اعضاء جسدها....بينما ثريا بدأت تغير ملابسها وتمسح الماكياج عن وجهها وارتدت إحدى مناماتها والتفتت والأفكار تتضارب في عقلها معذبة إياها ...ستنجح الفكرة ..وما الذي يدل على ذلك لا اظن قد يفشل كل شيء ....قد ينتهي بقتلي ...لا لايبدو عليه انه من القتلة....وكيف لك ان تعلمي بما يخفيه انظري الى هدوءه والتناقض الظاهر في نضرته يبدو وكأنه .....كفى يا ربي سأجن

ازاحت الازار وبعثرت المخدات لتنسل بداخله لكنها انتبهت على اختها الغافية بملابسها والتي لم تنتبه عليها من قبل

- كم ابدو انانية تفكيري هذا لن يساعدني بل قد ينتهي بالقضاء علي

اقتربت من اختها وهزتها من ذراعها المتمددة
- عبير ...هيا عبير استفيقي غيري ملابسك..هيا اختي ستأتي امي بعد لحظات وستريد بلا شك مشاركتنا الحديث قبل النوم

- حاضر.. اختي.. سانهض ...اوووف اشعر بالإرهاق ....ياه يا الهي نسيت ان اصلي استغفر الله (ضربت على جبهتها)

- وانا مثلك لم أصلي بعد ساسبقك للوضوء بعد ان تكوني انت قد غيرتي

- حسنا

بعد لحظات من صلاتهما دخلت مليكة مبتسمة حيث كانت قد غيرت ملابسها بمنامة طويلة زرقاء وجلست على السرير الخاص بثريا تنتظرهما ان تكملا تسبيحهما وهي تملي عيونها بهما..تحمد الله كثيرا لانه اعطاها بنات تحبان الرضى على اي شيء ومتزنتان في الاخلاق ...ولا يدري احد حجم المعانات التي تكبدتها لمحاولت التأقلم مع عدم التواجد بعد وفات والدهما ...وتحمد الله ايضا لانه لا يزال منعما عليها بوالدها الحاج الذي لا ولن تجد له مثيلا في الدنيا ...بعد ان طلب منها موافاتهم الى القصر ضنته سيكون غاضبا نوعا ما من زواجتها تلك لكنه بدل ذلك فتح لها دراعيه بحب وحنان افتقدتهما من امها رحمها الله فالانسان مهما طال به الوقت وظن انه نسى الالم فلايجد سوى انه تناسى والالم موجود ولن يتغير فليس منهم كثير بل هما اتنان والدان يعطيان ولايطلبان المقابل....


قالت ثريا ملاحظة شرود امها :
- امي مابك؟
- لاشيء ابنتي تقبل الله صلاتكما

- آمين امي (امسكت ثريا وهي تجلس على السرير بيدي امها) ...حبيبتي هل انت غاضبة منا لاننا لم نوفك حقك في المجيئ هذه الاعوام الى المزرعة

- لا لا اعلم جيدا ان الوقت ما كان ليسمح لكما لست متحاملة عليكما كوني مرتاحة من هته الجهة

اقتربت عبير وقبلت رأس امها وهي تقول

_امي لن تمانعي ان انا نمت الان فانا اشعر بنعاس مميت؟

- نامي عزيزتي لاعليك

اندست عبير بين الازار والسرير ووجهت وجهها الى النافذة حيث تدحرجت على خذها دموع القهر والحزن الشديد

ما ذنبي يا ربي ....لما عليه هو ان يكون زوجي انا لا افهم ؟....اشعر بالاختناق والوحشة وينتابني رعب لم اعهده في نفسي ...كان انسان مختلفا في حياتي فكيف وهكذا بلمح البصر يريدون مني ان اتعود عليه كزوج اشعر انني لن اتحمل الوضع ....كتمت انفاسها الشاهقة بخفوت واعتدلت في نومها تغلق عيونها بشدة

قالت ثريا لامها بخفوت لكي لا توقض اختها:

- غدا امي ستذهبين ..معنا الى المستشفى؟

- اجل من الضروري جدا ان اكون معكما

- ليس ضروريا امي لا تتعبي نفسك وهنا القصر يحتاجك...

- لا ..لا يمكنني الا اذهب معكما سيبدو الامر غير طبيعي

- ..امي نحن راشدتان واعرف جيدا ما علي فعله الفحوصات لن تكون صعبة فلا تخافي و...اضن سعيد و...عثمان... سيكونان معنا فلا تحملي هما

- ان كان هذا رأيك فحسنا اذهبا وحدكما ...لقد حدد عقد القران مع الثالثة زوالا

- حقا؟؟؟لكن الفحوصات قد تستغرق اكثر من ساعات قليلة

- سيتكلف بالامر سعيد لا تحملي هما للامر حديثيني عنكما....اشتقت لكما ابنتي ....اشتقت لكما كثيييرا

- ونحن امي كم اشتقت اليك في ايام الامتحانات وكم تذكرنا حيث كنت تسهرين علينا انا وعبير وتقومين بفعل المستحيل لكي لا ننام دون ان نكون قد حفظنا الدروس عن ظهر قلب ههه كانت تلك من الاوضاع التي اتدمر منها على الدوام لكن بعد ان تعود لي الذكريات الان احس انني كنت تافهة لفعلي ذلك

– كنت سريعة البكاء في سن المراهقة تذكرينني بنفسي ...لا اصدق انني سأراكما عروستين وعن قريب قد ارى احفادي ان شاء الله اللهم احييني الى ذلك اليوم

- بعد طول عمرك امي

ثريا ابتسمت لكي لا تشعر امها وكم كانت بارعة في تغليف ملامح وجهها تحت تلك الاقنعة التي لا تكشف لاحد ما يجول في نفسها من حزن او غضب او اية مشاعر اخرى ...كانت تملك مفاتيح نفسها ولاتسلمه لاحد لكي لا تصبح نقط ضعفها عند الاخرين سلاحا ضدها ولاتترك لاحد الفرصة للوي ذراعها

- حبيبتي ساتركك الان ساذهب لاطمئن على جدك وانت (قبلتها ) تصبحين على افضل من الخير

- وانت بالمثل عزيزتي

- هنا لا توجد ساعة لتضبطيها ....نسيت احضار واحدة لكما...س

- لدي هاتفي ...على اي ساعة ؟

- السادسة والنصف

- حسنا اصلا لقد ضبطته مسبقا على ساعة الفجر على حسب المنطقة وقد ابقى مستيقضة الى تلك الساعة

- اذا صبحك الله على خيرابنتي نامي جيدا

- حاضر

ابتسمت لها ثريا ووضعت هاتفها على التسريحة التي تفرق فراشها عن اختها وسرحت بافكارها في السقف المزخرف باناقة ....رغم كل هته القوة التي تتحلى بها الان الا انها لاتستطيع ان تمنع الخوف في جوفها من ان يعمل عمله في خلق الرعب من المستقبل شعور عادي لا يمكنها التغلب عليه ولم تستطع اغلاق عيونها بسهولة

بعد خروج مليكة ذهبت الى والدها طرقت عليه الباب واذن لها بالدخول


- السلام عليكم ابي


- وعليكم السلام اتيت للاطمئنان على حالك ابي وان كنت تحتاج لشيء قبل النوم


- لاشيء سوى ان ارتاح (اقفل القرآن بين يديه ووضعه على التسريحة) كيف هما ابنتاي هل نامتا ؟


- اجل وهما تشعران بالراحة على ما يبدو...ابي.... ( جلست على السرير قربه و تسللت الى عيونها نواتج الالم الخفي في قلبها ) خفت كثيرا ابي خفت ..ان... تقوما بنبذي لتصرفي بتلك الطريقة في حياتهما


وضع والدها يده على رأسها المحجب وطبطب على كتفها


- لاتوجد من امرأة تكره الزواج يا مليكة يا بنيتي اعلمي انهما في وقت من الاوقات سيشكرانك لانك انقدتهما من انفتاح قد يضنه البعض مفيدا لكن ما الاحظه وانا لا ازال على قيد الحيات هو ان شبابنا لا يتأتر الا بسلبياته فاستهدي بالله الامر لا بامري ولا بامرك بل نحن اسباب والله هو المكتب لا تضني ان شيء نسيره بل نحن المسيرون باذنه


- استغفر الله ...ونعم بالله ....انه القدير الحكيم


- هكذا جيد فكلما تقبلت حكما من عنده وحمدته زادك من فضله


- آمين ...ابي ...متأكد انت لاتريد شيء من تحت ؟

- لا سلامتك ابنتي اذهبي للنوم والصباح رباح

- تصبح بالف خير (قبلت يده)

- رضي الله عنك

نظر اليها حتى خرجت واعاد فتح القرآن ليكمل الجزء

بعد ان ذخلت مليكة الى ... سمعت خطوات في الدرج وقد كان عبد الصمد الذي يصعده راميا سترته على كتفه والهوى يثقل على خطواته ويتعب عيونه من السهو والسهر ....لم يصعد الى جناحه بل اتخذ له طريقا الى غرفة امه طرق عليها

- امي هل انت مستيقضة هل ادخل؟

- طبعا بني

عندما فتح الباب تركه مفتوحا وهو ينظر الى امه التي كانت منهمكة في ترتيب ملابس زوجها وكم تعشق عملها هذا فهو يسهل عليها انتظاره بصبر.... عبد الصمد ولاول مرة يكون مترددا في امر او قول امر بالتحديد عن موضوع هند

- بني ما امرك يا عبد الصمد نظراتك لا تعجبني ومابك واقف هناك كالأهبل تقدم و اجلس ؟

- هنا ( اشار على سرير فحركت رأسها باجل) احم احم ..(حك رأسه وادار وجهه عن امه الواقفة امامه )

-هلا ارحتني يا عبد الصمد سياتي والدك حالا

- لذي نية ان اخطب فتاة امي

شعرت الام بالفرحة تغمرها لكنها قالت:

- فتاة؟؟ ..فتاة يا عبد الصمد وانا لاادري عن الامر شيء وكيف لك ان تعرف فتاة انت ؟

- امي لا تغضبي وتتسرعي احممم...انها... هند

لم يفت عبدالصمد الصدمة على وجه امه لكنها اختفت لبرهة وهي تدير عيونها على الارض بتفكير

- ماذا امي فيم تفكرين انت تعرفينها والكل هنا يعرفها ؟

- علي ان افكر اولا وان اناقش الامر مع والدك

- حسنا امي لكن متى ؟

- عليك ان تصبر بني

- امي اريد ان اكتب عليها فلا داعي للمناقشة في الامر

-لا ابدا لايمكنني الا ان اناقش الامر مع والدك وغذا ساخبرك برأيه وما يقترحه في الموضوع

- امرك امي....(قال بتكدر) تصبحين على خير

- وانت من اهله

قبل رأسها وانصرف يشعر باكتآب غريبة لما يجب ان اشعر هكذا ...هند سحرك خطير قد ينتهي بقتلي يوما...وكم اتمنى لو ان الامر كله بيدي لكنت تزوجتك اليوم قبل غذ

دخل سليمان على زوجته التي كانت تمشط شعرها الاسود الطويل وتلويه لتعقده ككعكة فوق وتحبسها بشبكة جميلة.... حكايتها مع سليمان حكاية عادية ككل البنات اللواتي تخطبن وتتزوجن لكن هي بالذات كان قد تزوجها لان والده طلب منه ذلك مساعدة لها ولابيها المريض فقد كان صديقه الوفي ...والمسكينة في ذلك الوقت لم يكن لابيها سواها ...فأمها توفيت قبل مرض ابيها بسبب البرد القاسي الذي اجتاحهم في ذلك العام...ووالدها وافته المنية بعد زواجها مباشرة قد يكون هناك تشابه في قصتها مع اولادها لكن الفرق انها في ذاك الوقت ما كانت لتراه بسبب نقابها ولاهو رآها لكن الحب عصف بقلبيهما في زمان الشموع والبيوت الطينية بشكل قوي ففلح بشكل كبير في جعلها ترتاح له وقد كان بارعا في دور الزوج العطوف والصديق الوفي والأب والأخ وكل واحد من الذين افتقدتهم والذين لم تحصل عليهم اصلا


تزوجها على سن الثامنة عشرة وهي على سن السادسة عشرة وهذا ما يحافض على قسم من جمالها وقسم من قوته والتي تعشقها ولا تدري ان كان لحبها لزوجها نهاية فلم تتمنى في حياتها غير العيش الهنئ بينما الله عوض عليها باكثر مما كانت لتتخيله

نهضت لتأخد منه جلبابه وتعدله وتعلقه وقال :

- تبدين جميلة يا فاطمة فلما لا تتركين شعرك يتحرر وانت كل اليوم يضل الحجاب فوقه غلق منفذ الهواء عليه

ابتسمت :

- لاعليك عزيزي انا هكذا افضل اشعر بالحر وهو بهكذا جو يخنقني

تحرك سليمان الى الحمام اكرمكم الله يغسل يديه

فقالت له:

-سليمان اريد ان اخبرك شيء

خرج يمسح يديه

- اللهم اسمعنا خيرا ماذا؟

- ابنك عبد الصمد ...يريد خطبة هند ابنت سي محمد ورشيدة؟

- هل ...حقا ما اسمع ؟

- اجل ويبدو انه مستعجل من كلامه

- لابد من ان عدوة الزواج بدأت بالانتشار في القصر اخاف ان تعديني انا ايضا
قال يغيظ فاطمة

- سليمان انت لست جادا هل يعقل كلامك هذا؟

نظر اليها

- وهل من له هته العيون الجميلة يتركها ليذهب الى اخرى سأكون عندها من اجن المجانين

كتمت على ابتسامة

- اخفتني....لم تخبرني في رأيك بالموضوع ؟

قالت تحمل علبة الكريم تضع منها على يديها

اقترب من فراشه واندس تحت الاغطية يمسك بالمنبه ليضبطه

- اخبري ابنك انه عليه ان يصبر الى عودت اخويه من السفر

- الا تعرف طبع ابنك يا سليمان ؟

- فاطمة اقنعيه بالصبر الى ذلك الحين فليس لدينا الوقت الكافي لطلب يد الفتاة الان

- حسنا كما تأمر

اندست تحت الاغطية وقال حينئذ

- هيا لننام فالغذ سيكون طويلا اطفئ الضوء بجانبه كما فعلت وغبا في راحت الليل


في الاسفل



بعد ان صعد الكل بقي سعيد في المطبخ قليلا حيث اخذ من الثلاجة كأس حليب رغم انها ليست من احدى عادته ولم يفعل هذامن قبل.... الا لانه يسمع بمساعدة الحليب بالإسراع في النوم ..بادر بالتجربة...هل ياترى سيفي بالغرض؟

وضع الكأس في المغسلة وانصرف خارجا من المطبخ توقف للحظة ينظر الى اعلى حيث الدرج.... كمن ينتظر في هذا الوقت اميرة الليل لتخرج من مخبئها ...وكما لو انه يحاول التبصر عبر الجدران الموصلة الى غرفتها ليسترق النظر عن حورية عذبته من اول نظرة ....

ترى ما شعورها في هذا الزواج ....؟
ولايدري لما ايضا يتمنى ان يعرف مكنون قلبها اتجاهه فقد بدت له غاية في البراءة ...
هل يمكن ان تنسى انها لم تكن سوى اخت يلاعبها في صغرها؟....
تضللت عيونه غما من الفكرة وسممت فؤاده الذي عهده بلا صوت حتى اصبح الان يدق كالطبول الهوجاء في قلب الصحاري الخالية ...
ماهذا يا ترى ؟؟؟؟....
اعاد نظره الى فوق ولا شيء لم يحصل مما تمناه الدرج وحيد يحاكي الفراغ...وشعر انه غير محظوظ لم يرها سوى بضع دقائق وبعدها اضمحلت من امامه
كم يبدو غبيا حيث انه يظن انها قد تنزل وقد يحصل على فرصة ثانية لرؤيتها كم يبدو الغذ بعيدا حيث سيراها فيه بلاشك....حول في لحظة نظره الى الدرج المظلم بالاسفل واقترب منه ليضغط على الزر الخاص بالضاءة ونزله ببطء كمن تقوده كلمات تعويدة ما الى العمق
عندما وصل الى اخر درج دفع باب ثقيلا وانحنى ليمر عبره وقد كان الحمام حيث سيقومون بتدفئته بعد غذ...
كان الحمام مضاءا بالضوء الرباني من شعاع القمر الذي يدخل عبر ثقوب في السقف العالي المقوس.... بما انهم في الهندسة قاموا ببناءه خارج القصر لكن ملاصقا له ...يتكون من ثلاثة غرف متتابعة....دخل الباب الاول وتبعه بالباب الثاني الى ان وصل الثالث وضوء القمر لا يفارق المكان كم يبدو وهاجا وكم يسطع فيه هذا الضوء ويضفي عليه سحرا خاصا....انابيب المياه الكبيرة المفضية تحتها الى السهريج الكبير تثير الى فتح صنابيرها لتفرغ دفئها في المكان وتأمل الكراسي الخشبية القصيرة و....وتخيلها هي جالسة فوق احى الكراسي في وسط الحمام التقليدي اكرمكم الله تلف نصف جسدها في منشفة والماء يتقاطر من شعرها وتكاد بنزولها على جسدها تقلب على جسده نيران محترقة... وشعرها الذي يتمنى بشوق رأية لونه دس اصابعه فيه لا بد من انها ستبدو في قمة الجمال تحت يده
تهرب من افكاره تلك التي لا يدري ان كانت صاحبتها حقيقية ام اتت من عالم غير مألوف للأعين ....شعر ان المكان الذي تطفل عليه وعلى اهله في هته الساعة يأنبه كذلك... لذى خرج ليصعد الى غرفته ...دخلها وضيق غريب يتملكه ....فتح الازرار المقفلة في قميصه الاسود الى النصف ...وازال ساعته وحذاءه وفرغ جيوبه من محتواها دخل حمامه الكبير اكرمكم الله وفتح الصنبور البارد على جسده ولم يهتم لسرواله الذي تبلل ولا الى شيء مادي....بل وضع ذراعيه بطولهما وقوتهما على الحائط امامه وقد كاد ان ينفجر من الشعور الذي يكتم على اخناقه ....ماهذا الشعور يا الله لما انا هكذا اشعر انني اكاد اموت ؟....لما هكذا عقاب؟ الكل يخطئ لما انا بالذات يحصل لي هذا ... لماذا ؟ ضربته شتت القطرات حوله
هل كان من الاجدر جعلهابهته الفتنة لتعاقبني انا بذلك...
خرج من تحت الماء البارد بعد ان اقفله واخذ منشفة حمراء غامقة ليمسح وجهه امام المرآة ويضعها على المغسلة ...نظر الى وجهه واستغرب قائلا
- الم تكن انت من تلعب بالنساء كما تشاء فما الذي غير مجرى القصة ....عبير وكم تبدو كعبير ريح لا ينتهي من طيب رائحته.... أووووف ...ليت خيالها يرفق بي لم اعهد شيء كهذا في حياتي يبدو كال...كذاك الذي يقولون عليه من اول نظرة ....لست انا من تحتله مثل تلك المشاعر المضعفة لست انا ....
تعود من النساء الكثيرات حيث تزحفن راغبات في تنفيد امر من اصبعه ان ارتجف لا ان يكون هو مطواعا لخيال امرأة ...ستوكن زوجتي فما الذي لا يمنعني من الخنوع لها فمن يراها قد يتدلل تحت اقدامها من حسنها وعيونها الكحلية
_ اضن انني بدأت اهذي لا محال ...اهدئ واذهب لتنام هكذا سيكون افضل


في غرفة عثمان

طوى سجادته ووضعها على السرير وجلس اخيرا ليرتاح كم بدى له هذا اليوم طويلا لاينتهي فكم من مشاعر اختبرها وليس هو من يفقد اعصابه بسهولة الا اذا اضطره امر لذلك
اولا بعد وصوله الى الدار البيضاء وزار مستشفى من المستشفيات الخاصة بالاثرياء حيث يوجد لكل طلب منفذ....
التقى هناك بطبيب مختص بالجراحة القلبية واعطاه الفحوصات والاوراق واسعده ان سمع منه على ان الامر ليس بالصعب وان المتبرع موجود وان القلب يلزمه اسبوع على الاقل للاحضاره وبعدها... لا يلزم سوى حضور المريضة بعد اسبوع حيث سيتم الاحتفاض بها الى حين العملية
لم يكن مهما له الثمن فلابد من ان تشفى وهذا هو المهم وتأسف في اعماقه انه لايستطيع ان يمد بالمساعدة لجميع المحتاجين الواقفين على عتبات المستشفيات الفقيرة الشبه معدمة
مر طيف ثريا من بين عينيه مرة اخرى ونفض الصورة عنه... تلك المرأة سيقوم بالمستحيل لتعديل ما بها من هفوات سيقوم بعمله على احسن الأوجه...منفلتة العنان ليس لديه من الوقت ليضيعه عليها لكن بما انها ستكون زوجتا له فلابد من ان تكون في احسن صورة تتوافق فيها معه ومع قيمه

في فيلا السي محمد


وفي غرفة هند


لا تحب ان تتدتر في الصيف تحب ان تبقى على حريتها بلباس النوم الذي ينزل الى ركبها تنام عن يمينها والنوم لا يجافيها
هل ذهبت هذا المساء الى تلك المزرعة التي اسيادها لايصلهم الا من هم وهم ؟
وهل انا ارتدت تلك الاماكن داخله الغير ممكن لاحد ان يصلها ؟
هل انا من حطت على من لا تسبر اغواره ؟
هل تلك انا من نجحت في لمس ما يصعب ادراكه ولمست باطن تلك الخيوط القاسية واستطعت بنفسي ان اعزف عليها لحن الحب في قلبه ؟
واستطعت ان حدثت على مايعلق به القلب ويؤثر عليه اكثر من اي شيء آخر ؟
تلك انا ولم يكن احد غيري فاعلها لااصدق ولا استطيع التصديق
لكنه اكثر من حقيقة لمست هذا المساء... اكثر من حظ واتاني من بين البنات اكثر من اماني الدنيا التي تحققت
جلست من نومتها ومررت يديها في شعرها العسلي وضمت اليها ركبها
لن استطيع الذهاب لى هناك الان الا بعد ان ياتي كما قال ...قال اجل ههه ابدا لحد الان لست بمصدقة لما حصل قبل ساعات
يحبني ..ابتسمت لنفسها ولم يتركها السبح في اماني المستقبل مع زوجه المستقبلي في اخد الراحة الجسدية كبقية الخلق


في الصباح



حضرت كل من ثريا وعبير نفسهما لتستعدا للذهاب مع سعيد وعثمان الى المستشفى
قالت عبير تتبت حجابها امام المرآة وهي تنظر الى اختها التي اقفلت ازرار الفستان الجانبية
- انت لن تخرجي هنا هكذا ؟
- ماذا في ذلك متعودة انا على هذه الملابس ولن اغيرها
- ياخوفي عليك لست ادري ان كان زوجك سيتحمل هذا المنظر امام الناس هنا ...لا تتظاهرين بانك لا تعلمين ما قد يظنه الناس هنا عن مظهرك
- لا اهمية لرأي الناس عندي مادمت مقتنعة بما يعجبني

- رأيك انا انصحك بتغيير هته وعلى الاقل ارتدي شيئا على اكتافك وفستان يغطي سيقانك
- هل ابدو لك عارية الى هذا الحد عبير لا تبدإي باعطائي الموعضة ارجوك ...ما دام ليس زوجي بعد فلن يتكلم
- اللهم الهمني صبرا
- سانزل لأخذ الافطار
خرجت ثريا من الغرفة وعادت تقول لاختها
عبير لا تنسي احضار هاتفي معك وازيله من البطارية لكي لا يتبب لنا في حريقة
تحركت تخرج مغلقة باب الغرفة واتجهت في الرواق الذي نزلته ومن تظن نفسها اقوى من اي شيء تلقتها عيون سوداء غاضبة امامها تماما لم تدري انها ستنتهي بالمرور من امام جناحهم قبل ان تهرب منه
بدى لها جدا مختلف في هيئته بدى دا بأس شديد من وقفته اما ما زاد خوفا لاتجد له مبرر وهو نظرته لما هو هكذا لما لاالحظ هته النظرة الشرسة عند اخوته
نزلت الدرج الفاصل بينهما وهو يضع يديه في جيبيه لايزيح نظرته وراء النظارة من وجهها كما لو انه يتقصد احراجها ...بحثث بعيونها عن اي شخص ينقدها من شخصه الغير مفهوم وبادرت تقول:
- صباح الخير
كانت تمر من قربه بحذر ...لكن لما سأشعر بهكذا شعور ما الخطء الذي ارتكبته اصلا ...كما لوان ضميري يأِنبني على فعل اقترفته...عندما اجتازته لمام الدرج الذي سيقودها الى الاسفل سمعت ما كان الوقع فيه كسطل مملوء بماء مثلج
- قفي مكانك
تزعزعت فعلا ماهذه القوة المفاجئة في صوته
- احم ...هل من امر؟ قالت ترطب الجو بابتسامة لم تلقى استحسانها منه كما كان الاخرون يفعلون
نظر اليها عثمان بين حواجبه المقوسة
- ما هذا الذي تظنين نفسك لابسة اياه؟
- لباس (رفعت كتفيها بارتباك) عادي
- (تنهد) انظري جيدا ....بل اسمعي جيدا ستصعدين الى فوق فهمتي.... وستستلفين من اختك شيء ساترا... ومن اليوم وصاعدا لن تكون لهته الملابس وجود في خزانتك
كان الغضب ينضج شيء فشيء في نفسها من بروده وهدوءه تحول نظرها من مكان لأخر وتلف لسانها عشر مرات في حلقها لكي لا تزهق انفاسها بكلام يسيء اليه... لكن لم تستطع
- انظر جيدا انت ايضا ....ما دمنا لم نتزوج بعد... ليس لديك حكم علي
حك دقنه قليلا وهو ينظر الى السقف
- استغفر الله....كلامك ليس له اساس من الصحة لدي كل الحق عليك اولا كابن عم يخاف على صمعت نساءه ...وثانيا رتبة خطيب تخول لي الكثير فاصعدي حالا دون افتعال فضيحة هذا ما لا اظنك تريدينه اليس كذلك
- لم اصادف شخصا في مثل وقاحتك
- هل هذه شتيمة ...لم يقم احد في حياته بشتمي كما تتجرئين على فعله الان
اقترب منها وامسك بمعصمها لواه حتى اشتد المها وما منعها من الصراخ انها لاتريد فعلا افتعال فضيحة
- اولا هذا الشعر منذ اليوم سيحجب... ثانيا
دفعها بقوة الى الدرج
- اصعدي ولا اريد منك كلاما آخر
تهدجت انفاسها من الصدمة كيف يتجرأ على فعل بربري كهذا ايها الخبيث نظرت اليه بكره
- هل ستقومين باحداث ثقب في جسدي بنظرتك تلك اصعدي وكوني عاقلة اظن انك متعلمة فلا احتاج الى اعادت الكلام مرتين
صعدت مقهورة وقد حطم عنفوانها بكلامه ...هل هو رجل ام جماد كل النظرات التي حضيت بها من قبل الرجال كانت تهتز الا هو ...اليس انسان يشعر.... بشرا يضعف لكنت حضيت ببعض الامل
دخلت الغرفة التي كانت عبير تخرج منها في نفس الوقت
عبير ترى اختها في قمة التوتر
ثريا بدأت تشد على يديها وتضرب الارض جيئة وذهابا
- مكرووووه يا الهي كم يشعرني بالغضب اللعنة عليه اتمنى من الله ان يأخده لكي ارتاح من هذا.... العذااااااب
- عن من تتحدثين من المكرووه؟ ...ثم اختي اخفضي من صوتك قد يسمعك احدهم
- ااااه اه ...لست انا من يفرض علي احدهم سلطته الدنيئة انسان همجي قد انتهي بدبحه ان اعادها ..كيف واتته الجرئة حتى يمسني
- هل ....
- انه عثمان ....ان ... ان ان كان بهذه القساوة فما الامل الذي ساحصل عليه لكي انجو مما اوغلت نفسي فيه
- هدئي اعصابك
- اعطيني من ملابسك ما ارتديه ... اسرعي...ساريه النجوم في عز الظهر لم يعرف لحد الان من اكون بالتحديد
نظرت عبير الى اختها بقلق على الحالة التي هي فيها.... وهي تبحث لها عما سترتديه ....اعطتها فستانا طويلا الى الكعبين مع سترة خفيفة وردية
- امنحيني من حجاباتك واحدا
- ستضعين الحجاب؟
- هه ..السيد طلب وعلي ان انصاع لاوامره...اقسم اقسم لأنتقمن منه اشد انتقام (نظرت الى يدها حيث لاتزال ضغطت اصابعه محمرة عليها)
طبعا ايها المتعجرف ساحطك امام الامر الواقع مادمت اعلنت بنفسك الحرب
- ثريا ...عزيزتي لا تفعلي ما قد تندمين عليه مستقبلا
- اعرف كيف ساتصرف لا تشغلي بالك انت ....ساكسر دلك الشموخ الغبي الذي يجربه علي انا ...لا تقفي يا عبير وانت تنظرين الي هكذا انا بخير لا تجزعي اسبقيني.. سانزل

في الاسفل دخلت عبير الى المطبخ حيث كانت توجد فاطمة تضع الاكواب على المائدة ومليكة تقطع الخبز قطعا صغيرة
- صباح الخير اهلا بأحلا العبيرات بالمغرب اجلسي بنيتي
خجلت عبير حتى اذنيها من كلام فاطمة
- شكرا لك امي ...ماما (وجهت كلامها بحياء لامها) صباح الخير
- صباح الخير والربح
قالت فاطمة
- سنفطر نحن هنا كما العادة وسيفطر الرجال في الصالون الصغير ساقوم باخذ الصينية يا مليكة اسرعي في تحضير الباقي واجلبيه معك (نظرت الى عبير)افطري حبيبتي لاتنتظرينا فانتم لديكم ما تفعلونه ونحن قد لانفطر الا ونحن واقفات فالاعمال كثيرة
- فاطمة معها حق
عندما خرجت فاطمة قالت عبير لامها:
- لم تتغير فاطمة الا للاحسن تبدو لي طيبة
- اها انها كذلك لايمكن للمرئ تذكرها سوى بكثرة ما تفعله من خير مع الناس والذين من حولها
- اخجل منها
قالت مليكة تحمل صينية التي حملت عليها ما يحبه الرجال في الافطار من عسل زبدة الى ذلك
- تخجلين... لا ستتعودين ولن تخجلي لا منها... ولا من زوجك ...ههههه
وخرجت

عبير كلمت نفسها بأسى يتحدثون بسهولة كما لوان الامر كله لعبة تافهة في النهاية الخاسر فيها كالرابح

دخلت ثريا بسرعة تجلس كالعاصفة اخذت الخبز ودهنته بالمربي التوتية
وقضمته بعنف وكلما في جسدها يهتز عيونها ساهمة في التفكير تدور على المكان كما لو كانت وحيدة فيه رجلاها تهتزان وتحرك الحجاب من رأسها باستمرار وتحاول توسعته من العنق باصبعيها
نظرت اليها اختها وتعلم ان ما يقهر اختها انها تخضع الان ولاول مرة للاوامر وتنفذها ...وطبعا لاتعتبر امها الا حالة خاصة
ابتسمت عبير لاتدري ان كان عليها ذلك ام لا لكن بدى لها الامر كنكتة طريفة ....نهضت تقترب من اختها وهي تقول
- اعطيني وجهك لأعدل لك الحجاب فليس هكذا يوضع
- اوووووف.... اشعر بملل قاتل وبرغبة في الذهاب عن هنا بسرعة ...(همست ) هل تضنين ان الله قادر على عتق رقبتي من هذا المكان بأن مثلا ... يموت (شعرت ثريا انها لم تتكلم الكلام الصحيح )
- ثريا ...استغفري الله ماهذا الكلام انه رجل محب لفرض السيطرة وليست سيطرته الا في صالحك ....اتمنى حبيبتي ان يفرج الله كربك... لا اريد حتى التفكير في ما قد يحصل بعد كل هذا
- آآآمين من فمك لابواب السماء مباشر
-حسنا هكذا افضل بدوت مضحكة وانت لم تفلحي في شده
- ارجوك عبير اعفيني لست بمزاج مطلقا لاضحك وانا في وسط هته المتاهة
- حسنا ..حسنا
دخلت فاطمة وعندما رأت ثريا اعجبت بما رأته فيها من تبدل
هته الاخيرة تبدل الوضع المنزعج الذي كانت عليه وابتسمت ملأ فمها وهي تنهض لتقبل فاطمة
- امي صباحك سكر
- صباحك اكثر من عسل ...ما شاء الله الحجاب يليق بك لا بل انت من تليقين بكل ما فيك من جمال به
- شكرا لك امي هل انتهى الرجال من افطارهم ؟
- لا في الواقع لقد بدؤوا للتو الا سعيد فقد خرج قبل قليل ليشغل الجيب... لكن لماذا؟
- لا لشيء امي العزيزة( ضمتها وهي تقول موجهة كلامها لمليكة ) ماما صباح الخير انحنت تقبل راسها
- صباح الخير انمت جيدا ؟
- بكل تأكيد الجو هنا منعش ومريح للاعصاب
- اتمنى ان ترقكما الحيات في البادية فهي فعلا روعة
- متأكدة من ذلك ...هيا لنذهب الى الجيب
- حسنا السلام عليكم
ردت كل من مليكة وفاطمة
- وعليكم السلام
عند خروجهما من المطبخ واقترابهما من الباب الذي يفضي الى الخارج شهقت عبير بأسف من اختها
- اسف ثريا... نسيت احضار هاتفك ..
- اوووف عبير لا ينقصني سوى هذا
- لا تغضبي ساحضره لك
_ اسبقيني سأصعد لإحضاره بنفسي
- كما تشائين



في الخارج امام القصر


تحت اشعة الشمس الصباحية الخجولة والحان العصافيرالتي تأبى مغادرة الاغصان ولا اعشاشها الدافئة محتضنة بعضها بعضا... سيارته السوداء الرياضية متروكة وحدها فلم يستطع استعمالها لان الاماكن فيها لا تكفي ارتدى اليوم سروالا ابيض مع قميص مفضفض صيفي يجعل كل عضلة في صدره او ظهره تتحرك ...كان يقف مستندا عليها يلعب بمفاتيح تخصه وعيونه جامدة منتظرة متلهفة بكل الاشواق التي تحرق كيانه وبكل المشاعر الجديدة على قلبه الذي من القوة التي لا تضاهيه قوة بدى اضعف من قلوب الاخرين
صورتها عذبته وليت لهذا العذاب من نهاية ....صرفته وعلمت ببرائتها الساحرة كيف تلويه وتصرفه عن كل شيء تقريبا

استقام ينظر اليها كم بدت له قمة في التوازن وكم يعشق خجلها وهذا ما يزيد من اثارته في صنعها مرة اخرى على يده ليجعل منها فتاة تعشق الحب وللحب تعيش
الم تمت يوما يا كيوبيد يا صاحبي لما ترسل في قلبي كل سهامك اليست قاتلة الن ترسلني الى مكان لست بقادر ان اذهبه قبل ان اجعلها هواية لي دون نهاية ...ولا تملأ نفسي مللا
انها تعبير حي لتحفة فنان لديه اصابع من ذهب وزمرد لا مثيل لها

صدمت لرؤيته هكذا امامها مباشرة يعيق تنفسها الاعتيادي ويبعث مرة اخرى في نفسها اسى كبير رغبة في التنفيس عما يثقل صدرها الفتي ...انت كنت كالاخ ذكرياتي معك لا يمكن ان يمحيها الزمن فقد سعدت كثيرا بايام الطفولة تلك ...يا سعيد لا تغصبها بنظراتك المتغيرة انا لست سوى فتاة لطلم اعجبت بعالم الاحلام فقط وكم كنت سعيدة برؤيتك والانطلاق معك في الحديث دون هوادة وانت الان تشعرني بانك لست انسان جيدا بل ...افتقدك بشدة اغرورقت عيونها
قال ينظر اليها بتمعن مدققا يدرس تفاصيل وجهها المنحني:
- كيف حالك؟
- الح..مد لله بخير ابتسمت بصعوبة ولم تتحرك شفاهها سوى مليمترين
لكنه لاحظ انها كنز اهدي له لا ليعاقب بل ليتوب ....وكم بدت له شفاهها عذبت تخلب اللب ولاول مرة يلاحظ الخط الذي يفرق شفتها السفلى
حاولت ان تهرب من نظرته وامسكت بمقبض الباب الكبير لكنها لم تفلح في فتحه وسبقتها يده تكاد تلمس يدها التي ابعدتها بسرعة وكرهت وضعها وكرهت بشدة اقترابه الطفيف منها
- تفضلي
- ششكرا
اقفل الباب عليها وابتعد ليذخل السيارة
كانت تشعر بالمرض بالسقم والواضح ان سعيد مرتاح ....وشعرت بعيونه عليها حتى في المرآة جدبت حقيبة يدها وادعت البحث فيها عن اي شيء المهم ان تنقدها مما يخنقها
في القصر نزلت ثريا الدرج وشعرت في تقدمها للخروج ان شخصا يتبعها وسمعت همسا
- هكذا افضل واحذرك ان تبدئي بالتطاول مرة اخرى
سبقها في الخروج ليدخل السيارة
هكذا سأبدأ في تربيتك واعادت تأهيلك من الاعوجاج الدهني الذي تعانين منه
وراءه كانت الشرارات في عيونها تكاد ترى
تضن نفسك السيد وانا الخادم يا لتصرفاتك المتعجرفة وتتظاهر بصلابة وجبروت ساطيح بانفك ذاك سترى ما اخبئه لك
دخل الى السيارة بينما هي بقيت امام باب السيارة للحظت تنظر وحاجباها مرتفعان
ااااه منك يا قليل الذوق من يظن نفسه الباب هو الاخير لم يقف ليفتحه لي

كل منهما رفع راية التحدي وكل منهما يتشبت بالاخر اكثر دون ان يدري من الذي يقودهما الى ذلك ؟؟؟

الحرووووب قادمة فاستعدو لحضورها


آخر الكوارث قادمة في الطريق


فتاة في احدى القرى المجاورة فتاة لم ترى نور الشمس منذ صغرها فتاة اضطرها القدر الى ان ترضخ له هي وامها ...ضغط الاب الأرعن كبتهم وضن انه بذلك يحميهم او لربما يخبئهم لوقت الحاجة اب تعصى على نفسه ان يترك لهؤلاء المساكين منفذ الخروج ورؤية البقية مثل باقي البشر لكنه لا يدري انه يجري بما تبقى من حياته الى الفناء (بعض الاحداث سأشير لها في القادم هي مستوحات من الواقع)
موعدنا بعد يومين



يتبع................
من جوهرة المغربية اجمل تحية

 
 

 

عرض البوم صور Jάωђάrά49  
قديم 12-10-09, 11:43 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب مبدع


البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 147004
المشاركات: 5,481
الجنس أنثى
معدل التقييم: Jάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2060

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Jάωђάrά49 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Jάωђάrά49 المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
Shakehands

 

السلام عليكم يا بنات آسفة على التأخير والله ضروفي النتية زفت على الاخر
اقبلو اعتذاري
وآسفة لان الكتابة صغيرة لكن والله عندي النت كثير ثقيل الله يعينكم علي

طلب من زارا الحبيبة اذا كان يمكن تعدلو لي الكتابة على الرقم 5 مثلا لكي تظهر للبنات جيدا
شكرا للغالية

وهذا هو الجزء مهدى للغالية
احلامي خيال



لاحول ولا قوة الا بالله





الجزء السابع


في نفس الساعة الصباحية


في احدى القرى البعيدة عن المزرعة




في منزل يتكون من طابقين ...لا يدل غير عن حالة مادية ضعيفة من شبابيكه القديمة التي تتخذ في منظرها ثقوبا تآكلها الزمن... في


هذا الحي الفقير الطابق الاول


تسكنه أرملة مع ابنتها التي تبلغ العشر سنوات وحماتها العمياء ... فقدت زوجها منذ سنتين تكفلت هي برعاية ابنتها وحماتها بما انها في الاصل يتيمة الاب.... وعائلة امها لاتريد مد يد العون لها بما انهم اصلا يتكلفون بأمها الكبيرة في السن...و لايستطيعون إعالتها ومن معها .... وتعاني في كونها الوحيدة التي تعمل لجلب لقمة العيش لهته الاسرة الضعيفة




فوق في الدور الثاني


يسكن العربي وزوجته رقية مع ابنتهما جميلة في غرفتها الصغيرة الضيقة ....


لاتحصل في هته الحياة سوى على الذي يقدر الوالد توفيره


كانت غافية نائمة....ملامح بريئة غاية في الرقة تسمح رؤيتها من اختراق الشمس الصباحية لتلك الشقوق وتسترق لها صورة كملامح حمل وديع


علامات تغيرات في هدوء عيونها وحواجبها الرقيقة ....تدل ان هناك في احلامها من ينغص عليها ساعات راحتها


لكن ما الذي يختبئ وراء جفونها المنسدلة هل هي عيون لا تكدرها ساعات الحزن ام انها عيون تحملها احلام الغربة وسط عالم لا تدري له معنى


تنام ولا توجد غيرها في السبات العميق من يدري الجواب









في نفس الوقت





في حافلة للركاب الكل بفرط طول الطريق السيارة نائم ....لكن هل يمكن له ان ينام هو؟...لا... الكثييير من المعانات اخترقت روح روحه... وحرمته النوم لسنين لا تعد بما كانت تحمله من ألم.... وعلم القهر كيف يرمي بشباكه عليه ويصطاده اليه..... منذ سنوات عدة حرمه من عيش حياة شبابه كالباقين ....وتسبب ذلك في موت أمه التي ما كان في الدنيا احد يرضي غروره غيرها... ما كان يضهر ضعفه لاحد غيرها... ما كان يذرف الدموع امام احد غيرها....والتي في حالته هته لا تلائمه البتة...واسته ...ودعت له ودعت بصوتها الحبيب جهرا وخفوتا....وضعت رأسه في حضنها ومررت اصابعها الضعيفة عليه واشعرته رغم الوحدة والوحشة في الزمان المحتكر رغم سنه رغم كل من كان يلقبه بذا القلب المتحجر كانت هي تجعل قلبه يضخ مليارات... دفئا وحنانا


وفي الاخير.... حرم من رؤيتها ...حرمت عينه من صورتها من تلك القطرات الاخيرة في فمها... والتسامح معها في اشد لحظات الاشتياق القتال اليها.... دفنت ولم يستطع ان يحضر الدفن...دفنت ولايدري ان هي راضية كل الرضى عنه ام انها ساخطة عن امر لم يكن بيده


يريد تدمير من حوله يريد الصراخ عاليا عل أحدا يوقف هذا الألم لكنه في مكانه بجانب الزجاج المغبر يتأمل الحقول ولم يتحرك ...تعلم جيدا كيف يلجم مشاعره وان يفرغها في ناحية واحدة


اوصلته الحافلة الى وسط الطريق الخالية التي لا تغلفها سوى نسائم الهواء النقي حيث تنسل بنعومة بين سنابل الاراضي الحرة


مرتديا سترة وسروال... كلباس عسكري في الاسود والممزوج باللون البني الفاتح


حقيبته على ظهره سوداء حالكة...وقف واغمض عيونه من جهة وجهه الوسيم... ملأ رئتيه بالهواء الذي اشتاق له سنين عديدة حيث حرم منه وبالغصب...تلك السماء التي لا تفقد لمعانها ...زرقة مختلفة عن باقي البقع السمائية في كامل الارض .... وتحرك وسط الحقول يلامس سنابل الزرع ويأخد منها في يده يتلمسها يجر معه عذاب سنوات مرة في السجن


فما الذي ينوي فعله هذا الرجل؟









في مدينة بعيدة عن القرى مدينة تبعد كل البعد عن المغرب تزيد في التوقيت ساعتين




مادريد في اسبانية




يقف وكل القوى في جسده خائرة من هول المصيبة التي حلت عليهم ... يبدو ان السماء ترفض رفضا شديدا ان تسمح لتلك الغيوم السوداء بالانقشاع لتتيح لنور الشمس ان يسبح في الكون


ما هته الكآبة الا يكفيني ما اعانيه .....؟؟


كل هته الكآبة المحاطة بي لا تحفزني سوى على الانهيار ...


روحي معك وقلبي معك وانت لا تدرين انك وان انت رحلت فلن اسامح نفسي ..إن الخطأ مني انا احبك وكلنا نحبك انك كنت ولازلت حبنا الوحيد في هته الحياة


اقترب من مكان يلفه البياض ...سرير تكسر بلون اشقر قصير خفيف لا يبدو عليه سوى الضعف ....


مرر يده على شعرها


كم كان يبدو نظرا وانت ناضجة بالحياة


كم كان قويا وانت تقومين بالاعتناء به كم كان يعجبني ان امرر يدي فيه وابعثره لاغيظك واجعلك تضحكين


الى اين تذهبين وتقوديننا معك ...الكل على حافة الهاوية لو انت شمسنا الوهاجة انطفئت... فأين لنا من شمس بعدك؟


هل تدرين كم بحتث عن ابتسامتك بتت ابحث بين الصور واحدة واحدة


اردت ان اقصها وآتي بها الى هنا لأضعها على فمك الصغير البريئ


ابدا لن تكون ابتسامتك جميلة من دونك... افيقي واحييها معك وارحمي انفسنا الضائعة المغلوبة في امرها


في حياتي كلها لم أكن بمثل هذا الوهن ولم افقد القوة يوما ولا شعرت بالهزيمة تتفوق علي


كم هذا المكان مفترس كم من يدخله يتمنى لو يفر هاربا منه وكم يشعر المرئ ان ريادته نذير شؤم محتم


مليئ برائحة معصرة للصدر ...وتلك الاسلاك المعلقة والمعقدة هنا وهناك


كم اتمنى ان اسلبها من هذا المكان وان اذهاب بها بعيدا


كم اتمنى ان اعيد اليها الحياة ...تبدوهشة تعيش على انابيب لا نهاية لها عذاب يؤلم ما يملكه من عروق وكم تغريه الدموع باخراجها وابعاد هذا الالم الى بئر غائرة.....






في القصر




الاربعة عادوا الى القصر بعد ان قام سعيد بالتأكد من ان احد الرجال من الذين كلفهم سيقوم بإحضار الفحوصات قبل موعد حضور العدول الذي سيكتب كتابهم


خرجت ثريا من السيارة وتوجهت الى الداخل دون ان تنظر الى من يترجل من السيارة وراءها وقد كادت نظرته تلك تقسم ظهرها نصفين.... كل هته المدة الصباحية التي امضت جزءا منها الفتاتين في غرفة للفحص وسعيد وعثمان ايضا لم يكن الجو سوى مزيج بين التكهرب والذوبان والخجل




سعيد رغم انه من الذين هم اشد حرصا على سلامة اجسادهم من ان يفتك بها اي مرض لم يستطع ان يشعر الا ببعض التوجس في حاله ...ليس لانه خائف من المرض فسيتفهم لانه ممن كانوا منفلتين بلا حد ...لكن ما يجده غير عادل ان يحرم من زوجته من اجل افعال مضت ولم تعد في الوجود




وجد صعوبة غريبة في جذبها الى الحديث لم تعد كما كانت وديعة خفيفة الضحكة وتحيط من حولها بسعادة لروحها المرحة ...لا حظ ان التغير فيها بات جذريا ولا يعرف الان كيف يتحدث معها ولا عن اي موضوع


لاول مرة يا سعيد تجعلك امرأة تالفا عن نفسك فلا تجد لها تفسير في الحرائق التي تتولع في نفسك ما ان تنظر اليها


ولاول مرة اجدها قريبة بعيدة كنا من اقرب الناس الى بعضنا بعضا فهل تغير الامر؟ كانت ألفتنا ان تجعلنا اشد تفاهم بل اكثر اندماجا...اعرفها وتعرفني لكن في نفس الوقت اصبح الزمن الغادر يجعل منا غربين عتابي عليك يازمن ابعدتها عني الى هذا الحد عتبي عليك




اقترب من السيارة وفتح لها الباب لتخرج لم تكن في نفس طوله ولاتضاهيه رفعة وقوة ومنعها هذا من رفع عيونها اليه ولكن لم تمنع من قول بخجل وجل


- شكرا


من فوقها كانت عيونه السوداء التي الشوق العميق يملأهما يكاد يصبهما بعما اسمه عبير حيث لا يرى في الصورة غيرها وصوتها الذي زاد من عذابه يشتت انتباهه الى نفسه وينخرفيه حتى الوجع الملهم قال


- لاتشكري زوجك فانت تاج على رأسه


دفنت نظرتها الخائفة المصدومة في التراب الفارق بينها وبين الدرج الرخامي الاصيل ....من هكذا حميمية في كلامه تجعلها تشعر انها تريد ان ترتمي في حضن امها على السريع وعدم مغادرته




اقفل الباب وتنهد بعمق لن يكون الامر صعبا يا سعيد عليك فقط ببعض الخبرة تفعيل توجهها اليك هذا كل شيء


يطمئن نفسه لكنه رغم ذلك يشعر باحباط كبير من خجلها فكم يتمنى لم يلمح على الاقل ابتسامة محتشمة تدل على خجل عادي مع فرح لكن....


بدا ان الهم يريد ان يسيطر عليه لكنه نفضه وتحلى بالامل فليس هو من تغلب صورة امرأة نفسه





بعد ان دخلت ثريا الى المطبخ لتسلم على امها مليكة وزوجة خالها فاطمة المنهمكتين في تسيير النساء واعطاءهن ما يلزم من الارشادات لتكون الامور مضبوظة


- امي ها قد عدت


- اهلا بالغالية كيف كانت الفحوصات هل ارهقتما


- لا ماما ليست مرهقة لكن فقط منظر الدم يجعل مني امرأة تشحب على الفور


قالت فاطمة


- والله لو لم تكن الفحوصات تلك ضرورية لما تركت نقطة دم تخرج منكما يا الغاليات ليست لدينا سوى ابنتان حبيبتان على القلب... بالمناسبة اين هي اختك؟





في الغرفة التي صعدت لها عبير




أراحت شعرها من الحجاب وبين أناملها الرقيقة المرتجفة حاولت ان تطلق سراحه وأن تفكه من تلك المشابك الصغيرة السوداء


ارتعشت شفاهها ببرائة طفل وعيونها احمرت من الدمع... و بدأت تعصرهما بشدة كعادة لتكتمهما من الانفجاروتشهق بعدها.... بما يثقل عليها من مشاعر انهارت يداها على التسريحة وفقدت كل قدرة على الوقوف سقطت على ركبها وانتحبت بشدة وبصوت خافت لا يكاد يسمع من يراها يكاد يلمس من حزنها حزنا اكبر منه .....بشعرها النصف مفكوك والنصف الاخر لم تصل يديها اليه بقيت في مكانها لاتنوبها من الذكريات غير اليوم الذي......




كانت صغيرة ...وكانت الحلوى اكبر امانيها ...وكم كانت تشعر بالفرح عندما يحضرها لها سعيد وكم كانت تحب اخذها منه هو بالتحديد وبتلك الطريقة الفريدة من نوعها....


لن تأخذي الحلوى قبل ان تقومي بفك اللغز وتلك الالغاز لاتزال تصدح في رأسها بل وكتبت منها في كتب الذكريات وكم اشتاقت اليه عندما كان يغني لها بصوته الخشن اغاني تلائم صباها وتضحك عليه




اليوم الذي انقذ فيه حياتها من تحت العربة التي كادت تنهيها معوقة او ميتة على الارجح




كانت سريعة التضرر كانت تحب الخروج والذهاب الى كل الاماكن في القرية... انها تحبه...لكن لايمكن ان تتخيل نفسها له فالامر ثقيل


ثقيل ثقل الحجر وشعور الاشمئزاز كما لو كان أخا لها فعلا يؤثر عليها بعمق فما الذي ستفعله؟؟؟




ذخلت ثريا وأغلقت الباب تقول بتنهيدة طويلة وكأن هذا الزواج ليس له وجود:


- كدت اختنق أووووف الحمد لله أخيرا أرتح.....(انكسرت التنهيدة لتبقى في النصف واكملتها بعد ان رأت اختها في حالة مزرية تقطع القلوب


جرت اليها بسرعة مرتاعة لحالتها


- اييه عبير ...عبير ماذا بك؟ ما الامر يا الله لما البكاء ؟


كانت تمسك وجهها بين يديها فقالت عبير تمسح دموعها


- لاشيء أختي ....أ...أنا بخير لاتقلقي من شأني


- أوف الله يهديك لما لاتخبريني بما يثير كل هته الدموع المسكينة على وجهك؟


ضمتها


- يا الغالية دموعك عندي حبيبتي اغلى من أي شيء فلا تذرفيهما من اجل شيء تافه


- وما هو الشيء الت...التافه انا حتى لم... اخبرك؟


- اختي اولا هذا ليس وجه فتاة جميلة خلوقة ومحببة ستقوم بكتب كتابها اليوم ....هه وانا من كان يظن انك انت هي الاقوى وعلى من أسند حماقاتي ...تقومين بتفريغ كل هته الألوان على وجهك لا أحب هذا الوجه سوى ابيض يشع فانهضي أولا لتغسليه ومن ثم تعالي لي واخبريني ما الداعي لدموعك


عندما نهضت عبير خجلة من نفسها على هذا الحال تسند شعرها المفرود بيدها فأشارت اليها اختها التي نهضت بدورها


- هي بكل صراحة ستتحدثين ...اتفقنا؟


اومئت عبير وهي تشعر بالضيق ما كانت ابدا تريد من احد ان يعلم بما يألمها ولا حتى اختها فالذي تعاني منه الاخيرة يكفيها


عندما مشطت شعرها والذي تركته متحررا وغسلت وجهها ورغم ذلك ضلت علامات الحزن فيه ضاهرة


اقتربت من اختها التي كانت تجلس على سريرها لتجلس هي قبالتها ولا تكاد تنظر اليها


- والان عبير ...يا عمري اخبريني ما الذي دفع دموعك الى وجهك؟ رغم انني اذكر جيدا انك ناذرا ما تبكين


- ثريا لاتحمليني ونوباتي على محمل الجدية لايوجد شيء يدعوني للبكاء


- سعيد....انه هو لانقاش في الامر هل أزعجك لاسامح الله


اشارت عبير بكلتا يديها


- لا لا ماعاد الله ...لللم يفعل ما هو سيء بل ...بالعكس انه محترم


- اسألك فقط لاتأكد انت لست مثلي انت عفيفة


- وانت كذلك


- لم اعد كذلك ولن اكون في اعين الناس


- في اعين الناس ستكونين ان شاء الله عفيفة وشريفة اختي ابعدي هذا الفأل عنا ارجوك


- ابعدناه....و..افكر (وضعت اصبعها على شفتيها المزمومتين)


- فيم؟


- سمعت من احدى النساء عندما كنت في داخل العيادة انهم يقومون باحدى العادات هنا وهذا اتمنى الا يكون لدينا في عائلتنا مثله


- وما هو؟


- القابلة ...فقد لايكتفون بالشهادة للعذرية بل قد يأتون بقابلة تقوم ب....كيف اقولها شيء غريب عن ديننا


- ماذا ثريا هيا اخبريني؟


- قبل ان تزف العروس تقوم القابلة ب...بتفتيش كل فتاة على حدة ان كانت عذراء ام لا مع العروس ايضا


شهقت عبير وهي تنهض من فورها


- هها غير معقول ....لا لسنا مثلهم


- لكننا منهم لا يمكننا ان ننكر عادة سيئة كهذه اكتسبوها كتقليد


- بئس التقليد بت اشعر بالمرض من كل هته الضغوطات


لاحظت ثريا ان اختها فقدت من هدوءها المعهود البعض منه


- عبير هل انت غاضبة؟


- لاجلك خائفة انا ....تلك النسوة تبدو لي كالشريرات تخترقنا خصوصياتنا والله عيب


- الحمد لله على كل حال فلنرتح لنا قليلا وبعد ذلك نحضر انفسنا للقادم





في الاسفل بالمطبخ




كانت فاطمة منحنية مع احدى النسوة تعلمها كيفية رشم العجين في يدها علها تسرع في مساعدتها وعندما سمعت حمحمة


التفتت لتجد ابنها عبد الصمد في حلة خضراء غامقة من قميص وسروال كلاس


- فست ..امي


عقدت فاطمة حواجبها وهي الأدرى جيدا بأولادها خرجت بعد ان نشفت يديها


- الا تخجل يا فتى على وجهك ما هته الطريقة ...الأور.. الاور...شيء ما..


ضحك عبد الصمد غصبا ولم يتقصد الاسائة او السخرية


- عفوك امي تلك تسمى الطريقة الاوروبية هي اسرع واخف


- بني ....نادني امي فقط فانا اكره تلك الاشياء المصطنعة


- حسنا يا احلى ام في الدنيا وهذه قبلة على رأسك... لرد اعتبارك


- رضي الله عنك بني ولا يحرمني من جنونك


- ههه ...احم... امي كنت اود...


ارادت امه المراوغة والاستمتاع برؤيته حائرا


- تدري بني نحتاج الى البيض فليتك تحضره لنا من الزريبة الصغيرة وراء القصر


- ولكن امي انا اريد ان...


- هيا بني


- لكن الا يوجد من يحمله اليكن؟


- لا ...بو شعيب الذي كان يتكلف بالدجاج قد مرض واعطيناه مدة ليرتاح ولست انا بل هووالدك تدري ممنوع دخول الرجال دون اذنه وايضا كان بوشعيب يكتفي بالطرق وترك السلة عند الباب ....فارجوك بني احضر لنا البيض ومهما كانت الكمية كبيرة كان افضل


نظر الى امه بتردد ومن ثم قال :


- غلبتني يا اماه سأحضرها حالا




كان منظره وسط الدجاج مضحكا لم يستطع ان يتحمل :


- يا الهي كيف لرجل ان يتحمل عمل النسوة امر صعب رائحتك كريهة ....ابتعدي....لا تنظري الي هكذا كما لو كنت اسرق صغارك


حمل السلة وانصرف للقصر


لم يمر سوى ساعات على فراقه على صغيرته الشهية يريدها باعمق ما يكنه من حب ويتمنى ان تخلق له الفرصة في اقرب الآجال لاتمام زواجه وسيخرق عادة السنة كما اخوته فليس هو من المحتاجين لتلك العادة




عند ذخوله اعطى السلة لأمه


فهمت بدخول المطبخ حيث يدري انه بعد ذلك لن يستطيع الا ان يبقى منتظرا الى ان تنتهي وهذا ان هي انتهت




- امي ارجوك اريد التحدث معك جديا


نظرت اليه تخفي مكنون افكارها تدري انه لن يحب ماستقوله


- عن ماذا ؟


- امي ليس هنا فلنذهب الى صالة النساء


- هيا


وفي طرقهما الى الصالة قالت


- هانحن في الصالة يا بني ارحني ما الذي يجعلك على هته الحالة؟


نظر الى امه :


- امي هل نسيتي بهته السرعة موضوعي انا ...وهند


- ااااه ..اه اه اجل اجل ...يا بني تحدتث مع والدك ويقول فلتنتظر عودة اخوتك من السفر


تجهم وجهه وحاول ان يكتم شعور الانزعاج:


- لكن يا امي ما الضرر في الذهاب وطلب يدها


- دعني اعلم رشيدة اولا عندما ستأتي لحمام البنات غذا سأضع في علمها موضوع الزواج وسنرى لكن كتب الكتاب لن يكون الا بعد عودة سعيد وعثمان من السفر ..فقط ليكونا معك


تنهد يهمس


- لست طفلا صغيرا


-هل قلت شيء


- لاشيء امي سأذهب لغرفتي


ترك امه وراءه تنظر اليه لابد من ان تلك الفتاة سحرتك يا بني ابدا لم تكن يا عبد الصمد في مثل هذا الوضع


صعد غرفته والالاف من المطارق تدق في رأسه لما لايستطيع ان يتحلى بالصبر كباقي الناس ما الذي يدفعه الى التسرع في قرار زواجه بها هكذا ...ثرث ثائرثته ما ان يفكر بها الوجع يخنقه ويجعل منه رجلا متلهفا بشوق اليها ...نارك تلهب اوصالي تهيج في هيجانا لم اعهده في نفسي ...كيف سيكون الحال وانت زوجتي؟






في فيلا سي محمد




هند تجلس على السجادة تدعوا بحرقة ان يجعل من قلبها يريده ان تكون من نصيبه وان تجد وسيلة ما في الابتعاد عنه قدر الامكان كما وعدت ....تحسرت وانتابها شعور غريب مرير امر من ذي قبل تريد ان تشعر معه بالامان والحب ان لاينظر لغيرها ان يحبها وحدها


يا رب علته ترسخة في قلبي كالنوى فارحمني




ذخلت عليها صفية للغرفة ووضعت عليه بعض المناشف وملابس كان قد انتهت من طيها لها


واقتربت من هند لتقول


- آنستي ...


مررت هند يدها على وجهها وانهت صلاتها


- ماذا ...هل من خطب؟


- امك حرارتها مرتفعة طلبت مني الا اخبرك لكن ياسيدتي هي لن تستطيع الاعتناء بنفسها


- امي...آه يا صفية لماذا تستمعين الى كلامها اذا ما لاحظت اي شيء عليها فأرجوك أخبريني على الفور


- حسنا سيدتي


- اين هي الان ؟


قالتها وهي تغير ملابس الصلاة بقميص ازرق فاتح من احرير يصل الى الكعبين


- انها في الغرفة سيدتي لم تستطع النهوض وحمى الصيف اصعب من حمى الشتاء


- ساذهب اليها ولكن انت اهتمي بالبيت جيدا


- لا توصيني سيدتي هذا عملي




توجهت هند فاتحة الباب وخارجة منه على غرفة امها مباشرة


وجدتها مدترة ونائمة


اقتربت منها تضع يدها على كتفها


- امي حبيبتي كيف الحال


- بخير (همسة)


- لا امي سأتصل بالطبيب ليأتي لفحصك


اشارت الام لهند الواقفة امامها عند اخر السرير بيدها ووضعتها على جبهتها


- امي انت مريضة ابدا لن اتركك على هكذا حال سأتصل به ليأتي ويعطيك ابرة


- اوه يا بنيتي لا احب تلك الابر كلما اتى الى ....هنا زاد المي


- بل بالعكس بعد ذلك تقفين كالحصان


اقتربت حاملة الهاتف وجلست قرب امها تقبل شعرها وتضع السماعة على اذنها


- الوالسلام عليكم.....ههه تعرفني دائما من صوتي هذه انا لا اتغير .....بخير كلنا بخير ماعاد امي....اصيبت بالحمى وترفض العلاج ونحتاج منك الى ان تأتينا فورا......شكرا لك احذر ان تنزلق هههه


اقفلت الهاتف ووضعته على التسريحة الصغيرة بجانب السرير وضمت نفسها الى امها


- هذا الدكتور من جهة هو مجنون قليلا ...لكنه طيب


- على قولك...طيب ..عندما يغرز في الابرة يبقى اثرها واتألم


- ساقرص اذنه ولن تألمك بعد الان سوف يتقي شري على الاغلب


-امممم ...اوووف هذا المرض متعب حفظ الله المسلمين


- امي ...سانزل الى الاسفل لأحضر لك بعض المناشف لتضعيها على رأسك وسأعود


- ربي معك بنيتي




خرجت من غرفتها ولمحة خيالات تتحرك في غرفة ابن عمتها لذلك اقتربت من الباب المفتوح وطرقت عليه فوجدته اصلا يهيئ حقيبته


- ايوب ما الذي تفعله يا اخي الى اين ستذهب


نظر اليها واكمل ترتيب الملابس بنظام


- وجدو صديقا عزيزا لي مقتولا على حافة الطريق


- و...


- يشكون في ان من الشباب هناك من قتله


- لم افهم؟


- انه..مسلم...وقد سبق وحذرته بعدم التورط كثيرا مع بعض الشباب الفرنسيين لكنه لم يسمع


- هل هم استتناء؟


- ليس الكل واحدا...لكنهم شبه متنمرين في تصرفاته


- هل سمعتك تقول مقتولا


اجل


- آسفة يا ايوب على ما حصل المسكين لابد من ان اهله يموتون حزنا عليه


- لو كنت هناك لما تركته ....اشعر ببعض الذنب اشعر انني خذلته


نهضت تنظر اليه


- ايوب انت شجاع لن تبكي فانت رجل


- ماهي الرجولة في نظرك؟


- كل شيء الصبر التفائل الشجاعة القوة على من نستند


- لكننا بشر نتألم ايضا يا هند


اكمل اقفال حقيبته ولم تكلمه فقط اكتفت بالنظر اليه بحزن رغم كل هذا ستشعر بالفراغ يعم البيت من دونه




جر حقيبته وراءه وتبعته وقال:


- اريد ان اودعهم


- اوه ..سأوصل سلامك الى امي وبي ابد من انه في المكتب فلننزل اليه


كانت حالة ايوب النفسية مهتزة لم يفكر ابدا في الموت وجد ان الامر صعب تصديقه ذلك الفتى كان صديقا وفيا سلم عليه آخر مرة في المطار وهاهو الان سيتم دفنه الموت تجعل القشعريرة تحتد في جسده ان الامر شبه كابوس وكم يتمنى ان يستفيق منه لكن ...غير ممكن انه الواقع المر الذي يذوق طعمه الحقيقي الان




في الاسفل ذخل الاثنان الى المكتب وسلم ايوب بحرارة على خاله وتمنى له هذا الاخير رحلة موفقة وان يصبره على صديقه ذاك


ودعته هند بالمثل وعادت ادراجها الى المطبخ حيث حملت اناء مملوءا بالماء البارد وبعض المناشف الصغيرة البيضاء وانتهت بالصعود لتعود الى امها وتبلغها سلام ايوب





في القصر




احضر الرجل الذي كلفه سعيد باحضار الفحوصات اللازمة ولم يصبر الى ان فتح مغلفه وافرج صدره عن تنهيدة راحة كل شيء على ما يرام لا يوجد اي خلل في جسده


تحضرت الصالة التي سيجلس فيها الشهود والازواج وكذا كاتب العدل وحضرت فيها بعض الأكولات الخاصة بالمناسبة حلوى والعصائر الباردة ولم يبقى سوى حضور الكاتب




كانت كل من مليكة وفاطمة تعملان وعلى اعصابهما التوتر الذي عليه ملأ أنفس الازواج احتل الامهات بشكل رهيب


قالت فاطمة لمليكة


- لست ادري ما سبب توترنا هذا لسنا نحن من سيتزوج


- اتمنى الا يعكر صفو الزواج احد لا احب المباغتاث


- لا لا ..لا توجد مباغتات بإذن الله لا تحملي هما...لا انكر انني ينتابني الارتباك ايضا لكن نحن عائلة والامور هته تخصنا لن يتدخل احد بيننا


- لا انت محقة




في الغرفة فوق حضرت الفتاتان انفسهما ثريا تجلس على حافة السرير بفستان احمر غامق مع سترة قصيرة في نفس اللون وحجاب ساتر لشعرها اما عبير التي وقفت تعبث بالاشياء فوق المنضدة من توترها ارتدت فستانا اسود يصل الى الكعبين كأختها مشدودا ببعض الانكماشات عند الصدر باكمام طويلة منتفخة قليلا مزينا بورود وردية وحجابين يتخالفان بين الاسود والوردي وسلسلة سوداء تلمع تنزل الى وسطها




في الاسفل في قاعة الرجال


حيث اتخذ كل الرجال اماكنهم وحتى كاتب العدل الذي لتوه دخل كان الجو هادئ والابتسامات على الاوجه وان دلت تدل على ان الفرح ليس فرح الشباب فقط بل فرح كل الاهل


ارتدى عثمان سترة سوداء تحتها قميص ابيض مع سروال اسود ايضا يفكر انه فقط بعد اسبوع من زواجه سيسافر والامر ضروري سيتطلب حضوره هناك لا يمكنه ان يتركها وحدها... زوجته العنيدة تلك على ما يبدو قادرة ان تصبر على حالها فهو من الضروري له ان يربيها على تطاولها ذاك


سعيد كان سعيدا بما سيمنح له من اجمل خلق الله قمر مضيء ارسل ليضيء حياته حلالا في اعمق الليالي والتي لم يرى فيها سوى ...الذي يشعر من نفسه بالخزي لانه تصرفه بتلك الطريقة


قد اخفي عنها حقيقتي لكن كيف سأكون انا وبماذا سأشعر ؟لا لم اخنها ولن اخونها لذلك لا داعي لهذا التفكير


اللعنة ...


دخلت الفتاتان اللاتي كن منتظرات من طرفهم


عصفت بعروقه بوجع شديد شعور كهذا بات يستسيغه اكثر من اي شيء فقط ان يراها فهي تلأم جروحه كلها دفعة واحدة ...تحرك شوقا في وجدانه والهواء الاتي بها يجدد الدم في عروقه ...انها قمة في كل الاوصاف وما الذي يساويه القمر ياربي امامها لاشيء ...اصبح هذا الهوس الغريب عنه الذ ما يذوقه حتى الان في حياته مختلف عن رغبة هوجاء فقط بل رغبة موجعة لحد الانهاية ...يعمل كل جهده في اقتلاع نظرته من عليها لكن غصبا عنه والله غصبا عنه كم يتمنى ان يغلغل يده في شعرها يريدها ان تذوب بلمسة منه سيكون مالكا للحياة بأسرها ان هي بادلته الشعور....هذا الشعور كامواج غامرة....




لم تستطع ان ترفع رأسها فكلما نظرت اليه خالجتها مشاعر مختلطة ومألمة في آن واحد ولا تريد ان تنهار امامهم


همس عثمان لسعيد:


- يا اخي لا تبرح المسكينة من نظرتك تلك ستجلب الانتباه اخفض نضرك قليلا


نظر الى عثمان ثم فعل كما قال لكن فقط لان الجمع هنا ولايريد ان يلفت الانتباه فعلا فهو الاكبر وابدا لايجعل احدا من اخوته يمشي كلامه عليه الا ان رأى انها في محل النصيحة


نظر عثمان الى الطرف امامه حيث تجلس ثريا وقيمها بابتسامة جانبية وهزة من رأسه


اذا ...بدأت بالانصياع قليلا هكذا افضل ستضمنين زوجا محترما




تنظر الي وكانك الفائز في المبارات وباستهزاء ايضا لو لم يكن هؤلاء الناس معنا لكنت هشمت وجهك الارعن




نظر اليها بحدة قاسية ...يالك من وقحة ...




لا تعرف بالتحديد ما سأفعله بك سأجعلك سجين القهر




في يوم من الايام ستفيقين وتجدين عيونك الجميلة تلك بين يديك ....لم اكن عدوانيا في حياتي فتجيء هته الشابة من كوكب متسخ لتنشر الوباء هنا ...ابدا لن اتركك الا وانت انسانة متوازنة عقليا ..لايبدو عليها ابدا انها عاقلة بل هي تجسد الجنون بعينه




آه من نظرتك تلك آه متى ستتغير ...تتغير لكن لماذا سيتغير من اجل من ؟..من اجلي.. هذا غير معقول يبدو لي رجلا يتملكه الغرور الى اقسى الدرجات ولربما رشحناه لجائزة نوبل على تعاليه...لكنه يبدو شديد الوسامة وتلك النظرة كيف ياترى تبدو بدون نظارات ان كانت اصلا تفتن....


بدأت اجن لا لامحال يمسني الجنون ...كريه امقث اليوم الذي رأيتك فيه




بداأ كاتب العدل بالتحقق من بطاقاتهم الشخصية واكمال مراجعة كل الاوراق الضرورية وتأكد من ان الشاهدين من الحاج وسليمان وبدأ


- بسم الله الرحمان الرحيم سنبدأ هل انتما مستعدان وجه كلامه الى عبير وسعيد


- اجل (قال سعيد بثقة قوية لاتضهر شيء من مشاعره الان لكن في اعماقه يتمنى فقط ان ينتهي هذا النهار لتحسب على زمته)


وانت ابنتي


قالت بتنهيدة


- اجل (بالكاد نطقتها فلا هي تتمنى هذا الزواج ولا هي مستعدة للقادم اكثر)


طلب منهما الكاتب ان كانت هنالك شروط او اي اعتراض لكن لم يفرض اي احد منهما شرطا على الاخر هذا ماسهل الامور ومضى سعيد بيد تابتة عل الوثيقة غير ان عبير من ارتباكها اسقطت القلم مرة وارتعدت بعدها يدها رغما عنها على الورق




كذا فعل الكاتب مع كل من عثمان وثريا وكان كل واحد منهم كحد السيف صوت قاطع ثابت لا يهز ....لا شروط ولا اعتراضات الى اين تريد ثريا الوصول بخداعها والى اي حد سيمتد؟


قال الكاتب:


-اتمنى من الله ان يتمم عليكم هذا الزواج بالخير والمسرات استأذنكم انا علي الذهاب


قال الجد:


- لا ابدا ستبقى الى ان تشاركنا الطعام ولمن حضرنا كل هذا ان لم تشاركنا فيه


- هذا من فضلك ايها الحاج واشكرك جزيل الشكر ان شاء الله سابقى




قال الجد يلتفت الى العرسان:


- عبير انهضي لتجلسي قرب زوجك


احساس أليم وخوف وتوتر يحول دون شعورها ببعض الطمأنينة بما انها بين اهلها ودويها


_ سعيد البس زوجتك الخاتم


- حاضر جدي


كان كل من الجد وسليمان في قمة السعادة لهذا الالتآم في شمل العائلة الذي بالنسبة لهم يدل على ان العائلة لن تحد عندهم بل ستكبر وتزيد




حاول سعيد تماسك نفسه وخائف هو من ان تسمع نبضات قلبه القوية للحضور حتى ان صدره القوي لم يصبر كثيرا تحت وطئت هذا الشعور الحلو اتجاهها


كانت عبير في قمة التوتر حتى انها ما رفعت عيونها البتة منذ ان دخلت متفادية كشف مشاعرها لهم ...لحظت اقتراب اصابعه السمراء الرجولية منها ولامست اصابعها برقة


اذابته حتى الشلل عن التفكير في غيرها


ارسلت في جسدها الما حادا وتعاظم في شرايين يديها وما تعرفه انها تكره هته المشاعر التي لا تفهم منها شيء تريد ان تنهض ان تبتعد واا تخرج من فوق او تتمنى لو انها اصبحت حمامة لطارت بعيدا


همس لها


- مبروك يا عروس


مد لها الخاتم لتضعه له


وقد شعر بارتجافها وحاول ان يساعدها بالضغط قليلا على اصابعها لكنه لم يزد الامر سوى سوء فهته اللمسة تجدرت حتى باتت تنشد منه ان يلمس وجنتاها وكل ما يتمناه بينما هي لم تزد سوى من ارتباكها


اخذت العلبة وبالكاد امسكت اصبعه الثالث في يده اليسرى كانت امامه لاشيء هو قوة وطول فارع وهيبة وهي تبدو كدمية من الشيفون


همسة بصعوبة


- م..مبر..وك




ابتسم لصوتها العذب الذي يتمناه قريبا من اذنه يطربه بشتى الكلمات آه منك تجعلين ما يتولد في يكبر كل ساعة اكبر فما ستكون نهايتي معك




عثمان وضع لها الخاتم ببرود وقال مبروك عادية لا شعور يذكر لكن


ثريا امسكت يده ولم تستطع ان تمنع فضولها الانثوي من تأمل اصابعه ...انها اصابع فنان سمراء ومعتنى بها بشكل جيد


- احم هل ستظلين على هذا الحال لسنا وحنا


رفعت رأسها بحدة وقد شعرت انها اصبحت محمرة خجلا رغم انه بعيد عن تشعر به هي بالذات


همست


- متعجرف من...ما الذي تظنه


رفع حواجبه على وجهها


-هه لاشيء بل الافضل ان تدري بما يخالج نفسك انت من مشاعر




قال الجد:


- يا اولاد هيا لننتقل الى المائدة فليس لدينا النهار كله لديكم الوقت الكافي للكلام فلنأكل اولا




بعد ان انتهت الوليمة التي تشاركها جميع افراد العائلة الا طبعا مليكة وفاطمة مراعيتان لوجود كاتب العدل ....صعدت عبير بسرعة لا تضهرها بوضوح وذخلت الغرفة التي ما ان دخلتها مقفلة الباب حتى ارتمت على سريرها وغابت في عالم الافكار المشوشة التي تسيطر عليها




وثريا التي استأذنت منهم لتصعد اغضبتها جدا انها لاتحضى من عثمان ولو بنظرة وهو مستمتع بالكلام مع الحاضرين ....خسيس سأريك اليوم بالذات ستعرف من اكون


صعدت الى غرفتها وبقيت فيها تجيئ جيئة وذهابا الى ان تيقنت بانهم افرغو القاعة وعندها بعد ان تيقنت من ان اختها نائمة


جذبت من الخزانة سروال جينز وقميصا بحمالات عاري الاكتاف وربطت عليه سترة عند الخصر وارتدت احدى الاحذية الرياضية التي تملك وكتبت ورقتة لاختها لتتركها لها على الفراش وانصرفت بهدوء دون ان تزعجها وايضا وهي تنزل الدرجات حرصت كل الحرص على الا يراها احد وخرجت من القصر لتأخذ طريقا ما تدري انها بعده ستجر نفسها سوى الى المصائب الكبرى لكن كيف لها ان تدري مع من تتعامل فلاتظن نفسها سادجة بل ذكية......يتبع.............
من جوهرة لاغلى الناس

 
 

 

عرض البوم صور Jάωђάrά49  
قديم 15-10-09, 11:05 AM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب مبدع


البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 147004
المشاركات: 5,481
الجنس أنثى
معدل التقييم: Jάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2060

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Jάωђάrά49 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Jάωђάrά49 المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

الجزء الثامن



إن شاء الله




بسم الله العلي القدير




ثريا التي استأذنت منهم لتصعد اغضبتها جدا انها لاتحضى من عثمان ولو بنظرة وهو مستمتع بالكلام مع الحاضرين ....خسيس سأريك اليوم بالذات ستعرف من اكون


صعدت الى غرفتها وبقيت فيها تجيئ جيئة وذهابا الى ان تيقنت بانهم افرغو القاعة وعندها بعد ان تيقنت من ان اختها نائمة


جذبت من الخزانة سروال جينز وقميصا بحمالات عاري الاكتاف وربطت عليه سترة عند الخصر وارتدت احدى الاحذية الرياضية التي تملك وكتبت ورقتة لاختها لتتركها لها على الفراش وانصرفت بهدوء دون ان تزعجها وايضا وهي تنزل الدرجات حرصت كل الحرص على الا يراها احد وخرجت من القصر لتأخذ طريقا ما تدري انها بعده ستجر نفسها سوى الى المصائب الكبرى لكن كيف لها ان تدري مع من تتعامل فلاتظن نفسها سادجة ...بل ذكية



وهي تمشي ولم تفرقها سوى خطوات عن القصرحتى جذبتها دراع قوية لترطمها على الحائط شهقت بحدة كما لو ان روحها تكاد تخرج من جسدها



عيونها جاحظة... صدمة لم تتوقعها وآخر ما توقعته هو هذا العنف الشديد منه...


لاتدري لهذا الالم الذي اخترق ضلوعها سببا ...


النظرة التي تحدتث عنها اصبحت حرة بلا نظارات ...


قلبها غار الى عمق عميق


نظرته تلك انستها انها الان تقف معلنة الحرب عليه بما فعلته بل النظرة تلك فتنتها لابعد حد


كان وسيما لابعد حد


عطره نفاذ يسلب العقل صوابه


لثاني مرة تشهد له هذا القرب لكن بدا في قمة الاختلاف وكأن من خلقه اعطاه صورتين متناقضتين


هدوء حتى الموت


او


غضب لا نهاية له



لكن صوته واقترابه كان كمن يغرس في صدرها خنجر حاد ليطعنها وفي نفس الوقت ليفيقها من غرق ساحر...فكه يتصلب وعيونه تلمع بنار هوجاء غاضبة


تحاول ان تقرأ ما يستتر وراء وجهه الوسيم لكن دون فائدة الرعب تملكها ولكن كبريائها اشتدت لكي لا تظهر له انه قادر على اخافتها



كانت مع كل اقتراب منها انفاسه تتهدج بقوة ويظهر من انتفاخ دائرتي انفه المنحني كالنسر ان الغضب يعصف به عن غير عادة


اقترابه هذا لم يترك لها اية مساحة حيث تتحرر كان ضغط جسده الرياضي عليها قويا ...واضعا يدا على الحائط ومهيمنا بوقفته وصلابته عليها


وهو يهمس كفحيح افعى


- تتحدينني؟ ....ثريا...(قال بين اسنانه) اريد ان اعرف سبب... تحديكي.. لي ..بهته.. الطريقة؟ يشدد على الحروف بصوت قاس


- انت انسان اناني..اه.. اريد ان اعرف ....لماذا تريد فرض كل هذه السيطرة علي ...اليس من المعقول ان اقتنع بالحجاب اولا ؟


- ههه.. اضحكتني ....تريدين الاقتناع اليس كذلك ؟... حسنا... حسنا(عض على شفته السفلى من الداخل) ستأتين معي اذا


امسك يدها بقوة آلمتها ودفعها بقوة امامه



استدارت اليه لكنه امسك بعضدها يجرها الى حيث سيارته الجيب البيضاء مرصوفة


- الى ...الى اين تأخدني؟ ...عثمان كفاك وحشية انا لا اسمح لك



- انت بالذات ليس لك ان تتكلمي اصعدي والا ناديت امك لاحرجك امامها فتعيد تربيتك من جديد


فتحت الباب بارتجاف وهي تنظر اليه يصفق الباب عليها


- يا لك من وقح


صعد بالقرب منها ليشغل السيارة


- اسمع الشتائم يا ثريا ....اتقيني احسن.. فوالله لأرينك ايام سوداء ان تجرأت واهنت رجولتي بكلامك



- الى ..اين تأخدني ؟



صرخ بصوت غاضب راعد


- وانت الى اين كنت ذاهبة ؟... اجيبي ؟



عندما احتلها الخوف فعلا واضمحل الامل امامها



وتلقى منها هو فقط الصمت انطلق بالسيارة مسرعا



لاتدرك لحد الان ما عليها فعله ما كانت تخطط له ان تخرج من حدود المزرعة ان تتصل به لموافاتها وتنتهي بإخباره الحقيقة وفي ذلك الحين ان تحاول ان تقنعه بمساعدتها






في القصر



في غرفة عبير استفاقت فجأة كما لو ان روحها الطائرة سقطت من سابع سماء


نهضت تلمس رأسها تجد انها لا تزال بملابس السهرة ولم يبقى شيء على صلاة المغرب


توجهت بعيونها النعسانة للدولاب وجذبت منه بيجامة بيضاء تكسرها ورود صغيرة حمراء وكانت من الحرير الناعم


ازالت عن جسدها ملابس السهرة وارتدتها اقتربت من المنضدة ومسحت عن وجهها الماكياج الخفيف الذي كانت تضعه والتفتت لتذخل الحمام وتتوضئ


بعد خروجها ارتدت لباس الصلاة الفضفاض وجلست على سريرها تأخذ المصحف لتقرأ منه وفي تلك اللحظة لمحت فراش اختها الفارغ وفوقه توضع ورقة قبلت القرآن وتحركت لتجلس على سرير اختها وتقرأ الرسالة



((عبير


ان سألتك امي عني فقولي خرجت للتتنزه))


قالت بعدم ارتياح


- يا الهي ما الذي تخططين له ثريا اللهم استر ...







في الاسفل



كانت مليكة وفاطمة مع بعض النسوة تقمن بتحضير الحمام على اكمل وجه


من تحضير الصابون المعطر وتحضير الجلسة الخاصة بتغيير الملابس وكذا ترتيب المناشف


اما في الداخل فقد تم تحضير الكراسي وما يلزم من دهون وحناء و اعشاب معطرة


قالت مليكة التي كانت تفرغ بعض الاعشاب في اواني فخارية خاصة بها



- فاطمة هل تأكدت من ان النكافة قادمة غذا



ردت فاطمة التي كانت تشرف على النساء اللواتي يقمن بتنظيف الحمام جيدا وهي تقترب منها



- اجل وتقول غذا ستكون في طريقها الى هنا فاليوم لديها عمل مهم



- وهل اوصيتها باحضار من الملابس اثنان في اللون مع الاكسيسوارات



- كل شيء كما قلت اخبرته اياها حتى انها قالت انها ستحضر ومعها مساعداتها وأحد الشباب من الذين يعملون معها لامدادها بسرعته بما تحتاجه



- جيد هكذا ارتحت ...لانني عندما اتصلت بها اليوم الصبح لم تجب فانتابني القلق








في القرية المجاورة


بعيدا عن القصر



كانت ياسمين الارملة التي سبق وذكرت


تعمل في متجر صغير حيث تساعد صاحبه المسن في بيع الاثواب


وقد حانت ساعة الاقفال


قال الرجل المسن وهو يمسك ظهره



- الله يا الله تعبت من تلك الجلسة في الكرسي تكاد ان تقسم لي ظهري الى نصفين



قالت ياسمين المرتدية لعبائة سوداء مع حجاب في نفس اللون


وهي تدفع كل قوتها لتقفل الباب الحديدي للمتجر وتنتهي بإقفاله بالقفل



- يا سيد عمرو لو تسمع كلامي فلترتح لك قليلا ولتقم بإرسال الابن الاصغر لديك وسأقوم بمساعدته في تعلم كيفية ضبط الامور هنا



- ههه ....ذلك الفتى لم يعد صالحا لاي شيء فلا تقلقي نفسك بأمري اعرف انك انسانة تعرف ما عليها فعله لكن الافضل ان اقف على اموري رغم التعب



قالت بعفوية


- كما تشاء فالمتجر متجرك وانت حر ...حسنا تصبح على خير



- وانت من اهله بنيتي



كل اتخذ طريقه وكم كانت هذه المرأة منهكة من هذا العمل الذي يتطلب وقوفها عليه كل اليوم لكن الضروف القاسية من يدفعها لذلك


في طريقها الى المنزل شعرت ان هناك من يتتبع خطواتها وتعرف مسبقا هذا المستبد برأيه عن ظهر قلب



استدارت لتنظر اليه وفي هته الوقفة على دقائق الغروب ...ابدا لم تستطع ردعه


او حتى هو


لا يريد مرارا وتكرارا الاستماع لكلامها



- انك عنيد ...الى متى وانت على هذا الحال تتبعني ؟مللت... انا ارملة ستتسبب لي في الفضيحة



انحنى على كناش بني في يده وخط عليه شيء ليقترب منها اكثر ويعطيه لها


فقرأت


-متى سيرضى قلبك عني؟



شعرت ان قلبها ليس في وعيه ليهتز هكذا



- ابدا اتسمع لست حمل اللعب انا ..وثم الا تكتفي بمد الورقة من بعيد لما كل هذا الاقتراب...ارحمني وقل ماذا تريد ؟



خط لها جملة والكناش في يدها لاحظت قرب شعره الاسود منها


ونظرت اليها بارتباك لتقرأ



- الزواج



- انك مجنون يا يونس



انتفضت عندما امسك يدها يجدبها لمكان ما بين الاشجار ليتواريا عن الانظار


امسك الكناش يجذبه بعنف من يدها ويكتب



- هل انا السبب الذي جعلك جميلة هكذا ؟الجنون الذي ابتليت به كنت انت السبب الوحيد فيه


ومد لها الكناش في يدها ليزيد اقترابا منها ويمعن النظر في تقاسيم وجهها المشرقة دوما


- يونس....(ارتبكت) انت لن تتنازل ...على هذا الطلب ابدا في حياتك؟



حرك رأسه نفيا



- اذا ما الذي لديك لتقدمه لي هل تستطيع ان توفر لي ما ساحتاجه ..من دواء عند المرض سقف دون كراء للاحتماء من المطر...وملابس.... الاعتناء بي وبطفلتي وحماتي هل تستطيع ان تكون قويا لتحمل كل هذه المتطلبات ؟



امسك يكتب بخفة وعيونه عليها فمدها لها بابتسامة مفعمة بالتقة


قرأت


- قادر انا على اعطاءك النجوم ان انت وتقتي بي فما هو ردك؟



نظرت الى هذا الرجل الغريب بشاربه الرفيع الذي ينتهي عند اطراف دقنه القوية.... مرتديا سروالا مفضفضا مزموما عند قدميه مع صدرية وشربيل ابيض تقليدي اصيل.... الذي اجتاح حياتها دون انذار لا يتكلم ويسمع وما السر وراء تقثه؟ هي لاتدري تعلم ان كلامه المعسول يفقرها من الحكمة والتحلي بالفكر الصواب كل ذرة قالت له:



- يونس امنحني الوقت لأفكر وستلقى اجابتي بعد يومين



رفع اصبعه وهو مغضن الجبين


يوم واحد



- يونس امنحني استراحة يا اخي... لا استطيع ان اتسرع دون التأكد من نواياك اتجاهي ...اخبرني مثلا من انت بالتحديد؟ ...لما تقثك لاتهتز ابدا؟ هل انت عصي عن فقدان الامل؟



نظر اليها بطريقة تدل على انه انجرح من كلامها لكنه كتب في الورقة بتنهيدة



- لا افقد الامل مادمت املي ...اما من اكون؟....انا يونس ولدي ما سيكفيك وعائلتك.. والباقي ستعرفينه بعد الزواج



قرأت كلامه ونظرت اليه بريبة


- تملأ نفسي الشكوك حولك ....سأذهب وستلقى الاجابة بعد ...يوم ان شاء الله ...السلام عليكم



بقي في مكانه يستنشق الهواء الذي خلفته وراءها لايدري ما اتر به فيها امرأة ارملة ومثقلة الى ابعد حد بالذكريات والاوقات الصعبة


لكن وجهها ذلك الوجه المشع نقاء وحيوية وتفائلا


كم تمنى ان ينحني لها ويلثم اصابعها لكن اخلاقه منعته من ذلك



اتجهت في طريقها الى بيتها المتواضع


وهي تتسائل من اين خرج لي هذا الرجل ؟


يبدو مستحيلا لايتعب


لكن ابه قلبي ابدا في حياتي لم يدق حتى لزوجي فهل ياترى استطاع هو ان يحيه؟


عند دخولها بدل ان تقف امام بيتها صعدت الى الجيران فوقها حيث تقطن رقية وابنتها جميلة



صعدت لتنتهي بالطرق ودفع الباب مباشرة بعد سماع كلمة ادخل


مشت الى ان وصلت الى الصالة الصغيرة حيث تجلس رقية امام شاشة التلفزيون وحماتها وابنتها



-السلام عليكم


سلمت على الثلاثة وجلست متنهدت بارتياح



- الحمد لله واخيرا اجلس.. تعبت



قالت حماتها المسنة المستندة على عصاها بأيديها التي تملأها الفجوات العميقة


- يا حبيبتي والله تعبك هذا ما تمنيته في حياتي يكفينا اعتنائك بنا



قبلت يد حماتها


- امي يامنة ...ابدا لا تعيدي مثل هذا الكلام احبك والله واعزك أكثر من نفسي


اقتربت فدوى ابنة ياسمين لتجلس في حضنها


- ماما اريد ان العب مع رفيقاتي في الاسفل



قالت رقية تبرر:


- لم اتركها يا ياسمين تنزل الى صديقاتها الا لانها امانة عندي



- لاتلامين يا رقية والله جميلك علي مدى العمر ...(وجهت كلامها بابتسامة لفدوى ) لا فدوى لا يجوز اللعب بعد المغرب حبيبتي ليس جيدا لك هيا ساعدي جدتك في النزول وحضري لي معك الطعام الذي تركته في الثلاجة على المائدة لأسخنه (قبلتها بحنان) استطيع الاعتماد على حبيبتي



- حسنا ماما رغم انني صغير الا انني شاطرة ...هيا جدتي اعطني يدك



تناولت يد جدتها الضريرة لتساعدها في النزول


بعد ان خرجتا قالت رقية



- هل تريدين ان اسخن لك الرغيف والشاي



- لا لا ابدا... رقية لن اثقل عليك اكثر واعلم ان زوجك صعب المزاج لذى سأذهب لاطل على جميلة لكي ارى كيف حالها وانزل بعدها



عندما استدارت نادتها رقية بخفوت والتفت ياسمين لترى ما تريده باهتمام:



- ياسمين ارجوك يا ابنتي تحدثي اليها علها تسمع منك والله والدها يكاد ان يثقب السقف برأسه.... هي في كفة وهو في كفة ...وانا من يتحمل عنها والله تعبت منه ومن ضربه لها ولي...أكادت اموت حسرة ارجوك اقنعيها



شعرت ياسمين بالانقهار فلو استطاعت للمت الكل تحت رعايتها من ذاك الشرير الذي لا يرحم



- رقية ابدا لا توصيني فأنا تحت الامر والله ...وبالنسبة للاقناع دعيها لي







على طريق متربة



توقفت سيارة عثمان ليقوم بأخذ المفاتيح ويخرج منها


نظرت اليه ثريا وهي لاتدري لحد الان ما هي الفرصة المناسبة التي ستخبره بالكارثة التي سقطت على رأسها بينما لم يكن الامر سوى قدر في قدر



هل هو بجبروته المتعاظم سيسامحها؟


وهل سيتقبلها بعيبها ؟


لما يخنقها هذا الخوف هكذا خوف ليس منه بالتحديد بل من امكانية تشويه صورتها امامه


كيف سينظر اليها بعد ذلك لحد الان وهو لا يهتم إلا بالمظهر الذي سيحفض له ماء وجهه


شاهدته وهو يلتف على الجيب بطوله وتمكنه من نفسه والخوف تملكها من نظرته الخارقة



ومن المنزل الذي توقفا امامه


ما الذي ينوي فعله بي هته المرة ؟


سألت بتوجس



نظر اليها بعمق وهو ينزع عن جسده سترته السوداء ليبقى بقميصه الابيض....وانحنى عليها في السيارة يلف السترة على ذراعيها العاريتين


كانت لمسته الغير مقصودة لكتفيها كمن يلسعها الى باطن رأسها


ارتعشت


و شعرت ان انفاسه الدافئة بالقرب من وجهها تقطع روحها تصعر جسدها بحمى رهيبة


اما هو فبادلها النظرة فقط ليزيد من احراجها وابتعد عنها ليقف بجسده القوي بجانب باب السيارة



- اخرجي



- لماذا ؟



-ليس لك الحق في السؤال ؟ ولن اعيد ما قلته مرتين... علينا الاسراع في العودة لست اميرة هنا بل انا هنا من تنفذ اوامره



- وقح ولم ارى لوقاحتك.....



باغتتها قبضت يده على فكها ليهمس بخبث في اذنها



- لصبري حدود قد تعديتها ...ثالث مرة لك وانت تشتمين لا تتدمري من العقاب القريب


نفض وجهها الذي احمر من قبضته ومن مشاعر الحرج والكره ....



تقدمها ولاتزال نظراتها لاتبرح ظهره العريض المنكبين وقف يطرق على الباب وهو يقول :



-قفي هناك بعيدة عن مرمى العين



فعلت كما قال ولاتدري لما كل هذا الذبول في حالها ابدا لم تكن تحت امرت احد وكم يشعرها الامر بالاهانة ....لكن ما ان تنظر اليه حتى تبدأ تلك الاهانة بالابتعاد في نفق بعيد



سمعته يقول لرجل ما


- السلام عليكم اخي



-هلا بك يا عثمان حللت اهلا ووطئت سهلا



- كيف حالك؟



-بخير والحمد لله تفضل



- شكرا لك



ما الذي يفعله؟


سألت في نفسها شعرت بالخوف لوهلة لما يحضرها الى هنا ويتركها وظلمة الليل تزحف اليها لتلفها



انها تخاف من الاماكن الخالية تقريبا اتكأت على حائط المنزل واثار اهتمامها السترة التي تلف على كتفيها جذبت طرفها تستنشق ذاك العطر المغري الموجع لاوصالها الذائبة ولاتدري كيف لامر مستحيل في حياتها ان يأتي بهته السرعة



هامت في رائحة العطر الخاصة به ولمست قماشها ولاتدري حتى سببا لابتسامتها الغبية



- اختي


قفزت ثريا من مكانها لتنظر الى طيف شخص يقف امامها


كادت تصرخ فاسرعت المرأة بالقول:



-اسفة.... لم اقصد اخافتك المصباح في الباب محترق ولم يتسنى لنا الوقت لاصلاحه انا ادعى امينة تعالي معي.... فالمأذن يأذن... فلنذهب لنصلي بالداخل



قالت ثريا وهي لا تشعر بالامان



- امينة لكن... من تكونين؟



- زوجة صديق زوجك ...لا تخافي تعالي معي



تبعتها ثريا بتردد لتدخلا من الباب الثاني للمنزل



- سيخرج الرجال الى المسجد الان وسنبقى انا وانت على راحتنا ....


سأريك الحمام حيث يمكنك الوضوء


قالت ثريا :


-شكرا لك بالمناسبة انا اسمي ثريا



-تشرفة بك غاليتي



المنزل جميل وهادئ وشعرت براحة وسكون عجيب فيه


بعد ان انتهت الاتنان من الصلاة كل على سجادتها نهضت امينة وهي تقول :


- سآتي حالا


نظرت اليها ثريا مبتسمة وهي تشعر بالغربة هنا


شعرت بالخوف


لما يحضرها عثمان الى هنا ياترى ؟


هل فقط ليزور صديقا له ؟


الامور عندما تتعلق به فهي لاتفسر ابدا كما هي



تركت ثريا السجادة بعد ان طوتها لتجلس على السدادر والسترة التي تبعث لها بشعور غريب بالاطمئنان على كتفيها. .تشدها اليها رغم دفئ الجو


كم انت غامض يا عثمان ما الذي يجعل منك انسان باردا هكذا ولا تكون حارا سوى في لحظات الغضب؟امرك يثير عجبي


لكن كم هو جميل ان اشعر بالاهتمام هكذا من رجل



ثريا لا تسلكي دربا لاتدرين نهايته



بعد لحظات دخلت أمينة مبتسمة ملأ فمها وهي تقول حاملة احدى الالبسة في يدها


- آسفة ان تأخرت عليك اعلم انكما مستعجلان خذي هذا



نظرت اليها ثريا باستغراب:


- ما هذا ؟



-اخبرني زوجي ان زوجك اخبره بانك تريدين ان تتنقبي... مبروك عليك وهذا آخر ثوب صنعته بيدي فانا افصله للاخوات اتمنى ان ينال اعجابك وقد دفع زوجك ثمنه جزاه الله خيرا بالضعف



صدمة اخرى صعقتها الى اخر حد


نقاب؟؟؟؟


هل هو مجنون ويريد ان يجنني معه ؟



عثمان ايها الخبيث وانا من كنت ....لم ارى انسان خسيسا مثلك


امسكت الثوب بأدب مصطنع فلم تستطع رفضه واحراج نفسها امام المرأة ولم ترد احراج المرأة المضيافة



قالت امينة



- اتمنى ان يعجبك رغم سواده الا انه مريح صدقيني



نظرت ثريا اليها بابتسامة مهزوزة من شدة انفعالها مع هته المفاجئات التي مافتئ ان فاجئها بها زوجها العتيد



قالت امينة باهتمام:


- هل تريدين ان اساعدك في ارتدائها ؟ليس الامر صعبا



ازاحت ثريا عنها السترة ولاتدري لما شعرت ببرد مرعب يجتاحها نهضت وتركت مهمة لبس النقاب والثوب المرافق له لامينة



كم هي مستاءة جدا من تحكمه في الامور ...من صلابته المثيرة رجولته القوية


لم تشهد لرجل كما تشهد لهذا الرجل اليوم بانه طاغية تفتك بالنفس حتى آخر نفس



قالت امينة


- لم يبقى سوى النقاب على الوجه...اربطيها هكذا...و انتهينا مبروك يا ثريا والله لقد بدى جميلا عليك الحمد لله الذي هداك



- بارك الله في يديك اللاتي صنعته بعد اذنك هل ...ز..زوجي ينتظرني خارجا



- اضن ذلك سأشتاق اليك رغم هته الدقائق التي امضيناها معا الا انني اشعر بأنك فتاة جيدة واتمنى من كل قلبي ان يسعدك الله في زواجك



قالت ثريا بقلب ملفوف عليه خيوط الالم والهم



-آمين.... شكرا لك على الضيافة









في فيلا سي محمد



كانت رشيدة نائمة وهند تجلس على السجادة تقرأ من القرآن ما تيسر عندما ذخل والدها ليقترب مقبلا رأسها فانحنت وقبلت يده وانتهى بالجلوس قربها ليقول مستفسرا:



- كيف حالها



- بعد الابرة التي اعطاها الدكتور حالتها اصبحت افضل الحرارة انخفضت


والحمد لله ارتاحت ونامت بعد ان ساعدتها في اخد حمام دافئ



- امك اصبحت صحتها ضعيفة لست ادري ما الذي علي فعله من اجلها؟



قالت هند لتعرف رأي ابيها وان كان هناك في افق هذه العطلة شيء ما؟



-ابي انا لم اعد ادرس و...لما لا تسافران بعض الوقت لتغيرا الجو؟



- فكرة جيدة علي ان افكر فيها جيدا سأخطط لها في هذين اليومين وبعد زواج سعيد وعثمان سأقوم بالتنفيذ.... وانت صغيرتي لا يمكن ان تبقي هنا وحيدة



- لاتقلق علي ابي انا فتاة راشدة



-لا ولو ابنتي ...لا يمكن ان نتركك وحدك ستأتين معنا



شعرت بالالم يخترق فؤادها


لما لم يتصل؟ لما لم يأتي ؟الم يعدها لاتزال تلك الكلمات التي اضطرب لها كيانها تعبق بشرايينها وديانا من السعادة


اين انت يا عبد الصمد وما الذي تفعله يا روحي الان؟



- هند ....



- نعم ابي



- اين سافرت



ابتسمت بخجل :



ليس ابعد من هنا حبيبي ارجوك ابي ان تسهر على امي وان كنت متعبا نادني



- اذهبي لترتاحي بنيتي لا تخافي عندما سيغلبني النعاس ساقوم بايقاظك



-حسنا بابا



رفعت سجادتها ومصحفها وتوجهت رأسا الى غرفتها وضعت السجادة والمصحف في مكانهما وغيرت لتنزل الى المطبخ


وهي تنزل فكرت في ايوب وما وصلت اليها حالته وفكرت انها ستتصل به بعد ان تأكل لها شيء فلم تأكل منذ الصباح وهي ساهرة على راحة والدتها



اقتربت من المطبخ لتدلف اليه لكن الهاتف استوقفها برنين ملح


- اووف لابد من انني لن ارتاح اليوم استغفر الله...



امسكت الهاتف بيدها البيضاء واجابت



- من ؟



اجابها صوت عاتب عليها اشد العتب



- هذا هو المضمون فيك يا ابنة الخال ساعات مضت ولا فكرت في الاتصال للسؤال علي هذه هي الاصول؟



- ايوب والله كنت في هته اللحظة افكر بك وكنت اريد الاتصال لكن والله امي المسكينة مريضة كما سبق وقلت لك ...ولم افارق غرفتها اليوم كله الى هذه الساعة



- وكيف حالها هل اصبحت بخير



- اجل نحمد الله على الاقل الابرة أعتقتها من سهر ليلة اخرى تحت الحمى ...لست افهمها حقا امي في بعض الاحيان تشعرني بانها غريبة دائمة هي على حفظ اسرارها لنفسها.. وحتى في الامراض لست ادري لما لا تجعل ابي يعلم بحالتها



- الحمد لله انها على خير اتصلت فقط لاعلمكم انني وصلت وانني بخير وقد ذهبت الى أسرة صديقي ولا اخفيك انهم في قمة الحزن عليه ...جثمان صديقي لا يزال في المشرحة ....تدرين ماذا؟



- ماذا؟



- سأنضم انا ورفقائي وبعض المعارف الذين سيقومون بجلب معارفهم وقفت احتجاجية ضد العنف والعنصرية وكلي امل في استرجاع حقنا



- ايوب اتمنى لك من كل قلبي ذلك فكم مرة هضمت حقوقهم والله في بعض الاحيان اجدهم عنصريين الى ابعد حد ومايشتد كرهي لهم عندما يقومون بالوقوف مع طرفهم رغم ان طرفنا هو المصاب



- لا استطيع ان اقول اي شيء فمن الممكن ان تكون المكالمات لدينا مراقبة تركتك على خير نامي جيدا ولا تتعبي يا هند لكي لاتفسدي جمالك



- ههه غريب امرك والله بقي مكانك هنا خاليا على الاقل اشتقت لثقالة دمك



-مادمت مشتاقة هكذا ساعود اذن في اقرب وقت اليكم



- مرحبا بك في اي وقت تصبح على خير



- وانت ايضا



وضعت السماعة وتنهيدة محملة بمشاعر الاسى على ابن اعمتها


المسكين لحد قدومه الى هنا وكانت حياته عادية لاتحمل ما قد يهممه ولايحسب لمن حوله حساب لكن ما ان وصل الوباء الضار الى منهم اقرب اليه ومافتئت ان انشعلت غيرته على دينه واصدقائه



تحركت ببضع خطوات مبتعدة عن الهاتف فرن مرة اخرى


اقتربت منه وقامت بالاجابة وهي مشتعلة بالعصبية



على الخط كان عبد الصمد يجلس في غرفته يمسك هاتفه النقال وهو يكلمها


في منطقتهم الهواتف النقالة تعمل بشكل جيد


كان مرتديا لروب ابيض بعد ان خرج من الحمام اكرمكم الله


اتعبه تجرعه لهذا الشعور المكبت لكل احاسيسه ان لايراها هو امر فوق طاقته اكتسحه وازداد الشوق هواجة وتفاقما على نفسه


اتكئ على الوسادة وهو يقول بصوت مخمور من سماع صوتها حتى ولو من كلمة الو


- الو يا احلى الحلوات



هند فقدت القدرة على الوقوف و قرب الهاتف جلست وهي تشعر ان قدميها من الصدمة اصبحتا بلانفع فقدتا كل طاقتهما في الصمود



- الو ...(لازالت عالقة بين شفاهها تأبى ترك الفرصة للكلمات المدفونة ان تخرج


- مرر يده على شعره وهو يقول بابتسامة مسكرة



- هل سنبقى في كلمة الو؟ يا هند والله حرام ان تحرميني من صوتك العذب



شعرت انها تكاد تبكي من فرحتها


- لا يا الغالي ما الذي تريد سماعه



- لقد تكلمت وهذا هو المهم ....هل اشتقت الي



منعتها كرامتها بشكل ما من قول احاسيسها حتى وان كان قد اعترف فلن تقول شيء من دواخلها الا بعد ان يأتي لطلب يدها



- آسفة عبد الصمد لكنني لا اشتاق كما انت



اعتدل عبد الصمد في جلسته وقال بعصبية بعد ان شعر ان كلمتها جرحته حتى النزيف



- ماذا يا هند؟



- لقد سمعتني الم ...تقل حضرتك انك آت لخطبتي؟ ولحد الان لم ارى شيء



- هند ان كان هذا هو الذي يغضبك فاقسم انني آت ان شاء الله بعد عودة اخواي من السفر ما رأيك؟



قالت بإحباط


- حسنا


قال ببعض الامل الذي اشرق في روحه


- هل انت واتقة بنعم تلك اشعر في نبرة صوتك شيء من الحزن



- لا انا بخير لاتقلق عبد الصمد هل فعلا ستأتي ؟



-كوني واثقة يا عمري لن اتخلى عنك ليس عبد الصمد من يخلف وعدا



ابتسمت لكلامه الذي روى روحها بشلال من الامل



- تدرين يا هند انك عصفتي بي بشكل غريب لست ادري تفسيرا له لكن ما اعرفه انك يا ابنت الحلال لي ولمدى الحياة... صغيرتي نامي واحلاما سعيدة


اقفل هاتفه والشوق الذي يعتريه تزايد اضعافا قاتلة بقلبه ولم يدري انه فقط بصوتها الجميل الرقيق كموسيقى كلاسيكية من عصر مضى تثير فيه اكثر من الغرام المهووس



نهضت هند واقتربت من المطبخ لتستدير وهته المرة فعلا تمنت لو يعيد ذلك الاتصال نفسه طيلة الليل لما ملت منه


لكنه لم يفعل وذخلت الى المطبخ لكن اقتصرت بتبليل ريقها ببعض الماء والصعود الى غرفتها








في الحي الذي تسكنه ياسمين



بعد ان دخلت ياسمين الى تلك الغرفة الديقة التي تنام فيها جميلة


وجدتها في حالة لايرتى لها كانت تنام على جنبها موجهة وجهها الى الشباك تنظر الى تلك النجوم التي لا تغطيها عمارات او غيوم سوداء


وتشعر بالبئس بان المنزل هذا قبرليس الا


اقتربت منها ياسمين وجلست قربها تنظر اليها بتمعن في كل اجزاء وجهها وهي تبدو كالمصدومة في حالها



- غاليتي جميلة ...طفلتي انت ارجوك يا جميلة التفتي الي وكلمني فضفضي عن نفسك ولا تضلي هكذا اخاف عليك يا جميلة ان تنتهي على هذا الحال حتى ينتهي الذي لا يستحق اسما برميك في مستشفى للامراض النفسية


قالت جميلة بدون روح



- انا يا ياسمين بخير... فقط اتأمل



- انظري الي اذن



نظرت اليها كما طلبت



- هيا الان الى متى ستضلين على هذا الوضع انظري الي انا لو قمت بالانهيار كلما اصابتني نكبة لكنت مع الاموات رحمهم الله



- اتمنى ان يسترك الله لا تقولي ذلك...آه...انا ياجميلة متعبة مستنزفة الى آخر انفاسي الى آخر دقيقة في عمري



- لمااااذا ؟ ماذا ان انت تزوجت ما الذي سيحصل اليس خيرا لك؟



- هل خير لي ان اذهب مع رجل لاأعرف عليه شيء


وبعدها اتزوج به اذهب الى بيته بعد كل هذا الكبت لاعيش في الحرام وابقى تحت رحمته الى ان يمتصني دما ويرميني عضما انا بشر يا اختي واحب الله واحترام حدوده اعز عندي من عمري وما يحمله من مسرات قد افني حياتي على الا يمسني وسخ من اصحاب والدي



- لم تكن لي دراية بمخطط والدك ..ظننت انه يريد ان يمنحك زوجة شرعية له



- ههه... والدي يريد بيعي وان يفتك مني هل تتصوريني وانا تحت اقدام ذاك الخنزير رغم ان الخنزير احسن منه ...وابقى حياتي كلها وانا ارجوه فقط في ان يتزوجني ويعطيني حقي ابي ذاك انا اتبرى منه



وضعت ياسمين يدها على فم جميلة



- اسكتي ياويلك ان سمعك وانت تقولين هذا الكلام لقص لسانك



- اكرهه يا ياسمين اكره ابي امقث اليوم الذي ولدت فيه في هذا البيت



- استغفر الله ....انا يا جميلة لااستطيع سوى ان استنكرما يريد ان يفعله بك لكن لما لاتقومين بشيء ؟...لما لاتتحدثين معه بهدوء عله يفهمك



- العربي لا يفهم فهو ينقصه المخ والمخيخ والبصلة السلسائية



ضحكت ياسمين على كلامها وهي تقول لكي تلطف الجو تنظر من الشباك الذي يفسح النظر الى مناظر خلابة من اشجار و اراضي بعيدة


- الن تسأليني يا جميلة عن المستجدات في حياتي؟



جلست جميلة ترجع شعرها القصير الاشقر الى الوراء


- آسفة والله كل المشاكل التي ترفض ان تتركني من يمنعني بسؤالك



- لا يا حبيبتي لا عليك ..انا يا عزيزتي طلبت يدي الى الزواج بطريقة مثيرة وغريبة عن حياتنا



- هل يكون..؟



قالت بشيء من السهو



- انه ذاك المخبول والذي لايريد تركي على حالي الا اذا اذخلني معه في دوامة قد تفتك معه بما تبقى لي من رباطة جأش



- ان الرجل رومنسي



- بل قمة في الرجولة والرومنسية ....هل بالنسبة لك انت ان طلبت يدك على ورق سيبدو الامر رومنسيا



- والله سيبدو غاية في الرقة



- سأفكر لا يمكنني ان اثق به كل هته الثقة امر صعب



- فكري على مهلك لكي لا يهلكك


ضحكت جميلة من قلبها


وتجعدت حواجب ياسمين وهي تقول



- الحق معي انا التي اتيت للسؤال عليك



- بالله لا تغضبي ارجوك فمن لي بعدك لا احد... انعم علي ربي باجمل ياسمين شهدتها عيوني في الوجود انت كأخت لي لاتتخلي عني



ابتسمت لها ياسمين وهي تقول:


- وردتي انت وانا في متابة ام لك



- هل تظنين ذلك انت لست كبيرة



- 27 سنة ولست كبيرة؟ ارجوك ...انظري هنا بدأت الاحظ بعض التجعيد



حققت جميلة النظر في جانب عينها لتقول بمرح



- الافضل لو اضهرتي التجعيد غصبا ...يا سيدتي وجهك اصفى من الصفى بعينه لا تفتعلي ضوضاء من اجل فقط انك ارملة



قالت بحزن


- ارملة يا ياسمين ثقيلة ثقل الحجر على قلبي الذي ما عاد يتحمل ....كيف تريدين لي ان اتزوج و انا ارملة مذا سيقول الناس



- كملت عدتها وليس لديها كفيل فتزوجت



- سهل القول لكن الفعل وما يترتب عليه هو الصعب



- ياسمين مدبرها حكيم



قالت تضمها


- لي ولك







في مكان ليس ببعيد


على حدود احدى الاراضي



في منزل صغير مصنوع من الطين ومسقف بالمعاريض الخشبية والقصب



بيت والديه الشيء الوحيد الذي يشم فيه رائحة طفولته والايام الخوالي السعيدة التي لا تنسى بل التي تحفر نفسها بقوة مع كل ذكرى



في هذا المنزل الصغير الذي يتكون من غرفة فارغة وصالة عند الباب بعد ان فعل المستحيل ليوضبها منذ ان وصل وكما تعلم في السجن


في الاعتماد على النفس



اشعل نارا خفيفة في المدفئة امامه التي لاتبعد عنه سوى مترين


حيث استعملها في ما احتاجه



والان وهو مضطجع على زربية حافظت على نفسها مع مرور الزمن تقليدية مصنوعة بأيد حكيمة لاتأكلها البرودة ولا مرور الوقت زربية مختلطة الالوان مبطنة بتقنية فنية لاتجعل النائم عليها يشعر ببرودة الارض ولاقساوتها


عيونه سارحة في تلك النار المتأججة تأكل ما اهدي لها من حطب لتزرع الحياة بنورها الخفيف في الغرفة حياة اخرى مختلفة كل الاختلاف



هود


هذا الرجل قاسى الكثير في حياته ولم يعد الا لسبب واحد الانتقام والتكفير عن ذنبه


وهو متكئ على المخذة حيث يسند ظهره الى الحائط الطيني يفكر كيف سيبدأ الطريقة المثلى للانتقام ممن آذوه وسرقوا حقه






امام القصر



اوقف عثمان السيارة وهو في قمة الرضى عن اولى نجاحاته في كبت هته المتخلفة في التفكير عند حدها


لم يتباذلا الحديث ابدا بل اكتفت بالنظر اليه بكره


خرج من السيارة ليقوم بفتح الباب لها لتخرج... لكنه اعترض طريقها


نظراته كانت تخفي مكنونا تحاول ثريا ان تكتشفه لكن دون جدوى


كان يقابل تلك العيون الرمادية الحادة تحت النقاب ولايدري حتى الان ما الذي دهاه ليقف امامها هكذا؟


قال:



- مارأيك في لباسك الجديد اليس اقتناعا ذاتيا بالحجاب



نظرته لازالت تضعفها حتى الصميم ولاتدري حدا نهائيا لهذه المشاعر الغريبة


- ما ظننتك ذكيا الى هته الدرجة



- هذه افضل طريقة كانت في ارسال الرسالة مباشرة لتفهمي انني انسان ملتزم.... وكنت لاصبر عليك حتى تتعودي لكنك كنت عنيدة فجنيتها على نفسك


عطره ذاك اصبح مستقرا في صدرها يرفض الخروج يخدرها فلا تكاد تتجاوب مع كلامه


لاقت نظرته لتقول بصعوبة



-ابتعد عثمان دعني امر



مرر اصابعه وراء عنقه وهو يضحك بخفوت اذابها واوجعها


فاجئها بان شدها اليه اكثر وازاح عن وجهها النقاب



- الست تتسرعين في الهروب هكذا؟


همس بالكاد قرب شفتيها فاختنقت الكلمات في حلقها صدتها انفاسه التي امتزجت بلذة مع انفاسه


- هل يكون من ....الاجدر ان ابيت هنا؟


- اقصد بكلامي عقابك يا ايتها الثريا وعدتك به ولن تفلتي دونه



امسك بوجهها واحتوى شفاهها بلطف اماتها منذ البداية فلم تجد نفسها الا وهي تتعلق به تتجاوب مستلذة بهذا الذي يأخدها حيث يروق الفكر ويسر القلب


ابتعد عنها يمسح بإبهام يده اليسرى جانب فمه وينظر اليه بعيون مشتعلة غريبة


- تريدين ترك اترك علي ؟ احمر شفاه ؟


لمس شفاهها وهويعيد اليها النقاب ويقول متنحيا كما لو ان شيء لم يكن



انفاسها غصبا عنها تهدجت حتى ان صدرها اوجعها بشدة وامسكته لتهين عليه الامر لكن دون فائدة


كانت تمشي كالحالمة في زمانها فاذا بها تسمع امها تقول



- ايه انت من تكونين ؟من اذن لك بالصعود ؟الم اخبركن ان تبقين هنا ثم الم تذهب كل النسوة ما الذي ابقاك انت؟



نظرت الى امها بالكاد تفهم ما تقول تلقائيا ازالت النقاب تقول


- هذه انا امي ...عن اذنك



صدمت مليكة وهي ترى ابنتها بهذا الشكل لم تفكر ولا في اعمق اعمق افكارها ان ثريا ...تلك التي لاتمشي الا على منهجية نفسها ان تنقب


التفت وهي ترى عثمان يدخل و يريد ان يصعد الدرج بدوره



- بني عثمان هل انت من فرض النقاب على ثريا اليس من المبكر عليها ذلك؟؟


- اسف عمتي ليس قصدي ان اجرحك لكنها زوجتي وكل حكم العالم في يدي عليها ولاتخافي انه برضاها



صعد ليترك عمته حائرة في امر هذين الاتنين


حتى ان امر النقاب فتنها عن السؤال الذي هو


اين كانا معا؟





فوق في الغرفة التي تشغلها الفتاتين




دخلت ثريا تزيح عن وجهها النقاب لتستعيد انفاسها ولاتكاد ترى من امامها اقتربت من السرير وهي تشعر انها بدأت بدون شك تقع في غرامه فما الذي ستؤول اليها حياتها الان



عليها مصارحته عليها ان تخبره لكن ان كان بهته القوة لابسط الامور فكيف سيكون عليه الحال اذا اخبرته؟



كيف سيتقبله وهي لم تترك له اي انطباع بأنها انسانة محتشمة قد يظن بها الظنون وليست هي من تتحمل ان تظلم فقد يفنيها ذلك



التفتت عبير الى اختها بعد ان سلمت ودعت دعائها


قالت بتعجب



_ ثرياااا ...واو هل تنقبت ام انك كنت متنكرة



قالت ثريا بحنق


- ارجوك يا عبير لست في مزاج للمزح



- ثريا لاتصبي جام غضبك علي وانا لاأمزح سألتك فعلا



- حسنا اختي لارضي فضولك انا تنقبت بامر من عثمان ذالك الطاغية ابدا في حياتي ما رأيت احدا... مثله ...في تجبره



- مبروك والله النقاب زادك جاذبية لم اعرف انه يزيد نور الوجه هكذا


قالت ثريا بتشكك



- افعلا يزيد من ذلك



اذا هذا هو سبب تقبيله...افلتت شفاهها عن ابتسامة وهي تتذكر ظغطه اللذيذ عليهما الذي كلما تذكرته الهبت مشاعرها كان شفاهه بقيت علقة بها تذيبها دفئا



قالت عبير تلاحظ ابتسامها



- ثريا هل قلت شيء يضحك



- لاحبيبتي نامي فقط هل تعشيتم؟



- اجل مع السابعة هل انت جائعة تريدين ان احضر لك معي شيء



- لو سمحت



ارتدت عبير روبا طويلا على بيجامتها ولفت الحجاب باهمال على رأسها ونزلت لتترك اختها تلك هائمة في دوامة تطير بها الى اعلى الغيوم ثم تعيد رطمها بالواقع وهي تعيش على موجتين



نزلت لتلتقي بأمها صاعدة



- الى اين عبير ؟



- سأحضر لثريا ما تأكله فهي جائعة



- الم تقل لك اين كانت مع عثمان؟



- لا ماما وهي تعرف جيدا ما تفعله لاتنسي انه زوجها وابن خالها سأنزل انا هل تريدين ان احضر لك شيء



- لاسأذهب لأراها قليلا



-حسنا لن اتأخر عليكما



عندما نزلت دخلت الى المطبخ وهي حائرة في ما ستقوم بإحضاره لاختها


لذى بدأت بتحضير الحليب على النار ووضعت بعض شرائح الخبز في صينية مع ما تحبه اختها من مربى واشياء اخرى



وهته الفتاة العذبة الشفافة


التي هي بسداجتها التي تنم عن صفاء نية وبساطة ساحرة خفيفة على القلب كفراشة لاتشعر من حولها الا بالحلم


لاتدري انها هنا في مكانها تشدو برقة ويكاد حجابها يفضح بعض اللون من شعرها البني الداكن بلون القهوة اللامع ...


انها تسلب يوما بعد يوم لسعيد النوم من عيونه حتى باتت عادة شرب الحليب لديه كالصغار


يقف ولم يظن ابدا ولا في احلامه التي لاتنتهي انه قد يراها


كان يقف هنا بعضلاته المفتولة بسروال ابيض مريح كما يحب ولم تكن له اية نية شريرة الى ان رآها


انها امامه غريبة كل الغرابة كفتاة بجناحين


ويا لحلاوتها وشوقه اليها وكم يتمناها الى الموت يريد فقط ان يزرع اصابعه في شعره ان يغرسها بين ضلوع صدره المتوجع ان يستشف عبيرها الزهي ان يلمس شفاهها برقة وان ....


لو اكمل عن ما يريده فيخاف ياقلبي عليه يخاف ان تنفجر الغرفة من حرارة كلماته



وقفت عبير حائرة وهو يقترب من مكان وقوفها


- هل تبحثين عن شيء ؟


شهقت تضع يديها على صدرها



يتبع........



لم تذكر اليوم الشخصية التي تقطن في مدريد لكن ان شاء الله لها حضور في الجزء القادم



تقبلوا مروري بودي لكم


جوهرة

 
 

 

عرض البوم صور Jάωђάrά49  
قديم 19-10-09, 10:27 AM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب مبدع


البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 147004
المشاركات: 5,481
الجنس أنثى
معدل التقييم: Jάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2060

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Jάωђάrά49 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Jάωђάrά49 المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 


الجزء التاسع


ان شاء الله



ارتدت عبير روبا طويلا على بيجامتها ولفت الحجاب باهمال على رأسها ونزلت لتترك اختها تلك هائمة في دوامة تطير بها الى اعلى الغيوم ثم تعيد رطمها بالواقع وهي تعيش على موجتين


نزلت لتلتقي بأمها صاعدة


- الى اين عبير ؟


- سأحضر لثريا ما تأكله فهي جائعة


- الم تقل لك اين كانت مع عثمان؟


- لا ماما وهي تعرف جيدا ما تفعله لاتنسي انه زوجها وابن خالها سأنزل انا هل تريدين ان احضر لك شيء ؟


- لاسأذهب لأراها قليلا


-حسنا لن اتأخر عليكما


عندما نزلت دخلت الى المطبخ وهي حائرة في ما ستقوم بإحضاره لاختها

لذى بدأت بتحضير الحليب على النار ووضعت بعض شرائح الخبز في صينية مع ما تحبه اختها من مربى واشياء اخرى


وهته الفتاة العذبة الشفافة

التي هي بسداجتها التي تنم عن صفاء نية وبساطة ساحرة خفيفة على القلب كفراشة لاتشعر من حولها الا بالحلم

لاتدري انها هنا في مكانها تشدو برقة ويكاد حجابها يفضح بعض اللون من شعرها البني الداكن بلون القهوة اللامع ...

انها تسلب يوما بعد يوم لسعيد النوم من عيونه حتى باتت عادة شرب الحليب لديه كالصغار

يقف ولم يظن ابدا ولا في احلامه التي لاتنتهي انه قد يراها

كان يقف هنا بعضلاته المفتولة بسروال ابيض مريح كما يحب ولم تكن له اية نية شريرة الى ان رآها

انها امامه غريبة كل الغرابة كفتاة بجناحين

ويا لحلاوتها وشوقه اليها وكم يتمناها الى الموت يريد فقط ان يزرع اصابعه في شعرها ان يغرسها بين ضلوع صدره المتوجع ان يستشف عبيرها الزهي ان يلمس شفاهها برقة وان ....

لو اكمل عن ما يريده فيخاف ياقلبي عليه يخاف ان تنفجر الغرفة من حرارة كلماته


وقفت عبير حائرة وهو يقترب من مكان وقوفها

- هل تبحثين عن شيء ؟

شهقت تضع يديها على صدرها

ناظرته ملتفتتة بجزع حقيقي ومازاد الطين بلة في احساسها المرتبك

انها خجلت كل الخجل لانها ولاول مرة ترى صدرا عاريا من هذا القرب ...لا ..وبهذه القوة ايضا ...

رأت من قبل مثل هذا وتعلم انه امر عادي جدا فكم درست عن جسم الانسان بكل جوانبه

لكن

الخجل والخوف يسيطر عليها فهي تحس دائما ان من العيب ان يظهر احد امام الجميع مفاتنه

انزلق الحجاب من فوق شعرها ومن كثرة ما شعرت من الحرج سارعت في اعادته لكنه منعها من قرب قريب

وصدره ذاك ممتلأ حتى الثخمة بمشاعرتلهثه.... يشعر انها تجزءه الى جزيئات موجعة لكل حواسه

عيونها الدباحة مع كل ترميشة يشعر انها تهز كيانه الملهم وتزيد اشواقه اضعاف

يا ربي انها في قمة الرونق

سبحان من ابدعك وجعل من فتنتك تلك ذات تأتير لايقاوم

يبعث في نفسي الاعجاب والاحساس الامنتهي بالسعادة


همس بصوته المفعم بالرجولة وبصوت تغلبه الاشواق من تحشرجه

- دعيه.....عبير... انا لست غريبا عنك


تنهد بثقل وهو يصارع شدة هذه اللذة المفتكت بجسده مع قربها الخالب للب

نظرت اليه بالكاد تومئ بأجل

اقترب اكثر ومع ابتعادها عنه تصدى لها المغسل من ورائها

قال مراقبا بنشوة ملامحها البريئة المثيرة للاهتمام بشكل جميل

- عبير عن ماذا تبحثين ...حبيبتي..؟


شعرت انها في حصن حصين لا تلمح سوى صدره الناضج بالرجول والضغط على مشاعرها التي لم ترى للامر مثيلا في حياتها يزيد من ضيقها

قالت دون ان تنظر اليه

- أ...أأنا ..كنت ابحث ..عععن الشوكولا...فأختى ثريا ...تتتحبه


يا لجمال صوتك

يا الله مايفعله باذني

ومايشعرني به لايصدق

في حياتي ابدا لم ارى فتاة الهمها الله كل هذا الابداع في التفنن في تعذيبي

رفع رأسه عنها لينظر وراءها

مد يده الى العلبة البنية

وهذا زاد من ميله عليها ليستنشق رائحة التفاح في شعرها


كانت الدموع تتجمع في مآقيها غصبا عنها فهي ماكانت ابدا مستعدة لمثل هذه الجرأة ولاتخيلتها كيف ستكون بل وكانت شديدة الحرص ان تبعدها عن افكارها قدر الامكان لكي تزيد تقبلا للامر


قال يمدها لها:

- خدي

نظر اليها وتعمق في خدودها الوردية

كم كانت بهية كحقول ورد تعبق بنسائمها ولاتبخل بحسنها على الجميع

يريد

ان تلمس شفاهه خذاها فقط

ان يمررها على سخونتهما

يريدها قريبة منه اكثر من هكذا

ان يلمس باصبعه شفتها السفلى التي لم يرى لها مثيلا

ذالك الشق في وسطها كما لوخلق له وحده ليحلم به تحت سيطرته

ليجعله يرتعش

يريد ان يهمس لها بما يثقله عليه هذا البركان الذي ما يفتأ ان يفجر عروقها غليانا موجعا


تحركت قليلا من امامه تعلن بذلك انها تريد منه ان يفسح لها المرور

لكن

تحركت يده القوية الى حيث انكمشت يدها

على صدرها متصلبة


قالت في نفسها


يا الله ما الذي سيفعله ارحمني ارجوك لم اعد احتمل

كادت ان تنفجر عيونها بالدموع

تشعر انه يمزق كل شعور بالامان قد تشعره معه

او اي احساس بالطمئنينة له

يبدو لها انه ان طلب شيء فسيأخده كما لو انها غير موجودة بهذا الكون


امسك يدها برقة رغم لهفته المتزايدة

قربها من شفاهه

لكنه تجمد في نصف الطريق التي جعلت عيونه تقترب من وجهها

تغضن جبيهه بعدم فهم

ما سبب تلك الدمعة الصامتتة المتدحرجة فوق خدها

نطق باهتمام

- عبير ... عمري.. اخبريني ما سبب ...


انسلت يدها من يده وهي تبتعد ببطئ عنه

تشعر مع كل كلمة حميمة تخرج من فمه انها تمزقها ولاتدري لما كل هذه المشاعر المألمة لروحها تعذبها

لما لا استطيع تقبله اليس زوجي

لكنه سعيد

انه ....سعيد

سعيد

وليس اي احد

اريد ان نعود لعهدنا

ان اكون اخته الصغرى

افتقده

افتقده بشدة

اشتاق الى كلامه

اشتاق اليه انسان طبيعيا

لا انسان

يتجسد لي في تصرفات وحش

يريد ان يلتهمني كفريسة


قالت تغالب الدموع التي تجتاحها:

- امي تنتظرني...آآ.. آسفة علي ان....ان اصعد


قال وكل التسائلات في الدنيا تضج في راسه


- ما دخل... امك في الدموع عبير ؟...

عبير...

عدلت حجابها مقتربة من الصينية التي وضعت عليها العلبة وحملتها

لكنها مع سماع اسمها بنبرة مغايرة في آخر جملته وقفت تستمع الى ما سيقوله


- حياتي انت....ما الذي يكدرك...هل اكون السبب؟

لم تعد تستطع اصبحت تشعر انها تكاد تنهار

تختنق وتكاد تنفجر

مستنزفة من الالم وتكاد تنتهي دون رجعة


- تصبح على خير

قالتها وابتعدت مرتجفة


تركت وراءها انسان غير الذي كان قبل دقائق

انسان يشعر ان عروقه تنزع واحدة واحدة وبقوة

صدره المتوجع بحرقة تركته يهوى

مع كل خطوة خطتها تركت وراءها فجوة تعمقت وتعمقت ولم تدري انها

تركت هذا الرجل ممتلأ بالحسرة على هذا الحال لم يظن ابدا ولاكان يشك انها ستكون باردة من جهته


هكذا ياروحي

على الاقل اذهبي واتركي لي بعضا من روحي

اذهبي واتركي لي طرفا من قلبي

لأعيش


يهون عليك تركي اتخبط في عذابي

انت يا عبير التي بت استنشقها في كل مسام جلدي

تكونين بهكذا برود مؤذ لوجداني

منذ متى اصبحت استحق هذا التصرف منك

بت الان ادري تماما ان الله ارسلك لي ليعاقبني

ليذمر تجبري وشموخي الذي استغللت به قلوبا عديدة من قبل


كان اليأس يأخده الى ظلمة في الافكار

الى تبعتر في الاحاسيس

الى لاشيء غير

الندم على ما فعله في الماضي حتى البكاء في فؤاده


لكن وميض امل اشتعل رغم كل مايستعر به من شوق مألم وجرح عميق بلا قياس

انه لمن الممكن ان تكون خجلة قبل العرس فقط

قد تتقبلني فأنا رجل لاينقصني شيء

سأرضيها بحبي

لن ترى سوى ما يسر قلبها فقط على الا تعيد إيلامي

قد اسامحها

وافتح معها صفحة جديدة في حياتي



صعدت عبير بخطوات تكاد تأدي بها الى السقوط مع اقلها خطأ



ذخلت الغرفة ولاتشعر بمن حولها وضعت الصينية على المائدة الصغيرة امام الشرفة الصغيرة وعادت لسريرها


هناك فوق الكرسيين كانت تجلس ثريا مقابلة لامها

قالت ثريا ترى وجه اختها المتغير لكن طبعا دون ان تلفت انتباه امها


- عبير ؟

اجابت عبير بارتباك

- نعم اختي ...

- نامي جيدا...فالغذ سيكون لدينا ما نفعله لذى اعطي نفسك الراحة صغيرتي

قالت عبير براحة اكبر:

- حسنا.... تصبحان على خير


اضطجعت تخفي ملامحها عن امها واختها وامسكت تسبيحها

وهي تعلم ان لبذكر الله تطمئن القلوب

المحملة فوق طاقتها


قالت ثريا تضع من الشوكولا في حليبها

- هل تريدين امي؟

- لا الحمد لله....هلا اجبتني الان عن سؤالي... ثريا ما سبب خروجك مع عثمان والعودة في هذا الوقت المظلم لما لم تعلميني؟


نظرت ثريا الى امها مقطبة تتنهد

- امي لا تكوني ملحة هكذا ...اليس زوجي وابن خالي في آن واحد ما المانع اذا من ان نخرج معا


- يظهر لي في الامر شك كبير وان لم تفسري لي لن ارتاح هذه الليلة


- لأريحك اردت ان...اتعرف عليه جيدا وهو من طلب لقائي وان نخرج قليلا لكي نتعرف اكثر على بعضنا البعض ...وعندما توضحت لي طريقة تفكيره عندها بكل بساطة فضل ان ...نقوم بالذهاب عند احدى السيدات لتقوم بإعطائي ثوبا للنقاب من أجل ان اردنا السفر وجدته جاهزا واظن بعد ذلك سيقوم بشراء نقاب آخر لي ...باختصار انه زوجي امي ويعرف مصلحتي


لما تبدو لي كلماتي بعيدة عن كل الواقع لما لاامتزج مع كلمة زوجي كما يجب

اصبح الخوف في قلبي يغلب

ادافع عنه بدل ان اجعله يندم على مافعله بي

ما الدافع الذي يجعلني اتشبت بقوته الخطرة ؟

انني العب بالنار واخاف ان تقوم بحرقي

اللهم اعني على وضعي


نظرت مليكة الى ثريا بارتياب وهي فعلا تجد ان عثمان فرض سيطرة قوية ولاتدري السر في ذلك

ان كانت ابنتها انصاعت له في ضرف يومين فهذه اذن لمن المعجزات

الخارقة للعادة


- بنيتي انا لست ضد ان تتعرفا على بعضكما وما كان لأحد ان يمنعكما من الحديث لكن على الاقل في القصر ليس من الجيد ان تخرجا لتغيبا عن الانظار


ثريا ناظرت امها وهي تشعر بالاسى ...

المسكينة تخاف من ان يحصل بيني وبينه شيء قبل الزواج وانا اصلا....اووووف الى متى سيضل هذا الكرب يكتم على اخناقي


- امي لم يحصل شيء... ولن اعيدها اصلا لا يفرقنا عن العرس سوى يومان وعندها نتمنى من الله كل خير


- لأذكرك فقط ان غذا ستأتي النكافة(النكافة هي المرأة التي تهتم بلباس العروس) وسوف تختارين انت واختك الالبسة اللاتي ستظهرن بها في العرس

- هل سيكون العرس مختلطا؟....لا اظن ذلك لان عثمان لن يوافق اليس كذلك؟


قالت مليكة مبتسمة بمعنى خفي

- ارى انكما على وفاق تام تبدوان انكما انسجمتما في هذا اليوم بشكل جيد ام انا مخطئة؟


ابتسمت ثريا متناسية ما يتبعها الليلة

- محقة لا انكر انه قاس وجلف امي كطبيعة الرجال في القرى الا انه يمتلك من صفات عائلتنا اشياء رائعة ....ماما لأصارحك ... فأنا لم اقل هذا الكلام لأحد من قبل


- اللهم اسمعنا خيرا... ماذا ؟


- انا... اجد ان هذا الزواج جيد بالنسبة لي فبعد موت والدي تأترت كثيرا بغيابه وفاض بي الحال والان اشعر ان الله يعوض علي حنان الاب رحمه الله واسكنه فسيح الجنان


سرحت مليكة بعيونها تخفي المها من الذكرى


- انت محقة ابنتي... رحمه الله كان انسان جيدا جدا وأبا عظيما ولم ارى في حياتي زوجا محبا لعائلته ومناضلا مثله ...وآسفة بنيتي على هذا الاحساس الذي شعرت به فلم يكن الامر بيدنا بل بيد الله....سأذهب الى النوم الان فلقد تعبنا اليوم في توضيب الحمام اتمنى ان ينتهي هذا كله بسلام

نهضت ثريا تقبل خد امها

- نامي جيدا وان اردت ان اساعدك غذا في اي شيء فقولي لي


- لا ارتاحا لي جيدا فلا نريد منكما سوى الانكباب على ما ستحتاجانه في العرس من الزينة ...سأحمل هذه الى المطبخ


قالت ثريا بسرعة:

- لا امي دعيها عنك سأنزلها انا بنفسي


- كما تشائين ابنتي لكن نامي جيدا


- بالطبع امي...امي هل يمكنني ان اسألك؟.. في اي غرفة ينام عثمان


نظرت مليكة اليها مغضنة الجبين تضع يد على الاخرى على بطنها

- ولما تسألين؟


- لاتفهميني خطأ امي هل من الضروري ان تحرجيني


اضطربت امها وكأنما تدخلت في شيء لايعنيها لكنه يعنيها مادامت لم تتزوج بالعرس بعد

- وما الامر المحرج الست امك فلا حياء بيننا؟


ابتسمت ثريا بخجل مصطنع قليلا وهي تتقصد إخجال امها


- في الفحص في المستشفى عندما علموا اننا سنتزوج بعد يومين اعطوني ...اعني علي ان اعطيه له فقد نسيه في غرفة الفحص ونسيت بدوري اعطائه له


لاتزال امها لاتفهم ما تريد ان تقوله ثريا

- ما هو بالتحديد؟

- امي ارجوك لا تخجليني اكثر ...حسنا اعطونا الواقي ..هل من المفروض ان اقول كل شيء امي انه لاحراج حقيقي


ضحكت مليكة بخجل فعلي

- آسفة بنيتي لكن تقاليدنا والتي تربينا عليها من تفرض علينا هذا الحذر ...اذهبي لن امنعك لكن على ألا تتأخري اكثر من دقيقة مديه له واصعدي...انه في الغرفة التانية عن يسارك


- شكرا ماما تقي بي


وجدت ثريا نفسها تبتسم من نجاح فكرتها في معرفة غرفته وكذلك إيجاد عذر قوي وحتى ان فكرت امها ان تقترح ان تعطيه الشيء فسيكون لمن المحرج لها فعل ذلك لان الامر بين الزوجين فقط

الحمد لله


ما إن رأت ثريا والدتها تهم بالإنصراف

قفزت بسرعة تدخل الحمام لتستحم وتتوضئ للصلاة

كانت تفكر مليا كيف لها ان تخبره

كانت العصبية تتآكلها من الجدر فليس من السهل عليه تقبل امر الحادث بسعة قلب لكنه

ابن خالها لربما سيتقبل ان يسترني

فلست الوحيدة من تعاني من هته الامور واكون حلالا عليه ما دمت لم اقترف خطأ جسيما في حقه

لكن يا ثريا بالتحديد كيف سيكون في ردة فعله معك

هل سيغضب ام ....

مهما تسائلت وجدت ان كل توقعاتها تتقبلها ابواب مسدودة فهي لاتعرف عليه شيء سوى انه متدين فلا بد انه سيساعدها ان هي تحايلت عليه قليلا

لكن اليس رجلا جلفا قاسيا ومتجبرا بلا حد

فكيف ان تقبلني ستكون معه حياتي ؟





في اسبانيا بعيدا عن المغرب


في العاصمة مدريد

بنفس اللحظة لكن في وقت يزيد بساعتين



يجلس في غرفته مرتديا روبا رجاليا اسود فوق سروال بالمثل

يضع بعض الاوراق التي يراجعها امامه ويدخل بعضا منها كمعلومات هامة في الحاسوب الرمادي قربه بما انه مساعد محامي

كان عصام

يركز ما أمكنه على ما يشغله في العمل ويتجاهل ما أمكن الصراخ في الغرفة المجاورة

يركز في عمله لكن يرتكب الاخطاء مع كل صرخة تخرج منها متقطعة

منتحبة

قال بعصبية يرمي قلم الحبر من يده على الاوراق


- مابها هته ؟؟الا تعلم اننا في سكن مشترك أخاف ان يبلغ عنا أحد الجيران

.....هي تنهار وتريد مني ان اتحمل مرضها


رما الاوراق جانبا بعصبية وخرج متوجها الى الغرفة التي يسمع فيها كل هذا الصراخ و الذي بدأ اقل من 10 دقائق ممزوج ببكاء ونحيب

رأى ان صهره ميغيل و الذي يبلغ من العمر 26 سنة بينما هو في 30من عمره

ينظر الى الغرفة مشبكا ذراعيه على صدره

ولا تدل حركته عن اية راحة


كان الكل في العائلة لديهم يتحدث بالاسبانية اللغة المحلية

قال عصام بعصبية ظاهرة


- ما بها الان؟


- انظر بنفسك


التفت عصام الى الغرفة التي كانت اخته صاحبة الشعر القصير جدا تقف منهكت من الجهة الاخرى للفراش والممرضة الشقراء كذلك ....


يراقبان شخصا لايظهر له من حيث هو واقف لذى اقترب من المكان الذي تقفان فيه واستدار على السرير ليجد امراة بشعيرات حمراء قانية مختلطة بالوان في الاصفر والابيض تغطي شعرها المشعث

ما ان نظرت اليه بكره حتى بادلها هو نفس التعبير

قال لامه الاسبانية والتي كانت في اولى سنوات زواجها قد اعتنقت الاسلام لكنها بعد ما اصابها من مشاكل في حياتها عادت للكاتوليكية


- ماذا الان مريم اليس عيب عليك ما تفعلينه بنا لما تصرين على ان تتعبينا معك ؟


قالها وهو يشير بيده لصهره ليقترب


قالت ترتعد بصوت اوتاره الضعيفة خشنة من صراخها


- انت ...يا عصام ...كرييييه ...واتمنى لو انت من تموت الان بدل ابنتي.... ايها الشرير... الخائن


- لا تخلطي الامور امي ...نحن كلنا ابناءك فارجوك لا تحاولي التمييز


- انت بالذات منذ ان ولدت يا عصام وانا اشعر انك لن تكون....ابدا...ابدا... كما اتمنى


اقترب منها وشدها من خصرها ومتبتا يدها اليمنى جيدا اليه بقوة بينما هي تصارعه بالركل

- دعنيييي ...اتركنييييي... ايها الشرير... ايها العربي المتوحش...اتركنيييي


قال يطلب من صهره بحدة


- امسك ذراعها... بسرعة


وتوجه بالكلام للشقراء


-وانت قومي بعملك هيا لاتقفي فلن تأكلك؟


اقتربت منهم الممرضة وهي تخاف من ان تتحرك مريم على غفلة منها وهي في طور اذخال الابرة في ذراعها وعندما انتهت.....قام عصام برفع امه الى فراشها وهي لاتزال تحاول التملص منه لكن دون فائدة

قال:


- هكذا امي افضل... ليس عليك ان تفضحينا .... آسف اختي ...ان انزعجتما اذهبا لترتاحا

وجه كلامه لاخته وزوجها


قالت اخته نسرين بقلق واضح على محياها


- هل انت واتق الا تريد ان ابقى انا بجانبها؟

قال وهو يتأكد من ان زوجها قد خرج من الغرفة بصوت منخفض


- نسرين اذهبي ولا تقلقي من اجل مريم فهي لاتهد ....بل اقلقي على زوجك


طمأنها بابتسامت.. الى ان خرجت من الغرفة وهي مترددة ...ولكن ما فتئت ابتسامته تلك ان ماتت عندما اعاد النظر الى امه المنهارة


قالت بصوت مثقل بالخدر وعيون نصف مفتوحة تناظره ولكن لاتنقصهما الحدة


- ل..ما انت ...هكذا ؟؟..قاس معي ..الست ..امك.... ومن ولدتك..ووربتك


قال يبعد نظره عنها

- مادمت تريدين تحريض اختي على الحرام فاسمحي ان اقول بانني لن اعترف بامومتك


ابتعدت عنه بثثاقل

- ع...عصا..م انت ...انا لن اسامحك ...مادمت انت ...من قتلها...

قال عصام ببرود يطبطب على كتفها


- امي ..نامي وعندما ستصحين عندها يكون لنا كلام مختلف


وهمس بالقرب منها أكثر


- وسيحصل ذلك عندما لن تفرغي غضبك علينا وتعترفي بخطإك ....

ام أن والدي الذي هرب وتركك هو من يأتر فيك الى هذا الحد...خططك في الانتقام منه بعيدة عن متناول يدك فنامي افضل


سمع منها بعض الاصوات الغير المفهومة

ونهض من مكانه ... عندها رآى الممرضة الشقراء واقفة تنتظر الاوامر


- انيتا ابقي قربها ولاتتركيها تخرج من حالة النوم هته الى ان اجد لنا مخرجا من هته المصيبة

خرج من الغرفة وهو يغلق الباب عندها وجد زوج اخته ينتظره وهو فعلا في قمة التوتر مما يحصل لهته العائلة


- عصام ايمكنني ان اتحدث اليك؟

نظر اليه عصام وهو لايطيق اصلا ان يتحدث الان بل ما يفضله هو الانفراد وصب جام طاقته السلبية في شيء اجابي ألا وهو العمل

قال متوجها الى صالة صغيرة مريحة ببعض الكنبات البنية الفاتحة

ليجلس على احداها

- هل من امر مهم يدعوا الى ذلك؟


ميغيل فضل الوقوف امام اخ زوجته لينظر اليه جيدا عند الكلام

وعندما لاحظ عصام وقفته الغريبة قال:


- اجلس


- لا الافضل ان ابقى واقفا


-كما تشاء... تحدث اذن


اراد ميغيل ان يدخل في صلب الموضوع


- انظر يا عصام....انا اقدر لك المعروف الذي قدمته لي لكن الان فعلا بتت استطيع ان اعتمد على نفسي لذى افكر ان آخد نسرين وان نسافر الى احدى البلدات حيث ساقوم بأول مشروع لي في الاثريات لذى اتمنى منك ان تتنازل قليلا عنها


نظر عصام مقطبا والعضلات في فكه الصلب تتحرك


- اختي نسرين لن تخرج من مدريد ما حييت ستبقى قريبة منا لانني بصراحة انوي ان اجمع العائلة فتعلم جيدا اننا لا نعرف لنا عائلة في هته الحياة لذلك اريد ان تضل اختي وانت معها هنا ....وان تستمر في العمل في تلك الشركة ...لست ادري ما الذي سينفعك بالذهاب الى تلك البلدة لن تجد ما تريده هناك؟


- عصام اظنها حياتي وزوجتي ونحن حرين في ما نفعله


قال عصام وهو ينهض من مكانه

- اتريد مني الصراحة المطلقة ميغيل ؟...انا منذ ان تزوجت اختي وانا غير راض عن هذه الزواجة ....

في الحقيقة اريد منك ان تقتنع بفكرة الدخول للاسلام ولن تخسر شيء ستكون عندها اختي في مأمن معك وساكون قد اتممت ما علي.


حرك ميغيل راسه بشكل يدل على انه فعلا يكاد يجن من هذه السيطرة التي يفرضها عصام عليهم


- هلا ارحتني عصام وقلت لما انت هكذا ديكتاتوري؟ ولا تسمح للرأي الاخر بالمثول امامك لي قيمي ايضا ولاانوي التخلي عنها


- اذن خيرتك بديانتك او اختي ....فلا انوي ان تلد لنا اولادا مسيحين ويصبح التواصل بيننا صعبا وآسف لكن لكل واحد منا خياراته في الحياة ونحن المسلمون لنا مبادئنا واضنني عرضتها عليك مسبقا وقلت انك ستفكر فكان من الكرم مني وبسبب توسط اختي ان تركتها تتزوجك لكن ان لم تدخل الاسلام في هذا الشهر فلتطلقها افضل لها ولك


تركه عصام وكل الاعصاب في جسده متشنجة على الاخر

ليس انسان معقدا... ولاديكتاتوريا لكن يتحكم في الامور لمصلحتهم فمتى ياترى سيضهر لهم على صورة الاخ الاكبر على الاقل

فهو يحاول جاهد ان يأخد مكان والده الذي هجرهم

وان يملأه

يضنونه انسان قاسيا بينما قد ذرفت عيونه الدمع على الحادث الذي اصاب اخته والذي فعلا يثقل ضميره كثيرا حتى انه اصبح متعبا من هذه الحياة المرة في بلاد لاتعرف الرحمة

يريد ان يرى وطنه حيث قيل له انه فعلا وطنه وسيرحب به على اوسع الاحضان

يريد ان يزور صحاريه ان يرى جباله وبحاره

لا ان يقمع هكذا في بلاد لاينكر انها بلاده التي تربى فيها لكن بلده المغرب حيث ولد... تجري في عروقه مجرى الدم يريد ان يتجاوب مع عقول متمدنة ان يتحدث في تلك التقاليد وتلك الاعراف دون ان يستهزء منه البعض يريد ذلك الحضن الاصيل فالحمل على كتفه ثقيل ويتمنى ان يجد من يساعده في حمله






المغرب

على حدود الاراضي

في الكوخ المعلوم


كانت سميرة تجلس في مكانها لا تتحرك باتت تعد الساعات المرة وهي تدري انها عما قريب سينسحب كليا الغالي على قلبها الى قفص ذهبي

بالنسبة له مرصع

انه الرجل الوحيد الذي اتر فيها كثيرا والذي سلمت له قلبها وهاهو الان ينكر كل ما مر وما مضى

كأنها خرقة بالية

ذخلت هنا وردة متفتحة قسى عليها الزمن ومرت بضروف صعبة واحتواها هو ولم تجد لرقته مثيلا ولا في كلامه المثقف النبيل ما يجلب الملل

اصبح الخروج اليهم الان كمن يصب عليها زيوتا ساخنة

تحرق فؤادها

اليأس في قلبها يتوسع ويزيد تجذره وهو لم يفكر على الاقل بالمرور عليها وتوديعها بدل آخر مرة كان فيها هنا حيث تركها جريحة

كل العالم ينظر اليها كما لو كانت هبلى

لم تختر هته الحياة وتحسد صاحبة الحظ الوفير على حصولها على جوهرتها النفيسة

لم يقدرها احد كما فعل ولا شعر احد بانها انسانة كما فعل

لكنها هي تلك التي سيتزوجها من حرمتها منه


ذخلت عليها الغالية وضحكها يصل الى اذنيها

والتفتت سميرة اليها تقول :

- الا تستطيعين تحسين طريقتك في الضحك لست اتحملها؟


نظرت اليها الغالية واقتربت تلف دراعا على كتفها

- ان بقيتي على هذا الحال فلابد من اننا سنحضر لجنازة عما قريب


- لربما الموت افضل لي بعد فراقه


- نعم؟؟؟لا والله هذا ما كان ينقصنا انا امزح وانت تجعلينها حقيقة


جلست قريبة منها في احد الكراسي

- انظري حبيبتي هو من كان زبونا جيدا لنا وقد امتلكته من اول ظهور لك هنا قد انتهى وقته.... والافضل ان تبحثي لك عن غيره لسنا في محل يسمح لنا بان نترك لامور القلب بان تكون المسيطرة هنا


- متى تفهمين يا الغالية انني احبه


ضحكت الغالية وتغيرت ملامحها

- وهل حبك له من سيجعله يعود او سيربحك المال لكي تعيشي؟... عودي الى صوابك


قالت سميرة كما لو انها لم تسمع الكلام الذي صدر من الغالية

- انا انسانة مثلها اليس من حقي ان احضى بما تحضى به الان... اريد ايضا ان اعرف كيف هي حتى تسلبه مني بهته الطريقة؟


نهضت الغالية بحدة

- انظري الى وجهي يا امراة ...انا لست هنا امد المحارم للباكين على الاطلال انهضي وانفضي هذا القناع الذي يشعر المرئ بالغم واخرجي فعملك ينتظرك كالباقين



في القصر


في غرفة عثمان

وجد ان اليوم هذا يبدو له طويلا جدا

بعد ان انهى صلاته

فضل ان يلتهي الان فوق سريره في اللابتوب الخاص به حيث ينظم بعض المحاضرات الخاصة جدا

والتي هي جزء مهم في سفرته المقبلة


عندما انتهى منه اقفله واضطجع على ظهره يضع نظاراته على التسريحة الصغيرة قربه ويغمض عيونه حيث وضع عليهما كفاه لمدة دقيقتين

بعدها وضع يديه وراء رأسه سارحا بعيونه في الفراغ


افكاره ابدا لاتناوره الى تلك الثريا

يجد انها ستصبح بإذن الله امراة سوية على يده ويتمنى ان يجعله له الله في ميزان حسناته

فقد استخار مرارا وتكرارا

وهذا ما كتب الله


((لكن افعلا لاتهمني

لا انكر انني التهبت من لمستها انا الذي لم اتعود

ابدا على الضعف لأمرأة

بها شيء غريب لست ادري كيف لي ان افسره؟

كأنها نمرة... تحاول ان تتبت وجودها لكن بطريقة استفزازية

ولاانكر ان شخصيتها القوية تعجبني

وما زاد اعجابي هو تلك النظرة

سبحان الله

عيونها لم ارى لها شبيها

رمادية بشكل حقيقي مبهر

وخطوط تتعمق فيها سوادا وكم تفضح من مشاعر مع تمددها الاسود في الوسط

حقيقة انها كاملة الفتنة ولكن طبعا ليس هنالك من كامل سوى الله


استوقفت افكاره طرقة على الباب بخفوت تكاد لاتسمع

جلس يرهف السمع فاعيدت الطرقة مرة اخرى


تعجب

-عجب من قد ياتيني في هذه الساعة ؟

اتراه احد اخوتي لكن ليس بيننا طرق بل يدخلان عنوة


نهض من سريره وهومرتديا قميصا ابيض يصل الى اقدامه حيث يشعرفيه بالراحة

فتح الباب لتصدمه

عيونها وهي تذوب صفاء

اولا صدم لانها اتت في ساعة كهذه دون حياء ودونما خوف

وتاني شيء انها كانت تحمل صينية في يدها

دخلت مبتسمة ببراءة

اقفل الباب وراءه بالمفتاح ليستدير و ينظر اليها

دونما كلام


علمت جيدا ان نظراته الان كلها عليها

على الاقل تحضى الان بها لوحدها


اقتربت من التسريحة ووضعت عليها الصينية الصغيرة التي حطت فيها شيء ما ليأكله

والتفتت اليه

كانت قد تزينت قليلا بمكياج خفيف وعطرت نفسها بكثافة ارتدت بيجامة زرقاء فاتحة مع سروالها وربطت عليها روبا في نفس اللون واقتصرت على استلاف حجاب من ملابس اختها في نفس اللون ينزل بالتدرج


قال يحافض على اعصابه

- هل تستطيعين اخباري لما حضرتك هنا ؟

ازاحت الحجاب عن رأسها ليظهر تموجه الاحمر الجميل حول وجهها

- ليس هذا هو الاستقبال الذي انتظرته منك


اقترب متجاهلا نظرتها الخارقة ببرود وانحنى على الصينية

- هل هذا هو سبب حضورك الى هنا؟...على العموم شكرا لك لكن لم اذكر انني قلت اني اريد من احدهم احضار العشاء الى غرفتي


- انها مبادرة مني

قالتها وهي معجبة اشد الاعجاب بهيبته وكل ما ينم عنه من تصرف

كيف ان القميص الذي يرتديه يزيده جاذبية واكثر يضهر من تحت ثوبه اكتافه العريضة وصدره الطاغي الرجولة


لاحظ نظرتها وقال:

- الن تذهبي الان فلقد شكرتك على ما اعتقد؟

فجأة اقترب منها وكم ارتبكت لقربه ونظراته المتفحصة اليها رفع بإصبع واحد دقنها الرفيع ممعنا النظر


- اخبريني لما تخرجين بهذه المساحيق على وجهك... آخر مرة لك اسمح فيها ان تتزيني هكذا.... وانحنى يمسك يدها يلاحظ عليها طلاء خلابا في الاحمر

- وهذه لما هي على اصابعك كيف لك ان تصلي باصابع مصبوغة؟


قالت متأترة بلمسته

- اطليها عندما ...انتهي من الصلاة

- لاتكرري الامر ثانية اتسمعين


ابتعد وغضب غريب ينضج شيء فشيء في نفسه ليلتفت اليها

- لما لاتخرجين ثريا ؟

تجاهلت جملته وهي تقترب منه فلاحظت ان نظرته غصبا عنه بدأت تلين وعندها قالت بأدب

- ارجوك عثمان هل يمكنني ان ابقى قليلا ؟لا اريد سوى الكلام عن امر مهم سيهمك اكثر مني وسيهمني اكثر منك

تنهد

- استغفر الله من اين لك هذا العناد؟ لو لم ...يكن الامر مهما كما تقولين لما تركتك تبقين دقيقة

اقتربت منه اكثر ووضعت يدها ببطئ على خده القوي تتحسسه وشعرت ان اصابعها تهتز برقة من فرط ذلك الشعور الذي ولاول مرة تختبره


شعر انها تلعب به بشكل ما

فهاهي تلمس خده بكل جرءة رغم ان الحياء بينهما قد كسر هذا المساء

وتقول في نفس الوقت تريد الكلام في موضوع ما

لكن

كرغبة رجولية سرت في عروقه

تلونت عيونه من اضطراب تلك المشاعر واراد ان يمسك بيدها ليدفن شفاهه فيها

انها حلاله

لكن ابدا ما ترك لها ان تنتصر عليه او ان يضهر لها انها من الممكن ان تكون نقطة ضعف له

رفع احدى يديه ليلمس جبينها الناعم

- ما الذي يجري لك...هل الحمى تفتك بروحك ام ماذا بالظبط؟

انتفضت من كلماته التي كسرت ما كان يسري بينهما من تيار لفترة قصيرة

ازاحت يدها وهي تدري انه ليصعب عليها ان تجزم بانه قد يتقبل الخبر المفجع لرجولته وشرفه

اقتربت من حافت السرير الوسطى لتجلس وجلس هو بدوره ونصف ابتسامة من الجهة الاخرى تظهر انتصاره عليها


اما هي فقد امتحنت الان شعورا مألما جارحا شاق عليها فعلا ان تتجاهله ولاتدري لما رغبت فجأة بالبكاء

كسرها من غير إبانة واصابها اصابة معنوية موجعة

في صميم قلبها المتجزئ اصلا

منذ ان قاست الامرين في تجاهل مصيبتها لكن الامر وصل الى النقطة التي خافت منها

قال لها يجلس براحة:

- ما الامر الذي تريدينني فيه الان؟


- الست زوجتك؟


نظراليها ويرى ان نظرتها هائمة كفتاة عمياء

ولايعرف لما أثارته نظرتها المختلفة الذابلة


- انت ..زوجتي طبعا لكن لما هذا السؤال الغريب؟


نهضت مبتعدة عنه لتلتفت بالكاد تلتقي عيونها به من الاضطراب الذي يخنقها


قال مرة اخرى بصوت اكثر قوة لكن بهدوء

- الن تجيبي؟

فزعت من نبرته لذى بادرت بالقول


- منذ سنتين تقريبا تعرضت لحادث ...ارتعشت يدها وهي تضمها على دراعها الاخرى فوق صدرها ...عثمان انت انسان مؤمن اليس كذلك؟ وتعرف جيدا الله سبحانه وتعالى وهو ارحم الراحمين وايضا رؤوف بعباده ويغفر للتائبين مهما اخطئوا رغم ان....


توقفت تنظر اليه وهو يقترب منها ليهمس بغضب مكبوت

- ثريا ...ليس لدي الوقت لاستماع لك فما تقولينه... الحمد لله اعرفه ...لكن ما اريد ان اعرفه هو لماذا تماطلين؟


تكاد انفاسها تتوقف رعبا

- انا يا عثمان تعرضت لحادث كاد يودي بحياتي الى غير رجعة بسرعت الدراجة الهوائية التي ركبتها في ذلك اليوم...لم اخبر امي لكي لاتجزع لكن اقسم انه لم يكن بخطأ مني


لايزال يمعن في شفاهها وماتخرجه من كلمات باهتمام

- وبعد؟ الام ترمين؟

ترقرقت الدموع الموجعة في عيونها

- فقدت عذر....عذرٍٍٍرر..يتي لكن والله يا عثمان ما كان بيدي والله كان مقدرا وماتمنيت في ح...

ظهرت عليه الصدمة فعلا حيث ابتعد عنها ونظراته تتفرق في الزوايا

شعر انه تلقى ضربة شديدة القوة والعنف على صدره

شعر ان ما قالته اتر فيه بشدة وهز نفسيته وانفعاليته التي عهدها دائمة الهدوء

تنفس بعمق عميق وهو مغمض العينين

يصر على اسنانه والغضب يتأجج في نفسه كبركان سيثور كما لو انه يخول له قتلها كابسط الحلول لاعادة دلك الشعور بانه انقد شرفه من الضياع

سمعها تهمس مقتربة منه بخوف

- عثمان ارجوك قل شيء ..انا ساتقبل منك اي شيء فقط ...الا تعلم امي ارجوك عثمان اجبني وارحني ..ارجوك

- اجلسي

قات لاتكاد من اضطرابها تدري ماقاله

-ماذا؟

- هل سأعيدها؟قلت اجلسي

اطاعته وبقيت تحت نظرته الثاقبة الغامضة التي تكاد ان تقطعها اربا لتنتهي برميها خارجا

فقد جرحت كرامته بهذا الخبر الى ابعد حد

نخرته ونحرته كما تنحر الشاة

دمرت عنفوانه وشخصيته الهادئة جعلت منها شخصية كريهة لابعد حد ماظن نفسه قادرا على ان يصبحها يوما

ولاتزال اذناه ترفضان اختزال الكلمات لينتهي بالفهم

لكنه فهم تماما ما حصل

لقد خدع وممن ؟؟ اقرب الناس اليه؟ ابنة عمته

لايريد التصديق

لكن رزانته حكمت في تصرفه


كانت تنتظر بترقب مزعج للروح وموتر للاعصاب


قال بعد لحظة

- اخبريني امرا... هل لديك دليل على كلامك؟


صعقت من كلمته ما ظنته سيشك ويبدأ باول شيء يريحه وهو الدليل


- للللا ....كانت لدي ..اوراق العمليات والفحوصات لكن ....


ارتطم رأسها بقوة مع الفراش ولم تكن الرطمة تلك مألمة بل...هي الصفعة التي تلقتها منه

آالمتها وتركتها هكذا بدون حراك

امسكها من دراعها ليتبتها امام عينيه وقال بصوت يخرق الاضلع بحدة

وبادلته نظرته بعيونها الدامعة لكن لم تؤثر به البتة

- كم منهم من استطعت ان تخدعي بلعبتك ولم تنجحي؟ ...حركها بقوة...اخبريني؟ كيف استطعت خداعي بهته البساطة والتمكن من ضمان مستقبل ناجح بعد هذا ...او تدرين شيء هذه الصفعة كانت اول صفعة في حياتي وآخر صفعة سأعطيها لاحدهم ....اما انت يا ثريا فعقابك سأتفنن فيه مع الوقت والزمن سأجعلك تندمين على كل دقيقة أردت فيها الاستهزاء بها مني...ارخى عنها يده بصعوبة من الرغبة التي واتته في خنقها قال:

- اخرجي الان من غرفتي ولاتعودي بالظهور امامي الى ان اهدئ ....لكن لاتتأملي كثيرا ثريا فالعقاب لن يكون ضئيلا تفضلي بالخروج


كان جسدها يرتعد مما حصل للتو ولكنها لاتدري لما شعرت ببعض الراحة على الأقل لن يفضحها ولن يخبر امها ...لكن مانوع العقاب الذي يحضره وجدت ان كل شيء يهون الان بعد ان شعرت بضميرها مرتاح


يتبع................


من جوهرة لاغلى الناس

 
 

 

عرض البوم صور Jάωђάrά49  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
جوهرة, رجال في مزرعة العشق والهيام دمر شموخهم الغرام, قصص من وحي الاعضاء
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t136361.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ظƒظ… طھظپط¹ظ„ ظƒط³ط§ط±ط© ط§ظ„ط­ط¬ط± ط§ظ„ط±ظ…ط§ط¯ظٹ - ظƒط³ط§ط±ط© ظ…طھظ†ظ‚ظ„ط© This thread Refback 06-01-15 02:08 AM
ط±ط¬ط§ظ„ ظپظٹ ظ…ط²ط±ط¹ط© ط§ظ„ط¹ط´ظ‚ ظˆط§ظ„ظ‡ظٹط§ظ… ط¯ظ…ط± ط´ظ…ظˆط®ظ‡ظ… ط§ظ„ط؛ط±ط§ظ… ط§ظ„طµظپط­ط© ط§ظ„ظ‚طµطµ This thread Refback 28-08-14 03:58 PM
ط±ط¬ط§ظ„ ظپظٹ ظ…ط²ط±ط¹ط© ط§ظ„ط¹ط´ظ‚ ظˆط§ظ„ظ‡ظٹط§ظ… ط¯ظ…ط± ط´ظ…ظˆط®ظ‡ظ… ط§ظ„ط؛ط±ط§ظ… ط§ظ„طµظپط­ط© ط§ظ„ظ‚طµطµ This thread Refback 08-08-14 06:23 AM


الساعة الآن 05:38 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية