كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
ضحك الرجلان بتفهم وهما ينزلان السلم وقال الطبيب:
- السيدة ستحتاج إلى الكثير من السؤال في الأيام التالية، ولكنها إذا لم ترغب في الأكل فلا تقلق كثيراً، سأزورها بعد يومين.. ولكن اتصل بي قبل هذا إذا ظننت أن حالتها تسوء.
رفعت ليزا جسدها على مرفقها لتراقب الصغيرة وهي تحبو من حولها في الغرفة..كانت بيت قد أدخلت بيتسي إلى غرفتها بناء على طلب ليزا، التي مضى على رقادها في السرير أربعة أيام فبدأت تضجر، زارها الطبيب مرة وأكد أنها تتحسن، وهاهي بالفعل تحس بالتحسن اليوم.. وابتجهت بيتسي كثيراً لمشاهدتها من جديد، مع أنها لم تدعها تقترب منها، كي لا تصاب بالمرض.منتديات ليلاس الثقافية
وابتسمت شاكرة للمربية الشابة:
- أرجو أن لا تكون الأيام الماضية قد أتعبتك، أعلم أن بيتسي متعبة أحياناً.
وضحكت حين أدارت بيتسي عينيها الخضراوين إليها وقد سمعت اسمها:
- أجل أيتها العفريتة، أنا أتكلم عنك..كم أنت " سعدانة" صغيرة!
- لقد كانت هادئة خلال مرضك والسيد كوردوفا أمضى وقتاً طويلاً معها.
تغير وجه ليزا لذكر اسم طوني..لم تكن تشاهده كثيراً، مع أنه كان يمضي معظم وقته في المنزل..وحسب علمها كان يسأل عن حالتها يومياً، ولكنها لم تشاهده سوى مرة واحدة، عندما رافق الطبيب في زيارت الثانية.
لسبب ما، طوني يتجنب رؤيتها ..هذا إذا لم يكن مشغولاً! وأوافقت أفكارها فجأة لنظرة القلق في عيني بيت، وابتسمت للطفلة:
- طالما أنها أحسنت التصرف فهذا هو المهم.
لقد آلم ليزا واقع تقبل بيتسي لهؤلاء الغرباء في حياتها بسهولة، ومن الغرابة أن يحل مكانها شخص آخر بعد أن كانت هي مركز اهتمام الطفلة.. فقد يعيد طوني النظر في وجودها في المنزل.
ولاحظت بيت تصلب وجه ليزا، فالتقطت الطفلة وحملتها نحو الباب:
- من الأفضل أن أعيد بيتسي الآن إلى غرفتها..لقد حان وقت قيلوتها .
وضحكت ليزا:
- وقليوتي كذلك، لا تقلقي بيت لن يحصل لي انتكاسة، سأقف على قدمي في بضعة أيام، فأريحك من بعض أعباء العناية ببيتسي.
- ولكنني لست تعبة..صدقاً.
- أعلم ..ولكن للحقيقة اشتقت إلى هذه المزعجة..كثيراً.
حدقت ليزا إلى السقف بعد خروج بيت..لن تبقي هكذا بعيدة عن الأنظار..سوف تنهض.. وترتدي ثيابها وتنزل لتناول العشاء، وتفاجئ طوني! لابد أنه يتصور بأنه عاد عازباً ثانية.
ووضعت قدميها بثبات فوق الأرض، ودفعت بنفسها لتمشي.. ياإلهي! ساقاها ضعيفتان جداً! وباب الحمام..كم هو بعيد.. وتمسكت بمقبض الباب وكأنه حبل النجأة، ربما هذه فكرة غير ملائمة.. ولكن طريق العودة إلى السرير أبعد بكثير! وترنحت فوق قدميها، وسبح رأسها في الهواء.. لافائدة يجب أن تعود إلى السرير.
تقدمت المسافة الصغيرة التي تفصلها عن كرسي طاولة الزينة.. ولكن الخزانة ، بدت لها بعيدة، ومضت دقائق أن تجمع قوتها للخطوة التالية..حسناً..الخطوة الآن أو لن تستطيع أبداً ، ولن تبقى واقفة هنا طوال اليوم، وبالتأكيد لن تستدعي طوني للمساعدة، فستشعر بالذل أمامه.
**************************
يتبـــــــــع...
|