كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
3- لا تعتـــذري
أخذت بيتسي تحبو حول مقعد ليزا الطويل في الحديقة، فيما ليزا تناغيها وتلاعبها..هكذا كانتا تقضيان فترات بعد الظهر، وماهي إلا بضعة أسابيع حتى ستعادتا النضرة و الصحة.
لقد مر ثلاثة أسابيع على زواج ليزا من انطونيو كوردوفا، أو طوني كما بدأت الآن تناديه، ومع أنهما لم يكونا متصادقين ، إلا أنها لم تستطع أن تناديه زوجها بالسيد كوردوفا و السيدة هوايت، مدبرة المنزل التي تعاقد معها انطونيو، قد تجد هذا غريباً، الأكثر غرابة هو نومهما منفصلين، فمع أن غرفتي نومهما كانتا متصلتين إلا أن الباب بينهما كان موصداً بإحكام، كانت واثقة من امتلاك طوني للمفتاح إلا أنها لم تره أبداً.
http://www.liilas.com
وهكذا سار كل شيء بنعومة و فعالية.. وكان يمكن أن تحصل ليزا على سعادة كاملة لولا الزوج غير المرغوب فيه، ومع أنه لم يكن يقول لها أي شيء، إلا أنها كانت دائماً تحس برفضه الصامت لها، وأنه إنما تحمل وجودها لأنها أثبتت بجدارة أنها أم مثالية، ولا يمكن له إنكار تعلق و حب الطفلة لها.
حركة خفيفة عند مدخل المنزل استرعت انتباهها، ووجدت نفسها تحدق إلى زوجها الذي أخذ يقطع المسافة بينهما بخطوات عريضة سريعة، ولكن عينا ليزا كانتا مسمرتين على الشقراء الطويلة التي كانت تتعلق بذراعه وهي تضحك بإغواء في وجهه.
وضحكت الطفلة لـ" دادي" المحبوب وهو يرفعها عن الأرض يستدير بها في الهواء ليثير الفرحة في وجهها الصغير المشابه لشكل القلب.
راقبتهما ليزا مذهولة، فمع بيتسي كان طوني رجل مختلف تماماً، وتقدم نحوها و بيتسي لا زالت بين ذراعيه و الفتاة الشقراء إلى جانبه، وكبتت ليزا شهقة وقد تعرفت إلى وجه الشقراء الجميلة ميرا تريستال التي اتسعت عيناها بالدهشة وهي تتعرف إلى ليزا:
- ليزا..حبيبتي! ماذا تفعلين هنا.؟ بالطبع لست مربية حبيبة طوني الصغيرة؟
واحمر وجه ليزا بقوة..هي وميرا تريستال لم تكونا يوماً صديقتين..فهي فتاة متقلبة لاذعة، ماعدا في صحبة رجل وسيم، هذه هي طبيعة تريستال، وردت عليها ببرود وهي تنظر بحدة إلى زوجها:
- لا ياميرا..أنا لست المربية عند طوني.
توقف طوني عن دغدغة الطفلة لينظر إليهما ويقول:
- ليزا زوجتي ياميرا.. ظننت أنك عرفت هذا.
ضاقت عينا ميرا:
- زوجك؟ ليزا زوجتك؟ قلت إنك متزوج ياحبيبي، ولكنني لم أعرف أنك متزوج من ليزا، ولكن يبدو من الطفلة التي بين يديك أنكما تعرفان بعضكما منذ زمن..إذن لهذا السبب اختفيت فجأة يا ليزا!
حدق بهما طوني مستغرباً:
- وكيف تعرفان بعضكما؟
فضحكت ميرا:
- كلانا عارضة أزياء ياحبيبي.. على الأقل كنا هكذا، ألم تدر أنك سرقت إحدى أكثر العارضات شهرة و طلباً في العالم؟ مع أنني لا أمانع ، فلقد خفت المنافسة من أمامي.
*****************************
يتبـــــــــع...
|