كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
أدارها بحركة مفاجئة لتواجهه وقال :
- أنا أحبك يا ناتالى كورتلاند ... واعتبرى أن ذلك أمر واقع لا حيلة لأى منا فيه .
ظلت ناتالى مذهولة لقد قاومت بكل قواها لئلا تواجه هذه اللحظة . وها هى على وشك الانهيار والاستسلام . إن عليها أن تصارع هذا الغازى بكل قواها وتروى يحاول أن يهدم دفاعاتها واحداً بعد الآخر . قال لها :
- عندما اقترب منك أخشى أن أصحو من الحلم .
نظرت إليه ناتالى نظرة مذهولة . قال لها :
- إذا لم يذب الجليد بسرعة فأنا غير مسئول عن أفعالى بعد ذلك.
قالت ببطء وهى تخرج البطاطس من الفرن :
- اعتقد أن الوقت حان للجلوس أمام المائدة .
تناولا عشاءهما فى صمت ولكن ناتالى لم ترفع عينيها عن تروى . عندما انتهى من احتساء قهوته سارعت بصب قدح آخر ثم اقترحت عليه أن يذهب ليأخذ دشاً بينما تعيد ترتيب المطبخ وقد بدا هذا الاقتراح له فكرة سيئة .
عندما عاد من الحمام كانت قد اعدت سريرهما المؤقت أمام نيران المدفأة مكان المائدة . قال ببساطة :
- يجب أن أزيد من قوة النيران .
استغلت ناتالى الفرصة للقيام ببعض الزينة وهى تظن أنه من غير المجدى أن تأخذ هى الآخرى حماماً ما دام تروى قد استخدم كل المياه الساخنة .
ارتدت روب النوم وارتدت فوقه روب تروى المنزلى حتى تحظى بالدفء .
شعرت بالسرور عندما عادت إلى الصالون ووجدت تروى قد استغرق فى النوم . فاندست بجواره فى سعادة : لأن الأزمة مرت بسلام .
لم تكف الضوضاء أبداً بل بالعكس ازدادت حدة . نهضت الشابة دون أن توقظ رفيقها وعبرت الصالون على أطراف أصابع قدميها ونظرت خلال النافذة إلى الخارج .إنها كاسحة جليد ! بل هناك كاسحتان .
عادت ناتالى جرياً إلى سريرها وصاحت :
- إنهم هنا .
صاح تروى وهو ينهض فجأة وعلى إستعداد للاشتباك فى المعركة :
- ماذا ؟ الفيتناميون الشماليون ؟ من هناك ؟
شرحت له وهى منفعلة بصورة أكثر من اللازم :
- كاسحات الجليد ! لقد عثروا أخيراً على مخبئك.
سألها وهو يعود ليدس رأسه تحت الوسائد :
- ألهذا السبب أيقظتنى ؟
لم تضيع ناتالى دقيقة واحدة أعدت القهوة وأخذت تتصفح دليل التليفون بحثاً عن شركة إصلاح السيارات .
وعندما اتصلت بالشركة رد عليها الموظف بأن عليها أن تنتظر دورها بعد إصلاح ست سيارات قبلها قام أصحابها بالاتصال بالشركة قبلها . تركت له رقم تليفون تروى حتى يخبره بالموعد .
فى اللحظة التى وضعت فيها السماعة دهشت ناتالى وهى تسمع طرقاً على الباب .
ذهبت لتفتحه لتقع عيناها على سمراء فاتنة ترتدى بنطلوناً من الجينز وسويتر تزحلق على الجليد وعيبها الوحيد أنها وضعت كمية كبيرة من مساحيق التجميل .
أعلنت الزائرة وقد بدت عليها الدهشة الواضحة لوجود ناتالى :
- أحب أن أقابل تروى .
- أعتقد أنه نائم .
ردت الشابة :
- إذن إذهبى وأيقظيه .. إننى لم أقطع كل هذا الطريق من أجل لا شئ.
- هل يمكن أن تخبرينى باسمك؟
- لماذا ... هل أنت موظفة فى إدارة الاحصاءات والتعداد ؟
ابتسمت الشابة السمراء وهى تتوغل فى المنزل دون انتظار لدعوتها وقالت :
- أنا اسمى إيرما وتروى يعرف من أنا .
******************************
يتبــــــــع...
|