كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
استأنفا سيرهما وقال تروى :
- إن الجو يبدو جيداً هذا الصباح ومن المتوقع حسب الأرصاد الجوية أن ترتفع حرارة الجو .
قالت ناتالى وقد أشرق وجهها :
- هل هذا صحيح حقاً ؟
لقد أخر لحظة إخبارها بهذه الأنباء السارة ! إنه يعرف أن أهم شئ عندها هو الإسراع بالعودة إلى حياتها الميسورة فى أتلانتا وهذا كان يضايقه . قال محدداً :
- ليس بالدرجة الكبيرة المرجوة . ولا تسرعى بإعداد حقائب السفر . إن الطرق لاتزال غير صالحة .
- ولكن أليست هذه علامات مبشرة ؟ هذا ربما يوضح أن الحرارة ارتفعت بدرجة كافية لإذابة الثلج من فوق الطرق .
- ليس فى هذه الحال . لا اعتقد أنك تستطيعين الخروج من هنا قبل وصول
كاسحات الجليد إلى هنا . إنهم لم يخلوا حتى الآن سوى الطريق القومى .
عندما رأى تروى رفيقته ترتجف قرر أن الوقت حان للعودة للمنزل ولكنها بعد بضع ساعات بدأت تحس بالملل . قالت له :
- هل هناك ما أستطيع أن أقوم به ؟ ألمع الباركيه أو أنظف الدرابزينات .
أطلق تروى زفرة ضيق . لم يسبق له أن أحس بمثل هذه الدرجة من الإحباط من قبل .
رد عليها متهكماً :
- لا يا سندريلا . كما تلاحظين فإنه ليست لدى النية فى أن يكون منزلى براقاً . ولكن استرخى فخلال بضعة أيام ستكونين جالسة خلف مكتبك وتندمين , لأنك لم تحظى بمزيد من الوقت الخالى من العمل , لدى لعبتان للتسلية والقضاء على الوقت السئ , هل تحبين التجربة ؟
- هل لديك لعبة المونوبولى ؟
كانت لهجتها يشوبها الشك . رد عليها :
- لماذا ؟ هل أنت بارعة فيها ؟
- إننى أنجح فيها بدرجة لا بأس بها .
نهض تروى من فوق الأريكة بصعوبة ثم ذهب ليحضر لعبة المونوبولى والتى قام بنفض الغبار عنها بكوعه . كان من الواضح أنها لم تستخدم منذ وقت طويل وربما منذ وفاة والديه . وعند عودته وجد ناتالى فى المطبخ والتى قالت له :
- اسمع . سأعد قدحين من الشوكولاتة الساخنة بينما ترص اللعبة .
هز تروى رأسه موافقاً ووضع كل شئ على الأرض أمام نار المدفأة مكان سريرهما المؤقت . إن ذلك المكان أمام المدفأة له تأثير حميم جعلها تشعر بالخوف وهو نفسه كان يشعر بذلك الخوف . لأن تلك المرأة بعبيرها الأنثوى الدافئ نشرت الخصوصية فى بيته . إنه لا يريد التعود على هذا الشعور وأن يضطر إلى التخلص منه فيما بعد .
سألها :
- أى بيدق تختارين . الكلب أم السيارة أم المكواة أم الراقصة الشرقية .
- الكلب .
أدار تروى رأسه بطريقة لا إرادية نحو الكلبة ديزى النائمة مع جرائها . لقد سبق أن خرج بها مرتين من قبل مما أتاح لناتالى الفرصة لتداعب جراءها واحداً بعد الأخر لتعلن بعد ذلك أنها ستأخذها كلها معها ولكنه شك أن تسمح لها الكلبة بالابتعاد بها أبعد من عتبة الباب .
********************
يتبــــع...
|