كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
كان رجلاً غريباً .وظلت ناتالى واثقة بأن بعض الأشباح تسكن وجوده ! وبناء عليه أحست ناتالى نحوه ببعض التعاطف . إنها لا تريد أن تتورط فى حكاياته . خلال يومين سترحل وتروى جوردان يترك حياتها للأبد.
عنيت جيداً بالأ توسخ ناتالى بنطلولها الجبردين وبلوزتها الحررية،و هى تنهى أعمال المنزل . كانت تفكر فيما تعده بالنسبة للعشاء .
عندما ظهر تروى مرة ثانية كان يزيل الثلج من فوق حذائه البوت وشعره وملأ وجوده فجأة البيت بأكمله . سألته :
- هل تريد سندويشاً .
-سألها وقد لاحظ المريله الخاصة بأمه على صدر الشابة :
- ماذا تفعلين ؟
- إننى أقوم بالتنظيف .لقد شعرت بالملل وأنا جالسة لا أفعل شيئاً . ثم هذه أقل الأشياء مقابل ضيافتك .
اعترف وهو يتجه نحو الثلاجة الكهربائية ليصب لنفسه قدحاً من اللبن :
- لقد مر دهر منذ آخر مرة نظفت فيها المنزل .
- هل كان ذلك قبل أم بعد فيتنام ؟
قال رداً عليها وهو يبتسم :
- فى هذا الوقت كان والداى يعيشان هنا . وكانت أمى تحتفظ بهذا المنزل بحالة نظافة تامة . وعندما توفيت إلى رحمة الله هجرته تقريباً ، وكان الشئ الوحيد الذى اهتممت به هو البساتين ولكن لا تعتبرى نفسك مجبرة على التنظيف . لأننى أستضفتك .إنك تستطعين أن تظلى هنا ما شاء لك وعلى الرحب والسعة .
- أشك أن إيرما النمرة ستقبل ذلك كثيراً .
صحح لها :
- بل الوشق المتوحش الشرس هو الوصف الأدق هناك فرق شديد بين الوشق والنمر
- آه حسناً ؟
- طبعاً . إن الوشق متوحش ومن السهل إثارته عند أقل تحدى . أما النمرة ...
ظهرت ابتسامة رضا على شفتيه :
- والنمرة متباعدة ولكنها ساحرة . إنها تستخدم كل سحرها للإمساك بك وأنت موافقة رغم الخطر ومع ذلك يمكن أن تألف للرجل الذى يعرف كيف يتعامل معها .
لم يكن لدى ناتالى أدنى فكرة عما يتحدث عنه ولكنها أنصت وقد غرقت فى نغمات صوته العذب وتعبيرات وجهه التى لا يمكن سبر غورها . ضغطت كفيها فى بعضهما وأحست بأنهما مبتلتان بالعرق.
لقد نجح تروى تماما فى أن ينزع كل مقاومتها هذه المرة . ولكنها تفضل أن تختنق ولا تصرح له بذلك . قالت له :
- أجلس ودعنى أعد لك سندويشاً . لقد أعددت القهوة لتوى وأنا واثقة بأنك تحتاج إليها بعد أن ظللت فى الخارج وقتاً طويلاً.
أحس تروى بعدم الارتياح ها هى سنوات مرت لم يهتم فيها أحد براحته ورفاهيته .طبعا أخته كانت تتصل به بالتليفون من حين لآخر من داكوتا ولكنها لديها عائلتها الخاصة .
لقد حكم خطأ على ناتالى كورتلاند . أنها بسيارتها التى تساوى خمسين ألف دولار وملابسها الجديرة بأميرة أعتقد أنها ليست سوى فتاة غنية مدللة وفاسدة ولكن الآن وهو يعرف كيف تكسب عيشها فإنه لا يستطيع أن يمنع نفسه من الإعجاب بها واحترامها .كم يكون ممتعاً لو شاهدها وهى تعمل أمام المحكمة بكامل طاقتها .
**********************
يتــــــبع...
|