كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
خاتمــــة
راقب تروى ناتالى وهى تقضم خوخة ضخمة وناضجة وبعض العصير يسيل فى كسل على ذقنها . ابتسم وهويقاوم رغبته فى لمس العصير.
ويبدو أنها خمنت أفكاره فرفعت عينيها نحوه . يا إلهى ! إنها تبدو شهية مثل الفاكهة التى تأكلها . قالت له :
- إنك لا تأكل غداءك .
منذ الأشهرالأربعة التى تزوجا فيها تعلمت ناتالى كيف تفسر كل مسلك من سلوكيات تروى , وكانت عيناه تقولان لها أن اخر ما يفكر فيه هو الجبن ولحم القديد الذى ينتظره على المائدة .
أخفت عنه ابتسامتها , وأخذت تداعب ديزى وواحداً من جرائها الجالس بجوارها كالحارس . لقد أصبحت الكلبة الحارسة الشخصية لـ ناتالى . واعتبرتها من وقتها جزءاً لا يتجزأ من المنزل .
كانت الجراء قد وجدت بيوتا آمنة بعد فطامها إلا أن ناتالى أصرت على الاحتفاظ بواحد من الذكور على الأقل .
بمرور الشهور نما شعر ناتالى . وأصبح خصلات طويلة شقراء تنسدل كالشلال على كتفيها بينما لونت نزهاتها اليومية بين البساتين خديها وذراعيها بلون ذهبى خلاب .
كان زراع الخوخ فى قمة النشاط والموسم على أشده حيث كانت فرق الرجال تعمل من الصباح حتى المساء يجنون أطناناً من الفاكهة . وعندما لم تكن ناتالى تعمل فى مكتبها كانت تحب مراقبة العمال الذين بعد أن يملأوا أقفاصا من الخوخ يحملونها على شاحنات كاملة تنطلق إلى مصنع حفظ المعلبات .
بدا وكأن كل سكان مدينة كاوبنز يعملون فى المزارع والمصنع ومن حسن حظ تروى جوردان أن العاصفة الثلجية لم تقشر الأشجار كثيراً .
هبت نسمة باردة فى شهر يونيو عبر النافذة مما أطار شعر الشابة . وأمام هذا المنظر الرقيق كتم تروى أنفاسه عن الانفعال .
إنها حامل فى طفله , وعندما حدثته ناتالى عن ذلك لأول مرة أشرق وجهه فخراً ووقتها لم يغمض له جفن طوال الليل .
كان كل ما يحلم به أن يرى ابنه يكبر داخل بطن المرأة التى يحبها . لقد قال الخبرلكل سكان كاوبنز ., واصر الجميع على أن يحضروا مولده .
سألها تروى وهو يقضم الساندويتش الذى ناولته له :
- هل أخذت تعسيلة للراحة ؟
- لست أشعر بالتعب ..منتديات ليلاس
*****************************
يتبـــع...
|