كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
مر تروى على مزارعه تسبقه ديزى . لقد نهض منذ الفجر وككل يوم قضى الليل يفكر فى ناتالى كان يتصورها وهى ممدة فى حجرتها فى اتلانتا . وقف ليتأمل الأوراق النباتية حديثاً للأشجار . إنها لن تزهر قبل منتصف مارس ولكنه على أية حال يأمل أن يحصل على محصول جيد .
إن هذا الأمر يزعجه . لتذهب المزرعة ومصنع المعلبات إلى الجحيم .. إنهما لايهمانه . بدون ناتالى بالقرب منه لتشاركه أماله فإن كل ذلك لا يساوى شيئاً .
أحس بالامتعاض ودار نصف دورة نحو البيت وما إن وصل حتى احتسى قدحاً أخر من القهوة وهو يتساءل إن كان سيتصل تليفونياً بالشابة أم لا ؟ ولكن لماذا يتصل ؟ وما الذى سيقوله ؟
إن ذلك لن يؤدي إلا إلى فتح الجروح مرة ثانية . إنه سينتظر حتى ترحل للعمل للتمتع فقط بسماع صوتها الجميل يشدو فى جهاز الرد الآلى . ثم كالعادة يغلق الخط دون أن يترك رسالة .
كان تروى لا يعتقد أبداً أن حياته يمكن أن تعود سعيدة بعد عودته من فيتنام . لقد اعتاد بطريقة أو بأخرى على هذه الحياة الوحيدة فى منزل العائلة الضخم . وأن يعطى كل نفسه للعمل واليوم أدرك أنه عندما انهمك كلياً فى مهمته لم يستفد إلا قليلاً جداً من الحياة .
إلى حين وصول ناتالى .. ومن وقتها أصبحت بشائر المحصول لا تهمه إلا بطريقة مبهمة . وهو لم يضع قدمه فى مصنع التعليب من أسبوعين
كان يفكر كثيراً فى الذهاب إلى اتلانتا ليبحث عن ناتالى وإحضارها معه إلى المزرعة فى كاوبنز ولكنه كان يعلم أن تكتيكاته التى كانت تصلح فيما قبل التاريخ لن تصلح معها . إنها ستجعلهم يقبضون عليه لمحاولة اختطافها . ومع ذلك فإنها تحبه .. اللعنة على كل شئ .. لابد من إيجاد حل !
اتجهت ناتالى نحو باب الخروج عندما لاحظت امرأة وطفلين جالسين فى البهو , ورغم أن امرأة بدت ضعيفة إلا أنها حملت الطفلين على ركبتيها .
سألتها ناتالى وهى ترى نظرات الرعب فى عينيها :
- هل هناك من يعتنى بكم ؟
اجابت المرأة :
- لقد اخبرونى أن انتظر . وانا هنا منذ وقت الغداء . لايوجد أى شخص لديه الوقت لاستقبالى اليوم وأنا خائفة جداً . أنا .. أنا أنتظر هنا حتى أقابل محامية ممتازة فى الطلاق . وبناء عليه حضرة بالأتوبيس إلى هنا .
عندما شاهدت ناتالى الحذاء البالى الذى ترتديه المراة والطفلان فهمت أنهم ربما ليس معهم ما يمكنهم من تناول وجبتهم القادمة فما بالها بخدمات شركة لامار كورتلاند للمحاماة !
سألتها برقة :
- ما اسمك ؟
- ناعومى باترسون وهذان ولداى بارتون وسيدنى .
ترددت الشابة قليلاً ثم أعلنت :
- تعالى إذن إلى مكتبى يا سيدة باترسون .
لم يفت ناتالى نظرة الذهول على وجه موظفة الاستقبال بمكتب المحاماة الشهيروهى تصحب العائلة الصغيرة إلى المصعد . قالت لسكرتيرتها :
- كارلا ! هذه هى السيدة باترسون . لقد تناقشنا . هل تتفضلى وتصحبين الطفلين إلى الكافتيريا وتشرفين على طعامهما .
**********************
يتبـــــع...
|