كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
إن تروى لم يتركها فحسب وإنما أجبرها أيضا على إعادة التعمق فى نفسها الأمر الذى سبب لها ألماً شديداً ،لقد استطاع هو ببساطة شديدة أن يرى خلف الواجهة التى أختفت خلفها لتحتمى بها .
أن المحامية المشهورة جداً فى أتلانتا ليست فى الحقيقة سوى امرأة وحيدة وغير واثقة بنفسها وتتخفى خلف الملابس غالية الثمن والسيارة الفارهة والشقة الفخمة التى تدل على المركز المرموق الذى تحتله .
قال لها :
- ليس من حقى أن أقول لك ما قلتله يا ناتالى والله وحده يعلم أنه كان لدى ما يكفينى من المشاكل . أنا لم أرغب فى أن أجرحك . لقد أردت أن أكون صديقك . أردت أن تعلمى أننى موجود فى أى وقت تحتاجين فيه إلى .
كررت وهى تكتم ضحكة شنيعة :
- صديقى ؟
كيف يمكن أن تكون صديقة لرجل وهبت له قلبها دون حدود ؟ لقد تشاركت معه وداً لم يسبق لها أن شاركت أحداً مثله من قبل .لقد وهبته حياتها التى أعادها إليها عندما أنقذها والآن هاهو يسمى ما بينهما صداقة .
قال :
- إن ما عرفناه معاً كان رائعاً يا ناتالى . وأعرف اننى لن أعثر أبداً على امرأة مثلك .
اعترضت وهى تحس بغصة فى حلقها :
- ولكن هذا ليس كفاية .
لماذا اتصل لها ؟ ولماذا يجبرها على تذكر أشياء حاولت أن تنساها خلال الأيام الماضية ؟
قالت فى حزن :
- أريد أن أكون صديقتك يا تروى . على أية حال أنت الذى أنقذت حياتى .
أعترض عليها بقسوة :
- إننى لا أبحث عن الامتنان والعرفان بالجميل .
سألته وهى ترفع صوتها رغماً عنها :
- إذن ماذا تريد ؟ لابد أن أذهب يا تروى .
- انتظرى !
لم يكن يعرف ماذا يريد أن يقوله ولكنه أراد فقط أن يحتفظ بها معه . على الخط أملا فى كسب مزيد من الوقت . إنه يندم لأنه لم يسمع صوتها ولا ضحكاتها ولا تنهداتها ولا اعترافها بحبه . قال :
- لو إنك فى حاجة إلى أى شئ .. أى شئ كان ..
قاطعته والدموع فى عينيها :
- أنت تعرف جيداً أننى لا استسلم . كل شئ بخير .
عندما وضعت ناتالى السماعة أخفت وجهها بين كفيها وبكت دموعاً ساخنة ..ليذهب إلى الشيطان وإلى الجحيم . لماذا دفعها لأن تقع صريعة حبه ؟
فى الأسبوعين التاليين عاشت الشابة كالمنومة مغناطيسياً . وفى كل يوم تذهب إلى المكتب وترد على التليفونات وتعقد اتفاقات مع عملائها وترحل إلى المحكمة .
كانت تحاول أن تبدو متفاهمة أمام المشاكل الخاصة بالآخرين ولكن قلبها أصبح من خشب . إنها على الأقل تبدو الآن عند مستوى المظهر المطلوب . باردة ومتكبرة ومصرة .
وعندما تعود إلى بيتها تحاول أن تنظر إلى شقتها بعينى تروى . لم تدهش عندما تذكرت أنه رفض الجلوس على الأريكة , إنه يلعن المال .
لقد عملت باجتهاد هى ومهندس الديكور للحصول على هذه الفخامة ولكن لماذا ؟ حتى تبدو هذه الحجرة مثل قاعة الاستقبال فى فندق وليس صالوناً منزلياً خصوصياً ..
***********************
يتبــــــــع...
|