كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
- الآن وقد أحسسنا بالارتياح والخلاص قليلاً من الأفضل إذن أن نستعد لهذا العشاء .
أخذ الاثنان يضحكان وأحست ناتالى بأنها أكثر خفة ومرحاً , إنها تعرف كل ما اضطر إلى تحمله من عذاب بسبب مى لين ولكنها رفضت أن تطرح عليه أسئلة حولها ،لقد بدا من القسوة أن تعرف أن تروى أحب امرأة أخرى وأنه رزق منها بطفل ولكنها ستتعلم كيف تعيش مع تلك الفكرة .
أخذ كل منهما دشاً طويلاً وحاول كل منهما أن يسترخى تحت الماء الساخن بعد كل ذلك التعب والتوتر اللذين عانياهما طوال النهار .
تساءلت ناتالى هل سيحدث فى يوم من الأيام أن يعيشا معا كزوجين فى بيت واحد ؟
قال تروى ضاحكاً :
- من يظن أننى استطعت فى يوم من الأيام أن أروض نمرتى .. لقد كان الأمر أسهل مما تصورت .
- ولكن ماذا سيحدث لو خمشتك بمخالبها ؟
- هذا يعتمد على براعة المروض .
ررا أن يستقلا السيارة الجاجوار الخاصة بـ ناتالى التى ألقت إليه بمفاتيحها قائلة :
- أريد منك أن تقوم بالقيادة . فى يوم من الأيام ستسلم شاحنتك القديمة الروح وعليك أن تقدم لنفسك شيئاً من روح هذا العصر .
اضطر تروى إلى الاعتراف بمدى قوة السيارة وفخامتها الراقية التى بدت تنزلق فوق الأرض دون أن يحس بأنه يلمس بدال السرعة .
لقد حان فى الحقيقة الوقت لتبديل سيارته ولكن مزارع الخوخ لم يكن منجذباً للسيارات من نوع المرسيدس أو الجاجوار . لا شك أنه إذا غير سيارته فستكون باخرى من نوع الجيب أو اللاندروفر .
عندما شاهد الدار قابعة فوق التل حمد الله لأنه لم يركب شاحنته القديمة . إنه لم يكن يرغب فى أن يغرق ناتالى فى مزيد من الإحراج أمام زملائها .
أفلتت منه زفرة إعجاب عندما شاهد البيت الأبيض ذا الواجهة ذات الأعمدة والشرفة الامامية الرائعة . قال :
- لقد كنت أجهل أن القضاة يربحون أموال كثيرة لهذه الدرجة . هل تظنين أن هذا الرجل كان يتقبل رشاوى ؟
- لا .. إن هذه الاموال جاءت عن طريق زوجته إنها ثرورة العائلة . إن أسلافها يعود تاريخهم إلى حرب الانفصال .
سألها وهو يقف بالسيارة أمام الدار :
- هل يجب علينا أن نظل وقتاً طويلاً ؟
- لا إذا لم تكن ترغب فى المكوث. ولكن لماذا ؟
- لأنك فاتنة بدرجة شيطانية هذا المساء ولا أستطيع أن أتحمل أن يشاركنى الإعجاب بك أحد أخر . ولا أريد أن يحملق فيك الرجال فى هذا الشئ الذى تسمينه ثوباً .
ردت عليه ناتالى وهى تنظر إلى زيها :
- هذا الشئ حدث أن كان آخر صيحة للموضة .
كان الثوب قصيراً جداً وبدون حمالات وقد طرز بتطريز أزرق براق ويحيط بجسدها بطريقة مثيرة ورائعة . كان تروى قد أوشك على الاختناق دهشة وهو يراها ترتديه أمام عينيه.
وكان شعرها قد صفف بطريقة راقية ومليحة مما يعطيها مظهراً مشرقاً صبوحاً وكأنها عائدة لتوها من نزهة رائعة فى الهواء الطلق .
************************
يتبـــع...
|