كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
أحست ناتالى بالاضطراب وأخذت تتأمل فى صمت جسد تروى الفارع والواقف بجوارها سالت دموعها على خديها . إنها تبكى من أجل الرجل الذى استمر حزنه من وقتها لزمن طويل وبسبب ظلم الحروب .
قالت كأنها المسئولة عن الامه:
- أنا آسفة حقا يا تروى
- لقد وعدت مى لين أن تكون هى والطفل فى أمان فى أسرع وقت ... لقد وعدتها ... لقد صدقتنى ... وتخليت عنها .
- أنت لست مسئولاً على الاطلاق عما جرى هناك .
- إذن لقد خدعتها .
- ولكن كيف بحق السماء ؟
استأنف وهو يستدير نحوها ببطء :
- لقد وقعت فى حبك .
مهما كانت الصدمات التى تلقتها ناتالى فى حياتها فإنها لا يمكن أن تقارن بصدمة اعتراف تروى أخيرًا . قالت بعد أن استردت بعض أنفاسها :
- أنا ... أنا لا أستطيع أن أقول شيئاً .
- يمكنك أن تقولى إنك تحسين بنفس الشئ .
نعم تستطيع أن تقول ذلك ولكن إلى أين يقودهما هذا ؟
- تروى ...
- لا تقولى شيئاً لا تؤمنين به تماماً يا ناتالى . أنا لا أستطيع أن أسمع أكاذيب تخرج من هذا الفم الجميل .
قالت وهى تنشج :
- أنت لا تفهم...
وضع إصبعه تحت ذقنها وجعلها ترفع رأسها :
- بل أهم يا عزيزتى . إنه تحيط بك أشياء جميلة وفاخرة . هذه الشقة والملابس التى ترتدينها وسيارتك الجاجوار ... ما الذى يمكن أن تحتاجينه بعد ذلك ؟ أعتقد أنك تشبهين آرثر إلى حد ما .
رغم أن تروى لم يكن مقتنعاً على الاطلاق بما قاله إلا أنه كان متلهفاً على إيلامها تماماً مثلما يحس هو أيضاً بالألم عندما لم ترد على اعتراف لها بحبها مثله .
كانت ناتالى تحس برغبة عارمة فى أن تصفعه لدرجة أن يدها كانت تأكلها . قالت له بحدة :
- إذن أنت لا تعرفنى على الاطلاق .
- كل ما أعرفه هو أننى أفضل أن أظل واقفاً على الجلوس على مقاعدكم الوثيرة ذات المساند . إنها تبدو كأنها خارجة لتوها من فترة عرض تاجر موبيليات . وأعرف أيضا أن لدى رغبة فى أن أربت على شعرك ولكنى أخشى أن أفسد تسريحته التى قام بها أحسن حلاق سيدات فى المدينة أو أفسد زينتك التى تشبه زينة العروس .
أمسك بقدحه واحتسى بقية قهوته مرة واحدة ليضعه بسرعة على المائدة المنخفضة ثم أعلن وهو يدور على عقبيه :
- أعتقد أن الوقت حان بالنسبة لى للرحيل .
صاحت ناتالى ويدها فوق وسطها وهى تتبعه إلى داخل الصالون :
- هذا ليس عدلاً ... اسمعنى يا تروى .ربما أحب أن أحيط نفسى بأشياء جميلة . ولكنى أعمل من أجل ذلك وأستحقه . إننى أستحق أن ارتدى من أفخم محلات الموضة وأتناول العشاء فى أفخم المطاعم . إن هذا هو كل ما عندى يا تروى . ألا تفهم ؟ لقد فقدت كل من أحبهم ولكن هذه الأشياء على الأقل يمكن إحلالها محلهم .
**************************
يتبــــــــــع...
|