كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
جرى العشاء وسط جو متوتر مشدود . لم يسبق لـ ناتالى أن أحست بمثل عدم الارتياح كما أحست أثناء الطعام .
أولاً : هناك ذلك الرجل الفظ والذى يتباهى بأن يصبح موضع السخرية والاستهزاء . ثم هناك ذلك الطفل الذى رزق به تروى من الفيتنامية . ثم تلك الثروة التى أدعاها شقيقه والتى أخفى عنها خبرها .لماذا لم يحدثها عنها أبداً ؟ مئات الأسئلة كانت تتصارع فى ذهنها . قال آرثر مقترحاً :
- ألن تتناولى الحلوى ؟
أجابته ناتالى وهى تختلس نظرة إلى تروى :
- لا شكراً . لا بد من عودتى حتماً . لقد كان نهارى طويلاً ومؤلماً .
طبعا هناك ذلك العشاء الكارثة الذى ختمت به يومها الرهيب . عندما وصلت فاتورة الحساب أخذها تروى من بين يدى آرثر ونظر فيها ولم يبد أى دهشة وإنما قال لأخية بخشونة :
- احتفظ بنقودك من أجل دفع أجر عودتك .
أشار تروى بعد ذلك إلى الخادم ليحضر سيارة أجرة لأخيه ذلك الخادم الذى أعلن وهو يتقبل العطاء الكبير الذى دسه توى فى يده :
- تحت أمرك يا سيدى . حالاً .
فى اللحظة التى ساعد فيها تروى ناتالى فى الصعود إلى الشاحنة .أحس بالارتياح وهو يشاهد سيارة الأجرة تصل وتحمل شقيقه من أمام المطعم .
قال أخيراً معترفاً للشابة :
- أنا آسف أن تحول العشاء إلى كارثة . لقد كنت أجهل أن آرثر وصل إلى هذه الحالة المزرية . لقد كان دائماً يحب الشراب ولكن ليس لهذه الدرجة .
قالت له ناتالى مؤكدة ببساطة :
- لقد كنت سعيدة لقضاء السهرة معك يا تروى .
نظر إليها نظرة دهشة وهو واثق بعد مشهد شقيقه أنها لا تريد أن تراه بعد ذلك أبداً . وصلا أمام الشقة الخاصة بالشابة فدعت رفيقها إلى تناول قدح قهوة بمنزلها .
حياها البواب بطريقة ذات مغزى وهما ينتظران المصعد .
ترك تروى الشابة تعد القهوة وفتح الجدار الزجاجى الخاص بالصالون وخرج إلى الشرفة حيث شهد فيها أضواء المدينة المتلآلئة. فكر مرة ثانية كيف أن كلا منهما يعيش فى عالم مختلف عن الآخر .
إن رؤيته لها وهى تتحرك داخل عالمها الخاص زادت من تأكيد فكره السابق ومع ذلك لم يمنعه ذلك من أن يرغبها ويحبها من كل قلبه .
قالت له عندما انضمت إليه على الشرفة :
-أوه ... هأنت ذا ! أليس رائعاً ؟ أحياناً عندما أجد نفسى وقد جفانى النوم أو أن قضية ما ترهقنى ذهنياً أجلس هنا .
- وماذا تفضلين الإعجاب بالنجوم وهى بصحبتك هنا أم أضواء المدينة ؟
- وما رأيك أنت ؟
قال وهو يبتسم ابتسامة بسيطة رغم الظلام :
- أعتقد أنك تعرفين الرد .
لم تستطع ناتالى إلا أن تحس بوخز فى قلبها .من الواضح أن تروى ليس رجل المدينة
ظلا فترة طويلة يتأملان بإعجاب المنظر الطبيعى الوضاء المقدم أمام عيونهما . ثم ذهبت الشابة لتحضر القهوة ثم ناولت تروى قدحاً .
ظلا فوق الشرفة يحتسيان القهوة وهما مستندان على الدرابزين .
************************
يتبـــــــع...
|