كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
كانت تشعر بنوع من الإحباط المبهم . ودت ناتالى لو قضت السهرة كلها معه بمفردها يثرثران طويلاً . إنها توشك أن تلتهمه بعينيها . بعد اسبوع كامل دون أخبار عنه ظنت فعلاً أنها فقدته للأبد . طلب منها عنوانها وراقبته وهو يسجله على منديل ورقى .
قالت وهى تنطق كل حرف بعناية :
- أعتقد .. أعتقد أنه يجب على أن أرحل .
كانت تأمل الا يكتشف تروى مدى اضطرابها ثم سألته :
- هل تحب أن أقابلك أنت وشقيقك فى المطعم مباشرة ؟
- حتى تضيعى فرصة ركوب شاحنتى القديمة .
ضحكت :
- أوه .. هل سيحضر ارثر معنا ؟
- أتعرفين ؟ أنه يفضل الموت على ركوب الشاحنة . إنه من الصنف الذى يركب المرسيدس . وأنا أعشق الحضور واطلق النفير أمام بيته حتى يطل كل الجيران من نوافذهم وقد أصابهم الرعب عندما يرون الفلاح الذى أنا هو يركن شاحنته أمام دارهم ولكن آرثر يكتفى بأن يشير إلى خفية إلى باب الدخول ويعمل على إيجاد مكان لى فى ساحة الانتظار الموجودة خلف العمارة .
- لاتقل لى إنه متحذلق .
- سترين ذلك بنفسك .
- فى هذه الحالة كيف حدث أنك لم تكن متحذلقاً أنت الآخر ؟
- لم يكن والداى سوى فلاحين بسيطين متواضعين وليس بهم أى لمسة من التحذلق وادعاء الارستقراطية وأختى مثلهما . فلا المال ولا النقود يمكن أن تؤثر فيهم وآرثر كان دائماً مختلفاً , لقد رهن أبى المزرعة حتى يستطيع أن يواصل دراسته .
- وماذا عن أختك ؟
- إنها متزوجة وقد انتقل زوجها إلى مكان آخر ولكنها لا هى ولا أخى يهتمان بالمزرعة . وقد انتهى بى الأمر إلى أن اشتريت نصيبهما .
ألقت ناتالى نظرة على ساعة يدها :
- يجب فعلا أن أعود إلى بيتى لأخذ دشاً .
قال تروى مازحاً :
- هل تريدين مساعدة ؟. حسب ما أذكر أنت تعانين مشاكل مع الدش .
ردت عليه وهى تنهض فى وقار :
- حسنا .. أحب أن أوضح لك أن دشي لايبصق فجأة مياها مثلجة . سأذهب .
- لقد فهمت ذلك . عندما تقررين الرحيل فلاشئ يمكن أن يثنيك عن ذلك .
- هل تعتقد أنك تستطيع العثور على عنوانى ؟
- بالتأكيد .
بعد أن دفع تروى الحساب صحبها حتى سيارتها وقال لها :
- فى أى ساعة ستكونين مستعدة ؟
- فى الثامنة . هل هذا مناسب ؟
- حسنا .. أغلقى بابك بالترباس وارفعى زجاج السيارة .
- أنا فتاة ناضجة وعاقلة يا تروى .
- وأعتقد أن هذا بالذات ما أحبه فيك .
ابتسم لها ابتسامة زادت من حلاوة ورقة ملامحه وجعلته يبدو أكثر شباباً .
***********************
يتبـــــــع...
|