كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
سألته بلهجة مرحة تحاول أن تشير الى أن حضوره ليس له أهمية :
- إذن ما الذى جاء بك إلى أتلانتا ؟
إنها تريد بوجه خاص ألا يظن أنها تكاد تطير فرحاً من لقائه وأنها اشتاقت إليه كثيراً .
فى رأيها أن تروى وإيرما قد استأنفا قصة حبهما العادية التى كانا قد بدآها قبل العاصفة الثلجية . لقد كانت ناتالى تفكر فيها باستمرار عندما ترقد لتنام , مما كان يسبب لها أرقاً رهيباً تمنت فقط ألا تظهرالهالات الداكنة حول عينيها نتيجة ليالى السهر التى لانهاية لها ...
رد عليها :
- هناك مسألة لابد أن أسويها مع أخى .
سألته وقد أحست بالإحباط والخيبة :
- المستثمر ؟
هكذا إذن لم يحضر ليقابلها , أحست ناتالى بقلبها ينقبض وتشيع فيه القتامة واليأس ومع ذلك فهومليح الوجه .. وشعره الذى أحسن قصه وتمشيطه أعطاه مظهراً مختلفاً تماماً عن ذلك المظهر المتوحش الذى عرفته به وكأنه خارج لتوه من النوم المتقلب .
قال :
- نعم . فى كل مرة أربح فيها قرشاً واحداً يريد منى أن يستثمره لى . أخر مرة استثمر أموالى فى أسماك التونة .
أخذا يضحكان معاً ولكن تروى أحس بالتوتر الذى سرى فيما بينهما . سألها محاولاً أن يغير الموضوع ويخفف من حدة التوتر :
- هل تذكرين عندما قلت لك إننى أحب أن أشاهدك وأنت فى وسط عملك المهنى أمام المحكمة ؟
- نعم , وإن كنت لا أفهم السبب .
- لقد أردت أن أرى كيف تبدين . لقد اتصلت بمكتبك حيث أعلنوا لى أنك
تقومين بالدفاع بعد ظهر اليوم . وهكذا تجديننى أتيت . لقد كان من الصعب جداً متابعتك من قاعة لأخرى دون أن أجعلك تلاحظيننى .
- إننى لا أكاد أصدق أنك ظللت طوال مابعد الظهر لا لشئ سوى سماع أزواج يتشاجرون .
- لقد كنت أشاهدك أنت .
- آه ها .. ؟
-لأرى كيف تتصرفين . ولقد كنت على حق فى نقطة .
- ما هى ؟
- أنت تبدين نمرة فى المحكمة تماماً مثلما تتصرفين فى الحياة .
قالت وهى تنظرفيما حولها نظرة قلق :
- تروى !
- أنت محامية ممتازة يا ناتالى كورتلاند . ولسبب غريب لا استطيع أن أتصورك فى المحطمة وأنت ترتدين روبى المنزلى . والآن وأنت ترتدين هذا الطقم الفاخر من الملابس الذى يساوي ثلاثمائة دولار ونظارتك الفاخرة فإن منظرك يصرعنى .
سألته وهى تبتسم أمام فكرته :
- هل يمكننى أن أدعوك على قدح قهوة أو ما شابهه ؟
- لقد كنت أحبس انفاسى انتظار لأن تدعينى إليه .
وابتسم مرة ثانية ابتسامته تلك التى تجعل قلبها ينبض بسرعة مائة نبضة فى الدقيقة , إن وجودها بالقرب من تروى يجعلها تحس بأعراض تجعلها تفكر فى الذهاب إلى الطبيب . ولكن لماذا لم يتصل بها تليفونياً ؟
***********************
يتبـــــــع...
|