كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وافقها صديقها قبل أن يذهب ليفتح الباب .
- مرحبا يا تروى وأنت يا ناتالى أتمنى أن تحلى مشاكلك العائلية بسرعة .
لم تعرف ناتالى ماذا تظن بهذه الزائرة ولكن أمام نظرات تروى المتهربة باستمرار فهمت إنه وإيرما لديهما مشروعات معا .
عضت على شفتها من الإحباط ولكن لماذا طلبت منها إيرما ألا تسبب له أذى ؟
احتارت وزفرت لأن الحياة فعلاً معقدة .
رنت ساعة الحائط الخامسة تماماً عندما أخرجت سيارة ناتالى الجاجوار من وسط حفرة الجليد . وبفضل غزارة الجليد لم تتعرض السيارة لأى تلف يذمر . وأحست الشابة بالاطمئنان وهى تعرف أنها موجودة بالقرب من بيت تروى الذى أعلن لها :
- لقد تأخر الوقت كثير على الرحيل وطبقة الجليد والت جاثمة على الطرق التى أصبحت زلجة مثل الزجاج . ثم إن غلاية البخار قد أصلحت ويمكنك النوم بمفردك فى غرفتى .
بعد رحيل إيرما قام بعدد لا يحصى من المكالمات التليفونية حتى يأتى الفنى لإصلاح الغلاية بأسرع ما يمكن وبأى ثمن . ردت عليه ببرود :
- أنا فتاة ناضجة يا تروى .
كانت مقتنعة أنه سيقابل إيرما فى نفس المساء ولم تعد تفهم شيئاً لماذا لا يلقى بحقيبة ملابسها فى سيارتها حتى يتخلص منها ؟
كانت فى حالة غير طبيعية وهى تذهب لإحضار متعلقاتها من حجرة الحمام ، صاح فيها تروى :
- ألا يمكن أن تفكرى مرة واحدة بعقل ؟ هل ستقودين سيارتك على الجليد الخطر ؟ انتظرى إلى ما بعد ظهر غداً حتى يكون الثلج قد ذاب.
تراجعت ناتالى عن قرارها فقط لتتأكد من موعد ما بعد الظهر الذى صوره لها خيالها . إن وجودها دون شك سيمنعه من الذهاب إلى إيرما .
ولكن تأكدت شكوكها عندما وجدته يدخل عليها وقد ارتدى بنطلوناً من لقطيفة وسويترا أحمر . حاولت أن تفكر فى شئ آخر فأعدت وجبة طعام أثارت إعجاب مضيفها وسألها :
- من أين وجدت الوقت اللازم لدراسة الحقوق وتعلم فنون الطهى فى وقت واحد ؟
- لقد تعلمت الطهى عندما كنت صغيرة بعد رحيل أمى . ولكن هل ستخرج ؟
- لماذا ؟ هل تعتقدين أننى سأتركك بمفردك تلتهمين هذه الوجبة اللذيذة ؟
- فى هذه الحالة تناول طعامك اولا ثم أخرج
- ليست لدى أى نية للخروج فى هذا الجو . هل تحاولين التخلص منى ؟
- لا ... لقد ظننت ... لا شئ
تلعثمت وهى تحاول إخفاء دهشتها .
أعدت ناتالى المائدة وهى تتساءل لماذا تحس بالارتياح لأن تروى سيبقى فى البيت وأثناء الطعام ثرثرا فى هدوء وهنأها تروى على طهوها لدرجة أحست معها باحمرار خديها خجلاً.
قال تروى مازحاً وقد بدأ عليه الاستمتاع :
- أعتقد أن هكذا يفعل الزوجان السعيدان .
صححت له ناتالى معلوماته قائلة :
- ليس هكذا يفعل المتزوجون ممن يعملون معى وإنما يقضون أوقاتهم فى الصراخ والشجار . سيدهشك أن تعلم كم من الزيجات يتمرغ أصحابها فى التراب كل يوم .
- ألهذا السبب أردت الاهتمام بقضايا الطلاق ؟
**********************
يتبــــــــــع...
|